![]() |
هل ذقت حلاوة الأنس بالله ؟؟
http://www5.0zz0.com/2013/11/26/17/374947233.gif
يقول الإمام ابن القيم: إذاستغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله وإذا فرح الناس با لدنيا فافرح أنت بالله وإذا أنس الناس بأحبائهم فأنس أنت بالله وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله الأنس ضد الوحشة أي الألفة بالشيء وهو روح القرب من الله http://www11.0zz0.com/2013/11/26/19/660803101.png قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَالدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة 186 http://www11.0zz0.com/2013/11/26/19/660803101.png فاستحضار القلب هذا البر والإحسان واللطف : يوجب قربه من الرب سبحانه وتعالى، http://www11.0zz0.com/2013/11/26/19/660803101.pngوقربه منه يوجب له الأنس، و الأنس ثمرة الطاعةوالمحبة؛ فكل مطيع مستأنس وكل عاص مستوحش كما قيل : فإن كنت قدأوحشتك الذنوب * فدعها إذا شئت واستأنس المحبة هي الطريق الموصلة للأنس إن كثيرا منا علاقته بالله روتينية فهو يتعبد لله وفقط لأنه اعتاد ذلك من الصغر إننا نريد أن تكون العلاقة بيننا وبين الله علاقة حب قال تعالى (يحبهم ويحبونه ) ولاحظ أن الله ابتدأ بقوله {يحبهم } فالعلاقة بينك وبين الله علاقة حب وأساسها الحب فليس العجب من عبد يتودد إلى سيده لكن العجب كل العجب من ملك يتودد إلى عبيده ويقول بعض السلف( أعظم نعمة علي أن الله هو الله) من يكن قلبه مشغولا بحب الله . . عامراً بالإيمان به سبحانه . . يجد في نفسه الأمان والسلام والاطمئنان . . . ويشعر بالأنس بالله في كل لحظة في حياته . . مستأنساً بذكره له سبحانه وتعالى، بعبادته له بتلاوته للقرآن الكريم. http://www11.0zz0.com/2013/11/26/19/660803101.png والأنس بالله شعوريمتزج بالهيبة والخشوع، يغمر كيان الإنسان كله مما يجعله يجد سعادته في خلوته،وهناءه في وحدته، يناجي ربه . . يشكو همه إليه . . يشكره على نعمته . . يتغنى بالدعاء له والثناء عليه والتسبيح والتقديس له عز وجل، ويشعر بأن كلما في الكون من مخلوقات نغمات مميزة تشترك معه في التسبيح لله عز وجل فيحس بأن هناك ألفة ومودة بينه وبين الطبيعة وجميع المخلوقات الأخرى . . هناك صداقة بينه وبين الكون . . إنه يفهم لغة الكون . . والكون يفهم لغته، وهذه اللغة المشتركة بينهما هي التسبيح والشكر لله والإحساس بآثار حب الله في الوجود كله. والأنس إحدى آثارالمحبة وهو حال يصل إليه السالك معتمداً على الله، ساكناً إليه ، مستعيناً به، وفى الأنس تبقى الهيبة مع الله ، وبذلك يكون الأنس طمأنينة ورضا بالله. ولا يشعرالإنسان المؤمن المحب لله بالأنس في أوقات العبادة فقط.. فإن فضل الله عليه عظيم حيث يفيض الله عليه بالأنس في أوقات الانشغال والاهتمام بأمور الحياة اليومية لأن الله يغمره ويملأ قلبه وكيانه كله، فأصبح الأنس بالله يحيط به سواء في وقت الانشغال أو في وقت العبادة. من كان في سخطه محسنا ** فكيف يكون إذا ما رضي بعض الناس يعتقدون أن الوحدة تعنـي أن يعيش الإنسان وحيداً أي وحدة الوجود الإنساني، في حين أن الإنسان المستأنس بالله في كل لحظة أيقن وعرف أن هذاليس هو مفهوم الوحدة أو الغربة ، فإن الشعور بالوحدة هوفراغ القلب من حب الله . . . . والشعور بالغربة هو فراغ القلب من الأنس بالله.... http://www11.0zz0.com/2013/11/26/19/660803101.png فإذاكان نعيم الجنة كله لا يساوي شيئا بالنسبة إلى لذة النظر إلى وجه الله الكريم فكذلك نعيم الدنيا لايساوي شيئا مقارنة بنعيم الأنس بالله يقول بعض السلف: (مساكين أهل الدنياخرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها …حلاوة الأنس بالله) فإن الأنس الحقيقي هو أنس الله وليس أنس الإنسان، وأن الفراغ الحقيقي هو فراغ القلب من حب الله وليس فراغ الوجود الإنساني. ويقودنا الإنسان المحب لله الذي يملأ حياته الأنس بالله إلى حقيقة هامة لابد أن نقف عندها في لحظات من التأمل العميق : إن الأنس هو أنس الله وأن الحب هو حب الله ومن يستأنس بالله فإن الله يؤنسه ومن يحب الله فإن الله يحبه، ويمن عليه من فيوضاته وعطائه ما يشغله ، ويؤنس وحدته، حتى ولو عاش وحيداً في هذا الوجود. أما من كان قلبه فارغاً من حب الله والأنس بالله ، فإنه سيشعر بالوحدة والغربة والعزلة حتى ولو كان حوله الناس جميعاً ، وهنا سيغلق القلب أبوابه وستفتح النفس أبوابها التـي تقود الإنسان إلى سبيل الشهوات والنزوات والهوى،فيضل السبيل ويسلك طريق الضياع، والحيرة ، والتخبط، والهلاك الذي يودي به حتماً إلى الشقاء. فالقلب دائماً يفتح أبواب طريق النور. أما النفس فتفتح أبواب طريق الهوى. وانشغال القلب دائماً بالله وحب الله يفتح لنا أبواب طريق النور بأمر الله حيث الأنس بالله، والسلام النفسي مع كل شيء في الوجود ، فترتقي النفس إلى حيث يجب أن تكون من الصفاء . . . والنقاء. . . والنورانية وفي الدعاء المأثور : (أستغفرك من كل لذة بغير ذكرك، ومن كل راحة بغيرأنسك، ومن كل سرور بغير قربك، ومن كل شغل بغير طاعتك… ) هذا الدعاء يتضمن استغفاراً ويتضمن إشارة إلى أربعةأبواب للتواصل مع الله تعالى أحدها التواصل من خلال الذكر، والآخر من خلال الأنس، والثالث من خلال القرب، والرابع من خلال الطاعة… |
جزاء الله كل خير
|
الله عليك
|
منورين
|
جزاك الله كلى خيــــــــــــر
|
الله ينور
|
الساعة الآن 10:01 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.