الــــــســلام عليكــــم
بســم الله الرحمـن الرحيــــم
خوش على الاخبار السخنه اوي
*_*_*_
*_*_*_*_*_*_*
_*_*_*_
أولا وقبل كل شيء، كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد الفطر المبارك، لكن بالتأكيد التهنئة اللي وصلت الدكتور محمد البرادعي ماكانتش لطيفة بالمرة؛ لأنها كانت متغمّسة بصور لابنته بالمايوه.. نقطة ومن أول السطر وشوف معايا اللي حصل.
اللي حصل إن الدكتور البرادعي استيقظ في صباح أحد الأيام ليجد شخصا مجهولا يدّعي أنه فتاة وصديقة شخصية لابنته، قامت بعمل حساب مخصوص على موقع فيس بوك عرضت من خلاله صورا شخصية جداً لابنته مرتدية فيها المايوه بصحبة شخص آخر تظهر معه في صورة أخرى، وكما لو كانوا أثناء إتمام مراسم زواج.
أيون اللي سمعته مظبوط.. بالمايوه.. صور عائلية جداً لابنة الدكتور البرادعي، كتير من الناس كان عندهم أمل إن الصور تكون مجرد صور مفبركة، وينتهي الأمر عند هذا الحد، ولكن للأسف ثبتت صحة الصور، وثبت أيضاً أنها لم تكن صورا التقطت خلسة، بل كانت صورا عائلية جداً، ملتقطة من طرف قريب منها بشكل أو بآخر.
هذه الفتاة المزعومة قالت -حسب ما أشارت مصادر إخبارية مختلفة- إنها نشرت هذه الصور حتى تثبت أن أسرة البرادعي هي أسرة علمانية، وليست متدينة بالمرة كما حاول البرادعي أن يوحي بذلك بعد تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين.
على أية حال فإن البرادعي لم يكن أول أو آخر شخص يتم التشهير بحياته الشخصية في إطار الحرب السياسية ضده، فالنماذج كثيرة وأكثر من أن يتم عدّها، منها على سبيل المثال لا الحصر:
• الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كان واحداً من أكثر السياسيين تعرّضاً لمقصلة التشهير بالحياة الشخصية، عندما انكشفت علاقته بمتدرّبة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، وهو ما أحدث عاصفة مدوّية داخل أركان البيت الأبيض، اهتزّت خلالها مكانة الرئيس وثار ضده الرأي العام أجمع.
• رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني هو الآخر تم التشهير بحياته الشخصية من خلال عرض الصحافة صوراً لنساء داخل حديقة فيلته، ووصف بيرلسكوني هذه الصور بأنها "بريئة"، ووصف نشرها بالاعتداء على خصوصيته.
• إليوت سبيتزر -حاكم ولاية نيويورك- هو الآخر اضطر إلى تقديم استقالته من منصبه بعد أن ثبت تورطه في فضيحة أخلاقية.
كلّمني حتى أراك
ولو دقّقنا النظر سوف نجد أن أي صور شخصية عندما يتم تسريبها يكون الهدف منها ضرب هذه الشخصية السياسية -موضوع الصور- في مقتل.. والمقتل هنا هو عِرْضه وشرفه سواء كانت صورا له أو لابنته.
عموماً صور ابنة البرادعي انتشرت وستنتشر غيرها لآخرين دون شك.. إنت بقى.. أخاطبك أنت أيها المواطن المحايد حياد المياه.. هل تتأثر نظرتك عندما تشاهد صورا خاصة بالحياة الشخصية لشخصية عامة تقدّرها؟ وأنا هنا أتكلم عن نظرتك له سياسيا، نظرتك له كسياسي وليس كإنسان عادي.
وإذا كانت إجابتك بالإثبات فخليني أسألك سؤال.. تعمل إيه لو مديرك في العمل طلب منك إنك تسيب الشغل؛ لأنه شاف زوجتك بلبس مش محتشم -من وجهة نظره- وقتها ستردّ عليه بكل ما أوتيت من نرفزة وعصبية وغضب قائلا: دي حياتي الشخصية ومالكش الحق إنك تتدخل فيها، ومقياسي هنا شغلي وبس.
ربط السياسة بالمايوه.. عدْل ولا ظلموه؟!
إيه رأيك لو طبّقنا نفس المبدأ اللي اتفقنا عليه فوق مع الشخصيات العامة؟، فمعروف إن من حق أي شخص أن تكون له مساحته العامة -حيث يمكن لأي شخص أن ينتقد تفاصيلها كما شاء- ومساحته الخاصة -والتي لا يسمح لأحد أن يقترب منها- حلو أوي، ومن الواضح -لا ده أكيد واضح- إن الصور العائلية دائما صور خاصة التقطت في لحظات عائلية بعيدة عن أعين الصحافة أو الإعلام، وعليه فهي تدخل في نطاق مساحة الإنسان الخاصة اللي أنت بتتعرض ليها مع إنك لسه مزعق مع مديرك لما عمل زيك بالظبط دلوقتي حالاً.
قارئ غاضب: اسمح لي يعني يا سيد يا محترم، هو أنت ما وصلش لفكرك قبل كده إن الحاجات دي (المايوه يعني وما على شاكلته) إنما هي مؤشرات للخلفية الفكرية؟، والخلفية الفكرية بتؤثر في القرارات السياسية والقرارات السياسية بتأثر على حياتنا؟، عرفت بقى علاقة المايوه بالسياسة، شفت بقى إن الصور من النوعية دي تُعتبر مساحة تداخل بين حياته العامة وحياته الخاصة، شكلك مش فاهم مع إن شكلك كاتب ومثقف، عموما أشرح لك.. :
ارتداء ابنة الدكتور البرادعي للمايوه يعني أنه ينطلق من خلفية ليبرالية متحررة جداً، وكونه رجلا ليبراليا متحررا فستكون قراراته -في حال وصل للسلطة- ليبرالية مثله، ونحن في مجتمع محافظ ومتدين، نحن في بلد الأزهر، مصر.. يعني مشكاة الإسلام ولا مش واخد بالك ولا مؤاخذة؟!!
القدوة التفصيل
عزيزي القارئ الغاضب نفسه.. ماذا لو حاولت جاهداً الآن أن تذكر لي شخصاً واحداً فقط من الشخصيات العامة يكون لديك علم بحياته الشخصية، بالطبع ستجد أن معلوماتك في هذه النقطة صفر مدوّر!، وإذا علمت هذه التفاصيل الشخصية الخاصة به، ستجد ليبراليين متحررين يحافظون على صلواتهم وشعائرهم وأكثر تديناً من غيرهم، وستجد متدينين أكثر ليبرالية من أي شخص في العالم، وبالتالي سنصل إلى استنتاج منطقي وهو أنك من المحال أن تغيّر نظرتك تجاه أي شخصية سياسية مثل البرادعي لو لم تكن ظهرت لها صور على السطح، بالضبط كما هي الحال مع تلك الشخصيات التي تفضّلها وتحبها وتعتبرها مُثُلك العليا.
القارئ الغاضب: لم يظهر لهم شيء؛ لأنهم ليس عليهم شيء؛ لأنه لا يوجد تناقض بين حياتهم العامة والخاصة، ولغة النفاق غير موجودة في كلامهم، وإلا لكانوا قد وقعوا في أقرب فخ "فيسبوكي" كما حدث لأخينا، فيه ناس كتير مافيش تناقض بين حياتهم الخاصة وحياتهم العامة..
هل يتوحد العام والخاص، ولّا يُحجب الأخير عن الناس؟
في النهاية أيها القارئ العزيز الكلمة لك.. يا ترى شايف إنه شيء غير طبيعي وغير إنساني أن نتقمّص جميعاً دور الإله الذي يحاسِب، وأن هوية الإنسان في لسانه وفي فكره وليس في بيته ومايوه ابنته؟ أم إن كل إناء ينضح بما فيه، وعدم الاتّساق بين الحياة العامة والخاصة للشخصية العامة يعني نفاقها وكذبها وتدليسها..
هل تؤيد نشر أية أسرار شخصية متعلقة بالشخصيات العامة؟
أم إنه لا يهمّك منها سوى الجزء العام فقط؟
قول بصراحة ومتخافش.. صورك مش عندنا!!
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]