عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-2009, 06:26 AM   #9

Sa Vi
عضو سوبر





• الانـتـسـاب » Nov 2007
• رقـم العـضـويـة » 5465
• المشـــاركـات » 2,793
• الـدولـة » Alexandria
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 13
Sa Vi صـاعـد

Sa Vi غير متواجد حالياً



افتراضي




[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
السياسة المصرية فى حرب يونيو1967 :
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
فى المقابل كانت القيادة السياسية المصرية .. والمفترض فى أي قيادة سياسية أنها تقوم بوضع الاستراتيجية العامة للدولة ثم تبنى الأجهزة الخاصة لتحقيق هذه الاستراتيجية، مع خلق الظروف الملائمة لكي تؤدي هذه الأجهزة واجبها بأعلى كفاءة ممكنة .. وعلى رأس هذه الأجهزة تأتي القوات المسلحة التي هي أداة فى يد السياسة لتحقيق أهدافها.

وانطلاقاً من هذا نجد أن القيادة السياسية المصرية قد فشلت فى ذلك تماماً. ففي ظل النظام الشمولي السائد فى هذا الوقت غابت الاستراتيجية تماماً، وأصبحت القرارات الفردية الصادرة من قمة القيادة السياسية هي الهدف الذي تعمل كافة أجهزة الدولة على تحقيقه .. وطبيعي وفى غياب الاستراتيجية لابد وأن تأتي القرارات الفردية مليئة بالأخطاء والنظرة القاصرة.
ومثالنا على ذلك الواضح هو توارى عظمة قرار تأميم قناة السويس كقرار صحيح حين تداعت الأمور وكاد يعيد احتلال مصر لولا ظروف لم يكن للقيادة السياسية المصرية يد فيها أفشلت العدوان وحققت لمصر انتصاراً لم تكن هي صانعته.
ولو استعرضنا الفترة السابقة على حرب يونيو1967 لوجدنا العديد من الأخطاء التي وقعت فيها القيادة السياسية المصرية مما كان له أكبر الأثر على هزيمة مصر فى الحرب .. كانت البداية حين سمحت القيادة السياسية المصرية للقوات المسلحة أن تنفصل وتصبح قوة مستقلة عن باقي الدولة دون مساءلة أو رقابة، اعتماداً على العلاقة العاطفية التي كانت تربط بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر. وهنا حدثت الفجوة والانفصال بين القيادة السياسية وأفراد القوات المسلحة. وغاب عن القيادة السياسية أن تبنى قوات مسلحة ذات كفاءة قتالية عالية أو من المحتمل أن تكون قد صدقت أنها فعلت هذا ..

توالت القرارات السياسية دون روية أو دراسة فكانت القوات المسلحة تجد نفسها فى مأزق ولابد من مواجهته .. مثالنا على ذلك بدءاً من عام 1962 حين تم إرسال طلائع قوات مصرية إلى اليمن بدأت بمئات الجنود ثم تحولت إلى 40% من حجم القوات البرية المصرية. وللأسف لم تحقق هذه القوات النجاح المنشود لأنها واجهت حرب عصابات ومؤامرات غربية وعربية .. ثم جاءت تصرفات القيادة العسكرية بترقيات استثنائية وامتيازات للبعض دون الآخر لتقضى على الروح القتالية حيث أن معيار هذه الترقيات والامتيازات كان التملق والتقرب من القيادة العسكرية .. وانقلبت الخدمة فى اليمن إلى منفعة شخصية للضباط والأفراد هناك.
وقد انجذبت القيادة السياسية نحو تيار الحركات التحررية العربية، واعتبرت أن مصر هي الدولة الحاضنة لكل هذه الحركات، وتخيلت أن نجاح هذه الحركات هو قمة النجاح لمصـر. وقد حجب هذا الاهتمام القومي العربي الرؤية عن تأمين الأمن القومي المصري.. فوجود قوات مصرية بهذا الحجم فى اليمن كان ضد الأمن القومي المصري بداهة ..
لم تكن القوات المسلحة تحتل مكانها المناسب فى تفكير الرئيس جمال عبد الناصر، فهو كان على علم بأمور حيوية تحتاجها القوات الجوية مثل رادارات الارتفاعات المنخفضة وطائرات الاستطلاع ووسائل دفاع جوي لكن لم يتم التعامل مع هذه الطلبات مع الاتحاد السوفيتي بالمستوى المفروض. وندلل بمثال واحد على هذا من أقوال الفريق محمد صدقي قائد القوات الجوية أمام لجنة كتابة التاريخ

"صدقي : الواقع أن القوات الجوية وأنا بالذات كنت ألح على ضرورة عمل الملاجئ للطائرات وفى كل سنة نتقدم بمبالغ لها تشطب. أذكر آخر مرة أتكلمت فى هذا الموضوع ربما كان 1965 وكنت أتكلم بشيء من الحكمة مع المشير عبد الحكيم عامر لأنه ليس سليما أن الطيارات تكون معرضة بهذا الشكل، فقال لي قابل جمال عبدالناصر. حاضر. قابلت الرئيس جمال عبد الناصر وتكلمت معاه فعلاً فكان رده الله يرحمه "يا صدقي أعملك مخابئ للطيارات، وألا أجيب قمح للناس علشان تآكل" الرد الطبيعي .. لأ نجيب قمح. عندما يكون هذا هو الوضع فماذا يكون الموقف ؟ هل نعرض أنفسنا لأي حرب أو نستفز الناس ليهجموا علينا؟.
ولن نزيد ونوضح ما تم خلال سنوات الستينيات ونصل إلى بداية الأزمة :

ففي 13 مايو حين وصلت المعلومات السوفيتية عن الحشود الإسرائيلية استمع الرئيس جمال عبد الناصر إليها وكأنها أمر مسلم به، وبعد اجتماع مع المشير عامر تم اتخاذ القرارات التي أدت بتصاعدها إلى كارثة الهزيمة فى 5 يونيو.. وهنا لابد وأن نسأل :
- هل الحشود على الجبهة السورية كانت مبرراً لإعلان حالة الطوارئ ؟؟!
- هل تم التشاور مع أحد غير المشير عبد الحكيم عامر ؟؟!
- هل تم التأكد من أن القوات المسلحة المصرية جاهزة ومستعدة لهذه القرارات ؟!
كانت الأسئلة مشروعة ولابد من الوقوف أمامها والتأكد منها، فمصير دولة وشعب مصر لا يتحدد بقرار فرد أو اثنين .. لقد أوضح الفريق أول محمد فوزي شكه واندهاشه وتساءل مثلنا عن أسباب هذا الاندفاع خاصة بعد أن عاد من سوريا ومعه صور للجبهة السورية قبل يوم واحد ليس فيها أي حشود ..

هل توهم الرئيس جمال عبد الناصر أنه قادر على إحراز نصر سياسي على غرار ما حدث عام 1960 حين دفع ببعض القوات المسلحة فى مظاهرة عسكرية إلى سيناء فانسحبت إسرائيل من أمام قرية التوافيق السورية دون قتال ؟.. ربما .. لكن لكل حادث معطياته وظروفه المحيطة .. من أقوال الفريق محمد صدقي محمود قائد القوات الجوية أمام لجنة التاريخ
"س : السؤال الأول الذي نريد أن نسأله هو بالنسبة للقرار العسكري للحرب هل اشتركت فى أي جلسة تضم أياً من القادة قبل اتخاذ القرار ؟
صدقي : أنا لم أشترك فى أي جلسة لاتخاذ القرار. بل على العكس أنا فى النصف الأول من أبريل أوفدت فى مهمة رسمية إلى سوريا. سيادة المشير اتصل بي وقال أني أقوم على سوريا فوراً. وكان ذلك بعد المعركة الجوية التي حدثت يوم 7 أبريل وأسقطت فيها طائرات لسوريا. رجعت بعد حوالي 36 أو 48 ساعة قضيتها فى اجتماعات هناك.
س : بعد عودتك يعني الفترة من أبريل إلى يونيو ألم تحدث أي اجتماعات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشة قرار سياسي مثلا ؟
صدقي : لا.. واتحدي إن كنا حاولنا أن نجد محضر اجتماع واحد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يعزز فيه الدخول للمعركة
س : وماذا كان انطباعك عند عودتك من سوريا ؟
صدقي : أتصور أنهم كانوا يريدون توريطنا فى المعركة
س : هل عرضت تقريرك على الرئيس
صدقي : حصلت مقابلة مع سيادة الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عامر، وذكرت أننا يجب أن نمسك أعصابنا لأننا غير مستعدين وذكرت الرئيس والمشير عامر بتقدير موقف كنت قد قدمته فى سنة 66 ملخصه أنه لو أجيبت كل طلباتي من معدات بالنسبة للقوات الجوية والدفاع الجوي فى الأوقات المتفق عليها ولو أجيبت كل طلباتي محلياً يجوز أن فى سنة 70 أكون جاهز للدخول فى معركة. ووجدت منهما موافقة تامة على هذا الرأي. وأنا كل الذي وعدت به السوريين أنه لو حدث أي شيء أمامهم مثل حشد أو شيء من هذا القبيل، فأزيد من النشاط الجوي داخل سيناء وداخل حدود إسرائيل حتى أسحب جزء كبير من القوات الجوية الإسرائيلية فى الجنوب، ووافقوا وهذا كلام مضبوط ومباشر لكنني فوجئت يوم 14 أو 15 بقرار الحشد من الصحف عندما دخلت مكتبي"

هذه هي بعض - أقول بعض - خلفيات اتخاذ قرار بالحرب .. رئيس أركان حرب يؤكد زيف المعلومات التي استند إليها القرار السياسي، وقائد القوات الجوية يقول صراحة أن سوريا تريد توريطنا فى الحرب، وأن مصر غير جاهزة للحرب إلا فى سنة 1970 وهما رأيان هامان قاما على مبررات وأسانيد وليس على عاطفة أو انفعال شخصي. ورغم هذا ينطلق القرار السياسي فى اندفاع غريب.
ثم يأتي السؤال الأهم وهو عن مدى جاهزية واستعداد القوات المسلحة المصرية لتنفيذ هذا القرار السياسي .. فالثابت كما أوضح الرئيس السادات فى كتابه أنه حين سئل المشير عامر عن استعداد القوات المسلحة من الرئيس عبد الناصر، رد المشير عامر بقولته الشهيرة التي عرف بها الجميع فيما بعد "برقبتي ياريس" .. وسنقف أمام هذا الرد ونقول أنه قول هزل فى موضع جد .. مصر تساق إلى الحرب، والقرار السياسي يندفـع نحو هذه الحرب. والأداة الأولى فى يد الرئيس عبد الناصر هي القوات المسلحة
وتمام الاستعداد لهذه القوات يأتي بمثل هذا الرد الغريب .. والكارثة ليست فيمن قال "برقبتي ياريس" ولكن الكارثة فيمن استمع إليها وصدق عليها وبني قراره السياسي معتمداً وواثقاً من هذا الرد.
ألم يكن يعلم الرئيس عبد الناصر أن أكثر من ثلث القوات المسلحة يبعد 2000 كيلو متر عن مسرح العمليات فى سيناء ؟؟..
ألم يكن الرئيس عبد الناصر يعلم "أن سياسة تخفيض القوات المسلحة بدأ تنفيذها فى أول مايو67 أي قبل عملية التصعيد بأسبوعين"؟

ومنذ عام 1966 كان العجز المالي فى ميزانية القوات المسلحة واضحاً ومؤثراً وقد ظهر هذا حين طلبت القوات الجوية بناء دشم للطائرات لكن رفض طلبها "المثل الثاني الذي يبين أثر العجز المالي فى ميزانية القوات المسلحة : هو النقص الشديد فى الاعتمادات التي خصصت لتجهيز مسرح العمليات وتنفيذ الخطة الهندسية الضرورية لبناء التحصينات والتجهيزات الدفاعية المختلفة".
كانت القيادة السياسية والعسكرية تظن أنها يمكن أن تكسب نصراً سياسياً وموقفاً دعائياً تثبت به لنفسها وللعالم أجمع أنها القوة المسيطرة وصاحبة النفوذ والتأثير فى المنطقة..
ولم تكتف القيادة السياسية بهذا بل انزلقت إلى فخ التصعيد بمحض إرادتها فأمرت برحيل القوات الدولية من على الحدود، واتبعت ذلك بقفل خليج العقبة دون استشارة أو مشاركة العسكريين الذين وقع عليهم العبء كله نتيجة مفاجأتهم بهذه القرارات.
ويتكرر ما حدث عام 48 حين قال رئيس الوزراء المصري لقائد القوات المشتركة فى الحرب أنها لن تكون حرب بل مظاهرة .. ويتكرر ما حدث 1956 حين قام الرئيس عبد الناصر بتقدير الموقف بأن بريطانيا لن تستطيع مهاجمتنا وأن فرنسا متورطة فى الجزائر وأن إسرائيل لن تتواطأ معهما. كما وأن الحرب يوما بعد يوم يقل احتمال وقوعها. وفوجئت مصر فى أكتوبر بعد أكثر من 90 يوماً من تقدير الموقف هذا بهجوم من الثلاث دول .. وكان هذا هو ما حدث تماماً فى يونيو67، القيادة السياسية فى وادي والقوات المسلحة فى وادي آخر فيكون الفشل والهزيمة لثلاث مرات.
وكان قفل خليج العقبه هـو ما تريده إسرائيل تماماً لكي تجد الذريعة التي تمكنها من شن العدوان تحت رعاية وتشجيع المجتمع الدولي بأسره، حيث كانت إسرائيل تعلن دائماً أن قفل خليج العقبة يعني بالنسبة لها الحرب.
ولما كانت القيادة السياسية منفصلة عن قواتها المسلحة وواثقة فيها أشد الثقة فقد صدقت أنها تملك أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط وقد وضح هذا فى رد عبد الناصر على الطيارين فى أبو صوير حين سئل عن موقف الأسطول السادس الأمريكي حين قال أن لدينا طائرات قاذفات قادرة على إغراقه ..!!. وقد تناست وتجاهلت القيادة السياسية أن القوات المسلحة المصرية لم تستطيع أن تحسم أو تنهى حرب اليمن منذ خمس سنوات مضت رغم أنها تواجه أفراد مسلحين بالبنادق والرشاشات الخفيفة فقط. فضلاً عن الخسائر الكبيرة فى الرجال والعتاد ..
ونجحت إسرائيل فى تغذية حالة الزهو والثقة بذلك الصمت المريب والتصريحات المترددة المغلفة بالخوف. فابتلعت القيادة السياسية الطعم بشراهة جعلتها لا تكتف بهذه الأخطاء الفادحة بل وقعت فيما هو أفدح .. فبعد أن أعلنت كل تلك القرارات السابقة والتي تعطي إسرائيل الذريعة فى شن الحرب، خرجت للعالم بقولها أن مصر قد قررت تلقى الضربة الأولى ..!!!
جاء هذا على لسان أوثانت سكرتير الأمم المتحدة بعد عودته من القاهرة فى 26 مايو "لقد أعطوني وعداً وضماناً بأن الجمهورية العربية المتحدة (مصر) لن تأخذ المبادرة فى أي عمل هجومي ضد إسرائيل" وتصدر هذا التصريح الصحف المصرية، وكانت الصحف فى هذا الوقت هي الحكومة .. وما كانت إسرائيل تطمع فى أكثر من ذلك الضمان. فقد تمكنت بهذا من اختيار توقيت ومكان الضربة الجوية، ولا ندرى من أين جاءت القيادة السياسية المصرية بتلك المقدرة على تحمل الضربة الأولى من إسرائيل.. لهذا جاء اجتماع 2 يونيو بين الرئيس جمال عبد الناصر وبعض قيادات القوات المسلحة صوره صادقة عن الفردية وقصور النظرة الشاملة فى اتخاذ القرار المصيري رئيس الدولة يتوقع أن الحرب ستقع خلال 2-3 يوم وأننا سوف نتلقى الضربة الأولى وقائد القوات الجوية ينبه ويحتج على هذا القرار متخيلاً أن خسائره من الضربة الأولى لن تزيد عن 20-25% من حجم طائراته. والمشير عامر يتدخل ملطفاً الجو بأن القرار سياسي حتى لا تنضم أمريكا إلى إسرائيل. والقادة الآخرين يستمعون دون تعليق فالموضوع يخص الفريق أول محمد صدقي محمود وكأنه لا يخص مصر وجيش مصر.. وينتهي الاجتماع دون شيء محدد وينصرف الرئيس عبدالناصر بعد أن اطمأن بأن "كله تمام".
ونظراً لأن قرار تلقى الضربة الأولى جاء على تلك الصورة الغير مدروسة فكان طبيعياً أن تأتي نتائجه على نفس الصورة أيضاً .. فلم تصدر أي أوامر بتعديل أوضاع القوات الجوية سوى رجوع حوالي 22 طائرة من مطارات سيناء إلى كبريت.. كما قرر القائد العام وزيارة الجبهة فى سيناء صباح نفس اليوم المتوقع للضربة، بل واصطحب معه فى الطائرة أربعة من القادة الذين حضروا اجتماع 2يونيو وقام رئيس أركان حرب الفريق محمد فوزي بتوديعهم فى المطار قبل الضربة بثلاثين دقيقة.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]



التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:26 AM