الموقع العربي الاول للعبة Silkroad Online

الموقع العربي الاول للعبة Silkroad Online (https://silkroad4arab.com/vb/index.php)
-   القـسـم الإسـلامـى الـعـام (https://silkroad4arab.com/vb/forumdisplay.php?f=94)
-   -   الأربــعــيــنـــ، النــوويـــة + الــشــرح [الــجــزاء الرابع] (https://silkroad4arab.com/vb/showthread.php?t=510352)

CError 26-06-2013 09:17 AM

الأربــعــيــنـــ، النــوويـــة + الــشــرح [الــجــزاء الرابع]
 
http://www.sro4up.com/uploads/1366100542781.png







http://www8.0zz0.com/2013/05/04/07/433020347.png



.•°« أهلآ بــكــل شــبــاب مــنــتــدانــا الــمــتــمــيــز Silkroad4Arab »°•.



http://www14.0zz0.com/2013/06/17/07/708125743.png





http://www8.0zz0.com/2013/05/19/06/302747996.gif





http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/452530381.gif


الحديث والشرح الرابع والعشرون : تحريم الظلم

http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/537279559.png


عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ،
وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني
أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم
عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب
جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ،
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ،
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا ،
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد
مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي
أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله،
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) رواه مسلم .
بين يديك – أخي الكريم – أحد الأحاديث القدسية العظيمة ، التي يرويها
لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة جل وعلا ، فتعال بنا نعيش
مع هذا الحديث ، ونستظل بفيئه ، وننهل من عذبه الصافي .
لقد بدأ الحديث بإرساء قواعد العدل في النفوس ، وتحريم الظلم والعدوان ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( يا عبادي إني حرمت
الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) ، وحقيقة الظلم :
وضع الشيء في غير موضعه ، وهذا مناف لكمال الله تعالى وعدله ، فلذلك نزّه الله
تعالى نفسه عن الظلم فقال : { وما أنا بظلام للعبيد } ( ق : 29 ) ، وقال أيضا :


__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __




{ وما الله يريد ظلما للعباد } ( غافر : 31 ) .
ولئن كان الله تعالى قد حرّم الظلم على نفسه ، فقد حرّمه على عباده ،
وحذّرهم أن يقعوا فيه ؛ وما ذلك إلا لعواقبه الوخيمة على الأمم ، وآثاره المدمرة على
المجتمعات ، وما ظهر الظلم بين قوم إلا كان سببا في هلاكهم ، وتعجيل العقوبة عليهم ،
كما قال سبحانه في كتابه العزيز : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه
أليم شديد } ( هود : 102 ) ، ومن ثمّ كانت دعوة المظلوم عظيمة الشأن عند الله ، فإن أبواب
السماء تفتح لها ، ويرفعها الله فوق الغمام يوم القيامة ، بل إنه سبحانه وتعالى يقول
لها ( وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ) كما صح بذلك الحديث .
ثم انتقل الحديث إلى بيان مظاهر افتقار الخلق إلى ربهم وحاجتهم إليه ،
وذلك في قوله : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ،
يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم
عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ) ، فبيّن أن الخليقة كلها ليس بيدها
من الأمر شيء ، ولا تملك لنفسها و لا لغيرها حولا ولا قوة ، سواءٌ أكان ذلك في
أمور معاشها أم معادها ، وقد خاطبنا القرآن بمثل رائع يجسّد هذه الحقيقة ،
حيث قال : { يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله
لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف
الطالب والمطلوب } ( الحج : 73 ) أي : إذا أخذ الذباب شيئا من طعامهم ثم طار ،
وحاولوا بكل عدتهم وعتادهم أن يخلصوا هذا الطعام منه ما استطاعوا أبدا ،
فإذا كان الخلق بمثل هذا الضعف والافتقار ، لزمهم أن يعتمدوا على الله في
أمور دنياهم وآخرتهم ، وأن يفتقروا إليه في أمر معاشهم ومعادهم .
وليس افتقار العباد إلى ربهم مقصورا على الطعام والكساء ونحوهما ،
بل يشمل الافتقار إلى هداية الله جل وعلا ، ولهذا يدعو المسلم في كل
ركعة ب : { اهدنا الصراط المستقيم } ( الفاتحة : 6 ) .
ثم بيّن الله تعالى بعد ذلك حقيقة ابن آدم المجبولة على
الخطأ ، فقال : ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر



__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __




الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ) ، إنه توضيح للضعف البشري ،
والقصور الذي يعتري الإنسان بين الحين والآخر ، فيقارف الذنب تارة ، ويندم تارة أخرى ،
وهذه الحقيقة قد أشير إليها في أحاديث أخرى ، منها : ما رواه الإمام ابن ماجة بسند
حسن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ) ،
فإذا كان الأمر كذلك فإن على الإنسان المسلم أن يتعهّد نفسه بالتوبة ، فيقلع عن ذنبه ، ويستغفر
من معصيته ، ويندم على ما فرّط في جنب الله ، ثم يوظّف هذا الندم الذي يصيبه بأن يعزم على عدم
تكرار هذا الذنب ، فإذا قُدّر عليه الوقوع في الذنب مرة أخرى ، جدد التوبة والعهد ولم ييأس ، ثقةً
منه بأن له ربا يغفر الذنب ويقبل التوبة من عباده المخطئين .
ثم بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربّه – شيئا من مظاهر الكمال الذي
يتصف به الله جل وعلا ، مبتدئا بالإشارة إلى استغناء الله عن خلقه ، وعدم احتياجه لهم ، كما قال
تعالى : { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } ( فاطر : 15 ) ، فالله تعالى غني
حميد ، لا تنفعه طاعة عباده ، ولا تضره معصيتهم ، بل لو آمن من في الأرض جميعا ، وبلغوا أعلى
مراتب الإيمان والتقوى ، لم يزد ذلك في ملك الله شيئا ، ولو كفروا جميعا ، ما نقص من ملكه شيئا ،
لأن الله سبحانه وتعالى مستغن بذاته عن خلقه ، وإنما يعود أثر الطاعة أو المعصية على العبد نفسه ،
وقد جاء في القرآن الكريم ما يؤكد هذه الحقيقة ويوضحها ، قال الله عزوجل : { قد جاءكم بصائر من
ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها } ( الأنعام : 104 ) ، فمن عرف حجج الله وآمن بها واتبعها ،
فقد بلغ الخير لنفسه ، ومن تعامى عن معرفة الحق ، وآثر عليها ظلمات الغواية ، فعلى نفسه جنى ،
وأوردها الردى .
وبالرغم من ذلك فإن نعم الله سبحانه مبثوثة للطائع والعاصي على السواء ، دون أن يجعل تلك
المعاصي مانعا لهذا العطاء ، وهذا من كرم الله تعالى وجوده ، وهي أيضا مظهر من مظاهر سعة ملك



__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __




الله تعالى ، فإن الله لو أعطى جميع الخلق ما يرغبون ،
لم ينقص ذلك من ملكه شيئا يُذكر.
ولما كانت الحكمة من الخلق هي الابتلاء والتكليف ،
بيّن سبحانه أن العباد محاسبون على أعمالهم ، ومسؤولون
عن تصرفاتهم ، فقد جعل الله لهم الدنيا دارا يزرعون فيها ، وجعل
لهم الآخرة دارا يجنون فيها ما زرعوه ، فإذا رأى العبد في صحيفته ما يسرّه ،
فليعلم أن هذا محض فضل الله ومنّته ، إذ لولا الله تعالى لما قام هذا العبد بما قام
به من عمل صالح ، وإن كانت الأخرى ، فعلى نفسها جنت براقش ، ولا يلومنّ العبد إلا نفسه .




http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/418701552.gif




الحديث والشرح الخامس والعشرون : ذهب أهل الدثور بالأجور


http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/537279559.png


عن أبي ذر أيضاً، أن ناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي :
يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون
كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال : { أوليس قد جعل الله لكم
ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة
صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة،
وفي بضع أحد كم صدقة }.
قالوا : يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر }.
[رواه مسلم:1006].
يعني بالإضافة إلى الحديث السابق القدسي أن أناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي
{ يا رسول الله } وهؤلاء فقراء، قالوا: { يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور } يعني
أهل الأموال ذهبوا بالأجور، يعني اختصموا بها.
{ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم } فهم شاركوا
الفقراء في الصلاة والصوم وفضولهم في الصدقة.
قال النبي : { أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون... } إلخ.









لما اشتكى الفقراء إلى رسول الله أنه ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون
كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول أموالهم يعني والفقراء
لا يتصدقون. بيّن لهم النبي الصدقة التي يطيقونها فقال: { أوليس قد جعل الله لكم
ما تصدقون به، إن لكم بكل تسبيحة صدقة } يعني أن يقول الإنسان سبحان الله صدقة
{ وبكل تكبيره صدقة } يعني إذا قال: ( الله أكبر ) فهذه صدقة { وكل تحميده صدقة } يعني
إذا قال: ( الحمد لله ) فهذه صدقة { وكل تهليلة صدقة } يعني إذا قال: ( لا إله إلا الله ) فهذه
صدقة { وأمر بالمعروف } يعني إذا أمر شخصاً أن يفعل طاعة فهذه صدقة { ونهي عن منكر }
يعني إذا نهى شخصاً عن منكر فإن ذلك صدقة { وفي بضع أحدكم صدقة } يعني إذا أتى الرجل
زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله { وفي بضع أحدكم صدقة } وليس
للشك في هذا، لأنهم يعلمون أن ما قاله النبي فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا:
يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلام:
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ [آل عمران:40] ...








أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به.
قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ } والجواب: نعم يكون عليه وزر قال:
{ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر } وهذا القياس سمونه قياس العكس يعني
كما أن عليه وزراً في الحرام يكون له أجراً في الحلال فقال { فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر }.
في هذا الحديث من الفوائد: حرص الصحابة رضي الله عنهم على السبق إلى الخيرات.
ينبغي للإنسان إذا ذكر شيئاً أن يذكر وجهه لأن الصحابة رضي الله عنهم لما قالوا:
( ذهب أهل الدثور بالأجور ) بيّنوا وجه ذلك فقالوا: ( يصلون كما نصلي... ) إلخ.
أن كل قول يقرب إلى الله تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة.
الترغيب في الإكثار من هذه الأذكار، لأن كل كلمة منه تعتبر
صدقة تقرب المرء إلى الله عزوجل.
أن الاكتفاء بالحلال والحرام يجعل الحلال قربة وصدقة لقوله :
{ وفي بضع أحدكم صدقة }. جواز الاستثبات في الخبر ولو كان
صادراً من صادق لقولهم: ( أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ ).
حسن تعليم الرسول بإيراد كلامه على سبيل الاستفهام حتى يقنع
المخاطب بذلك ويطمئن قلبه، وهذا قوله عليه الصلاة والسلام حين سئل
عن بيع الرطب بالتمر: { أينقص إذا جف؟ } قالوا: نعم، فنهى عن ذلك.


http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/418701552.gif



الحديث والشرح السادس والعشرون : فضل الإصلاح بين الناس والعدل بينهم وإعانتهم



http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/537279559.png


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : { كل سُلامى من الناس عليه صدقة،
كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل فى دابته فتحمله
عليها أو ترفع له عليها ة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها
إلي الصلاة صدقة، وتميط الأذي عن الطريق صدقة }.
[رواه البخاري:2989، ومسلم:1009].
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { كل سُلامى من الناس صدقة،
كل يوم تطلع فيه الشمس } كل سُلامى أي كل عضو ومفصل من الناس
عليه صدقة { كل يوم تطلع فيه الشمس } أي صدقة في كل يوم تطلع فيه
الشمس فقوله { كل سُلامى } مبتدأ و { عليه صدقة } جملة خبر المبتدأ { وكل يوم }
ظرف، والمعنى أنه كلما جاء يوم صار على كل مفصل من مفاصل الإنسان صدقة يؤديها
شكراً لله تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه الصدقة ليست
صدقة المال فقط بل هي أنواع.
{ تعدل بين اثنين صدقة } أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما
بالعدل فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى:
لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ
بَيْنَ النَّاسِ... [النساء:114] { وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع



http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/472055297.gif



له عليهاه صدقة } وهذا أيضاً من الصدقات أن تُعين أخاك المسلم في دابته إما أن
تحمله عليها إن كان لا يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته ه يعني - عفشه -
هذا أيضاً لأنها إحسان والله يحب المحسنين.
{ والكلمة الطيبة صدقة } الكلمة الطيبة، كل كلمة تقرب إلى الله كالتسبيح
والتهليل والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم
العلم، وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة.
{ وبكل خطوة تخطوها إلى الصلاة فإنها صدقة } وقد
ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ
الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لا يخطو خطوة
إلا رفع الله له بها درجة وحط بها خطيئة.
{ وتميط الأذى عن الطريق صدقة } إماطة الأذى يعني
إزالة الأذى عن الطريق، والأذى ما يؤذي المارة من ماء أو حجر
أو زجاج أو شوك أوغير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الأرض أو يؤذيهم
من فوق كما لو كان هناك أغصان شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة.
وفي هذا الحديث فوائد منها:
1 - أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله
وقد قيل إن المفاصل ثلاثمائة وستون مفصلاً –والله أعلم.
2 - أن كلما يقرب إلى الله من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة،
وما ذكره النبي فهو أمثلة على ذلك وقد جاء في حديث آخر:
{ أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى }.



http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/532853565.gif



الحديث والشرح السابع والعشرون : البر حسن الخلق


http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/537279559.png


عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( البرّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم .
وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( جئت تسأل عن البرّ ؟ ) ، قلت : نعم ، فقال : ( استفت قلبك ، البرّ ما اطمأنت إليه النفس
واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك المفتون )
حديث حسن رُويناه في مسندي الإمامين : أحمد بن حنبل ، و الدارمي بإسناد حسن .
تكمن عظمة هذا الدين في تشريعاته الدقيقة التي تنظم حياة الناس وتعالج مشكلاتهم ،
ومن طبيعة هذا المنهج الرباني أنه يشتمل على قواعد وأسس تحدد موقف الناس تجاه كل
ما هو موجود في الحياة ، فمن جهة : أباح الله للناس الطيبات ، وعرفهم بكل
ما هو خير لهم ، وفي المقابل : حرّم عليهم الخبائث ، ونهاهم عن الاقتراب
منها ، وجعل لهم من الخير ما يغنيهم عن الحرام .
وإذا كان الله تعالى قد أمر عباده المؤمنين باتباع الشريعة والتزام أحكامها ، فإن
أول هذا الطريق ولبّه : تمييز ما يحبه الله من غيره ، ومعرفة المعيار الدقيق الواضح في ذلك ،
وفي ظل هذه الحاجة : أورد الإمام النووي هذين الحديثين الذين اشتملا
على تعريف البر والإثم ، وتوضيح علامات كلٍ منهما .
فأما البر : فهي اللفظة الجامعة التي ينطوي تحتها كل أفعال الخير وخصاله ،
وجاء تفسيره في الحديث الأول بأنه حسن الخلق ، وعُبّر عنه في حديث وابصة بأنه
ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، وهذا الاختلاف في تفسيره لبيان أنواعه .
فالبرّ مع الخَلْق إنما يكون بالإحسان في معاملتهم ، وذلك قوله : ( البرّ حسن الخلق ) ، وحسن
الخلق هو بذل الندى، وكف الأذى ، والعفو عن المسيء والتواصل معهم بالمعروف ،
كما قال ابن عمر رضي الله عنه : " البرّ شيء هيّن :وجه طليق ،وكلام ليّن " .


__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __




وأما البر مع الخالق فهو يشمل جميع أنواع الطاعات الظاهرة والباطنة ،
كما قال الله تعالى في كتابه : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق
والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال
على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام
الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس
أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } ( البقرة : 177 ) ، فيُطلق على العبد بأنه من
الأبرار إذا امتثل تلك الأوامر ، ووقف عند حدود الله وشرعه .
ثم عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الإثم بقوله : ( والإثم ما حاك في نفسك ،
وكرهت أن يطلع عليه الناس ) ، فجعل للإثم علامتين : علامة ظاهرة ، وعلامة باطنة .
فأما العلامة الباطنة : فهي ما يشعر به المرء من قلق واضطراب في نفسه عند ممارسة
هذا الفعل ، وما يحصل له من التردد في ارتكابه ، فهذا دليل على أنه إثم في الغالب .
وعلامته الظاهرية : أن تكره أن يطلع على هذا الفعل الأفاضل من الناس ، والصالحون منهم ،
بحيث يكون الباعث على هذه الكراهية الدين ، لامجرّد الكراهية العادية ، وفي هذا المعنى يقول
ابن مسعود رضي الله عنه : " ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ " .
وإرجاع الأمر إلى طمأنينة النفس أو اضطرابها يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد فطر عباده على السكون
إلى الحق والطمأنينة إليه ، وتلك الحساسية المرهفة والنظرة الدقيقة إنما هي
للقلوب المؤمنة التي لم تطمسها ظلمات المعصية ورغبات النفس الأمارة بالسوء .
ولكن هل كل ما حاك في الصدر ، وتردد في النفس ، يجب طرحه
والابتعاد عنه ؟ وهل يأثم من عمل به ، أم أن المسألة فيها تفصيل ؟



__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __




إن هذه المسألة لها ثلاث حالات ، وبيانها فيما يلي :
الحالة الأولى : إذا حاك في النفس أن أمرا ما منكر وإثم ،
ثم جاءت الفتوى المبنيّة على الأدلة من الكتاب والسنة بأنه إثم ،
فهذا الأمر منكر وإثم ، لا شك في ذلك .
الحالة الثانية : إذا حاك في الصدر أن هذا الأمر إثم ، وجاءت الفتوى بأنه
جائز ، لكن كانت تلك الفتوى غير مبنيّة على دليل واضح من الكتاب أو السنة ،
فإن من الورع أن يترك الإنسان هذا الأمر ، وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم :
( وإن أفتاك الناس وأفتوك ) ، أي : حتى وإن رخّصوا لك في هذا الفعل ،
فإن من الورع تركه لأجل ما حاك في الصدر ، لكن إن كانت الفتوى بأن ذلك
الأمر جائز مبنية على أدلة واضحة ، فيسع الإنسان ترك هذا الأمر لأجل الورع ،
لكن لا يفتي هو بتحريمه ، أو يلزم الناس بتركه .
وقد تكون الفتوى بأن ذلك الأمر ليس جائزا فحسب ، بل هو واجب
من الواجبات ، وحينئذٍ لا يسع المسلم إلا ترك ما حاك في صدره ،
والتزام هذا الواجب ، ويكون ما حاك في الصدر حينئذٍ من وسوسة
الشيطان وكيده ، ولهذا لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في
صلح الحديبية بأن يحلّوا من إحرامهم ويحلقوا ، ترددوا في ذلك ابتداءً ،
وحاك في صدورهم عدم القيام بذلك ، لكن لم يكن لهم من طاعة الله ورسوله بد ،
فتركوا ما في نفوسهم ، والتزموا أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم .
ومثل ذلك إذا كان الإنسان موسوسا ، يظن ويشكّ في كلّ أمر أنّه منكر
ومحرّم ، فإنه حينئذٍ لا يلتفت إلى الوساوس والأوهام ، بل يلتزم قول أهل العلم وفتواهم .



__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __





الحالة الثالثة : إذا لم يكن في الصدر شك أو ريبة أو اضطراب
في أمرٍ ما ، فالواجب حينئذٍ أن يتّبع الإنسان قول أهل العلم فيما
يحلّ ويحرم ؛ عملا بقوله تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ( الأنبياء : 7 ) .
إن تعامل الإنسان المسلم مع ما يمر به من المسائل على هذا النحو ، ليدل دلالة واضحة
على عظمة هذا الدين ، فقد حرص على إذكاء معاني المراقبة لله في كل الأحوال ،
وتنمية وازع الورع في النفس البشرية ، وبذك يتحقق معنى الإحسان في عبادة الله تعالى .



http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/532853565.gif




الحديث والشرح الثامن والعشرون : وجوب لزوم السنة


http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/537279559.png


عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا :
يا رسول الله ، كأنها موعظة مودع فأوصنا . قال : ( أوصيكم بتقوى الله ،
والسمع والطاعة ، وإن تأمّر عليكم عبد ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى
اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضّوا
عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) رواه
أبو داود و الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
خلال ثلاث وعشرين سنة ،لم يدّخر النبي صلى الله عليه وسلم جهدا
في تربية الناس وإرشادهم ، فكانت حياته صلى الله عليه وسلم هداية للناس ،
ونورا للأمة ، يضيء لهم معالم الطريق ، ويبين لهم عقبات المسير وصعوباته .
لقد ظل هذا النبي الكريم على هذا المنوال طيلة حياته ، حتى جاء ذلك اليوم الذي
نزل عليه قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ،
فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } (النصر : 1 - 3 ) ، حينها أدرك دنوّ أجله ،
وازداد يقينا بذلك حينما خيّره الله بين البقاء في الدنيا والانتقال للدار الآخره ، وتكاثرت
الإرهاصات الدالّة على قرب لحوقه بربّه ، فأدركته الشفقة على أمته من بعده ،
وأراد أن يعظهم موعظة نافعة ، ووصية جامعة ، تعطيهم منهاجا متكاملا للتعامل
مع ما سيمرّ بهم من فتن ، وما قد يبتلون به من محن ، فتكون هذه الوصية لهم
بمثابة طوق النجاة في بحر الحياة الخِضم .
وكان لهذه الموعظة العظيمة أكبر الأثر في تلك النفوس الكريمة ،
والمعادن الأصيلة ، لقد استشعروا في هذه الوصية قرب فراق نبيهم
للدنيا ؛ ولذلك ذرفت عيونهم ، وخفقت قلوبهم ، وأحسوا بعظم الموقف ،
مما جعلهم يقولون : " يا رسول الله ، كأنها موعظة مودع فأوصنا " .
لقد طلبوا منه وصية تكفيهم من بعده ، وتكفل لهم البقاء على الجادّة ،
وصحة المسير ، فجاءتهم الوصية النبوية بتقوى الله ؛ فإنها جماع كل خير ،
وملاك كل أمر ، وفيها النجاة لمن أراد في الدنيا والآخرة .



http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/472055297.gif




ثم أتبع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ببيان حقوق الإمام التي كفلها الشرع، فقال :
(.. والسمع والطاعة – أي : للأمير - ، وإن تأمر عليكم عبد ) ، فالسمع والطاعة حقّان من
حقوق الإمام الشرعي كما قال الله عزوجل : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم } ( النساء : 59 ) ، وعن أم الحصين رضي الله عنها قالت : سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول : ( يا أيها الناس اتقوا الله ، واسمعوا
وأطيعوا وأن أمّر عليكم عبد حبشي مجدع ، ما أقام فيكم كتاب الله عز وجل )
رواه أحمد وأصله في البخاري ، وغيرها من النصوص الكثيرة الدالة على ذلك .
وعلى الرغم من دخول السمع والطاعة للإمام في باب التقوى ، إلا أن النبي صلى
الله عليه وسلم أفرده بالذكر ؛ تأكيدا على أهميته، وعظم شأنه وخطره .
لكن ثمة أمر ينبغي أن نلقي الضوء عليه ، وهو أن هذه الطاعة التي تلزم للإمام
الشرعي مشروطة بأن تكون موافقة لأحكام الشرعية ، وليست مستقلة بنفسها ،
فإذا تعارض أمره مع شرع الله ورسوله فلا تجب طاعته في ذلك ، ومما يدل
على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طاعة في المعصية ،
إنما الطاعة في المعروف ) رواه البخاري و مسلم .



http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/472055297.gif



وقد ذكر العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن تأمّر عليكم عبد ) أمران ،
الأول: أن ذلك من باب الإخبار بالأمور الغيبية ، حين تُسند الولاية إلى غير أهلها ،
وتوضع في غير موضعها ، فهنا يجب له السمع والطاعة درءا لحدوث الفتن ، والثاني :
أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر جاء من باب ضرب المثل ، وذلك كقوله
في الحديث الآخر : ( من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر ، بنى
في الجنة ) رواه ابن ماجة ، ومفحص القطاة أقل من أن يتسع لفرد ، وأصغر من أن يكون مسجدا .
ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن اختلاف أمته من بعده ، وكيفية النجاة من هذا الاختلاف ،
لقد قال : ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين ) ، إنها إشارة إلى ما سيؤول إليه أمر الأمة من تفرّق يوهن قوتها ، وابتعاد عن الهدى
والحق ، فوصف الداء وبيّن الدواء ، وأرشدها إلى التمسك بسنته ، وسنة خلفائه الراشدين
من بعده ، الذين منّ الله عليهم بالهداية ومعرفة الحق ، والاستقامة على المنهاج النبوي ،
حتى صار عصرهم أنموذجا رفيعا يُقتدى به .
وفي ضوء ذلك، يمكن أن نفهم تأكيد النبي صلى الله عليه
وسلم الله على التزام هديهم عندما قال : ( عضّوا عليها بالنواجذ ) ،
والنواجذ هي آخر الأضراس ، فهي إذاً كناية عن شدة التمسّك وعدم
الحيدة عن هذا الطريق .
إن هذه النصيحة النبوية لتحمل في ثناياها التصوّر الواضح والتأصيل الشرعي
الصحيح الذي ينبغي على المسلم أن ينتهجه في حياته ، وبذلك تزداد الحاجة إلي
تأمل هذا الحديث واستخراج معانيه العظيمة ، نسأل الله تعالى أن يكتب لنا العصمة من الضلال ، آمين .



http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/416865237.png




الحديث والشرح التاسع والعشرون : ما يدخل الجنة


http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/537279559.png


امتاز الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه على غيره
من أقرانه بما آتاه الله من الفهم الثاقب لتعاليم هذا الدين ،
بل بلغ رتبة لم يبلغها أحد في هذا المجال ، وقد شهد له النبي
صلى الله عليه وسلم بعلمه فقال عنه : ( ... وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ) رواه أحمد .
وهذا العلم الذي حباه الله به قد أثمر في قلبه الشوق إلى لقاء ربه ، ودخول جنات النعيم ،
وذلك هو ما أهمّ معاذا وأسهره الليالي ، ولقد نقلت لنا كتب السير هذا المشهد ،
ولنقصّه كما رواه لنا معاذ نفسه ، حيث قال : " لما رأيت خلوة رسول الله صلى الله
عليه وسلم إليه قلت له : يا رسول الله ، ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني
وأسقمتني وأحزي ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ( سلني عمّا شئت ) ،
قال : يا نبي الله ، حدثني بعمل يدخلني الجنة – وفي رواية : ويبعدني من النار -
لا أسألك عن شيء غيرها " .
لقد سأل معاذ رضي الله عنه هذا السؤال ، وهو يعلم أن الجنة
لا تنال بالأماني ، ولكن بالجدّ والعمل الصالح ، وقد تكفّل الله تعالى
بتيسير الطريق وتذليل عقباته لمن أراد أن يسلكه حقا ، فإذا أقبل العبد
على ربّه يسر له سبل مرضاته ، وأعانه على طاعته ، وهذا هو مقتضى
قوله تعالى : { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } ( محمد: 17 ) ،
وكذلك قوله : { فأما من أعطى واتقى ، وصدّق بالحسنى ، فسنيسره
لليسرى } ( الليل : 5 - 7 ) .
وأصل الأعمال الصالحة : الإتيان بأركان الإسلام ، فتوحيد الله جلّ وعلا هو أساس
قبول الأعمال ، والصلاة والزكاة والحج : من أركان الإسلام التي يجب على
كل مسلم ومسلمة أن يقوم بها ، وقد تم بسط الكلام عنها
في مواضع سابقة تغني عن إعادتها هنا .
وبعد أن بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن دخول الجنّة مترتّب
على الإتيان بتلك الأركان ، أراد أن يكافيء معاذا رضي الله عنه على
سؤاله العظيم ، فدلّه على أبواب أخرى للخير .










فمن تلك الأبواب : صيام التطوّع ، كما جاء في هذا الحديث : ( والصوم جنّة ) ،
والجنة هي ما تحصل به الوقاية ، فالصيام جنة للعبد من المعاصي في الدنيا ،
وهو جنّة للعبد من النار يوم القيامة ؛ لأن العبد إذا صام لله تعالى يوما : باعده الله
من النار سبعين خريفا ، كما جاء في الحديث ؛ ولهذا يستحبّ للعبد
أن يستزيد من صيام النوافل كيوم عاشوراء ، ويوم عرفة ، ويومي
الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر ، إلى غير ذلك مما ورد في السنة .
ومن أبواب الخير : صدقة التطوّع ، وفضل هذه الصدقة عظيم ؛ فإنها
سبب لتكفير الذنوب وإزالتها ، وقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم
تكفيرها للذنوب بالماء إذا صُبّ على النار ، فإنه يطفئها ويُذهب لهيبها ،
وليس ذلك فحسب ، بل إنها تفيد صاحبها في ***ات يوم القيامة
وتخفف عنه حرّ ذلك اليوم ، روى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة
بن عامر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس ) ، والأحاديث في فضل الصدقة كثيرة معلومة .
أما ثالث أبواب الخير التي دلّ عليه الحديث فهو قيام الليل ، إنه شرف المؤمن ،
وسلوة المحزون ، وخلوة المشتاق إلى ربّه ، وما بالك بعبد يؤثر لذة مناجاة
ربّه ودعائه على النوم في الفراش الدافيء ، ولذلك يقول النبي صلى الله
عليه وسلم : ( عجب ربنا من رجلين – أحدهما - : رجل ثار عن وطائه ولحافه ،
ومن بين أهله وحيّه إلى صلاته ، فيقول ربنا : أيا ملائكتي ، انظروا إلى عبدي
ثار من فراشه ووطائه ، ومن بين حيّه وأهله إلى صلاته ؛ رغبة فيما عندي ،
وشفقة مما عندي ) رواه أحمد في مسنده .
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لمح في عينيّ معاذ رضي الله عنه الرغبة
في معرفة المزيد ، فأتى له بمثال يبيّن حقيقة هذا الدين ويصوّره ، وقدّم بين
يدي هذا المثال تشويقا ، فقال : ( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ ) .









لقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام بالرأس ، لأن الرأس
إذا ذهب : ذهبت معه الحياة ، فكذلك إذا ذهب إسلام المرء : ذهب دينه .
وفي قوله : ( وعموده الصلاة ) تشبيه للصلاة بالعمود الذي لا تقوم الخيمة إلا به ، ووجه ذلك :
أن الصلاة هي أعظم أركان الإسلام العملية التي يتصل بها العبد بربّه ، وهي الحد الفاصل بين
الإيمان والكفر ، وكذلك فإنها من أوضح الشعائر التي تميّز المسلم عن غيره ؛ لهذا حظيت
بهذه المنزلة ، وتلك المكانة . ولما كان الجهاد سببا في ظهور الإسلام ،
وعاملا من عوامل انتشار هذا الدين ؛ شبّه النبي صلى الله عليه وسلم
مكانته بذروة سنام الجمل ، ولئن كان الجمل متميزا بذروة سنامه ، فإن
هذا الدين متميز بالجهاد ، ولا يخفى على المسلم فضل الجهاد وأجره
وحسبنا أن نستحضر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( مقام أحدكم
يعني في سبيل الله خير من عبادة أحدكم في أهله ستين سنة ،
أما تحبون أن يغفر الله لكم وتدخلون الجنة ؟ جاهدوا في سبيل الله . من
قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ) رواه أحمد .
ثم أرشد النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه إلى
ما يحصل به إحكام الدين وإتقانه ، ليجعل ذلك خاتمة وصيته له ،
لقد أرشده إلى مراقبة لسانه والمحافظة على منطقه ، وما ذلك إلا
لشديد أثره وخطر أمره ، كيف لا ؟ وهو الباب إلى كثير من المعاصي ،
فهو السبيل إلى كلمة الكفر ، والقول على الله بغير علم ، وشهادة الزور ،
والكذب والغيبة والنميمة ، فلا ينبغي التهاون في شأن هذه الجارحة أو التقليل من خطورتها.
فحفظ اللسان هو عنوان الفلاح ، وطريق السلامة من الإثم ، فالنبي
صلى الله عليه وسلم بتحذيره من خطر اللسان ، يدعونا إلى تسخيره في
مجالات الخير والمعروف ، وميادين الذكر والإصلاح ، حتى يُكتب للمرء النجاة ، وذلك هو غاية ما يتمناه المرء




http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/555405493.gif




الحديث والشرح الثلاثون : حقوق الله تعالى


http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/537279559.png


عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيّعوها ،
وحدّ حدودا فلا تعتدوها ، وحرّم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء -
رحمة لكم غير نسيان – فلا تبحثوا عنها ) حديث حسن ، رواه الدارقطني وغيره .
عندما نقف متأملين لهذا الحديث ، فإننا نلحظ ما فيه من استيعاب لأحكام
الشريعة الإسلامية ، وما فيه من توضيح لطبيعة هذا الدين وحقيقته ؛
ولأجل ذلك أولى العلماء هذا الحديث اهتماما بالغا قادهم إلى دراسته
واستخراج معانيه ، وبلغ بهم أن قالوا عن هذا الحديث : " ليس في الأحاديث
حديث واحد أجمع بانفراده لأصول الدين وفروعه من هذا الحديث " .
وإذا نظرنا إلى هذا الحديث ، فإننا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد
حدد لنا معالم هذا الدين وطبيعته ، فعبّر عن شرع الله بألفاظ أربعة : الفرائض
والمحارم ، والحدود والمسكوت عنه ، وترتبط هذه الألفاظ ارتباطا وثيقا محكما ،
لترسم لنا التصوّر الصحيح للمنهج الذي ينبغي أن يسير عليه المسلم في هذه الدنيا .
لقد كانت أول قضيّة يتناولها الحديث بيان موقف المكلّف نحو ما يرد عليه من
الأوامر في الكتاب والسنة فقال : ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيّعوها ) ،
إنه توجيه إلى عدم التفريط في أداء الفرائض ، والفرائض هي الواجبات الشرعية
التي أوجبها الله على عباده وألزمهم بها ، ومنها ما يكون واجبا على كل
أفراد الأمة ، وهو ما يسمّى بالفرائض العينيّة ، ومنها ما هو واجب
على الكفاية ، أي : إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين .
فهذه الفرائض – بنوعيها – واجبة على كل مكلّف مادام مستطيعا ،
وإذا ورد الأمر من الله تعالى أو من رسوله صلى الله عليه وسلّم فلا مجال
لردّه أو عدم تنفيذه ؛ لأن هذا هو مقتضى إيمان العبد بالله ورسوله ، كما قال
الله تعالى في كتابه : { وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين } ( الأنفال : 1 ) ،
فهذه الطاعة هي هي عنوان العبودية والتسليم لحكم الله وشرعه .



http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/252870011.gif



وإذا تأمّلنا نصوص الوحيين فإننا نجد أنه قد جاء التعبير عن الفرض بكلمة أخرى
هي الواجب ، والحقيقة أنه لا فرق بين هذين اللفظين من حيث العمل ، فكلاهما
لازمٌ أداؤه ، لكن ذهب بعض أهل العلم – كالإمام أحمد وغيره - إلى التفريق بينهما
من ناحية المرتبة ، فجعلوا ما ثبت عن طريق الكتاب فرضا ، وما ثبت عن طريق السنة
واجبا ، وبعضهم جعل الفرض أعلى رتبة من الواجب ؛ لأن الفرض عندهم هو ما ثبت
بدليل قطعي ، والواجب ما ثبت بالظن ، وعلى أية حال فإن هذا تفريق
اصطلاحي لا يؤثر على حكم العمل بهما . أما فيما يتعلّق بالمحرّمات ،
فقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى تركها فقال : ( وحرّم أشياء فلا تنتهكوها ) ،
فدعا إلى ترك المعاصي بجميع أنواعها ، وإنما عبّر هنا بلفظ الانتهاك ؛ ليبيّن ما عليه حال
من يقارف المعاصي من تعدٍّ وعدوان على أحكام الله عزوجل ، فأتى بهذه اللفظة للتنفير عن كل ما نهى الله عنه.
ولما كان مدار التكليف كله على فعل المأمور وترك المحذور ، والتقيد بأحكام الشريعة ، والالتزام
بما ورد فيها ، والوقوف عند حدودها وعدم تجاوزها ، أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله:
( وحدّ حدودا فلا تعتدوها ) . والحدود لفظة وردت في مواضع كثيرة من الكتاب
والسنة ، ولها مدلولات كثيرة بحسب ما تتعلق به ، ففي الأوامر : يكون الوقوف
عند حدود الله بعدم الخروج عن دائرة المأذون به إلى دائرة غير المأذون ، وأما فيما
يتعلّق بالنواهي فيحرم مجرّد الاقتراب منها ؛ لأن الله تعالى إذا حرّم شيئاً ، حرّم كل ما يؤدي إليه ،
وتلك هي خطوات الشيطان التي جاء التحذير منها في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا
لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } ( النور : 21 ) .
فإذا كان هذا هو موقف المسلم تجاه ما ورد بيانه في الشريعة ، فما هو موقفه تجاه ما سكت عنه
الشرع ولم يوضح حكمه ؟ وللجواب عن هذا نقول : إذا لم يرد نصّ في حكم مسألة ما ، فإننا نبقى على الأصل ،
وهو الإباحة . وهذا هو السكوت المقصود في قوله : ( وسكت عن أشياء -
رحمة لكم غير نسيان – فلا تبحثوا عنها ) ، إنه سكوت عن إظهار حكمه ، ومقتضاه أن
يكون باقيا على أصل إباحته ، وليس معنى هذا جواز الابتداع في الدين والزيادة فيه ،
بحجة أنه مسكوت عنه ؛ فإن الابتداع ليس مسكوتا عنه ، بل هو محرّم كما دلّت الأدلّة على ذلك .
ومما سبق يتبين لنا معاني تلك الألفاظ الأربعة ، والتي ترشدنا إلى القيام بحقوق الله ولزوم
شريعته ، مع العفو عما سُكت عنه ، فدخل الدين كله في تلك الكلمات القليلة الجامعة المانعة .




http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/416865237.png




الحديث , والشرح الحادي والثلاثون : الزهد الحقيقي


http://www5.0zz0.com/2013/06/24/06/537279559.png


عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، دلّني على
عمل إذا عملته أحبني الله وأحبّني الناس ، فقال : ( ازهد في الدنيا يحبّك
الله ، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) .
الإنسان اجتماعي بطبعه ، يحبّ أن يأنس بالناس ،
وأن يأنس به الناس ، كما يعجبه أن يكون محبوبا في مجتمعه ،
محترما في بيئته ، لذا فهو يسعى دائما لكسب ود الناس وحبهم ،
والعاقل من البشر من يسعى لرضى ربّ الناس قبل سعيه في كسب رضى الناس .
ولا شك أن لنيل محبّة الله ثم محبّة الناس سبيل وطريق ، من حاد عنه ، خسر تلك المحبّة ،
ومن سلكه فاز بها ، وأنس بلذتها ، ولذلك أورد الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث ،
ليكون معلما ومرشدا ، وليبيّن لنا الكيفية التي ينال بها العبد محبة ربّه ومحبة خلقه .
إن محبّة الخالق للعبد منزلة عظيمة ، فهي مفتاح السعادة ، وباب الخير ، ولذلك فإنها لا تُنال
بمجرّد الأماني ، ولكنها تحتاج من العبد إلى الجدّ والاجتهاد في الوصول إلى هذه الغاية ، وقد جاء
في الكتاب والسنة بيان للعديد من الطرق التي تقرّب العبد من مولاه وخالقه ، وتجعله أهلا لنيل
رضاه ومحبته ، وكان من جملتها ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من التخلق بخلق الزهد .
والزهد هو قصر الأمل في الدنيا ، وعدم الحزن على ما فات منها ، وقد تنوعت عبارات السلف في التعبير عنه ،
وأجمع تعريف للزهد هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال :
" الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة " ، وهذا يشمل ترك ما يضر ، وترك ما لا ينفع ولا يضر .
ولا يفهم مما سبق أن الأخذ من طيبات الحياة الدنيا على قدر الحاجة ينافي معنى الزهد ،
فقد كان من الصحابة من كانت لديه الأموال الكثيرة ، والتجارات العديدة ، كأمثال أبي بكر الصديق
و عثمان بن عفان و عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين ، لكن هذه التجارات وتلك
الأموال كانت في أيديهم ، ولم تكن في قلوبهم ، ولهذا ترى الصحابة رضي الله عنهم في باب
الصدقة ، ومساعدة المحتاج ، والإنفاق في سبيل الله ، تراهم كمطر الخير الذي يعطي



__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __






ولا يمنع ، ويسقي حتى يُشبِع . وعلى هذا فإن حقيقة الزهد :
أن تجعل الدنيا في يدك لا في قلبك ، فإذا كان العبد مقبلا على ربّه ،
مبتعدا عن الحرام ، مستعينا بشيء من المباحات ، فذلك هو الزهد الذي
يدعو إليه الحديث ، وصدق بشر رحمه الله إذ يقول : " ليس الزهد في الدنيا تركها ،
إنما الزهد أن يُزهد في كل ما سوى الله تعالى ، هذا داود و سليمان
عليهما السلام قد ملكا الدنيا ، وكانا عند الله من الزاهدين " .
ولقد وعى سلفنا الصالح تلك المعاني ، وقدروها حقّ قدرها ،
فترجموها إلى مواقف مشرفة نقل التاريخ لنا كثيرا منها ، وكان حالهم
ما قاله الحسن البصري رحمه الله : " أدركت أقواما وصحبت طوائف
ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا إذا أقبل ، ولا يأسفون على شيء
منها إذا أدبر ، وكانت في أعينهم أهون من التراب " .
لقد انظروا إليها بعين البصيرة ، ووضعوا نُصب أعينهم قول الله تعالى :
{ يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور }
(فاطر : 5 ) ، وقوله : { واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء
فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح } ( الكهف : 45 ) ،
فهانت عليهم الدنيا بكلّ ما فيها ، واتخذوها مطيّة للآخرة ، وسبيلاً إلى الجنّة .
ثم يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم السبيل إلى محبة الناس فقال :
( وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) ،ومعنى ذلك : ألا يكون القلب متعلقا
بما في أيدي الناس من نعيم الدنيا ، فإذا فعل العبد ذلك ، مالت إليه قلوب الناس ، وأحبته نفوسهم .
والسرّ في ذلك أن القلوب مجبولة على حب الدنيا ، وهذا الحب يبعثها علي
بغض من نازعها في أمرها ، فإذا تعفف العبد عما في أيدي الناس ، عظم في
أعينهم ؛ لركونهم إلى جانبه ، وأمنهم من حقده وحسده .
فما أعظم هذه الوصية النبوية ، وما أشد حاجتنا إلى فهمها ،
والعمل بمقتضاها ، حتى ننال بذلك المحبة بجميع صورها .





http://www12.0zz0.com/2013/04/27/15/709006439.png





__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __




مــحـــمــد

http://www7.0zz0.com/2013/04/18/11/916433798.gif

اللهم نسألكـ الهــدى والـتـقـوى والعـفـاف والـغـنـى والـحـمـد لـكـ والشــكر لكـ



http://im35.gulfup.com/pgrfz.png



http://www12.0zz0.com/2013/04/16/05/860152367.gifالله ولــــــى التوفيقhttp://www12.0zz0.com/2013/04/16/05/860152367.gif



http://www11.0zz0.com/2012/12/24/05/657599395.gif



http://www12.0zz0.com/2012/12/16/21/694213746.jpg

PirateOfHell 27-06-2013 07:47 PM

جزاك الله كل خير
:biggrinthumb::biggrinthumb:

Ahmed El basha 28-06-2013 01:48 AM

قمة في الروعة

MịηaTσ 28-06-2013 07:23 AM

مجهود رائع

☜ ĂиTaKą ☞ 28-06-2013 07:29 AM

جزاك الله كل خير يا محمد

تسلم صوابعينك على مجهودك ده

CError 29-06-2013 10:18 AM

تشكرو علي مرور ذادني شرف

The_Mask 30-06-2013 06:13 AM

مش عارف اقلك ايه

عموما جامد اوى

╣VendeTTa╠ 30-06-2013 07:32 AM

تعبك بيجى بفايده
تسلـــــــــــــــــــــــــــــم

♥MoKa♥ 30-06-2013 08:19 AM

ايه الحلاوه دى

تسلم

CError 01-07-2013 08:50 AM

شكرا للجميع

MiLeN 01-07-2013 08:55 AM

الله ينور مجهود جبار و موضوع رائع :mushy:

CError 02-07-2013 11:13 PM

شكرا منورنا يابشا


الساعة الآن 02:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.