عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2010, 03:48 PM   #5

شموخ انثى
عضو مميز



الصورة الرمزية شموخ انثى


• الانـتـسـاب » Feb 2010
• رقـم العـضـويـة » 67481
• المشـــاركـات » 711
• الـدولـة » داخل قلب العروبه
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
شموخ انثى صـاعـد

شموخ انثى غير متواجد حالياً



افتراضي






ونكمل معكم سلسلتنا من موسوعة عمالقة العرب عندما تكلمنا سابقا عن كليب كان لابد من ذكر شقيقه سالم او الملقب بالمهلهل وهو فارس مغوار لا يضاهيه احد في شجاعته ولا فروسيته ولا عنفوانه لنصل معكم الى :


** ابو ليلى المهلهل**



الاسم والنسب
المهلهل بن ربيعة - الزير سالم هو عدي بن ربيعة بن الحارث بن مرة بن هبيرة التغلبي الوائلي. بني جشم، من تغلب (توفي 94 ق.هـ/531 م). وهو شاعر عربي وهو أبو ليلى، المكنى بالمهلهل، ويعرف أيضاً بالزير سالم من أبطال العرب في الجاهلية . وهو شقيق لعلي الملقب بـ ((الحنش)) .
والحنش هذا من الجرارين
(الجرار قائد لـ 1000 فارس واكثر)) وهو غير معروف تاريخياً لأنفصاله عن اهله وكان يعيش على الغزو هو وجنوده.. وجد الشاعر عمرو بن كلثوم حيث أن أم عمرو هي ليلى بنت المهلهل، وذهب البعض إلى انه خال الشاعر الكبير امرئ القيس . كان من أصبح الناس وجهاً ومن أفصحهم لساناً. ويقال أنه أول من قال الشعر، عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسمي (زير النساء) أي جليسهن. ولما قتل جساس بن مرة أخاه وائل بن ربيعة المعروف بلقب كليب، ثار المهلهل فانقطع عن الشراب واللهو إلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب (حرب البسوس)، التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة. يقول الفرزدق: ومهلهل الشعراء ذاك الأولُ، وهو القائم بالحرب ورئيس تغلب أسر في آخر أيامهم ففك أسره وقصته معروفه وأسر مرة أخرى فمات في أسره.


( وادى الذنائب )





القابه وكنيته


لقب عدي بن ربيعة بألقاب عديدة من أشهرها:
الزير سالم
اختلف في اسمه فقيل أن اسمه سالم كما هو معروف وقيل أن اسمه عدي كما ذكر في عدة قصائد منها قصيدته الشهيرة وهو في الأسر التي كانت سببا غير مباشر في مقتله والتي قال

طَـفـَلـة ما ابْنة المجللِ بـيضـاء لـعـوب لـذيذة في العناقِ
فاذهبي مـا إليك غـير بـعيد لايؤاتي العـناق مـن في الوثاقِ
ضربت نحرها إلى وقالت ياعديا، لقد وقـتك الأواقي
أما تسميته بالزير فقد سماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن.
المهلهل وقد قيل لقب مهلهلا لأنه كان يلبس ثياباً مهلهلة، وقيل لقب بسبب قوله:
لما توغل في الكراع هجينهن هلهلت أثأر مالك أو سنبلا

كما يقال أنه لقب مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقّه وهو من الشعراء الكذبة لبيت قاله وهو :
ولولا الريح أسمع أهل حجرٍ صليل البيض تقرع بالذكور
قالت فيه ابنته بنت أخ المهلهل لما قتل:
من مبلغ الحيين أَنّ مُهلهلا أَضحى قتيلاً في الفلاة مُجندَّلا
أبي ليلى وهي كنيته وذلك لأنه في صغره رأى رؤيا ينجب فيها فتاة واسمها ليلى وأنه لها شأن، فلما تزوج أسمى فتاته بذاك الاسم وزوجها كلثوم بن مالك من بني عمومتها وولد منها عمرو بن كلثوم بن مالك صاحب المعلّقة.
وهي هذه الأبيات الرائعة نطق بها (كليب) شقيق الزير سالم (أبو ليلى المهلهل) بعد ان طعنه ابن عمه جساس






( قبر الزير سالم - ابو ليلى المهلهل )




حرب البسوس

كما ذكرنا بالحلقة الماضيه كيف قتل كليب وكيف غدر به جساس فبعد طعنه كليب أمال جساس يده بالفرس حتى انتهى إلى أهله على فرسه يركضه، وقد بدت ركبتاه، ولما رأته أخته قالت لأبيها: إن ذا لجساس آتى كاشفاً ركبتاه، فقال: والله ما خرجت ركبتاه إلا لأمر عظيم.



فلما جاء جساس قال له: ما وراءك يا بني ؟ قال: ورائي أني قد طعنت طعنة لتشغلن بها شيوخ وائل زمنا، قال: وماهي ؟ لأمك الويل أقتلت كليبا؟ فقال: نعم، فقال أبوه: إذن نسلمك بجريرتك، ونريق دمك في صلاح العشيرة والله لبئس ما فعلت! فرقت جماعتك وأطلت حربها وقتلت سيدها في شارف من الإبل والله لا تجتمع وائل بعدها ولا يقوم لها عماد في العرب ولقد وددت أنك وإخوتك كنتم متم قبل هذا مابي إلا أن تتشاءم بي أبناء وائل، فأقبل قوم مرة عليه وقالوا: لا تقل هذا ولا نفعل فيخذلوه وإياك، فأمسك مرة.





ولما قتل كليب اجتمعت نساء الحي للمأتم، فقلن لأخت كليب: رحلي جليلة من مأتمك، فإن قيامها فيه شماتة وعار علينا عند العرب، فقالت لها: يا هذه اخرجي عن مأتمنا فأنت أخت واترنا وشقيقة قاتلنا، فخرجت وهي تجر أعطافها، فقالت لها أخت كليب: رحلة المعتدي وفراق الشامت ويل غداً لآل مرة من السكرة بعد السكرة، فبلغ قولها جليلة فقالت: وكيف تشمت الحرة بهتك سترها وترقب وترها أسعد الله جد أختي أفلا قالت: نفر الحياء وخوف الاعتداء.



ولما ذهبت إلى أبيها مرة قال لها: ما وراءك يا جليلة ؟ فقالت: ثكل العدد وحزن الأبد وفقد حليل وقتل أخ عن قليل وبين ذين غرس الأحقاد وتفتت الأكباد، فقال لها: أو يكف ذلك كرم الصفح وإغلاء الديات ؟ فقالت: أمنية مخدوع ورب الكعبة أبا لبدن تدع لك تغلب دم ربها.



وكان همام بن مرة ينادم المهلهل أخا كليب وعاقده ألا يكتمه شيئاً، فلما ظعن مره بأهله أرسل إلى ابنه همام فرسه مع جارية، وأمره أن يظعن ويلحق بقومه، وكانا جالسين، فمر جساس يركض به فرسه مخرجاً فخذيه، فقال همام: إن له لأمراً والله ما رأيته كاشفاً فخذيه قط في ركض، ولم يلبث إلا قليلاً حتى انتهت الجارية إليها، وهما معتزلان في جانب الحي، فوثب همام إليها، فسارته أن جساساً قتل كليباً، وأن أباه قد ظعن مع قومه، فأخذ همام الفرس وربطه إلى خيمته ورجع، فقال له المهلهل: ما شأن الجارية والفرس ؟ وما بالك ؟ فقال: اشرب ودع عنك الباطل، قال: وما ذاك ؟ فقال: زعمت أن جساساً قتل كليباً، فضحك المهلهل وقال: همة أخيك أضعف من ذلك، فسكت ثم أقبلا على شرابهما، فجعل مهلهل يشرب شرب الآمن، وهمام يشرب شرف الخائف، ولم تلبث الخمر أن صرعت مهلهلا، فانسل همام وأتى قومه من بنى شيبان وقد قوضوا الخيام وجمعوا الخيل والنعم ورحلوا حتى نزلوا بما يقال له النهى.
ورجع المهلهل إلى الحي سكران فرآهم يعقرون خيولهم ويكسرون رماحهم وسيوفهم فقال: ويحكم ما الذي دهاكم ؟ فلما أخبروه الخبر قال: لقد ذهبتم شر مذهب أتعقرون خيولكم حين احتجتم إليها ؟ وتكسرون سلاحكم حين افتقرتم إليه. فانتهوا عن ذلك، ورجع إلى النساء فنهاهن عن البكاء وقال: استبقين للبكاء عيوناً تبكى إلى آخر الأبد.



ولما أصبح غدا إلى أخيه فدفنه وقام على قبره يرثيه، وما زال المهلهل بيكي أخاه ويندبه ويرثيه بالأشعار وهو يجتزئ بالوعيد لبنى مرة حتى يئس قومه وقالوا: إنه زير نساء، ***رت منه بكر، وهمت بنو مرة بالرجوع إلى الحمى، وبلغ ذلك المهلهل فانتبه للحرب وشمر ذراعيه وجمع أطراف قومه، ثم جز شعره وقصر ثوبه وآلى على نفسه ألا يهتم بلهو ولا يشم طيباً ولا يشرب خمراً ولا يدهن بدهن حتى يقتل بكل قطره دم من كليب رجلاً من بنى بكر بن وائل. وحث بنى تغلب على الأخذ بالثأر، فقال له أكابر قومه: إننا نرى ألا تعجل بالحرب حتى نعذر إلى إخواننا فبالله ما تجدع بحرب قومك إلا أنفك ولا تقطع إلا كفك! فقال: جدعه الله أنفاً وقطعها كفاً والله لا تحدثت نساء تغلب أني أكلت لكليب ثمناً ولا أخذت له دية، فقالوا: لا بد أن تغض طرفك وتخفض جناحك لنا ولهم، فكره المهلهل أن يخالفهم فينفضوا من حوله فقال: دونكم ما أردتم.



وانطلق رهط من أشرافهم وذوي أسنانهم حتى أتوا مرة بن ذهل فعظموا ما بينهم وبينه، وقالوا له: إنكم أتيتم أمراً عظيماً بقتلكم كليباً بناب من الإبل وقطعتم الرحم ونحن نكره العجلة عليكم دون الإعذار وإننا نعرض عليكم إحدى ثلاث، لكم فيها مخرج ولنا مرضاة.





إما أن تدفعوا إلينا جساساً فنقتله بصاحبنا فلم يظلم من قتل قاتله، وإما أن تدفعوا إلينا هماماً فإنه ند لكليب، وإما أن تقيدنا من نفسك يا مرة فإن فيك رضا القوم.
فسكت وقد حضرته وجوه بنى بكر بن وائل فقالوا: تكلم غير مخذول، فقال: أما جساس فغلام حديث السن ركب رأسه فهرب حين خاف فوالله ما أدري أي البلاد انطوت عليه، وأما همام فأبو عشرة وأخو عشرة ولو دفعته إليكم لصيح بنوه في وجهي وقالوا: دفعت أبانا للقتل بجريرة غيره، وأما أنا فلا أتعجل الموت وهل تزيد الخيل على أن تجول جولة فأكون أول قتيل! لكن هل لكم في غير ذلك ؟ هؤلاء بنيّ فدونكم أحدهم فاقتلوه وإن شئتم فلكم ألف ناقة تضمنها لكم بكر بن وائل، فغضبوا وقالوا: إنا لم نأتك لترذل لنا بنيك ولا لتسومنا اللبن. ورجعوا فأخبروا المهلهل، فقال: والله ما كان كليب بجزور نأكل له ثمناً.
واعتزلت قبائل من بكر الحرب وكرهوا مساعدة بني شيبان ومجامعتهم على قتال إخوتهم، وأعظموا قتل جساس كليباً بناب من الإبل فظعنت عجل عنهم وكفت يشكر على نصرتهم ودعت تغلب النمر من قاسط فانضمت إليها وصاروا يداً معهم على بكر ولحقت بهم عقيل بنت ساقط.



وكان الحارث بن عباد بن ضبيعة من قيس بن ثعلبة من حكام بكر وفرسانها المعدودين، فلما علم بمقتل كليب أعظمه واعتزل بأهله وولد إخوته وأقاربه وحل وتر قوسه ونزع سنان رمحه.
ووقعت الحرب بين الحيين، وكانت وقعات مزاحفات يتخللها مغاورات، وكان الرجل يلقى الرجل والرجلان والرجلين هكذا، وأول وقعة كانت على ماء لهم يقال له النهى كان بنو شيبان نازلين عليه، ورئيس تغلب المهلهل ورئيس شيبان الحارث بن مرة فكانت الدائرة لتغلب، وكانت الشوكة في شيبان، واستحر القتال فيهم، إلا أنه لم يقتل ذلك اليوم أحد من بني مرة.
ثم التقوا بالذنائب فظفرت بنو تغلب وقتلت بكر مقتلة عظيمة، ثم التقوا بواردات فظفرت بنو تغلب، وكان جساس بن مرة وغيره طلائع قومهم وأبو نويرة التغلبي طلائع قومهم أيضاً، فالتقوا بعض الليالي فقال له أبو نويرة: اختر إما الصراع أو الطعان أو المسايفة (أي التضارب بالسيوف) فاختار جساس الصراع فاصطرعا، وأبطأ كل واحد منهما على أصحاب حيه وطلبوهما فأصابوهما وهما يصطرعان، وقد كاد جساس يصرعه ففرقوا بينهما.



ثم التقوا بعنيزة فتكافأ الحيان، ثم التقوا بالقصيبات وكانت الدائرة على بكر، وقتل في ذلك اليوم همام بن مرة أخو جساس، فمر به مهلهل مقتولاً فقال له: والله ما قتل بعد كليب قتيل أعز عليّ فقداً منك.
ثم كانت بينهم معاودة ووقائع كثيرة، كل ذلك كانت الدائرة فيها لبنى تغلب، ثم إن تغلب جعلت جساساً أشد الطلب، فقال له أبوه مرة: الحق بأخوالك بالشام، فامتنع، فألح عليه أبوه فسيره سراً في خمسة نفر، وبلغ الخبر مهلهل، فندب أبا نويرة ومعه ثلاثون رجلاً من شجعان أصحابه، فساروا مجدين، فأدركوا جساساً فقاتلهم، فقتل أبو نويرة وأصحابه ولم يبق منهم غير رجلين، وجرح جساس جرحاً شديداً مات منه، وقتل أصحابه فلم يسلم غير رجلين أيضاً، فعاد كل واحد من السالمين إلى أصحابه.
فلما سمع مرة بقتل ابنه جساس قال: إنما يحزنني أن كان لم يقتل منهم أحداً، فقيل له: إنه قتل بيده أبا نويرة رئيس القوم، وقتل معه خمسة عشر رجلاً ما شركه أحد منا في قتلهم، وقتلنا نحن الباقين، فقال: ذلك مما يسكن قلبي عن جساس.
فلما قتل جساس أرسل أبوه مرة إلى مهلهل: إنك قد أدركت ثأرك وقتلت جساساً فاكفف عن الحرب، ودع اللجاج والإسراف، فهو أصلح للحيين وأنكأ لعدوهم، فلم يجب إلى ذلك.



ثم إن بنى بكر اجتمعوا إلى الحارث بن عباد، وقالوا له: قد فني قومك ! فأرسل بجيراً ابن أخيه إلى مهلهل وقال له: قل له: إني قد اعتزلت قومي لأنهم ظلموك، وخليتك وإياهم، وقد أدركت ثأرك وقتلت قومك، فأتاه بجبر فهمّ المهلهل بقتله، فقال له امرؤ القيس بن أبان وكان من أشراف بنى تغلب وكان على مقدمتهم زمناً: لا تفعل فوالله لئن قتلته ليقتلن به منكم كبش لا يسأل عن خاله من هو ؟ وإياك أن تحقر البغي فإن عاقبته وخيمة وقد اعتزلنا عمه وأبوه وأهل بيته، فأبى مهلهل إلا قتله، فطعنه بالرمح وقتله وقال له: بؤ بشسع نعل كليب! فلما بلغ قتله الحارث وكان من أحلم أهل زمانه وأشدهم بأساً قال: نعم القتيل قتيل أصلح بين ابني وائل ! فقيل له: إنما قتله بشسع نعل كليب، فلم يقبل ذلك.




وأرسل الحارث إلى مهلهل: إن كنت قتلت بجير بكليب، وانقطعت الحرب بينكم وبين إخوانكم فقد طابت نفسي بذلك، فأرسل إليه مهلهل: إنما قتلته بشسع نعل كليب ! فغضب الحارث ودعا بفرسه وكانت تسمى النعامة فجز ناصيتها وهلب ذنبها (الهلب هو الشعر كله وقيل في الذنب وحده).
ثم ارتحل الحارث مع قومه حتى نزل مع جماعة بكر بن وائل وعليهم يومئذ الحارث بن همام، فقال الحارث بن عباد له: إن القوم مستقلون قومك وذلك زادهم جرأة عليكم فقاتلهم بالنساء، قال له الحارث بن همام: وكيف قتال النساء ؟ فقال: قلد كل امرأة إداوة من ماء وأعطها هراوة واجعل جمعهن من ورائكم فإن ذلكم يزيدكم اجتهاداً وعلموا قومكم بعلامات يعرفنها فإذا مرت امرأة على صريع منكم عرفته بعلامته فسقته من الماء ونعشته وإذا مرت على رجل من غيركم ضربته بالهراوة فقتلته وأتت عليه.
فأطاعوه، وحلقت بنو بكر يومئذ رؤوسها استبسالاً للموت، وجعلوا ذلك علامة بينهم وبين نسائهم، وقال جحدر بن ضبيعة وإنما سمي جحدراً لقصره: لا تحلقوا رأسي فإني رجل قصير ولا تشينوني ولكن أشتريه منكم بأول فارس يطلع عليكم من القوم، فطلع ابن عناق فشد عليه فقتله.



واقتتل الفرسان قتالا شديداً، وانهزمت بنو ثغلب ولحقت بالظعن بقية يومها وليلتها واتبعهم سرعان بكر بن وائل، وتخلف الحارث بن عباد، فقال لسعد بن مالك: أتراني ممن وضعته الحرب! فقال: لا ولكن لا مخبأ لعطر بعد عروس.
وأسر الحارث مهلهلاً بعد انهزام الناس وهو لا يعرفه، فقال له: دلني على المهلهل، قال: ولي دمي ؟ فقال: ولك دمك، قال: ولى ذمتك وذمة أبيك ؟ قال: نعم ذلك لك، قال المهلهل وكان ذا رأي ومكيدة: فأنا مهلهل خدعتك عن نفسي والحرب خدعة، فقال: كافئني بما صنعت لك بعد جرمك ودلني على كفء لبجير، فقال: لا أعلمه إلا امرأ القيس بن أبان هذاك علمه، فجز ناصيته وأطلقه وقصد امرئ القيس فشد عليه فقتله.



فلما رجع مهلهل بعد الوقعة والأسر إلى أهله جعل النساء والوالدان يستخبرونه: تسأل المرأة عن زوجها وابنها وأخيها والغلام عن أبيه وأخيه، ثم إن مهلهلاً قال لقومه: قد رأيت أن تبقوا على قومكم فإنهم يحبون صلاحكم وقد أتت على حربكم أربعون سنة وما لمتكم على ما كان من طلبكم فلو مرت هذه السنون في رفاهية عيش لكانت تمل من طولها فكيف وقد فني الحيان وثكلت الأمهات ويتم الأولاد ورب نائحة لا تزال تصرخ في النواحي ودموع لا ترفأ وأجساد لا تدفن وسيوف مشهورة ورماح مشرعة وإن القوم سيرجعون إليكم غداً بمودتهم ومواصلتهم وتتعطف الأرحام حتى تتواصوا أما أنا فما تطيب نفسي أن أقيم فيكم ولا أستطيع أن أنظر إلى قاتل كليب وأخاف أن أحملكم على الاستئصال وأنا سائر عنكم إلى اليمن.



ثم خرج حتى لحق بأرض اليمن، فخطب إليه أحدهم ابنته فأبى أن يفعل، فأكرهوه وساقوا إليه أدَماً في صداقها فأنكحها إياه، وكان قد بلغ قبائل بكر وتغلب زواج سليمى في مذحج، وكان بين القومين منافسة ونفور، فغضبوا وأنفوا وقصدوا بلاد القوم فأخذوا المرأة وأرجعوها إلى أبيها بعد أن أسروا زوجها.
وملت جموع تغلب الحرب فصالحوا بكراً، ورجعوا إلى بلادهم وتركوا الفتنة ولم يحضر المهلهل صلحهم، ثم اشتاق إلى أهله وقومه، ولجت عليه ابنته سليمي بالمسير إلى الديار فأجابها إلى ذلك، ورجع نحو قومه حتى قرب من قبر أخيه كليب وكانت عليه قبة رفيعة فلما رآه خنقته العبرة وكان تحت بغل نجيب، فلما رأى البغل القبر في غلس الصبح نفر منه هارباً، فوثب عنه المهلهل وضرب عرقوبيه بالسيف وسار بعد ذلك حتى نزل في قومه زماناً وما وكده (قصده) إلا الحرب ولا يهم بصلح ولا يشرب خمراً ولا يلهو بلهو ولا يحل لأمته ولا يغتسل بماء حتى كان جليسه يتأذى منه من رائحة صدأ الحديد.



فلما كان ذات يوم دخل عليه رجل من تغلب اسمه ربيعة بن الطفيل، وكان له نديماً، فلما رأى ما به قال: أقسمت عليك أيها الرجل لتغتسلن بالماء البارد ولتبلن ذوائبك بالطيب ! فقال المهلهل: هيهات ! هيهات ! يا بن الطفيل هبلتني إذا يميني وكيف باليمين التي آليت ! كلاً أو أقضي من بكر أربى ثم تأوه وزفر.



ونقض الصلح وعادت الحرب، ثم إن المهلهل أغار غارة على بنى بكر فظفر به عمرو بن مالك أحد بنى قيس بن ثعلبة، فأسره وأحسن إساره، فمر عليه تاجر يبيع الخمر (وكان صديقاً للمهلهل) فأهدى إليه وهو أسير زقاً من خمر، فاجتمع شبان من قيس بن ثعلبة ونحروا عنده بكراً، وشربوا عند مهلهل في بيته الذي أفرد له، فلما أخذ فيهم الشراب تغنى مهلهل بشعر ناح فيه على أخيه.



فلما سمع عوف ذلك غاظه وقال: لا جرم إن الله على نذراً إن شرب عندي قطرة ماء ولا خمر حتى يورد الخضير أي لا يشرب شيئاً قبل خمسة أيام، فقال له أناس من قومه: بئس ما حلفت ! فبعثوا الخيول في طلب البعير فأتوا به بعد ثلاث أيام، وكان المهلهل مات عطشاً, وانتهت فصول حرب البسوس
وقعت فيها هذه الأيام : يوم النهى، ويوم الذنائب، ويوم واردات، ويوم عنزة، ويوم القصيبات، ويوم تحلاق اللمم، وجميعها أسماء مواضع تمت فيها الحروب، ماعدا تحلاق اللمم لأن بني بكر حلقوا فيه جميعاً رؤوسهم فسمي بذلك وانتصرت تغلب في أربع حروب، وبكر في واحدة، وتكافأت القبيلتان في حرب واحدة.

وهكذا انتهت قصتنا اليوم فالى لقاء قريب وقصة اخرى من عظماء العرب
تحياتى
شموخ أنثى


توقيع شموخ انثى :

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


التعديل الأخير تم بواسطة شموخ انثى ; 12-02-2010 الساعة 04:44 PM