قديما .. كنت احب مجلة ميكي و انتظر يوم الخميس بشغف حتى ارحل مع مجلتي الى عالم ميكي ماوس الجميل الخيالي.
فاشارك ميكي- ذلك الفأر الذكي- مغامراته لإعادة الحق إلى أصحابه ،و حل كل الألغاز المعلقة.
و طالما تمنيت أن أمتلك - في يوم ما - هذا البيت المسقف بالقرميد الأحمر ،و هذه السيارة الصغيرة المكشوفة،
و التي أحلم أن أجوب بها شوارع مدينة البط ؛لالقي التحية على باقي أبطال مجلتي.
فاصطحب بندق؛ ذلك الصديق المخلص الساذج و أسافر معه
إلى الريف بيت الجدة بطة ،لأغسل عيوني بالخضرة الممتدة واستمتع برائحة فطيرة
التفاح الشهيرة و أشاهد لوز و أراقب مدى كسله
ثم امر بها على ميمي و كوكا؛ لأشارك في حفلات الشاي الرائعة و أتابع أحدث صيحات القبعات المضحكة.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]
و اذهب الى عبقرينو؛ ليخترع لي آلة تمنع الحروب و تغسل قلوب البشر من الكره و العناد.
و اذا ما انكسر مني أي شئ ؛ ذهبت الى أبو طويلة ليصلحه في ورشته العجيبة.
و لطالما كانت تضحكني عصبية بطوط
صاحب الشخصية الفضولية الغيورة،و كنت اسعد بتفوق أبناء اخيه عليه في تفكيرهم و تدبيرهم في أغلب الاوقات
و منافسته مع محظوظ على حب زيزي ،تلك البطة المعتدة بنفسها المهتمة بأناقتها و
التي تشارك في حفلات خيرية طوال الوقت
لم احب عم ذهب
و كنت افرح عندما ينقلب عليه بخله و بالرغم من عدم حبي له ؛ فلم احب الساحرة سونيا
ولا عصابة القناع الأسود
وخططهم الغبية لسرقة قرش الحظ و التي دائما ما تبوء بالفشل
و لم لا و((الخير دائما ينتصر)) هذا المبدأ الذي ترسخ في وجداني عندما كنت صغيرة و اثبتت لي الأيام مدى سذاجته و سذاجتي
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]
و السؤال الآن
هل نستطيع اليوم أن نجد وزيراً للداخلية مثل ميكي؟
يرجع الحقوق إلى أصحابها و يرسخ الأمن دون أن يهين البسطاء و يظلم الأبرياء؟
أو وزيرة للتموين مثل الجدة بطة؟
تستطيع أن تكتفي ذاتياً بإمكانياتها و تطعم الشعب من غرس يده؟
أو وزيراً َ للمالية مثل عم ذهب ؟
يحافظ على الموارد و ينميها و يوسع ثروة البلد ، حتى لو اشترى مناجم الذهب في كاركوتيا العليا!
أو وزيراًَ للبحث العلمي مثل عبقرينو ؟
يستخدم العلم في إختراعاتٍ تحفظ للمواطن ماء وجهه المنسكب ليلَ نهار ، و يجعل شغله الشاغل هموم القرية البسيطة لا القرية الذكية
أو وزيراً للخارجية مثل بطوط؟
يغار على مصلحة البلد و شرفها و يرد عنها كل اعتداء ، و تدفعه حميته أن يجوب البلاد لإصلاح الشروخ العميقة في كرامة البلد ؟
أو وزيرة للبيئة مثل ميمي؟
تملأ سماء بلادي برائحة الزهور، بدلا من السحابات السوداء التي احرقت صدورنا؟ و تجمل الشوارع بالحدائق؛ بدلا من غابات الأسمنت الكئيبة؟
أو وزيرة للسكان مثل كوكا؟
تنسج للفقراء و المهمشين و أطفال الشوارع نسيجا يستر عوراتهم و يغلف قلوبهم بالحب و الأمان!
أو وزيراً للتعليم مثل محظوظ؟
يبتكر نظاما ناجحا لتعليم أبنائنا ،بدلا من قشور العلم المتطايرة في عقولهم؟
او وزيرة للثقافة مثل زيزي ؟
تنشر الثقافة و لا تنسي ان تطعم الشعب اولاً.. فالبطن الفارغة لا يمكن ان تهضم الثقافة!!
حتى اللصوص..هل يمكن ان يصبج اللص أو المزور أو المحتال في بلادي مثل عصابة القناع الأسود ؟ ابله ،غبي ،فاشل ، بدلا من أساتذة النصب و الإجرام؟
لا.. لا يمكن ذلك.. فلسنا في مدينة البط.. و لا نمتلك صفاء أرواح الكائنات الكرتونية...للأسف
و اليوم عندما تغلق الدنيا بيبانها أمامي ،و يتهشم قلبي و أنا أرى أطفال تنموا في برد الشوارع ،و لصوص تسرِق حتى الدماء و الأعضاء من جوف المواطن ، و مباني تهد فوق رؤوس أصحابها و حصار... و دمار... و حروب...
ابحث عن عدد مخبأ من مجلة ميكي، و انزوي خارج حدود الزمن لاستمتع بنفس الروح الطفولية و اخوض من جديد في وهم عالمي الخيالي المفضل .
سعد
