الموقع العربي الاول للعبة Silkroad Online - ♥ وبـُعــِـــثَ العــالـــمُ الآخــــــــَر ! ♥

أيها الكـون أنصت لي.. فإني بحاجةٍ ماسةٍ للحوار معك، ولإلقاء بعض الحروف على مسامعك..

أيها الكون استدر.. وحدِّد وُجهتك نحوي.. -ولو لمرةٍ واحدةٍ- فإني أريد أن أقول ما يجب أن تهتم له..

أيها الكون الذي كنتُ أبحث فيه عن ملامحي.. وتشردتُ كثيرًا في أصقاع جموده..

وتُهت كثيرًا في مغارات وكهوف جماده..

ووجهتُ وجهاتي لأكثر من زاوية من زواياك التي – ورب السَّماء- بدت لي كلها حالكة

فكنـتُ من تُـنيرُ لوحدها الأركان.. توهم نفسها بأن الزوايا لوحدها منيرة..

وكنتُ أخشى أن ألتفت لنفسي في لحظات النور تلك.. حتى لا أكتشف الحقيقة !

حقيقة أنني وحدي التي تـُشعل الشموع.. وحين لا تنـفع تـًُوقد القناديل..

وحين لا تنفع تدفع باهضَ الثمن لابتياع كهرباءً لاذعة.. تقصفني قبل أن ألمس منها خيطًا واحدًا..

كنتُ أعرضني لوُعورة وخطورة المواقف.. حتى أجد النـُّور قد تبدى في أصقاع أحلامي!!

نعم كانت أحلامًا.. والوقائع كلها التي مضت من عمري لو أن يدي الممتدة نحوها بجهدٍ جهيدٍ نحوها..

ولم تلمس حدودها.. ولم تقرب تفاصيلها ما كانت الأضواء حلَّت على وجودي..

ولكنتُ غطستُ في الحلكة أيامًا وشهورًا.. وسنين طويلةً من العُمر..

أنا أيها الكون.. التي كنتُ أخيط ساعات أيامي حتى لا تتقطع وتنفصل..

أنا التي كانت تلصق الأفراح والمسرَّات.. وتـُشكـِّلها لوحاتٍ على الحيطان عُنوةً..

أنا التي كانت تـَهاب الانكسار، تخاف على زجاج اللحظات أن يتكسر..

وكنتُ مـركز الكون في وجودي كـله..

ولم يسبق أن تمركز فيه أحدٌ غيري.. ولا استحق المنصب ذاك !

أيها الكون الذي تعلمتُ منك أن لا أسترخي أبدًا.. أن لا أثق كليةً في تفاصيل الحياة..

أن لا أستطعم لذة السَّاعات والأوقات إلا إن كنتُ أضفتُ الملح والسكر والبهارات الخاصة بي حتى أستلذ الطعم كما يجب..

أنا التي كانت حين تتوه... تتمرد على الكون وتختلي بآخر لم تصله يد بشر..

أنا التي كانت تتعثر فتجعل من الحصى والحجر والصخور أصدقاء فقط كي لا تُصدم عند الوقوع!

أنا التي لهثت وتعبت وتكدرت وعاثت في روحها إيلامًا.. وحمَّلت النفس القدرة على البقاء باتزان..

أنا التي تأكدتْ شبه التأكد.. أنه يجب أن أذيق نفسي الألم حتى أحصل على الفرح !

تلك أنا.. وأنا اليوم يا أنا.. قد ذهلتُ.. ولازالت في اندهاش..

اندهاش.. يخيـِطُ أيامي بخيوطَ سحريةٍ لا تـُرى.. ولا يقربهُا البشر..

تـُعيد بنائي.. تـُعيد تشكيلي.. ترسمني لوحة من جديد..

تـُعيد لي حياةً جديدةً.. تبنيها بسحرٍ ألوان الخيطان، وأشكالها المميزة.. وقُدرتها على الحياكة !

لتصبح الرُّوح والنفسُ والوجود تشكيلةً أخرى غير التي عرفتُها وفقهتُها.. ومن آلام السنين تعلّمتها..

فلتشهد أيها الكون أنني ما عُدتُ بحاجةٍ لك.. (كما لم أكن يومًا)

ولكن -اليوم- بوُجهةٍ جديدة .. بصيغةٍ فريدةٍ..

فالكون قد انقلبَ على الوُجهة الأكثر نعومةً، والتي لن تصلها يد بشر (كما كان ذلك دومًا)

فشكرًا أيها الكون، على ما علمتني إياه..

ولتحتفظ بما لـم تكـن تخبؤه لي يومًا..

فإنـّي (كما العادة) قد استقيتُ من وجودي جانبًا آخر من النَفـَس.. غير الذي اعتدتَ أن تُهديني إيـَّاه..

بإمكاني الآن أن أتمدد وأسترخي.. وأن أثق بحدود رجلاي.. وموطأ قدماي!

-وانتهــى-