عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-2009, 02:33 PM   #1

Ahmed_Nagy
عضو لامع



الصورة الرمزية Ahmed_Nagy


• الانـتـسـاب » Jan 2009
• رقـم العـضـويـة » 47604
• المشـــاركـات » 1,142
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
Ahmed_Nagy صـاعـد

Ahmed_Nagy غير متواجد حالياً



كيف نزل الحديد؟



قبل فترة أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية عن اكتشافها لأبعد نجـم في الكون (يمكن للإنسان مراقبته). وهو نجم عملاق يبعد عن الأرض بمسافة 13.5 بليون سنة ضوئية (وكان الرقم القياسي السابق 13 بليون سنة لنجم رصده تلسكوب الفضاء الأمريكي هابل). ولا تكمن الغرابة هنا فقط؛ بل في أن هذا النجم يكاد يتكون من الحديد الخالص (حسب موقع مجلة نيوساينتست في 17 يوليو الماضي)!!

* وحين قرأت هذا الخبر تذكرت على الفور روعة الإعجاز القرآني في قوله تعالى {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}. فالإنزال هنا حقيقي وواقعي ـ وليس مجازياً أو مستعاراً ـ فمعدن الحديد غريب على الأرض وليس ضمن عناصرها الأصيلة.. بل إنه في الحقيقة غريب على كامل نظامنا الشمسي ولا يمكن أن يكون قد تشكل فيه.. ولكن؛ رغم أنه عنصر خارجي وغريب إلا أنه يكون المادة الأساسية للب الأرض، كما يشكل ثاني أكثر العناصر وفرة على سطح الأرض (بعد الألمنيوم)!

وتفسير هذا التناقض يكمن في أن الحديد (عنصر مصطنع) يتولد في نجوم ضخمة تدعى "المستعرات" أو "السوبر نوفا". وهذه المستعرات يسميها علماء الفلك "مطابخ السماء" بسبب تخلق العناصر بداخلها ـ وأيضا بسبب حرارتها الهائلة التي تفوق شمسنا بعشرات المرات ـ.. وحين تنفجر هذه النجوم تقذف في الفضاء كميات هائلة من الحديد فتنطلق بهيئة نيازك حتى تندمج مع الأجرام والكواكب الأخرى. وهذه العملية تعني أن الحديد يحتاج (كي يظهر ويتشكل) حرارة هائلة لا يمكن أن تتوفر في شمسنا.. بل تشير الحسابات الفلكية إلى أن صنع كيلو غرام واحد من الحديد يحتاج إلى طاقة تفوق ما يوجد في كامل مجموعتنا الشمسية!!

أيضا هناك دليلان آخران يثبتان أن الحديد عنصر غريب عن الأرض وعن نظامنا الشمسي بأكمله:

الأول هو أن ذرة الحديد من أكثر العناصر اتزانا واستقرارا. وهذا يعني أن الحديد لا يتواجد بكثرة إلا في الأجرام القديمة أو التي في طور الاحتضار. وبما أن نظامنا الشمسي حديث نسبيا نستنتج أن الحديد الموجود فيه غريب عنه وضيف عليه!!

* أما الدليل الثاني فأتى من النيازك والشهب (التي نراها كل يوم ودرس العلماء الآلاف منها)؛ فهذه النيازك تتكون من حديد خالص يستحيل وجوده في قشرة الأرض (حيث يوجد غالبا بشكل مركبات)!!

أما كيف وصل الحديد واندمج مع مادة الأرض فهذا يعود إلى الطريقة التي نشأت بها الأرض ذاتها؛ فالأرض (مثل بقية الكواكب) كانت في بدء تكونها مجرد بؤرة من الغاز الملتهب، ثـم تضخمت بالتدريج من خلال جذب المزيد من الغبار الكوني والنيازك الحديدية (حتى شكل الحديد ثلث كتلتها). وحين بدأت قشرة الأرض تبرد هبط معظم الحديد إلى أعماقها (بسبب ثقله النوعي) وشكل بالتالي نواتها الأساسية!!

هذه الحقيقة الغريبة تعطينا بعدا جديدا لتفسير قوله تعالى {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}. فالإنزال في اللغة هو "هبوط الشيء من علو"؛ غير أن عدم توفر المعلومات الفلكية جعل المفسرين القدماء يفسرون الكلمة بمعنى "قدر" أو "خلق". ولكننا اليوم نعرف أن إنزال الحديد كان إنزالا حقيقيا وبالمعنى الحرفي للكلمة.. ليس هذا فحسب؛ بل إن كلمة {أنزلنا} تتواءم بدقة حتى مع (نزول الحديد) إلى باطن الأرض و(نزول النيازك) على سطحها الخارجي!

و أسف للأطالة عليكم:)


توقيع Ahmed_Nagy :
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


رد مع اقتباس
إعلانات google