27-07-2009, 06:47 AM
|
#2
|
|
• الانـتـسـاب » Mar 2009
|
• رقـم العـضـويـة » 57683
|
• المشـــاركـات » 2,940
|
• الـدولـة » الاسكندريه
|
• الـهـوايـة » Online
|
• اسـم الـسـيـرفـر »
|
• الـجـنـس » Male
|
• نقـاط التقييم » 10
|
|
|
بطل اسطورى // سفاح
هتلر بين هذا وذاك

مقدمة عن هتلر
رجل فى قتل 102 مليون شخص
رجل كان هدفه الاول إبادة اليهود جميعا
قيل عنه انه اكثر زعيم قادر على تحريك عزيمة شعبه وانه اعظم خطيب سياسى فى تاريخ البشريه كما جاء فى كتاب "الخالدون مائه"
هتلر هل تتقف معه ؟؟
هل تراه بطلا ؟؟
هل هو انسان معقد ؟؟

تعال اعرف قصته فى السطور التاليه وهى ملخص من كتابين
هما كفاحى وهو من تاليف ادولق هتلر
وكتاب الخالدون مائه اولهم محمد صلى الله عليه وسلم لانيس منصور
حــــــــياتـــــه
عندما يتحدث "هتلر" عن طفولته قد نتصور أنها كانت طفولة مليئة بالأحداث، وأنه من أسرة سياسية أو على الأقل لها اهتمام ما بالأنشطة السياسية، لكن على العكس تماما فـ"هتلر" ولد عام 1890 في مدينة "برونو" وهي مدينة صغيرة على الحدود الفاصلة بين ألمانيا والنمسا.
وقد ولد لأب يعمل كموظف جمركي لا يهتم بشيء سوى وظيفته وحتى بعد أن تقاعد كرّس وقته لزراعة أرض يملكها.
وقد رفض "هتلر" منذ البداية أن يكون مجرد نسخة من والده وأن يكون موظفا مثله، وبرر ذلك بأن طموحه أعلى من أن يوقفه عند الوظيفة.
وقد اهتم "هتلر" منذ طفولته بالقراءة وخاصة.. التاريخ والمجلات المصورة، وجعله هذا يطلع على تاريخ الجيش البروسي وحروبه مع فرنسا عام 1870، وكما جعله يتساءل عن سبب امتناع ألمان النمسا عن المشاركة في تلك الحرب خاصة مع الانتصارات التي حققها الجيش الألماني، الأمر الذي جعله يضع أمام عينيه أن اتحاد ألمانيا والنمسا مرة أخرى، لابد وأن يكون على رأس الأهداف التي لابد أن يعمل من أجلها كل ألماني.
سنوات الامتحان القاسي
توفي والد "هتلر" وهو في الثالثة عشرة من عمره ثم لحقت به والدته بعد عامين وهكذا وجد "هتلر" نفسه وحيدا وهو لا يزال في الخامسة عشرة من عمره، ووجد نفسه مضطرا للعمل إلى جوار دراسته في كلية الفنون الجميلة قسم هندسة.
عاش "هتلر" ما يقرب من خمس سنوات من حياته في مدينة "فيانا" ورغم أنه يعتبرها أشقى أيام حياته حيث اضطر إلى العمل في وظائف متواضعة "كمعاون بناء ودهان"، إلا أنه يرى أنها شكّلت تفكيره وحياته فيما بعد؛ حيث تنبه لخطرين من وجهة نظره على الشعب الألماني هما الماركسية واليهودية.
كما قد روّعه في تلك المدينة انخفاض مستوى دخل الشعب المادي وأيضا الأخلاقي؛ حيث لاحظ انعدام الشعور بالواجب في أوساط العمال والصناع؛ وذلك لأن رب البيت يهتم فقط بتحصيل الكفاف -بمعنى توفير أقل قدر من الحتياجات الأساسية- وعلى هذا الأساس لا يهتم بالتربية البيتية، وقد أدى هذا من وجهة نظر "هتلر" إلى عدم انتماء الأبناء للآباء وبالتالي عدم انتماء العائلة للدولة.
وبناءا على هذا وضع "هتلر" في اعتباره أن تحويل الشعب إلى أمة خلاّقة يفترض قيام وسط اجتماعي سليم يعمل على تنشئة المواطن تنشئة وطنية.
الحزب الاشتراكي الديمقراطي واليهود
في عام 1909 يقول "هتلر" إنه قد طرأ على وضعه بعض التحسن فلم يبقَ معاون بناء، بل صار يعمل لحسابه الخاص كرسام هندسي، وفي أوقات فراغه اهتم أشد الاهتمام بدراسة الوضع السياسي في البلاد وتأثير التيارات الفكرية والعقائدية على الدولة النمساوية المهددة بالانهيار من وجهة نظره.
ويقول "هتلر" إنه لم يكن لديه قبل أن يدرس الحركة الاشتراكية الديمقراطية سوى فكرة غامضة عن هذه الحركة ومنشئها وأهدافها وأساليبها. وقد كان يتعاطف مع هذه الحركة لكفاحها في سبيل الدستور والتصويت العام؛ لأنه كان مؤمنا أن هذين الأمرين سيضعفان نظام "أسرة هابسبورج" الحاكم للنمسا والذي يحاول خنق النزعة الجرمانية في صدور عشرة ملايين من رعايا النمسا.
لكنه سريعا ما غيّر رأيه في تلك الحركة ووجد أنها ضد الوطن وضد الأمة وضد الشرائع وضد الدين؛ فهي من صنع الطبقات الرأسمالية وأداة البرجوازية لاستغلال الطبقة الكادحة، ووسيلة لتخدير الشعب وإضعافه ليتسنى لمستغلي جهوده أن يستعبدوه للنهاية.
يقول "هتلر" إنه بعد دراسته للحركة الاشتراكية الديمقراطية وجد صلة وثيقة بينها وبين المبادئ التي يروج لها اليهود وأدرك مع الأيام أن الأهداف البعيدة للحركة الاشتراكية الديمقراطية هي نفسها الأهداف التي لليهود كشعب ولليهودية كدين وللصهيونية كحركة سياسية قومية.
وينفي "هتلر" عن نفسه شبهة التعصب ضد اليهود في البداية حيث كان يرى أنهم مواطنون لهم مثل ما للألمان وعليهم ما عليهم، وكان يلوم الصحف الصغرى التي تهاجم اليهودية ويعتبرها أعداء للسامية، في حين كان مهتما بالصحف الكبرى والتي ترد على الحملات التي تقوم ضد اليهود بأسلوب رصين.
لكن وجهة نظره هذه تغيرت بعد ذلك، خاصة بعدما لاحظ توجُّه الصحف الكبرى غير الألمانية ومنافقتها للسلطة وإشادتها بفرنسا ووصفها "الأمة المتمدنة"، وعندما بدأ يتساءل عن مصلحة تلك الصحف وتوجهها بدا له اليهود على حقيقتهم.
فقد لفت نظره تكتل الإسرائيليين ومحافظتهم على عاداتهم وتقاليدهم. كما لاحظ انقسام اليهود تجاه الحركة الصهيونية، ففئة تحبذ هذه الحركة وفئة تشجبها وتطلق على نفسها "اليهود الأحرار"، ووجد أن هذا الانقسام لم يؤثر في التضامن القائم بينهم؛ مما جعله يتأكد أن انقسامهم مصطنع وأن تلك لعبة يلعبونها لا في النمسا فحسب بل في العالم كله.
بالإضافة لسيطرة اليهود على كل طرق وأساليب توجيه الرأي العام، فمعظم المؤلفين والناشرين والفنانين يهود، وحتى الصحافة الكبرى التي أثارت إعجاب "هتلر" في البداية برصانتها وترفعها عن الرد على الحملات المعادية للسامية كان معظم محرريها وموجهيها من أبناء "الشعب المختار".
كما تكشّف له الدور الذي يقوم به اليهود في ترويج "سوق الدعارة" والإتجار بالرقيق الأبيض. وصدمه في النهاية اكتشاف أن زعماء الحركة الاشتراكية الوطنية هم من اليهود ويسيطرون على صحفها ويوجهون النقابات التي تحت لوائها.
وقد أدت كل تلك الاكتشافات إلى أن يزيد إشفاق "هتلر" على العمال ويدرك أن هناك مؤامرة حقيقية يقودها اليهود بترويجهم لما يدعم نفوذهم وسلطتهم، وتخديرهم للشعب بالمبادئ الماركسية التي يدعون لها.
فقد وجد "هتلر" أن العقيدة اليهودية المعبر عنها بالتعاليم الماركسية تنكر قيمة الإنسان الفردية كما تنكر أهمية الكيان القومي والعنصري، مما يؤدي إلى تجريد البشرية من العناصر اللازمة لاستمرارها ولبقاء حضارتها.
وهكذا آمن "هتلر" تماما بأنه بدفاعه عن نفسه ضد اليهودي إنما يناضل في سبيل الدفاع عن عمل الخالق في الدفاع عن الجنس البشري ككل
هتلر والحرب

أسباب الحرب العالمية الثانية:
الأسباب غير المباشرة للحرب العالمية الثانية:
- ساهمت عدة عوامل في اندلاع الحرب العالمية الثانية من بينها وصول هتلر إلى السلطة سنة 1933م وقيامه بتسليح رينانيا كما ضم إقليم وإقليم السوديت وأقام الوحدة مع النمسا اسحب من عصبة الأمم سنة 1936م
- انسحبت إيطاليا من عصبة الأمم سنة 1936م بعد احتلالها لإثيوبيا العضو الإفريقي الوحيد داخل عصبة الأمم
- قامت اليابان باحتلال منشوريا سنة 1931م وقامت باجتياح للأراضي الصينية لسنة 1937م كما انسحبت بدورها من عصبة الأمم وتم تكوين محور ثلاثي يضم ألمانيا إيطاليا واليابان
- قام هتلر باحتلال مجموعة من الأراضي كضم النمسا وإقليم السوديت وهنغاريا وإقليم تيشن وسلوفاكيا وبلونيا
- عجز عصبة الأمم عن فرض مواثيقها وعدم قدرتها على الحد من الأطماع الألمانية
الأسباب المباشرة للحرب العالمية الثانية:
- قام هتلر باستعادة رينانيا ودخول جيوش الألمان إلى الأقاليم الغربية بعد إقامة فرنسا لتحالف عسكرية مع الاتحاد السوفياتي سنة 1936
- رغبة هتلر في احتلال المزيد أراضي أوربا الشرقية لضمان الموارد الغدائية وقد اتجهت أنظاره إلى بولونيا التي اجتاحها سنة 1939م فأعلنت فرنسا وإنجلترا والاتحاد السوفياتي الحرب على الألمان.
المراحل الكبرى للحرب العالمية الثانية
خصوصية المرحلة الأولى من الحرب العالمية الثانية:
- قامت ألمانيا باحتلال المزيد من الأراضي داخل أوربا الشرقية كاحتلال ¾ فرنسا والنرويج
- قام الجيش الألماني بقصف لندن سنة 1940م وزحف نحو الاتحاد السوفياتي سنة 1941م هذا الأخير الذي نهج سياسة الأرض المحروقة
- قامت القوات اليابانية بقصف القاعدة الأمريكية بالمحيط الهادي في 7 دجنبر 1941م وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على دول المحور.
تطورات الحرب العالمية الثانية في المرحلة الثانية:
بعد دخول الولايات المتحدة للحرب العالمية اتسعت ساحة هذه الحرب لتشمل عدة قارات كإفريقيا أوربا وآسيا
- قامت قوات التحالف بإنزال جيوشها بسواحل الدار البيضاء وهران والجزائر واتجاهها نحو تونس
- تمكن الأسطول الأمريكي في يونيو سنة 1942 من إغراق لأربع من أكبر حاملات الطائرات اليابانية في بحر المرجان كما استعادت القوات الأمريكية الفلبين ( أكتوبر 1944)
- تحديد الولايات المتحدة للهجوم الحاسم على اليابان في فاتح دجنبر 1945 وأمام رفض اليابان لهذا الإنذار قامت الولايات المتحدة بإلقاء أول قنبلة نووية على مدينة هيروشيما في 6 غشت وإلقاء قنبلة ثانية على نكازاكي في 9 غشت وفي 14 غشت استسلمت اليابان
أهم نتائج الحرب العالمية الثانية:
النتائج المادية والبشرية للحرب العالمية الثانية:
- أدت الحرب إلى خسائر جسيمة في الأرواح حيث قتل بالاتحاد السوفياتي أكثر من 102 مليون شخص ما بين عسكريين ومدنيين كما أدت إلى خراب كبير في البنيات التحتية وارتفاع تكاليف الحرب على الشعوب المتحاربة وانخفض الإنتاج الوطني لهذه الدول.
النتائج السياسية في العالم بعد الحرب العالمية الثانية:
- بعد الحرب العالمية الثانية تم رسم خريطة سياسة جديدة لأوربا على أساس قوتين جديدتين لقيادة العالم هما الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية.
- إقامة هيئة دولية جديدة بدل عصبة الأمم أطلق عليها اسم هيئة الأمم المتحدة هدفها تحقيق السلم العادل وضمان جميع الحقوق للمواطنين
نهايه الحرب ونهايه هتلر

موته
قام هتلر بالانتحار بتناول السيانيد وإطلاق النار على نفسه في يوم 30 أبريل عام 1945 وهي الرواية العامة المقبولة لطريقة موت الزعيم النازي. ولكن هذه الطريقة المزدوجة في الانتحار والظروف الأخرى التي أحاطت
بالحادثة شجعت البعض على إطلاق الشائعات بأن هتلر لم ينتحر وأنه عاش حتى نهاية الحرب العالمية الثانية مع الاختلاف حول ما حدث لجثته. وقد أكدت الوثائق السوفيتية المفرج عنها من جهازي كي جي بي وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي عام 1993 الرواية التي تقول بانتحاره. ولكنها لم تظهر ما حدث لبقايا جثته بعد حرقها.

وقيل ان هذه الصورة بعد موته

المحرقة اليهوديه
اردت التكلم عنها منفصله
ماهى
وخلاصتها
محرقة اليهود من الفرقعات التاريخية ليس إلا
أولاً ما هى محرقة اليهود وبعض المصطلحات الهامة :
الهولوكوست : الكلمة أصلها ديني يهودي ومعناها الحرق حتى الرماد .
النازية : هى حكم دكتاتورى كان يرأسه أدولف هتلر وكانت النازية تؤمن بأن العرق الآرى متفوق على كل العروق و الأجناس , وهنا تشابه مثل اليهودية " شعب الله المختار " و أيضا لدينا نحن المسلمين " خير أمة أنزلت للناس " و قرر النازيون أن لا يوجد ما يمنع أن يحتلو أي دولة أو أي مكان هذا لأنهم العرق الأفضل , وجاء تسمية النازية من كلمة - القومية الإشتراكية - .
محرقة اليهود يوجد بها أكثر من نقطة هامة وإن ربطنا تلك النقاط سوياَ سنصل لنتيجة واحدة , هى أن المحرقة كذبة كبيرة لا يمكن إثباتها سوى ميتافيزيقا لأنه لا يوجد مكان يستوعب كل ذلك العدد من اليهود الذين أحصوهم تقريباً ستّة ملايين ثم ماتو إختناقا بالغاز ! , فالقصة تشبه الافلام الهندية فقط , و كانت ليكسب اليهود تعاطف العالم ليس إلا , و هذا ما سنجده بعد ذلك بالأدلة فمثلاً قانون- فابيوس جايسو - الذى يمنع البحث فى أي جريمة إنسانية و طبعا من ضمنها محرقة اليهود التى صنعت الإتحاد الصهيوني .
حتى لو أن محرقة اليهود حقيقة فما علاقة فلسطين بالموضوع - هذا سؤال هام حتى نفهم الفكر الصهيوني ؟
يعتقد اليهود ويؤمنون أنهم أصحاب تلك الأرض و أننا أخذنها منهم , هذا ما لا يثبته التاريخ بالتأكيد .
دون إطالة محرقة اليهود بين الواقع والخيال شيء صعب إثباته و إن كنت أميل للثانية
محرقة اليهود سببها تخلف وجهل العرب الذين صدّقو تلك الكذبة وسمحو لليهود بالذهاب لفلسطين بدلاً من مدغشقر و كنا للأسف نجهل ما معنى التفكير السليم وكان لنا من يفكرون لنا وبالتأكيد كانو حمقى فجعلونا أضحوكة الأن .
اشهر مقولات هتلر
يقول هتلر :: كان بامكانى ان اقتل جميع يهود العالم : ولكن تركت بعض منهم لكى يعرف العالم لماذا اقتلهم
يقول هتلر :: لقد اكتشفت مع الايام انه ما من فعل مغاير للاخلاق
وما من جريمة بحق المجتمع الا ولليهود يد فيها
يقول هتلر :: وقد استوقفنى اعتماد اليهود على بلاهة مناظرهم,فإذا اخطأت فرائسهم, وضيق عليهم الخسم الخناق,تظاهروا بالبلاهة,واستحال عليهم ان ينتزع منهم جوابا واضحا,اما اذا اضطر احدهم على التسليم بوجهه نظر الخصم بحضور بعض الشهود,فانه يتجاهل فى اليوم التالى ما كان من امره بالامس .
يقول هتلر :: كل طهارة يدعيها اليهود , ذات طابع خاص , فبعهدهم عن النظافة البعد كله امر يصدم النظر منذ ان ان تقع العين على يهودى,وقد اضطررت الى لسد انفى فى كل مرة التقى احد لابسى القطفان ,لان الرائحة التى تنبعث من اردانهم تنم عن العداء المستحكم بينهم وبين الماء والصابون , ولكن قذارتهم المادية ليست شينا مذكورا بالنسبة الى قذارة نفوسهم.
يقول هتلر :: لن ارحم الضعفاء حتى يصبحو اقوياء وان اصبحو اقوياء فلا تجوز عليهم الرحمة.
يقول هتلر :: لو كان لدى السلاح الروسى , والعقل الالمانى , والجندى المصرى, لغزوت العالم
هذا رأي بعد قراءة ما يتعلق بتلك المحرقة من شتى الأطراف وإن كنت تريد البحث أكثر
هناك كتب عن المحرقة ترجمت بالعربية فى الأعوام الأخيرة السابقة
كنت جاسوساً في إسرائيل

رفعت الجمال " رأفت الهجان "
لم يتوقع احد تلك العاصفة التي هبت داخل إسرائيل بحثا وسعيا لمعرفة حقيقة الشخصية التي أعلنت المخابرات العامة المصرية عام 1988 بأنها قد عاشت داخل إسرائيل لسنوات طوال أمدت خلالها جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة كما أنها شكلت وجندت داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه اكبر شبكه تجسس شهدتها منطقة الشرق الأوسط.
وكان اسم (رأفت الهجان) هو الاسم المعلن البديل للمواطن المصري المسلم (رفعت على سليمان الجمال)ابن دمياط

والذي ارتحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام 1954 حاملا روحه على كفة.
وحقق الجمال نجاحات باهرة وبه استطاعت المخابرات المصرية أن تثبت عمليا كذب أسطورة التألق التي تدعيها إسرائيل لجهاز مخابراتها.
وفور إعلان القاهرة لهذه العملية المذهلة طالبت الصحفية الإسرائيلية "سمادر بيرى" - في موضوع نشرته بجريدة يدعوت احرونوت الإسرائيلية - آيسر هريتيل مدير المخابرات الإسرائيلية في هذا الوقت أن ينفى ما أعلنته المخابرات المصرية وأكدت لمدير المخابرات الإسرائيلية أن هذه المعلومات التي أعلنتها القاهرة تثبت تفوق المخابرات العربية المصرية في أشهر عملية تجسس داخل إسرائيل ولمدة تقرب من العشرين عاما.
واستهدفت الصحفية من نشر هذا الموضوع عرض الحقيقة كاملة ، حقيقة ذلك الرجل الذي عاش بينهم وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال للغاية في الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف ، كما انه كون إمبراطورية سياحية داخل إسرائيل ولم يكشف احد أمره .
وجاء الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية : أن هذه المعلومات التي أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد .. وان على المصريين أن يفخروا بنجاحهم!.
وبينما يلهث الكل وراء اي معلومة للتأكد من الحقيقة عن هذا المجهول المقيد في السجلات الإسرائيلية باسم "جاك بيتون" بصفته إسرائيلي ويهودي ، نشرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية موضوعا موسعا بعد أن وصلت إلى الدكتور "ايميرى فريد" شريك الجمال في شركته السياحية "سي تورز" وبعد أن عرضوا علية صورة الجمال التي نشرتها القاهرة شعر بالذهول وأكد أنها لشريكة "جاك بيتون" الذي شاركه لمدة سبع سنوات وانه كان بجواره مع جمع كبير من صفوة المجتمع الإسرائيلي عندما رشح لعضوية الكنيست الإسرائيلي ممثلا لحزب "مباى" الإسرائيلي "حزب عمال الأرض" ولكنه لم يرغب في ذلك.
وفور أن فجرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" حقيقة الجاسوس المصري وانه شخصية حقيقية وليست من نسج خيال المصريين كما ادعى مدير الموساد حصلت الصحيفة أيضا على بيانات رسمية من السجلات الإسرائيلية مفادها أن "جاك بيتون" يهودي مصري من مواليد المنصورة عام 1919 وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الأخيرة عام 1973 .
وأضافت الصحيفة بعد التحري أن "جاك بيتون" أو "رفعت الجمال" رجل الأعمال الإسرائيلي استطاع أن ينشئ علاقات صداقه مع عديد من القيادات في إسرائيل منها "غولدا مائير" رئيسة الوزراء ، و"موشى ديان" وزير الدفاع .
وخلصت الصحيفة إلى حقيقة ليس بها أدنى شك :
"جاك بيتون" ما هو إلا رجل مصري مسلم دفعت به المخابرات المصرية إلى إسرائيل واسمه الحقيقي "رفعت على سليمان الجمال" من أبناء مدينة دمياط بمصر.
وفور هذه المعلومات الدقيقة التقطت الصحف العالمية أطراف الخيط فقالت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية الواسعة الانتشار : أن "الجمال" عبقرية مصرية استطاع أن يحقق أهداف بلاده .. ونجح في أن يعود إلى وطنه سالما ويموت طبيعيا على فراشه.
رفعت الجمال
ولد رفعت الجمال في الأول من يوليو 1927 بمدينة طنطا وكان الابن الأصغر للحاج على سليمان الجمال تاجر الفحم وكان له اخوين أشقاء هما لبيب ونزيهه إضافة إلى أخ غير شقيق هو سامي، وكان والده يحمل لقب (أفندي) أما والدته فكانت من أسرة عريقة وكانت تتحدث الإنجليزية والفرنسية.
لم ينعم "رفعت" بوالده طويلا إذ توفى والده وهو بعد في التاسعة من عمره عام 1936 وكانت شقيقته نزيهه في الحادية عشر ولبيب في الثالثة عشر، أما سامي فكان في الثالثة والعشرين، ولم يكن لهم أي مصدر للرزق فاتفق الأعمام والعمات على حل كان منطقيا في هذه الظروف وهو أن يلتحق الصبيين (رفعت ولبيب) بورشة للنجارة حيث كانت مدينة دمياط منذ القدم وحتى الآن مشهورة بصناعة الأخشاب إلا أن الشقيق الأكبر سامى رفض الفكرة من أساسها واقترح أن ينتقل الأولاد الثلاثة وأمهم معه إلى القاهرة ليتعلموا في مدارسها ويكفل لهم راتبه المتواضع حياه كريمة، وكان سامي مدرسا للغة الإنجليزية وكان مسئولا عن تعليم أخوة الملكة فريدة اللغة الإنجليزية.
وفى القاهرة التحقت نزيهة بمدرسة ثانوية للبنات والتحق لبيب بمدرسة تجارية متوسطة، أما رفعت فالتحق بمدرسة ابتدائية وبعد إتمامه لها التحق أيضا بمدرسة تجارية وكان وقتها يتقن التحدث باللغتين الانجليزية والفرنسية ، وبرغم محاولات سامى أن يخلق من رفعت رجلا منضبطا ومستقيما إلا أن رفعت كان على النقيض من اخية سامى فقد كان يهوى اللهو والمسرح والسينما بل انه استطاع أن يقنع الممثل الكبير بشارة وكيم بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة أفلام.
وفي عام 1943 تزوجت نزيهة من الملازم أول احمد شفيق في حين سافرت أمه إلى دكرنس للإقامة مع أخوها ليجد رفعت نفسه محروما فجأة من أمه وأخته التي كان يحبها كثيرا، ووجد نفسه فجأة مطالبا بتحمل أعباء نفسه ومن ثم وعلى سبيل الاحتجاج رسب عمدا في امتحان العام الدراسي الثالث بمدرسته التجارية وفي هذا الوقت تزوج شقيقه سامي من ابنه محرم فهيم نقيب المحامين في ذلك الوقت، في حين انشغل لبيب بعمله، ولما كان هناك ملاحق للراسبين في الامتحان النهائي ومع ثورة الجميع على رفعت ومطالبته بالنجاح في الملاحق إلا انه كان مصرا .. ورسب للمرة الثانية.
وفي العام التالي نجح رفعت في الامتحان ولم يعد أمامه إلا عام واحد على التخرج وبالفعل تخرج في عام 1946 في الوقت الذي كان فيه قد انضم إلى عالم السينما.
إلا انه أحس أن الوقت قد حان لكي ينتقل لمجال آخر، وربما كان يريد وقتها الهروب من (بيتي) تلك الراقصة التي تعرف عليها، فتقدم بطلب لشركة بترول أجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسب واختارته الشركة برغم العدد الكبير للمتقدمين ربما نظرا لإتقانه الإنجليزية والفرنسية، وانتقل بالفعل إلى رأس غارب حيث بقى لمده خمسة عشر شهرا تعلم خلالها كل ما أمكنه عن إعمال البترول وأقام علاقات متعددة مع مهندسين أجانب، وفي هذه الأثناء توفيت والدته بدكرنس.
وفي عام 1947 قرر رئيسه نقله إلى المركز الرئيسي بالقاهرة ولما كان لا يرغب في العودة إلى القاهرة آنذاك إذ انه لن يستطيع أن يكون قريبا من أخته نزيهة وأبناءها وفي الوقت نفسه لا يستطيع رؤيتها مع سوء علاقته بزوجها فقد رفض الترقية.
وانتقل إلى الإسكندرية للعمل في شركة كيماويات كان رئيسها قد فاتحه أكثر من مرة للعمل لديه، وسر منه صاحب الشركة كثيرا نظرا لاجتهاده وكان يعامله كابن له وهو الشئ الذي كان يفتقده رفعت كثيرا.
وفي عام 1949 طلب منه صاحب الشركة السفر إلى القاهرة لأنه غير مطمئن للمدير هناك وطلب منه مراجعه أعماله.
وسافر رفعت إلى القاهرة وراجع أعمال مدير الفرع فلم يجد ما يثير الريبة وتسلم منه الخزانة وراجع ما فيها دون أن يدري انه يمتلك مفتاحا ثانيا لها، وفي اليوم التالي اكتشف ضياع ألف جنيه من الخزانة وأصبح هو من الناحية الرسمية المسئول عن ضياع المبلغ، واتصل مدير الفرع برئيس الشركة بالإسكندرية وابلغه انه عثر على المبلغ في غرفته وهو ما لم يحدث، وعاد رفعت إلى الإسكندرية وقال له رئيسه انه يصدقه لكنه لا يستطيع الإبقاء عليه في وظيفته تجنبا لإجراء أي تحقيقات رسمية لكنه أيضا رتب له عمل آخر مع صديق له يدير شركة ملاحه بحرية .. ولم يكن أمام رفعت خيار آخر
رفعت الجمال
وبدأ رفعت العمل كمساعد لضابط الحسابات على سفينة الشحن "حورس"، وبعد أسبوعين من العمل غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة. وطافت "حورس" طويلا بين الموانئ؛ نابولي، جنوه، مرسيليا، برشلونة، جبل طارق، طنجة .. وفي النهاية رست السفينة في ميناء ليفربول الإنجليزي لعمل بعض الإصلاحات وكان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى بومباي الهندية.
ولما كان من المفترض أن تبقى السفينة لمدة ليست بالقصيرة في ليفربول فقد بدأ رفعت في استكشاف المكان وتولت الأقدار أمر تعارفه بـ "جودي موريس" وهي فتاة انجليزية ذكرته كثيرا ببيتي التي كان يعرفها في مصر، غير أن جودي كانت تختلف كثيرا فقد كان والدها شخصية نقابية هامة في انكلترا.
ولما أصبحت "حورس" جاهزة للرحيل تمسكت جودي برفعت وطالبته بالبقاء معها لبعض الوقت لكنه لم يكن مستعدا لخسارة وظيفته أو البقاء في انجلترا بطريقة غير مشروعة، غير أن جودي أوضحت له أن كثيرا من البحارة يضطرون إلى استئصال الزائدة الدودية وبذلك يتخلفون عن اللحاق بسفنهم وينتظرون إلى أن تعود مرة أخرى كما أن والدها يستطيع مساعدته في الحصول على تصريح إقامة ومن ثم أدعى رفعت الألم وأجرى عملية استئصال الزائدة الدودية وهو لا يشكو حقيقة منها بأي ألم!.
رفعت الجمال مع أبنه
وعقب تماثله للشفاء التحق بالعمل لدى والد جودي في الميناء بعد أن رتب له الوالد تصريحا بالعمل.
وسارت الأمور طبيعية بعض الوقت إلى أن شعر رفعت أن الأمور تتطور في غير صالحه خاصة بعد أن تعلقت جودي به كثيرا وأعلنت صراحة رغبتها في الزواج منه، ولما كان قد أيقن أنها لا تصلح له كزوجه فقد أنتهز أول فرصة حينما عادت "حورس" إلى ليفربول ليودعها عائدا إلى حياة البحر.
وفي مارس 1950 عاد رفعت الجمال إلى مصر. عاد ليجد نفسه لم يتغير كثيرا فقد وجد نفسه كما رحل عنها؛ بلا أسرة أو عائلة. ولذلك لم يلبث أن رحل مرة أخرى على متن سفينة ترفع العلم الفرنسي. وبعد أربعة أيام من الإبحار وصلت السفينة إلى مرسيليا حيث واصل رفعت هوايته في استكشاف الأماكن، ومن مرسيليا أنتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث واجه خطر الترحيل لأنه لم يكن يمتلك تأشيرة إقامة.
ومن باريس أستقل رفعت القطار إلى العاصمة الإنجليزية لندن زاعما أنه مضطر لاستشارة الطبيب الذي أجرى له استئصال الزائدة الدودية وحصل بموجب ذلك على تأشيرة دخول لمدة أسبوعين ولم يكن من الممكن بالنسبة إليه أن يكون في انجلترا دون أن يعرج على ليفربول لرؤية جودي التي بكت من الفرحة حينما رأته متصورة أنه عاد من أجلها.
وهناك ساعده قس مسيحي، كان قد طلب منه في زيارته الأولى لليفربول أن يعلمه ما يعرفه عن الإسلام، في الحصول على وظيفة جيدة في وكالة سفريات تدعى "سلتيك تورز".
وأظهر رفعت كفاءة كبيرة في عمله الجديد ونجح في إقناع رئيسه في محاولة الحصول على موافقة السفارة المصرية بلندن على أن تتولى "سلتيك تورز" تنظيم سفر الدبلوماسيين المصريين والحاصلين على منح دراسية من وإلى انجلترا وأقتنع رئيسه ونجح رفعت في مهمته وعاد إلى الوكالة بعقد مربح بلغت عمولته عنه 2000 جنيه إسترليني وهو مبلغ رهيب بالنسبة لهذا الزمن.
وقبل أن تمر خمسة شهور على هذه الصفقة زادت أرباح وكالة السفريات وزادت مدخراته إلى 5000 جنيه إسترليني وضعها في بنك أمريكان اكسبريس مقابل شيكات سياحية بنفس القيمة.
وفكر رفعت في تكرار تجربته مع السفارة المصرية في نيويورك وأقنع رئيسه بالفكرة وسافر بالفعل على الفور إلى نيويورك. لكنه لم يكن يعلم أنه لن يعود مرة أخرى... .
وصية الهجان
وصيتى. أضعها أمانة فى أيديكم الكريمة السلام على من اتبع الهدى.
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وهأنذا أقدم لسيادتكم وصيتى بعد تعديلها إلى ما هو آت: فى حالة عدم عودتى حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أى أن تكتشف حقيقة أمرى فى إسرائيل، وينتهى بى الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد فى هذه الحال، وهو الإعدام، فإننى أرجو صرف المبالغ الآتية:
1. لأخى من أبى سالم على الهجان، القاطن.. برقم.. شارع الإمام على مبلغ.. جنيه. أعتقد أنه يساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التى صرفها على منذ وفاة المرحوم والدى عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.
2. لأخى حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم...، مبلغ... كان يدعى أنى مدين له به، وليترحم على إن أراد .
3. مبلغ... لشقيقتى العزيزة شريفة حرم الصاغ محمد رفيق والمقيمة بشارع الفيوم رقم .. بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة منى لها، وأسألها الدعاء لى دائما بالرحمة.
4. المبلغ المتبقى من مستحقاتى يقسم كالآتى:
نصف المبلغ لطارق محمد رفيق نجل الصاغ محمد رفيق وشقيقتى شريفة، وليعلم أننى كنت أكن له محبة كبيرة.
النصف الثانى يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتى أمام الله، بعد أن بذلت كل ما فى وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة .
إنا لله وإنا إليه راجعون
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله
طوال فترة عمله، في قلب إسرائيل، لحساب المخابرات المصرية، لم يتقدّم (رفعت الجمّال) بمطلب واحد للمسؤولين..
حتى كان مطلبه هذا..
أن يعود إلى (مصر)، ويدفن إلى الأبد شخصية (جاك بيتون)..
حدث هذا في يونيو1963م، قبل لقائه الأوَّل بزوجته فيما بعد (فلتراود)، أي أن رغبته هذه كانت تعكس حالة الإجهاد التي وصل إليها، ورغبته الحقيقية في استعادة (رفعت الجمَّال)، بهويته، وجنسيته.. وديانته أيضاً..

ولكن العودة لم تكن بالبساطة التي توقَّعها (رفعت)، إذ لم يكن من السهل بالتأكيد، أن يختفي (جاك بيتون) هكذا فجأة، من قلب (إسرائيل)، ليظهر (رفعت الجمَّال) مرة أخرى في (القاهرة)، فهذا كفيل بكشف كل ما فعله طوال حياته..
ليس هذا فحسب، ولكن ستكشف -أيضا- شبكات التجسُّس التي تركها خلفه أيضاً.. وفي عالم المخابرات تعتبر هذه كارثة.. وبكل المقاييس..
رفعت الجمال وزوجته الألمانية فلتراود
وعند هذا الحد، تمتزج، على نحو ما، مذكرات (جاك بيتون) بمذكرات زوجته (فلتراود)، فيروي هو نفس ما روته هي من قبل، حول لقائهما، في أكتوبر 1963م، ووقوع كل منهما في حب الآخر، وزواجهما.
ولكن هناك فقرة مهمة جداً، في المذكرات التي تركها (رفعت) لزوجته بعد وفاته، تستحق حتماً أن نتوقَّف عندها، وأن ننقلها هنا نصاً؛ لأنها تؤكِّد نجاحه البالغ:
وعدنا إلى إسرائيل في أوائل يناير1964م، قدمتك إلى "غولدا مائير"، وأحبتك كثيراً، ثم اصطحبتك في زيارة إلى "بن جوريون"، في الكيبوتز الخاص به. رافقنا "ديان" في هذه الزيارة، وبعد أن استقبلك "بن جوريون" العجوز مرحباً، طلبت منك التجول في الكيبوتز إلى أن نفرغ من حديثنا أنا و"بن جوريون" و"ديان". لم يتناول نقاشنا شيئاً له أهمية كبيرة، ولكن كان لابد وأن أكون متابعاً لمسرح الأحداث..
إلى هذا الحد إذن كان (رفعت الجمّال) متوغّلاً، في قلب عالم الكبار
في إسرائيل!!! أي نجاح يمكن أن يفوق هذا!!
والنقطة المهمة جداً، التي ينبغي التوقف عندها، في هذه المذكرات أيضاً، هي إصرار (رفعت) الشديد، على ألا يولد ابنه في (إسرائيل)، وعلى أن تسافر زوجته لتنجبه في (ألمانيا)، حتى لا يحمل إلى الأبد الجنسية الإسرائيلية..

ورويداً رويداً، راح (رفعت) يتحلَّل من أعماله والتزاماته في (إسرائيل)، ويقوي روابطه وأعماله في (ألمانيا)، وبدأ في دراسة كل ما يتعلَّق بالنفط، الذي قرَّر أن يجعل من تجارته مصدر رزقه الأساسي، خاصة وأنه قد تقدَّم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية، التي ستتيح له السفر بيسر أكثر، ودون تعقيدات أمنية عديدة، إلى (مصر)، في أي وقت يشاء، كرجل أعمال ألماني، وتاجر نفط عالمي.
وفي فقرة مؤسفة، يؤكِّد (رفعت) أنه، باتصالاته التي لم تكن قد انقطعت بعد، بالمسؤولين الإسرائيليين، أمكنه معرفة أن (إسرائيل) تستعد للهجوم على مصر، في يونيو1967م، وأنه أبلغ المسؤولين في (مصر) بهذا، إلا أن أحداً لم يأخذ معلوماته مأخذ الجد، نظراً لوجود معلومات أخرى، تشير إلى أن الضربة ستنصب على سوريا وحدها!!.. .
ووقعت نكسة1967.. وانهزمنا هزيمة منكرة..
وعلى الرغم من حالة الإحباط وخيبة الأمل، التي أصابته بسبب هذا، واصل (رفعت) ارتباطه بالمخابرات المصرية، وظلّ يرسل إليها كل ما يقع تحت يديه من معلومات، من خلال صداقته مع رجل المخابرات الإسرائيلي (سام شواب)، حتى توافرت لديه فجأة بعض المعلومات بالغة الخطورة، (لم يفصح عنها أيضاً في مذكراته)، والتي أرسلها فوراً إلى مصر، وصدقها المصريون، وكان لها تأثير واضح، في حرب 1973م..
وبعد الحرب والانتصار، عاد (رفعت) يطلب العودة إلى (مصر)، ولكن المخابرات المصرية أخبرته أنه لا يستطيع العودة مع أسرته، إذ يستحيل أن تتم حماية الأسرة كلها طوال الوقت، من أية محاولات انتقامية إسرائيلية، إذا ما انكشف أمره..
كان على الطير أن يواصل التحليق إذن، بعيداً عن وطنه، وأن يحمل حتى آخر العمر جنسية (جاك بيتون)، اليهودي الإسرائيلي السابق، ورجل الأعمال الألماني المحترم، الذي نجح في إقامة مشروع نفطي كبير في (مصر)، ظلّ يزهو به، حتى آخر لحظة في حياته، ويروي في مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصري، في عام 1977م، ليعود أخيراً إلى (مصر)، التي عشق ترابها، وفعل من أجلها كل ما فعله..
وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث (رفعت الجمَّال) عن إصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر1981م، وتفاقم حالته، ثم يبدي ارتياحه، لأن العمر قد أمهله، حتى أكمل مذكراته، وأن زوجته وابنه دانيال، وابنته بالتبني أندريا سيعرفون يوماً ما حقيقته، وهويته، وطبيعة الدور البطولي الذي عاش فيه عمره كله، من أجل وطنه..
تروي (فلتراود) قصة لقائها بالفنان (إيهاب نافع)، وارتباطها به، والدور الذي قام به، لإجراء الاتصال بينها وبين المخابرات المصرية، للتيقن من حقيقة ما جاء في مذكرات زوجها الراحل، ثم زواجها من (إيهاب نافع) فيما بعد..
وأن العالم كله يعرف الآن أن المخابرات المصرية قد نجحت، في صفع الإسرائيليين، طوال ثمانية عشر عاماً كاملة، وزرع جاسوس مصري في قلب قياداتهم.. وقلب مجتمعهم..
بل وقلب كيانهم الأساسي كله.. وأنها كانت واحدة من أروع وأكمل العمليات، التي تم نشر (بعض) تفاصيلها، في تاريخ المخابرات كله.. عملية، برع وتألّق خلالها جاسوس يعد الأشهر في عالمه، حتى لحظة كتابة هذه السطور.. بل أشهر الجواسيس.. على الإطلاق.

|
|
|