19-08-2019, 03:28 AM
|
#1
|
|
• الانـتـسـاب » Jul 2013
|
• رقـم العـضـويـة » 113413
|
• المشـــاركـات » 504
|
• الـدولـة » ðM Åļ ĎõЙצĂ má∫Ŗ
|
• الـهـوايـة » ľøVẽ ĤύćķỂя ĄИđ ĕđї&
|
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
|
• الـجـنـس » Male
|
• نقـاط التقييم » 328
|
|
|
أنواع القلوب
ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب عن أنواع القلوب حيث قال : و إنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة و اشتغاله فيها بربه عز و جل إذا قهر شهوته و هواه ، و إلا فقلب قد قهرته الشهوة و أسره الهوى و وجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه ، كيف يخلص من الوساوس و الأفكار .
و القلوب ثلاثة
القلب الأول : قلب خال من الإيمان و جميع الخير ، فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه ، لأنه قد اتخذ بيتا و وطنا و تحكم فيه بما يريد و تمكن منه غاية التمكن .
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان و أوقد فيه مصباحه ، لكن عليه ظلمة الشهوات و عواصف الأهوية ، فللشيطان هنالك إقبال و إدبار و مجالات و مطامع ، فالحرب دول و سجال ، و تختلف أحوال هذا الصنف بالقلة و الكثرة ، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ، و منهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ، ومنهم من هو تارة و تارة .
القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان و انقشعت عنه حجب الشهوات و أقلعت عنه تلك الظلمات ، فلنوره في صدره إشراق و لذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به ، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق ، و ليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن ، و حراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء ، و السماء متعبد الملائكة و مستقر الوحي و فيها أنوار الطاعات و قلب المؤمن مستقر التوحيد و المحبة و المعرفة و الإيمان و فيه أنوارها ، فهو حقيق أن يحرس و يحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه .
و قد مثل ذلك بمثال حسن و هو ثلاثة بيوت :
بيت للملك فيه كنوزه و ذخائره و جواهره ، و بيت للعبد فيه كنوز العبد و ذخائره و ليس جواهر الملك و ذخائره ، و بيت خال صفر لا شئ فيه ، فجاء اللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق ؟
فإن قلت من البيت الخالي كان محالا ، لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ، و لهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما : إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال :
و ما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟
و إن قلت : يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع ، فإن عليه من الحرس و الجند ما لا يستطيع اللص الدنو منه ، كيف و حارسه الملك بنفسه ؟ و كيف يستطيع اللص الدنو منه و حوله من الحرس والجند ما حوله ؟
فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات .
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة Mostafa Mosaad ; 19-08-2019 الساعة 03:37 AM
|