شخصيات تاريخية للتأمل (2) [^][®][ صلاح الدين الأيوبي][®][^]
يسرني ان انتقل وإياك الى شخصية تاريخية أخرى في هذا الموضوع الشيق. هذه الشخصية هي من اكثر الشخصيات التي اثارت اعجابي, فلم يستع لساني وصفها واعطائها حقها, ولم اجد ما اقوله غير انني احب هذه الشخصية بعيوبها. انها شخصية لم تتكرر حتى الان في عصرنا هذه, على الرغم من مرور مئات السنين على توقف نبضات قلب صاحبها.
انه البطل الهمام ( صلاح الدين يوسف) الملك الناصر بالله!
ولد هذا البطل عام 1138 في قلعة تكريت في العراق, وقد نشأ في ظل رعاية ابيه وعمه, وقد تقلد منصب الوزارة حينما كان في العشرينات من عمره في عهد الدولة الفاطمية. ومن ابرز انجازاته انه اعلن نهاية الدولة الفاطمية التي انهكت الامة بخذلانها المستمر والعظيم. حارب الصليبيين بجيش قوامه 12 ألف مقاتل لمدة لا تقل عن 4 سنوات متتالية, وانتهى به الامر الى ان يتقلص جيشه الى 3000 مقاتل فقط مقابل 500 ألف من الصليبيين. وعلى الرغم من الفارق الشاسع في العدد والعدة, الا ان هذا البطل استطاع ان يصمد بمدينة القدس واذعان ملوك اوروبا بصلح الرملة الشهير الذي توفي بعده بفترة رحمه الله رحمة واسعة.
بحثت عن مناقبه فلم استطع ان اسردها لكثرتها, بحثت في كل المواقع البعيدة كل البعد عن الانصاف للمسلمين, فوجدت في احد مواقع الماسونية ان هذا الرجل في نظرهم انما هو رجل عظيم وعادل!! وانه يستحق الاحترام والتقدير على انسانيته في حروبه مع اعداءه!! -رحمه الله رحمة واسعة-
توفي رحمه الله عام 1193 في الثالث من مارس في مدينة دمشق. ولقد اعجبني فيه كل
شيء بلا استثناء, انه فعلا شخصية عظيمة.
لقد قرأت للشيخ الطنطاوي رحمه الله, كيف ان السلطان عبدالحميد الثاني حينما زار قبر صلاح
الدين, أخذ اكليلا من الزهور وقال: "هذا لك..يا سيد أبطال العالم! " ..
على الرغم من انني لا اؤمن بوضع اكاليل الزهور على القبور, الا انني قد استثني صلاح الدين, وقد تجدني في يوم من الايام واقفا امام قبره واضعا اكليلا من الزهور قائلا: " هذا لك يا سيد ابطال العالم!! يامن كذبك الكثير ووقف معك القليل.."