![]() |
الكبائر
http://im39.gulfup.com/U8Rrs.gif http://im39.gulfup.com/sRZet.gif مقدمة الكبائر :- http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فهذا كتاب مشتمل على ذكر جمل في الكبائر والمحرمات والمنهيات الكبائر ما نهى الله ورسوله عنه في الكتاب والسنة والأثر عن السلف الصالحين وقد ضمن الله تعالى في كتابه العزيز لمن اجتنب الكبائر والمحرمات أن يكفر عنه الصغائر من السيئات لقوله تعالى إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما فقد تكفل الله تعالى بهذا النص لمن اجتنب الكبائر أن يدخله الجنة وقال تعالى والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون وقال تعالى والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة وقال رسول الله الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر فتعين علينا الفحص عن الكبائر ما هي لكي يجتنبها المسلمون فوجدنا العلماء رحمهم الله تعالى قد اختلفوا فيها فقيل هي سبع واحتجوا بقول النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات متفق عليه وقال ابن عباس رضي الله عنهما هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع وصدق والله ابن عباس وأما الحديث فما فيه حصر الكبائر والذي يتجه ويقوم عليه الدليل أن من ارتكب شيئا من هذه العظائم مما فيه حد في الدنيا كالقتل والزنا والسرقة أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن فاعله على لسان نبينا محمد فإنه كبيرة ولا بد من تسليم أن بعض الكبائر أكبر من بعض ألا ترى أنه عد الشرك بالله من الكبائر مع أن مرتكبه مخلد في النار ولا يغفر له أبدا قال الله تعالى ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif الشرك بالله :- http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif فأكبر الكبائر الشرك بالله تعالى وهو نوعان أحدهما أن يجعل لله ندا ويعبد غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو نجم أو ملك أو غير ذلك وهذا هو الشرك الأكبر الذي ذكره الله عز وجل قال الله تعالى "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" وقال تعالى "إن الشرك لظلم عظيم" وقال تعالى "إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار" والآيات في ذلك كثيرة فمن أشرك بالله ثم مات مشركا فهو من أصحاب النار قطعا كما أن من آمن بالله ومات مؤمنا فهو من أصحاب الجنة وإن عذب بالنار وفي الصحيح ان رسول الله قال "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت" وقال "اجتنبوا السبع الموبقات" فذكر منها الشرك بالله وقال "من بدل دينه" فاقتلوه الحديث والنوع الثاني من الشرك الرياء بالأعمال كما قال الله تعالى "فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" أي لا يرائي بعمله أحدا وقالصلى الله عليه وسلم "إياكم والشرك الأصغر قالوا يا رسول الله وما الشرك الأصغر قال الرياء" يقول الله تعالى يوم يجازي العباد بأعمالهم اذهبوا الى الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء وقال يقول الله من عمل عملا أشرك معي فيه غيري فهو للذي أشرك وأنا منه برئ وقال من سمع سمع الله به ومن رايا رايا الله به وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر يعني أنه إذا لم يكن الصلاة والصوم لوجه الله تعالى فلا ثواب له كما روى عنه انه قال مثل الذي يعمل للرياء والسمعة كمثل الذي يملأ كيسه حصى ثم يدخل السوق ليشتري به فإذا فتحه قدام البائع فإذا هو حصى وضرب به وجهه ولا منفعة له في كيسه سوى مقالة الناس له ما أملا كيسه ولا يعطي به شيئا فكذلك الذي يعمل للرياء والسمعة فليس له من عمله سوى مقالة الناس ولا ثواب له في الآخرة قال الله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا يعني الأعمال التي عملوها لغير وجه الله تعالى أبطلنا ثوابها وجعلناها كالهباء المنثور وهو الغبار الذي يرى في شعاع الشمس وروى عدي ابن حاتم الطائي رضي الله عنه عن رسول الله قال يؤمر بفئام أي جماعات من الناس يوم القيامة إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها فإنهم لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحصرة وندامة ما رجع الأولون والآخرون بمثلها فيقولون ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثواب ما أعددت لأوليائك كان أهون علينا فيقول الله تعالى ذلك ما أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراءون الناس بأعمالكم خلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني وأجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي يعني لأجل الناس فاليوم أذيقكم أليم عقابي مع ما حرمتكم من جزيل ثوابي وسأل رجل رسول الله ما النجاة فقال أن لا تخادع الله قال وكيف يخادع الله قال ان تعمل عملا أمرك الله ورسوله به وتريد به غير وجه الله واتق الرياء فإنه الشرك الأصغر وإن المرائي ينادى عليه يوم القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء يا مرائي يا غادر يا فاجر يا خاسر ضل عملك وبطل أجرك فلا أجر لك عندنا اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع وسئل بعض الحكماء رحمهم الله من المخلص فقال المخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته وقيل لبعضهم ما غاية الإخلاص قال أن لا تحب محمدة الناس وقال الفضيل بن عياض رضي الله عنه ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك والاخلاص أن يعافيك الله منهما اللهم عافنا منهما وأعف عنا http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif قتل النفس :- http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif قال تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما وقال تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا وقال تعالى من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا وقال تعالى وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت وقال النبي اجتنبوا السبع الموبقات فذكر قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وقال رجل للنبي أي الذنب أعظم عند الله تعالى قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قال ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديقها والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون الآية وقال إذا إلتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال لأنه كان حريصا على قتل صاحبه قال الإمام أبو سليمان رحمه الله هذا إنما يكون كذلك إذا لم يكونا يقتتلان على تأويل انما يقتتلان على عداوة بينهما وعصبية أو طلب دنيا أو رئاسة أو علو فأما من قاتل أهل البغي على الصفة التي يجب قتالهم بها أو دفع عن نفسه أو حريمه فإنه لا يدخل في هذه لأنه مأمور بالقتال للذب عن نفسه غير قاصد به قتل صاحبه إلا إن كان حريصا على قتل صاحبه ومن قاتل باغيا أو قاطع طريق من المسلمين فإنه لا يحرص على قتله انما يدفعه عن نفسه فإن انتهى صاحبه كف عنه ولم يتبعه فإن الحديث لم يرد في أهل هذه الصفة فأما من خالف هذا النعت فهو الذي دخل في هذا الحديث الذي ذكرنا والله أعلم وقال رسول الله لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وقال رسول الله لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما وقال صلى الله عليه وآله وسلم أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء وفي الحديث أن رسول الله قال لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا وقال الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس واليمين الغموس وسميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في النار وقال لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل مخرج في الصحيحين وقال من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن رائحتها لتوجد من مسيرة أربعين عاما أخرجه البخاري فإذا كان هذا في قتل المعاهد وهو الذي أعطى عهدا من اليهود والنصارى في دار الإسلام فكيف يقتل المسلم وقال ألا ومن قتل نفسا معاهدة لها ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر ذمة الله ولا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسين خريفا صححه الترمذي وقال من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله تعالى رواه الإمام أحمد وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا نسأل الله العافية http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif السحر :- http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif لأن الساحر لا بد وأن يكفر قال الله تعالى ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به قال الله تعالى مخبرا عن هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق أي من نصيب فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه حراما فقط وما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم السيمياء وعملها وهي محض السحر وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له وأشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال وحد الساحر القتل لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر قال النبي اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها السحر والموبقات المهلكات فليتق العبد ربه ولا يدخل فيما يخسر به الدنيا والآخرة وجاء عن النبي أنه قال حد الساحر ضربه بالسيف والصحيح أنه من قول جندب وعن بجالة ابن عبدة انه قال أتانا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنة أن اقتلوا كل ساحر وساحرة وعن وهب بن منبه قال قرأت في بعض الكتب يقول الله عز وجل لا اله إلا أنا ليس مني من سحر ولا من سحر له ولا من تكهن ولا من تكهن له ولا من تطير ولا من تطير له وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع رحم ومصدق بالسحر رواه الإمام أحمد في مسنده وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا قال الرقي والتمائم والتولة شرك التمائم جمع تميمة وهي خرزات وحروز يعلقها الجهال على أنفسهم وأولادهم ودوابهم يزعمون أنها ترد العين وهذا من فعل الجاهلية ومن اعتقد ذلك فقد أشرك والتولة بكسر التاء وفتح الواو نوع السحر وهو تحبيب المرأة الى زوجها وجعل ذلك من الشرك لاعتقاد الجهال ان ذلك يؤثر بخلاق ما قدر الله تعالى قال الخطابي رحمه الله وأما إذا كانت الرقية بالقرآن أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة لأن النبي كان يرقي الحسن الحسين رضي الله عنهما فيقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة وبالله المستعان وعليه التكلان http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif ترك الصلاة :- http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر ولا يصلي العصر إلى المغرب ولا يصلي المغرب الى العشاء ولا يصلي العشاء الى الفجر ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس فمن مات وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بغي وهو واد في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه وقال الله تعالى في آية أخرى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون أي غافلون عنها متهاونون بها وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سألت رسول الله عن الذين هم عن صلاتهم ساهون قال هو تأخير الوقت أي تأخير الصلاة عن وقتها سماهم مصلين لكنهم لما تهاونوا وأخروها عن وقتها وعدهم بويل وهو شدة العذاب وقيل هو واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره وهو مسكن من يتهاون بالصلاة ويؤخرها عن وقتها إلا أن يتوب إلى الله تعالى ويندم على ما فرط وقال الله تعالى في آية أخرى يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون قال المفسرون المراد بذكر الله في هذه الآية الصلوات الخمس فمن اشتغل بماله في بيعه وشرائه ومعيشته وضيعته وأولاده عن الصلاة في وقتها كان من الخاسرين وهكذا قال النبي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن نقصت فقد خاب وخسر وقال الله تعالى مخبرا عن أصحاب الجحيم ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين وقال النبي العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال قال النبي بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة حديثان صحيحان وفي صحيح البخاري أن رسول الله قال من فاتته صلاة العصر حبط عمله وفي السنن أن رسول الله قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله وقال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله متفق عليه وقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف وقال عمر رضي الله عنه أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة قال بعض العلماء رحمهم الله وإنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة لأنه إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه أو بوزارته أو بتجارته فإن اشتغل بماله حشر مع قارون وإن اشتغل بملكه حشر مع فرعون وإن اشتغل بوزارته حشر مع هامان وإن اشتغل بتجارته حشر مع أبي بن خلف تاجر الكفار بمكة وروى الإمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله عز وجل وروى البيهقي بإسناده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله فقال يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى في الإسلام قال الصلاة لوقتها ومن ترك الصلاة فلا دين له والصلاة عماد الدين ولما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له الصلاة يا أمير المؤمنين قال نعم أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة وصلى رضي الله عنه وجرحه يثعب دما وقال عبدالله بن شقيق التابعي رضي الله عنه كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة وسئل علي رضي الله عنه عن امرأة لا تصلي فقال من لم يصل فهو كافر وقال ابن مسعود رضي الله عنه من لم يصل فلا دين له وقال ابن عباس رضي الله عنهما من ترك صلاة واحدة متعمدا لقي الله تعالى وهو عليه غضبان وقال رسول الله من لقي الله وهو مضيع للصلاة لم يعبأ الله بشيء من حسناته أي ما يفعل وما يصنع بحسناته إذا كان مضيعا للصلاة وقال ابن حزم لا ذنب بعد الشرك أعظم من تأخير الصلاة عن وقتها وقتل مؤمن بغير حق وقال إبراهيم النخعي من ترك الصلاة فقد كفر وقال أيوب السختياني مثل ذلك وقال عون بن عبدالله إن العبد إذا أدخل قبره سئل عن الصلاة أول شيء يسأل عنه فإن جازت له نظر فيما دون ذلك من عمله وإن لم تجز له لم ينظر في شيء من عمله بعد وقال إذا صلى العبد الصلاة في أول الوقت صعدت إلى السماء ولها نور حتى تنتهي إلى العرش فتستغفر لصاحبها إلى يوم القيامة وتقول حفظك الله كما حفظتني وإذا صلى العبد الصلاة في غير وقتها صعدت إلى السماء وعليها ظلمة فإذا انتهت إلى السماء تلف كما يلف الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني وروى أبو داود في سننه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاتهم من تقدم قوما وهم له كارهون ومن استعبد محررا ورجل أتى الصلاة دبارا والدبار أن يأتيها بعد أن تفوته وجاء عنه أنه قال من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا عظيما من أبواب الكبائر فنسأل الله التوفيق والإعانة إنه جواد كريم وأرحم الراحمين فصل متى يؤمر الصبي بالصلاة روى أبو داود في السنن أن رسول الله قال مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها وفي رواية مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله هذا الحديث يدل على إغلاظ العقوبة له إذا بلغ تاركا لها وكان بعض أصحاب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يحتج به في وجوب قتله إذا تركها متعمدا بعد البلوغ ويقول إذا استحق الضرب وهو غير بالغ فيدل على أنه يستحق بعد البلوغ من العقوبة ما هو أبلغ من الضرب وليس بعد الضرب شيء أشد من القتل وقد اختلف العلماء رحمهم الله في حكم تارك الصلاة فقال مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله تارك الصلاة يقتل ضربا بالسيف في رقبته ثم اختلفوا في كفره إذا تركها من غير عذر حتى يخرج وقتها فقال إبراهيم النخعي وأيوب السختياني وعبدالله بن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه هو كافر واستدلوا بقول النبي العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وبقوله بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة فصل وقد ورد في الحديث إن من حافظ على الصلوات المكتوبة أكرمه الله تعالى بخمس كرامات يرفع عنه ضيق العيش وعذاب القبر ويعطيه كتابه بيمينه ويمر على الصراط كالبرق الخاطف ويدخل الجنة بغير حساب ومن تهاون بها عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة خمس في الدنيا وثلاث عند الموت وثلاث في القبر وثلاث عند خروجه من القبر فأما اللاتي في الدنيا فالأولى ينزع البركة من عمره والثانية يمحي سيماء الصالحين من وجهه والثالثة كل عمل يعمله لا يأجره الله عليه والرابعة لا يرفع له دعاء إلى السماء والخامسة ليس له حظ في دعاء الصالحين وأما اللاتي تصيبه عند الموت فإنه يموت ذليلا والثانية يموت جائعا والثالثة يموت عطشانا ولو سقي بحار الدنيا ما روي من عطشه وأما اللاتي تصيبه في قبره فالأولى يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه والثانية يوقد عليه القبر نارا يتقلب على الجمر ليلا ونهارا والثالثة يسلط عليه في قبره ثعبان اسمه الشجاع الأقرع عيناه من نار وأظفاره من حديد طول كل ظفر مسيرة يوم يكلم الميت فيقول أنا الشجاع الأقرع وصوته مثل الرعد القاصف يقول أمرني ربي أن أضربك على تضييع صلاة الصبح إلى طلوع الشمس وأضربك على تضييع صلاة الظهر إلى العصر وأضربك على تضييع صلاة العصر إلى المغرب وأضربك على تضييع صلاة المغرب إلى العشاء وأضربك على تضييع صلاة العشاء إلى الصبح فكلما ضربه ضربة يغوص في الأرض سبعين ذراعا فلا يزال في الأرض معذبا إلى يوم القيامة وأما اللاتي تصيبه عند خروجه من قبره في موقف القيامة فشدة الحساب ***ط الرب ودخول النار وفي رواية فإنه يأتي يوم القيامة وعلى وجهه ثلاثة أسطر مكتوبات السطر الأول يا مضيع حق الله السطر الثاني يا مخصوصا بغضب الله السطر الثالث كما ضيعت في الدنيا حق الله فآيس اليوم من رحمة الله وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا كان يوم القيامة يؤتى بالرجل فيوقف بين يدي الله عز وجل فيأمر به إلى النار فيقول يا رب لماذا فيقول الله تعالى لتأخير الصلاة عن أوقاتها وحلفك بي كاذبا وعن رسول الله أنه قال يوما لأصحابه اللهم لا تدع فينا شقيا ولا محروما ثم قال أتدرون من الشقي المحروم قالوا من هو يا رسول الله قال تارك الصلاة وروي أنه أول من يسود يوم القيامة وجوه تاركي الصلاة وإن في جهنم واديا يقال له الملحم فيه حيات كل حية ثخن رقبة البعير طولها مسيرة شهر تلسع تارك الصلاة فيغلي سمها في جسمه سبعين سنة ثم يتهرى لحمه حكاية روي أن امرأة من بني إسرائيل جاءت إلى موسى عليه السلام فقالت يا رسول الله إني أذنبت ذنبا عظيما وقد تبت منه إلى الله تعالى فادع الله أن يغفر لي ذنبي ويتوب علي فقال لها موسى عليه السلام وما ذنبك قالت يا نبي الله إني زنيت وولدت ولدا فقتلته فقال لها موسى عليه السلام اخرجي يا فاجرة لا تنزل نار من السماء فتحرقنا بشؤمك فخرجت من عنده منكسرة القلب فنزل جبريل عليه السلام وقال يا موسى الرب تعالى يقول لك لم رددت التائبة يا موسى أما وجدت شرا منها قال موسى يا جبريل ومن هو شر منها قال تارك الصلاة عامدا متعمدا حكاية أخرى عن بعض السلف أنه أتى أختا له ماتت فسقط كيس منه فيه مال في قبرها فلم يشعر به أحد حتى انصرف عن قبرها ثم ذكره فرجع إلى قبرها فنبشه بعدما انصرف الناس فوجد القبر يشعل عليها نارا فرد التراب عليها ورجع إلى أمه باكيا حزينا فقال يا أماه أخبريني عن أختي وما كانت تعمل قالت وما سؤالك عنها قال يا أمي رأيت قبرها يشتعل عليها نارا قال فبكت وقالت يا ولدي كانت أختك تتهاون بالصلاة وتؤخرها عن وقتها فهذا حال من يؤخر الصلاة عن وقتها فكيف حال من لا يصلي فنسأل الله تعالى أن يعيننا على المحافظة عليها في أوقاتها إنه جواد كريم فصل في عقوبة من ينقر الصلاة ولا يتم ركوعها ولا سجودها وقد روي في تفسير قول الله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون أنه الذي ينقر الصلاة ولا يتم ركوعها ولا سجودها وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد ورسول الله جالس فيه فصلى الرجل ثم جاء فسلم على النبي فرد عليه السلام ثم قال له ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى كما صلى ثم جاء فسلم على النبي فرد عليه السلام ثم قال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى كما صلى ثم جاء فسلم على النبي فرد عليه السلام وقال ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاث مرات فقال في الثالثة والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما أحسن غيره فعلمني فقال النبي إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اجلس حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا وافعل ذلك في صلاتك كلها وروى الإمام أحمد رضي الله عنه عن البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود ورواه أبو داود أيضا والترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي رواية أخرى حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود وهذا نص عن النبي في أن من صلى ولم يقم ظهره بعد الركوع والسجود كما كان فصلاته باطلة وهذا في صلاة الفرض وكذا الطمأنينة أن يستقر كل عضو في موضعه وثبت عنه أنه قال أشد الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قيل وكيف يسرق من صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا القراءة فيها وروى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال لا ينظر الله إلى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده وقال تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا وعن أبي موسى قال صلى رسول الله يوما بأصحابه ثم جلس فدخل رجل فقام يصلي فجعل يركع وينقر سجوده فقال رسول الله ترون هذا لو مات مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم أخرجه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله قال ما من مصل إلا وملك عن يمينه وملك عن يساره فإن أتمها عرجا بها إلى الله تعالى وإن لم يتمها ضربا بها وجهه وروى البيهقي بسنده عن عبادة بن الصامت أن رسول الله قال من توضأ أحسن الوضوء ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت الصلاة حفظك الله كما حفظتني ثم صعد بها إلى السماء ولها ضوء ونور ففتحت لها أبواب السماء حتى ينتهي بها إلى الله تعالى فتشفع لصاحبها وإذا لم يتم ركوعها ولا سجودها ولا القراءة فيها قالت الصلاة ضيعك الله كما ضيعتني ثم صعد بها إلى السماء وعليها ظلمة فأغلقت دونها أبواب السماء ثم تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله الصلاة مكيال فمن وفي وفي له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين قال الله تعالى ويل للمطففين والمطفف هو المنقص للكيل أو الوزن أو الذراع أو الصلاة وعدهم الله بويل وهو واد في جهنم تستغيث جهنم من حره نعوذ بالله منه وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال إذا سجد أحدكم فليضع وجهه وأنفه ويديه على الأرض فإن الله تعالى أوحى إلي أن أسجد على سبعة أعضاء الجبهة والأنف والكفين والركبتين وصدور القدمين وأن لا أكف شعرا ولا ثوبا فمن صلى ولم يعط كل عضو منها حقه لعنه ذلك العضو حتى يفرغ من صلاته وروى البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه رأى رجلا يصلي ولا يتم ركوع الصلاة ولا سجودها فقال له حذيفة صليت ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة مت على غير فطرة محمد وفي رواية أبي داود أنه قال منذ كم تصلي هذه الصلاة قال منذ أربعين سنة قال ما صليت منذ أربعين سنة شيئا ولو مت مت على غير فطرة محمد وكان الحسن البصري يقول يا ابن آدم أي شيء يعز عليك من دينك إذا هانت عليك صلاتك وأنت أول ما تسأل عنها يوم القيامة كما تقدم من قول النبي أول ما يحاسب العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من الفريضة شيء يقول الله تعالى انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل به ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله كذلك فينبغي للعبد أن يستكثر من النوافل حتى يكمل به ما انتقص من فرائضه وبالله التوفيق فصل في عقوبة تارك الصلاة في جماعة مع القدرة قال الله تعالى يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون وذلك يوم القيامة يغشاهم ذل الندامة وقد كانوا في الدنيا يدعون إلى السجود قال إبراهيم التيمي يعني إلى الصلاة المكتوبة بالأذان والإقامة وقال سعيد بن المسيب كانوا يسمعون حي على الصلاة حي على الفلاح فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون وقال كعب الأحبار والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين تخلفوا عن الجماعة فأي وعيد أشد وأبلغ من هذا لمن ترك الصلاة في الجماعة مع القدرة على إتيانها وأما من السنة فما ثبت في الصحيحين أن رسول الله قال لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة في الجماعة فأحرق بيوتهم عليهم بالنار ولا يتوعد بحرق بيوتهم عليهم إلا على ترك واجب مع ما في البيوت من الذرية والمتاع وفي صحيح مسلم أن رجلا أعمى أتى النبي فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد وسأل النبي أن يرخص له أن يصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة قال نعم قال فأجب ورواه أبو داود عن عمرو بن أم مكتوم أنه أتى النبي فقال يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع وأنا ضرير البصر شاسع الدار أي بعيد الدار ولي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة أن اصلي في بيتي فقال هل تسمع النداء قال نعم قال فأجب فإني لا أجد لك رخصة فهذا رجل ضرير البصر شكى ما يجد من المشقة في مجيئه إلى المسجد وليس له قائد يقوده إلى المسجد ومع هذا لم يرخص له النبي في الصلاة في بيته فكيف بمن يكون صحيح البصر سليما لا عذر له ولهذا لما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يصلي في جماعة ولا يجمع فقال إن مات على هذا فهو في النار وقال أبو هريرة رضي الله عنه لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء ولا يجيب وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله من سمع المنادي بالصلاة فلم يمنعه من اتباعه عذر قيل وما العذر يا رسول الله قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى يعني في بيته وأخرج الحاكم في مستدركه عن ابن عباس أيضا قال قال رسول الله وثلاثة لعنهم الله من تقدم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ورجل سمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لم يجب وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد قيل ومن جار المسجد قال من سمع الأذان وروى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال من سره أن يلقى الله غدا مسلما يعني يوم القيامة فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أومريض ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين رجلين حتى يقام في الصف أو حتى يجيء إلى المسجد لأجل صلاة الجماعة وكان الربيع بن خيثم قد سقط شقه في الفالج فكان يخرج إلى الصلاة يتوكأ على رجلين فيقال له يا أبا محمد قد رخص لك أن تصلي في بيتك أنت معذور فيقول هو كما تقولون ولكن أسمع المؤذن يقول حي على الصلاة حي على الفلاح فمن استطاع أن يجيبه ولو زحفا أو حبوا فليفعل وقال حاتم الأصم فاتتني مرة صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف إنسان لأن مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا وكان بعض السلف يقول ما فاتت أحدا صلاة الجماعة إلا بذنب أصابه وقال ابن عمر خرج عمر يوما إلى حائط له فرجع وقد صلى الناس العصر فقال عمر إنا لله وإنا إليه راجعون فاتتني صلاة العصر في الجماعة أشهدكم أن حائطي على المساكين صدقة ليكون كفارة لما صنع عمر رضي الله عنه والحائط البستان فيه النخل فصل ويكون اعتناؤه بحضور صلاة العشاء والفجر أشد فإن النبي قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين يعني العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو حبوا وقال ابن عمر كنا إذا تخلف منا إنسان في صلاة العشاء والصبح في الجماعة أسأنا به الظن أن يكون قد نافق حكاية عن عبيدالله بن عمر القواريري رضي الله عنه قال لم تكن تفوتني صلاة العشاء في الجماعة قط فنزل بي ليلة ضيف فشغلت بسببه وفاتتني صلاة العشاء في الجماعة فخرجت أطلب الصلاة في مساجد البصرة فوجدت الناس كلهم قد صلوا وعلقت المساجد فرجعت إلى بيتي وقلت قد ورد في الحديث إن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة فصليت العشاء سبعا وعشرين مرة ثم نمت فرأيت في المنام كأني مع قوم على خيل وأنا أيضا على فرس ونحن نستبق وأنا أركض فرسي فلا ألحقهم فالتفت إلى أحدهم فقال لي لا تتعب فرسك فلست تلحقنا قلت ولم قال لأنا صلينا العشاء في جماعة وأنت صليت وحدك فانتبهت وأنا مغموم حزين لذلك فنسأل الله المعونة والتوفيق إنه جواد كريم http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif الزنا :- http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif وبعضه أكبر من بعض قال الله تعالى ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا وقال الله تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وقال الله تعالى الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين قال العلماء هذا عذاب الزانية والزاني في الدنيا إذا كانا عزبين غير متزوجين فإن كانا متزوجين أو قد تزوجا ولو مرة في العمر فإنهما يرجمان بالحجارة إلى أن يموتا كذلك ثبت في السنة عن النبي فإن لم يستوف القصاص منهما في الدنيا وماتا من غير توبة فإنهما يعذبان في النار بسياط من نار كما ورد أن الزبور مكتوبا إن الزناة معلقون بفروجهم في النار يضربون عليها بسياط من حديد فإذا استغاث من الضرب نادته الزبانية أين كان هذا الصوت وأنت تضحك وتفرح وتمرح ولا تراقب الله تعالى ولا تستحي منه وثبت عن رسول الله أنه قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن وقال إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان كالظلة على رأسه ثم إذا أقلع رجع إليه الإيمان وقال من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه وفي الحديث النبوي قال رسول الله ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم عند الله تعالى قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك فقلت أن ذلك لعظيم ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزني بحليلة جارك يعني زوجة جارك فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب فانظر رحمك الله كيف قرنا الزنا بزوجة الجار بالشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله عز وجل إلا بالحق وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وفي صحيح البخاري في حديث منام النبي الذي رواه سمرة بن جندب وفيه أنه جاءه جبريل وميكائيل قال فانطلقنا فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا أي صاحوا من شدة حره فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الزناة والزواني يعني من الرجال والنساء فهذا عذابهم إلى يوم القيامة نسأل الله العفو والعافية وعن عطاء في تفسير قول الله تعالى عن جهنم لها سبعة أبواب قال أشد تلك الأبواب غما وحرا وكربا وأنتنها ريحا للزناة الذين ارتكبوا الزنا بعد العلم وعن مكحول الدمشقي قال يجد أهل النار رائحة منتنة فيقولون ما وجدنا أنتن من هذه الرائحة فيقال لهم هذه ريح فروج الزناة وقال ابن زيد أحد أئمة التفسير إنه ليؤذي أهل النار ريح فروج الزناة وفي العشر الآيات التي كتبها الله لموسى عليه السلام ولا تسرق ولا تزن فأحجب عنك وجهي فإذا كان الخطاب لنبيه موسى عليه السلام فكيف بغيره وجاء عن النبي أن إبليس يبث جنوده في الأرض ويقول لهم أيكم أضل مسلما ألبسته التاج على رأسه فأعظمهم فتنة أقربهم إليه منزلة فيجيء إليه أحدهم فيقول له لم أزل بفلان حتى طلق امرأته فيقول ما صنعت شيئا سوف يتزوج غيرها ثم يجيء الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى ألقيت بينه وبين أخيه العداوة فيقول ما صنعت شيئا سوف يصالحه ثم يجيء الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى زنى فيقول إبليس نعم ما فعلت فيدنيه منه ويضع التاج على رأسه نعوذ بالله من شرور الشيطان وجنوده وعن أنس قال قال رسول الله إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء فإذا زنى العبد نزع الله منه سربال الإيمان فإن تاب رده عليه وجاء عن النبي أنه قال يا معشر المسلمين إتقوا الزنا فإن فيه ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة فأما التي في الدنيا فذهاب بهاء الوجه وقصر العمر ودوام الفقر وأما التي في الأخرة فسخط الله تبارك وتعالى وسوء الحساب والعذاب بالنار وعنه أنه قال من مات مصرا على شرب الخمر سقاه الله تعالى من نهر الغوطة وهو نهر يجري في النار من فروج المومسات يعني الزانيات يجري من فروجهن قيح وصديد في النار ثم يسقي ذلك لمن مات مصرا على شرب الخمر وقال رسول الله ما من ذنب بعد الشرك بالله أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في فرج لا يحل له وقال أيضا عليه الصلاة والسلام في جهنم واد فيه حيات كل حية ثخن رقبة البعير تلسع تارك الصلاة فيغلي سمها في جسمه سبعين سنة ثم يتهرى لحمه وإن في جهنم واديا اسمه جب الحزن فيه حيات وعقارب كل عقرب بقدر البغل لها سبعون شوكة في كل شوكة راوية سم ثم تضرب الزاني وتفرغ سمها في جسمه يجد مرارة وجعها ألف سنة ثم يتهرى لحمه ويسيل من فرجه القيح والصديد وورد أيضا أن من زنى بامرأة كانت متزوجة كان عليها وعليه في القبر نصف عذاب هذه الأمة فإذا كان يوم القيامة يحكم الله سبحانه وتعالى زوجها في حسناته هذا إن كان بغير علمه فإن علم وسكت حرم الله عليه الجنة لأن الله تعالى كتب على باب الجنة أنت حرام على الديوث وهو الذي يعلم بالفاحشة في أهله ويسكت ولا يغار وورد أيضا أن من وضع يده على امرأة لا تحل له بشهوة جاء يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه فإن قبلها قرضت شفتاه في النار فإن زنى بها نطقت فخذه وشهدت عليه يوم القيامة وقالت أنا للحرام ركبت فينظر الله تعالى إليه بعين الغضب فيقع لحم وجهه فيكابر ويقول ما فعلت فيشهد عليه لسانه فيقول أنا بما لا يحل نطقت وتقول يداه أنا للحرام تناولت وتقول عيناه أنا للحرام نظرت وتقول رجلاه أنا لما لا يحل مشيت ويقول فرجه أنا فعلت ويقول الحافظ من الملائكة وأنا سمعت ويقول الآخر وأنا كتبت ويقول الله تعالى وأنا اطلعت وسترت ثم يقول الله تعالى يا ملائكتي خذوه ومن عذابي أذيقوه فقد اشتد غضبي على قل حياؤه مني وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون وأعظم الزنا الزنا بالأم والأخت وامرأة الأب وبالمحارم وقد صحح الحاكم من وقع على ذات محرم فاقتلوه وعن البراء أن خاله بعثه رسول الله إلى رجل عرس بامرأة أبيه أن يقتله ويخمس ماله فنسأل الله المنان بفضله أن يغفر لنا ذنوبنا إنه جواد كريم http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif عقوق الوالدين :- http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif قال الله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا أي برا بهما وشفقة وعطفا عليهما إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما أي لا تقل لهما بتبرم إذا كبرا وأسنا وينبغي أن تتولى خدمتهما ما توليا من خدمتك على أن الفضل للمتقدم وكيف يقع التساوي وقد كانا يحملان أذاك راجين حياتك وأنت إن حملت أذاهما رجوت موتهما ثم قال الله تعالى وقل لهما قولا كريما أي لينا لطيفا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا وقال الله تعالى أن اشكر لي لي ولوالديك إلي المصير فانظر رحمك الله كيف قرن شكرهما بشكره قال ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها أي إحداهما قول الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه الثانية قول الله تعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه الثالثة قول الله تعالى أن اشكر لي ولوالديك فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه ولذا قال النبي رضى الله في رضى الوالدين ***ط الله في سخط الوالدين وعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال جاء رجل يستأذن النبي في الجهاد معه فقال النبي أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد مخرج في الصحيحين فانظر كيف فضل بر الوالدين وخدمتهما على الجهاد وفي الصحيحين أن رسول الله قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين فانظر كيف قرن الإساءة إليهما وعدم البر والإحسان بالإشراك وفي الصحيحين أيضا أن رسول الله قال لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر وعنه قال لو علم الله شيئا أدنى من الأف لنهى عنه فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار وقال لعن الله العاق لوالديه وقال لعن الله من سب أباه لعن الله من سب أمه وقال كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه يعني العقوبة في الدنيا قبل يوم القيامة وقال كعب الأحبار رحمه الله إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقا لوالديه ليعجل له العذاب وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان بارا بوالديه ليزيده برا وخيرا ومن برهما أن ينفق عليهما إذا احتاجا فقد جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إن أبي يريد أن يحتاح مالي فقال أنت ومالك لأبيك وسئل كعب الأحبار عن عقوق الوالدين ما هو قال هو إذا أقسم عليه أبوه أو أمه لم يبر قسمهما وإذا أمره بأمر لم يطع أمرهما وإذا سألاه شيئا لم يعطهما وإذا ائتمناه خانهما وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن أصحاب الأعراف من هم وما الأعراف فقال أما الأعراف فهو جبل بين الجنة والنار وإنما سمي الأعراف لأنه مشرف على الجنة والنار وعليه أشجار وثمار وأنهار وعيون وأما الرجال الذين يكونون عليه فهم رجال خرجوا إلى الجهاد بغير رضا آبائهم وأمهاتهم فقتلوا في الجهاد فمنعهم القتل في سبيل الله عن دخول النار ومنعهم عقوق الوالدين عن دخول الجنة فهم على الأعراف حتى يقضي الله فيهم أمره وفي الصحيحين أن رجلا جاء إلى رسول الله فقال يا رسول الله من أحق الناس مني بحسن الصحبة قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال ابوك ثم الأقرب فالأقرب فحض على بر الأم ثلاث مرات وعلى بر الأب مرة واحدة وما ذاك إلا لأن عناءها أكثر وشفقتها أعظم مع ما تقاسيه من حمل وطلق وولادة ورضاعة وسهر ليل رأى ابن عمر رضي الله عنهما قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة فقال يا ابن عمر أتراني جازيتها قال ولا بطلقة واحدة من طلقاتها ولكن قد أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرا وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله أربعة نفر حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن خمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم ظلما والعاق لوالديه إلا أن يتوبوا وقال الجنة تحت أقدام الأمهات وجاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال يا أبا الدرداء إني تزوجت امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله يقول الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه وقال ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده وقال الخالة بمنزلة الأم أي في البر والإكرام والصلة والإحسان وعن وهب بن منبه قال إن الله تعالى أوحى إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه يا موسى وقر والديك فإن من وقر والديه مددت في عمره ووهبت له ولدا يوقره ومن عق والديه فصرت في عمره ووهبت له ولدا يعقه وقال أبو بكر بن أبي مريم قرأت في التوراة أن من يضرب أباه يقتل وقال وهب قرأت في التوراة على من صك والده الرجم وعن عمرو بن مرة الجهني قال جاء رجل إلى رسول الله فقال يا رسول الله أرأيت إذا صليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وأديت الزكاة وحججت البيت فماذا لي فقال رسول الله من فعل ذلك كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلا أن يعق والديه وقال لعن الله العاق والديه وجاء عن رسول الله قال رأيت ليلة أسري بي أقواما في النار معلقين في جذوع من نار فقلت يا جبريل من هؤلاء قال الذين يشتمون آباءهم وأمهاتهم في الدنيا وروي أنه من شتم والديه ينزل عليه في قبره جمر من نار بعدد كل قطر ينزل من السماء إلى الأرض ويروى أنه إذا دفن عاق والديه عصره القبر حتى تختلف فيه أضلاعه وأشد الناس عذابا يوم القيامة ثلاثة المشرك والزاني والعاق لوالديه وقال بشر ما من رجل يقرب من أمه حيث يسمع كلامها إلا كان أفضل من الذي يضرب بسيفه في سبيل الله والنظر إليها أفضل من كل شيء وجاء رجل وامرأة إلى رسول الله يختصمان في صبي لهما فقال الرجل يا رسول الله ولدي خرج من صلبي وقالت المرأة يا رسول الله حمله خفا ووضعه شهوة وحملته كرها ووضعته كرها وأرضعته حولين كاملين فقضى به رسول الله لأمه موعظة أيها المضيع لآكد الحقوق المعتاض من بر الوالدين العقوق الناسي لما يجب عليه الغافل عما بين يديه بر الوالدين عليك دين وأنت تتعاطاه باتباع الشين تطلب الجنة بزعمك وهي تحت أقدام أمك حملتك في بطنها تسعة أشهر كأنها تسع حجج وكابدت عند الوضع ما يذيب المهج وأرضعتك من ثديها لبنا وأطارت لأجلك وسنا وغسلت بيمينها عنك الأذى وآثرتك على نفسها بالغذاء وصيرت حجرها لك مهدا وأنالتك إحسانا ورفدا فإن أصابك مرض أو شكاية أظهرت من الأسف فوق النهاية وأطالت الحزن والنحيب وبذلت مالها للطبيب ولو خيرت بين حياتك وموتها لطلبت حياتك بأعلى صوتها هذاوكم عاملتها بسوء الخلق مرارا فدعت لك بالتوفيق سرا وجهارا فلما احتاجت عند الكبر إليك جعلتها من أهون الأشياء عليك فشبعت وهي جائعة ورويت وهي قانعة وقدمت عليها أهلك وأولادك بالإحسان وقابلت أياديها بالنسيان وصعب لديك أمرها وهو يسير وطال عليك عمرها وهو قصير هجرتها ومالها سواك نصير هذا ومولاك قد نهاك عن التأفف وعاتبك في حقها بعتاب لطيف ستعاقب في دنياك بعقوق البنين وفي أخراك بالبعد من رب العالمين يناديك بلسان التوبيخ والتهديد ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد لأمك حق لو علمت كثير كثيرك يا هذا لديه يسير فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي لها من جواها أنة وزفير وفي الوضع لو تدري عليها مشقة فمن غصص منها الفؤاد يطير وكم غسلت عنك الأذى بيمينها وما حجرها إلا لديك سرير وتفديك مما تشتكيه بنفسها ومن ثديها شرب لديك نمير وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها حنانا وإشفاقا وأنت صغير فآها لذي عقل ويتبع الهوى وآها لأعمى القلب وهو بصير فدونك فارغب في عميم دعائها فأنت لما تدعو إليه فقير حكي أنه كان في زمن النبي شاب يسمى علقمة وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله إن زوجي علقمة في النزع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله فأرسل النبي عمارا وصهيبا وبلالا وقال امضوا إليه ولقنوه الشهادة فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ولسانه لا ينطق بها فأرسلوا إلى رسول الله يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي هل من أبويه أحد حي قيل يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله وقال للرسول قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله وإلا فقري في المنزل حتى يأتيك قال فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله فقالت نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه فتوكأت وقامت على عصا وأتت رسول الله فسلمت فرد عليها السلام وقال لها يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتي جاء الوحي من الله تعالى كيف كان حال ولدك علقمة قالت يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة قال رسول الله فما حالك قالت يا رسول الله أنا عليه ساخطة قال ولم قالت يا رسول كان يؤثر علي زوجته ويعصيني فقال رسول الله إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال يا بلال انطلق واجمع لي حطبا كثيرا قالت يا رسول الله وما تصنع قال أحرقه بالنار بين يديك قالت يا رسول الله ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي قال يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة فقالت يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة فقال رسول الله انطلق يا بلال إليه وانظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني فانطلق فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله فدخل بلال فقال يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وأن رضاها أطلق لسانه ثم مات علقمة من يومه فحضره رسول الله فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه ثم قام على شفير قبره وقال يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضى الله في رضاها ***ط الله في سخطها فنسأل الله أن يوفقنا لرضاه وأن يجنبنا سخطه إنه جواد كريم رؤوف رحيم http://im39.gulfup.com/KoWhV.gif ملحوظة : هذه ليست كل الكبائر بل بعضها وسوف يتم ذكر ما تبقى منها فى نفس الموضوع غدا ان شاء الله (متجدد) |
موضوع اكثر من رائع استمر يا احمد
جزاك الله كل خير |
[CENTER]http://im33.gulfup.com/uFMYf.jpg
http://im33.gulfup.com/8BIf2.jpg عدنا مرة اخرى مع الكبائر نسئل الله ان يبعدنا عنها http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif هجر الأقارب http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif قال الله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها وقال الله تعالى فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم وقال الله تعالى والذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب وقال الله تعالى يضل به أي بالقرآن كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون أعظم ذلك ما بين العبد وبين الله ما عهده الله على العبيد وفي الصحيحين أن رسول الله قال لا يدخل الجنة قاطع رحم فمن قطع أقاربه الضعفاء وهجرهم وتكبر عليهم ولم يصلهم ببره وإحسانه وكان غنيا وهم فقراء فهو داخل في هذا الوعيد محروم عن دخول الجنة إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليهم وقد ورد في الحديث عن رسول الله أنه قال من كان له أقارب ضعفاء ولم يحسن إليهم ويصرف صدقته إلى غيرهم لم يقبل الله منه صدقته ولا ينظر إليه يوم القيامة وإن كان فقيرا وصلهم بزيارتهم والتفقد لأحوالهم لقول النبي صلوا أرحامكم ولو بالسلام وقال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه وفي الحديث عن رسول الله أنه قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل ألذي من إذا قطعت رحمه وصلها وقال يقول الله تعالى أنا الرحمن وهي الرحم فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه قال لولده يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه جلس يحدث عن رسول الله فقال أحرج على كل قاطع رحم إلا قام من عندنا فلم يقم أحد إلا شاب من أقصى الحلقة فذهب إلى عمته لأنه كان قد صارمها منذ سنين فصالحها فقالت له عمته ما جاء بك يا ابن أخي فقال إني جلست إلى أبي هريرة صاحب رسول الله فقال أحرج كل قاطع رحم إلا قام من عندنا فقالت له عمته ارجع إلى أبي هريرة واسأله لم ذلك فرجع إليه وأخبره بما جرى له مع عمته وسأله لم لا يجلس عندك قاطع رحم فقال أبو هريرة أني سمعت رسول الله يقول إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم وحكي أن رجلا من الأغنياء حج إلى بيت الله الحرام فلما وصل إلى مكة أودع من ماله ألف دينار عند رجل كان موسوما بالأمانة والصلاح إلى أن يقف بعرفات فلما وقف بعرفات ورجع إلى مكة وجد الرجل قد مات فسأل أهله عن ماله علم أنه لم يكن لهم به علم فأتى علماء مكة فأخبرهم بحاله وماله فقالوا له إذا كان نصف الليل فأت زمزم وانظر فيها وناد يا فلان باسمه فإن كان من أهل الجنة فسيجيبك بأول مرة فمضى الرجل ونادى في زمزم فلم يجبه أحد فجاء إليهم وأخبرهم فقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون نخشى أن يكون صاحبك من أهل النار اذهب إلى أرض اليمن ففيها بئر يسمى برهوت يقال أنه على فم جهنم فانظر فيه بالليل وناد يا فلان فإن كان من أهل النار فسيجيبك منها فمضى إلى اليمن وسأل عن البئر فدل عليها فأتاها بالليل ونظر فيها ونادى يا فلان فأجابه فقال أين ذهبي قال دفنته في الموضع الفلاني من داري ولم أئتمن عليه ولدي فأتهم واحفر هناك تجده فقال له ما الذي أنزلك ههنا وكنا نظن بك الخير فقال كان لي أخت فقيرة هجرتها وكنت لا أحنو عليها فعاقبني الله سبحانه بسببها وأنزلني الله هذه المنزلة وتصديق ذلك في الحديث الصحيح قوله لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم كالأخت والخالة والعمة وبنت الأخت وغيرهم من الأقارب فنسأل الله التوفيق لطاعته إنه جواد كريم http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif اللواط http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif قد قص الله عز وجل علينا في كتابه العزيز قصة قوم لوط في غير موضع من ذلك قول الله تعالى فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل أي من طين طبخ حتى صار كالآحر منضود أي يتلو بعضه بعضا مسومة أي معلمة بعلامة تعرف بها أنها ليست من حجارة أهل الدنيا عند ربك أي في خزائنه التي لا يتصرف في شيء منها إلا بإذنه وما هي من الظالمين ببعيد ما هي من ظالمي هذه الأمة إذا فعلوا فعلهم أن يحل بهم ما حل بأولئك من العذاب ولهذا قال النبي أخوف ما أخاف عليكم عمل قوم لوط ولعن من فعل فعلهم ثلاثا فقال لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط وقال عليه الصلاة والسلام من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به قال ابن عباس رضي الله عنهما ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه ثم يتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط وأجمع المسلمون على أن التلوط من الكبائر التي حرم الله تعالى أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون أي مجاوزون من الحلال إلى الحرام وقال الله تعالى في آية أخرى مخبرا عن نبيه لوط عليه السلام ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وكان اسم قريتهم سدوم وكان أهلها يعملون الخبائث التي ذكرها الله سبحانه في كتابه كانوا يأتون الذكران من العالمين في أدبارهم ويتضارطون في أنديتهم مع أشياء أخرى كانوا يعملونها من المنكرات وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عشر خصال من أعمال قوم لوط تصفيف الشعر وحل الأزرار ورمي البندق والحذف بالحصى واللعب بالحمام الطيارة والصفير بالأصابع وفرقعة الأكعب وإسبال الإزار وحل أزر الأقبية وإدمان شرب الخمر وإتيان الذكور وستزيد عليها هذه الأمة مساحقة النساء النساء وجاء عن النبي أنه قال سحاق النساء بينهن زنا وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله تعالى قيل من هم يا رسول الله قال المتشبهون من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة والذي يأتي الذكر يعني اللواط وروي أنه إذا ركب الذكر الذكر اهتز عرش الرحمن خوفا من غضب الله تعالى وتكاد السماوات أن تقع على الأرض فتمسك الملائكة بأطرافها وتقرأ قل هو الله أحد إلى آخرها حتى يسكن غضب الله عز وجل وجاء عن النبي أنه قال سبعة يلعنهم الله تعالى ولا ينظر إليهم يوم القيامة ويقول ادخلوا النار مع الداخلين الفاعل والمفعول به يعني اللواط وناكح البهيمة وناكح الأم وابنتها وناكح يده إلا أن يتوبوا وروي أن قوما يحشرون يوم القيامة وأيديهم حبالى من الزنا كانوا يعبثون في الدنيا بمذاكيرهم وروي أن من أعمال قوم لوط اللعب بالنرد والمسابقة بالحمام والمهارشة بين الكلاب والمناطحة بين الكباش والمناقرة بالديوك ودخول الحمام بلا مئزر ونقص الكيل والميزان ويل لمن فعلها وفي الأثر من لعب بالحمام القلابة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر وقال ابن عباس رضي الله عنهما إن اللوطي إذا مات من غير توبة فإنه يمسخ في قبره خنزيرا وقال لا ينظر الله إلى رجل أتى ذكرا أو امرأة في دبرها وقال أبو سعيد الصعلوكي سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون وهم على ثلاثة أصناف صنف ينظرون وصنف يصافحون وصنف يعملون ذلك العمل الخبيث والنظر بشهوة إلى المرأة والأمرد زنا لما صح عن النبي أنه قال زنا العين النظر وزنا اللسان النطق وزنا اليد البطش وزنا الرجل الخطى وزنا الأذن الاستماع والنفس تمني وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه ولأجل ذلك بالغ الصالحون في الإعراض عن المردان وعن النظر إليهم وعن مخالطتهم ومجالستهم قال الحسن بن ذكوان لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور العذارى فهم أشد فتنة من النساء وقال بعض التابعين ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه وكان يقال لا يبيتن رجل مع أمرد في مكان واحد وحرم بعض العلماء الخلوة مع الأمرد في بيت أو حانوت أو حمام قياسا على المرأة لأن النبي قال ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما وفي المردان من يفوق النساء بحسنه فالفتنة به أعظم وأنه يمكن في حقه من الشر ما لا يمكن في حق النساء ويتسهل في حقه من طريق الريبة والشر ما لا يتسهل في حق المرأة فهو بالتحريم أولى وأقاويل السلف في التنفير منهم والتحذير من رؤيتهم أكثر من أن تحصر وسموهم الأنتان لأنهم مستقذرون شرعا وسواء في كل ما ذكرناه نظر المنسوب إلى الصلاح وغيره ودخل سفيان الثوري الحمام فدخل عليه صبي حسن الوجه فقال أخرجوه عني أخرجوه فإني أرى مع كل امرأة شيطانا وأرى مع كل صبي حسن بضعة عشر شيطانا وجاء رجل إلى الإمام أحمد رحمه الله ومعه صبي حسن فقال الإمام ما هذا منك قال ابن أختي قال لا تجيء به إلينا مرة أخرى ولا تمش معه في طريق لئلا يظن بك من لا يعرفك ولا يعرفه سوءا وروي أن وفد عبدالقيس لما قدموا على النبي كان فيهم أمرد حسن فأجلسه النبي خلف ظهره وقال إنما كانت فتنة داود عليه السلام من النظر وأنشدوا شعرا كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغير موقوف على الخطر كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحبا بسرور عاد بالضرر وكان يقال النظر بريد الزنا وفي الحديث النظر سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركه لله أورث الله قلبه حلاوة عبادة يجدها إلى يوم القيامة فصل في عقوبة من أمكن من نفسه طائعا عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه كتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه وجد في بعض النواحي رجلا ينكح في دبره فاستشار أبو بكر الصحابة رضي الله عنهم في أمره فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن هذا ذنب لم يعمله إلا أمة واحدة قوم لوط وقد أعلمنا الله تعالى بما صنع بهم أرى أن يحرق بالنار فكتب أبو بكر إليه أن أحرقه بالنار فأحرقه خالد رضي الله عنه وقال علي رضي الله عنه من أمكن من نفسه طائعا حتى ينكح ألقى الله عليه شهوة النساء وجعله شيطانا رجيما في قبره إلى يوم القيامة وأجمعت الأمة على أن من فعل بمملوكه فهو لوطي مجرم ومما روي أن عيسى بن مريم عليه السلام مر في سياحته على نار توقد على رجل فأخذ عيسى عليه السلام ماء ليطفئ عنه فانقلبت النار صبيا وانقلب الرجل نارا فتعجب عيسى عليه السلام من ذلك وقال يا رب ردهما إلى حالهما في الدنيا لأسألهما عن خبرهما فأحياهما الله تعالى فإذا هما رجل وصبي فقال لهما عيسى عليه السلام ما خبركما فقال الرجل يا روح الله إني كنت في الدنيا مبتلى بحب هذا الصبي فحملتني الشهوة أن فعلت به الفاحشة فلما أن مت ومات الصبي صير نارا يحرقني مرة وأصير نارا أحرقه مرة فهذا عذابنا إلى يوم القيامة نعوذ بالله من عذاب القبر ونسأله العفو والعافية والتوفيق لما يحب ويرضى فصل ويلتحق باللواط إتيان المرأة في دبرها مما حرمه الله تعالى ورسوله قال الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي كيف شئتم مقبلين ومدبرين في صمام واحد أي موضع واحد وسبب نزول هذه الآية أن اليهود في زمن النبي كانوا يقولون إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فسأل أصحاب رسول الله عن ذلك فأنزل الله هذه الآية تكذيبا لهم نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم مجبية أو غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد أخرجه مسلم وفي رواية اتقوا الدبر والحيضة وقوله في صمام واحد أي في موضع واحد وهو الفرج لأنه موضع الحرث أي موضع مزرع الولد وأما الدبر فإنه محل النجو وذلك خبيث مستقذر وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال ملعون من أتى حائضا أو امرأة في دبرها وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد فمن جامع امرأته وهي حائض أو جامعها في دبرها فهو ملعون وداخل في هذا الوعيد الشديد وكذا إذا أتى كاهنا وهو المنجم ومن يدعي معرفة الشيء المسروق ويتكلم على الأمور المغيبات فسأله عن شيء منها فصدقه وكثير من الجهال واقعون في هذه المعاصي وذلك من قلة معرفتهم وسماعهم للعلم ولذلك قال أبو الدرداء كن عالما أو متعلما أو مستعلما أو محبا ولا تكن الخامس فتهلك وهو الذي لا يعلم ولا يتعلم ولا يستمع ولا يحب من يعمل ذلك ويجب على العبد أن يتوب إلى الله من جميع الذنوب والخطايا ويسأل الله العفو عما مضى منه في جهله والعافية فيما بقي من عمره اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة إنك أرحم الراحمين http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif شهادة الزور http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif[/CENTER قال الله تعالى والذين لا يشهدون الزور الآية وفي الأثر عدلت شهادة الزور الشرك بالله تعالى مرتين وقال الله تعالى واجتنبوا قول الزور وفي الحديث لا تزول قدما شاهد الزور يوم القيامة حتى تجب له النار قال المصنف رحمه الله تعالى شاهد الزور قد ارتكب عظائم أحدها الكذب والافتراء قال الله تعالى إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وفي الحديث يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة والكذب وثانيها إنه ظلم الذي شهد عليه حتى أخذ بشهادته ماله وعرضه وروحه وثالثها إنه ظلم الذي شهد له بأن ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجبت له النار وقال من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار ورابعها أنه أباح ما حرم الله تعالى وعصمه من المال والدم والعرض قال رسول الله ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين ألا وقول الزور ألا وشهادةالزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت رواه البخاري فنسأل الله تعالى السلامة والعافية من كل بلاء http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif أكل الربا http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون وقال الله تعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم الذي قد مسه الشيطان وصرعه ذلك أي ذلك الذي أصابهم بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا أي حلالا فاستحلوا ما حرم الله فإذا بعث الله الناس يوم القيامة خرجوا مسرعين إلا أكلة الربا فإنهم يقومون ويسقطون كما يقوم المصروع كلما قام صرع لأنهم لما أكلوا الربا الحرام في الدنيا أرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم يوم القيامة فهم كلما أرادوا النهوض سقطوا ويريدون الإسراع مع الناس فلا يقدرون وقال قتادة إن آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا وذلك علم لأكلة الربا يعرفهم به أهل الموقف وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قال لما أسري بي مررت بقوم بطونهم بين أيديهم كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم قد مالت بهم بطونهم منضدين على سابلة آل فرعون وآل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا قال فيقبلون مثل الإبل المنهزمة لا يسمعون ولا يعقلون فإذا أحس بهم أصحاب تلك البطون قاموا فتميل بهم بطونهم فلا يستطيعون أن يبرحوا حتى يغشاهم آل فرعون فيردونهم مقبلين ومدبرين فذلك عذابهم في البرزخ بين الدنيا والآخرة قال فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وفي رواية قال لما عرج بي سمعت في السماء السابعة فوق رأسي رعدا وصواعق ورأيت رجالا بطونهم بين أيديهم كالبيوت فيها حيات وعقارب ترى من ظاهر بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء أكلة الربا وروي عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله بهلاكها وعن عمر مرفوعا إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بلاء فلا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم وقال ما ظهر في قوم الربا إلا ظهر فيهم الجنون ولا ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت وما بخس قوم الكيل والوزن إلا منعهم الله القطر وجاء في حديث فيه طول إن آكل الربا يعذب من حين يموت إلى يوم القيامة بالسباحة في النهر الأحمر الذي هو مثل الدم ويلقم الحجارة وهو المال الحرام الذي جمعه في الدنيا يكلف المشقة فيه ويلقم حجارة من نار كما ابتلع الحرام الذي جمعه في الدنيا هذا العذاب له في البرزخ قبل يوم القيامة مع لعنة الله له كما صح عن رسول الله أنه قال أربعة حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه إلا أن يتوبوا وقد ورد أن أكلة الربا يحشرون في صورة الكلاب والخنازير من أجل حيلتهم على أكل الربا كما مسخ أصحاب السبت حين تحيلوا على إخراج الحيتان التي نهاهم الله عن اصطيادها يوم السبت فحفروا لها حياضا تقع فيها يوم السبت فيأخذونها يوم الأحد فلما فعلوا ذلك مسخهم الله قردة وخنازير وهكذا الذين يتحيلون على الربا بأنواع الحيل فإن الله لا تخفى عليه حيل المحتالين قال أيوب السختياني يخادعون الله كما يخادعون صبيا ولو أتوا الأمر عيانا كان أهون عليهم وقال الربا سبعون بابا أهونها مثل أن ينكح الرجل أمه وأن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم فصح أنه باب من أعظم أبواب الربا وعن أنس قال خطبنا رسول الله فذكر الربا وعظم شأنه فقال الدرهم الذي يصيبه الرجل من الربا أشد من ست وثلاثين زنية في الإسلام وعنه قال الربا سبعون حوبا أهونها كوقع الرجل على أمه وفي رواية أهونها كالذي ينكح أمه والحوب الإثم وعلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال الزائد والمستزيد في النار يعني الآخذ والمعطي فيه سواء نسأل الله العافية فصل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إذا كان لك على رجل دين فأهدى لك شيئا فلا تأخذه فإنه ربا وقال الحسن رحمه الله إذا كان لك على رجل دين فما أكلت من بيته فهو سحت وهذا من قوله كل قرض جر نفعا فهو ربا وقال ابن مسعود أيضا من شفع لرجل شفاعة فأهدى له هدية فهي سحت وتصديقه من قوله من شفع لرجل شفاعة فأهدى له عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا أخرجه أبو داود فنسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة (متجدد) http://im33.gulfup.com/nHLXM.gif |
[CENTER]http://im33.gulfup.com/uFMYf.jpg
http://im33.gulfup.com/8BIf2.jpg عدنا مرة اخرى مع الكبائر نسئل الله ان يبعدنا عنها http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif هجر الأقارب http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif قال الله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها وقال الله تعالى فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم وقال الله تعالى والذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب وقال الله تعالى يضل به أي بالقرآن كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون أعظم ذلك ما بين العبد وبين الله ما عهده الله على العبيد وفي الصحيحين أن رسول الله قال لا يدخل الجنة قاطع رحم فمن قطع أقاربه الضعفاء وهجرهم وتكبر عليهم ولم يصلهم ببره وإحسانه وكان غنيا وهم فقراء فهو داخل في هذا الوعيد محروم عن دخول الجنة إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليهم وقد ورد في الحديث عن رسول الله أنه قال من كان له أقارب ضعفاء ولم يحسن إليهم ويصرف صدقته إلى غيرهم لم يقبل الله منه صدقته ولا ينظر إليه يوم القيامة وإن كان فقيرا وصلهم بزيارتهم والتفقد لأحوالهم لقول النبي صلوا أرحامكم ولو بالسلام وقال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه وفي الحديث عن رسول الله أنه قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل ألذي من إذا قطعت رحمه وصلها وقال يقول الله تعالى أنا الرحمن وهي الرحم فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه قال لولده يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه جلس يحدث عن رسول الله فقال أحرج على كل قاطع رحم إلا قام من عندنا فلم يقم أحد إلا شاب من أقصى الحلقة فذهب إلى عمته لأنه كان قد صارمها منذ سنين فصالحها فقالت له عمته ما جاء بك يا ابن أخي فقال إني جلست إلى أبي هريرة صاحب رسول الله فقال أحرج كل قاطع رحم إلا قام من عندنا فقالت له عمته ارجع إلى أبي هريرة واسأله لم ذلك فرجع إليه وأخبره بما جرى له مع عمته وسأله لم لا يجلس عندك قاطع رحم فقال أبو هريرة أني سمعت رسول الله يقول إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم وحكي أن رجلا من الأغنياء حج إلى بيت الله الحرام فلما وصل إلى مكة أودع من ماله ألف دينار عند رجل كان موسوما بالأمانة والصلاح إلى أن يقف بعرفات فلما وقف بعرفات ورجع إلى مكة وجد الرجل قد مات فسأل أهله عن ماله علم أنه لم يكن لهم به علم فأتى علماء مكة فأخبرهم بحاله وماله فقالوا له إذا كان نصف الليل فأت زمزم وانظر فيها وناد يا فلان باسمه فإن كان من أهل الجنة فسيجيبك بأول مرة فمضى الرجل ونادى في زمزم فلم يجبه أحد فجاء إليهم وأخبرهم فقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون نخشى أن يكون صاحبك من أهل النار اذهب إلى أرض اليمن ففيها بئر يسمى برهوت يقال أنه على فم جهنم فانظر فيه بالليل وناد يا فلان فإن كان من أهل النار فسيجيبك منها فمضى إلى اليمن وسأل عن البئر فدل عليها فأتاها بالليل ونظر فيها ونادى يا فلان فأجابه فقال أين ذهبي قال دفنته في الموضع الفلاني من داري ولم أئتمن عليه ولدي فأتهم واحفر هناك تجده فقال له ما الذي أنزلك ههنا وكنا نظن بك الخير فقال كان لي أخت فقيرة هجرتها وكنت لا أحنو عليها فعاقبني الله سبحانه بسببها وأنزلني الله هذه المنزلة وتصديق ذلك في الحديث الصحيح قوله لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم كالأخت والخالة والعمة وبنت الأخت وغيرهم من الأقارب فنسأل الله التوفيق لطاعته إنه جواد كريم http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif اللواط http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif قد قص الله عز وجل علينا في كتابه العزيز قصة قوم لوط في غير موضع من ذلك قول الله تعالى فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل أي من طين طبخ حتى صار كالآحر منضود أي يتلو بعضه بعضا مسومة أي معلمة بعلامة تعرف بها أنها ليست من حجارة أهل الدنيا عند ربك أي في خزائنه التي لا يتصرف في شيء منها إلا بإذنه وما هي من الظالمين ببعيد ما هي من ظالمي هذه الأمة إذا فعلوا فعلهم أن يحل بهم ما حل بأولئك من العذاب ولهذا قال النبي أخوف ما أخاف عليكم عمل قوم لوط ولعن من فعل فعلهم ثلاثا فقال لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط وقال عليه الصلاة والسلام من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به قال ابن عباس رضي الله عنهما ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه ثم يتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط وأجمع المسلمون على أن التلوط من الكبائر التي حرم الله تعالى أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون أي مجاوزون من الحلال إلى الحرام وقال الله تعالى في آية أخرى مخبرا عن نبيه لوط عليه السلام ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وكان اسم قريتهم سدوم وكان أهلها يعملون الخبائث التي ذكرها الله سبحانه في كتابه كانوا يأتون الذكران من العالمين في أدبارهم ويتضارطون في أنديتهم مع أشياء أخرى كانوا يعملونها من المنكرات وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عشر خصال من أعمال قوم لوط تصفيف الشعر وحل الأزرار ورمي البندق والحذف بالحصى واللعب بالحمام الطيارة والصفير بالأصابع وفرقعة الأكعب وإسبال الإزار وحل أزر الأقبية وإدمان شرب الخمر وإتيان الذكور وستزيد عليها هذه الأمة مساحقة النساء النساء وجاء عن النبي أنه قال سحاق النساء بينهن زنا وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله تعالى قيل من هم يا رسول الله قال المتشبهون من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة والذي يأتي الذكر يعني اللواط وروي أنه إذا ركب الذكر الذكر اهتز عرش الرحمن خوفا من غضب الله تعالى وتكاد السماوات أن تقع على الأرض فتمسك الملائكة بأطرافها وتقرأ قل هو الله أحد إلى آخرها حتى يسكن غضب الله عز وجل وجاء عن النبي أنه قال سبعة يلعنهم الله تعالى ولا ينظر إليهم يوم القيامة ويقول ادخلوا النار مع الداخلين الفاعل والمفعول به يعني اللواط وناكح البهيمة وناكح الأم وابنتها وناكح يده إلا أن يتوبوا وروي أن قوما يحشرون يوم القيامة وأيديهم حبالى من الزنا كانوا يعبثون في الدنيا بمذاكيرهم وروي أن من أعمال قوم لوط اللعب بالنرد والمسابقة بالحمام والمهارشة بين الكلاب والمناطحة بين الكباش والمناقرة بالديوك ودخول الحمام بلا مئزر ونقص الكيل والميزان ويل لمن فعلها وفي الأثر من لعب بالحمام القلابة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر وقال ابن عباس رضي الله عنهما إن اللوطي إذا مات من غير توبة فإنه يمسخ في قبره خنزيرا وقال لا ينظر الله إلى رجل أتى ذكرا أو امرأة في دبرها وقال أبو سعيد الصعلوكي سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون وهم على ثلاثة أصناف صنف ينظرون وصنف يصافحون وصنف يعملون ذلك العمل الخبيث والنظر بشهوة إلى المرأة والأمرد زنا لما صح عن النبي أنه قال زنا العين النظر وزنا اللسان النطق وزنا اليد البطش وزنا الرجل الخطى وزنا الأذن الاستماع والنفس تمني وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه ولأجل ذلك بالغ الصالحون في الإعراض عن المردان وعن النظر إليهم وعن مخالطتهم ومجالستهم قال الحسن بن ذكوان لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور العذارى فهم أشد فتنة من النساء وقال بعض التابعين ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه وكان يقال لا يبيتن رجل مع أمرد في مكان واحد وحرم بعض العلماء الخلوة مع الأمرد في بيت أو حانوت أو حمام قياسا على المرأة لأن النبي قال ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما وفي المردان من يفوق النساء بحسنه فالفتنة به أعظم وأنه يمكن في حقه من الشر ما لا يمكن في حق النساء ويتسهل في حقه من طريق الريبة والشر ما لا يتسهل في حق المرأة فهو بالتحريم أولى وأقاويل السلف في التنفير منهم والتحذير من رؤيتهم أكثر من أن تحصر وسموهم الأنتان لأنهم مستقذرون شرعا وسواء في كل ما ذكرناه نظر المنسوب إلى الصلاح وغيره ودخل سفيان الثوري الحمام فدخل عليه صبي حسن الوجه فقال أخرجوه عني أخرجوه فإني أرى مع كل امرأة شيطانا وأرى مع كل صبي حسن بضعة عشر شيطانا وجاء رجل إلى الإمام أحمد رحمه الله ومعه صبي حسن فقال الإمام ما هذا منك قال ابن أختي قال لا تجيء به إلينا مرة أخرى ولا تمش معه في طريق لئلا يظن بك من لا يعرفك ولا يعرفه سوءا وروي أن وفد عبدالقيس لما قدموا على النبي كان فيهم أمرد حسن فأجلسه النبي خلف ظهره وقال إنما كانت فتنة داود عليه السلام من النظر وأنشدوا شعرا كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغير موقوف على الخطر كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحبا بسرور عاد بالضرر وكان يقال النظر بريد الزنا وفي الحديث النظر سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركه لله أورث الله قلبه حلاوة عبادة يجدها إلى يوم القيامة فصل في عقوبة من أمكن من نفسه طائعا عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه كتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه وجد في بعض النواحي رجلا ينكح في دبره فاستشار أبو بكر الصحابة رضي الله عنهم في أمره فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن هذا ذنب لم يعمله إلا أمة واحدة قوم لوط وقد أعلمنا الله تعالى بما صنع بهم أرى أن يحرق بالنار فكتب أبو بكر إليه أن أحرقه بالنار فأحرقه خالد رضي الله عنه وقال علي رضي الله عنه من أمكن من نفسه طائعا حتى ينكح ألقى الله عليه شهوة النساء وجعله شيطانا رجيما في قبره إلى يوم القيامة وأجمعت الأمة على أن من فعل بمملوكه فهو لوطي مجرم ومما روي أن عيسى بن مريم عليه السلام مر في سياحته على نار توقد على رجل فأخذ عيسى عليه السلام ماء ليطفئ عنه فانقلبت النار صبيا وانقلب الرجل نارا فتعجب عيسى عليه السلام من ذلك وقال يا رب ردهما إلى حالهما في الدنيا لأسألهما عن خبرهما فأحياهما الله تعالى فإذا هما رجل وصبي فقال لهما عيسى عليه السلام ما خبركما فقال الرجل يا روح الله إني كنت في الدنيا مبتلى بحب هذا الصبي فحملتني الشهوة أن فعلت به الفاحشة فلما أن مت ومات الصبي صير نارا يحرقني مرة وأصير نارا أحرقه مرة فهذا عذابنا إلى يوم القيامة نعوذ بالله من عذاب القبر ونسأله العفو والعافية والتوفيق لما يحب ويرضى فصل ويلتحق باللواط إتيان المرأة في دبرها مما حرمه الله تعالى ورسوله قال الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي كيف شئتم مقبلين ومدبرين في صمام واحد أي موضع واحد وسبب نزول هذه الآية أن اليهود في زمن النبي كانوا يقولون إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فسأل أصحاب رسول الله عن ذلك فأنزل الله هذه الآية تكذيبا لهم نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم مجبية أو غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد أخرجه مسلم وفي رواية اتقوا الدبر والحيضة وقوله في صمام واحد أي في موضع واحد وهو الفرج لأنه موضع الحرث أي موضع مزرع الولد وأما الدبر فإنه محل النجو وذلك خبيث مستقذر وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال ملعون من أتى حائضا أو امرأة في دبرها وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد فمن جامع امرأته وهي حائض أو جامعها في دبرها فهو ملعون وداخل في هذا الوعيد الشديد وكذا إذا أتى كاهنا وهو المنجم ومن يدعي معرفة الشيء المسروق ويتكلم على الأمور المغيبات فسأله عن شيء منها فصدقه وكثير من الجهال واقعون في هذه المعاصي وذلك من قلة معرفتهم وسماعهم للعلم ولذلك قال أبو الدرداء كن عالما أو متعلما أو مستعلما أو محبا ولا تكن الخامس فتهلك وهو الذي لا يعلم ولا يتعلم ولا يستمع ولا يحب من يعمل ذلك ويجب على العبد أن يتوب إلى الله من جميع الذنوب والخطايا ويسأل الله العفو عما مضى منه في جهله والعافية فيما بقي من عمره اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة إنك أرحم الراحمين http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif شهادة الزور http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif[/CENTER قال الله تعالى والذين لا يشهدون الزور الآية وفي الأثر عدلت شهادة الزور الشرك بالله تعالى مرتين وقال الله تعالى واجتنبوا قول الزور وفي الحديث لا تزول قدما شاهد الزور يوم القيامة حتى تجب له النار قال المصنف رحمه الله تعالى شاهد الزور قد ارتكب عظائم أحدها الكذب والافتراء قال الله تعالى إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وفي الحديث يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة والكذب وثانيها إنه ظلم الذي شهد عليه حتى أخذ بشهادته ماله وعرضه وروحه وثالثها إنه ظلم الذي شهد له بأن ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجبت له النار وقال من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار ورابعها أنه أباح ما حرم الله تعالى وعصمه من المال والدم والعرض قال رسول الله ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين ألا وقول الزور ألا وشهادةالزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت رواه البخاري فنسأل الله تعالى السلامة والعافية من كل بلاء http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif أكل الربا http://im33.gulfup.com/UBJnb.gif قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون وقال الله تعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم الذي قد مسه الشيطان وصرعه ذلك أي ذلك الذي أصابهم بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا أي حلالا فاستحلوا ما حرم الله فإذا بعث الله الناس يوم القيامة خرجوا مسرعين إلا أكلة الربا فإنهم يقومون ويسقطون كما يقوم المصروع كلما قام صرع لأنهم لما أكلوا الربا الحرام في الدنيا أرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم يوم القيامة فهم كلما أرادوا النهوض سقطوا ويريدون الإسراع مع الناس فلا يقدرون وقال قتادة إن آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا وذلك علم لأكلة الربا يعرفهم به أهل الموقف وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قال لما أسري بي مررت بقوم بطونهم بين أيديهم كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم قد مالت بهم بطونهم منضدين على سابلة آل فرعون وآل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا قال فيقبلون مثل الإبل المنهزمة لا يسمعون ولا يعقلون فإذا أحس بهم أصحاب تلك البطون قاموا فتميل بهم بطونهم فلا يستطيعون أن يبرحوا حتى يغشاهم آل فرعون فيردونهم مقبلين ومدبرين فذلك عذابهم في البرزخ بين الدنيا والآخرة قال فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وفي رواية قال لما عرج بي سمعت في السماء السابعة فوق رأسي رعدا وصواعق ورأيت رجالا بطونهم بين أيديهم كالبيوت فيها حيات وعقارب ترى من ظاهر بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء أكلة الربا وروي عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله بهلاكها وعن عمر مرفوعا إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بلاء فلا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم وقال ما ظهر في قوم الربا إلا ظهر فيهم الجنون ولا ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت وما بخس قوم الكيل والوزن إلا منعهم الله القطر وجاء في حديث فيه طول إن آكل الربا يعذب من حين يموت إلى يوم القيامة بالسباحة في النهر الأحمر الذي هو مثل الدم ويلقم الحجارة وهو المال الحرام الذي جمعه في الدنيا يكلف المشقة فيه ويلقم حجارة من نار كما ابتلع الحرام الذي جمعه في الدنيا هذا العذاب له في البرزخ قبل يوم القيامة مع لعنة الله له كما صح عن رسول الله أنه قال أربعة حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه إلا أن يتوبوا وقد ورد أن أكلة الربا يحشرون في صورة الكلاب والخنازير من أجل حيلتهم على أكل الربا كما مسخ أصحاب السبت حين تحيلوا على إخراج الحيتان التي نهاهم الله عن اصطيادها يوم السبت فحفروا لها حياضا تقع فيها يوم السبت فيأخذونها يوم الأحد فلما فعلوا ذلك مسخهم الله قردة وخنازير وهكذا الذين يتحيلون على الربا بأنواع الحيل فإن الله لا تخفى عليه حيل المحتالين قال أيوب السختياني يخادعون الله كما يخادعون صبيا ولو أتوا الأمر عيانا كان أهون عليهم وقال الربا سبعون بابا أهونها مثل أن ينكح الرجل أمه وأن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم فصح أنه باب من أعظم أبواب الربا وعن أنس قال خطبنا رسول الله فذكر الربا وعظم شأنه فقال الدرهم الذي يصيبه الرجل من الربا أشد من ست وثلاثين زنية في الإسلام وعنه قال الربا سبعون حوبا أهونها كوقع الرجل على أمه وفي رواية أهونها كالذي ينكح أمه والحوب الإثم وعلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال الزائد والمستزيد في النار يعني الآخذ والمعطي فيه سواء نسأل الله العافية فصل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إذا كان لك على رجل دين فأهدى لك شيئا فلا تأخذه فإنه ربا وقال الحسن رحمه الله إذا كان لك على رجل دين فما أكلت من بيته فهو سحت وهذا من قوله كل قرض جر نفعا فهو ربا وقال ابن مسعود أيضا من شفع لرجل شفاعة فأهدى له هدية فهي سحت وتصديقه من قوله من شفع لرجل شفاعة فأهدى له عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا أخرجه أبو داود فنسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة (متجدد) http://im33.gulfup.com/nHLXM.gif |
ربنا يبارك فيك يا ابنى
:mf_doof: |
موضوع رائع
و مجهـود جـميل :) إستمر :character15: |
http://im37.gulfup.com/pT0GF.jpg عدنا مرة اخرى مع الكبائر التى كثر فعلها نسئل الله العفو والعافية أكل مال اليتيم وظلمه http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif قال الله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وقال الله تعالى ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وعن أبي سعيد الخدري رضي الله أن رسول الله قال في المعراج فإذا أنا برجال وقد وكل بهم رجال يفكون لحاهم وآخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم وتخرج من أدبارهم فقلت يا جبريل من هؤلاء قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال يبعث الله عز وجل قوما من قبورهم تخرج النار من بطونهم تأجج أفواههم نارا فقيل من هم يا رسول الله قال ألم تر أن الله تعالى يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وقال السدي رحمه الله تعالى يحشر آكل مال اليتيم ظلما يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأنفه وعينه كل من رآه يعرفه أنه آكل مال اليتيم قال العلماء فكل ولي ليتيم إذا كان فقيرا فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحه وتنمية ماله فلا بأس عليه وما زاد على المعروف فسحت حرام لقول الله تعالى ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف وفي الأكل بالمعروف أربعة أقوال أحدها أنه الأخذ على وجه القرض والثاني الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف والثالث أنه أخذ بقدر إذا عمل لليتيم عملا والرابع أنه الأخذ عند الضرورة فإن أيسر قضاه وإن لم يوسر فهو في حل وهذه الأقوال ذكره ابن الجوزي في تفسيره وفي البخاري أن رسول الله قال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما وفي صحيح مسلم عنه قال كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى كفالة اليتيم هي القيام بأموره والسعي في مصالحه من طعامه وكسوته وتنمية ماله إن كان له مال وإن كان لا مال له أنفق عليه وكساه ابتغاء وجه الله تعالى وقوله في الحديث له أو لغيره أي سواء كان اليتيم قرابة أو أجنبيا منه فالقرابة مثل أن يكفله جده أو أخوه أو أمه أو عمه أو زوج أمه أو خاله أو غيره من أقاربه والأجنبي من ليس بينه وبينه قرابة وقال رسول الله من ضم يتيما من المسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله تعالى أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر وقال من مسح رأس يتيم لا يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ومن أحسن إلى يتيم أو يتيمة عنده كنت أنا وهو هكذا في الجنة وقال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه أوصني بوصية قال ارحم اليتيم وأدنه منك وأطعمه من طعامك فإني سمعت رسول الله أتاه رجل يشتكي قسوة قلبه فقال رسول الله إن أردت أن يلين قلبك فأدن اليتيم منك وامسح رأسه وأطعمه من طعامك فإن ذلك يلين قلبك وتقدر على حاجتك ومما حكي عن بعض السلف قال كنت في بداية أمري مكبا على المعاصي وشرب الخمر فظفرت يوما بصبي يتيم فقير فأخذته وأحسنت أليه وأطعمته وكسوته وأدخلته الحمام وأزلت شعثه وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر فبت ليلة بعد ذلك فرأيت في النوم أن القيامة قامت ودعيت إلى الحساب وأمر بي إلى النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجروني سحبا إلى النار وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق وقال خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي فإنه قد أحسن إلي وأكرمني فقالت الملائكة إنا لم نؤمر بذلك وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول خلوا عنه فقد وهبت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه قال فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام ولهذا قال أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله خير البيوت بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر البيوت بيت فيه يتيم يساء إليه وأحب عباد الله إلى الله تعالى من اصطنع صنعا إلى يتيم أو أرملة وروي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام يا داود كن لليتيم كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج الشفيق واعلم كما تزرع كذا تحصد معناه أنك كما تفعل كذلك يفعل معك أي لا بد أن تموت ويبقى لك ولد يتيم أو امرأة أرملة وقال داود عليه السلام في مناجاته إلهي ما جزاء من أسند اليتيم والأرملة ابتغاء وجهك قال جزاؤه أن أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي معناه ظل عرشي يوم القيامة ومما جاء في فضل الإحسان إلى الأرملة واليتيم عن بعض العلويين وكان نازلا ببلخ من بلاد العجم وله زوجة علوية وله منها بنات وكانوا في سعة ونعمة فمات الزوج وأصاب المرأة وبناتها بعده الفقر والقلة فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء واتفق خروجها في شدة البرد فلما دخلت ذلك البلد أدخلت بناتها في بعض المساجد المهجورة ومضت تحتال لهم في القوت فمرت بجمعين جمع على رجل مسلم وهو شيخ البلد وجمع على رجل مجوسي وهو ضامن البلد فبدأت بالمسلم وشرحت حالها له وقالت أنا امرأة علوية ومعي بنات أيتام أدخلتهم بعض المساجد المهجورة وأريد الليلة قوتهم فقال لها أقيمي عندي البينة إنك علوية شريفة فقالت أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني فأعرض عنها فمضت من عنده منكسرة القلب فجاءت إلى ذلك الرجل المجوسي فشرحت له حالها وأخبرته أن معها بنات أيتام وهي امرأة شريفة غريبة وقصت عليه ما جرى لها مع الشيخ المسلم فقام وأرسل بعض نسائه وأتوا بها وبناتها إلى داره فأطعمهن أطيب الطعام وألبسهن أفخر اللباس وباتوا عنده في نعمة وكرامة قال فلما انتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت وقد عقد اللواء على رأس النبي وإذا القصر من الزمرد الأخضر شرفاته من اللؤلؤ والياقوت وفيه قباب اللؤلؤ والمرجان فقال يا رسول الله لمن هذا القصر قال لرجل مسلم موحد فقال يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد فقال رسول الله أقم عندي البينة أنك مسلم موحد قال فبقي متحيرا فقال له لما قصدتك المرأة العلوية قلت أقيمي عندي البينة إنك علوية فكذا أنت أقم عندي البينة إنك مسلم فانتبه الرجل حزينا على رده المرأة خائبة ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها حتى دل عليها أنها عند المجوسي فأرسل إليه فأتاه فقال له أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها فقال ما إلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني قال خذ مني ألف دينار وسلمهن إلي فقال لا أفعل فقال لا بد منهن فقال الذي تريده أنت أنا أحق به والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي أتدل علي بالإسلام فوالله ما نمت البارحة أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية ورأيت مثل الذي رأيت في منامك وقال لي رسول الله العلوية وبناتها عندك قلت نعم يا رسول الله قال القصر لك ولأهل دارك وأنت وأهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمنا في الأزل قال فانصرف المسلم وبه من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله فانظر رحمك الله إلى بركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام ما أعقب صاحبه من الكرامة في الدنيا ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله قال الراوي أحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر والساعي عليهم هو القائم بأمورهم ومصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى وفقنا الله لذلك بمنه وكرمه إنه جواد كريم رؤوف غفور رحيم http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif قال الله عز وجل ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة قال الحسن هم الذين يقولون إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل قال ابن الجوزي في تفسيره وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله وعلى رسوله كفر ينقل عن الملة ولا ريب أن الكذب على الله وعلى رسوله في تحليل حرام وتحريم حلال كفر محض وإنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك وقال من كذب علي بني له بيت في جهنم وقال ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وقال من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين وقال إن كذبا علي ليس ككذب على غيري من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وقال من يقل عني ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار وقال يطبع المؤهل على كل شيء إلا الخيانة والكذب نسأل الله التوفيق والعصمة إنه جواد كريم http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif الفرار من الزحف http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif إذا لم يزد العدو على ضعف المسلمين إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة وإن بعدت قال الله تعالى ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين فكتب الله عليهم أن لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين فكتب أن لا يفر مائة من مائتين رواه البخاري http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif غش الإمام الرعية وظلمه لهم http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif قال الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم وقال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وقال الله تعالى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وقال الله تعالى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون وقال رسول الله من غشنا فليس منا وقال عليه السلام الظلم ظلمات يوم القيامة وقال كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وقال رسول الله أيما راع غش رعيته فهو في النار وقال من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة أخرجه البخاري وفي لفظ يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وقال ما من حاكم يحكم بين الناس إلا حبس يوم القيامة وملك آخذ بقفاه فإن قال ألقه ألقاه فهوى في جهنم أربعين خريفا رواه الإمام أحمد وقال رسول الله ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يعذبون ولم يكونوا عملوا من شيء وقال ليأتين على القضاي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط وقال ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه إما أطلقه عدله أو أوبقه جوره ومن دعاء رسول الله أنه قال اللهم من ولي من أمر هذه الأمة شيئا فرفق بهم فارفق به ومن شفق عليهم فأشفق عليه وقال من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره وقال رسول الله سيكون أمراء فسقة جورة فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض وقال رسول الله صنفان من أمتي لن تنالهم شفاعتي سلطان ظلوم غشوش وغال في الدين يشهد عليهم ويتبرأ منهم وقال عليه السلام أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر وفي الحديث أن رسول الله قال أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم وقبل أن تستغفروا الله فلا يغفر لكم إن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ثم عمهم بالبلاء وقال رسول الله من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ومن أحدث حدثا أو آوى محدثنا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وفي الحديث أيضا من لا يرحم لا يرحم لا يرحم الله من لا يرحم الناس وقال الإمام العادل يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وقال المقسطون على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ولما بعث رسول الله معاذا رضي الله عنه إلى اليمن قال إياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب رواه البخاري وقال عليه الصلاة والسلام ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة فذكر منهم الملك الكذاب وقال إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة رواه البخاري وفيه أيضا وإنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله أو أحدا حرص عليه وقال رسول الله يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء أمراء يكونون من بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة ومن غلب جوره عدله فله النار وقال ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة وقال عمر لأبي ذر رضي الله عنهما حدثني بحديث سمعته من رسول الله فقال أبو ذر سمعت رسول الله يقول يجاء بالوالي يوم القيامة فينبذ به على جسر جهنم فيرتج به الجسر ارتجاجة لا يبقى منه مفصل إلا زال عن مكانه فإن كان مطيعا لله في عمله مضى به وإن كان عاصيا لله في عمله انخرق به الجسر فهوى به في جهنم مقدار خمسين عاما فقال عمر من يطلب العمل بها يا أبا ذر قال من سلت الله أنفه وألصق خده بالتراب وقال عمرو بن المهاجر قال لي عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم قل يا عمر ما تصنع يا راضيا باسم الظالم كم عليك من المظالم السجن جهنم والحق حاكم ولا حجة لك فيما تخاصم القبر مهول فتذكر حبسك والحساب طويل فخلص نفسك والعمر كيوم فبادر شمسك تفرح بمالك والكسب خبيث وتمرح بآمالك والسير حثيث إن الظلم لا يترك منه قدر أنملة فإذا رأيت ظالما قد سطا فنم له فربما بات فأخذت جنبه من الليل نملة أي قروح في الجسد http://im37.gulfup.com/NIRng.gif |
http://im37.gulfup.com/pT0GF.jpg عدنا مرة اخرى مع الكبائر التى كثر فعلها نسئل الله العفو والعافية أكل مال اليتيم وظلمه http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif قال الله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وقال الله تعالى ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وعن أبي سعيد الخدري رضي الله أن رسول الله قال في المعراج فإذا أنا برجال وقد وكل بهم رجال يفكون لحاهم وآخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم وتخرج من أدبارهم فقلت يا جبريل من هؤلاء قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال يبعث الله عز وجل قوما من قبورهم تخرج النار من بطونهم تأجج أفواههم نارا فقيل من هم يا رسول الله قال ألم تر أن الله تعالى يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وقال السدي رحمه الله تعالى يحشر آكل مال اليتيم ظلما يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأنفه وعينه كل من رآه يعرفه أنه آكل مال اليتيم قال العلماء فكل ولي ليتيم إذا كان فقيرا فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحه وتنمية ماله فلا بأس عليه وما زاد على المعروف فسحت حرام لقول الله تعالى ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف وفي الأكل بالمعروف أربعة أقوال أحدها أنه الأخذ على وجه القرض والثاني الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف والثالث أنه أخذ بقدر إذا عمل لليتيم عملا والرابع أنه الأخذ عند الضرورة فإن أيسر قضاه وإن لم يوسر فهو في حل وهذه الأقوال ذكره ابن الجوزي في تفسيره وفي البخاري أن رسول الله قال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما وفي صحيح مسلم عنه قال كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى كفالة اليتيم هي القيام بأموره والسعي في مصالحه من طعامه وكسوته وتنمية ماله إن كان له مال وإن كان لا مال له أنفق عليه وكساه ابتغاء وجه الله تعالى وقوله في الحديث له أو لغيره أي سواء كان اليتيم قرابة أو أجنبيا منه فالقرابة مثل أن يكفله جده أو أخوه أو أمه أو عمه أو زوج أمه أو خاله أو غيره من أقاربه والأجنبي من ليس بينه وبينه قرابة وقال رسول الله من ضم يتيما من المسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله تعالى أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر وقال من مسح رأس يتيم لا يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ومن أحسن إلى يتيم أو يتيمة عنده كنت أنا وهو هكذا في الجنة وقال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه أوصني بوصية قال ارحم اليتيم وأدنه منك وأطعمه من طعامك فإني سمعت رسول الله أتاه رجل يشتكي قسوة قلبه فقال رسول الله إن أردت أن يلين قلبك فأدن اليتيم منك وامسح رأسه وأطعمه من طعامك فإن ذلك يلين قلبك وتقدر على حاجتك ومما حكي عن بعض السلف قال كنت في بداية أمري مكبا على المعاصي وشرب الخمر فظفرت يوما بصبي يتيم فقير فأخذته وأحسنت أليه وأطعمته وكسوته وأدخلته الحمام وأزلت شعثه وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر فبت ليلة بعد ذلك فرأيت في النوم أن القيامة قامت ودعيت إلى الحساب وأمر بي إلى النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجروني سحبا إلى النار وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق وقال خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي فإنه قد أحسن إلي وأكرمني فقالت الملائكة إنا لم نؤمر بذلك وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول خلوا عنه فقد وهبت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه قال فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام ولهذا قال أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله خير البيوت بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر البيوت بيت فيه يتيم يساء إليه وأحب عباد الله إلى الله تعالى من اصطنع صنعا إلى يتيم أو أرملة وروي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام يا داود كن لليتيم كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج الشفيق واعلم كما تزرع كذا تحصد معناه أنك كما تفعل كذلك يفعل معك أي لا بد أن تموت ويبقى لك ولد يتيم أو امرأة أرملة وقال داود عليه السلام في مناجاته إلهي ما جزاء من أسند اليتيم والأرملة ابتغاء وجهك قال جزاؤه أن أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي معناه ظل عرشي يوم القيامة ومما جاء في فضل الإحسان إلى الأرملة واليتيم عن بعض العلويين وكان نازلا ببلخ من بلاد العجم وله زوجة علوية وله منها بنات وكانوا في سعة ونعمة فمات الزوج وأصاب المرأة وبناتها بعده الفقر والقلة فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء واتفق خروجها في شدة البرد فلما دخلت ذلك البلد أدخلت بناتها في بعض المساجد المهجورة ومضت تحتال لهم في القوت فمرت بجمعين جمع على رجل مسلم وهو شيخ البلد وجمع على رجل مجوسي وهو ضامن البلد فبدأت بالمسلم وشرحت حالها له وقالت أنا امرأة علوية ومعي بنات أيتام أدخلتهم بعض المساجد المهجورة وأريد الليلة قوتهم فقال لها أقيمي عندي البينة إنك علوية شريفة فقالت أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني فأعرض عنها فمضت من عنده منكسرة القلب فجاءت إلى ذلك الرجل المجوسي فشرحت له حالها وأخبرته أن معها بنات أيتام وهي امرأة شريفة غريبة وقصت عليه ما جرى لها مع الشيخ المسلم فقام وأرسل بعض نسائه وأتوا بها وبناتها إلى داره فأطعمهن أطيب الطعام وألبسهن أفخر اللباس وباتوا عنده في نعمة وكرامة قال فلما انتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت وقد عقد اللواء على رأس النبي وإذا القصر من الزمرد الأخضر شرفاته من اللؤلؤ والياقوت وفيه قباب اللؤلؤ والمرجان فقال يا رسول الله لمن هذا القصر قال لرجل مسلم موحد فقال يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد فقال رسول الله أقم عندي البينة أنك مسلم موحد قال فبقي متحيرا فقال له لما قصدتك المرأة العلوية قلت أقيمي عندي البينة إنك علوية فكذا أنت أقم عندي البينة إنك مسلم فانتبه الرجل حزينا على رده المرأة خائبة ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها حتى دل عليها أنها عند المجوسي فأرسل إليه فأتاه فقال له أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها فقال ما إلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني قال خذ مني ألف دينار وسلمهن إلي فقال لا أفعل فقال لا بد منهن فقال الذي تريده أنت أنا أحق به والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي أتدل علي بالإسلام فوالله ما نمت البارحة أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية ورأيت مثل الذي رأيت في منامك وقال لي رسول الله العلوية وبناتها عندك قلت نعم يا رسول الله قال القصر لك ولأهل دارك وأنت وأهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمنا في الأزل قال فانصرف المسلم وبه من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله فانظر رحمك الله إلى بركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام ما أعقب صاحبه من الكرامة في الدنيا ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله قال الراوي أحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر والساعي عليهم هو القائم بأمورهم ومصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى وفقنا الله لذلك بمنه وكرمه إنه جواد كريم رؤوف غفور رحيم http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif قال الله عز وجل ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة قال الحسن هم الذين يقولون إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل قال ابن الجوزي في تفسيره وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله وعلى رسوله كفر ينقل عن الملة ولا ريب أن الكذب على الله وعلى رسوله في تحليل حرام وتحريم حلال كفر محض وإنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك وقال من كذب علي بني له بيت في جهنم وقال ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وقال من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين وقال إن كذبا علي ليس ككذب على غيري من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وقال من يقل عني ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار وقال يطبع المؤهل على كل شيء إلا الخيانة والكذب نسأل الله التوفيق والعصمة إنه جواد كريم http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif الفرار من الزحف http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif إذا لم يزد العدو على ضعف المسلمين إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة وإن بعدت قال الله تعالى ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين فكتب الله عليهم أن لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين فكتب أن لا يفر مائة من مائتين رواه البخاري http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif غش الإمام الرعية وظلمه لهم http://im37.gulfup.com/WZOaF.gif قال الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم وقال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وقال الله تعالى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وقال الله تعالى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون وقال رسول الله من غشنا فليس منا وقال عليه السلام الظلم ظلمات يوم القيامة وقال كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وقال رسول الله أيما راع غش رعيته فهو في النار وقال من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة أخرجه البخاري وفي لفظ يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وقال ما من حاكم يحكم بين الناس إلا حبس يوم القيامة وملك آخذ بقفاه فإن قال ألقه ألقاه فهوى في جهنم أربعين خريفا رواه الإمام أحمد وقال رسول الله ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يعذبون ولم يكونوا عملوا من شيء وقال ليأتين على القضاي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط وقال ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه إما أطلقه عدله أو أوبقه جوره ومن دعاء رسول الله أنه قال اللهم من ولي من أمر هذه الأمة شيئا فرفق بهم فارفق به ومن شفق عليهم فأشفق عليه وقال من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره وقال رسول الله سيكون أمراء فسقة جورة فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض وقال رسول الله صنفان من أمتي لن تنالهم شفاعتي سلطان ظلوم غشوش وغال في الدين يشهد عليهم ويتبرأ منهم وقال عليه السلام أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر وفي الحديث أن رسول الله قال أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم وقبل أن تستغفروا الله فلا يغفر لكم إن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ثم عمهم بالبلاء وقال رسول الله من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ومن أحدث حدثا أو آوى محدثنا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وفي الحديث أيضا من لا يرحم لا يرحم لا يرحم الله من لا يرحم الناس وقال الإمام العادل يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وقال المقسطون على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ولما بعث رسول الله معاذا رضي الله عنه إلى اليمن قال إياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب رواه البخاري وقال عليه الصلاة والسلام ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة فذكر منهم الملك الكذاب وقال إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة رواه البخاري وفيه أيضا وإنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله أو أحدا حرص عليه وقال رسول الله يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء أمراء يكونون من بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة ومن غلب جوره عدله فله النار وقال ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة وقال عمر لأبي ذر رضي الله عنهما حدثني بحديث سمعته من رسول الله فقال أبو ذر سمعت رسول الله يقول يجاء بالوالي يوم القيامة فينبذ به على جسر جهنم فيرتج به الجسر ارتجاجة لا يبقى منه مفصل إلا زال عن مكانه فإن كان مطيعا لله في عمله مضى به وإن كان عاصيا لله في عمله انخرق به الجسر فهوى به في جهنم مقدار خمسين عاما فقال عمر من يطلب العمل بها يا أبا ذر قال من سلت الله أنفه وألصق خده بالتراب وقال عمرو بن المهاجر قال لي عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم قل يا عمر ما تصنع يا راضيا باسم الظالم كم عليك من المظالم السجن جهنم والحق حاكم ولا حجة لك فيما تخاصم القبر مهول فتذكر حبسك والحساب طويل فخلص نفسك والعمر كيوم فبادر شمسك تفرح بمالك والكسب خبيث وتمرح بآمالك والسير حثيث إن الظلم لا يترك منه قدر أنملة فإذا رأيت ظالما قد سطا فنم له فربما بات فأخذت جنبه من الليل نملة أي قروح في الجسد http://im37.gulfup.com/NIRng.gif |
الساعة الآن 05:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.