اخبـــــار العالم
مجلس الأمن يصوت على جولة قاسية من العقوبات بشأن إيران
نجاد يزور منشأة نووية إيرانية
نيويورك: يصوت مجلس الأمن الدولي الأربعاء على جولة رابعة من العقوبات على إيران وصفتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأنها ستكون الاشد التي تواجهها طهران بسبب برنامجها النووي .
وينص المشروع الذي قدمته الولايات المتحدة في 18 مايو/ايار الماضي على توسيع حظر الأسلحة والإجراءات في حق القطاع المصرفي الإيراني، ومنع طهران من نشاطات حساسة في الخارج، مثل استثمار مناجم يورانيوم وتطوير صواريخ بالستية. كما يحظر بيعها أنواعاً من السلاح، ويحضّ كل الدول الأعضاء على تفتيش الشحنات المتجهة الى إيران والتي تخرج منها، كما يسمح لها بعمليات تفتيش في البحار، لسفن يُعتقد بأنها تحمل مواد محظورة من إيران أو إليها.
ورجّح ديبلوماسيون ان يحظى مشروع القرار بموافقة 12 من الدول الأعضاء الـ15، بينها الدول الخمس الدائمة العضوية، مع الأخذ في الاعتبار معارضة تركيا والبرازيل وامتناع لبنان عن التصويت.
عقوبات أشد
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في تصريحات أدلت بها في كيتو عاصمة الاكوادور المحطة الثانية من جولة تقوم بها في امريكا الجنوبية، ردا على سؤال حول ما اذا كان تصويت دولتين او ثلاث من الدول الاعضاء في المجلس بلا على مشروع القرار سيعتبر اخفاقا للولايات المتحدة: "لا اريد استباق الاحداث، فالتصويت سيجري الأربعاء".
وأضافت: "ستكون هذه اقسى عقوبات تعرض لها ايران، فوحدة الهدف التي يبديها المجتمع الدولي حول هذا الموضوع تعتبر امرا مهما جدا".
وكان مندوب المكسيك لدى الأمم المتحدة كلود هيلر الذي يترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن قد صرح في وقت سابق بأن المجلس سيصوت صباح الأربعاء على مشروع قرار بفرض عقوبات جديدة على إيران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.
ومن جانبه ، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن مشروع قرار العقوبات "يوفر أساساً قانونياً" لدول منفردة لاتخاذ إجراءات إضافية تتجاوز في شكل كبير تلك الواردة في المشروع ذاته. وتوقّع المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو أن يصوّت مجلس الأمن اليوم على مشروع القرار الذي
كما قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في اسطنبول انه تم "التوصل عمليا" الى اتفاق على مشروع قرار دولي يقضي بفرض عقوبات على ايران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وأضاف "لقد عملنا كثيرا ونحن نعتقد انه تم التوصل عمليا الى اتفاق بشأن القرار ، وجهة نظرنا هي ان هذه القرارات يجب ان لا تكون مفرطة في التشدد ويجب ان لا تسمح بزج الشعب الايراني في وضع صعب قد يؤدي الى نشوء عقبات على طريق استخدام سلمي للطاقة النووية".
وقال بوتين ان قمة اسطنبول ستمنحه الفرصة للتباحث مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي يشارك ايضا في القمة، حول جهد يرمي الى "الحد من مخاوف المجتمع الدولي".
إيران تحذر
واستبق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تصويت مجلس الأمن بالتحذير ان بلاده لن تجري محادثات بعد الان حول برنامجها النووي اذا فرضت عليها عقوبات جديدة .
وقال نجاد في مؤتمر صحفي في اسطنبول حيث يشارك في مؤتمر حول الامن في آسيا "قلت ان الحكومة الامريكية وحلفاءها يخدعون انفسهم اذا اعتقدوا ان بامكانهم التلويح بمشروع القرار ثم الجلوس لاجراء محادثات معنا، مثل هذا الامر لن يحصل"، مؤكدا "سنتناقش مع كل العالم ، إذا تحدثوا الينا بقسوة او بلهجة هيمنة فان ردنا معروف اصلا".
وحث القوى الغربية على قبول اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي تم التوصل اليه مع تركيا والبرازيل في ايار/مايو ، مؤكدا ان مثل هذه الفرصة "لن تتكرر".
وقال ان هذا "الاتفاق يشكل فرصة للحكومة الامريكية وحلفائها ،آمل في ان يستفيدوا منها، الفرص لا تتكرر".
وتوصلت البرازيل وتركيا الشهر الماضي الى اتفاق تقوم ايران بموجبه بنقل 1200 كلج من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى تركيا لمبادلته بوقود نووي عالي التخصيب تقدمه روسيا وفرنسا لمفاعل طهران للابحاث.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست الاسلوب الذي ينتهجه مجلس الامن الدولي حيال ملف بلاده النووي ب "النهج غير البناء".
واشار مهمانبرست في تصريحات للصحفيين الى المساعي التي تبذلها بعض الدول الغربية لاصدار قرار اممي جديد ضد ايران على خلفية برنامجها النووي مصرحا ان "التحرك نحو تشديد العقوبات واصدار القرارات الجديدة لن ينفع اي طرف من الاطراف ولن يساعد في حلحلة الامور بل يزيد من تعقيدها".
وحث الدول الغربية الى اعتماد اسلوب التعاون البناء بدلا من الاعمال التي لن تنفعهم حسب تعبيره منوها في الوقت نفسه بان "اتفاق طهران الاخير وفر فرصة ثمينة للتعاون البناء بين الدول في اطار الانشطة النووية السلمية".
ورأى انه "من الافضل استثمار هذه الفرصة بالشكل الصحيح والتحرك نحو التعاون البناء بدلا من الاعمال غير البناءة التي لن تثمر عن اي نتيجة".
واعرب مهمانبرست عن اسفه لعدم تطرق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا آمانو في تقريره الاخير الى اتفاق طهران الموقع مع تركيا والبرازيل بشأن بتبادل اليورانيوم وقال ان "هذا الامر يثير العتب والاستغراب".
وكان اعضاء المجلس الخمسة عشر اجتمعوا الاثنين بناء على طلب البرازيل وتركيا لاجراء مشاورات "قبل اعتماد العقوبات" حسبما اعلنت المكسيك التي تترأس مجلس الامن حاليا.
وترعى الدول الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا) مشروع القرار ويعتقد ان لديها الاصوات الكافية لتمريره .
وترى تركيا و البرازيل، عضوا مجلس الامن غير الدائمين ان فرض اي عقوبات جديدة على ايران سيأتي بنتائج عكسية وان الاتفاق الذي توصلتا اليه مع طهران يمهد الطريق امام فتح باب المساعي الدبلوماسية لحل الازمة بين ايران والغرب بسبب البرنامج النووي الايراني.
سبق ان اصدر مجلس الأمن ثلاثة قرارات تشتمل على عقوبات بحق إيران لاجبارها على وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي تجاهلته طهران.وتدفع الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى تبني قرار رابع بعد اخفاق المفاوضات حول اقتراح لتبادل الوقود النووي طرحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على طهران.