[omar007]

(الفصل الاول)

الحلقة الرابعة


وقف شتشت امام التلفاز في وجه محمود, فهتف به محمود.
محمود: شتشت الله يخليك متقفش في وشي كده.
شتشت: بقى بالذمة دي حاجة تتفرج عليها عالصبح كده.
محمود: سيبلي الشيخ الشعراوي , النهاردة الجمعة يا شتشت.
شتشت: وهو ربنا قال يعني نعد نسمع خطب ليل ونهار في الجمعة, مش كفاية خطبة الجمعة.
محمود: سيبني في حالي انا اصلا متخانق مع محمد عدلي الي تحتنا ولو شفته في الصلاه النهاردة هضربه.
شتشت: ليه.
محمود: عيل زبالة, عشان موضوع الامتحان لما فتن عليا ان معايا برشام.
شتشت: من ساعتها.
محمود: اه, مع انه جه يصالحني امبارح بالليل بعد مانت سبتني بس مردتش عليه.
شتشت: اوعى يا محمود, هو يعملها ويجي يصالحك ليه فاكرها بالساهل.
محمود: مانا مرضتش اصالحه زي مانت قلتلي بالظبط,...ماتيجي معايا الجمعة.
شتشت: اااا...لا مش هينفع.
محمود: انا بقعد زهقان في الخطبة.
شتشت: متروحش الخطبة, روح عالصلا على طول, انت الشيخ دا كلامه مبيعجبكش على طول متنرفز وبيزعق, ايه الي يخليك تسمعله, لو بيقول كلام كويس روح.
محمود: عندك حق, بس بابا دايما بيصمم اني اروح من الاول.
شتشت: هتسيبني لوحدي, اعد معايا شوية.
قام محمود يصفف شعره ويعدل من هندامه امام المرآة.
محمود: ابقى تعالى معايا الدرس, عشان اعرف اتخانق مع محمد, واما اشوف كمان حكاية بوسي.
شتشت: مانت مرضتش تكلمها الاسبوع الي فات وانتو خارجين من الدرس.
محمود: مانا اتحرجت يا شتشت.
شتشت: اتحرجت ايه , دانت طول الطريق من الدرس لبيتكو وانت ماشي وراها , وهي عارفة, وبصتلك مرتين وانت الي بصيت في الارض, انا مش عارف انت سايق الهبل عليا ليه, انا نفسي تسمع كلامي كده وتبطل الخوف الي فيك, زي السيجارة الي انت كنت هتموت من نفسين, حد في الدنيا يعد يكح لغاية ماروحه كانت هتطلع من سيجارة.
قال وهو يضغط شعره ليثبته.
محمود: بس بقى متفكرنيش.
قام شتشت يضع يده في شعر محمود يفركه ويعيد ترتيبه ومحمود مستسلم له تماما.
شتشت: متخافش مش هيفتكروك عبيط, المرة الجاية قولهم انا بشرب شيشة بس عشان الشيشة اشيك.
محمود: بس انا مبشربش شيشة.
شتشت: متستعجلش على رزقك.



شتشت: بس يا كبيرنا انا مش شايف اي امل من محمود, دا خايب خالص.
المعلم: متتكلمش عن نديمك باسمه المجرد, متخليش الموضوع شخصي , واوعى تنسى انه عدوك او تتعلق بيه, او ياخدك بيه رحمة او شفقة.
شتشت: انا اسف يا كبير , قصدي نديمي, هو يادوب بيعمل ذنوب صغيرة , زي الكدب والعند والصلا متأخر والغيبة والنميمة بس, مش عارف اوجهه اكتر من كده.
ابتسم المعلم في حكمة قبل ان يقول.
المعلم: انا عاجبني طموحك يا شتشت, انت شيطان شاطر وانا بتنبأ لك بمستقبل كبير ان شاء الله, ربنا يحميك يابني.
شتشت: بجد يا كبير , يعني انا هستفيد ايه من الي انا بعمله دا, يعني هو كده بيأذي نفسه بس, كبيره هيشرب سيجارتين ولو اتنطط هيزني, ماهو انا ممكن اخلص عليه برصاصة واخلص منه خالص وارتاح , موصلش لمرحلة اللعنة, انا عايز اهاجر ارض الابطال, هناك الناس فيها امل انا مش عايز العن انسي واحد, انا نفسي كل الناس يتلعنو.
المعلم: بص يا شتشت , مش ربنا بيجازي كل واحد على اد عمله؟.
شتشت: واكتر من كده كمان.
المعلم: جميل يبقى الي هيعمل هيكون زي الي مش بيعمل.
شتشت: مش فاهم.
المعلم: يعني انت لو رحت لواحد اعور وضربته على عينه تبقى انت كده عملت حاجة؟.
شتشت: ماهي كده كده خربانة.
المعلم: اهو الفرق بينك وبين الي في ارض الابطال كده, انت لسه بتبدأ وبتنحت في اساسات العقيدة بتاعة انسي مسلم مؤمن صغير, في ارض الابطال او في امريكا خلاص اجدادنا العظام عملو الي عليهم خلاص وافسدوا في الارض وفرشولنا بطانة الاحداث الي احنا عايشينها دلوقتي, يعني اي شيطان هيعيش هناك مش هيتعب كتير, هي كده كده الناس مبقتش محتاجة شياطين, المجاذر والاحتلال والسجون والفواحش الي بنسمع عنها مش جيلنا يابني الي عملها, دا اي حد هناك دلوقتي مننا مبيشتغلش, قاعد حاطط رجل على رجل وسايب الانسي قايم بشغله وشغل اربعة معاه كمان, بتقارن تعبه وشغله بشغلك انت وانت بتبني اساس الخراب في الارض العربية في وسط ناس لسه جواها ايمان .
شتشت: ..........
المعلم: الي انت بتعمله دلوقتي يابني عظيم, انت بتفسد حد كان ممكن يطلع كويس, حد لو سبته مش هيفسد الي حواليه زي ما بتتمنى, لا دا ممكن يصلحهم ودا اخطر عدو ممكن تقابله في حياتك, الي بيصلح الي حواليه, دا ممكن يخسرنا تعب سنين , وحياة شياطين ياما ضاعت على ناس بجرة قلم بيرجعو تاني يهتدوا ويضيعو مجهود الشياطين دي وتعبها, عشان كده تلاقي شيطان الامام غير شيطان السياسي غير شيطان الممثل, كل واحد له دخلة وله نقطة ضعف وله شهوة معينة, اذا كان مال او سلطة او جنس او عشق او غرور, احنا لو سبنا البشر فطرتهم هتاخدهم للصح, لازم نشتغل ونتعب, الارض دي مش هتفسد لوحدها يا شتشت.
شتشت: يعني انا كده بتعب اكتر من الناس الي في ارض الابطال.
المعلم: انت بتبني تاريخ يابني , ومسيرنا نشوف نتيجة تعبنا دا في حياتنا او بعد, لما نفسد الجيل الي طالع, مش هيلاقي حد يصلح بعد كده, وارض الابطال كانت ارض دين وهدى زمان, واجدادنا استلموها ارض طيبة, شفت بقى لما زرعو الشر زي مانت بتعمل مع نديمك, بس بأمر الله وبجهدهم اتحولت لخراب.
شتشت: بس يا كبيرنا انا مش عارف اعمله ايه في موضوع الصلاة دا, كل ما ابعده عنها بحس انه خايف يسيبها.
المعلم: مش مهم , متخليهوش يسيبها, بوظهاله انت.
شتشت: ازاي؟.
المعلم: يا شتشت الانسي الغافل نعمة, احسن بكتيير من الانسي العاصي, لان العاصي مهما فجر بيبقى حاسس جواه انه عاصي , بس الغافل بيبقى فاكر ان هو صح وانه مش محتاج يتغير, والعاصي ممكن يلف ويرجع في الغلط في ثواني لانه حاسس بالذنب, اما الغافل فبيبقى مطمن انه اصلا مش محتاج يتوب او يصلح حاجة, لو على الصلاة , وسوس في ودانه, عطله عنها, حسسه انه بيعمل حاجة كبيرة اوي مش كفاية انه بيصلي, خليه يحس من جواه انه بيتفضل على ربنا بيها, كسر ايمانه بيها من جوا’ خليها عادة بدل ماهي عبادة, واحد طالع نازل لا فيها خشوع ولا استسلام, وهي كده مش هتصلحه بالعكس هياخد بكل سجدة ذنب.
شتشت: تصدق يا كبير انا استفدت كتير لما قعدت اتكلم معاك, انا فعلا فكرتي اتغيرت عن البشر وناوي اتعامل مع نديمي باسلوب جديد خالص.
المعلم: يا شتشت احنا في ايدنا ميزة, احنا عارفين البشر وطبايعهم وطريقة تفكيرهم وفاهمينهم وعارفين رغباتهم, دا بيخلينا متفوقين عليهم في الحرب دي.
شتشت: انا من هنا ورايح هغير طريقتي مع محمود, قصدي مع نديمي, هجرب طريقة الممنوع مرغوب الي اهله بيتبعوها معاه يمكن تنفع وهبطل طريقة العرض المباشر.
المعلم: ايوة كده, خليك خلاق لو بطلت طريقة جرب غيرها ومتيأسش ابدا, ان عمل شر خليه يتمادى, وان عمل خير غير نيته فيه, خليها للشر, شفت سهلة ازاي.
شتشت: شكرا يا كبير.
ابتسم المعلم ابتسامة رضا قبل ان يربت على كتف شتشت.