حفظ بياناتي ؟

1/01/2023

22/05/2024_hema

22/05/2024_hema

END_shaher_08/02/2024

29_02_2023

ID:100_01_05_2024

END_tusk_04/01/2024

END_27/06/2024

END_02/12/2024

END 14/6/2024

ID:103_02/06/2024

ID:104_05/06/2024

ID:105_10/06/2024

ID:106_24/06/2024

END 27/06/2024

25/01/2022

QueenSro

ID:100_01_06_2024

END_tusk_04/01/2024

END_Ibrahim_Abde_05/05/2024

END 14/6/2024

END_27/06/2024

END ID:101_17/05/2024

END 19/06/2024

END 19/06/2024

END 22/08/2024

END 27/06/2024

END 02/07/2024

END 02/07/2024

 الـجـروب الـرسـمى لـلـمـنـتـدى FaceBook | Official Group 


شـريـط الاهـداءات



آرشـيـف الـمـواضـيـع الـمـمـيـزة هنا يتم نقل الموضوعات المميزه فى القسم العام ليكون هذا القسم بمثابه الارشيف للموضوعات المميزه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-2009, 06:21 AM   #31

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي



[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

الفصل السابع: هل كانت الهزيمة حتمية ؟؟

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]


وقعت هزيمة يونيو67 وأصبحت حقيقة واقعة فى التاريخ وفى سجلات الحروب .. ولأن الهزيمة يتيمة دائماً فقد تنصل الكل منها وتسابق الجميع سياسيون وكتاب ومحللون إلى إلقاء اللوم على القوات الجوية المصرية .. وأصبحت النغمة السائدة أنه لولا الهجوم الجوي الإسرائيلي، ولولا تدمير قواتنا الجوية وهي على الأرض، ولولا حرمان قواتنا البرية فى سيناء من الغطاء الجوي لكان للحرب شأن آخر ولكانت مصر حققت نصراً كبيراً على إسرائيل .. وهذا القول يهون كثيراً من حجم الهزيمة التي نالتها مصر وقواتها المسلحة، ويسطح الأمر ويخفي سبب الهزيمة فى إهمال أو تقصير القوات الجوية المصرية ..
الهزيمة كانت واقعة لا محالة سواء بدأت مصر القتال أو تلقت الضربة الأولى .. الهزيمة وقعت قبل 67 بسنوات .. القوات الجوية المصرية نعم كانت مقصرة. لكنها لم تكن بمعزل عن القوات المسلحة التي هي جزء من كيان الدولة كلها .. كان التقصير والإهمال يسود الدولة كلها .. مصر فى هذه الآونة كان على رأسها قطبان يتصارعان الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر ولا ثالث لهما على الإطلاق .. يحيط بكل منهما مجموعة من السياسيين والعسكريين المواليين لشخص كل منهما، ونتيجة لهذا الولاء ينال الرضا ويصبح من أهل الثقة الذين يتوزعون على كافة مناصب الدولة السياسية والعسكرية .. وكانت رغبات الرئيس عبد الناصر والمشير عامر أياً كانت , أوامر غير قابلة للنقاش أو التعديل. فلم يكن أمام أهل الثقة إلا الموافقة والتنفيذ لهذه الرغبات.
وحتى يصبح هذا الرأي موضوعياً وليس انفعالا أو رأياً شخصياً. سنعرض لأحداث حقيقية ذات دلالة واضحة على أن الهزيمة كان لابد آتية، وسنستعين بآراء وأقوال شهود على هذه الأحداث مع اختلاف مواقعهم.
أبدأ بتجربتي الشخصية حيث كنت طيار مدرس بالكلية الجوية ومعي 28 طيار آخر تم توزيعنا جميعاً على أسراب المقاتلات والقاذفات مع بداية فترة الطوارئ (20 يوم) تنقلت خلالها بين 5 مطارات أحدهم لم أمكث فيه إلا ليلة واحدة .. وفى كل مطار كنت أذهب إليه لم أكن أعرف ما هي المهمة المكلف بها السرب الذي أنا ضابط فيه ؟؟ كل ما كان يقال لنا فقط سنهاجم إسرائيل لضرب وتدمير أهداف داخلها .. أو سنقوم بالدفاع واعتراض الطائرات الإسرائيلية التي يمكن أن تهاجمنا .. والجدير بالذكر أنني كنت بعيد عن طائرة القتال ميج17 التي سأشارك بها فى الحرب لمدة ثلاث سنوات سابقة وكان هذا حال كل زملائي الطيارين.
يقول الفريق أول صدقي محمود قائد القوات الجوية المصرية أمام لجنة التاريخ
س : بالطبع واضح أنهم فى إسرائيل كانوا جاهزين وأسلوب هجومهم على القواعد الجوية فى وقت واحد يؤكد أنهم
كانوا يتدربون على هذه العملية من بعد 1956 يعني 11 سنة.
صدقي : كانوا يعرفون كل شيء عن كل قاعدة سيهاجمونها ..
بينما معلوماتي من المخابرات عن القواعد الجوية الإسرائيلية ولا حاجة.
س : يعني لم يكن عندنا أي معلومات صحيحة؟
صدقي : ولا حاجة.
س : ولكن مطاراتهم معروفة لكم.
صدقي : ألم أقل لسيادتك إن الإسرائيليين كان تحت أيديهم كل شيء عنا. الدفاع الجوي فى مطاراتنا .. عددها .. إمكاناتها .. بينما ليس عندنا شيء عنهم فمعنى هذا.
س : قصور فى المعلومات.
صدقي : بالإضافة إلى القصور الموجود أصلاً فى القوات .. والتورط الذي لم يكن له داع .. كل هذا كان لازم يضرنا.
وأضاف الفريق أول صدقي محمود رداً على سؤال آخر.
س : معنى هذا أن فكرة العملية الهجومية كانت موجودة من يـوم 23/5 لغايـة يـوم 2/6 بعد 2/6 بدأت الفكرة تتحول إلى عمليات دفاعية، يعني كانت القرارات قرارات فيها نوع من أنواع التردد، سيادتك عشت طبعاً هذه الفترة ؟
صدقي : شوف سيدي الفاضل، أولا أنا أعترض على أن نقول مؤتمر أو أي لجنة، حين أدعى إليها وتكون قرارات مصيرية لابد وأن يكون هناك جدول أعمال أولا .. ولابد أن يكون هنـاك محضر بما جرت مناقشته وما الذي اتفق عليه..يعني بعد 14/5 إلى 2/6 كل "القعدات" التي قعدناها مع بعض لا اسميها غير هذا .. كان يدور فيها مناقشات فى الغالب منصبه على القوات البرية. كما قلت لسيادتك العملية الخاصة بالفرقة السادسة وكان حاضر فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم تظهر فيها النية للحرب، أو الجدية فى أننا سندخل معركة. فى الواقع كما قلت لسيادتك .. لأني أول ما اتصلت بفوزي بعد الحشد قالوا لي إنها مظاهرة واستمرت العملية على أنها مظاهرة رغم أني قلت لهم مظاهرة .. كيف نسميها مظاهرة ؟؟
إنما أنا شخصياً تأكدت أن فيه حرب يوم 23 مايو لما الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اتكلم مع الطيارين فى أبو صوير.
س : سيادتك تذكر التاريخ.
صدقي : أيوه يا فندم 23 مايو67 .. كان المشير عامر موجوداً، عبد المحسن مرتجى كان موجوداً وبدأ سيادة الرئيس بكلام عام .. وأنا باعتبر أنه فى هذا اليوم الرئيس جمال عبد الناصر رمى الصولد كله على الترابيزة .. كانت مقامرة قال : إسرائيل لن تحارب، لأنها كانت تقول لو صعدنا أعمال الفدائيين ستقوم بحرب وقائية .. وصعدنا ولم تفعل شيئاً .. كانت تقول لو حشدنا فى سيناء، وحشدنا ولم تفعل شيئاً .. لو أغلقنا خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية .. وأنا هنا الآن أعلن للعالم كله غلق خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية .. وأيضاً مش حاتحارب .. فى الواقع أنا فوجئت بقرار غلق خليج العقبة .. حصل لي ذهول ..
س : إسرائيل أعلنت قبل هذا أن ذلك معنا رباط عنق خانق لها..ومعناه الحرب فوراً.
صدقي : انتهت عملية التصوير و..و.. إلى آخره .. خرج الصحفيون ودارت مناقشة كعادة الرئيس كان يسأل .. أي أسئلة ؟ أي استفسارات ؟ وكان يسأل عدة أسئلة.. ضابط طيار ملازم قال لسيادة الرئيس .. أنت أعلنت إغلاق خليج العقبة .. إغلاق خليج العقبة ده معناه الحرب .. إحنا دلوقت جاهزين .. فتصدر لنا أوامرك إن إحنا نعمل أي حاجة .. استمرت المناقشة، والواقع كلام الشاب ده كان منطقي جداً .. لكن الرئيس جمال عبد الناصر.. قال مفيش حرب .. الموضوع سياسي .. وحايتحل سياسي .. أنا شخصياً فى هذا اليوم تأكدت أنها الحرب.
وأشهد أنني كطيار متلهف على معرفة ما يدور، التقيت أحد الزملاء الذين حضروا لقاء الرئيس عبد الناصر فى أبو صوير مع الطيارين بعد ساعات من اللقاء وقد حكى ما دار بينهم وبين الرئيس وأكد أن الرئيس عبد الناصر يعرف ماذا يقول وأنه قال بثقة إنه مفيش حرب .. وقد حاولت أن أقنع نفسي بأنه ليس هناك حرب لأن الرئيس عبد الناصر مؤكد لديه مجال رؤية للأحداث أكبر بكثير منا نحن الضباط الصغار.. ولم نكن نعرف ما يدور فى قيادة الدولة السياسية والعسكرية .. ولكن الشواهد أمامنا كانت تثير فى أنفسنا الشك والريبة فى أننا سننتصر إذا قامت الحرب ..
وأضاف الفريق أول صدقي محمود فى موضع آخر.
س : معنى هذا أيضاً أننا سببنا لهم خسائر.
صدقي : مفيش كلام وأستطيع القول إنني عندما تركت القوات الجوية كانت قوة المقاتلات والقاذفات المقاتلة الموجودة 70% مما كان موجوداً أصلاً وبدأنا به.
س : فما الذي أعطى الإيحاء للقيادة العامة للقوات المسلحة بأن موقف القوات الجوية فى انهيار كامل ؟
صدقي : فى أول يوم لم يكن هناك خسائر شنيعة
س : فما الذي دفع سيادة المشير لأن يأخذ قرار الانسحاب ؟
صدقي : أنا لا أعلم عن قرار الانسحاب أي شيء.
س : خالص.
صدقي : إطلاقاً إلا يوم سبعة بالليل.
وقد ذكرنا فى الصفحات السابقة حجم القوات الجوية المصرية وعدد طائراتها وماذا فعلت طوال أيام الحرب .. وذكرنا حجم الخسائر التي حققها الهجوم الإسرائيلي، وهي أرقام حقيقية ومن مصادر موثقة .. وبعد هذا كله يشكك الفريق أول صدقي محمود فى الأرقام ويقول إن قواتنا الجوية لم تخسر إلا 30% من قوتها ؟؟ بل ويقول إن أول يـوم لم تكن الخسائر شنيعة ..إذن ما هي الخسائر الشنيعة ؟؟! هل خسارة 100% من القاذفات الثقيلة، 100% من القاذفات المتوسطة، 85% من المقاتلات القاذفة والمقاتـلات ليسـت بالخسارة الشنيعة ؟؟؟!! وبل ويتخيل قائد القوات الجوية أنه بطلعـات فرديـة تمـت من 2-4 طائرة قد حقق خسائر لإسرائيل .. وإذا كانت 2-4 طائـرات تحقق خسائر فماذا حقق الهجوم الإسرائيلي علينا الذي كان بأكثر من 200 طائرة.؟؟
س : سؤال أخير.. صحيح سيادتك قلت حاجات كتير إنما نحب نقول فى الآخر يعني كخلاصة رئيسية لهزيمة يونيو67، ما هي أسبابها من وجهة نظرك ؟
صدقي : فى تقديري لم يكن عندنا أي تفكير فى الحرب فى يونيو 67 .. ولم تكن القوات المسلحة فى وضع يسمح لها أن تقوم بالواجبات التي تتطلبها مثل هذه المغامرة...... ثم أضاف كنت أركب معه الطيارة أروح معاه اليمن وهو طالع علشان أخلص ورقي وأعمالي وأرجع فى نفس الطيارة نتيجة لأن المشير لم يكن متفرغاً .. وفى تقديري أنه ساب أمر القوات البرية بالكامل لشمس بدران.
س : من ناحية يعني شئون الضباط.
صدقي : كل حاجة وغيره .. وغير شمس بدران كان حوله ناس وصفهم الله يرحمه عبد المنعم رياض بالصغار الكبار.. هؤلاء الصغار الكبار مثلا حاولوا التخلص من عبد المنعم رياض لأن عبد المنعم رياض كان رجلاً على علم، رجلاً على خلق، جاداً جداً وعلى درجة عالية جداً من العسكرية والانضباط.


... كانت القوات المسلحة المصرية تسير نحو الهزيمة بخطي متسارعة .. فمنذ أن استقل المشير عبد الحكيم عامر بها تحت إمرته الشخصية هو ورجاله المقربين، أصبحت خارج تنظيم الدولة تعمل دون أي رقابة أو مسئولية أو التزام أمام أي جهة فى الدولة.. وبدأ المشير ورجاله المقربون يروجون إلى وهم أن مصر تمتلك أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط .. بدأت المقولة لفظاً بلاغياً لوصف قوة جيش مصر، لكن الإعلام السطحي تسابق فى ترسيخ تلك المقولة اعتماداً على ما يصدر من القوات المسلحة نفسها، وتطوعاً منه لكسب ثقة النظام الحاكم وثقة القوات المسلحة .. والمعروف أن الإعلام فى هذه الفترة كان يخضع للدولة تماماً لا يقول إلا ما تقوله الحكومة فقط .. لكن العجيب فى هذا الأمر أن المشير عبد الحكيم عامر ورجاله المقربين قد صدقوا تلك المقولة الأكذوبة بل واستطاعوا إقناع الرئيس جمال عبدالناصر بها .. وعلى هذا أصبح الرئيس عبد الناصر والمشير عامر يقدران الأمور ويتصرفان فيها وكأن مصر حقا تملك أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط.

وبنظرة إلى صحيفة الأهرام وهي الصحيفة الرسمية للدولة فى هذه الفترة ظهرت الصفحة الأولى بتنسيق إعلامي عسكري وهي تقول إن مصر قد أصبح لديها صاروخ متعدد المراحل يصل مداه إلى 1000 كيلو متر ويستطيع أن يخترق نطاق الجاذبية الأرضية، وكان هذا الصاروخ ضمن سبعة أسلحة جديدة تضيف إلى قواتنا المسلحة قوة فوق قوتها .. وكان من ضمن هذه الأسلحة السبعة صواريخ القاهر والظافر والتي لقيت صدى كبير عند جماهير الشعب حتى أنه حين قامت حرب يونيو67 كان الشعب كله متأكد من أننا سندك إسرائيل بهذه الصواريخ .. ولكن الحقيقة كانت غير هذا تماماً.. فمشروع الصواريخ القاهر والظافر بدأ العمل فيه فى بداية الستينيات تحت إشراف المشير عامر شخصياً بواسطة ثلاثة ضباط استطاعوا التعاقد مع بعض العلماء الألمان لتصنيع هذا الصاروخ وقد نجحوا فى عمل النموذج الأول للصاروخ الذي ستتم عليه التجربة .. وتم دعوة الرئيس عبد الناصر ورجال الدولة والإعلام لحضور تجربة إطلاق الصاروخ. وانطلق الصاروخ أمام الرئيس عبد الناصر والتقطت الصور وتم إذاعة الخبر بأن إطلاق الصاروخ تم بنجاح تام .. لكن الحقيقة أن الصاروخ بعد إطلاقه أصبح خارج نظام التوجيه والتحكم وبدأ فى الانحراف عن المسار المفروض والمخطط فتم تفجيره فى الجو. وكان هذا يعني فشلاً ذريعاً مما جعل المشير عامر يودع الرئيس عبد الناصر من مكان الاحتفال ثم يعود إلى العاملين فى المشروع ثائراً عليهم وموجهاً إليهم أقزع الشتائم والألفاظ، وغادر الموقع وهو يتوعدهم .. وتمضى الأيام ثم نفاجأ بالخبر الذي يقول إنه ظهرت فى العرض أيضاً الصواريخ العربية الظافر والقاهر، وقد صرح مصدر عسكري بأنه قد أدخلت عليهما تطويرات هامة.!!!

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:13 AM

إعلانات google

قديم 26-03-2009, 06:22 AM   #32

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي




[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

الصواريخ القاهر والظافر أمام الرئيس عبد الناصر فى العرض العسكري السنوي
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

ومن حقائق العمل فى الصواريخ القاهر والظافر هذا أن إسرائيل هي التي أفشلت هذا المشروع تماما .. فحين نما إلى علمها أن مصر قد بدأت العمل لتجهيز طرازين من الصواريخ ذات المدى البعيد، والتي يمكن بها تهديد المناطق الإسرائيلية المليئة بالسكان.

اجتمعت على الفور الأجهزة المختلفة فى القيادة الإسرائيلية وتقرر إفشال هذا المشروع عن طريق إبعاد العلماء الألمان الذين كانوا يقومون بتنفيذه ..
وتم تجهيز عملية مخابراتية على درجة عالية من الحنكة. فقد تم إرسال خبير الخيول الألماني الجنسية (لوتز) إلى القاهرة، وتحت ستار أنه ثرى ألماني يهوى تربية الخيول استطاع ممارسة حياته فى وسط مربى الخيول فى مصر وهم عادة من الأثرياء وذوي النفوذ. وتمكن من الوصول إلى أماكن إقامة هؤلاء العلماء الألمان، وتم إرسال خطابات تهديد لهم بمغادرة مصر، ثم أعقبها بخطابات متفجرة أصابت البعض منهم مما دفع الباقين إلى مغادرة مصر قبل إتمام مشروع الصواريخ .. وتم القبض على لوتز وحكم عليه بالسجن ولكن فى 1967 وحين تقرر تبادل الأسرى اكتشفت مصر أن لوتز ما هو إلا ضابط مخابرات إسرائيلي يتبع للموساد.
ثم نجد فى صدر الصحيفة تحية "إلى قواتنا فى اليمن التي سجلت أروع انتصاراتها خلال الأيام الأخيرة بغير خسائر". وسوف نستشهد تعليقاً على هذا المفهوم الذي كان سائداً لدى المشير عامر ورجاله المقربون بما قاله الفريق أول محمد فوزي وزير الدفاع السابق والذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى فترة حرب اليمن. سنعرض لبعض فقرات جاءت فى كتابه حرب الثلاث سنوات 67/1970 مذكرات الفريق أول محمد فوزي.
*** نجحت القوات المسلحة المصرية فى سرعة نقل أفراد الصاعقة والطائرات والإمدادات إلى اليمن، بعد أيام من قيام الثورة وقيل وقتها إن هذه القوة التي لم يزد عدد أفرادها عن 1000 فرد سوف تنهى مهمتها خلال ثلاثة أشهر على الأكثر.
• وكانت أول عملية هجومية سريعة تقوم بها هذه الطليعة الصغيرة من القوات على منطقة صرواح حيث استشهد كل أفراد فصيلة المظلات التي شاركت فيها وكان الملازم نبيل الوقاد أول شهيد فى اليمن.
• وقد تمكنت القوى المعادية لثورة اليمن من تطوير الوضع الداخلي، مما أحرج القوة الصغيرة التي أرسلتها مصر (ج.ع.م). وأصبحت المسألة صراعاً على السمعة، واضطرت إلى إرسال دعم عسكري أكثر.
• وقد وصل عدد القوات فى عام 1964 إلى 70.000 مقاتل مصري وكانت الأعمال التي قامت بها هذه القوات حتى عام 1964 كافية جداً، من وجهة النظر العسكرية، إذ كانت القوات العسكرية المصرية قد حققت السيطرة الكاملة على المثلث الداخلي فى اليمن وهو صنعاء - تعز- الحديده. وكان تعزيز هذه المنطقة وسكانها كافياً لإنهاء المهمة العسكرية لمصر فى اليمن وذلك حتى نوفمبر 1964.
• انتهى الوضع بأن أصبحت القوات المسلحة المصرية مسؤولة عن اليمن أرضاً وشعباً، فاضطرت مصر (ج.ع.م) إلى إرسال الدعم المالي والاقتصادي والمعونات. ووصلت الحالة إلى إمداد القبائل بالأموال والأسلحة، كما ساعدت فى بعض النواحي الاجتماعية مثل فتح المدارس وشق الطرق وإدارة أعمال الميناء الوحيد فى اليمن (الحديده). كما فتح اتجاه سياسي وتأييد ثوري ضد الاستعمار البريطاني فى اليمن الجنوبي أطلق عليه اسم "عملية صلاح الدين".
• أما التأثير القاتل الذي أقصده فيكمن فى المبالغة وتضخيم انتصارات الوحدات المصرية. وحتى روايات البطولات الفردية والترقيات الاستثنائية والنياشين والأوسمة التي منحت كلها، جاءت على عكس المقصود منها. فبينما كانت القيادة المصرية تريد رفع معنويات أفراد القوات المسلحة المصرية والشعب فإن رد فعل هذه المبالغات كان الغرور القاتل والثقة الفارغة بالنفس والتقليل من شأن العدو الحقيقي. الأمر الذي أدى بالقوات المسلحة إلى تصديق ما يظهر فى عناوين الصحف والإذاعات من مجد زائف، وكفاءة قتالية مظهرية.
لقد وصفت أجهزة الإعلام المصرية أحداث اليمن بأنها معارك، بينما هي فى الواقع أعمال عصابات. وكان من الأجدر أن نسميها عمليات تطهير بدلاً من لفظ عمليات حربية. إذ أن المعركة الحربية يلزم لها طرفا نزاع أو صراع. بينما ما حدث فى اليمن هو صراع من جانب واحد فقط. خصوصاً إذا علمنا أن رجال القبائل المضادين ليس لديهم أي دبابة أو مصفحة أو مدفع ميداني أو طائرة من أي نوع.
• إلا أن أخطر خسارة عادت على القوات المسلحة المصرية، هي إقحام صفات مخلة على تصرفات وأخلاق المقاتلين وهي :
- عدم الانضباط العسكري وهي صفة اكتسبت فى مسرح اليمن.
- الوساطة والمحسوبية سعيا وراء المرتب المضاعف واستغلال النفوذ لأغراض شخصية.
- الاستهانة بالفاعلية الحقيقية لمطالب القتال.

ووصلت هذه الحالة المؤسفة إلى حد اقتراح الضباط المصريين فى اليمن، أن يطلبوا عقد امتحان الثانوية العامة لأبنائهم وأقاربهم هناك. فترتب على هذه الحالة كثرة الهمس عن المهمة القومية للقوات المسلحة فى اليمن، وأشار هذا الهمس إلى اسم الرئيس عبدالناصر، وضباط مكتب المشير فى هذا الموضوع الأمر الذي هزّ الثقة فى بعض القيادات، وقد عولج الموقف بإحالة بعض الضباط الصغار إلى المعاش، وكان وراء ذلك كله الرائد على شفيق صفوت، السكرتير العسكري للمشير عبد الحكيم عامر.
وهكذا فإن تأثير حملة اليمن السلبي على القوات المسلحة المصرية ترتب عليه دخولها معركة 1967 وهي غير معدة إطلاقاً للحرب الحديثة، ناقصة التدريب، منخفضة المستوى، كفاءتها القتالية ضعيفة جداً، فاقدة للانضباط العسكري، ومعداتها التي استخدمت فى اليمن غير مصانة.
ونتيجة لوضع وحجم وحالة القوات المسلحة المصرية فى اليمن تقدمت هيئة عمليات القوات المسلحة فى عام 1966 بدراسة وتحليل استراتيجي عسكري عن توزيع قواتنا المسلحة فى الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة ومنها الاتجاه الاستراتيجي لليمن، وتورط الحجم الكبير من القوات لمدة غير محددة من الزمن وغير معلنة. وقد انتهى التحليل إلى نتيجة مؤداها، أنه لا يصح التورط القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل فى هذا الوقت، ولمدة قادمة طالما أن قواتنا المسلحة متورطة بهذا الحجم فى اليمن.
وقد وافقت على هذا التقرير ورفعته بمذكرة إلى المشير عبد الحكيم عامر قبل سفره إلى باكستان فى زيارة عسكرية عام 1966، بصفتي رئيساً لأركان القوات المسلحة. ولا أعلم ماذا كان رأى المشير فى هذا التقرير للآن، ولماذا رفض هذه النصيحة العلمية.
وتمر الأيام وأكلف فى أواخر أغسطس عام 1967، وبعد الهزيمة العسكرية بتسليم الأوراق والخرائط السرية للغاية من خزينة المشير عبد الحكيم عامر فى الجيزة. وكانت المفاجأة أني وجدت هذا التقرير (دون أن يبدى المشير أي تعليق عليه !!!).
وهكذا شرح الفريق أول محمد فوزي حال القوات المسلحة وأثر حرب اليمن عليها. ولدينا شاهد آخر هو الفريق أنور القاضي قائد القوات المصرية فى اليمن حتى نوفمبر 1963 فى مقابلة له مع الرئيس عبد الناصر فى مايو 1963 قال "إحنا عملنا اللى علينا وأكتر. ولابد أن ننسحب بأسرع ما يمكن من هذا الفخ .. لكن الرئيس عبد الناصر قال : الانسحاب بقواتنا مش ممكن .. معنى كده انهيار ثورة اليمن .. والعملية سياسية أكثر منها عسكرية .. أنا أعتبر أننا وجهنا ضربة مضادة لضربة الانفصال فى سوريا ولا يمكن أن نترك اليمن".

*** هل كان لابد أن تحدث كارثة هزيمة 1967 حتى نعرف كل هذا ؟؟.. لقد دفعت مصر ثمناً غالياً من ترابها ودماء أبنائها لكي تظهر صورتها الحقيقية أمام أبنائها .. شعور بالهوان استمر لسنوات حتى استطاع أبناؤها المخلصون دحر هذه الهزيمة وظهور صورة مصر الحقيقية .. مصر الرجولة والفداء ..

هل كان لابد أن تحدث كارثة هزيمة 1967 حتى يقتنع النظام بقيادتيه السياسية والعسكرية أنهما كانا على خطأ ؟؟.. سنوات وسنوات قبل الهزيمة وهما الاثنان يقودان مصر من وهم إلى وهم حتى جاءت الطامة الكبرى فى يونيو1967 ..
لقد كانت حرب 1956 درساً كبيراً واضحاً للعيان، لكن الثقة الزائدة بالنفس جعلت كلاً منهما يتصور أنه السبب الوحيد فى تحقيق انتصار على ثلاث دول معتدية. وتعاظم الإحساس بالذات وأصبح كل منهما لا يرى إلا رأيه هو ولا يسمع إلا صوته هو .. وقام المقربون وأهل الثقة من حولهما بتغذية هذا الشعور حتى أصبح كل صوت مخلص يمكن أن يقول رأياً لصالح الوطن هو صوت الرجعية وصوت أعداء الثورة ..
وحتى لا أتهم بالعداء للناصرية فيكفي دليل واحد هو ما كتبه السيد محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام فى هذا الوقت وكان له مقال أسبوعي بعنوان بصراحة تقرأه مصر كلها ويذاع فى الإذاعة فى نفس اليوم .. ومن يريد أن يعرف موقع السيد هيكل من الحكم ومن عبد الناصر عليه أن يقرأ كتبه التي أصدرها والتي يروى فيها أنه كان متداخلا مع الرئيس عبد الناصر فى كل شيء طوال الليل والنهار..
يقول السيد هيكل فى مقاله الأسبوعي يوم الجمعة 2/6/1967 .. بعد أن شرح نشأة إسرائيل وسيطرة المؤسسة العسكرية عليها وتخطيطها لغزو سوريا يختم مقاله "وكانت المفاجأة .. مفاجأة الأيام العشرة العظيمة التي غيرت كل شيء فى الشرق الأوسط .. تقدم الجيش المصري بقوة لم ينتبه لها راسموا الخطط الاستراتيجية فى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ولا تصوراً وجودها .. وتقدم بكفاءة كانت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أول من شهد بها وحاولت أمام المفاجأة الصاعقة أن تنسبها إلى تخطيط قديم محاولة تبرير جهلها، مضيفه إلى ذلك أن لابد أن السوفيت شاركوا فى الإعداد لها !
وذابت قوة الطوارئ الدولية فى ساعات .. ونصبت المدافع المصرية أمام مضيق تيران تغلقه فى وجه الملاحة الإسرائيلية .. وكانت إسرائيل تقول إن مجرد دخول جندي مصري واحد إلى شرم الشيخ يعني الحرب حتى قبل أن تتخذ مصر قراراً بإغلاق خليج العقبة .. ودخلت قوة مصرية قادرة على إغلاق الخليج، وأغلق الخليج فعلاً قبل أن تفيق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من ذهولها !
ثم يضيف السيد هيكل فى آخر المقال بالقول الفصل .. إما أن تضرب إسرائيل لكي تكسر الحصار العربي حولها .. وإما أن لا تضرب وتنكسر إسرائيل من الداخل .. مهما يكن وبدون محاولة لاستباق الحوادث فإن إسرائيل مقبلة على عملية انكسار تكاد تكون محققة سواء من الداخل أو الخارج ..
هكذا كان الرجل الأول فى الإعلام والصحافة المصرية .. كان يعرف الكثير والكثير عن خبايا الأزمة وحالة القوات المسلحة والعلاقات بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر.. وهو من الذكاء الذي يستطيع به تقدير الأمور تقديراً صحيحاً .. لكن كان هذا تحليله وكلماته فى الصحيفة الرسمية للدولة وقبل نشوب الحرب بثلاثة أيام.
وكان أي مخلص محب لهذا الوطن يعرف الحقيقة تماماً قبل نشوب الحرب، ولن نعلق على كلمات السيد هيكل وإنما سنجد القول الحق على لسان أحد أبناء مصر الشرفاء الفريق عبد المنعم واصل حيث ذكر فى مذكراته "بعد ظهر يوم 4 يونيو تلقيت إشارة بضرورة تواجدي كقائد اللواء 14 مدرع اعتباراً من صباح يوم 5 يونيو فى مطار تمادا لاستقبال المشير عبد الحكيم عامر.. وفى تمام الساعة 8:45 صباح 5 يونيو ونحن فى انتظار طائرة المشير عبد الحكيم عامر ظهرت الطائرات الإسرائيلية وقامت 3 طائرات بالهجوم على مطار تمادا، وألقت قنابل الدخان لتعليم حدود المطار، ثم هجمت طائرات أخرى ونجحت فى تدمير جميع الطائرات، وهي مصطفة على أرض المطار.. وكتبت فى نوته سرية كانت معي : قامت الحرب وخسرنا الحرب".
كلمات صادقة من ضابط مخلص .. لم يكن يعرف بعد ماذا حققت الضربة الجوية الإسرائيلية من خسائر. لكنه كان قائد اللواء الذي تحرك 900 كيلو متر طوال فترة الطوارئ تحرك فيها إلى أربع مواقع مختلفة وفى كل مرة تتغير المهمة المكلف بها اللواء .. وكان هذا كافيا له لكي يدرك ويتأكد من عشوائية القرارات وفوضى الخطط التي تكلفت بها وحدات القوات المسلحة، والتي كان لابد فى نهايتها من الهزيمة المحققة.
*** والآن كيف لنا أن نعي الدرس الرهيب الذي أدى إلى تلك الكارثة فى 5 يونيو.. كيف لنا أن نخرج بدروس مستفادة من تلك الأحداث وهي دروس كثيرة .. ولكن سنكتفي بما جاء من دروس مستفادة على لسان المشير محمد عبد الغني الجمسي وزير الدفاع الأسبق والذي يعتبر بحق وعن جداره عبقرية عسكرية فذه سنتحدث عنها بالتفصيل فى الجزء الثاني ..
يقول المشير الجمسى فى مذكراته "مذكرات الجمسى .. حرب أكتوبر 1973 - المشير محمد عبد الغني الجمسى"
• بكل المرارة والألم أقول إن مصر لم تكن مستعدة للحرب ضد إسرائيل فى ذلك الوقت. فقد كان الكثيرون من القادة يشفقون على الحالة السيئة التي وصلت إليها القوات المسلحة عام 1967 لأسباب كثيرة، جعلتها ضحية الظروف الصعبة التي واجهتها وكانت تعمل فى إطارها. وإني إذ أقرر هذه الحقيقة وأنا أحد أبنائها وأمضيت كل حياتي العملية فيها، وشاهدت أحداث هذه الحرب وتطوراتها فى سيناء.

• والأثر الخطير لحرب اليمن هو أن القيادة العليا للقوات المسلحة وجهت كل جهودها الرئيسية لليمن لمدة خمس سنوات، أهملت فيها مسرح العمليات الرئيسي فى سيناء ضد العدو الرئيسي إسرائيل. وكانت النتيجة أنه لم يتم إعداد وتدريب القوات للحرب ضد إسرائيل، كما لم يتم إعداد وتجهيز النطاقات والخطوط الدفاعية فى سيناء تجهيزاً هندسياً متكاملاً، حيث اكتفى فقط بتجهيز الخط الدفاعي الأول القريب من حدود مصر الشرقية، ولم يتم تجهيز باقي الخطوط بما فى ذلك خط المضايق الذي يعتبر آخر الخطوط الدفاعية عن مصر من الشرق.
• إن اتخاذ القرار على مستوى الدولة لا يترك لتفكير ورأى فرد. بل يخضع هذا القرار- أياً كان هذا القرار سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً - لدراسات علمية من الأجهزة المتخصصة. ولا شك أن قرار الحرب أو القرار الذي يترتب عليه احتمال نشوب الحرب هو قرار خطير، ولذلك يجب بحث كل الحقائق والعوامل التي تحيط بالموقف قبل اتخاذه.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:14 AM

قديم 26-03-2009, 06:22 AM   #33

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي




[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
السيد شمس بدران وزير الحربية أثناء محاكمته عام 1968

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
ومن المؤسف والمؤلم أن يكون كلام المشير عامر- إذا صح ما نسب إليه - عندما سأله الرئيس عبد الناصر فى مؤتمر مايو 1967 عن استعداد القوات المسلحة لتنفيذ إغلاق المضايق، بعد أن قال عبد الناصر: إذا قفلنا المضايق فالحرب مؤكدة 100%.. كان رد المشير عبد الحكيم عامر : برقبتي يا ريس، كل شيء على أتم استعداد .. كان ذلك هو الفيصل فى الحكم على القدرة القتالية للقوات المسلحة واستعدادها للحرب برغم أنه كلام سطحي لا يستند على أساس عسكري. كما أن أسلوب اتخاذ هذا القرار السياسي الهام والخطير ليس هو الأسلوب العلمي الصحيح لزج القوات المسلحة فى حرب ضد إسرائيل.
• لم يكن خافياً على القياديتين السياسية والعسكرية أن قواتنا المسلحة تعمل بمرتبات السلم المخفضة عندما اتخذ القرار السياسي بإغلاق المضايق. فقد كان هناك قرار أصدره وزير الحربية بتسريح دفعة من الاحتياط قبل موعدها بشهرين مع تأخير استعواض الوحدات بالمستجدين لمدة ثلاثة أشهر. بهدف ضغط مصروفات القوات المسلحة تنفيذاً لقرارات ضغط ميزانية الدولة. وكان هذا القرار يطبق من مارس حتى يونيو1967 ومعنى ذلك أنه لم يكن هناك احتمال لتصعيد الموقف السياسي والعسكري مع إسرائيل وهو ما تم فى مايو 1967.
• ولم يكن النقص مقصوراً على الأفراد بل كان يشمل أيضاً نقص فى الأسلحة والمعدات فى القوات البرية يوم 14 مايو قياسا على مرتبات الحرب. وكان النقص بصفة عامة فى الأسلحة الصغيرة 30% وفى قطع المدفعية 24% وفى دبابات التعاون الوثيق 45% وفى الحملة الميكانيكية من 40-70%.
• وقد كنا نتباهى ونعلن سنوياً أننا نملك أكبر قوة جوية فى الشرق الأوسط لعدة سنوات سابقة لحرب يونيو، ولكن الحقيقة كانت خلاف ذلك. فقد كانت كفاءتها القتالية أقل من مستوى السلاح الجوي الإسرائيلي الذي عملت قيادته على تطويره كما ونوعاً وتدريباً خلال السنوات العشر السابقة لحرب يونيو،



الأمر الذي حقق له النجاح فى ضربته الجوية الأولى ومكنه من تدمير الجزء الأكبر من طائراتنا وهي على الأرض خلال الساعات الثلاث الأولى من الحرب.
وليس من المتصور أن يكون موقف القوات الجوية والدفاع الجوي غير معروف للقيادة العليا للقوات المسلحة والمشير عامر عندما قرر فى الاجتماع السياسي فى مايو أن القوات المسلحة جاهزة وعلى أتم استعداد لتنفيذ إغلاق مضيق العقبة. ومن الواضح أن إسرائيل كانت على علم تام بالقدرات الحقيقية لقواتنا الجوية والدفاع الجوي عندما قررت شن الحرب علينا.
• وأصبحت موضوعات الأمن لها الأسبقية الأولى والأهمية القصوى بالنسبة لأي عمل عسكري آخر. وأصبحت فكرة الولاء قبل الكفاءة تسود العمل فى القوات المسلحة وطبقت هذه الفكرة بوضوح فى نشرات التنقلات التي تمت بين القادة قبل وأثناء فترة الحشد مما
جعل بعض التشكيلات الميدانية يتولى قيادتها أهل الثقة وليس أهل الكفاءة.
وكان موضوع الأمن هو الموضوع الأول الذي يشغل بال المشير عامر والوزير شمس بدران، وتعددت الأجهزة التي تعمل لتحقيق أمن القوات المسلحة. ومن هنا تحول مجهود إدارة المخابرات الحربية - كأسبقية أولى - لموضوعات الأمن. ولم تعطي الأهمية الواجبة للحصول على المعلومات عن العدو ومتابعة حجم وأساليب قتاله وتقدير نواياه.
• واستناداً إلى الحقائق السابق توضيحها يمكن القول إن القرار السياسي بإغلاق مضيق العقبة لم يكن محسوباً بطريقة صحيحة من الناحية العسكرية بناء على القدرات الحقيقية لكل من مصر وإسرائيل وقتئذ. وهنا يتبادر إلى الذهن، هل كانت هذه الحالة معروفة للقيادة السياسية وتجاهلتها عند اتخاذ القرارات السياسية - طلب سحب قوات الطوارئ الدوليـة وإغـلاق المضيق - والذي كان مؤكداً أن يترتب عليها نشوب الحرب ؟ أم أن القيادة السياسية لم تكن تعلم موقف القوات المسلحة، وهل يقبل أن تكون كل هذه الحقائق غير معروفة لها فى الوقت الذي كان من الطبيعي أنها معروفة لإسرائيل والدول الكبرى ؟.
• وجاء الدور على شمس بدران وزير الحربية بتقديمه للمحاكمة. وأثناء هذه المحاكمة فى فبراير 1968 سأله رئيس المحكمة عن رأيه فيما حدث، وترتب عليه هزيمة يونيو رد قائلاً :
- لما تطور الموقف ورأينا أننا لازم نسحب البوليس الدولي علشان نبين أن إحنا جاهزين للهجوم، لأن وجود البوليس الدولي يمنع أي عملية دخول لقواتنا، وانسحب البوليس الدولي استتبع ذلك احتلال شرم الشيخ الذي استتبع قفل خليج العقبة .. وكان الرأي أن جيشنا جاهز للقيام بعمليات ضد إسرائيل وكنا متأكدين 100% أن إسرائيل لا تجرؤ على الهجوم أو أخذ الخطوة الأولى أو المبادرة بالضربة الأولى، وإن دخول إسرائيل أي عملية معناها عملية انتحارية لأنها قطعاً ستهزم فى هذه العملية.
ولما سألته المحكمة مستفسرة عن رأيه فى أن الرئيس عبد الناصر قرر قفل خليج العقبة بعد أن أخذ "تمام" من القائد المسئول. رد شمس بدران قائلا :
- القائد العام (المشير عامر) أعطى تمام وقال أقدر أنفذ وبعدين من جهة التنفيذ كان صعب عليه.
علق رئيس المحكمة على كلام شمس بدران بقوله :
والله إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل، وتحسب على هذا الأساس، ولا تكون فيه مسئولية الكلمة ومسئولية التصرف، يبقى مش كتير اللي حصل لنا.
• وفى مصر، لابد من التعمق فى معرفة أسباب الهزيمة للخروج منها بالدروس المستفادة بعد أن فقدنا نتيجة لهذه الحرب سيناء وقطاع غزة واستشهد لنا 9800 (تسعة آلاف وثمانمائة) رجل بين شهيد ومفقود، وخسرنا الجزء الأكبر من أسلحة ومعدات القوات المسلحة، وتحمل الاقتصاد المصري عبئاً جسيماً تطلب تضحيات من الشعب أثقلت كاهله.
وبنظرة موضوعية لما حدث فى مصر خلال هذه الحرب، نجد أن الهزيمة التي لحقت بنا كانت المحصلة الطبيعية لأخطاء سياسية وأخرى عسكرية، تراكمت منذ العدوان الثلاثي على مصر1956، والآثار التي نتجت عن انفصال سوريا ومصر عام 1961 وحرب اليمن عام 1962 التي استمرت القوات المصرية تقاتل هناك خمسة أعوام، وعدم وجود تنظيم لشئون الدفاع عن الدولة، والخلل فى أسلوب القيادة والسيطرة على القوات المسلحة.
• ولعل أبرز الأخطاء التي حدثت فى حرب يونيو، كان عدم وجود استراتيجية عليا للدولة تحدد الهدف السياسي المطلوب تحقيقه، وعمل التوازن والتنسيق بين الهدف السياسي وقدرات الدولة على تنفيذه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً .. لقد صدرت قرارات سياسية ثلاثة، وهي حشد القوات فى سيناء ثم سحب قوات الطوارئ الدولية ثم إغلاق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية، دون تنسيق مسبق مع القيادة العامة للقوات المسلحة، برغم إن عبد الناصر قدر خلال مايو 1967- قبل إغلاق المضيق - أن إغلاقه يجعل نشوب الحرب مؤكداً 100%. ومن متابعة وتحليل أحداث مايو ويونيو1967 نجد أن القيادة السياسية فى مصر حاولت القيام بمغامرة سياسية تدعمها مظاهرة عسكرية لتحقيق مكاسب سياسية، فتحولت إلى حرب حقيقية لم تكن مصر على استعداد لخوضها. وإظهار القوة العسكرية أو التلويح باستخدامها عمل معروف، ولكن يجب أن يكون العمل العسكري مخططاً وقادراً على تنفيذ القرار السياسي.
فالحرب هي امتداد للسياسة بالنيران. والحقيقة أنه تم استدراج القيادة السياسية فى مصر للدخول فى حرب ضد إسرائيل التي استعدت لخوضها منذ وقت طويل.
وهكذا يؤكد المشير الجمسى ما قلناه من قبل من أن فى مصر دائماً القرار السياسي يصدر دون الرجوع أو التشاور مع العسكريين. وقد أدى هذا إلى ثلاث هزائم متلاحقة.. ففي 1948 قرر النقراشى رئيس وزراء مصر وقتها دخول الحرب كمظاهرة عسكرية. وفى 1956 اتخذ الرئيس عبد الناصر قرار التأميم للقناة وهو يعلم مدى رد الفعل الغربي دون التشاور أيضاً.. وفى 1967 وضح ما نقوله تماماً وجاء على لسان كل من كان ينظر إلى الأمور والأحداث الجارية بنظرة وطنية مخلصة.
وحتى يكتمل هذا الجزء من الكتاب، وقد حاولت قدر الجهد أن أعرض ما حدث فى الجولات المصرية - الإسرائيلية الثلاث بصدق شديد، عرضت فيه كل ما تمكنت من وثائق، وشهادات شهود، وآراء خبراء، ومحللين مصريين وإسرائيليين، وأجانب، عسكريين ومدنيين .. كان ولابد وأن أعرض شهادة للتاريخ من فم الشاهد الأول والأهم فى هذه الأحداث الرئيس جمال عبد الناصر.

الرئيس جمال عبد الناصر
أنقل هنا أقوال الرئيس عبد الناصر فى وثيقة رسمية ضمن كتاب الانفجار للسيد/ محمد حسنين هيكل الذي لديه وثائق وشهادات كثيرة يعجز أي أحد غيره عن الوصول إليها.. يقول السيد هيكل فى كتابه صفحة 890 :
وفى الأسبوع الأول من شهر يوليو تم الاتفاق على إجراء مجموعة من المشاورات فى القاهرة تشارك فيها الجمهورية العربية المتحدة بالطبع، وسوريا، والأردن، والجزائر، والعراق.


وكان أول القادمين لهذه المشاورات هو الرئيس "هوارى بومدين" الذي وصل بالفعل إلى القاهرة، وبدأ أول اجتماع له مع "جمال عبد الناصر" فى الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم 10 يوليو 1967. وطبقاً للمحضر الرسمي المفرغ عن شريط تسجيل لهذه الجلسة فإن الصفحة الأولى منه حوت مكان الاجتماع وتوقيته، وأسماء المشاركين فيه من الجانبين.
وفى الصفحة الثانية من المحضر يبدأ الرئيس جمال عبد الناصر بالترحيب بالرئيس بومدين ...... ثم توجه بومدين فى الصفحة الثالثة من المحضر بسؤال للرئيس جمال عبد الناصر يسأل فيه عما حدث وفى نفس هذه الصفحة من المحضر يبدأ جمال عبد الناصر بعرض رأيه فيما حدث فيقول بالنص :
*** الحقيقة التي لا أستطيع إخفاؤها عن الإخوان هي أنني حتى هذه اللحظة غير قادر بالضبط على فهم ما حصل، وكيف حصل، ونحن نقوم بدراسات مكثفة لمعرفة الحقيقة، واعتقادي المبدئي الآن أن هناك عوامل أساسية أثرت وأوصلت لهذه النتيجة.

العامل الأول هو الثقة فى النفس أكثر من اللازم، بل وصل الأمر إلى حد التبجح بهذه الثقة. وقد رحنا نتكلم ونتكلم حتى صدقنا أننا نستطيع أن نتصدى لإسرائيل ولأمريكا.
والعامل الثاني هو أن الجيش لم يكن بالكفاءة التي كنا نقدرها، وأنا أقول لكم هذا الكلام بصراحة. والذي أضر بكفاءة الجيش هو فكرة الأمن أو تصور فكرة الأمن. فتحت اسم الأمن كان يجرى تنظيم الجيش وتوزيع الناس على محلاتهم. وباسم الأمن جلس ناس فى غير مقاعدهم والمثل الظاهر هو الطيران. ومع الأسف فنحن لم نستفد من دروس 1956 ولا من دروس الانفصال. وعلى هذا بقى صدقي محمود قائداً للطيران 11 سنة بعد السويس.
والعامل الثالث هو اتجاهنا إلى عدم أخذ الأمور بجدية نتيجة نقص المعلومات، ونتيجة التراخي فى تنفيذ ما يترتب على هذه المعلومات. وأنا شخصياً حذرت صدقي محمود وقلت له فى آخر اجتماع حضرته فى هيئة أركان الحرب إن الهجوم سيحصل يوم الاثنين. وإن الضربة الأولى ستكون ضد الطيران. وأنا لم أكن فى هذا متنبئ وإنما كنت حاسب الحساب ومقدر أن ذلك سيحدث. فى البداية قلت الحرب بنسبة 50%. ثم قلت أن النسبة أصبحت 80%. ثم وصلت إلى يقين أن الحرب واقعة بنسبة 100%. وأنت تتذكر (موجها كلامه للرئيس بومدين فى نهاية صفحة 4 من المحضر) أن الأخ زكريا حينما زاركم فى الجزائر قبل المعركة بيومين نقل اعتقادي بأن الحرب قائمة بنسبة 100%.
وفـى هذه النقطة من الحديث تدخل السيد زكريا محي الدين وقال : أنا بالفعل نقلت هذه المعلومات إلى الرئيس بومدين وأن الرئيس بومدين وافق على ما قاله السيد زكريا محيي الدين وتسجل الصفحة الخامسة من المحضر أن الرئيس جمال عبد الناصر عاد يستكمل كلامه قائلاً : أنا اتكلمت معهم يوم الجمعة 2 يونيو على أساس أن الضربة قادمة يوم الاثنين 5 يونيو، يوم السبت قام الطيران بعمل مظلة جوية للإنذار المبكر والاشتباك، ويـوم الأحـد حدث نفس الشيء وخرجت مظلة جوية. يوم الاثنين لم تكن هناك مظلة جوية وفوجئنا بالطائرات الإسرائيلية فوق مطارتنا دون أن يشعر بها أحد، وهذا موضوع نحقق فيه. كنت أعتقد أن خطتنا للدفاع الجوي مضبوطة، وقد رأيتها على الورق، وجاء نائب قائد الدفاع الجوي السوفيتي وقابلني ومعه صدقي محمود قبل الأزمة بوقت طويل. وقال لي نائب قائد الدفاع الجوي السوفيتي إن خطة الدفاع التي رآها على الورق وعلى الطبيعة معقولة جداً. وإنه وخبراؤه لاحظوا وجود ثغرات فيها وقد أخطر بذلك صدقي محمود، وتم الاتفاق على عمليات تكملة. ولكن هذا لم يحدث كما يظهر لي الآن. فدفاعنا الجوي أصيب بالشلل. وهذا موضوع نحقق فيه الآن.
والعامل الرابع هو أن القيادة العسكرية عندنا لم تكن مستعدة لتصديق المعلومات التي تجئ لها كان لديهم تصور محدد، لم يكونوا مستعدين لقبول أي شيء يختلف عن هذا التصور. وعلى سبيل المثال فالروس أبلغونا يوم الخميس (1 يونيو - وهذا الكلام وارد فى الصفحة السابعة من المحضر) عن حجم قوات اليهود من المدرعات وقالوا أنها 9 لواءات. وكانت القيادة عندنا مصممة على أن اليهود ليس عندهم إلا خمسة لواءات. وقد ناقشنا هذا الكلام فى اجتماع يوم الجمعة 2 يونيو. وقلت لهم على أي أساس تقولون إن إسرائيل لديها 5 لواءات بينما الروس ولديهم كل إمكانيات المعلومات يقولون إن لديها تسعة. وكان الرد الذي كرره عبد الحكيم عامر وعدد من القادة هو أن معلومات السوفيت مبالغ فيها، وهم يهولون فى الموضوع لكي يخيفونا ويجعلونا نتردد ولا ندخل المعركة. وأيضاً قالوا إن الروس فيما يظهر لهم حسبوا الدبابات الإسرائيلية القديمة من طراز "شيرمان" وهي لم تعد صالحة للعمل وبالتالي لا تدخل فى الحساب. وكان هذا كله ضمن عوارض الثقة بالنفس أكثر من اللازم مما يجعلك تقلل من قوة العدو لكي تزيد من قوتك.
والعامل الخامس، وهذا هو الذي يذهلني حتى الآن، هو أن القيادة العامة بعد ضربة الطيران أصبحت مثل واحد حصل له انفجار فى المخ وأصيب بالشلل جسمه كله.
والعامل السادس هو أن الخطط التي كانت معدة كانت محكومة أيضاً بالثقة بالنفس. وقد دهشت من أنه لم تكن هناك دفاعات فى الخطة وراء العريش. ولذلك فإنه حينما حدث الارتباك والانفجار فى المخ وتمكنت القوات الإسرائيلية من دخول العريش لم يحدث قتال وراءها فى القطاع الشمالي، وإنما اندفعت المدرعات الإسرائيلية على طريق أسفلتي جديد كنا بنيناه بين العريش والقنطرة حتى وصلت دون قتال إلى شاطئ قناة السويس.
والعامل السابع هو الخلط بين الوهم والواقع (صفحة 11 من المحضر) فأنا قلت للقيادة العامة من البداية إننا سندخل معركة دفاعية، وهي معركة تتفق مع خططنا التي كانت موجودة مع إمكانياتنا المتوفرة. ولا أعرف من أين ركبتهم حكاية أنهم لازم يبدأوا بالهجوم بينما هو فى رأيي مستحيل من الناحية السياسية.
وعبد الحكيم قالي لي وهو يناقش فى هذا الموضوع إنه إذا كان هدفي من تحرك القوات المصرية بعد الحشود على سوريا هو نجدة سوريا بالفعل فمعنى ذلك أننا لابد أن نهجم وإلا فنحن لا ننجدها. وحاولت أن أشرح له أن مجرد حشد قواتنا سيفرض على إسرائيل أن تستعد لنوايانا وتحول حشودها من الشمال إلى الجنوب. وهذا هو المطلوب للتخفيف عن سوريا.
وأما موضوع أن يتحول هذا إلى هجوم فهذا له حسابات أخرى. والغريب أنهم ظلوا مع ذلك يتوهمون إمكانية الهجوم. وجدت تحركات كثيرة خلافاً للخطط الأصلية على أساس إمكانية الهجوم. وكانوا يتصورون أن يقوموا بالهجوم من الجنوب فى اتجاه إيلات. وعندما هاجم الإسرائيليون من الشمال نسوا القوات التي حشدوها للهجوم فى الجنوب. وقبل هذا كله لم تكن عندنا خطط حقيقية للهجوم. نحن استطلعنا الجبهة الجنوبية لإسرائيل، ولكننا لم نكن نعرف ما فيه الكفاية عن الجبهة الوسطى أو الشمالية. وبالتالي فالهجوم لا تتوفر لدينا إمكانياته المادية فضلاً عن المخاطر السياسية التي تلحق بنا إذا حاولناه. معنى ذلك أننا نعطي لأمريكا دعوة مفتوحة بضربنا بكل وسائلها ولا يستطيع أحد أن يفتح فمه.
وخلص جمال عبد الناصر فى صفحة 15 من المحضر إلى أن يقول : قراءتي للموقف أنه لم تحدث فى الواقع حرب. حدث قتال عنيف جداً فى مناطق متفرقة وحصلت بطولات هائلة فى الحقيقة. ومات واستشهد وضحى ناس أثبتوا أنهم رجال. وفعلوا ذلك وفوقهم قيادة لا تقود لأنها فقدت أعصابها إلى درجة أنهم أخطروني أن اليهود ينزلون بالباراشوت على الناحية الغربية من القناة فى حين كانت الحقيقة أن اليهود كانوا يلقون بتموين وذخائر بالباراشوت للقوات التي وصلت إلى ضفة القناة الشرقية أسرع مما توقعت القيادة الإسرائيلية. وفقدان الأعصاب هذا جعل الأوامر متضاربة. وقد عرضت على عندما بدأ التحقيق مجموعات أوامر صادرة فى نفس الوقت، بعضها يأمر بالانسحاب إلى خط الدفاع الثاني، وبعضها يطلب الانسحاب إلى غرب القناة. وكان معنى هذا فوضى فى الانسحاب. وعملية الانسحاب هي أصعب العمليات فى الحرب.
وفى النهاية وجدت أمامي كارثة لابد أن أوقفها عند حد، وكان قبولي لوقف إطلاق النار. ولم أفكر لحظة فى استعمال أسلحة غير تقليدية كالصواريخ أو الغازات لأنه لم يكن لاستعمالها من نتيجة سوى أنني أزود الاستفزاز وأعرض مرافقنا المائية والصناعية لضربات انتقامية عقابية. وعلى أي حال فالصواريخ لم تكن مستعدة بأجهزة التوجيه. والغازات كان يمكن أن تثير علينا الدنيا بدون فائدة لأن الفرصة راحت ..
ونكتفي من أقوال الرئيس جمال عبد الناصر بهذا القدر.. وقد حمل نفسه المسئولية الأدبية عن الهزيمة وكأنه ضيف شرف فى تلك الأمور التي حدثت. وألقى بالمسئولية كاملة عن الهزيمة فوق كاهل القيادة العسكرية (المشير عبد الحكيم عامر) وخاصة القوات الجوية. وأفاض وأسهب فى شرح أوجه القصور التي كانت عليها القيادة العسكرية، والقوات الجوية المصرية .. ونحن لا ندافع عن القيادة العسكرية أو القوات الجوية بل أوضحنا هذا فى الفصول السابقة .. ولكن أقوال الرئيس عبد الناصر تحتم علينا أن نعلق عليها ونطرح أسئلة كثيرة لأننا شرحنا فى الفصول السابقة أن الهزيمة كانت قبل بداية الحرب وذكرنا كل العوامل التي أدت إلى تلك الهزيمة.
ذكر الرئيس عبد الناصر سبعة عوامل هي التي أدت إلى الهزيمة. لم يذكر فى هذه العوامل أي شيء عن القرار السياسي وهو قرار نبع منه هو شخصياً ولم يشاركه فيه أحد .. ويبدأ الرئيس عبد الناصر بأنه يلوم نفسه لأنه كان يتحدث بثقة أكثر من اللازم، ثم على الفور يتبعها بأن الجيش لم يكن بالكفاءة التي كنا نقدرها .. حقاً لم يكن بالكفاءة المطلوبة وهنا نتساءل :
من أين إذن كان الرئيس جمال عبد الناصر يستمد تلك الثقة الأكثر من اللازم ؟
لماذا أصر على بقاء القوات المسلحة فى اليمن رغم تحذير الفريق أنور القاضي له من هذا الوضع؟
لماذا ترك أهل الثقة والمقربين من المشير عامر فى المواقع الحساسة من الجيش ؟ مستبعديـن بذلـك الضباط الأكفاء ؟؟ وهل كان راضياً عن هذا ؟؟ أم أنه كان مجبراً؟؟ أم أنه كان لا يدرى عن القوات المسلحة صورتها الحقيقية ؟؟

ويتعلل الرئيس عبد الناصر بأن الهزيمة فى 5 يونيو67 وقعت لأننا لم نستفد من دروس حرب عام 1956 .. ونتساءل عن الأسباب التي عطلت دراسة حرب 56 لمدة أحد عشر عاماً. وبصفته رئيساً للدولة لماذا لم تعمل الأجهزة المختلفة وخاصة فى القوات المسلحة على دراسة هذه الحرب والخروج بالدروس المستفادة منها.
ويقول الرئيس عبد الناصر ويؤكد أن الخطة كانت دفاعية لأن إمكانياتنا لا تسمح بالهجوم ويتهم القيادة العسكرية أنها هي التي غيرت الخطط وتحولت إلى خطط هجومية يستحيل تنفيذها سياسياً وهنا نتساءل :
أولا موقع الرئيس عبد الناصر فى تنظيم الدولة المصرية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة أي أن المفروض أن المشير عامر يتبعه. والتحول من الدفاع إلى الهجوم أمر يخص الدولة وليس القوات المسلحة فلماذا تغاضى عن هذا ؟؟

ثانيا إذا كان مفهوم الحشد ودخول القوات المسلحة إلى سيناء للدفاع فلماذا اتخذ قرار إخلاء قوات الطوارئ الدولية ؟‍! ولماذا قام بإغلاق خليج العقبة ؟
وفى ختام الحديث يقول الرئيس عبد الناصر إن الصواريخ لم تكن مستعدة بأجهزة التوجيه. وقد شرحنا قصة هذه الصواريخ فى فصل سابق لكن نتساءل :
فى الاستعراض السنوي فى 23 يوليو احتفالا بذكرى قيام الثورة كانت الصواريخ (القاهر والظافر) تمر أمام الرئيس واستمر هذا سنوات قبل 1967. كانت الصحافة والإعلام تفرد لها الكثير من الصور والمقالات، حتى بات يقينا عند كل المصريين البسطاء أن لدينا صواريخ جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي ..
فهل كان السيد الرئيس جمال عبد الناصر يعلم أن الصواريخ التي تمر أمامه فى العرض العسكري نماذج فاشلة لا يمكن استخدامها ..؟؟

ومنذ كم من السنوات قبل الحرب كان يعلم أن هذه الصواريخ ليست جاهزة ؟؟
ولماذا سكت الرئيس عبد الناصر طوال تلك السنوات ؟؟
وهل كان يساهم مع قيادة القوات المسلحة فى خداع شعب مصر ؟؟
لقد تمت محاكمة عدد من قيادات القوات المسلحة والقوات الجوية وحكم على أغلبهم بالسجن لعدة أعوام طويلة وكانت التهمة الموجهة لهم هي الإهمال والتقصير فى أداء واجبهم قبل وأثناء الحرب .. ومع اعترافي بصحة هذه التهمة إلا أن التقصير والإهمال والقرارات الخاطئة كانت تنفيذاً لقرار سياسي خاطئ لم يحاكم عليه المسئول الذي أصدره.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:16 AM

قديم 26-03-2009, 06:23 AM   #34

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي



[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

*** بقى شيء هام لابد وأن نتحدث عنه حتى نصل إلى إجابة السؤال "هل كانت الهزيمة حتمية ؟؟"
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

.. إنه الدور العربي فى المعركة وأثره فى مجريات الصراع التي بلغت ذروتها فى 5يونيو67 .. وإذا تحدثنا عن الدور العربي فى هذه الحرب نجد أن موقف حرب 1948 يخرج من الذاكرة على الفور، فما أشبه الليلة بالبارحة. كما قلنا عن حرب 1948 فى الفصل الأول نجد نفس الكلمات والصفات لم تتغير.. قادة وملوك ورؤساء دول عربية المفروض أنهم مجتمعون تحت مظلة واحدة هي جامعة الدول العربية لهم هدف واحد هو هزيمة العدو الإسرائيلي واستعادة أرض فلسطين وعودتها إلى أهلها .. لكن المفروض شيء والواقع شيء آخر.. فالواقع كان هو الفرقة والانقسام والتناحر بل والتآمر قبل حرب يونيو وأثناؤها .. فمنهم من يؤيد ويساعد بإخلاص ومنهم من يقف على الحياد وكأن الصراع لا يخصه .. ومنهم من يتواطأ .. ومنهم من يورط الآخرين ويقف متفرجاً .. بل ومنهم من كان يخفى بصعوبة الشماته فى هزيمة مصر.
.. فالملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية كان له الفضل الأكبر والدور الأول فى توريط الجيش المصري فى اليمن لمدة خمس سنوات. متواطئاً فى ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا .. وقد عرفنا أثر حرب اليمن على الجيش المصري فى معركة يونيو67 .. ألم يكن يجول فى خاطر الملك فيصل أن انتصار إسرائيل على مصر هو تهديد استراتيجي للأمن السعودي؟ . لم يفكر فى هذا لكن كل ما كان يشغل فكره هو هزيمة عبدالناصر!!


العدو الإسرائيلي يتقدم في الجولان
أما الأردن فالعجب والتساؤل كله عن دوره فى هذه المعركة .. فبعد عداء سنوات وسنوات مع مصر ومع عبد الناصر، يصل الملك حسين إلى القاهرة قبل المعركة بخمسة أيام ويوقع اتفاقية دفاع مشترك مع مصر ويصطحب معه الفريق عبد المنعم رياض لقيادة الجبهة الأردنية .. ثم حين بدأت الحرب لا يفعل شيئاً فى المعركة سوى بعض الاشتباكات بالمدفعية وطلعات جوية لا تذكر لإثبات أنه فى المعركة، ولتعطى إسرائيل الذريعة لكي تحتل الضفة الغربية وتدخل قضية فلسطين وهي القضية الأصل فى دهاليز ودروب ليس لها نهاية، حيث لم تحل حتى 2007 أي بعد 40 عاماً من الهزيمة .. وبعد شهر من انتهاء المعركة يطلب من القوات العراقية التي كانت متمركزة فى الأردن العودة إلى العراق ويبرر هذا الطلب بأن الظروف تغيرت .. ولا ندرى ما هي تلك الظروف التي تغيرت. وكأن الظروف قد سمحت له استعادة الضفة الغربية.


أما عن سوريا فنتحدث ولا حرج .. فبداية الأزمة من سوريا .. والقيادة السورية شبه يومي تندد بمصر وعبد الناصر بأنه يترك سوريا وحدها تواجه إسرائيل .. وبعد معركة 7 أبريل الجوية كانت سوريا كلها تتساءل أين اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر.. والتصريحات النارية تنطلق طوال عام كامل قبل الحرب .. ثم جاءت أنباء الحشود وتصاعدت الأحداث حتى وصلنا إلى الحرب .. وهنا .. لاذت سوريا بصمت مريب.
فمن اللحظة الأولى فى الحرب طلب الفريق عبد المنعم رياض من سوريا أن تقوم طائراتها بقصف ومهاجمة المطارات الإسرائيلية، لكن الإجابات كانت "بنجهز الطائرات سيدي" واستمر هذا التجهيز حتى الواحدة ظهراً حين هاجمت إسرائيل المطارات السورية بعد أن انتهت من الضربة الجوية على مصر.
ويقول الفريق أول محمد فوزي عن يوم 5 يونيو "وفى حوالي الساعة 11 صباحاً كلفني المشير بالاتصال بالقيادة السورية لإخطارها بالموقف، ومحاولة تنفيذ خطط القصف الجوي على مطارات إسرائيل الشمالية، وهي جزء من الخطط التي كنت قد نسقتها مع رئيس أركان الجيش السوري اللواء/ أحمد سويدان .. اتصلت به لاسلكيا، وطلبت منه تنفيذ الخطة التعرضية "رشيد" لكنني لم أحصل رداً إيجابي، وكـان كـل مـا نطق به هو جملة واحدة "نحاول سيدي" ثم علمت بعد ذلك أنه لم تصدر أية أوامر من الجانب السوري باتخاذ أي موقف مضاد أو تعرضي، أو حتى تدخل فى أي عمليات إطلاقاً ضد إسرائيل".
ومرت أيام 8،7،6،5 يونيو ولم تقدم سوريا للمعركة التي نشبت بسببها أي عمل عسكري يذكر سوى بعض المناوشات الخفيفة بالمدفعية ثم حدثت المفاجأة التي تثير الشك والريبة وتطرح عشرات الأسئلة، ألا وهي مهاجمة إسرائيل للجولان والاستيلاء عليها فى غمضه عين ..
الجولان عزيزي القارئ هي حدود سوريا الغربية التي تطل على إسرائيل ويتدرج ارتفاعهـا فوق سطح الأراضي الإسرائيلية من 120م فى الجنوب حتى تصل إلى 1000متر فى الشمال. أي أنها تشكل تهديد خطير للأراضي الإسرائيلية والمناطق الأهلة بالسكان ..

وكما شرح إسحاق رابين فى مذكراته نعرف أنه كانت هناك اجتماعات مكثفة بين أشكول رئيس الوزراء وموشى دايان وزير الدفاع ومعهم اللجنة الوزارية لشئون الأمن حتى مساء 8 يونيو، وانتهت الاجتماعـات وبضغـط من دايان بأنه لا يمكن مهاجمة سوريا فى الوقت الحالي.. وأبلغ رابين رئيس الأركان قائد الجبهة الشمالية بهذا القرار وذهب فى منتصف الليل لينام. ثم يضيف واصفاً موشى دايان بأنه غير المتوقع .. وغير المتسرع الخطوات عاد وفاجأ ..
"إن من أيقظني فى الساعة السابعة صباحاً من النوم كان عليه أن يكون واثقاً بأن لديه سبب جيد ليفعل ذلك .. فقد قال لي عيزرا وايزمان أن دايان اتصل قبل 15 دقيقة مع قائد الجبهة الشمالية دافيد اليعازر وأمره بمهاجمة سوريا بدون إبطاء ..
أسرعت إلى موقع القيادة العليا "أتضح أن وزير الدفاع قد وصل إلى هناك فى الساعة السادسة صباحاً تقريباً. وطلبت الاستماع إلى تقييم للوضع من رجال الاستخبارات. وسمع عن الانهيار التام للجيش المصري. ومازال مصراً على عدم مهاجمة سوريا. ولكن فى حوالي الساعة السابعة ولأسباب لم أفهمها حتى الآن أمر إليعازر بشن الهجوم".
هذا عن الجانب الإسرائيلي والراوي هو رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي الذي نـام بعـد منتصـف الليل وهو متأكد أنه ليس هناك هجوم على سوريا ثم يصحو بعد 4-5 ساعات يجد أن الأوامر صدرت دون الرجوع إليه بالهجوم على سوريا. ومن المؤكد أن هناك أسباب لهذا التغيير المفاجئ لكن لا نعلمها.
لكن ما حدث على الجانب السوري الذي يجعلنا نتساءل بريبة وشك .. فسوريا كانت تعلم يقينا أن هناك حرب دائرة طوال أربعة أيام سابقة .. وقبلت وقف إطلاق النار فى 8 يونيو، ولم تكن قد خسرت أي أراضي لها .. وبدأ الهجوم الإسرائيلي فى صباح 9 يونيو وعلى الفور أصدرت القيادة السورية أمر بالانسحاب للقوات الموجودة فى هضبة الجولان دون قتال .. ودخلت القوات الإسرائيلية المواقع السورية فوجدتها خالية من الجنود .. ثم تجئ علامة الاستفهام الكبرى حين أعلنت إذاعة دمشق نبأ سقوط مدينة القنيطرة عاصمة الجولان فى الساعة الثامنة والنصف صباحاً يوم 10يونيو رغم أنه لم يكن حولها أو بالقرب منها أي جندي إسرائيلي بل إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى القنيطرة وقامت باحتلالها فى الخامسة بعد ظهر ذلك اليوم.

ورغم أن المشهد العربي القومي كان مليئاً بالإحباط من ناحية (السعودية - الأردن - سوريا) إلا أن الرئيس الجزائري هوارى بومدين أضاء بصيص من النور والأمل فى العمل القومي. فقد بدأت مساندته لمصر من اليوم الأول للمعركة. وأمر بإرسال الطائرات الجزائرية إلى مصر وقد وصلت بالفعل واشتركت فى المعركة كما شرحنا فى الفصول السابقة .. ثم تابع ذلك بجهد كبير فى التفاوض مع الاتحاد السوفيتي عارضاً فى المفاوضات مع القادة السوفيت دفع المبالغ اللازمة لإعادة تسليح القوات المسلحة المصرية بأسرع ما يمكن.
عزيـزي القـارئ .. أعتقد أنك تستطيع الآن أن تجيب على السؤال المطـروح "هل كانت الهزيمة حتمية ؟؟"
لقد كنا نملك قوة قادرة على فعل الكثير فى مجريات الأحداث .. لكن ليس بالقوة وحدها يمكن أن نحقق ما نريد. فالقوة يلزمها تخطيط وإعداد، وتدريب وتعاون، وأهداف واضحة .. وكان هذا ما افتقدناه طوال سنوات طوال فكان طريقنا لابد وأن ينتهي بالهزيمة .. إن هزيمة يونيو67 لم تنته حتى الآن فالجولان والضفة الغربية والقدس مازالت فى حوزة العدو الإسرائيلي .. ومصر لم تدفع وحدها الثمن فحين هزمت مصر هزمت الأمة العربية وحين انتصرت فى 1973 انتصرت الأمة العربية.
انتهت حرب يونيو67 بهزيمة مصر، وقد أوضحنا فى هذا الكتاب وبالتفصيل لماذا ؟ وكيف انهزمت مصر؟.. لكن ورب ضارة نافعة كانت هذه الهزيمة هي الناقوس الذي دق فوق رؤوسنا. صحونا من غفوتنا لنواجه الحقيقة .. لنواجه مصريتنا .. هل نحن أبناء هذا الوطن حقاً ؟.. هل تستحق مصر منا كل هذا ؟
وكانت إجابتنا المدوية هي لا وألف لا. سنعيد نحن المصريون الكرامة والعزة إلى مصر.. سنبذل الغالي والرخيص من أجلك يا مصر.. سنقدم دماءنا وأرواحنا فوق تراب مصر حتى لا يدنسه العدو الإسرائيلي.
وسوف نعرض فى الجزء الثاني القادم إنشاء الله (جند من السماء) كيف انطلقت روح مصر فى أبنائها المخلصين ؟ وكيف استطاعت هذه الروح أن تحقق مستحيلاً ؟ كانت إسرائيل والعالم كله يجمع على أنه لن يتحقق إلا بعد 20 عام.
سنرى كيف أن مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر نفسه المهزوم فى يونيو67، وبالجنود والضباط المصريون الذين قالت عنهم صحف ودعاية إسرائيل أنهم فروا أمام الجيش الإسرائيلي، سنرى كيف تمكن هذا الرئيس وهؤلاء الجنود والضباط بعد عشرون يوماً فقط من قتال جيش إسرائيل والتصدي له وتكبيده خسائر كبيرة فى جنوده (السوبرمان) بين قتلى وجرحى، وتدمير مدرعاته (الرهيبة)، رغم أن القوة المصرية التي واجهتهم لم تكن إلا أفراد معهم تسليح شخصي لكن بداخلهم إيمان وإصرار على النصر يتضاءل أمامه أي سلاح. مما جعل الجيش الإسرائيلي (الذي لا يقهر) يتراجع وينسحب ولا يفكر فى التقدم مرة أخرى بعد قتال استمر أيـام .
كما سنعرض أيضاً فى الجزء الثاني كيف أن العسكرية المصرية حين يتاح لها الإعداد والتخطيط تستطيع أن توقع فى إسرائيل الخسائر الموجعة، سنرى كيف استطاعت مصر أن تهاجم إسرائيل فى العمق حين هاجمت ميناء إيلات ثلاث مرات، فى كل مرة كانت الخسائر الإسرائيلية فادحة.
سنتحدث عن حرب الاستنزاف التي استمرت أكثر من 500 يوم ولم تتوقف إلا بطلب أمريكي إسرائيلي. كان كل يوم فى هذه الحرب يحوى بطولات وتضحيات من جنود وشعب مصر، ولكن كان هناك فى المقابل خسائر شديدة فى العدو الإسرائيلي. سنعرض كيف أجبرنا العدو الإسرائيلي على الدفاع فقط ضد هجماتنا. لقد هاجمنا العدو الإسرائيلي فى كل مواقعه فى العريش ومصفق ورمانة على ساحل سيناء فى البحر الأبيض وفى الطور ورأس سدر ورأس محمد على البحر الأحمر وعلى طول المواجهة فى قناة السويس. وكانت معظمها هجمات ناجحة ومؤثرة وقد تمت بجنود وضباط مصريون كانوا قبل عامين يقال أنهم فروا أمام جيش إسرائيل (الذي لا يقهر).

كما سنعرض فى الجزء الثاني أيضاً النصر العظيم الذي تحقق على يد جنود وضباط مصريون فى أكتوبر 1973 .. سنعرض كيف تم التدريب على عبور أصعب مانع مائي فى العالم. وكيف سقط خط الدفاع الإسرائيلي (خط بارليف)، والذي استغرق بناؤه خمس سنوات بأيد القوات المسلحة المصرية فى أقل من 24 ساعة.
سنرى كيف قاتل الجندي والضابط المصري بأسلحة تقل فى القدرة كثيراً عن أسلحة العدو الإسرائيلي ولكننا أثبتنا أن السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح. سنرى كيف استغاثت إسرائيل صاحبة الجيش الذي لا يقهر بالولايات المتحدة الأمريكية من اليوم التالي للقتال، وكيف كانت صورة جولدا مائير وموشى دايان مثال الصلف والغرور بعد أن عبرت قواتنا قناة السويس. وأن الدعم الأمريكي كان مستمراً طوال أيام الحرب، ورغم ذلك صمد الجندي والضابط المصري أمام أعتي وأحدث الأسلحة فى الترسانة الأمريكية.
سنرى ملحمة عظيمة .. عظيمة .. عظيمة. بدأت بضربة جوية فى السادس من أكتوبر ظهراً وانتهت بمعركة السويس فى 24أكتوبر والتي شارك فيها أبطال مصريون عسكريون ومدنيون.
وبالانتهاء من الجزء الثاني (جند من السماء) أكون قد ساهمت بقدر من الجهد فى إظهار حقيقة ما دار خلال الفترة من 1948 - 1973. وكيف كانت الهزيمة ؟ وكيف كان النصر ؟. وعلى أن نضع نصب أعيننا دائماً كيف ولماذا وصلنا إلى الهزيمة ؟؟ وكيف ولماذا وصلنا إلى النصر ؟؟ على أن لا يغيب عنا أبداً أن إسرائيل كانت دائماً هي العدو وستظل لسنوات طويلة قادمة هي أيضاً العدو.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]






التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:17 AM

قديم 26-03-2009, 06:24 AM   #35

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي






[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
إهــــــــــداء
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

بسم الله الرحمن الرحيم
َفليُقاتل في سَبيل الله الذين يَشرُونَ الحياةَ الدُنيا بالآخرةِ ، ومَن يُقاتِل في سَبيل الله فـُيقتَل أو يَغلِب فسَوف نؤتيـه أجراً عظيماً. (74) النساء (صدق الله العظيم)

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
إلي المصريين حقاً . الذين أدوا واجبهم ثم انصرفوا في صمت
وأولهم الشهداء ..الذين قدموا أرواحهم ، ودمـاءهم ، وعرقهم
فداء لتراب هذا الوطن . لا أجد ما أقوله لكم إلا قول عظيم من أحد أبناء مصر البسطاء
هَـديل حَمَـام الحِمـا.... ترَاتيل أسـاميكـم
ياننـّي عـين الوطـن ... قلبي يناديـــكم
صلـّي الحَمَام وانجلا... صلـّي الحَمَام وانجلا
الله يجازيكم
(كابتن غزالي)

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
شكـــر وتقـديـــر
أصدق آيـات الشكر والتقدير أقدمها ، لكل من ساهم في ظهور هذا الكتاب .. بداية من القادة الذين كانوا في مواقع تتيح لهم معرفة الكثير.. وقد حظيت منهم بشرف اللقاء مرات عديدة. وقراءة وثائقهم ، مما أتاح لي الوصول إلى حقيقة ما جري من أحداث .
أيضا الزملاء من الضباط والصف رجال الصاعقة ، والمشاة ، والبحرية ، والمدفعية ، والطيارين الذين اشتركوا وساهموا في صناعة الأحداث، ومنهم عرفت أكبر قدر من الحقيقة التي أسعى لتقديمها للقارئ الكريم.
والشكر واجب للمؤسسات التي قدمت المعلومات والوثائق التي أفادت الكتاب وهي :
- أكاديمية ناصر العسكرية
- الهيئة العامة للاستعلامات
وأشكر الأستاذة/ سمر محمود حسن. والسيد/ أكرم حنفي محمود .وحمدي عبد الحميد. والسيد/محمد حسان، لما قاموا به من جهد في الإعداد والتنسيق والتصحيح.
وأدعو الله سبحانه وتعالي أن يكون علما ينتفع به.
وفقنا الله جميعا لخدمة مصر دائما

مقدمــة


[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
"إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" كانت هذه الكلمات هي الصيحة التي أطلقها الرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة يونيو 67. فكانت خير تعبير عن خطة مصر المستقبلية والتي تحولت إلى جهد وعرق استمر لسنوات، دفع فيه آلاف من شباب مصر أرواحهم ودماءهم رخيصة في قتال شرس مع العدو الصهيوني حتى تحقق لهم النصر. وثبت للعالم كله وأولهم العدو الإسرائيلي أن في مصر رجال لديهم من العزم والإصرار ما يجعلهم قادرين على حماية مصر ضد أي عدو.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
ولأن النصر الإسرائيلي في حرب 67 كان أكبر بكثير مما يتوقعون، ولأن النصر لم يكن نتيجة جهد إسرائيل فقط، بل كان الجزء الأكبر منه تقصير وإهمال مصري، فقد صدقت إسرائيل كلها قادة وشعباً أن مصر لم تعد تقدر على فعل شيء سوى الاستسلام. كان انتصارهم كبيراً فحجب عن أعينهم حقيقة مصر وشعب مصر.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
أفاق الرئيس عبد الناصر من الوهم الذي كان يعيشه كما قال هو. اكتشف حقائق بديهية كان أهمها وأولها أن القيادة السياسية لابد وأن تعمل بتنسيق وتناغم مع القوات المسلحة .. وأن السياسة عليها أن تحدد الأهداف بوضوح تام وتخطط استراتيجيا لها، ثم توفر للقوات المسلحة ما يجعلها تحقق هذه الأهداف بأعلى قدر من الكفاءة .. كما تيقن الرئيس عبد الناصر أن القوات المسلحة جزء من الشعب وأداة من أدوات الدولة وليست كيان مستقل عنها.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
سنعرض في الكتاب ماذا حدث خلال أعظم وأروع ست سنوات في تاريخ مصر (1967- 1973) .. وسنعرض كيف استطاعت مصر أن تحقق خلال السنوات الست خلاف ما كان العالم كله يجمع عليه وهو أنه لن تقوم لمصر قائمة إلا بعد 20-30 عام. فمن بقايا قوات مسلحة مهزومة في نظر العالم أجمع تمكنت مصر بعد أيام فقط أن تواجه العدو الإسرائيلي في رأس العش جنوب بورفؤاد. وكانت هذه المعركة هي أول شمعة تضئ الظلام الذي حل على مصر منذ الخامس من يونيو. وتوالت بعدها شموع كثيرة ومعارك شرسة ظهر فيها المقاتل المصري بحق.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
إن حرب الاستنزاف 1969 وقد استمرت أكثر من 500 يوم أصبحت في التاريخ صفحات مضيئة. تشهد على أن شعب مصر يمكن أن يقهر المستحيل فعلاً وليس مجازاً. فقد بدأت بمعارك المدفعية ثم تطورت إلى عمليات عبور لقناة السويس ومهاجمة العدو الإسرائيلي في خط بارليف، ثم مهاجمته في أعماق بعيدة عند إيلات والعريش. ثم لما ألقت إسرائيل بقواتها الجوية في حرب الاستنزاف لكسر إرادة مصر، تصدت لها القوات الجوية المصرية وهي مازالت في طور البناء فأوقعت بها خسائر لا يستهان بها، ثم جاءت قوات الدفاع الجوي في نهاية حرب الاستنزاف لتؤكد لإسرائيل أن قواتها الجوية التي تلقب بالذراع الطويلة يُمكن أن تقطع هذه الذراع فوق السماء المصريـة.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
سنرى في مرحلة حرب الاستنزاف الدور الرائع الذي قامت به القيادة السياسية المصرية لدعم القوات المسلحة والجهد الخارق الذي بذلته لتوفير احتياجات القتال اللازم لها.

وسنرى دور العسكرية المصرية الحقيقي حين أصبح الهدف واضحاً. فبعد قتال شرس وعنيف مع العدو الإسرائيلي لأكثر من عام براً وبحراً وجواً، تم إجبار إسرائيل على أن تطلب من أمريكا الحليف التاريخي لها أن تقوم بمبادرة لوقف إطلاق النار والتي عرفت باسم مبادرة روجرز في أغسطس 1970.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
ثم نتعرض لفترة التحضير لحرب أكتوبر 1973 وسنعرف أن وصف "أحد أهم المعارك في التاريخ" لم يطلق عليها من فراغ .. وأن مصر طوال ست سنوات كانت تدافع وتبنى قواتها المسلحة، وتخطط لاسترداد سيناء في وقت واحد .. وكانت إسرائيل تزيد الأمر صعوبة كل يوم حتى يدب اليأس في قلب مصر. فقناة السويس عسكرياً من أصعب الموانع المائية في العالم، فأنشأت الساتر الترابي على شرق القناة لتزيد صعوبة العبور ثم أنشأت النقاط الحصينة التي عرفت باسم خط بارليف الشهير. والتي كانت تدعى أنه غير قابل للاختراق. ثم أضافت مواسير نابالم لتحول سطح مياه القناة إلى نيران لا تنطفئ. لكن مصر لم تتردد في التجهيز للحرب، فكانت تنام وتصحو على أن النصر آت ولا ريب. وتحقق هذا فعلاً وسقط الخط الشهير بحصونه وجنوده في أيد جنود مصر الذين كانوا يملكون مع السلاح الإيمان والعزم والإصرار على قهر العدو الإسرائيلي.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
ثم نعرض لملحمة التخطيط للعبور وكيف تم تدريب وحدات القوات المسلحة عليها ؟ وكيف تمت دراسة أدق التفاصيل التي تتعلق بعملية العبور؟ وكيف تم التغلب على صعوبات عديدة ؟ وكيف دارت المعارك بين قوات مصر المسلحة والعدو الإسرائيلي ؟ وسيتأكد لنا دور الطائرة والقوات الجوية في حروب مصر وإسرائيل التي بلغت خمس جولات، وأنها السلاح الحاسم الذي يرجح النصر بصورة كبيرة، لمن يستطيع أن يستخدم قواته الجوية بالصورة الصحيحة. سنشهد كيف تم بناء القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي وسط أصعب الظروف، وكيف شارك أبناء مصر جميعاً في بناء هذه القوات، حتى العمال والفلاحين الذين كان دورهم عظيماً ولا يقل عن دور الجنود. شاركوا في مرحلة البناء بالجهد والعرق بل واستشهد منهم الكثير جنباً إلى جنب مع الجنود المقاتلين في مرحلة بناء حائط الصواريخ في منطقة قناة السويس. كما شارك المدنيون في القتال أثناء حرب 1973 حين قاموا بالدفاع عن مدينة السويس وأجبروا العدو على الانسحاب منها واستشهد العديد من أفراد المقاومة المدنيين حتى لا تقع مدينة السويس في أيد العدو.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
وسنعرض خلال فترة التحضير للمعركة وفترة القتال دور القيادة السياسية التي تولاها الرئيس أنور السادات بعد رحيل الرئيس عبد الناصر. كيف خطط للمعركة مصريا وعربياً ؟. كيف تعامل مع الاتحاد السوفيتي الحليف الأهم قبل وأثناء المعركة ؟ كيف شارك في خطة الخداع الرائعة التي أذهلت إسرائيل ؟ ثم كيف تدخل في مرحلة القتال؟ وبماذا انعكس دور القيادة السياسية إيجاباً وسلباً على حرب أكتوبر1973 ؟
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
كانت حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر تختلف تماماً عن الجولات الثلاثة السابقة بين مصر وإسرائيل (1948-1956-1967). حيث كانت القوات المسلحة المصرية تجد نفسها مدفوعة إلى قتال مع العدو الإسرائيلي دون إعداد أو تخطيط، وإنما تنفيذاً لقرار سياسي لا يتوافق مع قدرة وكفاءة القوات المسلحة. فكان الطبيعي أن تنتصر إسرائيل في الجولات الثلاثة. لكن الموقف اختلف تماماً في حربي الاستنزاف وأكتوبر73 بما سمح بظهور قدرة القوات المسلحة. وهذا سيجعلنا نستعرض الصورة بشكل أكبر بما يوضح دور المقاتل المصري في مختلف الأسلحة (مشاة - بحرية - صاعقة - مهندسين ...الخ) في كافة المواقع وعلى مدار سنوات امتدت من يونيو67 وحتى أكتوبر1973.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
وإن كنا سنعرض لبعض الأحداث والمواقف في مراحل القتال المختلفة بالتفصيل وبأسماء أصحابها من الشهداء والأبطال، فإننا لا ننسب الفضل لهؤلاء وإنما هم نموذج فقط يعبر عن مئات الآلاف من شعب مصر الذين قاتلوا وحاربوا وهزموا العدو الإسرائيلي بعد ست سنوات فقط وليس 20 عاماً كما كان يقول الجميع.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]


وسنعرض للمواقف المضيئة خلال حرب أكتوبر 1973 والتي رغم كل ما كتب عنها لم تنـل حقها من الدراسة والتحليل بالصورة الكافية خاصة في مصر. وأرجو أن يكون ما كتبته في هذا الكتاب جزء بسيط يساهم في إظهار الحقيقة التي تستحقها "أحد أهم المعارك في التاريخ" حرب أكتوبر 1973.

يتبع’’


[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]





التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:20 AM

قديم 26-03-2009, 06:25 AM   #36

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي



[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

بخطي بطيئه منتظمه وتحت لهيب شمس الصيف ،

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

تثاقلت خطوات الجمال المتعبه في طريق عودتها من رحلتها الشاقه عبر محافظات صعيد مصر المختلفه ، ولن يستطيع اي رجل من الرجال الثمانيه الذين خرجوا في هذا الرحله ان ينساها بأي حال من الاحوال ، فلم يكن هذا الصيف مثل اي صيف سابق خرجوا فيه في تجارة بيع الجمال ، فقد كان صيف عام 1967 والذي حدث من خلاله لم يكن احد يستطيع ان ينساه مما زاد من مشقه الرحله ومن انهاكهم
وفوق احد الجمال الاربعه العائده ، جلس شاب لم يتعدي سنه الثانيه والعشرين عاما قمحي اللون ذو سمار مكتسب من كثرة التعرض للشمس ، مجعد الشعر ، رفيع الجسم ، متوسط القامه تطل من عينيه نظرات حاده ويعلو وجهه شارب رفيع جدا .
بدأ خيري عمله في تجارة الجمال منذ نعومه اظافرة حيث علمه والده كل ما يحتاجه عن تلك التجارة واصول تربيه الجمال وعند وفاه والده منذ عشر سنوات كان خيري ابن اثني عشر عاما وكان وحيدا علي فتياتين يصغرانه بعده سنوات ، فتكفله عمه بالرعايه ووجد ان له إمكانيات جيده جدا للعمل معه في التجارة ، فأصطحبه معه في اول رحله الي محافظات مصر لبيع الجمال ، وحقق نجاحا كبيرا ومن وقتها لا تخرج رحله تجارة الا وكان خيري بها ، حيث وثق كبار تجار القريه في رأيه ونظرته الثاقبه ورجاحه عقله رغم صغر سنه .
جلس خيري فوق جمله ، وتطلع بنظرة الي الامتار الاخيرة من الطريق ، فها هي عزبه المراكبيه تكاد تظهر في الافق ، فقد ظهرت قمه المأذنه الخضراء أعلي مباني القريه ، لتعلن للرجال قرب انتهاء رحلتهم التي دامت قرابه ثلاث اشهر
تقع عزبه المراكبيه في نطاق مركز مدينه منيا القمح بمحافظه الشرقيه ، ولا احد يعرف بالتحديد لماذا سميت بهذا الاسم حيث انها لا تطل علي اي بحر ولا يعمل احدا من سكانها بالصيد وليس لهم علاقه بالمراكب
جال خيري بتفكيرة فيما واجهه خلال تلك الرحله العجيبه ، فقد بدأت رحلته في اواخر شهر مايو وكانت الاحداث ملتهبه في تلك الاوقات ، ورغم عدم اهتمامه بالاحداث السياسيه الا ان استدعاء معظم شباب العزبه للتجنيد واولهم ابن عمه محمد جعله يتابع ما يحدث .
اصطحب خيري معه في تلك الرحله راديو ترانزستور صغير ليتابع اخر الاخبار ، وكان هذا الراديو هو رفيقه ونافذته للعالم الخارجي ، وقتها كانت الاغاني الحماسيه لا تكاد تتوقف لحظه وحُفَرت في ذاكرته كلمات اغاني عبد الحليم حافط بقوة كما حُفِرت الرسومات علي المعابد الفرعونيه ولم تبل بعوامل التعريه او الزمن ، إنما صمدت مع الزمن في وقت انهارت فيه امبراطوريات عظيمه في العالم .
وكان المقطع الذي حفر في عقله وردده كثيرا (( خطتنا خلاص في إيدنا ، وخلاص متشمرين – وحزين ياللي تعاندنا بتعاند جبارين –جبل الجرانيت انشال وفي بحر النيل اتزق - ما في حد يقول لنا لا إش حال – يوم تحريرنا فلسطين ))
وهو مقطع يعبر عن قوة الجيش المصري ومدي المعاناه التي سيعانيها من يعادي مصر وقرب موعد تحريرنا لفلسطين
وعبر الاثير عرف خيري بدء الحرب وكان وقتها مع رفاقه علي مشارف القاهرة، وشاهد بعيني رأسه اعمده الدخان تغلف سماء مطاري القاهرة و الماظه ، وقتها فرح ببدء الحرب وتمايل طربا مع بيانات القوات المسلحه التي تؤكد اسقاط عشرات من طائرات العدو ومن ان قواتنا بدأت تتحرك تجاه عاصمه العدو ، لكنه في نفس الوقت احس بالقلق علي محمد .
فلم يكن محمد مجرد ابن عم ، لكنه كان اكثر قربا له من اي انسان اخر في الدنيا ، فقد نشأوا وتربوا وشبوا معا وأسرارهم وطباعهم مشتركه واهتمامتهم واحده تقريبا ، ولا يستطيع ايا كان ان يتدخل بينهم او يفرق بينهم .

احس خيري بالقلق علي محمد ومما يمكن ان يحدث له في القتال الدائر ، لكن البيانات العسكريه المتواليه والتي يشدو بها المذيع اللامع احمد سعيد مذيع صوت العرب ، هذه البيانات رطبت قليلا من مخاوفه وهدأت من قلقه
لكن في اليوم التالي مباشرة تغير الحال ، وتغيرت نبرة البيانات العسكريه فبدأ خيري بفطرته الاصيله يتوجس خيفه مما يحدث وبدأ القلق يعتريه وبعد يومين كانوا قد وصلوا الي مشارف صعيد مصر ووقتها ظهرت الحقيقه امام الجميع عاريه مجرده من كل الاقنعه الزائفه أمامه ، فقد اعلن عبد الناصر ان مصر قد هُزمت وانه سيتنحي عن الحكم متحملا مسئوليه الهزيمه كامله .

لحظتها كان خيري ورفاقه في مدينه بني سويف ، وبرك خيري علي ركبتيه كما تبرك الجمال ، فقد كان عبد الناصر له بمثابه الاب الذي فقده منذ عشر اعوام ، وعندما يهزم الاب لابد للابن ان يضيع ، وقتها احس خيري بأنه عاري في وسط الطريق ، فقد هُزمت الام وتنحي الاب ، فبكي الرفاق وبكي خيري كما لم يبك علي والده وعندما تمالك نفسه قليلا ، تذكر فجأه محمد وتسأل خيري في صدمه كيف ينسي محمد وسط خضم الاحداث ودعا الله ان يكون بخير ، وطاف بذاكرته لاخر لقاء له مع محمد وكان في محطه القطار حيث يغادر محمد مع زملائه الي معسكر التجنيد .
تبسم خيري عندما تذكر اخر لقاء له مع محمد ، ففي هذا اليوم أستجمع خيري شجاعته وفاتح محمد في رغبته في الزواج من شقيقه محمد ، فضحك محمد عاليا وصارح محمد بأن كل اهالي الكفر يعرفون بأمره ، ففغر خيري فاه من الدهشه ، فهو لم يتكلم معها في هذا الموضوع ولم يبدر منه اي حركه قد تفهم منها اي شئ ، واجاب محمد عن شلال الاسئله التي تبرز من عيني خيري واخبرة بأن نظراته الهائمه كلما رأها يراها اهل القريه جيدا ويعرفون ما في قلب الاثنين تجاه الاخر .
فتسأل خيري عما يجب ان يفعله وانه يحس بالاحراج من التقدم لعمه في الوقت الذي يسافر فيه محمد للقتال ، فتبسم محمد واخبرة انه فور عودته من الاستدعاء سيفاتح والده بلا تردد واضاف محمد مطمئنا خيري بأن الموضوع منتهي ولا داعي للقلق
وها هو الان خيري يعتصر ذكرياته وحوارته مع محمد بينما خطوات الجمال الثقيله تخطو تجاه الامتار الاخيرة من المنزل حيث الهدوء والراحه بعد عناء استمر ثلاث اشهر .
بعث خيري ببصره تجاه الساقيه القبليه حيث تعودت ان تنتظره محبوبته لتستقبله بنظرات مرحبه مليئه بالحب والحنان ترحب بعودته ، لكن بصرة عاد اليه متحسرا حزينا فمحبوبته لا تنتظرة هذه المرة ، فلاول مرة منذ عامين كاملين لا تنتظرة محبوبته ، فلابد وأن مكروها قد حدث. لحظتها احس خيري بألم في صدرة وقلبه ينقبض فتزايد القلق داخله بدرجه كبيرة جدا
وكانت من عاده اهل القريه الخروج لاستقبال الرجال العائدين قرب الجسر المار فوق ترعه المياه المغذيه للقريه ، لكن احدا لم يظهر حتي الان فأنتقل القلق من خيري الي الرجال بدورهم والذين تسألوا عما حدث للجميع وتزايد القلق مع كل خطوة من خطوات الجمال ، فكل خطوه تقربهم الي القريه تزيد من قلقهم ، وكل واحد منهم خشي ان يكون مكروها قد الم بأهله
أشار احد الرجال تجاه الجامع وقال عبارات لم يفهمها خيري جيدا حيث كان صوت القلق داخل عقله اعلي من صوت الرجل ، لكنه نظر تجاه الجامع فوجد اهالي القريه كلهم تقريبا مجتمعين في ساحه جامع القريه ، فنزل من فوق جمله وربط عقاله في اقرب جزع شجرة وانطلق يجري تجاه هذا الحشد ،ودقات قلبه تتسارع في عنف ، ومن خلفه هرول زملائه .
ومع اقتراب خيري من الحشود ، وجد ان الجميع يقف في صمت يستمعون الي حديث رجل ما لم يظهر له بعد ، فأخترق الحشد متجها نحو الرجل وعقله يدعو الله بأن يلطف به وبأهله .
وفور وصوله الي الصف الاول ، وجد شيخ الجامع الشيخ عبد الله يقف في جلل يستمع الي حديث اثنين من الرجال
كانت ملابس الرجال رثه جدا ومتسخه وبالكاد تستر عورتهم من فرط التمزيق في كل جوانبها ، وملامحهم تحمل قدرا عظيما من الارهاق والاجهاد وقله النوم بالاضافه الي درجه عاليه من الاتساخ

احتاج خيري الي لحظات لكي يفهم عقله ما تراه عينيه ، وبعد لحظات استطاع ان يميز بقايا الملابس العسكريه للرجلين وبعد تدقيق كبير صاح في فزع ( يا الله ... مش معقول ) ثم استدار محدثا رجل يقف بجوارة قائلا ( دول حسن ومصطفي ) فقد استطاع تمييز صديقيه وزميليه لسنوات طويله بصعوبه بالغه ، فقد كان مختلفين تماما عن الهيئه التي تعود ان يراهما فيها طوال عشرون عاما تقريبا ، فاللحيه طويله والشعر اشعث والعيون زائغه بقدر كبير والوجه ممتص من حجم الاعياء وقله الغذاء والماء ، ولا يمكن لاي شخص ان يربط هيئتهم الحاليه وبين هيئتهم وقتما غادروا القريه .
تنبه حسن ومصطفي الي وجود خيري أمامهم فجأه ، وتقدم خيري محتضنا رفاقه في سعاده ومهنئا بسلامه العوده ، الا ان حسن ومصطفي ردا مشاعر خيري الفياضه بشئ من الفتور قابله صمت ووجوم من اهل القريه ، وبسعاده بالغه شد خيري علي ايدي الرجال ، بينما تحاشي حسن ان ينظر في عيني خيري السعيده .
وبعد ثوان حدث ما خشي من الجميع ، فقد سأل خيري سؤالا منطقيا وهو ينظر حوله باحثا (أمال فين محمد ؟؟ )
لم يلحظ خيري الصمت والوجوم الذي حل علي الجميع من حوله ، ولم يلحظ ان الشيخ عبد الله نكس رأسه ونظر في الارض فسأل خيري مرة اخري (( هو محمد مرجعش معاكم ولا ايه ))

نظر حسن حوله طالبا بعينيه الغوث مما هو فيه ، لكن احدا لم يغثه فأستجمع ما تبقي في جسده من قوة وامسك بكتفي خيري ونظر في عينيه نظرة منكسرة حزينه (( محمد عاش راجل ومات راجل يا خيري ، البقيه في حياتك ))
دارت الدنيا بخيري فعقله رفض ان يفهم ما سمعته اذنه ، وعينيه زاغت من فرط الصدمه ، واهتزت ركبتاه بشده وأعلنت معاناتها في تحمل ثقل هذا الجسد .

نظر خيري حوله بحيرة وتساؤل لعل وعسي ان يري او يسمع شخصا يقول كلاما اخرا يكذب ما قاله حسن في التو ،
لكن أعين الرجال كانت تحمل شفقه وعطف وأسي يؤكد ما قاله حسن .

وبعد تلك الثوان الخاطفه من الحيرة وعدم التصديق ، جاء عقل خيري ليبلغ سائر اعضاء الجسد بأن الخبر صحيح وان الصدمه حقيقيه ، فأنكسرت مقاومه ركبتي خيري وخر الجسد علي الارض ، والقت العيون بشلال من الدموع المحتجزة وعجز اللسان عن ان يقول شيئا ، ودار العقل بسرعه الضوء مصورا كل المشاهد التي جمعت خيري مع محمد علي مدار عشرين عاما ، عشرون عاما من الحياه اختفت في لحظه وحل محلها مجرد ذكريات ماضي جميل.
سقط خيري علي ركبتيه غير مصدق الخبر ، وعم الوجوم ارجاء المكان فتقدم الشيخ عبدالله علي استحياء وانحني تجاه خيري مواسيا ، ولم يجد الشيخ ما يواسي به خيري المنهار سوي ان يقرأ له (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون )) فتمتم خيري بصعوبه (و نعم بالله )

وأقترح احد الرجال وايده الجميع ان يصطحبوا خيري الي منزله ، وتعاون رجلين في إيقاف خيري علي قدميه وبصعوبه بالغه سار معهم تجاه منزله ، وسار معه جمع من اهالي القريه ، وطوال الطريق تحدث معه الرجال محاولين تصبيرة علي ما اصابه من مصيبه ، فالكل يعلم مدي ما حل بخيري ومدي صدمته والكل يحاول ان يخفف من معاناته لكن اي منهم لم يحس بمقدار البركان الذي بدأ في الغليان داخله .

أقترب الرجال من منزل خيري وتعالت اصوات العويل والبكاء من منزل عمه الملاصق لمنزله ، وازداد انهيار خيري مع تدفق اصوات النساء كسكاين تقطع في لحمه الحي بلا رحمه ، واراد ان يتجه لمنزل عمه مباشرة الا ان الشيخ عبد الله نصحه بعكس ذلك ، فقد نصحه الشيخ بان يتمالك نقسه أولا وان يجمع شتات نفسه بالصلاه وقراءه القران قبل ان يتجه لمنزل عمه ، حيث انهم علموا بالخبر منذ قليل وحاله الانهيار تسود ارجاء المنزل ويجب علي خيري ان يكون متماسكا عندما يدخل عليهم ، كان الشيخ يتكلم بمنطق يخالف ما يريده خيري الا ان الحاح الرجال المحيطين به وعدم قدرته علي المقاومه جعلت جميع الطرق مغلقه امامه الا طريق منزله ، فدلف الي المنزل ووجده خاليا من الاهل ، فمن المؤكد ان والدته وشقيقتيه قدا هرعتا لمنزل عمه فور علمهما بالخبر ، وفور دخوله لغرفته انهار خيري في بكاء شديد ، فلم يكن يتصور يوما ما ان يعيش مثل تلك اللحظات ، فقد خطط مع محمد للمستقبل بكل تفاصيله وتخيلا حياتهما وعملهما معا .
توضأ خيري وصلي ركعتين علي روح محمد ثم جلس وبدأ في الدعاء له حتي نام مكانه من فرط الارهاق ، لم يدر خيري كم نام من الوقت لكنه استيقظ علي صوت القرأن يتصاعد من منزل عمه المجاور له ، ولوهله تخيل خيري انه كان يحلم وان كل ما حدث له من احداث خلال اليوم ما هو الا كابوس قاسي ، لكن صوت القران نبهه الي ان ما حدث لم يكن حلما بقدر ما كان واقع قاسي مر لابد وان يعيش كل لحظاته بكل ما فيها من مرارة والم
غير خيري ملابسه وخرج من منزله وقد عاهد نفسه علي ان يكون متماسكا صلبا امام عمه وابناء عمه الاخرين ، لكنه فور ان غادر منزله واستدار ليتجه لمنزل عمه ، وجد عمه ينظر اليه وهو يقف مستندا علي عصا وهو محني الظهر دامع العين ليتقبل العزاء ، وما ان تلاقت النظرات حتي صاح عمه في لوعه ( محمد مات يا خيري ، محمد ماااااااات ) لم يستطع خيري رغم كل القوة التي استخدمها في وقف دموعه من الانهمار ، فما كان منه الا ان رمي نفسه في احضان عمه والذي اختلطت الكلمات والعبارات في فمه في هول الصدمه القويه .
لم يستطع خيري ان يقول شيئا ، فما الذي يمكن ان يقال في مثل هذا الموقف الصعب ؟ ، لا شئ يمكن ان يطفئ نار اي من الرجلين الذين اشعلها خبر استشهاد محمد و لا يعلم الا الله كيف ستنطفئ او متي .
هدأ خيري من روع عمه واجلسه علي احد المقاعد بينما تكفل خيري بأستقبال الرجال الوافدين للعزاء ، ومع مرور الوقت هدأ خيري واستطاع تمالك نفسه قليلا مع تردد ايات القران في ارجاء المكان .
وبعد فترة حضر حسن يستند علي احد اشقائه ، فقد كان غير قادر علي السير وأسرع نحوة خيري يلومه علي حضورة ، فحسن منهك الجسد ويحتاج الي علاج وراحه طويله في المنزل ، الا ان حسن اجابه بأن محمد لم يكن مجرد صديق انما اكثر من ذلك بكثير واقل شئ ان يكون في عزائه فأنحني خيري علي حسن وطلب منه ان يحكي له كل ما حدث لمحمد في سيناء ، ووافق محمد علي ان يكون ذلك في وقت اخر .
وبعد صلاه العشاء بفترة ، جلس خيري مع عمه في مدخل المنزل بعد ان انصرف كل المعزيين ، وشاركهم شقيقي محمد التوأم كريم ورجب اللذين لم يتجاوز عمرهما التاسعه بعد ، وكان خيري بمثابه الاخر الاكبر لهما
جلس الجميع صامتين مفكرين تائهين في ذكريات محمد ، فبينما العم وخيري لا يستطيعون تقبل الصدمه وتصديقها ، فأن التوأم كانا قد تجاوزا الصدمه بحكم صغر سنهما ولطف الله بهما ، و صاح احدهما ببراءة وسذاجه سائلا توأمه (( يعني احنا مش هنشوف محمد تاني ؟))
فرد الاخر (( لا .... محمد عند ربنا دلوقت ))
فعلق الاول (( لو معايا مسدس دلوقت كنت رحت وقتلت اللي قتلوا محمد ))
فصاح فيهم والدهم غاضبا بأن يصمتوا وان يدخلوا المنزل متمما بعبارات عدم تحمل سماع اي كلام ، وقدر خيري ذلك وطيب خاطر التوأم قليلا وادخلهما للمنزل ، وكانت هذه المرة الاولي التي يدخل فيها المنزل منذ ان علم بالخبر ، وطافت عينيه سريعا بين السيدات ذوات الملابس السوداء والعيون الباكيه لتتلاقي مع ابنه عمه التي جلست في احد الاركان ، وقد تكور جسدها داخل الملابس السوداء ، واحمرت عينها من فرط البكاء ، ثانيه واحده تلاقت فيها العيون دار فيها حوار طويل جدا ، ففي تلك الثانيه صبرها خيري واخبرها بانه معها وبجانبها ، وفي نفس الوقت طلبت منه العون والمسانده فيما هي فيه ، وبعد هذا الحوار أستدار خيري وخرج من باب المنزل ليجد عمه يهم بالدخول مرة اخري للمنزل طالبا الراحه .

وبعد فترة عاد خيري لمنزله ومدد جسده فوق السطح الرطب لسقف منزله فقد اراد ان يكون وحيدا بعيدا عن اهل منزله ، واطلق عينيه الي السماء والي اللانهائيه في الفضاء واطلق لذكرياته العنان حتي نام من فرط الارهاق والتعب
يتبع ..

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]





التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:21 AM

قديم 26-03-2009, 06:25 AM   #37

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي




[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
مرت أيام العزاء بطيئه وثقيله جدا علي خيري ،
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
وظهر التحسن تدريجيا علي حسن وبات قادرا علي الحركه بمفرده لكن زميله الاخر مصطفي كانت حالته اسوأ واضطر اهله الي ادخاله مستشفي الزقازيق العام
وبعد صلاه العشاء في احد الايام التقي خيري وحسن مصادفه وذكرة خيري بطلبه واجابه حسن بالايجاب فسار الاثنان تجاه ضفه الترعه حيث جلسا فوق احد الصخور ومن خلفهم اضواء القريه الخافته
وكان واضحا ان حسن غير مرحب جدا بهذا الحديث وكان خيري يعرف ذلك جيدا فهو حديث مؤلم ملئ بذكريات قاسيه لكنه كان في شوق بالغ لمعرفه ما الذي حدث لمحمد بالتحديد .

أشعل حسن سيجارة لنفسه ومد يده بسيجارة الي خيري ، لكن خيري رفضها بهدوء فهو يكرة التدخين وحسن يعلم ذلك وكان لابد لاحدهما ان يفتتح الحوار المر القاسي ، والقي خيري بسؤاله عما حدث بالضبط ،وبدأ حسن كلامه
((انت عارف يا خيري ان الموضوع ده صعب عليا جدا ، ولولا اني عارف انك مش هتيسبني في حالي الا لما احكي لك ، ولولا اني عارف كويس جدا زي ما كل الناس عارفه ان محمد بالنسبه لك حاجه كبيرة جدا ، فصدقني مستحيل اني كنت اوافق اني اقعد معاك هنا واحكي لك )) اومأ بخيري رأسه لحسن شاكرا ومقدرا

واستكمل حسن (( انت كنت موجود لما الحكومه جت ولمتنا عشان نروح الجيش ، لمًونا في عربيات ورمونا في معسكر الزقازيق يومين ، وبعدها استلمنا الهدوم والجزم وبدأوا في توزيعنا علي الوحدات ، انا ومحمد كنا ضمن مجموعه من العساكر اللي اتجندت قبل كده وعندها خلفيه عن الجيش ، وعشان كده سلمونا سلاح ووزعونا علي كتيبه كانت مسافرة لسينا، والباقي وزعوهم علي وحدات تانيه مختلفه ، وبعد يومين كنا في القطر رايحين سينا مع الكتيبه بتاعتنا ضمن لواء دبابات علي المحور الاوسط ، محمد كان تخصصه في المدفعيه المضاده للطائرات لان ده سلاحه ، وانا كنت عسكري مراسله لقائد الكتيبه ، يعني معاه في كل وقت واعمل له اللي هو عايزة يعني اغسل واكوي له هدومه وانظف له الخيمه والحاجات دي اللي العسكري المراسله بيعملها بس المهم انه لو احتاجني في اي وقت لازم اكون قدامه في نفس اللحظه، وبدأنا نتحرك في الاول بالقطر وبعدين لما عدينا القنال علي كوبري الجيش ، نزلنا وركبنا العربيات المدرعه والدبابات وكنت بشوف محمد علي فترات لما قائد الكتيبه بيمر يفتش علي الكتيبه )) وسكت حسن ملتقطا انفاسه ومشعلا لنفسه سيجارة اخري ثم استكمل
((بعد تمركزنا لمده يومين في سينا وبعد ما حفرنا خنادق وجهزنا ، جت لنا الاوامر بالتحرك لموقع اخر ، وخذ عندك اوامر بالشكل ده لمده اسبوع ، كل يوم نروح حته ويطلع عنينا حفر خنادق للعساكر وخنادق للدبابات وقبل ما ناخذ نفسنا ييجي لنا امر تاني بالتحرك لمكان تاني ، وهكذا لغايه لما الاعطال زادت في العربيات والدبابات بصورة كبيرة وحركتنا قلت جدا والعساكر كانت تعبانه جدا من المجهود))
كان خيري ناظرا لمياه الترعه الراكده وهو يتخيل ما يقوله حسن ، وتجنب ان يقاطعه ويوقف استرساله في الحوار
واستكمل حسن (( يوم 5 يونيو المشئوم ، كنا عارفين ان المشير جاي سينا وكان المفروض انه هيزور الكتيبه عشان كده كنا جاهزين قبلها بيومين ، وغسلنا الدبابات والعربيات والمدافع وكله كان عال العال لاستقبال المشير ، لانه كان هيتعشي في قياده اللواء ، لكن الصبح وبعد الفطار بفترة سمعنا في الراديو ان الحرب قامت))
قاطعه خيري مضطرا مستفزا (( سمعتوا ان الحرب قامت؟؟ انتوا مش علي الجبهه برضه ؟؟))
حسن (( ايوة احنا كنا علي الجبهه وسمعنا بخبر الحرب من اذاعه صوت العرب ، وعلي طول قائد الكتيبه بدأ يتحرك بسرعه وبدل ما الدبابات واقفه في طابور عرض للمشير رجعت الخنادق تاني وحطينا شبك التمويه فوقها ، وبعد دقائق بقينا جاهزين لاي اوامر ، وقائد الكتيبه اتصل بقياده اللواء للاستفسار عن الاخبار وجه له التأكيد بأن الحرب فعلا قامت ))
خيري (( ازاي الحرب قامت من غير ما تحسوا ؟؟؟))
حسن (( الحرب بدأت الاول في الجو لما بدأوا يضربوا مطارتنا ، لكن عندنا علي الجبهه كانت الاحوال هادئه ومفيش اي حاجه ، لكن الساعه اتنين الظهر بدأنا نسمع صوت ضرب مدفعيه جامد ، وقرب المغرب كان الضرب قرب جدا مننا))

وصمت قليلا ليلتقط انفاسه ثم واصل (( احنا كانت مواقعنا في ظهر لواء مشاه مصري ومهمتنا حمايه ظهرة وتعزيزة ، وطوال الليل كان الضرب المدفعي شغال علي ودنه وعمال يقرب ، وبعد الفجر بشويه جت لنا اشارة ان الدبابات الاسرائيلي اخترقت دفاعات اللواء المصري وداخله علينا فبدأنا نستعد وقائد الكتيبه ركب دبابه القياده وكنت معاه وقتها شفت محمد واقف علي مدفعه زي الأسد وشاورت له وضحك لي واشار لي بعلامه النصر ))
صمت حسن قليلا ، وبدأ عليه الحزن اكثر فيما سيقوله وأستطرد
(( وحوالي الساعه تسعه ، بدأنا نشوف تراب من ناحيه الشرق وده معناه ان الدبابات الاسرائيلي جايه ، فأصدر قائد الكتيبه اوامرة بحبس النيران اي عدم الضرب الا بأمر مباشر منه ، ومرت بينا دقايق صعبه جدا وبطيئه واحنا شايفين التراب بيقرب مننا ، وبعد شويه رصدنا الدبابات الاسرائيلي ، وكانت جايه ناحيتنا وعلي اقصي سرعه ، وقعدت تقرب والقائد ساكت ، لغايه لحظه معينه أصدر امر الضرب ، وفجأه كل اسلحه الكتيبه فتحت النار حتي المدفعيه الثقيله ضربت مباشر علي الدبابات ، وبعد ثوان ملئ دخان اسود الخط الامامي عندنا من جراء الضرب بتاعنا ، ومكناش قادرين نشوف حاجه خالص واصدر القائد امر بوقف الضرب ، ولما الدخان راح لقينا حوالي عشر دبابات اسرائيلي محروقه وانسحب الباقي وفضلوا بعيد علي مسافه من خطوطنا ، خرجنا نهلل ونهتف وكنا فرحانين جدا ، وجري عدد من العساكر بتوعنا علي حطام الدبابات ورجعوا بعلم اسرائيلي وبقايا من مخلفات الدبابات كتذكار ، واهدوا القائد العلم الاسرائيلي ، وكانت معنوياتنا في السماء ))

تدخل خيري مستفسرا وهو مستغرب الوصف (( هي مش دي نفس الحرب اللي انهزمنا فيها ، ايه الكلام اللي بتقوله ده ؟؟))
حسن (( ما انا بحكي لك اللي حصل بالتفصيل ، أصل بعد ما كنا في قمه روحنا المعنويه وفرحتنا بالانتصار الاول لنا ، سمعت قائد الكتيبه وهو يصيح فزعا في اللاسلكي كان بيكلم قيادته وسمعته بيقول – ازاي ننسحب يا فندم انا محافظ علي الخط بتاعي وصديت هجوم مدرع للعدو واوضاعي كويسه انسحب ليه ؟؟؟ - دي كانت اول مرة اسمع كلمه الانسحاب واضطر قائد الكتيبه طبعا لتنفيذ الامر ، وبدأنا نسيب مواقعنا الدفاعيه بسرعه ونرجع تجاه خط الدفاع التاني ، لكن بمجرد ما بدأنا نتحرك بدأ الطيران الاسرائيلي في الضرب علينا ، فأصدر قائد الكتيبه امر لمجموعه الدفاع الجوي اللي محمد واحد منها بالانتشار علي جانبي الطريق وانها تضرب علي الطيران الاسرائيلي في الوقت اللي احنا بننسحب فيه ، وفعلا بدأوا يضربوا علي الطيارات وقدروا يطفشوا الطيارات بسبب ضربهم الدقيق ، لكن بعد شويه جت غارة تانيه ))
واخذ حسن نفسا عميق من سيجارته (( جت طيارات اسرائيلي تانيه ، والمرة دي كانت جايه لضرب المدفعيه المضاده للطيارات ، وبدأت المدافع تنضرب الواحد ورا التاني وكان اليهود بيستخدموا قنابل بتعمل نار رهيبه لدرجه انها بتسيح الحديد والواحد مبيقاش قادر يقرب منها ولما سئلت ضابط معانا قال لي دي قنابل نابالم وانها محرمه))
خيري (( يعني ايه محرمه ))
حسن (( يعني الجيوش ممنوع تستخدمها لانها بتسبب دمار واسع جدا وممكن تصيب مدنيين كمان عشان كده القوانين الدوليه حرمت القنابل دي))
خيري (( يا ولاد ال*** ، طب وليه اليهود بيستخدموها ؟؟))
حسن (( عشان دول ناس معندهومش دين او اخلاق او ضمير))
خيري (( وبعدين ايه اللي حصل ؟))
حسن (( مدافع الكتيبه بدأت تنضرب واحد ورا التاني لحد مبقاش فاضل الا مدفع محمد ومدفع تاني جنبه ، الطيارات الاسرائيلي كانت كتير ، والواحده وراها واحده وكان واضح ان المدفعين مش هيقدروا يعملوا حاجه عشان كده قائد الكتيبه قال لهم يسيبوا المدافع ، لكن محدش منهم اتحرك وفضلوا يضربوا علي الطيارات وفعلا اصابوا اتنين ، انا كنت شايف اللي بيحصل وعمال ادعي لمحمد وزملائه من كل قلبي ، وانضرب المدفع التاني وساح رجالته وسط الحديد قدامنا في لحظه ، كان منظر بشع يا خيري ، مهما وصفت لك مش هتقدر تتخيل منظر زميل لك وهو بيسيح في النار ، وفضل مدفع محمد دقايق بيضرب حتي انضرب هو كمان وسكت للابد واستشهد كل من عليه))

نظر حسن تجاه خيري المحدق في المياه الراكده ودموعه تنساب في صمت ، وفضل حسن ان يتركه في هدوء وينصرف الا ان خيري امسك بيده وطلب منه ان يستمر في سرده ، كانت نظرات خيري لا تدع امام حسن سوي ان يجيب له طلبه
فأستطرد حسن (( بعد ضرب كل مدفعيتنا المضاده للطيارات ، بدأ الطيران الاسرائيلي يتسلي علي عربياتنا ودبابتنا واي حاجه بتتحرك ، وفعلا قرب المغرب كان كل دبابتنا وعربيتنا تدمرت تقريبا وكان امامنا طريق طويل جدا ، وكملنا بقيه الطريق علي الرجلين ، في الاول كنا كتير حوالي فوق الخمسمائه واحد ومعنا ضباط كتير ، لكن مع مرور الوقت كل جماعه مشيت في طريق واتفرقنا ، كنا بنمشي بليل ونستخبي الصبح عشان الهليكوبتر الاسرائيلي كان بيصطاد اي عسكري في الصحراء سواء معاه سلاح او اعزل ))
خيري مستنكرا (( ازاي كده ، طب العساكر العزل يقتلوا ليه ؟ ده حرام ، دي كده مش حرب ده ذبح))
حسن باسما بأسي (( حرام ايه بس يا خيري دول ناس متعرفش ربنا ، المهم بعد يومين كانت المجموعه بتاعتي فضل منها حوالي عشرين عسكري ، ومكنش معانا مياه او اكل وكان واضح ان الطريق لسه طويل وكان قائدنا ملازم لسه حديث التخرج وكان خايف جدا ومرتبك ، الملازم ده رغم انه صغير لكنه كان متعلم الا انه عرف يقودنا عن طريق اتجاه النجوم تجاه الغرب وقرب القنال تقابلنا مع مجموعه راجعه من شرم الشيخ وكان بينهم مصطفي وكانت حالتهم سيئه زينا كده ، وبعد كده بيوم قابلنا مجموعه بدو شربونا واكلونا وكانوا اخر كرم معانا ، وبسبب لطف ربنا بينا ولولا الناس دول كنا متنا بالتأكيد ، لانهم قالوا لنا علي طريق للقنال بعيد عن اليهود وكمان طريق كام بير ميه في الطريق ، وبعد ثلاث ايام تانيه قدرنا نوصل للقناه ونشوف عساكرنا الناحيه التانيه قرب السويس ، وعدينا القنال في مراكب صيد صغيرة علي دفعات ، والباقي انت عارفه ، رجعنا البلد وانت قابلتنا))
خيري (( ياااه يا حسن دا انت شوفت الويل))
حسن (( احنا شفنا الموت بعننينا في كل لحظه طيارة اسرائيلي تطير بالقرب مننا ، او نسمع صوت جنزير دبابه ، الموت يا خيري كان حولنا في كل حته ، كان زملائنا بيموتوا من حولنا عشان عطشانين او مصابين واحنا مش قادرين نعمل لهم حاجه ، فيه لحظات تمنيت اني اموت لاننا كنا مرعوبين من اننا نتمسك ونبقي أسري))
خيري (( ليه ؟؟))
حسن (( انت مش عارف الاسري بيحصل فيهم ايه ؟؟؟ دول بيمشوا فوقهم بالدبابات ويدهسوهم بلا رحمه، او بيضربوهم بالنار ويدفنوهم في مقابر جماعيه))
خيري منتفضا في رعب (( ازاي كده ، دي مش حرب ، يارب رحمتك بينا يارب))
حسن (( القصص اللي سمعناها في الطريق من العساكر اللي كنا بنقابلهم تشيب الواحد من اللي شافوة ، فيه عساكر حكت لنا ان زملائهم ماتوا بعد ما استسلموا علي طول ، لان اليهود مكنوش عايزين يتعطلوا فكانوا بيضربوا الاسري بالنار ))

أطرق خيري رأسه ووضعها بين راحتي يده وغاص في تفكير عميق وصور له عقله تلك المشاهد التي وصفها حسن وأنسحب حسن بهدوء تاركا خيري في تفكيرة العميق غارقا في تصوراته وقد ترقرقت الدموع في عينيه تأبي ان تنساب
مر وقت لم يحسبه خيري وهو جالس ينظر للمياه الراكده وعقله يعمل بلا توقف ، كان عقله يبحث عن حل لمشكله اساسيه تؤرقه بشده ، الا وهي كيف يكون مسار حياته بعد استشهاد محمد ؟ كيف يعيش وكيف يمارس حياته بصورة طبيعيه ؟
كان تفكيرة يلح عليه في ان الموت حق علينا وان ما حدث يمكن ان يحدث لاي فرد في العالم كله ورغم ذلك فأن حياه اي فرد لم ولن تتوقف بوفاه شخص عزيز لديه ، لكن في نفس الوقت كان عقله يعود ويرفض تلك الفكرة بصورة غريبه حيرت خيري نفسه ، فقد كان الصراع شديدا داخله وهذا الصراع استمر داخله عده اسابيع تاليه .
فقد تغيرت حاله خيري طوال الايام والاسابيع التاليه وصار اكثر عزوفا عن الناس وعن الاكل وعن التحدث ، ورغم ان عجله الحياه استمرت داخل القريه ولم تتوقف الا ان خيري كان متوقفا عن فعل اي شئ ، حتي منزل عمه فقد دبت فيه الحياه مرة اخري وهو امر طبيعي ان تعود الحياه لطبيعتها ، فمن لطف الله بعباده ان المصيبه هي الشئ الوحيد الذي يولد كبيرا ويصغر مع الوقت حتي يتلاشي مع مرور الوقت ويصبح كأنه لم يكن .
لم يكن احدا في القريه سواء عجوزا او شابا او طفلا الا وكان مشفق علي حال خيري الذي ساء بقدر كبير وكانت عصبيته ظاهرة عليه في اي حوار يحاول فيه اي فرد ان يعيده الي صوابه ، فقد كان لديه اعتراض علي اي شئ وكل شئ ولم يكن احدا يعرف فيما يفكر في تلك الساعات الطويله التي يقضيها علي تلك ضفه الترعه ينظر الي المياة الراكده
وكان عمه يعمل جاهدا لمساعدته في الخروج من ازمته عن طريق دفعه دفعا الي العمل ، لكن خيري كان متمردا علي نصائح عمه رافضا توسلات والدته او شقيقتيه في ان يأكل كميات اكثر مما يأكله لكي يستطيع ان يعيش ، لكن المأكل والمشرب بالنسبه له اصبح مجرد واجب يقوم به لمجرد ان يعيش ، ولو استطاع الاستغناء عنهم ما تردد لحظه
كان لديه احساس كبير جدا لا يستطيع ان يقاومه بأن الله قد اختار له مسار في اخر في حياته وان استشهاد محمد ما هي الا نقطه تحول كبيرة في حياته لكن الذي حيرة واقلقه جدا هو انه لا يعرف ما هو المسار ، لذلك فقد اصبح عصبيا مفكرا اكثر من اي وقت اخر ويميل الي العزله والوحده لاكثر وقت ممكن.

يتبع ..

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:23 AM

قديم 26-03-2009, 06:26 AM   #38

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي



[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
الفصـل السـادس: الوهــم .... والحقيقـة

حرب يونيو 67 دراسة وتحليل :
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
تضافرت عوامل عديدة لإنجاح الجولة الثالثة بين مصر وإسرائيل التي رتبت لها إسرائيل ترتيباً محكما فحققت نصراً تاريخياً لم تكن تتوقع أن يكون بمثل هذا الحجم .. ورغم أن العوامل التي أدت إلى النصر لم تكن كلها إسرائيلية إلا أنها استطاعت أن تستغل بكفاءة عالية العوامل الخارجية متمثلا فى الموقف الأمريكي والسوفيتي، وأيضاً تستغل العامل الأهم وهو التقصير والإهمال المصري الذي فاق كل تصور.

العوامل السياسية والدولية فى حرب يونيو 67 :
الموقـف الأمريكـي :

لعبت الدول الكبرى على مر التاريخ الحديث دوراً هاماً فى أحداث المنطقة العربية وبخاصة مصر بحكم موقعها الجغرافي المتميز وحضارتها ودورها المؤثر فى المنطقة.. وأيضاً لقربها من مصادر الثروة البترولية. فاتفقت آراء الدول الكبرى على مر السنين على ألا تكون مصر قوية تتزعم المنطقة وتؤثر فى أحداثها. بدءاً من ضرب أسطول مصر فى عهد محمد على بواسطة أساطيل الدول الكبرى وحتى حرب 1956 والتي كانت خير مثال على ذلك، وإن كنا لم ندركه حق الإدراك ..

وعقب العدوان الثلاثي حل النفوذ الأمريكي عنوة محل النفوذ البريطاني الذي انتهى فى المنطقة وبدأت السياسة الأمريكية تخطط وترتب الأوضاع بما يخدم مصالحها ونفوذها.
ولما كانت مصر فى نهاية الخمسينيات والستينيات هي العقبة أمام النفوذ الأمريكي، فقد حاولت أمريكا احتواءها فى أول الأمر، لكن الرئيس جمال عبد الناصر كان يدرك تماماً أن تحقق مصالح أمريكا سيكون على حساب مصر فكان الصدام بينهما ..
كانت مصر قبل حرب يونيو 67 تتمتع بعداء الغرب والعديد من الدول العربية .. فالغرب كان يعتبر مصر هي مدخل أفريقيا والدول العربية وأنها منبع التيار الثوري الذي يهدد الأنظمة الموالية للغرب وأنها بارتمائها فى أحضان الاتحاد السوفيتي ستساعد على بسط النفوذ الشيوعي فى المنطقة مما يهدد المصالح الغربية وخاصة الأمريكية منها.


إحدى حاملات الطائرات الأمريكية المتمركزة فى شرق البحر الأبيض أثناء حرب يونيو 67
ولما فشلت محاولات احتواء مصر لم يكن أمام الغرب وأمريكا إلا إسقاط النظام المصري بالقوة. ولن نتكلم عن الدعم السياسي قبل وأثناء الحرب وقد تعرضنا له سابقاً، وإنما سنذكر بعض من الدعم العسكري الذي كان من العوامل الهامة والمؤثرة فى مجرى العمليات العسكرية .. فالسلاح الأمريكي انهمر على الجيش الإسرائيلي دون قيود أو محاذير كما وصف ذلك رابين حين قال أن مشتريات الأسلحة الأمريكية أصبحت أبوابها مفتوحة لنا لأقصى مدى .. كما وأن ترويض الرئيس جمال عبدالناصر فى فترة مايو قبل الحرب وإقناعه بالانتظار وتلقى الضربة الأولى كان هدية على طبق فضه للجيش الإسرائيلي .. ناهيك عن المعلومات التفصيلية الدقيقة عن القواعد والمطارات المصرية التي حصلت أمريكا عليها بواسطة أجهزتها المختلفة وقدمتها هدية أخرى إلى إسرائيل.


فالقوات الجوية الإسرائيلية لم تقم بطلعات الاستطلاع التي تمكنها من الحصول على هذا الحجم من المعلومات وبهذه الدقة عن القواعد والمطارات ومواقع الصواريخ أرض/جو المصرية .. وهناك العديد من الشواهد التي لا تقبل الشك على هذا الدعم.
- فى مساء 23 مايو 67 تمت طلعة استطلاع لمواقع الصواريخ أرض/جو المصرية وقد أطلق على طائرة الاستطلاع عدد من الصواريخ المصرية لكن لم تصب بأي منها نتيجة للتشويش الإلكتروني الذي قامت به الطائرة على مواقع الصواريخ ولم تكن إسرائيل تملك هذا النوع من الطائرات فى هذا الوقت.
- تواجد السفينة ليبرتى بأجهزة المراقبة والتنصت والتشويش المزودة بها فى منطقة أمام العريش دلالة أخرى كافية على الدعم والتواطؤ الأمريكي.
- قالت المصادر الإسرائيلية العسكرية والإعلامية أن إسرائيل استخدمت كافة ما تملكه من طائرات فى الضربة الجوية الأولى ضد مصر عدا 12 طائرة فقط لحماية إسرائيل، وكان التبرير أنها مغامرة محسوبة. لكن إسرائيل التي استعانت بإنجلترا وفرنسا عام 1956 لحماية سمائها لم تكن لتخاطر بمثل هذا إلا لأنها متأكدة أن هناك 2 حاملة طائرات أمريكية على بعد 70 كيلو متر من الشواطئ الإسرائيلية، عليهما طائرات جاهزة فى دقائق للطيران وحماية سماء إسرائيل إذا استدعى الأمر.
- فى يوم 7 يونيو1967 وصلت رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر من الرئيس الأمريكي جونسون بواسطة السفير السوفيتي بالقاهرة يخبره فيها بأن هناك طائرتين قتال أمريكيتين عبرتا منطقة القتال اضطراراً للقيام بمهمة عاجلة لا شأن لها بالقتال الدائـر بيـن مصر وإسرائيل .. كانت الرسالة تحاول نفي اشتراك أو دعم أمريكا فى القتال لصالح إسرائيل ..
- ما الذي أوجد الطائرات الأمريكية أصلاً على مقربة من منطقة القتال ؟؟
- ما هي المهمة التي كانت تستدعي مرور طائرات قتال للمنطقة والحرب دائرة فيها منذ يومين ؟؟

كان من الصعب على مصر أن تثبت اشتراك أمريكا فى القتال. لكن لظروف لا نعلمها صدرت هذه الرسالة من الرئيس الأمريكي لكي يؤكد ويوثق اشتراك أمريكا فى هذه الحرب.
وهكذا تولى الجانب الأمريكي دعم إسرائيل سياسياً وعسكرياً بينما تولى الاتحاد السوفيتي الجانب الآخر وهو مصر.

الموقـف السوفيتـي :
رغم صفقة الأسلحة التي تمت بين مصر وروسيا عام 1954 ثم التحول الاشتراكي والاتجاه إلى النظام الشمولي الذي ساد مصر بنهاية الخمسينيات والستينيات. لم يكن الاتحاد السوفيتي يقنع بهذا القدر من التحول بل كان يبغي أن تصبح مصر ومن ورائها باقي دول المنطقة دولا تدور فى فلكها على غرار أوروبا الشرقية .. كما كان ينظر إلى الرئيس جمال عبد الناصر على أنه الحاجز الأكبر فى بسط النفوذ السوفيتي فى المنطقة العربية والأفريقية.

- ولو تناولنا الدور السوفيتي فى حرب يونيو67 فلابد وأن نعود إلى عشر سنوات قبل بداية الحرب ونؤكد على نقص قطع غيار المعدات العسكرية وكذا حجب الأسلحة المتطورة عن عمد للقوات المسلحة المصرية. ويكفي أنه فى عام 1966 كان موضوع قطع الغيار والأسلحة المتطورة يثار على أعلى المستويات من الجانب السوفيتي لكن دون استجابة وتجلي هذا فى أوضح صوره فى موقف الدفاع الجوي المصري الذي كان يعاني من الكفاءة القتالية المنخفضة لعدم وجود رادارات كشف منخفضة ووسائل اتصال وقيادة وسيطرة .. كما طلبت مصر مراراً طائرات استطلاع حديثة للقصور الواضح فى المعلومات، لكن هذا الطلب لم يكن بأفضل من الطلبات السابقة.
- ثم جاء مايو 67 ليكشف عن الدور السوفيتي فى ذلك الفخ الذي تم نصبه لمصر.. بدأ بتلك المعلومات الزائفة التي تم دسها على القيادة السياسية والعسكرية فى مصر والإلحاح عليها بأن هناك حشوداً إسرائيلية على سوريا .. وهي معلومات ثبت زيفها بتقارير مراقبي الأمم المتحدة على جبهة سوريا وبالفريق أول محمد فوزي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية .. لكن الاتحاد السوفيتي كان يدفع مصر إلى حرب وهو يدرك تماماً بأنها غير مستعدة لهذه الحرب .. وكيف تدخل حرب ولها فى اليمن 40% من قواتها البرية ؟؟.. كان الاتحاد السوفيتي يعرف أن مصر سوف تهزم فى هذه الحرب، وأن قواتها المسلحة ستفقد الكثير من معداتها وأسلحتها. وهنا ليس أمام مصر إلا استعواض خسائرها وهنا يتمكن الاتحاد السوفيتي من فرض سيطرته التامة على مصر..
- دليلنا على ذلك تلك المقابلة الشهيرة التي تمت بين الرئيس عبد الناصر والسفير السوفيتي فى القاهرة فى الثالثة فجر السابع والعشرين من مايو حين شعر بأن مصر يمكن أن تقوم بالضربة الأولى - رغم أنها لم تكن لتغير من نتيجة الحرب - مطالباً بعدم الهجوم على إسرائيل، وقد حصل على تأكيد واضح بأن مصر لن تقوم بالضربة الأولى، وكان هذا ما تبغيه وتطلبه إسرائيل.
- استغرقت فترة التوتر ما بين إعلان الطوارئ وقيام الحرب 20 يوماً، دارت فيها أحداث ورسائل ولقاءات وتحركات بين مصر والاتحاد السوفيتي .. لكن لم يثبت فى أي مرجع عسكري أو إعلامي كتب عن تلك الحرب أن الاتحاد السوفيتي أمد مصر بأي معلومات عن الجيش الإسرائيلي طوال تلك الفترة. هل كانت كل المعلومـات المتوفرة لدى السوفيت هي فقط الحشود الإسرائيلية على الجبهة السورية..؟؟

بل وإن الوفد المصري برئاسة السيد شمس بدران وزير الحربية الذي كان فى موسكو يوم 27 مايو طلب من مصر قيام الرئيس عبد الناصر بالضغط حتى تستجيب القيادة السوفيتية لطلبات الوفد .. وبالفعل أرسل عبد الناصر رسالة إلى بريجينيف أسفرت عن تأجيل اجتماع القيادة السوفيتية مع الوفد المصري.
وتداولت القيادة السوفيتية فيما بينها وعادت للاجتماع بالوفد المصري وأسفر الاجتماع بعد التأجيل والمداولة عن تنفيذ عقود قديمة يتم تسليمها فوراً .. أما عقود عام 1968 فيتم تسليمها خلال شهرين .. وبالنسبة للمطالب الجديدة التي قدمها الوفد المصري فوعد السوفيت بدراستها والرد عليها فى أقرب فرصة.
وهكذا اتفقت مصالح الدولتين العظيمتين على ضرب مصر وتدمير قواتها المسلحة وإسقاط القيادة السياسية فيها.

السياسة الإسرائيلية فى حرب يونيو 1967 :
رغم أن ظروفاً كثيرة ساعدت إسرائيل إلا أن القيادة السياسية بها سعت إلى هذا النصر فعملت الكثير من أجله فكان طبيعياً أن يدين لها .. ولكن غير الطبيعي أن يتحقق النصر الإسرائيلي بمثل هذا الحجم وبمثل هذه السرعة.

كان وضوح الهدف لدى الدولة الإسرائيلية كافة, من أبرز العوامل المؤثرة فى هذه الحرب.. الاستراتيجية ثابتة فى :
- إسرائيل دولة لابد وأن تتوسع.
- لا حروب داخل أرض إسرائيل وإنما نقل المعركة من اللحظة الأولى إلى أرض العدو.
- الحرب لا تفرض على إسرائيل وإنما هي التي تحدد وتقرر موعد الحرب.

القيادة السياسية تعمل من أجل هدف واضح يجرى الترتيب له فى نظام وتنسيق تام لعشر سنوات قبل الحرب .. السياسة تمهد للعسكرية وتخلق لها الظروف الملائمة، والعسكرية تنفذ مطالب السياسة وطموحها. وقد وصف الكاتب الإسرائيلي يوسف عفرون هذه بصورة دقيقة حين قال : أنه لولا العمل السياسي الدائب الذي سخر لخدمة السياسة الحربية وأدى إلى تنفيذ صفقات ضخمة من الأسلحة والمعدات الحربية سبقت العمل العسكري وكانت من الدوافع الأساسية لتنفيذه. لولا ذلك لما استطاع الجيش الإسرائيلي أن يشن حرب 1967. فإن الدبابات والطائرات التي أدت إلى النصر لم تهبط على الجيش الإسرائيلي من السماء بل كانت ثمرة تخطيط دقيق وعمل شاق لسنوات طوال.
كانت القيادة السياسية الإسرائيلية تعمل طوال عشر سنوات تحت مسلمات غير قابلة للنقاش ولم تكن يوما محل خلاف بين أي من المسئولين اليهود. كان أهم تلك المسلمات هو التوسع شيء حتمي والحرب لابد منها ولا محال ..
يقول بن جوريون فى مذاكرته "أمامكم الإعلان الأمريكي للاستقلال ليس به أي ذكر لحدود أرضية .. ولسنا ملزمين بتعيين حدود للدولة".

استوعبت القوات الجوية الإسرائيلية بعد عام 1956 المطلوب منها تماماً، وظهر إلى الوجود مبدأ الاعتماد على النفس وأصبح هو العقيدة الأساسية التي يعمل الجميع تحت ظلها. وفى سبيل تحقيق الهدف المطلوب تكاتفت الجهود السياسية مع العسكرية. وإيماناً بالدور الهام والخاص الذي ستقوم به القوات الجوية فى الحرب، قامت القيادة السياسية بتكليف جهاز المخابرات الإسرائيلي بالحصول على طائرة القتال المعادية التي تشكل تهديداً للطائرات الإسرائيلية أثناء تنفيذ مهامها .. ونجحت بالفعل المخابرات الإسرائيلية فى تجنيد طيار عراقي وهبط بطائرته المقاتلة طراز ميج21 وقد أفاد ذلك القوات الجوية الإسرائيلية حيث تم تدريب الطيارين الإسرائيليين على نقاط الضعف والقوة فى الطائرة المقاتلة الميج21.
ولوضوح الهدف أمام القيادة السياسية والعسكرية كان العمل يجرى فى توافق تام خاصة فى الفترة التي شهدتها المنطقة عام 1966 وبداية عام 1967 التي تصاعدت فيها أعمال اختراق الطائرات والاشتباكات المدبرة التي يعقبها تصريحات ملتهبة. وكان قمة توافق العمل السياسي والعسكري تلك المعارك الجوية المدبرة التي نشبت بين السلاح الجوي الإسرائيلي والسوري فى أبريل 1967 وما أعقبه من تصريحات مدروسة للسياسيين.
وقد أشرنا فى أحداث شهر مايو أثناء فترة التوتر على واقعة الاجتماع الشهير الذي تم بين الرئيس الأمريكي جونسون مع ابا ابيان وزير الخارجية الإسرائيلية الذي لم يكتف بتأييد عام من الرئيس الأمريكي وإنما استفسر مستوضحا عن تدخل أمريكي واستخدام كل ما تملكه أمريكا من وسائل لمساندة إسرائيل ومن إجابة جونسون الذي قال نعم .. نعم .. نعم وضع تحتها خطوطاً للتأكيد .. نفهم كيف كان وزير الخارجية يعمل لخدمة إسرائيل سياسياً وعسكرياً.
وأيضاً طوال فترة مايو وأول يونيو67 كان الاتصال مستمر بين مجلس الوزراء الإسرائيلي وهو القيادة السياسية فى الدولة وبين إسحاق رابين رئيس الأركان ومعه العديد من جنرالات الجيش .. كما وأن بن جوريون رغم أنه كان خارج الحكومة وكذا مناحم بيجن وموشى دايان اجتمعوا مرات عديدة بل وأن إسحاق رابين استشار معلمه وأستاذه بن جوريون فى مجريات الأمور وقتها .. وحين اتفقت الآراء بعد تلك الاجتماعات على الحرب ومهاجمة مصر تشكلت وزارة ائتلافية ممثلة لكل القوى السياسية لكي تقود إسرائيل فى تلك المرحلة المصيرية.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:25 AM

قديم 26-03-2009, 06:26 AM   #39

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي




[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
السياسة المصرية فى حرب يونيو1967 :
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
فى المقابل كانت القيادة السياسية المصرية .. والمفترض فى أي قيادة سياسية أنها تقوم بوضع الاستراتيجية العامة للدولة ثم تبنى الأجهزة الخاصة لتحقيق هذه الاستراتيجية، مع خلق الظروف الملائمة لكي تؤدي هذه الأجهزة واجبها بأعلى كفاءة ممكنة .. وعلى رأس هذه الأجهزة تأتي القوات المسلحة التي هي أداة فى يد السياسة لتحقيق أهدافها.

وانطلاقاً من هذا نجد أن القيادة السياسية المصرية قد فشلت فى ذلك تماماً. ففي ظل النظام الشمولي السائد فى هذا الوقت غابت الاستراتيجية تماماً، وأصبحت القرارات الفردية الصادرة من قمة القيادة السياسية هي الهدف الذي تعمل كافة أجهزة الدولة على تحقيقه .. وطبيعي وفى غياب الاستراتيجية لابد وأن تأتي القرارات الفردية مليئة بالأخطاء والنظرة القاصرة.
ومثالنا على ذلك الواضح هو توارى عظمة قرار تأميم قناة السويس كقرار صحيح حين تداعت الأمور وكاد يعيد احتلال مصر لولا ظروف لم يكن للقيادة السياسية المصرية يد فيها أفشلت العدوان وحققت لمصر انتصاراً لم تكن هي صانعته.
ولو استعرضنا الفترة السابقة على حرب يونيو1967 لوجدنا العديد من الأخطاء التي وقعت فيها القيادة السياسية المصرية مما كان له أكبر الأثر على هزيمة مصر فى الحرب .. كانت البداية حين سمحت القيادة السياسية المصرية للقوات المسلحة أن تنفصل وتصبح قوة مستقلة عن باقي الدولة دون مساءلة أو رقابة، اعتماداً على العلاقة العاطفية التي كانت تربط بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر. وهنا حدثت الفجوة والانفصال بين القيادة السياسية وأفراد القوات المسلحة. وغاب عن القيادة السياسية أن تبنى قوات مسلحة ذات كفاءة قتالية عالية أو من المحتمل أن تكون قد صدقت أنها فعلت هذا ..

توالت القرارات السياسية دون روية أو دراسة فكانت القوات المسلحة تجد نفسها فى مأزق ولابد من مواجهته .. مثالنا على ذلك بدءاً من عام 1962 حين تم إرسال طلائع قوات مصرية إلى اليمن بدأت بمئات الجنود ثم تحولت إلى 40% من حجم القوات البرية المصرية. وللأسف لم تحقق هذه القوات النجاح المنشود لأنها واجهت حرب عصابات ومؤامرات غربية وعربية .. ثم جاءت تصرفات القيادة العسكرية بترقيات استثنائية وامتيازات للبعض دون الآخر لتقضى على الروح القتالية حيث أن معيار هذه الترقيات والامتيازات كان التملق والتقرب من القيادة العسكرية .. وانقلبت الخدمة فى اليمن إلى منفعة شخصية للضباط والأفراد هناك.
وقد انجذبت القيادة السياسية نحو تيار الحركات التحررية العربية، واعتبرت أن مصر هي الدولة الحاضنة لكل هذه الحركات، وتخيلت أن نجاح هذه الحركات هو قمة النجاح لمصـر. وقد حجب هذا الاهتمام القومي العربي الرؤية عن تأمين الأمن القومي المصري.. فوجود قوات مصرية بهذا الحجم فى اليمن كان ضد الأمن القومي المصري بداهة ..
لم تكن القوات المسلحة تحتل مكانها المناسب فى تفكير الرئيس جمال عبد الناصر، فهو كان على علم بأمور حيوية تحتاجها القوات الجوية مثل رادارات الارتفاعات المنخفضة وطائرات الاستطلاع ووسائل دفاع جوي لكن لم يتم التعامل مع هذه الطلبات مع الاتحاد السوفيتي بالمستوى المفروض. وندلل بمثال واحد على هذا من أقوال الفريق محمد صدقي قائد القوات الجوية أمام لجنة كتابة التاريخ

"صدقي : الواقع أن القوات الجوية وأنا بالذات كنت ألح على ضرورة عمل الملاجئ للطائرات وفى كل سنة نتقدم بمبالغ لها تشطب. أذكر آخر مرة أتكلمت فى هذا الموضوع ربما كان 1965 وكنت أتكلم بشيء من الحكمة مع المشير عبد الحكيم عامر لأنه ليس سليما أن الطيارات تكون معرضة بهذا الشكل، فقال لي قابل جمال عبدالناصر. حاضر. قابلت الرئيس جمال عبد الناصر وتكلمت معاه فعلاً فكان رده الله يرحمه "يا صدقي أعملك مخابئ للطيارات، وألا أجيب قمح للناس علشان تآكل" الرد الطبيعي .. لأ نجيب قمح. عندما يكون هذا هو الوضع فماذا يكون الموقف ؟ هل نعرض أنفسنا لأي حرب أو نستفز الناس ليهجموا علينا؟.
ولن نزيد ونوضح ما تم خلال سنوات الستينيات ونصل إلى بداية الأزمة :

ففي 13 مايو حين وصلت المعلومات السوفيتية عن الحشود الإسرائيلية استمع الرئيس جمال عبد الناصر إليها وكأنها أمر مسلم به، وبعد اجتماع مع المشير عامر تم اتخاذ القرارات التي أدت بتصاعدها إلى كارثة الهزيمة فى 5 يونيو.. وهنا لابد وأن نسأل :
- هل الحشود على الجبهة السورية كانت مبرراً لإعلان حالة الطوارئ ؟؟!
- هل تم التشاور مع أحد غير المشير عبد الحكيم عامر ؟؟!
- هل تم التأكد من أن القوات المسلحة المصرية جاهزة ومستعدة لهذه القرارات ؟!
كانت الأسئلة مشروعة ولابد من الوقوف أمامها والتأكد منها، فمصير دولة وشعب مصر لا يتحدد بقرار فرد أو اثنين .. لقد أوضح الفريق أول محمد فوزي شكه واندهاشه وتساءل مثلنا عن أسباب هذا الاندفاع خاصة بعد أن عاد من سوريا ومعه صور للجبهة السورية قبل يوم واحد ليس فيها أي حشود ..

هل توهم الرئيس جمال عبد الناصر أنه قادر على إحراز نصر سياسي على غرار ما حدث عام 1960 حين دفع ببعض القوات المسلحة فى مظاهرة عسكرية إلى سيناء فانسحبت إسرائيل من أمام قرية التوافيق السورية دون قتال ؟.. ربما .. لكن لكل حادث معطياته وظروفه المحيطة .. من أقوال الفريق محمد صدقي محمود قائد القوات الجوية أمام لجنة التاريخ
"س : السؤال الأول الذي نريد أن نسأله هو بالنسبة للقرار العسكري للحرب هل اشتركت فى أي جلسة تضم أياً من القادة قبل اتخاذ القرار ؟
صدقي : أنا لم أشترك فى أي جلسة لاتخاذ القرار. بل على العكس أنا فى النصف الأول من أبريل أوفدت فى مهمة رسمية إلى سوريا. سيادة المشير اتصل بي وقال أني أقوم على سوريا فوراً. وكان ذلك بعد المعركة الجوية التي حدثت يوم 7 أبريل وأسقطت فيها طائرات لسوريا. رجعت بعد حوالي 36 أو 48 ساعة قضيتها فى اجتماعات هناك.
س : بعد عودتك يعني الفترة من أبريل إلى يونيو ألم تحدث أي اجتماعات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشة قرار سياسي مثلا ؟
صدقي : لا.. واتحدي إن كنا حاولنا أن نجد محضر اجتماع واحد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يعزز فيه الدخول للمعركة
س : وماذا كان انطباعك عند عودتك من سوريا ؟
صدقي : أتصور أنهم كانوا يريدون توريطنا فى المعركة
س : هل عرضت تقريرك على الرئيس
صدقي : حصلت مقابلة مع سيادة الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عامر، وذكرت أننا يجب أن نمسك أعصابنا لأننا غير مستعدين وذكرت الرئيس والمشير عامر بتقدير موقف كنت قد قدمته فى سنة 66 ملخصه أنه لو أجيبت كل طلباتي من معدات بالنسبة للقوات الجوية والدفاع الجوي فى الأوقات المتفق عليها ولو أجيبت كل طلباتي محلياً يجوز أن فى سنة 70 أكون جاهز للدخول فى معركة. ووجدت منهما موافقة تامة على هذا الرأي. وأنا كل الذي وعدت به السوريين أنه لو حدث أي شيء أمامهم مثل حشد أو شيء من هذا القبيل، فأزيد من النشاط الجوي داخل سيناء وداخل حدود إسرائيل حتى أسحب جزء كبير من القوات الجوية الإسرائيلية فى الجنوب، ووافقوا وهذا كلام مضبوط ومباشر لكنني فوجئت يوم 14 أو 15 بقرار الحشد من الصحف عندما دخلت مكتبي"

هذه هي بعض - أقول بعض - خلفيات اتخاذ قرار بالحرب .. رئيس أركان حرب يؤكد زيف المعلومات التي استند إليها القرار السياسي، وقائد القوات الجوية يقول صراحة أن سوريا تريد توريطنا فى الحرب، وأن مصر غير جاهزة للحرب إلا فى سنة 1970 وهما رأيان هامان قاما على مبررات وأسانيد وليس على عاطفة أو انفعال شخصي. ورغم هذا ينطلق القرار السياسي فى اندفاع غريب.
ثم يأتي السؤال الأهم وهو عن مدى جاهزية واستعداد القوات المسلحة المصرية لتنفيذ هذا القرار السياسي .. فالثابت كما أوضح الرئيس السادات فى كتابه أنه حين سئل المشير عامر عن استعداد القوات المسلحة من الرئيس عبد الناصر، رد المشير عامر بقولته الشهيرة التي عرف بها الجميع فيما بعد "برقبتي ياريس" .. وسنقف أمام هذا الرد ونقول أنه قول هزل فى موضع جد .. مصر تساق إلى الحرب، والقرار السياسي يندفـع نحو هذه الحرب. والأداة الأولى فى يد الرئيس عبد الناصر هي القوات المسلحة
وتمام الاستعداد لهذه القوات يأتي بمثل هذا الرد الغريب .. والكارثة ليست فيمن قال "برقبتي ياريس" ولكن الكارثة فيمن استمع إليها وصدق عليها وبني قراره السياسي معتمداً وواثقاً من هذا الرد.
ألم يكن يعلم الرئيس عبد الناصر أن أكثر من ثلث القوات المسلحة يبعد 2000 كيلو متر عن مسرح العمليات فى سيناء ؟؟..
ألم يكن الرئيس عبد الناصر يعلم "أن سياسة تخفيض القوات المسلحة بدأ تنفيذها فى أول مايو67 أي قبل عملية التصعيد بأسبوعين"؟

ومنذ عام 1966 كان العجز المالي فى ميزانية القوات المسلحة واضحاً ومؤثراً وقد ظهر هذا حين طلبت القوات الجوية بناء دشم للطائرات لكن رفض طلبها "المثل الثاني الذي يبين أثر العجز المالي فى ميزانية القوات المسلحة : هو النقص الشديد فى الاعتمادات التي خصصت لتجهيز مسرح العمليات وتنفيذ الخطة الهندسية الضرورية لبناء التحصينات والتجهيزات الدفاعية المختلفة".
كانت القيادة السياسية والعسكرية تظن أنها يمكن أن تكسب نصراً سياسياً وموقفاً دعائياً تثبت به لنفسها وللعالم أجمع أنها القوة المسيطرة وصاحبة النفوذ والتأثير فى المنطقة..
ولم تكتف القيادة السياسية بهذا بل انزلقت إلى فخ التصعيد بمحض إرادتها فأمرت برحيل القوات الدولية من على الحدود، واتبعت ذلك بقفل خليج العقبة دون استشارة أو مشاركة العسكريين الذين وقع عليهم العبء كله نتيجة مفاجأتهم بهذه القرارات.
ويتكرر ما حدث عام 48 حين قال رئيس الوزراء المصري لقائد القوات المشتركة فى الحرب أنها لن تكون حرب بل مظاهرة .. ويتكرر ما حدث 1956 حين قام الرئيس عبد الناصر بتقدير الموقف بأن بريطانيا لن تستطيع مهاجمتنا وأن فرنسا متورطة فى الجزائر وأن إسرائيل لن تتواطأ معهما. كما وأن الحرب يوما بعد يوم يقل احتمال وقوعها. وفوجئت مصر فى أكتوبر بعد أكثر من 90 يوماً من تقدير الموقف هذا بهجوم من الثلاث دول .. وكان هذا هو ما حدث تماماً فى يونيو67، القيادة السياسية فى وادي والقوات المسلحة فى وادي آخر فيكون الفشل والهزيمة لثلاث مرات.
وكان قفل خليج العقبه هـو ما تريده إسرائيل تماماً لكي تجد الذريعة التي تمكنها من شن العدوان تحت رعاية وتشجيع المجتمع الدولي بأسره، حيث كانت إسرائيل تعلن دائماً أن قفل خليج العقبة يعني بالنسبة لها الحرب.
ولما كانت القيادة السياسية منفصلة عن قواتها المسلحة وواثقة فيها أشد الثقة فقد صدقت أنها تملك أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط وقد وضح هذا فى رد عبد الناصر على الطيارين فى أبو صوير حين سئل عن موقف الأسطول السادس الأمريكي حين قال أن لدينا طائرات قاذفات قادرة على إغراقه ..!!. وقد تناست وتجاهلت القيادة السياسية أن القوات المسلحة المصرية لم تستطيع أن تحسم أو تنهى حرب اليمن منذ خمس سنوات مضت رغم أنها تواجه أفراد مسلحين بالبنادق والرشاشات الخفيفة فقط. فضلاً عن الخسائر الكبيرة فى الرجال والعتاد ..
ونجحت إسرائيل فى تغذية حالة الزهو والثقة بذلك الصمت المريب والتصريحات المترددة المغلفة بالخوف. فابتلعت القيادة السياسية الطعم بشراهة جعلتها لا تكتف بهذه الأخطاء الفادحة بل وقعت فيما هو أفدح .. فبعد أن أعلنت كل تلك القرارات السابقة والتي تعطي إسرائيل الذريعة فى شن الحرب، خرجت للعالم بقولها أن مصر قد قررت تلقى الضربة الأولى ..!!!
جاء هذا على لسان أوثانت سكرتير الأمم المتحدة بعد عودته من القاهرة فى 26 مايو "لقد أعطوني وعداً وضماناً بأن الجمهورية العربية المتحدة (مصر) لن تأخذ المبادرة فى أي عمل هجومي ضد إسرائيل" وتصدر هذا التصريح الصحف المصرية، وكانت الصحف فى هذا الوقت هي الحكومة .. وما كانت إسرائيل تطمع فى أكثر من ذلك الضمان. فقد تمكنت بهذا من اختيار توقيت ومكان الضربة الجوية، ولا ندرى من أين جاءت القيادة السياسية المصرية بتلك المقدرة على تحمل الضربة الأولى من إسرائيل.. لهذا جاء اجتماع 2 يونيو بين الرئيس جمال عبد الناصر وبعض قيادات القوات المسلحة صوره صادقة عن الفردية وقصور النظرة الشاملة فى اتخاذ القرار المصيري رئيس الدولة يتوقع أن الحرب ستقع خلال 2-3 يوم وأننا سوف نتلقى الضربة الأولى وقائد القوات الجوية ينبه ويحتج على هذا القرار متخيلاً أن خسائره من الضربة الأولى لن تزيد عن 20-25% من حجم طائراته. والمشير عامر يتدخل ملطفاً الجو بأن القرار سياسي حتى لا تنضم أمريكا إلى إسرائيل. والقادة الآخرين يستمعون دون تعليق فالموضوع يخص الفريق أول محمد صدقي محمود وكأنه لا يخص مصر وجيش مصر.. وينتهي الاجتماع دون شيء محدد وينصرف الرئيس عبدالناصر بعد أن اطمأن بأن "كله تمام".
ونظراً لأن قرار تلقى الضربة الأولى جاء على تلك الصورة الغير مدروسة فكان طبيعياً أن تأتي نتائجه على نفس الصورة أيضاً .. فلم تصدر أي أوامر بتعديل أوضاع القوات الجوية سوى رجوع حوالي 22 طائرة من مطارات سيناء إلى كبريت.. كما قرر القائد العام وزيارة الجبهة فى سيناء صباح نفس اليوم المتوقع للضربة، بل واصطحب معه فى الطائرة أربعة من القادة الذين حضروا اجتماع 2يونيو وقام رئيس أركان حرب الفريق محمد فوزي بتوديعهم فى المطار قبل الضربة بثلاثين دقيقة.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:26 AM

قديم 26-03-2009, 06:27 AM   #40

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي



[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
العوامل العسكرية المؤثرة فى حرب يونيو67 :
القيادة العسكرية الإسرائيلية :

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
كان العبء الأكبر فى تنفيذ الهدف الإسرائيلي يقع على عاتق القيادة العسكرية الإسرائيلية، والتي بدأت بعد عدوان 1956 مباشرة فى وضع تخطيط طويل المدى ونظم تدريب وتسليح أدت فى النهاية إلى ظهور القوة العسكرية الذاتية .. وظهر نجاح القيادة العسكرية الإسرائيلية فى نواح عديدة كان أبرزها بناء تلك القوات الجوية القادرة على حسم المعركة، وتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لها للوصول إلى هذه الدرجة من الكفاءة ثم كان ذلك الاستخدام الواعي والمدرك لدور القوات الجوية الإسرائيلية وتأثيره فى المعركة ونتيجة الحرب.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

وقد نجحت تلك القيادة بفضل الدراسة والانفتاح على الثقافة العسكرية فى مختلف دول العالم والتطوير المستمر فى تحقيق النجاح المطلوب بأقل خسائر ممكنة .. ساعد على هذا التطبيق الناجح لأهم مبادئ الحرب والتي تتمثل فى :
الحشد والتركيز - المبادأة - المفاجأة - التعاون المشترك فى الجو والبر البحر.. وهي مبادئ ثابتة لا تتغير منذ بدء التاريخ ونشأة الحروب، لكن نجاح القيادة يقاس بمدى كفاءتها فى تطبيق هذه المبادئ.

وقد وضح جهد القيادة العسكرية الإسرائيلية فى تطوير خطة التعبئة. فبعد أن كانت مثالاً للفشل فى حرب 1956 حتى أن القادة الإسرائيليين وصفوها بأنها كانت مثالاً للفوضى، نجحت فى حرب 1967 بأن تكون نموذجاً يحترم فقد استطاعت تعبئة ربع مليون مقاتل.
ومنذ بداية فترة التوتر فى 14 مايو كانت القيادة العسكرية الإسرائيلية تعرف خطواتها القادمة، فالخطط تم تجهيزها مسبقاً .. والأفراد مدربون عليها .. وأماكن الحشد محددة سلفاً .. حتى أن إسحاق رابين بعد يومين فقط اجتمع مع رؤساء الأركان السابقين للجيش الإسرائيلي (يعقوب دورى - إيجال يادين - مردخاى ماكليف - موشى دايان - حاييم لاسكوف - زفى تسور) لاستعراض الموقف معهم ويومها قال له موشى دايان خطوات مصر المقبلة كما ذكرنا وكما حدث تماما .. ومنصب رئيس الأركان فى إسرائيل محدد بثلاث سنوات خدمة فقط قد تزيد عدة شهور. لكن بعد الفترة المحددة لابد وأن يتم تغيير رئيس الأركان لأن عقيدتهم فى هذا أنه بعد ثلاث سنوات فى المنصب لا يوجد لديه جديد يقدمه، لذا فالمسئول الجديد يتولى المنصب ومعه فكره الجديد.

القوات الجوية الإسرائيلية :

كانت القوات الجوية الإسرائيلية خير مثال للعمل على تحقيق هدف واضح محدد وعملت من أجله طوال إحدى عشر عاماً. فرغم تغيير قائد القوات الجوية فى هذه الفترة مرتين إلا أن القادة الثلاثة كانوا يعملون على نهج واحد كل يكمل سلفه فى إطار خطة واحدة لا تتغير بتغير القادة، وإن اختلفت بعض تفصيلاتها. وقد عبر عن هذا مردخاى هود قائد القوات الجوية فى عام 1967 بقوله بعد الحرب "إن الفضل فى هذه الخطط يعود إلى سلفه عيزرا وايزمان الذي بدأ الإعداد للحرب غداة أن حرمنا من ثمار نصر 1956" .. كما وأن ليفى أشكول فى خطابه فى الكنيست عقب الانتصار كرر الشكر لقائد القوات الجوية السابق عيزرا وايزمان مرتين ..
فقد نجحت القوات الجوية الإسرائيلية فى عهده الذي استمر 8 سنوات فى إعداد وتجهيز الطيارين وتدريبهم بصورة مشابهة لما ستكون عليه الطلعات أثناء الحرب. فكان طبيعياً أن تكون النتيجة تلك الكفاءة العالية والدقة التي تم بها تنفيذ الهجمات ضد القواعد والمطارات المصرية. ثم الطائرات الجديدة ذات المواصفات الخاصة التي تم التعاقد عليها .. كما لم يغفل الإعداد والتجهيز الأرضي وأطقم الخدمة الأرضية .. أما مفاجأة الحرب كلها فكانت قنبلة الممرات التي سنتحدث عنها لاحقاً بالتفصيل ..
أيضاً كانت الاختراقات المفاجئة المستمرة للوقوف على آخر موقف لكفاءة وحدات الدفـاع الجوي المصري ونظام الإنذار وأهم الثغرات به وكان آخرها حين استطاعت طائرتـا ميراج إسرائيلـية إسقـاط طائـرتين ميج19 مصرية فوق وسط سيناء فى 29نوفمبر1966. كما وضح على خريطة أحد الطيارين الإسرائيليين الذين اسقطوا فى 5 يونيو توقيع جميع مواقع الصواريخ أرض/جو المصرية عليها..
نالت الخطة الجوية الإسرائيلية التي حققت السيطرة الجوية الشاملة الكثير من العناية والدراسة حتى أخذت شكلها الأخير قبل موعد تنفيذها بسنوات فجاءت على تلك الصورة المتكاملة.
ولضمان تنفيذ الضربة الإسرائيلية بنجاح فقد تم تخطيطها على أساس مباغته كل المطارات المصرية فى وقت واحد وتدمير معظمها فى الهجمة الأولى، ثم تدمير قواعد الصواريخ ومحطات الرادار. وحتى تحقق النجاح المطلوب حشدت القيادة الإسرائيلية كل قدرات المجهود الجوي بمبادأة منها ومفاجأة ضد مصر، وحرمت قواتها البرية من الدعم الجوي فى اليوم الأول. وبهذا التركيز استطاعت تنفيذ ثلث ما هو مخطط من طلعات فى اليوم الأول للقتال ..
وكانت هناك عوامل عديدة تضافرت لإنجاح الخطة الإسرائيلية سنعرض لأهمها :

- التخطيط الجيد
كان للتخطيط والتجهيز والحساب الدقيق أثر كبير فى أن تأتي الضربة الإسرائيلية ضد مصر مفاجئة وحاسمة..وتم التدريب عليها مرات عديدة. وكان من أقوال مردخاى هود قائد القوات الجوية الإسرائيلية عقب ذلك النجاح "ستة عشر عاماً ونحن نخطط من أجل هذه الثمانين دقيقة. كنا نعيش على الخطة. نأكل الخطة. ننام ونصحوا على الخطة، لقد تدرب الطيارون الإسرائيليون لسنوات عديدة على أهداف مشابهة فى صحراء النقب حتى أن الأهداف ضربت بآلاف القنابل".

وكان لعوامل الخداع نصيب كبير فى عملية التخطيط وكان أبرز الترتيبات لتحقيق الخداع :
(1) عدم اعتراض طلعات الاستطلاع المصرية التي تمت فى فترة الطوارئ أعطى فكرة مضللة عن قدرة القوات الجوية الإسرائيلية وقد رأينا كيف أصر المشير عامر على عرض تقرير الاستطلاع بنفسه على الرئيس عبد الناصر والحديث الذي دار بينهما كما ذكرنا فى الفصل الثالث.
(2) ترويض أجهزة الدفاع الجوي المصري والإنذار على أنماط متكررة من النشاط بالطيران فوق البحر أمام سيناء صباحاً. حتى أيقن الجميع أن هذا نشاط روتيني.
(3) إخفاء تعديل مدى عمل الطائرات خاصة الميراج مما مكنها من الوصول إلى أبعد المطارات داخل عمق مصر.
(4) مداومة المناورة بأماكن تمركز الطائرات لإيقاع البلبلة فى أجهزة الرصد والمتابعة.
كان النجاح الكبير فى التخطيط هو فرض تلك السرية على كل تلك الأعمال والتحضيرات الضخمة فلم تكتشف الضربة الإسرائيلية إلا حين أصبحت الطائرات الإسرائيلية فوق المطارات المصرية.

- توقيت الضربة الجوية
كان اختيار توقيت الضربة أحد العوامل المهمة التي ساعدت فى نجاحها، فالقيادة الإسرائيلية كانت تعلم أن المطارات المصرية تكون فى هذا الوقت مغطاة بشبورة تبدأ فى الانقشاع بعد الثامنة صباحاً، كما كانت تعلم أن القوات الجوية المصرية تكون فى أقصى حالات الاستعداد فى أول ضوء، ثم تبدأ الحالة فى الاسترخاء تدريجياً بعد ساعتين، وذلك لاعتقاد الجانب المصري الراسخ بأن إسرائيل ستوجه ضربتها الأولى فى أول ضوء.

"وقد استبعدت القيادة الإسرائيلية تنفيذ الضربة الجوية فى أول ضوء لأن ذلك كان يستلزم إيقاظ الطيارين الإسرائيليين فى منتصف الليل لعمل التلقين والتجهيز والاستعداد الأخير. وكان هذا سيؤدي إلى إرهاقهم خاصة وكان مطلوب منهم مجهود كبير وشاق فى أول يوم قتال. كما وأن توقيت الضربة فى التاسعة إلا ربع كان يضع القادة المصريين فى مأزق شديد حيث يكون معظمهم فى طريقهم إلى مكاتبهم وأماكن قيادتهم".. وإن كان السبب الأخير غير مقنع لأن القادة المصريين يقيمون فى أماكن قيادتهم ليل نهار بنظام المناوبين. لكن المرجح أن هذا التوقيت قد حدد نهائياً بعد التقاط المخابرات الإسرائيلية نبأ زيارة المشير عامر ومعه قائد القوات الجوية إلى سيناء فى هذا التوقيت. والمعروف أن قادة الجبهة سيكونون فى استقبال هذه الزيارة بعيداً عن أماكن قيادتهم.
كما أتاح اختيار هذا التوقيت للقوات الجوية الإسرائيلية نهاراً كاملاً للقتال استطاعت خلاله أن تعيد الضربة الجوية المركزة مرتين ضد القواعد والمطارات المصرية.
- قنبلـة الممـرات

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
اول طلائع الجيوش اليهودية تدخل القدس
كان التخطيط المصري لوسائل الدفاع الجوي مبنى على الهجمات التقليدية التي ترتفع فيها الطائرة إلى 1000-1200 متر حتى يمكن قذف القنابل أو إطلاق الصواريخ، وعلى هذا الارتفاع تكون جميع وسائل الدفاع الجوي بالمطار قادرة على التعامل مع الطائرات وتحقيق إصابات فيها أو تدميرها.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

لكن فى صباح 5 يونيو فوجئت القوات الجوية المصرية - بل وكثير من دول العالم – بقنبلـة تسقط "من الطائرات الإسرائيلية المهاجمة من على ارتفاع 100 متر فقط، وبعد 0.3 ثانية تنطلق 4 صواريخ صغيرة من مقدمة القنبلة لتقليل سرعتها الأفقية وحتى تسقط المقدمة وتصبح القنبلة بزاوية 80 درجة على الممر، ثم بعد 0.6 ثانية تنفتح مظلة مثبتة فى القنبلة حتى تهبط عمودياً وفى خط رأسي مستقيم ثم بعد 1.1 ثانية تبدأ المرحلة الأخيرة أتوماتيكياً حيث يبدأ اشتعال 4 صواريخ مثبتة فى مؤخرة القنبلة تجعلها تندفع إلى الممر بسرعة حوالي 600 كيلو متر/ساعة. ورغم أن وزن القنبلة كان 180 كيلو جراماً تقريباً إلا أن تأثيرها كان يعادل تأثير قنبلة تقليدية وزنها 500كجم".
وبهذه القنبلة المفاجأة التي توفر طريقة إسقاطها سهولة فى التنشين، كما توفر دقة عالية فى الإصابة والتدمير، كما توفر حماية للطائرة بدرجة عالية من وسائل الدفاع الجوي. أمكن إغلاق وتدمير معظم الممرات فى القواعد والمطارات المصرية بعد الهجمة الأولى.
- استثمار السيطرة الجوية
نجحت إسرائيل فى تحقيق السيطرة الجوية الشاملة بالمفهوم العسكري، لكن السيطرة الجوية الشاملة وتدمير القوات الجوية المصرية لم يكن هدفاً فى حد ذاته. بل كان وسيلة لتحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب وهو تدمير القوات المسلحة المصرية والاستيلاء على أراض جديدة ذات أهمية للدولة الإسرائيلية .. وهذا ما أشار إليه عيزرا وايزمان تماماً فى عام 1964 كما سبق ذكره فى الفصل الثاني. وقد ظهر هذا جليا طوال أيام 8،7،6 يونيو حين تفرغت القوات الجوية الإسرائيلية إلى تدمير القوات المصرية المنسحبة فى سيناء فأوقعت بها الحجم الأكبر من الخسائر فى الأفراد والمعدات. مثلما حدث فى ممر متلا حيث توالى قذف القوات المنسحبة ليل/نهار من الطائرات الإسرائيلية.

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:28 AM

قديم 26-03-2009, 06:28 AM   #41

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي



[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
القيادة العسكرية المصرية :
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وضعت البذور الأولى للنصر الإسرائيلي فى داخل إسرائيل، لكن ظهور هذا النصر للعالم بمثل هذا الحجم وبهذه الصورة المروعة لنا لم يكن إلا بأيدينا نحن. بعجزنا وأخطاؤنا فى التفكير والتقدير، وإهمالنا أشياء كثيرة أدت إلى قرارات كارثة. ورغم هذا كله كنا نتخفى تحت ستار أن "كله تمام".

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

كان على قمة القوات المسلحة فى مصر المشير عبد الحكيم عامر بوصفه نائب القائد الأعلى ووزير الحربية - كان يشغل منصب مدير مكتب المشير للشئون العامة قبل تعيينه وزير - ورئيس أركان حرب ورئيس هيئة العمليات ومدير الأركان. وكانت هذه القيادة إضافة إلى 2 مساعدين للمشير عامر هي المسئولة عن التخطيط الاستراتيجي وإدارة العمليات والسيطرة على كافة القوات المسلحة وكان مقرها القاهرة.
وكما ذكرنا فإنه منذ عام 1962 وللحساسية التي كانت بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر انفصلت القوات المسلحة عن الدولة تحت قيادة المشير الشخصية الذي أصبح يعمل بلا أجهزة وإنما بالأسلوب الفردي. لم يكن يعتمد على أجهزة للقيادة أو التخطيط وإنما مجموعة من الضباط كان يطلق عليهم مكتب المشير. كان هذا المكتب هو همزة الوصل بين المشير والقوات المسلحة. وكان أساس التعامل بين هذا المكتب وضباط القوات المسلحة الثقة والولاء وليس الكفاءة. وعلى هذا توزعت المناصب القيادية والمواقع الحساسة على أهل الثقة دون النظر إلى الخبرة والكفاءة. وحتى فى فترة الطوارئ نرى أن قائد فرقة يعين قبل ثلاثة أيام من الحرب وهو عائد من مكتب مشتروات فى الخارج، وآخر يعين قبل أيام لقيادة قوات صد وتدمير الاختراق الإسرائيلي المدرع وهو أيضاً عائد من الخارج قبل أيام .. وكأن أحد من القادة الموجودين فى مصر لا يصلح لهذه القيادات .. كان هذا المبدأ الخطير يمثل طعنة للعسكرية المصرية حيث تسابق أكثر الضباط لنيل تلك الثقة التي تؤهله إلى تولى المناصب والقيادات، ومن لم يشارك فى هذا السباق فقد لاذ بالصمت والإحباط وأخذ موقف المتفرج احتراماً لذاته وخشية من تلك القيادة.
وكان النتاج الطبيعي لهذا المبدأ هو المظهرية فى العمل والبعد عن التدريب الحقيقي والعمل الجاد .. وليس أدل على ذلك من شهادة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقتها الذي قال "التدريب فى ذلك الوقت كانت تغلبه المظهرية عن الجدية، المسئولية القيادية فى التدريب كانت من اختصاص المشير وكان من الناحية العملية غير مهتم وغير متفرغ وكان تقرير السنة التدريبية 65/66 هو أن القوات البرية حققت كل المهام التي كلفت بها داخل وخارج الجمهورية بروح عالية وتصميم أكيد ...الخ ثم فى آخر التقرير أن معظم أوجه النقص ونقط الضعف لها ظروفها التي فرضها التطوير الشامل للقوات المسلحة".
ولم يكن هذا التدريب المظهري كما جاء فى حوار الفريق محمد فوزي غريباً على تلك القيادة فالمشير عامر نفسه كان أبعد ما يكون عن العلوم العسكرية والنظرة المستقبلية، والتطوير والتخطيط الواعي لظروف المعركة المقبلة .. كان شاغله الأكبر هو ضمان البقاء فى المناصب التي يتولاها وما أكثرها وتكريس أكبر مجموعة من السلطات فى يده .. وبلغ من ضيق الأفق والنظرة الشخصية للأمور أن جهاز اللاسلكي الذي كان يربط رادار عجلون فى الأردن بمصر وضع فى مركز قيادة القوات الجوية وأيضاً فى مكتب وزير الحربية السيد شمس بدران .. ولا ندرى السر فى وضع الجهاز الثاني فى مكتب الوزير أما كان الأجدى أن يوضع فى مركز قيادة القوات المسلحة ؟ أو حتى فى هيئة عمليات القوات المسلحة ؟؟!.. لقد دفعت مصر كلها ثمن هذا حين وردت الإشارة بالهجوم وتلقاها مكتب وزير الحربية ولكن لم تفد فى شيء.
وكان وضع القيادة العليا للقوات المسلحة يثير التساؤل فقائد القوات الجوية وقائد القوات البحرية لا يعترفان بقيادة رئيس أركان حرب القوات المسلحة لهما لأنه كان أحدث منهما فى الرتبة العسكرية ولم يحاول المشير عامر وهو المسئول عن كل أفرع القوات المسلحة التدخل لتصحيح هذا الوضع .. وقد قالها الفريق محمد صدقي محمود أمام لجنة التاريخ.
"صدقي : فى الواقع عندما عين الفريق أول محمد فوزي رئيس أركان حرب قدمت استقالتي وأرسلتها للمشير ليس لأن فوزي غير كفء ولست أنا اللي أحكم عليه. إنما أنا كان مضى على 12 سنة قائد قوات جوية. وحصل تنظيم ومفروض أن رئيس أركان حرب هو الشخص التالي للقائد العام وينوب عنه فى حالة غيابه.
س : سيادتك أقدم منه.
صدقي : أيوه. فى الدفعة الأسبق منه فى التخرج .. النهاية .. أنا قعدت فى البيت وفى اليوم التالي اتصل بي المشير وحاول يفهمني أنه مزق الاستقالة .. قلت له أني سأكتب غيرها .. بعد حوالي نصف ساعة فوجئت بالرئيس عبد الناصر يتصل بي.
الرئيس عبد الناصر: إيه الكلام الفاضي اللي باسمعه من المشير يا صدقي .. أنت بتدلع علينا.
صدقي : أبداً بس العملية طولت بالنسبة لي 12 سنة كفاية.
الرئيس عبد الناصر: يا صدقي لن يزيد عن أن يكون مدير مكتب لسيادة المشير بالنسبة لك .. ثم أسمع لما أقولك. القوات الجوية بالنسبة لي هي صدقي محمود، وصدقي محمود هو القوات الجوية. يوم ما ألغي القوات الجوية حابقى أقبل استقالتك.
صدقي : يا سيادة الرئيس دى ثقة أنا أعتز بها جداً كتر ألف خيرك.
الرئيس عبد الناصر: بكره تكون فى مكتبك.
صدقي : لا.لا. ده بعد نصف ساعة اطلبني حتلاقيني فى المكتب".

هكذا كان التفكير بين أعلى ثلاث مناصب فى الدولة .. تفكير ينبع من علاقة شخصية وليس علاقة تنظيمية .. ونتيجة لهذا التفكير الفردي بعدت الأسلحة الثلاث عن بعضها فلم يدر كل سلاح ماذا يدور فى السلاح الآخر فلم يحدث أي تخطيط أو تنظيم للتعاون .. فلما جاءت الحرب كان كل يعمل بمعزل عن الآخر تماما، وغاب مبدأ التعاون بين الأسلحة رغم تنافي هذا مع العلم العسكري فى العقيدة الشرقية أو العقيدة الغربية.
ولا نطيل عن القيادة العسكرية فى الفترة قبل عام 1967 لنرى ماذا قامت منذ إعلان الطوارئ فى مايو67 .. ففي الفترة التحضيرية بين مايو ويونيو67 وقعت القيادة العسكرية فى أخطاء فادحة نتيجة التخبط والقرارات غير المدروسة .. فلم يكن غائب عن ذهن تلك القيادة أن جزء كبير من القوات المسلحة فى اليمن على بعد 2000كم من مسرح سيناء، وأن سياسة تخفيض القوات المسلحة بدأ تنفيذها قبل أسبوعين من عملية التصعيد، وأن مسرح العمليات فى سيناء تم تجهيزه هندسياً بمقدار 20% من المخطط له نظراً لتخفيض الميزانية .. ثم بعد ذلك تتفق مع القيادة السياسية على دفع الموقف إلى حافة الحرب دون تروي أو تدبر.
كانت أول بوادر الفشل الذريع هو خطة التعبئة التي لم تنجح إلا فى تعبئة 82.000جندي وقد شرحنا ذلك سابقاً .. ثم تلا ذلك التأرجح الذي حدث فى الخطط والتغيير المستمر لها الذي كان يلاحق التحرك السياسي دون استعداد لذلك .. بدأ ذلك بالخطة الدفاعية قاهر فى الفترة 14-17 مايو ثم تحولت إلى دعم وزيادة القوات المسلحة من 18-23 مايو إثر سحب قوات الطوارئ وقفل خليج العقبة. ثم تغيرت الخطة لتصبح شن هجوم محدود ضد النقب من 24-31 مايو.. ثم انتهت بخطة الدفاع عن سيناء وتلقى الضربة الأولى ثم شن هجوم مضاد من 1-5 يونيو.
وهناك حادث يوضح مدى ما نتحدث عنه من تخبط وقرارات غير مدروسة. فقد أرسل قائد الجيش الميداني فى سيناء مدير عملياته إلى القاهرة يطلب من رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الإجابة عن - مهمة الجيش بالتحديد ؟؟ ما هي خطط العمليات ؟؟ ما هي أوضاع العدو وتجمع قواته ؟؟

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

لكن لم يكن هناك إجابة لهذه الأسئلة.
ولعل أمر القتال رقم (2) ملحق .. يوضح الكثير من فكر القيادة العسكرية يوم 2يونيو ونظرتها إلى مجريات الأحداث فى المنطقة .. وهو غنى عن أي تعليق.
كانت أوضاع القوات المسلحة المصرية مثال للفوضى فلا هي أوضاع هجومية ولا هي أوضاع دفاعية .. كانت أوضاع لا تصلح لأي عمل عسكري منظم .. مثال ذلك تم دفع فرقة مشاة إلى رفح قبل الحرب بأيام دون تجهيزها أو تحديد مهمة قتالية فكان طبيعياً أن يتم اكتساح هذه الفرقة واستشهاد قائد الفرقة فى بداية القتال.
واللواء المدرع الذي تحرك على الجنازير طوال فترة الاستعداد حتى قطع 900كم تحرك من موقع لآخر دون هدف ولم يتوقف إلا فى 6 يونيو عندما اشتبك مع قوة مدرعة إسرائيلية ورغم الإرهاق واستهلاك المعدات فى التحرك السابق استطاع أن يقاتل ببسالة ويعطل القوة الإسرائيلية لمدة 24 ساعة.
ثم كان انهيار القيادة العسكرية فور وقوع الهجوم الجوي الإسرائيلي، فعجزت عن مجابهـة الموقف وصدرت الأوامر تباعاً دون هدف واضح .. ثم كان قمة الانهيـار


[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

حين أصدر المشير عامر الأمر الكارثة بانسحاب القوات المسلحة إلى غرب القناة. وشرحنا سابقاً الظروف والحوار بين المشير عامر والفريق فوزي حين أصدر أمر الانسحاب .. وقد حاول بعض الضباط فى مركز القيادة العامة للقوات المسلحة إقناع المشير ليلة 6/7 يونيو بإلغاء أمر الانسحاب لأن القوات كان مازال بعضها متماسكاً ويستطيع القتال. وحين اقتنع المشير بهذا الرأي كانت القوات قد بدأت فى الانسحاب متفرقة ودون خطة بل وكان الاتصال مقطوعاً مع العديد من التشكيلات والفرق لتنظيم خطة لانسحاب القوات.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:30 AM

قديم 26-03-2009, 06:28 AM   #42

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي



[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
القوات الجوية المصرية :
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
خرجت الأمة العربية كلها عقب هزيمة الخامس من يونيو67 وهي تشير بأصبع الاتهام إلى القوات الجوية المصرية وبأنها السبب الوحيد والأول للهزيمة .. وقد حان الوقت لنعرف ما هي الحقيقة ؟. وما هي أخطاء القوات الجوية المصرية ؟. وما هو دورها خلال المعركة ؟. فقد نالت القوات الجوية الكثير من الطعنات من كل جانب. فلا أقل من أن نكشف الحقيقة حتى نعرف هل كانت القوات الجوية مقصرة ؟ أم مجني عليها ؟.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

انتهت حرب 1956 وقد وضح أثر الطيران فى المعركة وبدأت مصر على الفور فى إعادة بناء قواتها الجوية واستعواض الخسائر فى الطائرات التي نجمت عن الهجوم الأنجلو-فرنسي. وتم التفكير على الفور فى حماية هذه الطائرات وهي رابضة على الأرض من أى هجوم جوي معادي وبدأ التفكير فى إنشاء دشم وملاجئ لهذه الطائرات وتقدمت قيادة القوات الجوية بهذا المطلب مرات عديدة حتى وصل الأمر إلى العرض على الرئيس جمال عبد الناصر لكنه لم يوافق لعدم وجود ميزانية، واستمر تكرار هذا الطلب حتى عام 1966 حيث عرض على المشير عامر فتحمس بشدة للمطلب هذه المرة وأصدر الخطاب التالي فور عرض الأمر عليه

رقم 304/8416 الموضوع : دراسة عمل حفر وقائية
بتاريخ 17/7/1966 للطائرات بالقواعد الجوية

السيد/ مدير المهندسين
بناء على توجيهات السيد المشير النائب الأعلى للقوات المسلحة فى يوم 16/7/1966 أثناء حضور سيادته ضرب نار مدفعية الدفاع الجوي بشأن الموضوع عاليه. يضع مدير المهندسين جميع إمكانياته وخبرته تحت تصرف قائد القوات الجوية والدفاع الجوي لدراسة عمل حفر بأرخص التكاليف. تقدم الدراسة للسيد ر.أ.ح القوات المسلحة فى بحر 15 يوم من تاريخه.

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

مدير الأركان بالقيادة العليا

وتم تشكيل لجنة فعلاً بدأت العمل فى شهر سبتمبر66 وكان كافة الإمكانيات التي وضعت تحت تصرف قائد القوات الجوية هو 2 سرية مهندسين بدأت العمل فى ثلاث دشم بمطار غرب القاهرة كتجربة .. وقامت حرب 1967 ولم ينته العمل فى الدشم الثلاث. ولم يتم شيء أكثر من ذلك فى موضوع الدشم ولا يتحمل قائد القوات الجوية مسئولية هذا التقصير.
كانت القوات الجوية المصرية كأحد أسلحة الدولة تعمل وفقاً لما تمليه العوامل والظروف التي تحددها القيادة السياسية .. كان من أهم هذه العوامل هو الانغلاق التام عن دول العالم وقصر العلاقة على الاتحاد السوفيتي الذي وضع قواتنا الجوية تحت رحمته حيث هو المورد الوحيد للطائرات والمعدات المطلوبة .. فرغم تكرار الطلب لم تصل إلينا طائرات استطلاع أو رادارات كشف الارتفاعات المنخفضة أو وسائل دفاع جوي متطورة، كما استخدمت قطع الغيار كوسيلة ضغط من الجانب السوفيتي فكان طبيعياً أن ينعكس كل هذا على قدرة القوات الجوية القتالية.
كذلك كانت القوات الجوية تفاجأ بقرارات القيادة السياسية دون أي استشارة أو تنسيق مسبق. وضح ذلك منذ عام 1956 حين فوجئت بالعدوان الإسرائيلي. ثم حرب اليمن التي بدأت بطلب طائرة مواصلات واحدة للمرور بها على القبائل اليمنية وانتهت بتمركز حوالي 5 أسراب جوية فى اليمن. ثم كانت المفاجأة الكبرى حين أعلنت الطوارئ فى مايو67 ولم تبلغ قيادة القوات الجوية قبلها ولو بساعة واحدة.
ثم جاءت القيادة العسكرية بخططها المتغيرة والمترددة كل عدة أيام لتزيد قدرة القوات الجوية ضعفا. خاصة وأن القيادة العسكرية كانت تحدد أهدافاً لطائراتنا مثل ضرب المفاعل الذري فى ديمونا أو ميناء حيفا أو محطة الكهرباء فى إيلات وهي أهداف لا تمثل قيمة عسكرية فى الضربة الأولى مما ينم عن عدم دراية القيادة العسكرية بأسلوب استخـدام القـوات الجوية فى المعركة الحديثة. بل أنه فى الحرب العالمية الثانية قبل 25عاماً كان يتم تدمير الأهداف العسكرية أولا ثم بعد ذلك الأهداف المدنية والصناعية.
ثم جاءت القيادة السياسية المصرية بقرار تلقى الضربة الأولى - لم تكن ستتغير نتيجة الحرب لو قامت مصر بالضربة الأولى - والذي أجهز على البقية الباقية من قدرة القوات الجوية المصرية. وإذا كان هناك إنذار قد تم فى 2/6/67 فذلك ليس مبرراً لكي تلقى التبعية بأكملها على القوات الجوية. لأن الإنذار لم يناقش أو يدرس بموضوعية بعد أن أظهر قائد القوات الجوية اعتراضه. دليل ذلك أن المشير عامر حدد يوم احتمال الهجوم ميعاد لزيارة سيناء واصطحب معه وزير الحربية وقائد القوات الجوية ورئيس هيئة العمليات وهم جميعاً ممن حضروا ذلك الاجتماع الذي تم فيه الإنذار.. كما أن زيارة الوفد العراقي بصحبة نائب رئيس الجمهورية فى ذلك اليوم إلى الجبهة، دليل آخر على أن من أطلق التحذير والإنذار بالهجوم الإسرائيلي ومن استمع له لم يكونوا جادين فيما يقولون أو يستمعون . لقد كان تحذيراً عاماً. وهل كان من المنطق والعقل بعد هذا التحذير أن يتم إصدار أمر بنزول الأجازات فى الثالث من يونيو ؟ كما يتم تخفيض طاقم مركز القيادة الرئيسي للقوات المسلحة فى الرابع من يونيو ؟!
لكن كل تلك العوامل السابقة لا تسقط المسئولية عن قيادة القوات الجوية التي شاركت فى صنع تلك الهزيمة وبمثل هذا الحجم. فقد كان هناك الكثير من القصور والأخطاء والتي وقعت فيها خلال السنوات السابقة للحرب وفى الفترة التحضيرية (مايو-يونيو 67) وفى أثناء إدارة المعركة.
كان أول هذه الأخطاء هو قلة عدد الطيارين الذي تمثل فى تخريج دفعات سنوية بين 30-40 طيار فقط. وهو عدد لا يكفي لسد الاحتياجات المطلوبة ولا استعواض خسائر التدريب أو خسائر حرب اليمن، وكذا كان تقاعد الطيارين عن الطيران فى سن ورتبة أقل من أي مستوى آخر فى العالم. وتقاعست القيادة عن محاولة زيادة هذه الأعداد حتى وصل الأمر إلى أن القوات الجوية لم تستطيع حتى الوصول بنسبة الطيارين إلى الطائرات إلى نسبة 1:1.
ثم أهملت قيادة القوات الجوية تدريب هؤلاء الطيارين إهمالاً بالغاً. فساعات تدريب الطيار المصري قبل الحرب لم تكن تتجاوز 8 ساعات شهرياً وأحياناً أقل من ذلك. رغم أن المعدل المتوسط المتعارف عليه هو 14-22 ساعة شهرياً. كما أن هذه الثمان ساعات لم تكن تشمل تدريباً تكتيكياً عملياً فى ظروف تماثل ظروف المعركة الحقيقية، إنما كانت كلها تدريب على ارتفاعات متوسطة وعالية بمستوى رف (4طائرات) وليس بمستوى سرب (12 طائرة). كما كان هناك قصور شديد فى التدريب على الطيران المنخفض وضرب النار والصواريخ امتد لكثير من الطيارين إلى عامين وثلاث قبل الحرب دون رماية جوية.
ومـن تقريـر لجنـة التحقيق العسكرية العليا التي شكلت برئاسة اللواء حسين مطاوع لبحث أوضاع الطيران المصري وأسباب الهزيمة يقول البند 5 الفقرة ب- مستوى التدريب لبعض عناصر الدفاع الجوي :
"اطلعت اللجنة على نتائج التفتيش التي قامت بإجرائها لجنة هيئة التفتيش والتدريب للقوات المسلحة لاختبار الاستعداد للقتال وتقرير الكفاءة القتالية فى مارس/أبريل 1967 واتضح الآتي :

(1) قاعدة العريش الجوية
تم التفتيش على قاعدة العريش الجوية بالنسبة لحالة الاستعداد للقتال للواء الثاني مقاتلات وتخصـص للقاعـدة عدد 3 عملية اعتراض ضد أهداف على ارتفاعات 500 متر، 1000 متر، 5000 متر ولم تنجح القاعدة فى اعتراض أي من هذه العمليات كما هو موضح فى تقرير هيئة التفتيش والتدريب المرفق.
(2) اللواء 92 صواريخ
تم التفتيش على اللواء لاختبار حالة الاستعداد والكفاءة القتالية وقد تخصص له 3 أهداف حقيقية وأعطى للواء مهمة تدمير هذه الأهداف على خطوط سير محددة ولم ينجح اللواء فى تنفيذ المهمة التي أعطيت له بالكامل حيث أنه تم تنفيذ جزء من المهمة فقط".

ثلاث عمليات اعتراض جوى تفشل تثبت أن نظام القيادة والسيطرة فى القوات الجوية كان يعاني من ثغرات رهيبة وضحت للجميع حين استطاعت إسرائيل اختراق المجال الجوي المصري عدة مرات طوال فترة الستينيات عن طريق سيناء وعن طريق البحر الأبيض. رغم ذلك لم تجر أي محاولة لسد تلك الثغرات أو لتحليل تلك الاختراقات وكشف أسبابها والخروج بدروس مستفادة منها.
وجاءت فترة الطوارئ فى مايو67 والقوات الجوية تعاني من النقص والقصور للأسباب التي ذكرناها سابقاً ثم جاءت أخطاء تقدير الموقف وأخطاء إدارة المعركة لتصل فى النهاية إلى هذا الحجم من الهزيمة.
كان نقص المعلومات يمثل عائقاً كبيراً نحو تحقيق أي هدف من أهداف القوات الجوية فى العمليات. فقيادة القوات الجوية قامت بتقدير موقف إسرائيل بأنها "ستعمل على ثلاث جبهات مصر وسوريا والأردن، وكان متوقع أن الضربة الأولى ستكون ضد مطارات سيناء، وأن جهاز الدفاع الجوي بما فيه من مصاعب كان يمكنه أن يتعامل بالمدفعية م/ط من مطارات سيناء وبالمقاتلات من مطارات القناة فى حالة مهاجمة مطارات سيناء، وأن قوة إسرائيل الجوية حوالي 250 طائرة منها 25% غير صالحة، 25% منها مخصصة للدفاع الجوي فيتبقى 130 طائرة تواجه ثلاث دول.
كان المفترض أن يخصص 30% منها أمام سوريا والأردن لذا كان المتوقع استخدام 80-90 طائرة فقط ضد مصر تستخدم فى أنساق لا يزيد كل منها عن 50-60 طائرة.
ومن هنا جاء التقدير بأن الهجوم الإسرائيلي لا يمكن أن يكون ذو تأثير إلا ضد مطارات سيناء وحدها وأن الخسائر ستكون فى حدود 15-20% بعدها يمكن التعامل معها من قواعد ومطارات القناة والمنطقة المركزية".
ولا ندرى من أين أتي الفريق صدقي محمود بهذه النسب والتوزيعات والتي اختصرت الهجـوم الإسرائيلي كله فى 50 طائرة لا أكثر رغم أنها لا تستند إلى أي معلومة مؤكدة.. وانعكس ضعف المعلومات على طياري الأسراب المنفذين للمهام. وقد قالها الفريق صدقي محمود أمام لجنة كتاب التاريخ "لما عرضوا على هذه الخطة كانوا مقدرين أن الخسائر التي ستلحق بنا إذا إسرائيل بدأت الضربة 15% شطبتها أنا بأيدي وكتبتها 25% سئلت عن السبب ؟ قلت لهم لا تنسوا أن عندنا نقص كبير فى الدفاع الجوي خصوصاً الرشاشات .. وكتبوا ستكون نسبة الخسائر فى الطيران الإسرائيلي أيضاً 15% شطبتها وكتبت 10% لماذا ؟ لأنه ليس عندي معلومات كافية عن وضع وتوزيع القوات الجوية الإسرائيلية واعتبر أني لو قمت بالضربة الأولى فالواقع ستكون عبارة عن استكشاف مسلح. وكنت أعين لكل وحدة أكثر من غرض تبادلي لأن معلوماتنا كانت تقريبا اجتهادية جداً بالنسبة لأوضاع القوات الجوية الإسرائيلية" وتغنى أقوال الفريق صدقي محمود عن أي تعليق أو تحليل.

ونتيجة لكل ما سبق من قصور وأخطاء وإهمال كانت إدارة المعركة مليئة بالأخطاء والخسائر حيث القرارات عشوائية وغير مدروسة ومبادئ الحرب غائبة تماماً عن التطبيق. فشاهدنا طلعات بأعداد 2-4 طائرة فقط تهاجم أهداف غير محددة ودون حماية جوية ودون قيادة وسيطرة. وما أن استخدمت قيادة القوات الجوية طائراتها يوم 8 يونيو بأسلوب صحيح من حيث الحشد والتركيز والتعاون حتى جنت ثمار الاستخدام الصحيح فأوقعت خسائر كبيرة فى العدو الإسرائيلي المتقدم من على المحور الشمالي فى منطقة بير العبد ورمانة.

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]




التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:31 AM

قديم 26-03-2009, 06:29 AM   #43

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً

268  


إرسال رسالة عبر Skype إلى Sa Vi

افتراضي



[IMG]http://up111.***********/s/1afovka8fz.gif[/IMG]
تـــــــــــــــــــــــــــــــــم بـــحـــمـــد الله

[IMG]http://up111.***********/s/lr77tb90lb.gif[/IMG][IMG]http://up111.***********/s/r2syibnpv9.gif[/IMG][IMG]http://up111.***********/s/hcu1qqutzk.gif[/IMG] [IMG]http://up111.***********/s/c5shfo203v.gif[/IMG]
و بعد ازن الجميع الموضوع مثبت :)
[IMG]http://up111.***********/s/ohtx288bsi.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:37 AM

قديم 26-03-2009, 06:43 AM   #44

EvilSoul
عضو مميز



الصورة الرمزية EvilSoul


• الانـتـسـاب » Mar 2009
• رقـم العـضـويـة » 54963
• المشـــاركـات » 826
• الـدولـة » Alex,MohrabBek
• الـهـوايـة » swimming and boxing
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
EvilSoul صـاعـد

EvilSoul غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى EvilSoul

افتراضي



يا نهار اوسد ايه كل دا الموضوع دا انا هخليه مرجع ليا و ربنا يسهل و احتاجله


توقيع EvilSoul :
سبحان الله عدد ما كان و عدد ما يكون و عدد الحركات و عدد السكون.

There is no fn signature cuz the forum will minimize it any way

!Miley Rocks .... GO Rafa


قديم 26-03-2009, 07:31 AM   #45

AhMeD_HeLL33
عضو متألق



الصورة الرمزية AhMeD_HeLL33


• الانـتـسـاب » Dec 2008
• رقـم العـضـويـة » 44827
• المشـــاركـات » 1,975
• الـدولـة » شبـــــــرا
• الـهـوايـة » المنتديات والانترنت
• اسـم الـسـيـرفـر » No Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 16
AhMeD_HeLL33 صـاعـد

AhMeD_HeLL33 غير متواجد حالياً

7  


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى AhMeD_HeLL33

افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

مشاء الله عليك يا عادل تسلم ايدك

موضوع هايل جدا وكمية معلومات رائعه

ومجهود فوق الوصف مهم اقول من كلام لا يكفى لشكرك على هذا الموضوع

ودائما على القمه بموضوعاتك

ولك منى جزيل الشكر وكل تقدير واحترام


وانت بتقول بعد ازنك الموضوع مثبت ازن مين يا عم ^^

ده يتثبت من غير كلام ^^

ويستحق 5 نجوم


توقيع AhMeD_HeLL33 :


انــظــرو الـــى اعــمــالــى ,, لـــــ تــعــرفــو مــــن انــــا

التعديل الأخير تم بواسطة AhMeD_HeLL33 ; 26-03-2009 الساعة 07:34 AM

 


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
◦°˚◦ ๑۩۞۩๑ ( النسخة الــ DVD R5 لفيلم الرعب والخيال العلمي الرهيب Daybrea )๑۩۞۩๑ ◦°˚ StarWars بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 9 07-02-2010 11:45 PM
◦°˚◦ ๑۩۞۩๑ ( كيفية الارتقاء بالفكر )๑۩۞۩๑ ◦°˚ شموخ انثى بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 6 06-02-2010 09:06 PM
◦°˚◦ ๑۩۞۩๑ ( الوان وانواع الحب كما اتخيلها )๑۩۞۩๑ ◦°˚ شموخ انثى بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 24 04-02-2010 10:40 AM
◦°˚◦ ๑۩۞۩๑ ( نظريات الحب والعشق )๑۩۞۩๑ ◦°˚ شموخ انثى بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 12 03-02-2010 07:32 PM
◦°˚◦ ๑۩۞۩๑ معانى أكثر من رائعة ๑۩۞۩๑ ◦°˚◦ ToxiCity بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 4 26-05-2009 11:42 PM


الساعة الآن 12:33 PM.

أقسام المنتدى

الـمـنـتـدى الـعـام @ مـنـاقـشـات عـامـة حـول سيلك رود أون لايـن @ قـسـم الـتـرحـيـب و الـتـعـارف @ صـور سـيـلك رود @ فـيـديـو سـيـلك رود @ أخـبـار سـيـلك رود أون لايـن @ مـنـتـدى لـعـبـة SilkroadOnline @ الـقـسـم الـتـعـلـيـمـى @ قـسـم الاسـئـلـه و الاسـتـفـسـارات حـول الـلـعـبـة @ قـسـم الـبـرامـج الـمـسـاعـدة @ الـمـنـتـدى الادارى @ قـسـم خـاص بـالـمـشـرفـيـن @ قـسـم الـشـكـاوى والاسـتـفـسـارات @ قـسـم الاقـتـراحـات @ قسم البيع والشراء (Gold) @ منتدى البيع( Gold) @ منتدى الشراء (Gold) @ مـنـتـدى الـبـرامـج والـحـمـايــة @ طريق الحرير بالسيرفر الكورى ( Korean SilkRoad ) @ قـسـم الـ AgBot @ منتدى بيع الأكونتات ( Accounts ) @ منتدى بيع اللبس والأسلحة ( Item ) @ منتدى شراء اللبس والأسلحة ( Item ) @ مـنـتـدى الـسـيـرفـرات والـجـايـلـدات الـعـربـيـة @ Flora @ Minerva @ Feronia @ Bellona @ منتدى سـيـرفـرات وجـايـلـدات [ Silkroad Online ] @ قسم المواضيع المكررة و المخالفة @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول البوت @ مـنـتـدى الـبـوتـات والـبـرامـج اللازمـة لـتـشـغـيـل الـلـعـبـة @ قـسـم الـ PhBot @ -== قسم ال T-BOT ==- @ Ceres @ بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود @ سـجـل تـطـويـرات الـمـنـتـدى @ قـسـم الـسـيـرفـرات الـخـاصـة @ القـسـم الإسـلامـى الـعـام @ قـسـم الـحـمـايـة @ آرشـيـف الـمـواضـيـع الـمـمـيـزة @ قـسـم الـ StealthLite Bot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Agbot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال StealthLite @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال PHBOT @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال T-BOT @ قـسـم الـ SroKing Bot @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء [ Silkroad Online ] @ Flora @ Ceres @ Bellona @ Minerva @ Feronia @ قـسـم شـهـر رمـضـان الـمـبـارك 2020 @ اخـبـار الـتـقـنـيـة و الـتـكـنـولـوجـيـا @ قســم البــرامج العامــة @ قسم الاسئلة و الاستفسارات الخاصه بالبرامج والحماية @ ECSRO @ ECSRO(Fembria) @ ECSRO(VIP) @ SJSRO (OLD) @ SJSRO (new) @ sunworld @ قـسـم الـ IBot @ قـسـم الـريـاضـة الـعـامـة @ Vsro @ Rusro @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء [ Private-SRO ] @ ZSZC & Aurora @ قـسـم الـ Sbot @ قـسـم الـ Mbot @ V.I.P Zone @ دردشة الاعضاء VIP @ قسم الدعم الفنى والاقتراحات VIP @ قـسـم تـعـديـل [ PK2 Edit ] @ Mysro @ الــمكتبة القرانية @ قسم الصوتيات والمرئيات الإسلامية @ قسم المكتبة الإسلامية @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال IBOT @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Sbot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Mbot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Sroking @ Elite & Eroad @ DreamWorld @ قـسـم سـيـرفـرات وجـايـلـدات [ Silkroad-R ] @ Maycena @ قسم الاسئلة و الاستفسارات لعمل السيرفرات الخاصة @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء [ Silkroad-R ] @ مـنـتـدى الـسـيـرفـرات الـخـاصـة - Private SRO @ Perfection @ Ex.Silkroad R @ SroKings @ قـسـم الـتـصـامـيـم والـجـرافـيـكـس @ Other Online Games @ قـسـم S4 League @ قسم CrossFire @ قسم Conquer Online @ قـسـم بـيـع وشـراء LOL @ تـحـمـيـل ألـعـاب Pc Games @ طلبات و استفسارات و مشاكل الالعاب @ Barons Online @ (AriesOnline (Pvp @ QueenSRO Network @ مشاكل & استفسارات S4 League @ مشاكل & استفسارات CrossFire @ World's Gate @ Sun-World @ قسم Aion @ قسم Continent Of The Ninth @ قسم World Of Warcraft @ PanicSro @ الـقـسـم الاخـبـارى @ قـسـم خـاص بـمـواضـيـع الاعـتـزال والاجازات @ IceSro-R @ Kings_Silkroad @ Justice Road @ ArabianRoadOnline Network @ Devias Online @ قـسـم طـلـبـات الـفـحـص @ CrossFire Fantasy Game @ قسم هاكات CrossFire @ مشاكل & استفسارات Aion @ مشاكل & استفسارات Conquer Online @ قسم الاسئله و استفسارات للعبة League Of Legends @ legenD road @ WantedSro Online @ قسم شروحات الشخصيات والبيلدات @ قسم الشروحات و البرامج المستخدمة في عمل السيرفرات الخاصة @ Mixsro @ قـسـم الـمـسـابـقـات والألـعـاب @ قـسـم الأسـئـلـة والاسـتـفـسـارات الـمـتـعـلـقـة بـ SRO-R @ LegenD Road @ Knights War Online @ Evolution Network @ FlagSRO Network @ Perfection (PvP) Network @ قـسـم هـاكـات S4league @ منتدى المنوعات @ حــرب العصــابــات @ قــســم الادارة الــعــلــيــا @ كــأس العالــم لـلاذى @ Destructions Network @ FanTasYWorld @ مـتـجـر خـدمـات وممـيـزات الـرصـيـد الـبـنـكـي @ Smart-Sro Online @ InFusion Online @ قـسـم الأنـمـى الـعـام @ Divine Online @ قـسـم Dota @ تـقـاريـر وأخـبـار ألـعـاب الـ PC @ GameXen Network @ inferno online @ منتدى عمل السيرفرات الخاصة @ قسم الحماية والاوتوايفنت للسيرفرات الخاصه @ الأسئلة و الاستفسارات الخاصة بالـ PK2 edit @ Velestia @ Punisher Sro Online @ Atlantis Online @ ALEXNADER SRO @ Hell World Online @ ImmortalRoad @ قـسـم الـ Centerbot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Centerbot @ Time.Sro-Online @ Revenge (PVE) Online @ مـنـتـدى Silkroad4arab || Games Online @ ركن الالعاب الاون لاين و المتصفح Online Games @ قسم دروس التصميم (مونتاج - فوتوشوب) @ قسم ادوات التصميم و ملحقاتها @ قسم المانجا @ قسم تقارير الانمي @ دورة الفوتوشوب للمبتدئين @ الشروحات العامة @ قسم طلبات التعريفات @ مـسـودة الأعـضـاء @ Creddy Online @ Alliance-sro @ Quick Road (PvP ) @ قسم الاسئله والاستفسارات لعمل الفيديو @ منتدى لعبة League Of Legends @ أخبار ومناقشات League Of Legends @ قسم بيع وشراء لعبة CrossFire @ القسم التعليمي للعبة League Of Legends @ منتدى سيرفرات [ LOL ] @ North America @ EU West @ EU Nordic & East @ صـور و فـيـديـو League Of Legends @ قسم طلبات واستفسارات البيلدات والشخصيات @ قسم تقارير المخالفات والإنذارات @ قـسـم كـشـف الـدمـج و الـتـلـغـيـم @ قسم Wolf team @ قسم Dota 2 @ قسم Dragon nest @ قسم DC Universe Online @ قسم انظمة تشغيل Windows @ Quenth Online @ Wolf team Arabic @ RealDreamSro ( PvP ) @ EmpireSRO @ Amazing Sro @ Speed-sro @ . Destructions Network @ SilkRoad E 80 China @ قـسم المــواضـيع الـشعـريه والادبـيـه @ قـسـم اخـبـار الانـمـى @ Greats-sro Online @ قـسـم الـكـومـيـكـس @ منتدى الفحص @ Srowing @ Dakupra-Online @ حرب العصابات @ قسم خاص بالاسئله والاستفسارات الخاصة بالجرافيكس @ منتدى لغات البرمجة و التطوير @ قسم شروحات لغات البرمجة و التطوير @ مناقشات لغات البرمجة و التطوير @ قسم الاسئلة و الاستفسارات الخاصه بلغات البرمجة @ استراحة البوتاتــ @ PantuSRO @ القسم التجارى الرسمي ( Vps Hosting , Diacated server,Silkroad edit ) @ Tyr Online @ RocSro @ Legend Of Silkroad @ Pioneer Gaming-Network @ Valentus - CAP 80 @ MirrorSro @ Eridanus Online Cap90 @ Fear-Sro @ Silkroad-Z Online PVE @ طـلبات الاعضـاء @ Massive-Network @ Kryptonite-Sro @ DeathRoad @ Mysro Servers @ Devils Team @ DooMSRO Network @ EROAD SRO @ Story-SRO @ Ventrue-Online @ Settlers-SRO @ Electus Online @ MarsRoad Online @ Arrow Online @ Selene @ Hermes @ OldSro Online (cap 80 ) @ Sunroad @ Eloys Online @ Sentiero-Road Online @ Steam-Sro @ Arcane Reborn Online @ Eryxonline @ Vengeance Online @ Mirage Online @ SyndiCateOnline @ Desert Sro @ NeSro Network @ قسـم الـ Android @ قســم تــطويـر المــواقع والمــنتديـــات @ قـسـمـ الـلـهــو الـخــفــي @ MegaWar Sro @ Mirror Sro @ AdvancedSRO @ OblivionSilkroad @ Arrivals_Sro @ Amphibius Online @ Royal online @ Forbidden-Sro @ vanish-sro @ Majesty Online @ Chaos Network @ قـسـم الـ srAssist Bot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال srAssist Bot @ Damocles Sro @ Demo Sro @ KingsRoad @ Arius 9D ch & eu @ brother sro @ DreamWorld-Online @ Poseidon-Sro @ Ph-Sro @ Jupiet-Online @ Fury Sro @ JungleSro @ Xemia Games @ invctus-sro @ Revolution Gaming Network @ DemonSro @ Aeolus @ Golden Sro @ Chaos Network @ Chaos II Online @ Fallen Soul @ Xian @ Xian @ Revira online @ قسم اللياقة البدنية @ كاس العالم للاذي 2018 @ Unix Sro @ Immortal SRO @ قـسـم الاغـانـى الـعامة [English - Arabic - Videos] @ قـسـم الـرابــ (Rap) @ أرشـيـف الـمـواضـيـع الـمـمـيـزة @ Perfection SRO @ Rev-Sro @ Egypt Sro @ قـسـم خـاص بالـ Data Base @ قـسـم PUBG Mobile @ قـسـم Fortnite @ PureSRO @ Battle-Online @ قـسـم تـحـمـيـل الأفـلام الـعـربـيـة @ قـسـم الـسـيـرفـرات الـخـاصـة الـمـجـانـى @ URBANO-SRO @ Royalty-Road Online @ Zero-Online @ Anoha 140 PVE @ Anoha 140 PVE @ Exorue 80 CH @ Pantu-SRO @ Victor SRO @ Flare Online @ Aeolian Online @ Maygen Online @ Norges Online @ Ragnis Online @ قـسـم الـ [ ST-FILTER ] @ Requer Online @ الـقـسـم الـتـجـاري لـ ISRO [خاص فقط لبيع منتجات اللعبة الاصلية] @ Dynastic online @ مـنـتـدى الـسـيـرفـيـرات الـتـركـي والـروسـي @ قـسـم سـيـرفـرات وجـايـلـدات الـسـيـرفـر الـتـركـى [TR-SRO] @ Troy @ Smyrna @ Side @ Olympos @ Teos @ Perge @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء الـسـيـرفـر الـتـركـي [ TR-SRO ] @ قـسـم سـيـرفـرات وجـايـلـدات الـسـيـرفـر الـروسـي [ RU-SRO ] @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء الـسـيـرفـر الـروسـى [ RU-SRO ] @ Miele Online @ Old Silkroad - ZSZC @ Paranormal @ Aquarius Online @ T-SRO online @ Glory @ Serv Game @ Roxy Online @ Enfexia Online @ Aege Online CAP 110 @ Florian Online @ SroPace Online @ Elessea Online @ Dream World @ Asona Online @ Victus-R Online @ Rexall Online @ Pirate Online @ Vela Online @ Sever Games @ ZSC ONLINE @ 4TresSro Online @ Asteria Online @ Liguard Online @ Cripple Online @ Dune Online @