الزواج العرفى!!
 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله أما بعـــد ، فعقد الزواج الشرعي له ضوابط لابد أن تتوافر فيه ، إن افتقدت إحداها بطل العقد . أركان عقد الزواج الركن الاول: الولى: وهو والد الزوجة وفى حالة عدم وجوده تنتقل الولاية منه إلى غيره من أوليائها على ترتيب معين . الركن الثانى: الشهود ولا بد فيهما من توافر عدة شروط معينة أهمها بعد الإسلام والبلوغ والعقل العدل والصلاح والتقوى. الركن الثالث: الإشهار ومفهومه إعلام اكبر عدد من الناس بهذا الزواج وعدم إخفاء الخبر عنهم الركن الرابع: المهر وهو ما يدفعه الزوج لزوجته من المال قل أم كثر بالتراضى بينهما الركن الخامس: التوثيق أى إثبات عقد الزواج رسميا وذلك لان الذمم واقر بأنه لم يكن موجودا فى عهد النبى r لكن تقر معى أننا لسنا بالذمم التى كانت موجودة في عهده r . هذه هى الأركان ، فأى عقد خلا من أى ركن من تلك الأركان فهو باطل شرعاً والحياة الزوجية إما زنا وإما حلال من الناحية الشرعية. مصيبة وراء كل زواج عرفى هذا ما أثبته الواقع العملى إذ أن كل زواج عرفى ترى أن خلفه مصيبة تمنع من كونه زواجا شرعيا واليك بعض الأمثلة : المثال الأول : الزوج يخشى إخبار زوجته الأولى بالزواج الثانى فى تلك الحالة لا يجوز له أصلا أن يتزوج بالثانية لان أساس التعدد قائم على العدل وهو إنسان ضعيف لا إمكانية له فى أن يعدل بين زوجاته فمثل هذا يحرم عليه التعدد أصلا وذلك لقوله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) [النساء : 3] إذا فالعدل شرط التعدد المثال الثانى : الزوجة لها معاش وتريد أن تحتفظ به وإذا تزوجت فسوف يلغى معاشاها : هذا أيضا باطل لأنها تأخذ مالا لا حق لها فيه ، لان المعاش الذى تتقاضاه لأنها لا يوجد لها عائل أى منفق فان وجد فحرام عليها الحصول عليه أصلاً. وإلا فما فائدة الزوج الثانى أكرمكم الله؟ !! المثال الثالث: والد الفتاة رفض تزويجها لهذا الشاب وهما يردان أن يتزوجا أيضا ذلك حرام من الناحية الشرعية لان العقد يخلو من الولى صور العقد العرفى كلها باطلة لأنك إن راجعت الأركان التى ذكرت من قبل ستجد الآتى : أولا: لا وجود للولى فى هذا العقد العرفى والنبى r كان يقول أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل. ثانيا: الشهود لا تتوافر فيهم شروط الشهادة لأنهم يشهدون على باطل ومن ثم فشاهدتهم غير جائزة شرعاً ثالثا: عدم صحة الإشهار لان الطرفين (لا استطيع أن اسميهم زوجين) يخفيان زواجهما عن كثير من الناس بل إن شئت فقل عن كل الناس رابعاً : أما عن التوثيق فهو لازم لإثبات الحقوق والشريعة الإسلامية قامت على درء المفاسد ومن المفاسد فى عصرنا الحالى أن يظلم الإنسان نفسه فيهمل فى إثبات حقوقه إضافة إلى ذلك فان العرف مصدر من مصادر التشريع الإسلامى وقد جرى العرف على توثيق عقد الزواج فأصبح واجباً شرعياً. حكم من قال أن التوثيق بدعة : إن القول بمثل هذا الكلام لا ينم إلا عن جهل من تحدث به وانه أصلا لا يعرف معنى البدعة . فالبدعة : هى كل ما استحدث فى أمور الدين بعد موته r من أمور ألحقت بالشرع ، وليس لها ما يوافقها فى كتاب الله أو سنة رسوله r أو كتاب بها تعارض معهما أى ورد بهما نص يتعارض مع هذا الأمر. فلهؤلاء أقول .. أين النص الذى يحرم التوثيق فى عقد الزواج ؟ لن تجد ألم نؤمر فى كتاب الله وسنة رسوله r بحفظ الحقوق ؟ ! ألا ترى معى أن من أهمل فى حفظ حقوقه يكون آثماً شرعاً ؟! أين نحن بذممنا من صحابة النبى r ؟! ألا تخشون من قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور : 19] نداء إلى كل شاب .. وفتاة .. الزواج لا يكون حلالا إلا باكتمال أركانه التى ذكرت فى بداية هذا الموضوع ، وإن فقد منها ركن كان الزواج باطلاً شرعاً ولا يعتد به.