عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2008, 04:29 AM   #3

Hellz_Lord
عضو متألق



الصورة الرمزية Hellz_Lord


• الانـتـسـاب » Jul 2008
• رقـم العـضـويـة » 25809
• المشـــاركـات » 1,569
• الـدولـة » الاسكنــــ Alexandria ــــــدرية
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
Hellz_Lord صـاعـد

Hellz_Lord غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Hellz_Lord

افتراضي







الشفاعة التكوينية

قد يستفاد من بعض آيات الذكر الحكيم وجود شفاعة كونية بمعنى توسيط الأسباب الكونية للوصول إلى المسببات كما يفهم من قوله تعالى (له ما في السماوات والأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) حيث ذكرت الشفاعة مع الأمور الكونية وكذا جاء في قوله تعالى (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه) فالشفاعة هنا بعد تدبير الأمور تكون في حدود الأمور التكوينية.

والشفاعة هنا هي نهج الأسباب للحصول على المسببات.




العقل يدل على إمكان الشفاعة

ليست الشفاعة من الأمور المحالة أو وجودها يوجب المحال بل من الأمور الممكنة وقيل أن العقل يدل على إمكان وقوعها لاعلى وقوعها حيث لا وسيلة للعقل ولا مسرح له في ذلك نعم لو قيل أنها من مصاديق اللطف وإنها واسطة من الوسائط التي تقرب العبد إلى الله مع الصفح والتجاوز عنه وتوجب له الوصول إلى الكمال لكان العقل دالاً على وقوعها من هذا الباب أيضاً والتفصيل موكول إلى محله.



هل الوعد بالشفاعة موجب للتجري على المعصية

قد يقال أن الوعد بالشفاعة يوجب تجري العبد على المعصية ويغريه على هتك حرمة المولى وهو نقض لغرض بعث الأنبياء حيث يريدون منهم الطاعة والدوام عليها وعدم ارتكاب المعاصي فكيف يعدوهم بالشفاعة التي تنتج خلاف ذلك؟ وجوابه أن الوعد بالشفاعـــة كالوعد بالمغفرة والرحمة والدعوة إلى عدم القنوط واليأس من رحمة الله ورَوْحِه كما قال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وكقوله جل شأنه (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً) فكما وعد بالمغفرة وعد بالشفاعة هذا أولا.

وثانياً: أن التجري يأتي من الوعد لكل فرد على كل ما عمل وليس هذا حاصلاً هنا ومع عدم العلم هل تقبل الشفاعة في حقه وهل يختم له بالخير والإيمان أو لا. فكيف يقدم على هتك المولى مع انه تعالى قال لهم (وكانت عاقبة الذين اساؤوا السوءى أن كذبوا بآيات الله) وكل فرد يامل الشفاعة ويخاف ذنبه وليس آمناً من مكر الله جل وعلا إلا إذا أمنه الله تعالى يوم الفزع الأكبر وعليه فلا يلزم من ذلك إغراء بالمعصية كما توهم.




أوهام وردود







وجوابه إذا تنزلنا وقلنا ذلك فهناك آيات محكمات ترجع إليها المتشابهات ويتضح بذلك معناها.




حدود الشفاعة وفيمن تجري

لا تنفع الشفاعة ولا تجري ولا تشمل جماعات وطوائف منهم المشركون والمنافقون والكفار (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال جل ذكره حاكياً عنهم (فما لنا من شافعين) وكذا لا تجري في تاركي الصلاة وما نعي الزكاة والذين يتبعون كل ناعق فقد حكى جلّ ذكره عند ما يسألون (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين) وقال عن المنافقين (في الدرك الأسفل من النار) واما غيرهم فيمكن جريان الشفاعة في حقه (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً) ومن الرحمة التي لا يقنط منها الجميع هي الرحمة المهداة التي قال(ص) ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي كما تلقت الأمة هذا الخبر بالقبول. وبذلك عرفنا حدود الشفاعة وعدم تعديها وشمولها للكفار وما ذكرنا من الطوائف الأخرى ومن الذين لا تشملهم الشفاعة المنكرون لها كما في الحديث الشريف عن الصدوق في الامالي والعيون عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله(ص) من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي.








2ـ قد يقال انه تعالى قال (فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً) وقال (إن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) فالقوانين والسنن الإلهية جرت على معاقبة العصاة والطغاة بالنار وجوابه: إن ذلك تمسك ببعض الكتاب وترك للباقي فكيف تكون الشفاعة خروجاً عن السنن الإلهية وقد ذكرها الله تعالى في كتابه واثبتها فهي أيضاً من النواميس الإلهية وابطالها موجب لتقييد القدرة الإلهية وتحديد دائرة التصرف والاختيار الإلهية ورفضها رفض لبعض آيات الذكر الحكيم (افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض). 3ـ قد يقال آيات الشفاعة متشابهة وغير واضحة.
1ـ قد يقال أن الشفاعة لبعض الأفراد توجب ضياعاً لحقوق الآخرين كما لو شملته الشفاعة مع انه مطلوب لجماعة أو فرد أخر بحقوق شرعية فلابد أن يتغاضى عنه في الحساب فإذا شُفع له تركت الحقوق ويوجب ذلك ظلماً لأصحاب الحقوق. وجوابه إذا عرفنا المالكية المطلقة لله تعالى فهو يملك العبد وما يملك وله التصرف في العبد وهو أولى به من نفسه فله تعالى التصرف في ملكه ومملكته فقد قال جل شأنه عن جماعة (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً) مع انه (ولا يظلم ربك أحدا) فله أن يضاعف حسنات ذوي الحقوق لأجل إسقاط حقهم وله اخذ الحقوق منهم مقابل عفوه عنهم أو مقابل كرمه الدائم والخلود الأبدي الذي لا يستحقونه وتأتي الإشارة إلى توضيحه في الروايات.


توقيع Hellz_Lord :

التعديل الأخير تم بواسطة Hellz_Lord ; 06-08-2008 الساعة 04:32 AM

رد مع اقتباس