![]() |
رفيق الطريق المستقيم
http://www7.0zz0.com/2013/12/01/20/313933442.gif
رفيق الطريق المستقيم قال الإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله ( مدارج السالكين ) : ولما كان طالب الصراط المستقيم طالب أمر أكثر الناس ناكبون عنه ، مريدا لسلوك طريق مرافقه فيها في غاية القلة والعزة ، والنفوس مجبولة على وحشة التفرد وعلى الأنس بالرفيق ، نبه الله سبحانه على الرفيق في هذه الطريق وأنهم هم : " الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " ، فأضاف الصراط إلى الرفيق السالكين له وهم : الذين أنعم الله عليهم ليزول عن الطالب للهداية وسلوك الصراط وحشة تفرده عن أهل زمانه وبنى جنسه وليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم : الذين أنعم الله عليهم فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له فإنهم هم الأقلون قدرًا وإن كانوا الأكثرين عددا ، كما قال بعض السلف : عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين ، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين . وكلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق واحرص على اللحاق بهم ، وغض الطرف عمن سواهم فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفت إليهم أخذوك وعاقوك . وقد ضربت لذلك مثلين فليكونا منك على بال : المثل الأول : رجل خرج من بيته إلى الصلاة لا يريد غيرها فعرض له في طريقه شيطان من شياطين الإنس فألقى عليه كلاما يؤذيه ، فوقف ورد عليه وتماسكا فربما كان شيطان الإنس أقوى منه فقهره ومنعه عن الوصول إلى المسجد حتى فاتته الصلاة ، وربما كان الرجل أقوى من شيطان الإنس ولكن اشتغل بمهاوشته عن الصف الأول وكمال إدراك الجماعة ، فإن التفت إليه أطمعه في نفسه ، وربما فترت عزيمته فإن كان له معرفة وعلم زاد في السعي والجمز / سرعة المشي / بقدر التفاته أو أكثر فإن أعرض عنه واشتغل بما هو بصدده وخاف فوت الصلاة أو الوقت لم يبلغ عدوه منه ما شاء . المثل الثاني : الظبي أشد سعيا من ال*** ولكنه إذا أحس به التفت إليه فيضعف سعيه فيدركه ال*** فيأخذه . والقصد أن في ذكر هذا الرفيق ما يزيل وحشة التفرد ويحث على السير والتشمير للحاق بهم . |
الله ينور
|
الله ينور |
الله ينور عليك
|
تسلمو يارب
|
الساعة الآن 04:28 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.