وهـي علي كـل حـآل تنمـو في ظـل المجـتمع ومستوآه الخـلقي العـآم ،
تـأثُـراً بسـلطآنه ومشـآركة له في وجـدآنه ،
غـير أن الخضـوع لسلطـآن المجـتمع لا يصـل بالمرء دآئـماً إلي كمـآل الأخـلاق ،
فــرب مجـتمع ليس في مـوضوع مـرضي من ميـزآن الخلق السـآمي ، فـلا يكون من كـمآل المـرء أن يـترضـآه أو يترسـم خـطآه .أمثـله لطـوآئف من النآس في المجـتمع الإنسـآني
وهـنآ يبدو طـرآزً من الخـلق أرقي من المسـتوي الذي يتحـكم فيه سخـط المجتمع ورضـآه ،
وهـو طـرآز الأنبيـآء والقـآدة الوطـنيين والهـدآة المصـلحين ، أؤلئك الذيـن يصـآرحون المجـتمع بعيـوبه أو أمـرآضه ولا يجـآرونه ولا يدآرونـه ،
ويجـذبونه إلي سـمآئهـم ، ولا ينـزلون إلي أرضـه ، وقـد يكونون هـدفاً لسهـآمه ، لكنهم يمضـون قـدماً إلي غـآيتهم ممـآ اصـآبهم من عـنت وأضطهـآد .
بيـد أن طـآئـفه من النـآس تنحـرف عن المجـتمع ، فـلا تذهـب مـذهبه كـآلطـآئفه الأولـي ولا ترتفـع به كآلطـآئفه الأخـري ،
أولئـك الذيـن ضـل سعـيهم في الحيآة ، وضـربوآ في بيـدآئهـآ بلا دليلاً سـوي غـرآئزهم ، ولا يبغـون عنـهآ حـولا ،
ولا يـريدون بهـآ بدلاً ،
أولئـك هـم الأشقيـآء البـآئسون ، إن كـآنوآ في رأي المـربين مـرضي نفوس ، وفي رأي عـلمآء المجتمع والتشـريع آثـمين .
