الجواب
هذا حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يجوز تناقله ولا نشره ، ومن نشره فليتبوأ ويحجز مقعده من النار ؛ لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وساهم في نشر الكذب .
ومِن علامات الحديث الموضوع ركاكة أسلوبه ، كَما ذكرتِ – حفظك الله – .
ومِن ركاكة أسلوبه افتتاح الدعاء بالبسملة والأذكار !
وليس الدعاء بموطن للبسملة والأذكار الواردة في مثل هذا الدعاء !
وعلامة ثانية مِن علامات الحديث الموضوع – مما ذَكَرَه العلماء – كثرة الأجور ومضاعفة الحسنات على عمل يسير ، ومما جاء في هذا الحديث أنَّ هذا الدعاء لو قُرئ على جَبَل لَزال ، ولو قُرِئ على أو على قبر لا يُعَذِّب الله ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت !
وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين ، فقال : إنهما ليُعذَّبَان . كما في الصحيحين ، ولم يَدع بمثل هذا الدعاء !
(ومن قرأ هذا الدعاء وهو مريض شفاه الله أو كان فقيرا أغناه الله
أو كان به هم وغم زال عنه . ومن كان عليه دين قضاه وخلص منه
وان كان في سجن وأكثر من قراءته خلصه الله ويكون آمن مِن شر الشيطان وجور السلطان )
وقد زار النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه في مرضهم ، ولم يُنقل عنه أنه قال مثل هذا الدعاء !
وأرشد عليه الصلاة والسلام أمته لِدعاء كشف الغَمّ ، وليس هذا من بابتها !
وشَكَى إليه بعض أصحابه ما عليه مِن دَين ، فأتاه عليه الصلاة والسلام ودعا له بالبركة في مالِه ، - كما في قصة دين والد جابر رضي الله عنهما – ولم يَدع عليه الصلاة والسلام بمثل هذا الدعاء ، ولا أرشَد إليه .
وسَمِع أصوات أصحابه يَتقاضى بعضهم من بعض في المسجد ، فأشار إلى الدائن أن يضع نِصْف دَيْنِه – كما في الصحيحين في قصة تقاضي كعب بن مالك دينا له على ابن أبي حدرد – ولم يُرشد الْمَدِين إلى مثل هذا الدعاء .
وكان بعض أصحابه في مكة مُستضعفا بين المشركين ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَدعو لهم في صلاته ويقول في دُعائه : اللهم أنْجِ المستضعفين مِن المؤمنين . رواه البخاري ومسلم .
والزَّعْم أنَّ جبريل يَنْزِل ببركة ذلك الدعاء !
وأنَّ النصر يَنْزِل به !
وفي الصحيحين دُعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، وليس فيه شيء من ذلك !
كلّ هذا يَدُلّ على أن هذا الحديث موضوع ، مع ما فيه مِن ركاكة أسلوب ، كما تقدّم .
والله تعالى أعلم .