تعالت الصرخات.. صرخات اخترقت كل ذاك السحر لتوقف القلوب..
صرخات تستغيث بكل يأس...
ركض جون بدون تفكير.. وكل مايشغل باله ان تكون إيما بخير..
فتح الباب الذي كانت توجد به تلك العروس الجميله ليكشف عن سكون تام..
فلا احد داخل الغرفه..
تعالت الصرخات مجددا.. وبدات تعلو دون توقف كما لو كانت تستنجد..
كان واضح انها تصدر من تلك الغرفه ولكن لا يوجد احد..
اخذ جون يبحث.. وينادي على إيما.. ولكنها لا تجيبه الا بصرخات ياسه..
كان واضح انه صوت شخص يتعذب.. شخص تنزع منه اوصله شيء فشيء..
وقع جون على ركبتيه ودموعه الساخنه أخذت تجرح وجنتيه.. خرجت تبحث عن إيما بعد ان رات عجز صاحبها وقلة حيلته..
أخذ يقول بكل الم بصوت متقطع:إيما استحلفك بالله ان ترشديني إلى مكانك.. إيما حبيبتي.. إيماااا..
بينما اخذ صوت صرخها يختفي ويتحول إلى أنين.... وكم كان وقعه اشد على جون من صرخها.. فقد كان إنينها يدمي القلب ويرطب العين..
فكل من كان موجود أخذ ينتحب وينادي على تلك المجروحه..
فجائه عم السكون الارجاء واختفت الاصوات.. وقف جون على قدمه..
وصمت الجميع... واذا بالمرائه ذات الاطار الفضي تنزف دماء..
انتشر الاحمر القاني بارجاء المكان.. جن الجميع من المظهر.. صرخت النساء وكتم الرجال افواههم..
لم يحتمل جون مايحدث...ضاقت أنفاسه.. شعر بان الغرفه تدور حوله.. .. غارد بخطئ واسعه يبحث عن هواء..
اي هواء غير الذي استنشقته حبيبته.. اراد ان يبعد راحة الدماء التي ملئت رئتاه... كان يعلم بطريقه ما أنها لايما فلم يحتمل هول الموقف.. أرد أن يغادر كل هذا الجنون .. أراد أن يغادر وحسب..
وما ان خطت قدماه أرض الباحه الخلفيه إذ بصوت إني تصرخ..
أني:
أنها ايما .. احضرو الاسعاف.. انها ايما..
شهق جون شهقه قويه كما لو كان عاد للحياة.. أخذ يركض بكل قوته.. يتتبع الاصوات.. اصوات كادت ان تسبب له الصمم من شدتها.. راى تجمع امام قاعة الحفل..
دخل بمهل ونبضات قلبه اخذت تجلجل اركان المبنى كله..
افسح له الجميع المكان ليصدم مثله مثل الجميع..
((المشهد الذي شل اللسنة الجميع))
وقفت إيما على المذبحه ((المكان الذي يعقد فيه القسيس عقد الزواج)).. ونظرات مخيفه بعنيها.. والدماء تغطي فستانها الابيض...
امالت راسها لتتأمل عريسها.. كشرت عن ابتسامه مخيفه تحاكي ملامحها...
كانت الجروح تغطيها من راسها لاخماص قدميها..
ولكن كل هذا لا يقارن بما كان ملقى بجانبها.. بكل برائه كانت تستلقي ايما.. جثه هامده بجانب ذاك الشيء المخيف الذي تمثل بها... لم يعرف جون ايهم هيا ايما الحقيقه..
ولم يجرى أحد على الاقتراب...
غلقت جميع الابواب فجائه...
واخذ ذاك الشيء الواقف بجانب ايما بفستانه الابيض يقهقه بشكل شيطاني..
وعم الظلام المكان...
في اليوم التالي...
فتحت الشرطه ابواب قاعة الاحتفال .. ولكن لم تجد شيء سوء عريس وسيم اشعث الراس قد فقد عقله فاخذ يهذي بكلمات غريبه لم يفهمها احد..
اودع جون بمصح عقلي.. وتم اغلاق القضيه بانها ضد مجهول.. مع اختفاء 300 شخص..
ومازال يسمع صرخات معذبه من غرفة جون عند منتصف الليل.. ليجدوه عند بزوغ الفجر قد غطته الجروح.. وعلامات استفهام تملئ عقول أطبائه..
إلى ان وجد ذات صباح فاغرا فاه بشكل مخيف كما لو انه رائ مايرعبه.. وقد تحول شعره للوان الابيض .. وكان قد فارق الحياة..
عقاب قاسي طال كل ما لمس حياتها..
فحذرو يا من تقرأون هذه الاسطر فانتم إيضا قد طالتكم حياة إيما..
***تمت***