![]() |
ومن يستعفف يعفه الله
http://im24.gulfup.com/ZLV21.gif
http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم " ومن يستعفف يُعفّه الله ومن يستغن يُغنه الله ومــن يَتَصَبَّر يُصّبِّره الله ومـــا أعطِيَ أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر" رواه البخاري http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif هـذا الحديث اشتمل عــلى أربع جمل جامعــة نافعة : إحداها : قوله " ومن يستعفف يعفه الله " والثانية : قوله " ومن يستغن يغنه الله " http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif وهاتان الجملتان متلازمتان ، فــــإن كمال العبـد فـي إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقاً به دون المخلوقين ، فعلـيه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ويعمل كـل سبب http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif يوصله إلى ذلك حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق المخلوقين . وذلك بـــأن يجاهد نفسـه على أمرين : انصرافها عــن التعلق بالمخلوقين بالاستعفاف عما في أيديهم . فـــلا يطلبـــه بمقاله ولا بلسان حاله . http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif ولهـــذا قال صلّى الله عليه وسلم لعمر " مـــا جاءك من هـذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه . ومالا فلا تتبعه نفسَك " رواه مسلم ، http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif يتبــــــــــــــــــــــع |
________________________________
فقطع الإشراف فـــي القلب والسؤال باللسان ، تعففاً وترفعاً عـن مِنن الخلق وعـــن تعلق القلب بهـــم ، سبب قوي لحصول العفة . وتمام ذلك : أن يجاهـد نفسه على الأمر . http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif الثــاني : وهو الاستغناء بالله والثقة بكفايته ، فإنــه من يتوكل على الله فهو حسبه .وهذا هو المقصود . والأول وسيلة إلى هذا. http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif فـإن مـن استعف عما في أيدي الناس وعمـــا ينالــه منهم : أوجب لـــه ذلك أن يقوى تعلقه بالله ورجاؤه وطمعه في فضل الله وإحسانه ، ويحسن ظنه وثقته http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif بربه . والله تعالى عنـد حسن ظـن عبده بـه إن ظن خيـراً فلـه ، وإن ظـن غيـره فله . وكــل واحد مــن الأمريـن يمــد الآخـر فيقـويه . فكلمـــا قوي تعلقه بالله ضعف تعلقـه بالمخلوقين وبالعكس . http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif ومــن دعــاء النبي صلّى الله عليه وسلم " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " رواه مســلـم فجمـع الخير كله في هذا الدعاء . فالهدى : هو العلم http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif النافع . والتقى : العمل الصالح ، وتـــرك المحرمات كلها . هـذا صلاح الديــن . وتمام ذلك بصلاح القلب وطمأنينته بالعفاف عـن الخلق والغنى بالله . ومن كان غنياً بالله فهو الغني حقاً ،وإن قلت حواصله . http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif يتبــــــــــــــــع |
_______________________________
فليس الغنى عن كثرة العَرَض إنما الغنى غنى القلب. وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة والنعيــم الدنيوي والقناعة بما آتاه الله . http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif والثالثة قوله "ومن يتصبر يصبـــره الله " . ثــم ذكـر في الجملة الرابعة : أن الصبر إذا أعطاه الله العبـــد فهــو أفضل العطاء وأوسعـه وأعظمه ، إعانة http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif عــلى الأمــور . قـــال تعـــالـــى ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) البقــرة , أي: على أموركم كلها . والصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس وتمرينها . http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif فلهــذا قـال " ومن يتصبر " أي : يجاهد نفسه عـلى الصبر " يصبره الله " ويعينه وإنمـــــا كــان الصبر أعظــــم العطايا ، لأنـه يتعلق بجميـع أمـور العبــــد http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif وكمالاته وكـــل حالة مـن أحواله تحتاج إلى صبر . فـإنـه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله ، حتى يقوم بهـــا ويؤديها . وإلـى صبر عــن معصية الله حتـى http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif يتركها لله وإلــى صبر على أقدار الله المؤلمة ، فـلا يتسخطها . بــل إلى صبـر على نعم الله ومحبوبات النفس ، فـــلا يدع النـفـــس تمرح وتفرح الفـــرح المذموم، بل يشتغل بشكر الله فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر . http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif وبالصبر ينال الفلاح . ولهذا ذكر الله أهل الجنة فـقال ( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ، سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) وكـذلك قـولـه ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا) فهم نالوا الجنة بنعيمها وأدركوا المنازل العالية بالصبر . http://im24.gulfup.com/KsDw3.gif http://im24.gulfup.com/yW0C2.gif |
الساعة الآن 04:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.