عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2012, 11:25 PM   #16

™Tea®s. king™
عضو مميز



الصورة الرمزية ™Tea®s. king™


• الانـتـسـاب » Nov 2011
• رقـم العـضـويـة » 95400
• المشـــاركـات » 812
• الـدولـة » (¯`·._) Egyptian and proud (¯`·._)
• الـهـوايـة » Oº°‘¨ لا اله الا الله ¨‘°ºO
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
™Tea®s. king™ صـاعـد

™Tea®s. king™ غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ™Tea®s. king™

افتراضي خلافة المهدى & خلافة موسى الهادى &هارون الرشيد "الخليفة المفترى عليه"



خلافة المهدى
( 158- 169هـ/ 775- 786م)


ويأتى محمد المهدى بعد أبيه بعد أن بايعه الناس بالخلافة،
لقد كان المهدى وليّا للعهد فى خلافة والده المنصور،وكثيرًا ما كان يتلقى
توجيهاته ونصائحه وإرشاداته،وما زالت كلمات أبيه ترن فى أذنه:


"إن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى،والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة،
والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة،
وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.يابنى،استدم النعمة بالشكر،
والقدرة بالعفو، والطاعة بالتأليف، والنصر بالتواضع والرحمة للناس،
ولا تنس نصيبك من الدنيا، ونصيبك من رحمة الله".



استكمال الإصلاحات
وسارالمهدى على نهج أبيه المنصورفى القيام بالإصلاحات الداخلية،
وتأمين الحدود،وعمارة المساجد،وعلى رأسها المسجد الحرام.
ولم يفته أن يأمربحفر نهربالبصرة يحيى به الأرض الموات،ويسهم فى توفيرالقوت، ولقد أحسن إلى العلويين وإلى غيرهم ممن لهم أهداف سياسية،
فأطلق سراح من كان منهم فى السجون سنة 159هـ/ 776م،
وكان لهذا أثره فى الاستقراروالهدوء فلم يخرج عليه أحد من العلويين!
ولقد أتيح له أن يقضى على ثلاث ثورات،قام بها أفراد انضم إليهم كثير
من الخوارج،اثنتين فى خراسان والثالثة"بقنسرين"من أرض الشام.

وراح يواصل تأمين طرق التجارة إلى الهند،وانطلقت فى خلافته الجيوش
الإسلامية الفاتحة فى اتجاه الروم؛
ففى سنة 165هـ/ 782م بلغت جيوشه بقيادة ابنه"هارون الرشيد"خليج "القسطنطينية"،وجرت الرسل والسفراء بينه وبين الإمبراطورة الرومانية"إيرين"
فى طلب الصلح فى مقابل فدية تقدم للدولة الإسلامية سنويّا مقدارها سبعون ألف
دينار، واشترط الرشيد على ملكة الروم تعيين أدلاء له،وإقامة الأسواق فى طريق عودته،وكانت مدة الهدنة ثلاث سنين.



تأمين الحدود
كما أرسل عام 167هـ ولى عهده الهادى إلى"جرجان"فى جيش كثيف لم يُرَمثله.
إن الجيش الإسلامى فى عهد المهدى كان له وجوده على حدود الروم،
حتى لقد قام أميرالبرالشامى بغزوتين بحريتين فى اتجاه الروم سنة
160هـ/ 777م، و161هـ/ 778م،
ولقد قضى على الإلحاد والزندقة فى عهده..،لم تأخذه فى ذلك لومة لائم،
ومن شابه أباه فما ظلم.



ورع المهدى
وحدث فى خلافته أن أصاب الناس ريح شديدة ظنوا معها قيام الساعة،
وأخذ القواد فى البحث عن المهدى فوجدوه واضعًا خده على الأرض وهو يقول: "اللهم احفظ محمدًا فى أمته !اللهم لا تشمت بنا أعداءنا من الأمم !
اللهم إن كنتَ أخذتَ هذا العالم بذنبى فهذه ناصيتى بين يديك!".
واستمر المهدى فى دعائه وتضرعه حتى انكشفت الريح،
وعاد الأمرإلى وضعه الصحيح.
وتتبع المهدى الزنادقة والملحدين أعداء الدين،
وأمر بتصنيف كتب الجدل للرد عليهم.



أمن وعطاء
وأشاع عهدًا من السلام بينه وبين العلويين،
ولقد سار بالخلافة على الخطة التى وضعها له أبوه،
ينظر فى الدقائق من الأمور،ويُظْهِر أبَّهة الوزراء.
وكان المهدى أول من جلس للمظالم من بنى العباس،يقيم العدل بين المتظالمين،
ومشى على أثره من بعده الهادى والرشيد والمأمون،
وكان"المهتدى"آخرمن جلس للنظر فيها،
وبسط "المهدى" يده فى العطاء،فأذهب جميع ما خلفه المنصور،
وأجرى المهدى الأرزاق على المجذومين وأهل السجون فى جميع الآفاق،
وأمر بإقامة البريد بين مكة والمدينة واليمن وبغداد ببغال وإبل،
وقد وجد البريد من عهد عمر بن الخطاب،والذى فعله المهدى مزيد من التنظيم له،
قال رجل للمهدى:عندى لك نصيحة يا أمير المؤمنين.
فقال:لمن نصيحتك هذه ؟
لنا أم لعامة المسلمين أم لنفسك؟
قال:لك يا أمير المؤمنين.
قال:ليس الساعى بأعظم عورة،ولا أقبح حالا ممن قَبِل سعايته،
ولا تخلو من أن تكون حاسد نعمة،فلا نشفى غيظك،
أو عدوّا فلا نعاقب لك عدوك.
ثم أقبل على الناس فقال:لا ينصح لنا ناصح إلا بما فيه رضا لله،
وللمسلمين صلاح.


وما تكاد سنة 169هـ/ 786م تقبل حتى توفى المهدى
-رحمه الله -رحمة واسعة.
وتولى الخلافة من بعده الخليفة موسى الهادى.




خلافة موسى الهادى
( 169 - 170هـ / 786 - 787م)


أوصى المهدى ابنه موسى الهادى قبل أن يموت بقتل الزنادقة،
وكان الهادى قوى البأس شهمًا خبيرًا بالملك كريمًا.فجدَّ فى أمرهم،
وقتل منهم الكثير.
على أن الأمور بينه وبين العلويين لم تكن على ما يرام كما كانت فى عهد أبيه،
فقد عادت إلى التوتر بعد فترة السلام التى امتدت طوال فترة خلافة المهدي.
ويرجع السبب فى ذلك إلى عامل المهدى على المدينة،
فقد ظلم بعض آل على-رضى الله عنه- مما جعل
الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب
يثورويجتمع حوله كثيرون ويقصدون دارالإمارة،ويخرجون من فى السجون،
ثم يخرج الحسين إلى مكة فيرسل له الهادى:"محمد بن سليمان"وتتلاقى جموعهم
فى موقعة حاسمة قتل فيها"الحسين"وحمل رأسه إلى موسى الهادى.
ونجا من موقعة"الفخ"اثنان من العلويين
أحدهما:يحيى بن عبد الله بن الحسن،
أما الثانى فهو أخوه إدريس بن عبد الله.
وقد ثارالأول فى عهد الرشيد فقتل
أما الثانى وهو إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن فقد تمكن من إثارة
أهل المغرب الأقصى(المملكة المغربية حاليّا)على العباسيين،
حيث أسس هناك دولة الأدارسة.
وعلى الرغم من أن خلافة موسى الهادى كانت قصيرة فإن الفتوحات الإسلامية
لم تتوقف مسيرتها؛ فقد غزا"معيوف بن يحيى"الروم ردّا على قيام الروم
بغزو حِمْص"الحَدَث"،ولقد دخل معيوف بلاد الروم،
وأصاب سبايا وأسارى وغنائم.
ولقى الهادى ربه سنة سبعين ومائة هجرية،
وكان رحمه الله موصوفًا بالفصاحة،محبّا للأدب ذا هيبة ووقار،
قيل عن الليلة التى مات فيها:
هى ليلة مات فيها خليفة وجلس فيها خليفة،وولد خليفة.
فالخليفة الذى مات فيها هوالهادى،والذى جلس فيها على سريره هوالرشيد،
والذى ولد فيها هوالمأمون.



خلافة هارون الرشيد
الخليفة المفترى عليه
(170 - 193هـ/ 788 - 810م)



لقد سارالرشيد في إدارته على نهج قويم،
وأعاد إلى الخلافة مجدها الذى كان لها على عهد جده المنصور،
وما كان مسرفًا ولا بخيلا،وسمى الناس أيامه"أيام العروس"لنضارتها وكثرة خيرها وخصبها،وكانت دولته من أحسن الدول وأكثرها وقارًا ورونقًا وأوسعها مملكة،
واتسعت الدولة الإسلامية فى عهد الرشيد،وجاءه الخيرمن كل مكان،وعين الرشيد
يحيى بن خالد البرمكى،وجعله كبير وزرائه،وقال له:قد قلدتك أمر الدولة،
وأخرجته من عنقى إليك،فاحكم فى ذلك بما ترى من الصواب،واستعمل من رأيت، واعزل من رأيت،وأمض الأمورعلى ما ترى.وسلَّم إليه خاتم الخلافة.



إدارة حكيمة
أما الولايات فقد فوضها إلى أمراء جعل لهم الولاية على جميع أهلها،
ينظرون فى تدبير الجيوش والأحكام،يعينون القضاة والحكام،ويجْبُون الخراج،
ويقبضون الصدقات،ويقلدون العمال فيها،ويحمون الدين،ويقيمون حدوده،
ويؤمُّون الناس فى صلاة الجمعة،الصلوات الأخرى أويستخلفون عليها،
فإذا كانت أقاليمهم ثغرًا متاخمًا للعدو تولوا جهاده.
وما قسمت أعمال الدولة منذ انتقالها إلى بنى العباس تقسيمها فى زمن الرشيد،
ولذلك كان للخليفة وقت ليحج،ووقت ليغزو،ووقت ليصطاف فى الرقة،
ويترك قصرالخلد فى بغداد.


لقد كان الرشيد على أشد ما يكون من الانتباه لكل ما صغروكبرمن شئون الملك،
ومن أشد الملوك بحثًا عن أسرار رعيته،وأكثرهم بها عناية،وأحزمهم فيها أمرًا؛
لذلك فما اشتعلت فتنة فى أرجاء دولته إلا أطفأها.
وألغى الرشيد العُشْرالذى كان يؤخذ من الفلاحين والمزارعين بعد النصف،
وكان رحمه الله يسدُّ كل خللٍ فى مملكته،ويهتمُّ كل الاهتمام بما يخفف عن الفلاحين.


وقد ولّى الرشيد رجلا بعض أعمال الخراج،فدخل عليه يودعه،
وعنده يحيى بن خالد البرمكى،وابنه جعفر،
فقال الرشيد ليحيى وجعفر:أوصياه.
فقال له يحيى:وفِّروعَمِّر.
وقال له جعفر:أنصف وانتصف.
فقال له الرشيد:اعدل وأَحْسِن.
وكتب الرشيد إلى أحد عماله:أجْرِأمورك على ما يكسب الدعاء لنا لاعلينا،
واعلم أنها مدة تنتهي،وأيام تنقضى،فإما ذكر جميل،وإما خزى طويل.
ومما يعد جديدًا فى تعظيم الحكم أن قاضى الرشيد"أبا يوسف"صاحب أبى
حنيفة وتلميذه كان أول من دُعى فى الإسلام قاضى القضاة(وزيرالعدل الآن)،
وكان الرشيد لا يبخل بالمال فى سبيل الدولة،وقد خلف من المال-على كثرة بذله-
مالم يخلف أحد مثله منذ كانت الخلافة.
قال ابن الأثير:كان الرشيد يطلب العمل بآثارالمنصورإلا فى بذل المال،
فإنه لم يُرخليفة قبله كان أعطى منه للمال،وكان لا يضيع عنده إحسان محسن،
ولا يؤخرعنده.



سياسة رشيدة
وكذلك كان الرشيد حكيمًا فى سياسته كما كان حكيمًا فى إدارته،
لقد بويع للرشيد عند موت أخيه الهادى،وكان أبوهما قد عقد لهما بولاية العهد معًا، ويروى أن الهادى قد حدثته نفسه بخلع الرشيد،وجمع الناس على تقليد ابنه
العهد بعده، فأجابوه،وأحضر"هرثمة بن أعين"،فقيل له:تبايع يا هرثمة؟
فقال:يا أمير المؤمنين،يمينى مشغولة ببيعتك،ويسارى مشغولة ببيعة أخيك،
فبأى يد أبايع؟
فقال الهادى لجماعة الحاضرين:شاهت وجوهكم،والله لقد صدقنى مولاى،
وكذبتمونى،ونصحنى فغششتمونى،وسلم إلى الرشيد بحقه فى الولاية بعده.


وكانت سياسة الرشيد سياسة رشيدة فى الداخل والخارج،غزا الروم حتى وصل
إلى"إسكدار"من ضواحى"القسطنطينية"أيام ولايته العهد،
وتغلغل مرة ثانية فى بلادهم وغزاهم فى خلافته بضع غزوات،وأخذ منهم
"هرقلية"،وبعث إليه ملكهم بالجزية عن شعبه،واشترط عليه الرشيد ألا يعمر
هرقلية،وأن يحمل إليه فى السنة ثلاثمائة ألف دينار.



العصر الذهبى
وكان"نقفور" قد نقض العهد الذى أعطته الملكة "إرينى"،
التى كانت تحكم الروم قبله،وأرسل إلى هارون الرشيد رسالة يهدده فيها:
"من نقفورملك الروم إلى هارون ملك العرب:


أما بعد؛ فإن الملكة التى كانت قبلى أقامتك مقام الرَّخ(طائرخرافى يعرف بالقوة)، وأقامت نفسها مقام البَيْدق(يعنى مقام الضعيف)،فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقًا بحمل أضعافه إليها،لكن ذلك لضعف النساء وحمقهن،فإذا قرأتَ كتابى هذا،فاردد ما حصل لك من أموالها،وافتدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك،وإلا فالسيف بيننا وبينك".

فلما قرأ الرشيد الرسالة غضب غضبًا شديدًا حتى لم يقدرأحد أن ينظر إليه،
فدعا بدواة وكتب إلى نقفورملك الروم ردّا على رسالته يقول:

"بسم الله الرحمن الرحيم:من هارون أميرالمؤمنين إلى نقفور*** الروم،
قد قرأت كتابك يابن الكافرة،والجواب ما تراه دون أن تسمعه،والسلام".

وقاد بنفسه جيوشًا جرارة،ولقّنه درسًا لا يُنسى،فعاد إلى أداء الجزية صاغرًا،
بعد أن خضع أمام قوة المسلمين وعزة نفوسهم.
قال عبد الله بن يوسف التيمي :
نقض الذي أعطيته نقـفور === فعليه دائرة البوار تدور
أبشر أمـير المؤمـنين فإنه === غنم أتاك به الإله كبير
وجاء فى فتوح البلدان للبلاذرى:
"وقد رأينا من اجتهاد أميرالمؤمنين هارون فى الغزو،ونفاذ بصيرته فى الجهاد أمرًا عظيمًا، وأقام من الصناعة (الأسطول) مالم يقم قبله،وقسم الأموال فى الثغور والسواحل، وهزم الروم وقمعهم".

وسمى الرشيد"جبار بنى العباس"؛لأنه أخرج ابنه القاسم للغزو سنة 181هـ،
فهزم الروم هزيمة منكرة،أدخلت الرعب فى قلوبهم،فصالحه الروم على أن يرحل
عنهم فى مقابل أن يعيدوا إليه كل من أسروهم من المسلمين قبل ذلك،
وكان هذا أول فداء فى الإسلام بين المسلمين والروم.
وأرسل"على بن عيسى بن ماهان"لغزو بلاد الترك،ففعل بهم مثلما فعل القاسم بن الرشيد بالروم،وسبى عشرة آلاف،وأسر ملكيْن منهم.
ثم غزا الرشيد نفسه الروم وافتتح هرقلية،وأخذ الجزية من ملك الروم.
وتوطدت الصِّلات بينه وبين"شارلمان"ملك فرنساوجرمانياوإيطالياوتبادلا
السفراء،والهدايا.
وفى أيامه،خرج"الوليد بن طريف الحرورى"من رءوس الخوارج سنة
178هـ/ 795م، فَقُتِل بعد أن استفحل أمره.

لقد كان عصرالرشيد وابنه المأمون أرقى عصوربنى العباس قوة وعظمة وثقافة،
وهو العصر الذهبى للدولة العباسية.

القضاء على البرامكة
وقد تحدثت الدنيا عن نكبة"البرامكة"الذين كان منهم وزيرالرشيد،
وكانت لهم الكلمة العليا فى البلاد على يديه سنة 187هـ/ 803م،
بعدما ظهروا ظهورًا غطى أو قارب أن يغطى على سلطة الرشيد ومكانته،
وهو الخليفة.
لقد أصبحوا مركزًا من مراكزالقوى فى الدولة العباسية،الأمرأمرهم،
والكلمة كلمتهم،والأموال فى أيديهم،فما منعهم ذلك لأن يفسد حالهم،
ويسوء سلوك أكثرهم،حتى إن الرشيد كان لا يمر ببلد أو إقليم أو مزرعة
أو بستان إلا قيل:هذا لجعفر بن يحيى بن خالد البرمكى.
كما قلدوه فى إنفاق الأموال والعطايا والمنح.وضاق الرشيد بالبرامكة،
وعزم على أن يقضى عليهم،وتكون نكبتهم على يديه،ونودى فى بغداد:
لا أمان للبرامكة إلا محمد بن خالد بن برمك وولده؛لإخلاصهما للخليفة.

وكان منهم الوزراء والقادة وأصحاب الرأى،وكانوا من أصل فارسى،
فلما حدث منهم ما حدث،امتنع الرشيد عن الوثوق بهم،واختاروزراءه ومستشاريه
من العرب،وجعل الفضل بن الربيع الذى كان أبوه حاجبًا للمنصوروالمهدى
والهادى وزيرًا له.
وكان الفضل بن الربيع شهمًا خبيرًا بأحوال الملوك وآدابهم،
فلما ولى الوزارة جمع إليه أهل العلم والأدب.وما زال الفضل ابن الربيع
على وزارته حتى مات الرشيد سنة 193هـ/ 809م.

العامة وهارون الرشيد
وقبل أن ننتقل بحديثنا عن هارون الرشيد إلى غيره من الخلفاء العباسيين،

تبقى كلمة لابد من قولها:
فقد ارتبط اسم هارون الرشيد فى أذهان العامة بحكايات ألف ليلة وليلة،
باللهو والمجون،وما كانت هذه حقيقة الرجل من قريب أو بعيد،وإنما عمد
المستشرقون والمستهترون إلى تشويه صورة الرجل،لكى تبدو صورة الخلافة الإسلامية مشوهة،وأن المسلمين قوم لاهَمَّ لهم إلا إشباع غرائزهم،لا يصلحون
لقيادة الأمم وعمارة الأرض.

أما حقيقة هارون الرشيد،الذى أعز الله به الإسلام والمسلمين،وأذل به أعداء الدين،
فهو مسلم حق،وعابد،ومجاهد بنفسه وماله فى سبيل عزة هذا الدين وإعلاء كلمة الله
فى أرضه.
كان الرشيد يكثرمن صلاة النافلة إلى أن فارق الدنيا،وكان يتصدق وينفق على
الحجيج من صلب ماله،وكان يحب الشعروالشعراء،ويميل إلى أهل الأدب والفقه،
ويكره المراء فى الدين،ويسرع الرجوع إلى رحاب الحق إذا ذكر.
حدث أنه حبس أبا العتاهية الشاعر،ووكَّل به رجلا يكون قريبًا منه لينظرما
يقول ويصنع، فكتب أبو العتاهية على الحائط:
أما والله إن الظلم لــــؤم وما زال المسىء هو الظلـوم
إلى ديان يوم الدين نمضـى وعند الله تجتمع الخصــوم
فجاء الرجل فأخبرهارون الرشيد،فبكى الرشيد،وأطلق أبا العتاهية
واعتذرإليه واسترضاه.
وحج ذات مرة،فرآه الناس وقد تعلق بأستار الكعبة يقول:
"يا من يملك حوائج السائلين،ويعلم ضميرالصامتين،صلّ على محمد وعلى
آل محمد،واغفر لنا ذنوبنا وكفرعنا سيئاتنا؛يا من لا تضره الذنوب،ولا تخفى عليه العيوب،ولا تنقصه مغفرة الخطايا،صلّ على محمد وعلى آل محمد،
وخِره لى فى جميع أمورى.يامن خشعت له الأصوات بأنواع اللغات،يسألونه
الحاجات،إن من حاجتى إليك أن تغفر لى ذنوبى إذا توفيتنى،وصُيِّرت فى لحدى،
وتفرق عنى أهلى وولوا؛اللهم لك الحمد حمدًا يفضل كل حمد،كفضلك على جميع الخلق؛اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد صلاة تكون له رضا،وصلّ عليه صلاة تكون له ذخرًا،واجزه عنا الجزاء الأوفى.
اللهم أحينا سعداء،وتوفنا شهداء،واجعلنا سعداء مرزوقين،
ولا تجعلنا أشقياء مرجومين".
هذا هوهارون الرشيد،الصورة المضيئة لخليفة المسلمين.
والمسلم المحتذى به فى الأمور،ويكفيه شرفًا أنه ما مات حيث مات إلا وهو
خارج إلى الرى فى موكب الجهاد لنشر الدين وحماية أرض الإسلام،
فرحمة الله عليه.
ويأتى بعد عصر الرشيد عصرَا ولديْه الأمين والمأمون.





توقيع ™Tea®s. king™ :


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

{كَـلا إِذَا بَـلَـغَـتِ التَّرَاقِيَ*وَقِـيـلَ مَنْ رَاقٍـ*وَظَـنَّ أَنَّـهُ الْـفِـرَاقُـ*وَالْـتَـفَّـتِ الـسَّـاقُـ بِـالـسَّـاقِـ*إِلَـى رَبِّـكَـ يَـوْمَـئِـذٍ الْـمَـسَـاقُـ}

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
Mohamed Hgazy

التعديل الأخير تم بواسطة ™Tea®s. king™ ; 12-04-2012 الساعة 03:31 PM

رد مع اقتباس
إعلانات google