احبتي في الله نلتقي معكم مع اولى حلقاتنا لشرح هذا الكتاب الرائع وكل امل ان يحوز على اعجابكم وتلقون فيه الفائده والعلم ان شاء الله
وسنبدأ معكم الكتاب بنبذة عن المؤلف :
المؤلف :
هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير ، القرشي الدمشقي الشافعي.
بداية حياته
ولد في عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] سنة عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] في الدرر الكامنة.
وكان مولده بقرية "عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]" من أعمال عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] من منطقة سهل حوران درعا حاليا في جنوب عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] ب عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ], و كان أبوه من أهل عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] و أمه من قرية مجدل.والاصح انه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران او درعا حاليا .
طلبه للعلم
انتقل إلى دمشق سنة عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] في الخامسة من عمره و تفقه بالشيخ إبراهيم الفزازى الشهير بابن الفركاح و سمع بدمشق من عيسى بن المطعم و من أحمد بن أبى طالب و بالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد و لازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال و أطراف الكتب الستة و به انتفع و تخرج وتزوج بابنته.
و قرأ على شيخ الاسلام عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] كثيرا ولازمه وأحبه و انتفع بعلومه و على الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى و الحسينى و أبو الفتح الدبوسى و على بن عمر الوانى و يوسف الختى و غير واحد.
عقيدته
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] العقيدة حيث ذكر الحافظ عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] في عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ], ص17 ج1 باب الهمزة ( وهو حرف الألف) قصة حدثت بين عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] عندما قال ابن كثير لإبن القيم "أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية", كما أن ابن كثير تولى مشيخة عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] ، وشرط واقفها أن يكون عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] العقيدة -انظر عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]
ومن رأي أخر عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] كان واضحا وجليا أن أبن كثير سلفي الأعتقاد من غالب بل كل مؤلفاته , فكان يصرح بها , ولعل المتتبع البسيط لتفسيره ( تفسير القرآن العظيم ) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية , أما ماأشير كونه أشعريا , كونه قبل بوظيفة في مدرسة شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعريا , فهو شرط غير ملزم , ولعل أهل العلم أدرى بما أقول , وخلاصة الأمر أن أبن كثير قد صرح بعامة كتبه ولاخلاف في ذلك عند أهل العلم أنه على مذهب السلف في المعتقد , لابل أنه خالف أصول الأشاعرة وردهم في كثير من المواضع , وكان مساندا لشيخه الأمام أبن تيمية وبالذات في مسائل الأعتقاد , فالذهاب إلى أنه أشعري لحادثة قبوله الوظيفة , فهو يعلم أنه لايلزم صاحب الوقف هذا الشرط في الوقف , بل أن أبن كثير نشر عقيدة السلف وخالف الأشاعرة في دروسة , وعامة تلامذته من السلفية , وأن مرد الكلام كله أن صاحب الكلام أعني السبكي , كان عدوا لدودا لشيخ الأسلام أبن تيمية وهو أحد أهم الأسباب في سجن أبن تيمية , وكان ذو نفوذ وقوة عند حاكم البلاد , فسطر في كتابه ماأراد كونه أشعريا , وكان الكل من طلاب شيخ الأسلام كأبن كثير وأبن القيم وغيرهم , يدركون أن مواجهة السبكي تعني سجن القلعة , وحدث هذا بالفعل للأمام أبن القيم فقد سجن هو الأخر , ولكن أبن كثير أتقى وأبتعد عن مواجهة السبكي . فلايصح الأستدلال بأدلة الغريم والقرائن وهذا معلوم عند أهل الأصول والعلم .

وفاته
قال صاحب المنهل الصافى : توفى في يوم الخميس السادس و العشرين من شعبان سنة أربع و سبعين و سبعمائة عن أربع و سبعين سنة . قال الحافظ ابن حجر : و كان قد أضر –فقد بصره– في اخر حياته ، رحمه الله و رضى عنه.
مشائخه
- في القرآن: عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] الحنبلي المتوفى سنة 730هـ.
- في القراءات: عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المتوفى سنة 724هـ.
- في النحو: عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المتوفى سنة 723هـ.
- الحافظ عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المتوفى سنة 723هـ.
- المؤرخ عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المتوفى سنة 739هـ.
- عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المتوفى سنة 727هـ.
- عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المتوفى سنة 726هـ.
- عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المتوفى سنة 727هـ.
- حافظ ذلك الزمان الحافظ عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المتوفى سنة 742هـ.
و الحافظين الجليلين : شيخ الإسلام ابن تيمية و المزي ، هما من أكثر من تأثر بهما من شيوخه, فلذلك ولع بمحبة اهل الحديث و الأثر ، و اعتقاد عقيدتهم و مجانبة العقائد الزائغة.
أهم مصنفاته
- عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، و هو أجل مؤلفاته فقد تلقته الأمة بالقبول و يعتبر أصح تفسير للقرآن.
- عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، وهي موسوعة ضخمة تضم التاريخ منذ بدأ الخلق إلى القرن الثامن الهجري حيث جزء النهاية مفقود.
- التكميل في عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] و معرفة الثقاة و الضعفاء و المجاهيل.
- الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث.
- شرحه للبخاري ، وهو مفقود.
كانت هذه نبذة عن هذا الشيخ الجليل وتستمر معكم رحلتنا مع مقدمة الكتاب :
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأول الآخر،
الباطن الظاهر، الذي هو بكل شيء عليم، الأول فليس قبله شيء، الآخر فليس بعده شيء، الظاهر فليس فوقه شيء، الباطن فليس دونه شيء، الأزلي القديم الذي لم يزل موجوداً بصفات الكمال، ولا يزال دائماً مستمراً باقياً سرمدياً بلا انقضاء ولا انفصال ولا زوال. يعلم دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، وعدد الرمال. وهو العلي الكبير المتعال، العلي العظيم الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً.
ورفع السماوات بغير عمد، وزينها بالكواكب الزاهرات، وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً وسوَّى فوقهن سريراً، شرجعاً عالياً منيفاً متسعاً مقبياً مستديراً - وهو العرش العظيم - له قوائم عظام، تحمله الملائكة الكرام، وتحفُّه الكروبيون عليهم الصلاة والسلام، ولهم زجل بالتقديس والتعظيم.
وكذا أرجاء السماوات مشحونة بالملائكة، ويفد منهم في كل يوم سبعون ألفاً إلى البيت المعمور بالسماء الرابعة لا يعودون إليه، آخر ما عليهم في تهليل وتحميد وتكبير وصلاة وتسليم.
ووضع الأرض للأنام على تيار الماء. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام قبل خلق السماء، وأثبت فيها من كل زوجين اثنين، دلالة للألباء من جميع ما يحتاج العباد إليه في شتائهم وصيفهم، ولكل ما يحتاجون إليه ويملكونه من حيوان بهيم.
وبدأ خلق الإنسان من طين، وجعل نسله من سلالة من ماء مهين، في قرار مكين. فجعله سميعاً بصيراً، بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً، وشرفه بالعلم والتعليم، خلق بيده الكريمة آدم أبا البشر، وصور جنته ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته، وخلق منه زوجه حواء أم البشر فأنس بها وحدته، وأسكنهما جنته، وأسبغ عليهما نعمته، ثم أهبطهما إلى الأرض لما سبق في ذلك من حكمة الحكيم. وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، وقسَّمهم بقدرة العظيم ملوكاً ورعاة، وفقراء وأغنياء، وأحراراً وعبيداً، وحرائر وإماء. (ج / ص: 1/ 6)
وأسكنهم أرجاء الأرض، طولها والعرض، وجعلهم خلائف فيها يخلف البعض منهم البعض، إلى يوم الحساب والعرض على العليم الحكيم. ***ر لهم الأنهار من سائر الأقطار، تشق الأقاليم إلى الأمصار، ما بين صغار وكبار، على مقدار الحاجات والأوطار، وأنبع لهم العيون والآبار. وأرسل عليهم السحائب بالأمطار، فأنبت لهم سائر صنوف الزرع والثمار. وآتاهم من كل ما سألوه بلسان حالهم وقالهم عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] [إبراهيم: 34] فسبحان الكريم العظيم الحليم.
وكان من أعظم نعمه عليهم. وإحسانه إليهم، بعد أن خلقهم ورزقهم ويسر لهم السبيل وأنطقهم، أن أرسل رسله إليهم، وأنزل كتبه عليهم: مبينة حلاله وحرامه، وأخباره وأحكامه، وتفصيل كل شيء في المبدأ والمعاد إلى يوم القيامة.
فالسعيد من قابل الأخبار بالتصديق والتسليم، والأوامر بالانقياد، والنواهي بالتعظيم. ففاز بالنعيم المقيم، وزحزح عن مقام المكذبين في الجحيم ذات الزقوم والحميم، والعذاب الأليم.
أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، يملأ أرجاء السماوات والأرضين، دائماً أبد الآبدين، ودهر الداهرين، إلى يوم الدين، في كل ساعة وآن، ووقت وحين، كما ينبغي لجلاله العظيم، وسلطانه القديم ووجهه الكريم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ولد له ولا والد له، ولا صاحبة له، ولا نظير ولا وزير له ولا مشير له، ولا عديد ولا نديد ولا قسيم.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، المصطفى من خلاصة العرب العرباء من الصميم، خاتم الأنبياء، وصاحب الحوض الأكبر الرواء، صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة، وحامل اللواء الذي يبعثه الله المقام المحمود الذي يرغب إليه فيه الخلق كلهم حتى الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين، وسلم وشرف وكرم أزكى صلاة وتسليم، وأعلى تشريف وتكريم.
ورضي الله عن جميع أصحابه الغر الكرام، السادة النجباء الأعلام، خلاصة العالم بعد الأنبياء. ما اختلط الظلام بالضياء، وأعلن الداعي بالنداء وما نسخ النهار ظلام الليل البهيم.
أما بعد فهذا الكتاب أذكر فيه بعون الله وحسن توفيقه ما يسره الله تعالى بحوله وقوته من ذكر مبدأ المخلوقات: من خلق العرش والكرسي والسماوات، والأرضين وما فيهن وما بينهن من الملائكة والجان والشياطين، وكيفية خلق آدم عليه السلام، وقصص النبيين، وما جرى مجرى ذلك إلى أيام بني إسرائيل وأيام الجاهلية حتى تنتهي النبوة إلى أيام نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه. فنذكر سيرته كما ينبغي فتشفي الصدور والغليل، وتزيح الداء عن العليل.
ثم نذكر ما بعد ذلك إلى زماننا، ونذكر الفتن والملاحم وأشراط الساعة. ثم البعث والنشور وأهوال القيامة، ثم صفة ذلك وما في ذلك اليوم، وما يقع فيه من الأمور الهائلة. ثم صفة النار، ثم صفة الجنان وما فيها من الخيرات الحسان، وغير ذلك وما يتعلق به، وما ورد في ذلك من الكتاب والسنة والآثار والأخبار المنقولة المعقولة عند العلماء وورثة الأنبياء، الآخذين من مشكاة النبوة المصطفوية المحمدية على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام. (ج/ص: 1/7)
ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه. وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبيٍّنه. وبالله المستعان وعليه التكلان. ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم العلي العظيم.
فقد قال الله تعالى في كتابه عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]
[طه: 99].
وقد قصَّ الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات، وذكر الأممم الماضين، وكيف فعل بأوليائه، وماذا أحل بأعدائه. وبـَّين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بياناً شافياً، سنورد عند كل فصل ما وصل إلينا عنه، صلوات الله وسلامه عليه. من ذلك تلو الآيات الواردات في ذلك فأخبرنا بما نحتاج إليه من ذلك، وترك ما لا فائدة فيه مما قد يتزاحم على علمه ويتراجم في فهمه طوائف من علماء أهل الكتاب مما لا فائدة فيه لكثير من الناس إليه. وقد يستوعب نقله طائفة من علمائنا ولسنا نحذو حذوهم ولا ننحو نحوهم ولا نذكر منها إلا القليل على سبيل الاختصار ونبين ما فيه حق مما وافق ما عندنا وما خالفه فوقع فيه الإنكار.
فأما الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في (صحيحه) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا علي ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار))، فهو محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا. فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها، فيجوز روايتها للاعتبار. وهذا هو الذي نستعمله في كتابنا هذا فأما ما شهد له شرعنا بالصدق فلا حاجة بنا إليه استغناء بما عندنا. وما شهد له شرعنا منها بالبطلان فذاك مردود لا يجوز حكايته، إلا على سبيل الإنكار والإبطال.
فإذا كان الله، سبحانه وله الحمد، قد أغنانا برسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، عن سائر الشرائع، وبكتابه عن سائر الكتب، فلسنا نترامى على ما بأيديهم مما وقع فيه خبط وخلط، وكذب ووضع، وتحريف وتبديل، وبعد ذلك كله نسخ وتغيير.
فالمحتاج إليه قد بيَّنه لنا رسولنا، وشرحه وأوضحه. عرفه من عرفه، وجهله من جهله. كما قال علي بن أبي طالب:
كتاب الله فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.
وقال أبو ذر، رضي الله عنه: لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه إلا أذكرنا منه علماً. (ج/ص: 1/ 8)
وقال البخاري في كتاب بدء الخلق: وروي عن عيسى بن موسى غنجار عن رقية عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال سمعت عمر بن الخطاب يقول:
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم. وأهل النار منازلهم. حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.
قال أبو مسعود الدمشقي في أطرافه: هكذا قال البخاري، وإنما رواه عيسى غنجار عن أبي حمزة عن رقية.
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في (مسنده): حدثنا أبو عاصم حدثنا عزرة بن ثابت، حدثنا علباء بن أحمر اليشكري: حدثنا أبو زيد الأنصاري، قال:
((صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، ثم نزل فصلى الظهر. ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى العصر ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان، وما هو كائن فأعلَمُنا أحفظنا)).
انفرد بإخراجه مسلم فرواه في كتاب الفتن من (صحيحه) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر، جميعاً عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن عزرة عن علباء عن أبي زيد عمرو بن أخطب بن رفاعة الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
الى هنا احبتي وتنتهي حلقتنا مع مقدمة الكتاب تليها ان شاء الله حلقة اخرى من هذا الكتاب افادنا الله واياكم لما فيه خير الامة والصلاح للمسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل اعجبكم الموضوع ؟.... هل تريدون مشاركتنا ؟ .... هل تريدون الرد على الموضوع اليكم الرابط :
ومساكم فل وياسمين ...................................