العمارة فى مصر القديمة
انفردت العمارة المصرية بطرازها الخاص ومن أهم العوامل التى تؤثر على الطرز المعمارية فى بلد ما ومقومات البيئة وإمكانياتها من ناحية . والعقائد الدينية السائدة فى المجتمع من ناحية أخرى .
والعمارة المصرية عمارة بنائية ، استمدت أسلوبها الفنى ، واعتمدت فى طرزها على ما كان يستعمله المصرى الأول فى عصور فجر تاريخ من مواد أولية فى أبنية مثل سيقان البردى وأعواد البوص وجذوع الأشجار والحصر من القش .
ثم سرعان ما أستعمل طمى النيل بتغطية جدران المبانى بالبوص بالطين ثم أستعمل الطوب اللبن طوال الأسرة الأولى والثانى حتى حوالى 2700 ق.م . حيث بدأ استخدام الحجر عن طريق المهندس " إيم حتب " مهندس الملك " زوسر " الأسرة الثالثة بسقارة .
وقد أحتفظ البناء بالحجر بنفس طرز العمارة اللبنية بالطين . واستمرت العمارة الحجرية فى تقدمها مع نهاية الأسرة الثالثة وبداية الرابعة ببناء الأهرامات لسنفر وخوفو وخفرع ومنكاورع وكانت قمة عمارة الأهرامات تتركز فى الهرم الأكبر للملك خوفو .
ومع بداية الأسرة الخامسة والسادسة زاد الاهتمام فى الاهتمام فى العمارة بالزخارف أكثر من حجم المبنى وظهرت أعمدة بتاج زهرة البردى أو سعف النخل .
ومع تقدم العمارة أخذ المهندسون القدماء فى ترسيخ قواعد العمارة الفنية مع الاهتمام بالذوق الفنى والتقليل من الانحناءات واستقامة الإتجاهات وتقليل التعقيدات
ويرى هذا بوضوح فى المعابد المصرية التى امتازت باستقامة المحور الرئيسى وتنفيذ أسلوب المقابلة بين أجزائه التى أصبحت تتكون من مدخل بوابة ذات صرحين ومنه إلى فناء فسيح مكشوف ثم بهو الأعمدة كبير بصفوف متعددة من الأعمدة الضخمة ثم إلى بهو أعمدة أقصر ثم قدس القداس المكون من حجرة واحدة أو ثلاث حجرات حسب عدد الإلهة والشكل العام للمعابد مستطيل ثم يقسم إلى مستطيلات أصغر وهكذا .
وقد تميزت المعابد بنوع من الإضاءة الخافتة الناتجة عن تصميم نوافذ صغيرة فى الجدران أو السقوف حتى يطفو على المعبد من الداخل هيبة .
أما عمارة المنازل والقصور ، بدأت بالطوب اللبن ثم بالأحجار وكان هناك مستويات بين قصو
ر الملوك والملكات وبين بيوت الأثرياء ثم بيوت العمال والفقراء . ولكن بشكل عام كانت تتكون من حجرات تتجمع حول فناء أو صحن واسع وعرفت القصور والبيوت دور أو دورين أو ثلاثة أدوار مع تزويدها بالحمامات ومطابخ ومخازن وحدائق .
أما منازل الطبقة الكادحة فكانت عبادة عن حجرة واحدة فقط أو حجرتان من الطوب اللبن النىء وكانت تستخدم لكافة الأغراض وتنوعت العمارة بين المدن والقرى وكذلك العواصم أو المدن الكبرى من حيث المستوى ، بل وعرفت مصر القديمة تخطيط المدن الكاملة مثل مدينة تل العمارنة التى بنيت بعد تخطيطها بالكامل وكذلك مدينة " بررعمسيس" عاصمة رمسيس الثانى وفكل منها لم تبنى تدريجيا أو عشوائياً ولكن تم تخطيطها قبل إقامتها مع تحديد مكوناتها من معابد وقصور ومنازل وغيرها . وكان هناك أيضا العمارة العسكرية المتمثلة فى الحصون والقلاع الحربية وبتصميماتها المميزة وأحسن مثال حصن سمنا وحصن قمنا فى النوبة وكذلك الحصون الشرقية .
ولم يبقى من العمارة المصرية الا القليل من المعابد تشهد على عظمة المعمارى المصرى القديم ومن أشهرها معابد الكرنك والأقصر وهابو ومعبد سيتى بأبيدوس وكوم أمبو وأدفو وأبى سمبل وفيلة ، إلى جانب الأهرام العظيمة بالجيزة وسقارة و هشور
وميدوم .
الهــــــــــرم الأكبــــــــر
الهرم الأكبر، يعتبر أكبر بناء فى التاريخ القديم من الحجر. وقد بنى للملك خوفو الملك الثانى من الأسرة الرابعة _ الدولة القديمة 2650 ق.م وتبلغ أبعاد قاعدته 230م2 وارتفاعه 146م وقد استخدم فى بنائه حوالى 2.3000.000 مليون وثلاثمائة ألف قطعة حجرية وتم بناؤه فى عشرين (20) عامًا . وكان الملك يستخدم حوالى 100.000مائة ألف رجل سنويًا.
وعن التصميم الداخلى يبدأ بمدخل فى الجانب الشمالى على ارتفاع 20م من مستوى القاعدة وخلفه منحدر بارتفاع 1م وبطول 105م يخترق جسم الهرم، ويمتد فى الصخرة الأم أسفل الهرم وينتهى بغرفة غير مكتملة، ومن نفس الممر يصعد ممر آخر بطول 37م إلى مستوى الغرفة الثانية (وهى المخصصة للأثاث الجنائزى)، عن طريق ممر أفقى بطول 38م ومن نفس الممر يصعد ممر آخر علوى بارتفاع 8م وعرض 3م وطول 48م إلى مستوى غرفة الدفن الخاصة بالملك والتى بها التابوت الجرانيتى الخاص بمومياء الملك. وأعلى هذه االغرفة توجد 5 غرف متتالية تعتلى الواحدة الأخرى بارتفاع 1م والأخيرة العليا سقفها جمالونى لتخفيف الأحمال عن حجرة الدفن وحمايتها، والتى يحميها 9كتل جرانيتية تزن الواحدة منها 30طن.
الملك خوفو
.
والهرم هو التطور الثالث للمقبرة الملكية أثناء العصور الفرعونية والتى بدأت بالمصاطب وهى بناء فوق الأرض يعلو غرفة الدفن التى بها مومياء الملك داخل التابوت. وفى عام 2700ق.م قام المهندس المعمارى "إيم حتب" مهندس الملك (زوسر) باستخدام الحجر الجيرى على نطاق واسع وأضاف طبقات عدة مصاطب، وبلغ عددها 5خمس للطبقة الأولى ليصبح الشكل النهائى للمقبرة مكون من 6ست مصاطب بارتفاع 62م، مما جعل علماء المصريات يطلقون عليه اسم الهرم المدرج ليصبح التطور الثانى للمقبرة الملكية إلى أن نجح المــهنـدس (حم أونو) فى إنشاء الهرم الكامل بعد إخفاق مهندس الملك "سنفرو" فى إنشاء الهرم الكامل بدهشور وهو الهرم المنكسر بمنطقة "دهشور" والذى أتبعه بهرم إلى الشمال منه وهو الذى أطلق عليه الأثريون الهرم الأحمر وهناك احتمال كبير جدا ليكون (حم أونو) كان أحد أفراد فرق العمل فى الفنانين السابقين، وقد استفاد فى الخبرة فى العمل فى هذين الهرمين ووضع خبرته وعصارة علمه فى الهرم الأكبر.
المهندس حم أونو
وقد استخدم فى بناء الهرم الأكبر ثلاثة أنواع من الحجر الجرانيت الأحمر من أسوان (على بعد 1000كيلومتر من الجيزة) والحجر الجيرى الأبيض الناعم لتغطية الجوانب الأربع الخارجية للهرم من طره جنوب القاهرة ثم الحجر الجيرى المحلى من هضبة الأهرام بالجيزة لبناء الجسم الداخلى للهرم.
ونجد أن الكتل الحجرية تختلف أحجامها من أسفل إلى أعلى من الأحجام الكبيرة إلى الأصغر، فتبدأ فى القاعدة بأبعاد حوالى 160×160×160سم وتتدرج إلى أن تصل إلى القمة 60×60×60سم. فيكون الأوزان الثقيلة فى قاعدة الهرم مما حافظ على مبنى الهرم، من الأنهيار أثناء الزلازل.
وقد استخدم المصريون القدماء بين الكتل الحجرية مادة لينة مكونة من الرمال والحصى وبدرة الحجر الجيرى ممذوجة بالماء لتسهيل تحريك الأحجار عند الرص والبناء ولعدم السماح للهواء أن يكون بين الكتل الحجرية مما يسبب عدم خلخلة البناء.
ومع مرور آلاف السنين تظل الأهرامات رمزًا لعبقرية المصرى البناء للحضارة المصرية .
يتبع