الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله عز وجل قد أمر بالرجم وأنزل فيه آية قرآنية كانت تتلى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لفترة من الزمن، ثم نسخ لفظها وبقي حكمها ووجوب العمل بها ماض إلى يوم القيامة.
وقد سبق بيان ذلك مع ذكر الحكمة من النسخ في الفتوى رقم: 18663، والفتوى رقم: 98171، وما أحيل عليه فيهما.
وبذلك يتضح أن الرسول عليه الصلاة والسلام يطبق حد الرجم كما أوحى إليه الله سبحانه، ففعله الرسول عليه الصلاة والسلام تنفيذا وامتثالا لحكم ربه جل وعلا.
وتجدر الإشارة إلى أن القرآن ليس هو المصدر الوحيد للتشريع فما فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر به أو نهى عنه من التشريع أيضا قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا {الحشر: 7} وراجع الفتوى رقم: 4588.
أما الحكمة من مشروعية الرجم وعدم الاكتفاء بمضاعفة الجلد فهذا حكم الله جل وعلا: وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ {المائدة: 50}. أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ {التين: 8}. فالله سبحانه أعلم بما يصلح عباده وهو أعلم بهم من أنفسهم: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {الملك: 14}. وهو سبحانه أرحم من الوالدة بولدها، وهو أرحم الراحمين، والقسوة أحيانا للتطهير والتقويم وإنما هي في حقيقتها رحمة. فعلينا أن نوقن بأنه لا حكم أفضل من حكم الله جل وعلا، بل لا يوجد ما يضاهيه أو يدانيه، كما علينا أن نسلم لحكمه سبحانه، ونرضى به ولو لم يتبين لنا وجه الحكمة فيه. وما أحسن قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما سئلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. رواه مسلم
والله أعلم
التوبة من الزنا
السؤال
أريد أن أسالكم عن الزنا، أنا تُبْتُ توبةً نصوحًا لا رَجْعَةَ فيها أبدًا، أُصَلِّي كل الصلوات، وقيام اللَّيْلِ أيضًا، وأصوم أربعةَ أيَّام بالشهر، وأقرأُ القُرآن وأختِمُه دائمًا، ودائمًا اسم اللَّه على لساني، وأستغفِرُ باليوم أكثر من مائة مرَّة، فهل ربنا يتقبل توبتي، وأنا فِعلاً نادمة أشد الندم على أفعالي بالماضي، أرجوكم أريحوا بالي ولا تطيلوا عليَّ لإجابة، أريد أن أطمئِنَّ، وبارك الله فيكم.
المفتي : خالد عبد المنعم الرفاعي
الجواب
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالحمدُ لله الذي وفَّقكِ للتوبة، وأنقذك من هذه الكبيرة، وأبْشِري بالخير؛ فإنَّ الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ما لم يُغَرْغِروا، ويفرحُ بِهم إذا جاؤوه تائبين نادمين منكسرين؛ قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 104]، وقال أيضًا: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} [لشورى: 25]، وقال سبحانه وتعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طـه: 82]، وقال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تنقطوا من رحمة الله} [الزمر: ].
بل إنَّ من كمال رحمَتِه سُبحانه وعظيم فضله أنَّه يبدِّل سيئاتِ عبادِه التَّائبينَ حسنات، فقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 68-69-70].
وعن أنس بن مالك قال: سَمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابنَ آدم إنَّك ما دَعَوْتَنِي ورجوْتَنِي غفرتُ لك على ما كان فيكَ ولا أُبالي، يا ابن آدم لو بلغتْ ذنوبُك عَنَانَ السَّماء ثُم استغفرتْنِي غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابْنَ آدَمَ إنَّك لو أتيتَنِي بقراب الأرضِ خطايا ثُمَّ لقيتَنِي لا تُشركُ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرة" (رواه التِّرمذي) وقال: حسن، و(روى ابن ماجه) عن أَبي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْداللهِ عن أَبِيهِ قال: قال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ: "التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنبَ لَه" (الزهد/4240) حسَّنه الألبانيُّ في "صحيح سنن ابن ماجه".
واعلمي أنَّ التوبةَ النَّصوحَ المستوفيةَ لشُروطِها من الندم على المعصية، والإقلاعِ عنها، والعزمِ على عَدَمِ العَوْدِه إليها كافيةٌ في مَحْوِ الذنوب الَّتي قبلها، ولو كان أعظمَ الذُّنوب وأكبر الكبائر، حتَّى الكُفر والشِّرك إذا تاب صاحبه قَبِل الله توبتَه، ولا بدَّ من أن يَثِقَ العبدُ في ذلك؛ لأنَّ وعد الله لا يُخلَف، وحقُّ الله تعالى في جانب العفو والصَّفح أرجح، وما دُمْتِ قد تركتِ هذا الذَّنْبَ وندِمْتِ عليه وعزَمْتِ على عدم العودة إليه، فمغفرةُ الله لك مَرجوَّة، وعفوُ الله مأمول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة" (رواه أحمد) عن عبد الله بن مسعود.
ومِمَّا ننصَحُ به السَّائلة: الاستمرار على العمل الصالح، والالتجاء إلى الله تعالى بكثرة الدعاء له، وخاصَّة في أوقات الإجابة، وكذلك المحافظة على أداء ما افترضَهُ الله تعالى عليها، والإكثار من النوافل، وكذلك مصاحبة أهل الخير الَّذينَ يدلُّون على طاعة الله تعالى، والحذَر من صديقات السُّوء والبعد عنهنَّ، فقد رَوَى الإمام أحْمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم قال: "المَرْءُ على دين خليله فلْيَنْظُرْ أحدُكُم مَن يُخالِل".
ومِمَّا يُعِينُكِ على الثبات على التوبة: البعد عن دواعي الذَّنْبِ وأسبابه، واجتنابِ مواطنه وأهله، والالتِزام بغَضِّ البصر، وعدم الخلوة بالرِّجال الأجانب، أو الاختلاط بهم، ونسأَلُ الله أن يتوبَ عليْنا أجْمعين، وأن يحفَظَ عليْنا دينَنا ويَختم بالصالحات أعمالَنا.
هل من شروط التوبة من الزنا إقامة الحد؟!
السؤال
اقترفت معصية كبيرة وهي الزنا والعياذ بالله، وقد طلبت من صديقي أن يقيم على الحد، ويقوم بجلدي مائة جلد؛ لأني علمت أن إقامة الحد كفارة للذنب. وكذلك لكيلا أعود إلى هذا الذنب مرة أخرى. فبماذا ترشدوني؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالواجب على من اقترف معصية أن يتوب منها، بالإقلاع والندم والعزم على أن لا يعود، وكذلك يجب عليه أن يستر على نفسه، ولا يخبر أحداً بمعصيته، ولا يسعى لإقامة الحد عليه، بل يكفي تستره بالذنب، فليستر توبته،
وفي الحديث: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين". وإقامة الحد لا تكون إلا من ولي الأمر.
وبناء على ذلك فلا يجوز للمذكور أن يضرب أخاه بدعوى إقامة الحد، بل هو من الاعتداء، وليس للتائب أن يطلب ذلك من أحد.
وأما خوفه من العودة فإنه إن جاهد نفسه وبذل وسعه في اجتناب مواطن الإثم رجوت له نصيباً من قوله تعالى" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا "[العنكبوت: من الآية69].
فإن وقع في الذنب ثانية فليتب إلى الله، فباب التوبة مفتوح. والله الموفق
شروط التوبة من الزنـا
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
شروط التوبة ثلاثة:
الأول الإقلاع عن الذنب،
والثاني الندم على ما فات،
والثالث العزم على ألا تعود.
فلا تقبل التوبة من عبد مستمر على فعل الذنوب منهمك فيها، فإن هذه توبة الكذابين، فالتوبة من ترك الصلوات المواظبة عليها والمحافظة على شروطها وأركانها وجماعتها، والتوبة من الزنا، أو الخمر والدخان، أو سماع الغناء ونحوها ترك ذلك والبُعد عنه كله وهجر مُجالسة أهله وعدم الفعل له، فلا تصح التوبة مع فعلها والتهاون بها، ولا بد أيضًا من الندم والأسف على ما مضى وإظهار الخوف والحزن على فعل الذنوب السابقة فلا تُقبل توبة من يتمدح بجرائمه فيقول أنا الذي قتلت فلانًا وضربت فلانًا، وأنا الذي فعلت بفلانة وسمعت صوت المُغني فلان، وهكذا لا تصح توبة من يتمنى الوقوع في الذنب إذا قدر عليه ويُحدث بذلك نفسه، ويكون من نيته أن لو تمكن من الزنا لفعله، وأن لو تيسرت له الخمر لشربها، فإن هذا دليل حبه للمعاصي فتكون توبة مردودة، وهناك شرط رابع، وهو إذا كانت المعصية فيها حق آدمي كسرقة وسلب ونهب وقتل وجرح فلا بد من رد الحق إلى أهله واستباحتهم.
والله أعلم
التوبة من الزنـا مقبولة بشروطها
السؤال
أريد أن أعرف ما هي كفارة الزنا؟
أرجو أن تساعدني، لأنني لا أعرف كيف أتصرف؟ فأنا في حالة صعبة جدا من الندم والخجل، وأنا مستعدة لفعل أي شيء يخلصني من هذه المصيبة، وأفكر بأن أذهب للعمرة، فهل تشجعني على هذا؟ وحين اقترافي للزنا لم أكن أقدر على الإمساك بنفسي.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزنا كبيرة من أكبر كبائر الذنوب، وفاحشة من أبشع الفواحش، حرمه الله عز وجل ونهى عنه في محكم كتابه، فقال سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:68-70}.
وقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً{الإسراء:32}.
ونهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكفي في الزجر عنه أن عقوبته الدنيوية قد تصل إلى قتل النفس فيرجم الزاني المحصن حتى الموت، لكن الله بفضله وسعة مغفرته ورحمته فتح باب التوبة للعصاة من خلقه ودعاهم إليها، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن من تاب قبل غلق باب التوبة تاب الله عليه، فقال ـ كما في صحيح مسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه.
فأي ذنب ارتكبه العبد ـ ولو كان الشرك بالله الذي هو أعظم الذنوب وأخطرها ـ فإنه إذا تاب منه توبة نصوحا، فإن الله تعالى ـ تفضلا منه وتكرما ـ يتقبل منه توبته ويغفر له ما ارتكب من المعاصي، وقد بينا شروط التوبة الصادقة في الفتوى رقم: 5450.
وأما قولك أنك لم تقدري على منع نفسك من الوقوع في هذه الفاحشة، فهذا ليس بعذر ـ على الإطلاق ـ لأن وصول الإنسان إلى هذه الحالة التي لا يقدر فيها على ضبط نفسه تسبقها مراحل كثيرة يفرط الإنسان فيها في حدود الله وينتهك فيها حرماته ـ من تساهل في الخلوة والنظر والتبرج والأحاديث واللقاءات المحرمة ـ حتى يجد نفسه قد سقط ـ والعياذ بالله ـ في مستنقع هذه الفواحش والمنكرات، جاء في الفروع لابن مفلح: من أعطى أسباب الفتنة من نفسه أولا، لم ينج منه آخرا وإن كان جاهدا. انتهى.
فتوبي إلى الله سبحانه وأكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة المكفرة ـ من صلاة وصيام وعمرة وصدقة ـ فإن الله يكفر بها السيئات ويمحو بها الخطيئات، قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}.
وفي صحيح الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. حسنه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقة السر تطفئ غضب الرب. ويقول ـ أيضا ـ في شأن العمرة: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. متفق عليه.
واعلمي أن من تمام التوبة أن تبتعدي عن أسباب الوقوع في هذا الفاحشة وتسدي الذرائع الموصلة إليها ـ من نظرة أو خلوة أو تبرج أو حديث مع الرجال الأجانب ـ فكل هذا حرام، وهو من الطرق الموصلة لهذا الفاحشة القبيحة كما بيناه.
واعلمي أن الصلاة والذكر حصن حصين من الوقوع في حرمات الله، قال سبحانه: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ {العنكبوت:45}.
جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر. قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث: أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
والله أعلم.

اللهم اهدنا وتب علينا واغفر لنا ذنوبنا وتوفنا وارحمنا فإنك غفور رحيم