شم البخور والروائح العطرية لا يُفطِّر ، لأنه ليس من جنس الطعام والشَّراب ، وليس في معناهما ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فإنه قال :
وإذا كانت الأحكام التي تَعُمُّ بـها البلوى لابد أن يبيّنَها الرسول صلى الله عليه وسلم بيانا عاما ، ولابد أن تَنْقُلَ الأمـةُ ذلك ، فمعلوم أن الكحل ونحوه مما تَعُم به البلوى كما تَعُمّ بالدّهن والاغتسال والبخور والطيب ؛
فلو كان هذا مما يُفَطِّر لَبَيَّنَه النبي صلى الله عليه وسلم كما بيّن الإفطار بِغَيرِه ، فلما لم يُبيّن ذلك عُلِمَ أنه من جنس الطيب والبخور والدهن ، والبخور قد يتصاعد إلى الأنف ويدخل في الدماغ وينعقد أجساما ، والدهن يشربه البدن ويدخل إلى داخله ويتقوّى به الإنسان ، وكذلك يتقوّى بالطيب قوة جيدة فلما لم يَنْـهَ الصائم عن ذلك دلّ على جواز تطييبه وتبخيره وإدّهانه وكذلك اكتحاله . اهـ .والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد