من موقع الرساله الخالده.
المسلمون في تتارستان
تشكلت جمهورية تتاريا المستقلة ذاتيا في 27 أيار 1920 كجمهورية مستقلة ذاتيا يقع إقليمها في المجرى الاوسط في نهر الفولغا ورافدة نهر كاما.
تبلغ مساحة تتاريا 68000 كلم2
عدد سكانها الإجمالي 3436000 نسمة عام 1979
عاصمتها قازان وهي احدى المراكز الصناعية المهمة، عدد سكان مدينة قازان مليون نسمة حسب إحصاء 1979 ومدينة قازان اشتهرت تجاريا وإقتصاديا وحضاريا وعلميا.
فهي أول مركز لتجارة الحرير وتجارة الفراء في بلاد ما وراء النهرين وهي اول مدينة إشتهرت بطباعة الكتب والمقالات والجرائد.
مساجد تترستان بلغت 670 مسجدا وتتركز المراكز الثقافية والجامعات بالاساس في العاصمة قازان ومدينة اوليا ننسك وشيبكار اما الجامعات الإسلامية فأهمها الجامعة المحمدية ويرجع تأسيسها إلى سنة 1500 ميلادي وهي تخرج مئات الطلاب سنويا بمختلف الاختصاصات وتأتي بعدها جامعة قازان الإسلامية بالاضافة إلى المتواجدة في كافة المساجد فيكاد لا يخلو مسجد من مدرسة لتعليم القرآن وتحفيظه وبجدارة إستطاعت تترستان ان تمثل طليعة الإسلام الشمالية المتقدمة والاقليم المسلم الاقرب إلى مسكو اما العدد الاجمالي للتتار في الاتحاد السوفياتي فهو 6317000 نسمة عام 1979 وهذا العدد الضخم منتشر في جميع المناطق والجمهوريات السوفياتية إذ ان ربع التتر فقط يسكنون جمهوريتهم الوطنية حيث مدارسهم وصحافتهم الخاصة التي تحميهم لغويا واجتماعيا وحتى سلوكيا.
فاللغة التترية هي لغة رسمية في جمهورية تترستان بالاضافة إلى اللغة الروسية وقد أعلنت اللغة التترية لغة قومية أولى لمواطني جمهورية تترستان
ولكن الجاليات التترية المبعثرة خارج وطنها الاصلي لا تتمتع باستقلال ثقافي ذاتي فهي محرومة من المدارس والمطبوعات بلغتها القومية لذلك فهي تعاني بشدة من اندماجها في المحيط الروسي
المسلمون التتار:
ان مفهوم كلمة تار تعني مجموعة عديدة من اصول عرقية مختلفة فهي كمختلف الناس تختلف في عاداتها وتقاليدها ولكن يوحدها الدين واستخدام لغة تترية هي لغة اهل قازان (اللغة التتارية الادبية ولغة مملكة بلغار).
اما تفصيل هذه القوميات فهي كالآتي:
تتار القرم وهم موجودون بدولة شبه مستقلة.
تتر سيبيريا وعددهم 150.000 نسمة وتتر تومين وترربرابا وتتر تومسك وبخارلق بخارلق هم احفاد تجار فراء بخاريين، تتر استرفان، تتر ليتوانيا او تتر بولونيا.
تتر الفولغا الاصليون: وهم احفاد بلغار نهر كاما، وهم قبائل تركية، مغولية، فلندية منهم الاشقر ذو العيون الزرق ومنهم الاسمر ذو الشعر الاسود ومنهم من يشبه الصينيين.
كان جنكزخان احد ملوك المغول التتار اول من اسسس لقومية تترية بأن اجتاح مناطق كثيرة وضم اهلها الى قوميته فأصبحوا مع الوقت مغولا تتارا.
وبعد جنكزخان نشأت دولة عظيمة في منطقة بلغار الفولغا سميت مملكة بلغار الفولغا وشاء الله ان يدخل الاسلام الى هذه المملكة عن طريق التجار والشعراء فما كان من التتار الا ان اعتنقوا هذا الدين وتحولوا الى مبشرين يدعون الى الله ويبنون المساجد والمدارس الدينية اينما ذهبوا فيحملون الاسلام الى الشعوب التي ما زالت وثنية مثل بشكيريا وغيرها.
ثم بعد ذلك سقطت المملكة بيد القياصرة الروس فكان الضغط على المسلمين حتى سنة 1776م حيث سمحت الملكة كاثرين بالحرية الدينية حيث ظهرت الجماعة النقشبندية الصوفية التي سجلت الموجة الثانية من انتشار الاسلام في روسيا وبلاد القازاق.
وظل حال التتار المسلمين بين اطلاق اليد في الدعوة وبناء الشخصية المسلمة تارة وبين كبت الحرية وظلم المسلمين تارة اخرى حتى زوال القيصرية الروسية.
وفي سنة 1920م تغيرت الامور حيث تشكلت من جديد جمهورية مستقلة للتتر كجمهورية مستقلة ذاتيا سميت (جمهورية تاتاريا –او- تاتارستان).
وهذه الجمهورية تقع في المجرى الاوسط لنهر قازاق الفولغا.
مساحتها 68000كم2
عدد سكانها 436000 نسمة سنة 1979م. عاصمتها قازاق وهي مركز صناعي مهم وتمثل جمهورية التتر طليعة الاسلام الشمالية وهي الجمهورية المسلمة الاقرب الى وسط روسيا يعني هي الاقرب الى موسكو.
ويشكل سكان تتارستان المسلمون من تتر وبشكير وغيرهم ما نسبته 47.6% من السكان والباقي روس وغيرهم.
العاصمة قازان:
قازان تلك المدينة التي توالت عليها دول وحكام عديدة منذ القديم وحتى يومنا هذا.
فهي تحمل اسماء ترجمته (بداية حدود – طرف – حرف).
اما ترجمتها من اللغة التركية: فهي تعني خزان ماء وتعني ايضا القدر الذي يوضع فيه الماء وهو يخص القدر الكبير.
فعلا فإن مدينة قازان محاطة بالمياه من جميع النواحي ففيها نهر الفولغا ونهر قازان ونهر كاما وروافد كثيرة وبحيرات.
الوجه الحضاري لمدينة قازان:
سميت قازان عاصمة الشرق وسميت ايضا بالمدينة العذراء وذلك لشفافيتها العالية بالتعامل مع الناس فاصبحت مدينة محبوبة ومقصودة من الجميع.
وتمازجت فيها الحضارات فظهرت فيها فنون كثيرة منها فن العمارة الذي تشهد عليه المنارات والقباب والبروج:
منها منارة سومبل وهي البرج الاعلى في ذلك الزمان وكذلك المساجد داخل المدينة منها مسجد المرجاني ومسجد سلطان وغيرها.
وهذه المساجد هي مزيج من فنون العمارة المغولية والتركية والعربية. وفي المدينة ما يدل على الفن المعماري الروسي ايضا قاصة الكنائس المتواجدة في ساحات واطراف قازان.
اما الناحية الادبية والفكرية فلم تكن اقل من غيرها في مدينة قازان:
فعلى الرغم من ان مؤلفات المسلمين في ما قبل الشيوعية طمست تقريبا ويصعب جدا الحصول عليها الا ان ارادة المبدعين التتار استمرت فيما بعد القيصر وفي اوائل عهد لينين استطاع التتار ان ينتجوا ادباء ومفكرين جدد ولحسن الحظ فإن الشيوعية لم تمنعهم في بادئ الامر فعادت الصحافة وعاد الادباء وان يكن لفترة وجيزة.
على سبيل المثال فإن من ادباء ما بعد القيصر شهاب الدين مرجاني وهو صاحب اجتهادات كثيرة في الفقه الاسلامي والحضارة والمدنية وعلم الاجتماع وهو الرائد في اعطاء المرأة حقها ومشاركتها في السياسة التي اخذت اولى اهتمامه وهو احد المناضلين من اجل دينه وحضارته وادبه ومؤلفاته التي تدعو الى الحرية والانفتاح كلها مترجمة الى اللغات الفرنسية والالمانية وغيرها.
اما عبد الله توقاي: فهو احد الشعراء والكتاب والسياسيين في بلد ظهر في نفس الفترة التي ظهر فيها شهاب الدين (بداية المرحلة الشيوعية) واذكر من اشعاره التي يرددها التتار حتى يومنا هذا ابياتا تتكلم عن الوطنية وعن الحنين الى الارض وعن ان بلده علمته الكثير وعرفته على الدنيا.
اي توغان تل اي متورتل
ايا لغة وطني ايا لغتي الجميلة
أتكم انكم ننى تله
ايا لغة الآباء والامهات
دنيا داه كوب نرسه بلدم
الكثير من الاشياء في هذه الدنيا تعلمتها
سين توغان تل ارقله
من خلالك ايا لغتي الوطنية
وكُتُب عبد الله توقاي معروفة وموجودة وهي بمثابة الحفاظ على ماء الوجه وهي ما بقي من مؤلفات من معالم حضارة حكمت مناطق شاسعة لمئات السنين.
وتتار ما بعد الاتحاد السوفياتي لا يقلون حماسة عن شهاب الدين وعبد الله توقاي فهم يسعون جاهدين للملمة اوراقهم وجمع تاريخهم وحضارتهم وكتاباتهم، فهم يرسلون اولادهم الى البلاد العربية مثلا لاستعادة رصيدهم الديني من الحضارة بتعلم اولادهم الدين وهم ينشؤون المراكز الثقافية والفكرية ويتألقون بوجود كوادرهم العلمية على جميع المستويات.
اما الطموح الاكبر للتتار فهو بانشاء مراكز ثقافية في البلاد العربية وذلك للتعريف بأدبهم وفكرهم وبأنهم يشاركون امتنا الاسلامية في همومها وشجونها.
فلربما تعلم العرب هذه اللغة وترجموا مؤلفاتها واستفادوا من ادبها فإن هذه القومية لم تخلُ يوما من الايام من الشعراء والادباء والمفكرين والعظماء.
فأين نحن من هذه الحضارة ومن المعرفة التي هي مقدار تقدم الشعوب وميزان ثقافتها وانفتاحها.
الدعوة في تترستان
إذا اردنا الكلام عن الدعوة في تترستان لا بد وان نفهم او لا بأن الدعوة تتضمن امورا كثيرة منها الاتصال الباشر بالناس وكسب ثقتهم ومحبتهم وتفهم اوضاعهم ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم ونمط نفكيرهم ثم نصحهم إلى درب الخير والامان والمحبة.
بعد فترة الشيوعية ضهر فراغ روحي وديني كبير عند التتار لانهم كانو ابعد ما يكونوا عن معرفة الدين ولكن التدبير الإلهي والحكمة الربانية قضت بأن يكون طلاب من المسلمين العرب والاتراك وحتى الباكستان بأن يعملو على تذكير الناس بأمور دينهم فكان اللبنانيون في مدينة قازان وكان الاتراك في مدينة شيبكا وبعض الفلسطينين من لبنان وسوريا وغيرها من البلدان هؤلاء الطلاب وبطريقة بسيطة جدا استطاعو ان يكسبوا صداقة الناس ومن ثم وجدوا انفسهم مضطرين لأن يأخذوا المبادرة لآنه لا يوجد غيرهم ولا يوجد بديل يستطيع ان يعطي دروسا في المساجد فبدأ الطلاب بتعلم الحرف العربي للناس ثم تعليم القرآن وتعليم كيفية الصلاة والصوم وحرمانية أكل لحم الخنزير وشرب الخمر والزنى.
اما كيفية استقبال الناس لهذا الامر فقد كانت متفاوتة فمنهم من تمنع بجأة كبيرة قادته بداية إلى التشكيك بقدرات الطلاب ومعرفتهم بالإسلام وبعد ذلك إستطاع تفهم امر دينه وأصبح من أفضل الناس من سلم دون نقاش إيمانا بأنه لا يمكن لأحد أن يفهم هذا الدين أكثر من العربي المسلم الذي يتكلم بلغة محمد صلعم ويتكلم بلغة القرآن
ولكن الدعوة في تلك البلاد بشكل عام تشهد تقدما كبيرا ولهفة الناس لمعرفة امر دينهم كبيرة وعظيمة والدليل بأن المساجد كانت في قازان سنة 1992 مسجدا واحد فقط وهي الان حوالي المئة وان المعاهد الدينية بتزايد وظهور الإلتزام الديني بين الشباب اخذ بالتصاعد فقد اصبح معظم رواد المساجد من الشباب والشابات بينما كان فقط العجائز هم رواد المساجد.
تطور العمل الدعوي:
من اهم الامور التي يجب ان يشار إليها ان الجامعة المحمدية مثلا يتخرج منها حوالي 1000 إلى 1500 تلميذ سنويا ممن درسوا العقيدة والفقه والتجويد وباقي العلوم الدينية وهم يخرجون لنشر الدعوة وإرشاد الناس مستنيرين بما تعلموه من احاديث رسول الله وشريعة الله وهناك قسم آخر أراد المعرفة أكثر فأكثر فأرسال أولاده إلى الدول العربية ليتعلوا اللغة العربية ويتقونوها وبالفعل فإن تزايد المساجد بهذا العدد الكبير لم يكن عائقا امام التتار فقد استطاعوا ان يجدوا الكوادر من الوعاظ ورجال الدين لسد الفراغ واستطاع الطلاب التتار كسب ثقة أهلهم واتأثير بهم إجاب