[MrF4dy]

وقائع «الحرب» التي اندلعت بمدينة "العريش" عاصمة محافظة شمال سيناء
مُنذُ ظهر يوم الجمعة (7/29 ) ولا تزال دائرة حتى صباح السبت الماضي، حيث
أكتُب مقالي هذا، بين "كتيبة" من المهاجمين "الملثمين" يُقدر بنحو 200 مسلح
هبطوا على مدينة العريش فجأة، محمولين على 20سيارة تعمل بالدفع الرباعي ومائة دراجة نارية، أي أنه يمكنهم بهذه النوعية من السيارات والدراجات "الهرب" عبر الطرق الجبلية الوعرة وربما النجاة من المطاردات، عقب تنفيذ المهمة الموكولة إليهم، وبحسب ما تسرب من معلومات، فهذه الكتيبة مُسَلَحة بما يكفي للسيطرة على مدينة كبيرة، ربما بحجم العاصمة المصرية، وليس مدينة "العريش" الصغيرة، فلديهم قذائف "آر بي جي"، وهناك كلام عن مضادات للدبابات والطائرات، وقيل أن الأرض أنشقت عنهم حيث تجمعوا في ميدان الرفاعي بالمدينة، و تحركوا منه، رافعين رايات سوداء عليها عبارة "لا إله إلا الله" وراحوا يروعون السكان بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء، على ميدان الحرية الذي تُقام فيه المظاهرات، بعد أن قاموا باحتلال أسطح المساكن المجاورة، وبعدها حاولوا هدم تمثال الرئيس الراحل أنور السادات المقام هناك، ثم بدأت المعركة بقصف قسم شرطة العريش"ثان" بالصواريخ .. وحتى قبل ظهر السبت، فإن الجيش لا يزال يطاردهم ويشتبك معهم، كما أنه يصل للمهاجمين "مدد" من الأسلحة والذخائر من جهات مجهولة، وأسفرت المعركة بحسب البيانات الرسمية عن استشهاد ضابط بالجيش مع بداية المعركة وثلاثة آخرين، وعشرات المصابين، وإذا كان هذا المسرود هو الوقائع التي دارت على الأرض حتى اللحظة .. فما هي دلالات تلك الوقائع ومعانيها ؟، ومن هي الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم المتميز نوعيا ؟، وما هي الأهداف الكامنة وراءه ؟وغيرذلك من أسئلة تحتاج إلى إجابات شافية ؟.. لاجدال أن الإجابة القاطعة على تلك الأسئلة وغيرها هو مطلوب وبشدة، وينبغى ان يتولى جهاز المخابرات العامة التعامل مع هذا الملف الخطير، إذ أن ملكات ومهارات الشرطة وفي ظروفهم الحالية، لا تكفي للتعامل مع ملف هذا الهجوم، بما يحويه من إلتباس مقصود بالتأكيد، ورسائل مُشًفَرة وغامضة .. ولعلنا نلاحظ مجموعة من الإشارات هنا رافقت الهجوم ويُقصد بها الذهاب بالاتهامات والتحقيقات إلى اتجهات معينة، ربما للتمويه، وإحداث المزيد من الفتن في تلك المنطقة الحساسة، والتي لديها مرارات زائدة من النظام البائد ورجاله الشرطيين والمنتسبين لجهاز مباحث أمن الدولة المنحل .. ويمكننا تسجيل الملاحظات التالية على هذه العملية :

مبنى قسم ثانى العريش وعليه اثار طلقات حارقه خارقه كبيره العيار


مبني الرقابه الاداريه خلف قسم شرطه ثاني العريش


صور بعض القنابل اليدوية التى لم تنفجر


تدمير تمثال السادات


بيان " تنظيم القاعدة " 1


بيان " تنظيم القاعدة " 2


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

أولا :أن المهاجمين ملثمون، و يرفعون رايات سوداء مدون عليها الشهادة بأن "لا إله إلا الله"، وبدأوا هجومهم بمحاولة تحطيم تمثال الرئيس السادات، وهذا يعني توجيه رسالة للمجتمع وأجهزة البحث والتحري، بأنهم ينتمون لجماعة إسلامية متشددة، تعتبر التماثيل رجسٌ من عمل الشيطان، ومن علامات "الكُفر" والعياذُ بالله، أي جماعة تتشابه في أفكارها مع تنظيم القاعدة أو طالبان.. وقد تلقف مصدر أمني هناك بمدرية أمن شمال سيناء هذا الطُعم، وسارع بإلقاء الاتهام على جماعة التكفير والهجرة، وهو اتهام لا يبدو منطقيا، لأن جماعة التكفير والهجرة انفرط عقدها منذ حادث الكلية الفنية العسكرية في نهاية السبعينات، وحتى لو كانوا قد خرجوا من السجون مؤخرا فالوقت لا يسعفهم لتنظيم عملية كبيرة بهذا الحجم ومنظمة بمثل هذه الكفاءة العالية.

ثانيا : أن اختيار مدينة العريش بالذات، مسرحا لذلك الهجوم، و بما لها من تاريخ قريب من المعارك والمناوشات في مواجهة الشرطة وجهاز مباحث أمن الدولة.. مع التركيز على قسم الشرطة، وادعاء المهاجمين أنهم يبحثون عن ضابط شرطة بالقسم ويريدونه.. هذا كله يعطي إيحاءً ورسالة بأن الهجوم يحمل طابعا ثأريا مع رجال الشرطة، ويعزز من ذلك الإيحاء المُضلل، أن قسم ثان العريش، كان قد تعرض لهجوم وحرق يوم 11من شهر فبراير الماضي وهو يوم خلع مبارك .


ثالثا :أن المعلومات المتاحة تشير إلى أن تسليح المجموعة المهاجمة يشمل أسلحة آلية، وقذائف هاون ومضادات للدبابات والطائرات، وقنابل يدوية، وأخرى مضادة للمجنزرات ..ومع أن توفر الأسلحة ليس غريبا على تلك المنطقة، إلا أن هذا الكم من التسليح والمركبات المهاجمة، يعني أن افتراض انتماء المهاجمين الى المنطقة، وأن العملية ثأرية مع الشرطة، يكون افتراضاً خاطئاً، ولا يتفق مع المنطق، ويؤكد هذا طول فترة المعركة وصمود المهاجمين، في مواجهة قوات الشرطة والجيش التي دخلت مع المهاجمين فيما يشبه حرب الشوارع، والإصرار على استمرار المعركة، مع وجود خطة لدى المهاجمين للتحصن بالمساكن، وتلقي الإمدادات من الذخيرة والأسلحة .. إذ أن هذه الخصائص تختلف تماما مع طبائع البدو عموما ومنهم أبناء العريش أو شمال سيناء، حيث إن البدو يتبعون في المعارك التي يخوضونها أسلوب الهجوم المباغت، ثم الفرار، أي الكر والفر، ولكنه يكون سريعا وبدون تكرار، كما أن هدف الثأر من الشرطة، أو خطف ضابط شرطة، أو حتى تحرير تجارمخدرات يمكن أن يكونوا محتجزين بالقسم، لا يستدعي كل هذا العتاد، والتسليح، والمهاجمين بهذا العدد الكبير.

صورة لاحد وحدات الدعم والعمليات الخاصة بالامن المركزى التى تقوم بتأمين القسم حاليا


رابعا: على ضوء ذلك فإنه يمكن القول بأن المهاجمين وبما يتمتعون به من كفاءة وتنظيم واضحين لشهود العيان، ليسوا من أبناء العريش أو شمال سيناء، كما أنهم ليسوا بالضرورة إسلاميين متشددين .. وإنما يمكن أن يكون الهدف الحقيقي لهم هو استدراج الجيش واستنزافه في معارك صغيرة تنال من هيبته، وهذا الافتراض ليس مستبعدا، لأن العملية عليها بصمات الموساد الإسرائيلي ومن طبيعة العمليات المخابراتية، أنها تحمل رسائل للتضليل وتشتيت جهود الأجهزة المعنية بعيدا عن الفاعل الأصلي، ويعزز هذه الفرضية، القرب المكاني للعريش من إسرائيل، ومن ثم توفير إمكانيات العملية، وتدبير سبل تأمينها، فضلا عن أن يكون من أهداف العملية، التدريب العملي على حرب الشوارع التي فشلت فيها إسرائيل وهُزمت بجنوب لبنان في تموز 2006 .. وقى الله مصر شر المؤامرات.

بقلم : سعيد السني (كاتب مصري) ..

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

pic's & Videos by Sąñdrö