خبير فى أمن المعلومات: التفكير فى كابل مصرى مباشر مثل إسرائيل يحمل مخاطر كبرى
توقع مسؤول بارز بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اتجاه الوزارة إلى تشكيل لجنة لبحث اعتماد مصر على مسارات بديلة للإنترنت، ومنها المسار الجنوبى بدلاً من البحر المتوسط لتلافى انقطاع الكابلات البحرية الذى تكرر للمرة الثانية خلال العام الحالى، فيما حذر خبير فى مجال أمن المعلومات من التفكير فى الاعتماد على كابل مباشر خاص بمصر مثلما هو الحال مع إسرائيل، مشرياً إلى أن هذا الاتجاه يحمل مخاطر عالية وتكاليف كبيرة لإنشائه.
وقال الدكتور محمود الجويلى مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشؤون الاتصالات إن التفكير فى أن يكون لمصر كابل مباشر خاص بها أمر صعب من الناحية الفنية، مشيراً إلى أنه لابد من أن يكون هناك ربط فى مسار مرور الكابل.
وقال الجويلى: إن الهدف الأساسى الذى تركز عليه الوزارة فى الوقت الحالى هو إيجاد مسارات بديلة بشكل سريع لإعادة الإنترنت وعودة الخدمات التى تعتمد عليه.
وتوقع أن تقوم الوزارة بتشكيل لجنة فى الفترة المقبلة تكون مهمتها إعداد تقارير حول كيفية رؤيتها للمسارات البديلة التى يمكن الاعتماد عليها للتعامل مع حالات قطع الكابلات.
ورأى أن الوقت الحالى لا يسمح بالاستطراد فى فرضيات إذا ما كان القطع الأخير للكابلات الثلاثة متعمداً مشيراً إلى أهمية التعامل مع الأزمة من ناحية التفكير فى إعادة الخدمة بشكل جيد فى الوقت الحالى.
غير أن المهندس عمرو موسى الخبير فى قطاع أمن المعلومات، أعرب عن مخاوفه من احتمال ظهور نوعية جديدة من القراصنة التى تستهدف الكابلات البحرية، بالنظر إلى تنامى أهميتها ودورها فى مختلف القطاعات، خاصة الاقتصادية.
وقال موسى إن تعرض الكابلات البحرية للقطع للمرة الثانية خلال أقل من عام يستدعى أن تكون هناك سيناريوهات للتعامل بشكل واقعى مع هذه الأزمة، مطالباً بضرورة أن تكون هناك دراسة مخاطر لعمل الكابلات البحرية ومساراتها.
وأوضح أن دراسة المخاطر لابد أن تتضمن سيناريوهات مختلفة منها خطط استمرارية الخدمة إذا ما تعرضت الكابلات البحرية لمشاكل، وخطط لتجنب أى كوارث محتملة، مشيراً إلى أن عدداً من دول الخليج بدأ بعد أزمة انقطاع الكابلات فى يناير الماضى فى الاعتماد على هذه النوعية من الدراسات وتطبيقها ومنها قطر.
ودعا إلى ضرورة إعادة النظر فى مسارات الكابلات البحرية التى تعتمد عليها مصر فى مجال الإنترنت، مشيراً إلى أن غالبيتها يمر بالبحر المتوسط الأكثر عرضة لمشاكل مؤكداً أهمية تنويع مسارات الكابلات التى ترتبط بها مصر ومنها المسار الجنوبى الذى يربط جنوب أفريقيا بدول أمريكا اللاتينية وبالتالى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والذى يعد أقل عرضة للمخاطر لأهمية الدول المرتبطة بها.
وحذر خبير أمن المعلومات من التفكير فى اعتماد مصر على كابل مباشر خاص بها يرتبط بالولايات المتحدة الأمريكية، مثلما هو الحال مع إسرائيل، مشيراً إلى أن الوضع مختلف بين الحالتين وأن الاتجاه إلى ذلك يحمل مخاطر عالية وتكلفة أكبر.
وأوضح أن الارتباط بعدد من الدول من خلال عدد من الكابلات أقل خطورة ويسمح بإصلاح الكابل بأسرع وقت ممكن بخلاف ما إذا كان هناك كابل واحد.