![]() |
السكوت مبالك الصمت
علَّمتني الذَّاتُ : أنَّ الصَّمْتَ لُغةٌ أخرى تُجيدُها بإتقان ، وقالت : أنا بالصَّمْتِ أتكلم ،
فأُغنيكَ عن مَلايين الكلمات .. ففي صَمْتِي أَبْلَغُ بَيَان ، بما عَجز عنه كُلُّ لِسان . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif قد يكونُ الصَّمْتُ أرحَمَ بالذَّاتِ مِن كثرةِ الكلام ، وهو الأنسبُ لبعض الحالات ، يُريحُ مِنَ التَّسَرُّعِ ، وهو مِن الأناءةِ والحِلْم ، ويَمنحُكَ تفكيرًا بعقل . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif قالت الذَّاتُ : بالصَّمْتِ تُسيطرُ على مَن أمامك بنظراتٍ قد احتوت بِصَمْتٍ على عِدَّةِ كلمات ، عَجزت عن تفسيرها تلك الذَّاتُ ، فحَيَّرَتها وأرعبتها بِصَمْتِ بعض الكلمات . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif قيل عن الصَّمْتِ إنَّه لُغةُ العُظَمَاءِ ، فهَيْبَتُهم بِصَمْتِهم النَّاطِق ، وحُسْنِ تَصَرُّفِهم بِصَمْتٍ وأناءة . تعلَّمَ الناسُ منهم بِصَمْتِهم ، ونالوا الاحترامَ بِصَمْتِهِم وقِلَّةِ كلامِهم . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif الصَّمْتُ أكثرُ عُمقًا مِنَ الكلام ، والصَّمْتُ تَمهِيدٌ للكلام ، والأديبُ الصَّامِتُ يبحثُ في كَنْزِ صَمْتِهِ ، فتُسَطِّرُ يداه الأدبَ ، والمُختَرِعُ صارع بِصَمْتِهِ الفِكرةَ حتى ظَهَرَ الاكتشاف . يُنَدَّدُ بالصَّمْتِ الذي يُفقِدُ الذَّاكِرة ، ويَنفِي الإنسانَ عن إنسانِيَّتِهِ وفِطرتِهِ ، ويُغَرِّبُه عن واقِعِهِ ، ويَتعاظَمُ فيه فِكرُ القَهْرِ ، ويَشلُّ قُدرةَ العقل . فليس كُلُّ صَمْتٍ محمودًا . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif الصَّمْتُ قد يكونُ دِلالةً على قَهر الإنسان وخرسه بما أصابَه ، وهذا صَمْتٌ إجباريٌّ ، لكنه صَمْتٌ ناطِقٌ ، يَفتقِدُ مَن يُترجِمُه ، إلَّا صاحبه . وما بعد الصَّمْتِ إلَّا انتصار . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif وَعْي الصَّمْتِ هو حُضورُ وَعْيهِ المُدرِك داخل الذَّاتِ ، فالصَّمْتُ هو كلامُ الذَّاتِ للذَّاتِ ، في لحظةِ تفكيرٍ بِعُمْق ، وبَحثٍ عن مَأْمَن ، وناتج رابح ، وتعبير أبلغ مِن كلام . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif يكونُ الصَّمْتُ حكيمًا عندما يكونُ صَمْتًا مُحَرِّضًا على الكلام الواعي ، ما دامت تِسعةُ أعشارِ الحِكمةِ في الصَّمْتِ ، فهذا يعني أنَّ الصَّمْتَ يُمَثِّلُ تِسعةَ أعشار العقل أو كُلَّه . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif صمْتُ المكان المُقَدَّس ، هو نتيجةُ احترامٍ لهذا المكان ، فكان الصَّمْتُ هنا عِبَادةً ، له دِلالاتُه ومَشاعِرُه وتفاعلاتُه . فنال الصَّمْتُ شَرَفًا بِصَمْتِ مَكانِهِ ، وصار عِبادةَ . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif في كثيرٍ مِنَ الأوقاتِ والأماكِنِ نَبحثُ عن الهُدوءِ ، أيْ الصَّمْتِ ؛ لِنَجِدَ راحةَ نَفْسٍ وبَوْحَ فِكْرٍ ، احتاج لهذا الصَّمْتِ ؛ لِيُعَبِّرَ براحةِ ذاتٍ ، فتَتَمَدَّدُ وتُغمِضُ العينان باستمتاع . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif مكانٌ ذُو صَخَبٍ ، لا نرغبُ في البقاءِ فيه ، نُريدُ الهُدُوءَ ، مكان الصَّمْتِ ؛ حتَّى تَسترخِيَ الذَّاتُ ، فترتفعُ المَعنويَّاتُ ، وتُلَمْلِمُ شَتاتَها ، وتُداوي جِراحَها ، وتُكَفْكِفُ دُمُوعَها . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif هناك مَن صَمْتُهُ مُفترِس ، ويَزدادُ افتراسًا في سوادِ الليل ، فكأنَّه رَديفُ المَوْتِ ، وعندما يُشرِقُ الصباحُ لا يبقى أثرٌ لجَريمتِهِ ؛ حيثُ أنهكَ الذَّاتَ ، وتَسَبَّبَ في الحُزنِ والسَّقَمِ . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif هناك مَن صَمْتُهُ مُؤنِسًا له ، ويَزدادُ أُنْسُهُ بِهِ في سواد الليل ، فيُكَلِّمُ ذَاتَهُ بِصَمْتٍ واعٍ ؛ فتَخِفُّ آلامُهُ ، ويُضَمَّدُ جِراحُهُ ، ويَنْعَشُ تَنَفُّسُهُ ، ويُريحُ ذاتَهُ ، فيُشرِقُ الصباحُ بتفاؤل . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif للصَّمْتِ بلاغَةٌ ، عَجزت الكلماتُ عن احتوائِها ، وللصَّمْتِ تَحَدٍّ عجزت الكلماتُ عن الانتصار عليه ، فبلاغتُهُ في حضوره ، وانعدام التفاعُلِ مع الخطأ والزَّلَلِ ، أنَّه رَفَضَ الصَّمْتَ . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif في الصَّمْتِ انتصارٌ ، عندما تُجبَر وتُعَذَّبُ مِن أجل الاعترافِ بما لم تفعل ، فلا تقبلُ ذلك ، وتُحِبُّ صَمْتَكَ رَدِيفَ مَوْتِكَ ، وتكره الاعترافَ بكلامِكَ رَدِيفَ حياتِكَ . جِهادُ الصَّمْتِ . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif الفِكْرُ الواعي يَخترقُ الصَّمْتَ السَّاكِنَ ؛ لِيَتعدَّى حُدودَ الصَّمْتِ ، فيشغل الذَّاتَ بالصُّمُودِ والقُوَّةِ والمَنَعَة ؛ ليُرشِدَها خارجَ الاصطلاح المُعتاد ، بِصَمْتٍ مَنيعٍ مِن الاختراق . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif الصَّمْتُ أسطورةٌ كَتَبَت الذَّاتُ سُطورَها ، وعجزت الذواتُ الأخرى عن قراءتِها ، فكانت ذاتَ فصولٍ وأبواب ، وبحثٍ عن كَنزٍ دفينٍ في ذاتٍ رَسَمَ له الصَّمْتُ خريطةَ البحثِ عن بُعْد . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif رغم محاولاتِ تأويل وتفسير الصَّمْتِ ، نبقى في احتياجِ مُعجزةٍ لِفَكِّ رُموزِهِ ودِلالاتِهِ . فهو حقيقةً غيرُ مَعزولٍ عن واقِعِهِ ، بل صورةُ واقِعٍ ، وتخطيطُ مُستقبل ، ومَصدرُ إلهام . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif في حالةِ الصَّمْتِ نتذكَّرُ الماضي ، ونُعاصِرُ الحاضِرَ ، ونَرْسُمُ للمُستقبل إبداعًا مِن الواقعيَّةِ إلى الخيالية ؛ لِيَكشِفَ عُقْمَ وافتقارَ الكلامِ إلى الدِّقَّةِ والتَّذَكُّرِ والتَّفَكُّرِ . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif في المُجتمع شبكةُ مُؤثِّراتٍ تُفَكِّكُ وتُنهِكُ الجَسَدَ ، وتَعجزُ عن الذَّاتِ ، فقد غَلَّفَها الصَّمْتُ بسِيَاجٍ واقٍ ؛ لِتَعِيَ وتَتَفَكَّرَ فيما يَحدُثُ حولَها ، فتُوحي للذَّاتِ بالسَّدادِ والثَّبَاتِ . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif نهاية : مَهما كتبنا عن الصَّمْتِ ، فلن نَقْدِرَ أن نَفُكَّ لُغْزَهُ الغامِضَ في ذواتِنا ، وخاصةً إذا عَلِمنَا أنَّه جُزءٌ لا يتجزأ مِن الذَّاتِ ، فمِنَّا مَن أحياه صَمْتُهُ ، ومِنَّا مَن أماتَهُ . http://www.muslmh.com/save/70/data/m46.gif الذَّاتُ و الصَّمْتُ : مُنذُ زَمَنٍ وأنا أُعاني مِن صَمْتِكِ يا ذات ، فَدَفَعَنِي ذلك للبَحثِ والتَّحَرِّي عن حُبِّكِ للصَّمْتِ ، فجَمَعْتُ ما وجدتُه ، وبِهِ لَكِ غَرَّدْتُ ، وقُلتُ : لَعَلَّها تَقرأ عن صَمْتِها . http://www.muslmh.com/save/70/data/m91.gif |
راجع سخن انت :)
|
انتا فاكر ايه دي هاتولع ياجدع ^^
|
اصــــلى
|
منور اتوني بيه ^^
|
ومالو يا خويا مش عيب :))
|
ان كان كدا ماشي ^^
|
كتر من كدا بقا :111 (4):
|
ومالو ياخوية مش عيب ^^
|
جـمـيـل ..
إسـتـمــر آ خـويـا إسـتـمـر .. |
ماشي اعمير ماشي ^^
|
جــامــد و ربنــا
:thumb_yello: |
بتاع الاوسمه منور ^^
|
حلو بس التنسيق مش اد كدا p:
|
صعب عليك فهم التنسيق عشان اول مره تشوف محتوي موضوع كدا يابرنجي اسفين معلش ^^ ورينا تنسيقاتك بقا
|
الساعة الآن 09:30 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.