عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-2010, 05:27 PM   #11

super_man619
عضو فضى



الصورة الرمزية super_man619


• الانـتـسـاب » Sep 2009
• رقـم العـضـويـة » 64557
• المشـــاركـات » 3,748
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
super_man619 صـاعـد

super_man619 غير متواجد حالياً



افتراضي



التفكك

بعد موت جنكيز خان بدأت نقاط الضعف الرئيسية للدولة تطفو للسطح، ولكي يستدعوا الأعضاء لحضور اجتماع مجلس الكورلتاي فإن ذلك يستغرق شهورا، وإذا كان من الأعضاء من الذين يقودون الجيوش الضخمة ويبعدون آلاف الأميال عن العاصمة فسوف يستغرق ذلك أشهرا إضافية، فيكون الانتظار شيء لامفر منه. اختار جنكيز أوقطاي خان ليكون خليفته، من عيوبه أنه شخصية سلبية ومتساهل بعض الشيء ولكنه كان داهية ورجل القرارات القوية وله حضور واحترام داخل المملكة بسبب وجود أقاربه الأقوياء والقواد المقربين من أبيه.

بعد الحملات الضخمة الأولى لغزو أوروبا، وسحق آلة الحرب المغولية للجيش الهنغاري وفرسان القديس يوحنا والفرسان التويتيين وقضت على الكثير من المدنيين الأبرياء وكانت مستمرة بطحن أوروبا حتى جاء موت أوقطاي خان المفاجئ عام 1241 عندما كان القائد سوبوتاي خان يستعد للهجوم على فيينا. هذا الفراغ المفاجئ للسلطة بدا وكأنه بداية أحداث أدت لإنهيار الإمبراطورية المغولية. والتقليد عند موت الخان أن يعود جميع الأمراء وقواد الجيوش مع معظم جيوشهم إلى العاصمة مسافة آلاف الأميال (كوبلاي خان جعل عاصمته دادو أو بكين حاليا مما صعب من سفرهم) لاختيار الخان الجديد للعرش. أرملة الزعيم توراكينا خاتون تولت الوصاية واستخدمت نفوذها لضمان انتخاب ابنها جويوك من الكورولتاي، بالمقابل باتو خان الذي اصيب بالإحباط الشديد لتأجيل الحملة الأوروبية لم يكن بالأساس راض على اختيار جويوك كخان عظيم، ولكن ضعف تأثيره على المجلس لم يؤخذ برأيه، لذلك عندما لم يستطع التقدم غربا رفض العودة إلى العاصمة متعللا بأن الوضع بأوروبا سيكون محفوفا بالمخاطر له ولجيشه لو عاد وسوف لن يقبل بأي نتيجة يقرها الكورولتاي بغيابه، هذا المأزق استمر أربعة أعوام، وبالنهاية وافق على إرسال مندوب له إلى الكورولتاي ولكنه رفض اختيار جويوك كخان عظيم.

توراكينا خاتون وابنها جويوك خان لم تكن لهم رغبة بموظفي الدولة الصينيين الذي زرعهم جنكيز خان بنفسه وأبرزهم المستشار ييلو جوتساي الذي ساهم بالإدارة الناجحة لغزوات المغول، وكانوا يريدون استبداله بإدارة إسلامية من المناطق الجديدة التي احتلوها للمساعدة بتجديد السياسة المغولية. لم يدم جويوك خان بالحكم طويلا فقد مات بعد سنتين من انتخابه عند توجهه لملاقاة باتو خان ليجبره على الخضوع لإمرته، واستلمت أرملته الوصاية على العرش إلى أن يجتمع المجلس ولسوء حظها لم تستطع أن تبقي السلطة لها. فباتو خان بقي بجوار جيوشه ولكنه أعطى الدعم لابن عم جويوك، مونكو خان الذي اختير حسب الأعراف خانا عظيما عام 1251، ومن غير قصد أعطى مونكو خان أخاه كوبلاي خان الفرصة ليكون خان للمغول من بعده عام 1260 عندما كلفه لحكم مقاطعة بشمال الصين.
قوبلاي خان آخر الخانات المغول

وسع كوبلاي خان حكم الإمبرطورية وأصبحت له شعبية عند أخيه مونكو خان تلك الغزوات على الصين قيمها المؤرخ هوورث استنادا على التعداد السكاني بأن من قتل جراء تلك الغزوات وصل إلى 18 مليون شخص.

بعد مدة من حكمه للصين بدأ كوبلاي خان يعتمد على القوانين والأعراف الصينية، مما جعل أخوه يشك بواسطة المستشارين بأنه أصبح أكثر صينية وقد ينظر إليه بأنه خائن، فأبقى الرقابة عليه شديدة ولكن القدر لم يمهله فمات خلال حملته ضد مملكة سونج الجنوبية عند قرية تسمى فيشنج بمقاطعة جونج جينغ، فعين كوبلاي نفسه خان عظيما للمغول مخالفا لاختيار المجلس أخاه الأصغر خان المغول، وجهز له جيشا وهزمه، ويعتبر كوبلاي خان آخر خان عظيم للإمبرطورية المغولية الموحدة مع أن بعض المؤرخين يعدون مونكو آخر امبرطور لإن عند موته انقسمت البلاد إلى 4 خانات.

كوبلاي خان أثبت بأنه مقاتل قوي، ولكن النقاد يتهمونه بأنه مال بشدة إلى الثقافة الصينية، عندما نقل عاصمة ملكه إلى بكين قامت ثورة شعبية بالعاصمة القديمة وبالكاد اسكتها، واهتم دائما بحلفائه الأجانب وفتح طرق التجارة، وكان يتعشى كل يوم ومعه الكثير من السفراء والتجار الأجانب. خلال حكم كوبلاي خان كانت الدولة منقسمة إلى خانات وتخضع لحكمه ولكن بعد موته عام 1294 لم يتمكن الورثة من إبقاء على الدولة المغولية، فالمنافسة العائلية ازدادت مع نظام توريث الحكم المعقد وقد أجبر ذلك العمليات العسكرية على التوقف مرتين مرة بالمجر ومرة على حدود مصر.

عامل آخر ساهم بالتفكك وهو زيادة مدة وصول البريد مابين العاصمة والأطراف بعدما انتقل كوبلاي خان بعاصمته إلى بكين أسبوعين إضافيين مماسبب بالإحباط العام للدولة. عموما كوبلاي خان كان يركز على حربه مع أسرة سونج أكثر من غيرها من الخانات لأنه يريد الصين كاملة مماحدا للخانات الأخرى بالإبتعاد عنه.

الإمبراطوريات أو الخانات التي نتجت من الإمبرطورية المغولية كانت أربع وهم:

* أسرة يوان بالصين.
* أسرة جاكاتاي بمنغوليا.
* القبيلة الذهبية بروسيا و أواسط آسيا.
* إلخانات التي حكمت فارس حتى 1353 ومنهم الخان محمود غازان الذي لم يسلم المسلمون من شره فهزم المماليك بمعركة وادي الخزندار ولكنهم ثأروا منه وتم هزيمته وسحق جيشه بمعركة شقحب والتي تعتبر خاتمة غزوات المغول للشام.



طريق الحرير

تمدد المغول على القارة الآسيوية خلال الفترة من 1215 إلى 1360 ساعد على الاستقرار السياسي وأعاد تحديد طريق الحرير مرورا بقرة قوروم، القرن الثالث عشر شهد تحالف مغولي- افرنجي مع تبادل للسفارات وأيضا تعاون عسكري بالشام وفلسطين ومنهم المغولي الصيني رابان بار ساوما زار معظم البلاطات الملكية الأوروبية مابين 1287-1288 وكذا الرحالة ماركو بولو والمونسيور ويليام روبرك، قليل من الرحالة الأوروبيين سافروا على كامل طريق الحرير. وبدلا من سفر التجار فالبضائع تنتقل من يد إلى أخرى كسلسلة طويلة من الصين حتى الغرب والنتيجة هي أسعار باهظة للبضائع التي تصل أوروبا.

تفكك امبرطورية المغول قاد إلى انهيار بطرق التجارة أو مايسمى بطريق الحرير ووقوعها ضحية للتغيرات الثقافية والإقتصادية، فقبائل الترك أوقفت الطريق من جانب الغربي الآتي من الدولة البيزنطية المتهالكة. ونمت فيها بذور القومية التركية التي تبلورت فيما بعد إلى الدولة العثمانية. الجيوش المغولية التركية التي بإيران اتحدت بعد أجيال من الفوضى تحت مسمى الصفويين، ومنها تكونت إيران الحديثة. خلال تلك المدة احتوى أمراء آسيا الوسطى المذهب السني تحت سلطة لامركزية للجاكاتاي والأسر التيمورية والأوزبك. بمناطق التتار والكيبجاك التركية والخانات المنغولية التي انهارت تحت وطأة الطاعون الأسود وظهور قوة الموسكوفية. بالشرق الأقصى باتجاه أسرة مينك التي أسقطت الحكم المغولي وانتهجت سياسة اقتصادية شبه انعزالية.

كما أسلفنا فبعد الحكم المنغولي انتهجت القوى السياسية الكبرى التي يمر عليها طريق الحرير نظام اقتصادي وثقافي منفصل رافق تشكيل دول بالمنطقة مما أضعف دور حكم القبيلة. وأحد الأسباب لذلك هو الطاعون الأسود الذي خرب المنطقة، والسبب الآخر هو ظهور السكان المتحضرين واستعمال البارود.

من سخرية الأقدار وكما تشير التقارير بأن بداية التمدن بأوروبا كان من التنظيم مابين دويلات المنطقة وزيادة المذهب التجاري في حين أن الجهة الأخرى لطريق الحرير كان تسير بالاتجاه المعاكس: فشل بالمحافظة على التنظيم بالإمبراطورية المغولية وضعف بالتجارة ويمكن اعتبار أحد الأسباب هو ظهور التجارة البحرية الأوروبية. طريق الحرير توقف عن الخدمة بظهور الطرق البحرية للحرير حوالي عام 1400.


توقيع super_man619 :


When you have eliminated the impossible, whatever remains, however improbable, must be the truth

Sherlock holmes


رد مع اقتباس