26-03-2009, 06:28 AM
|
#11
|
|
|
• الانـتـسـاب » Nov 2007
|
|
• رقـم العـضـويـة » 5465
|
|
• المشـــاركـات » 2,793
|
|
• الـدولـة » Alexandria
|
|
• الـهـوايـة » SQL , C# C++ Pk2 , PSD
|
|
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
|
|
• الـجـنـس » Male
|
|
• نقـاط التقييم » 13
|
|
|
|
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
القيادة العسكرية المصرية :
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وضعت البذور الأولى للنصر الإسرائيلي فى داخل إسرائيل، لكن ظهور هذا النصر للعالم بمثل هذا الحجم وبهذه الصورة المروعة لنا لم يكن إلا بأيدينا نحن. بعجزنا وأخطاؤنا فى التفكير والتقدير، وإهمالنا أشياء كثيرة أدت إلى قرارات كارثة. ورغم هذا كله كنا نتخفى تحت ستار أن "كله تمام".
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
كان على قمة القوات المسلحة فى مصر المشير عبد الحكيم عامر بوصفه نائب القائد الأعلى ووزير الحربية - كان يشغل منصب مدير مكتب المشير للشئون العامة قبل تعيينه وزير - ورئيس أركان حرب ورئيس هيئة العمليات ومدير الأركان. وكانت هذه القيادة إضافة إلى 2 مساعدين للمشير عامر هي المسئولة عن التخطيط الاستراتيجي وإدارة العمليات والسيطرة على كافة القوات المسلحة وكان مقرها القاهرة.
وكما ذكرنا فإنه منذ عام 1962 وللحساسية التي كانت بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر انفصلت القوات المسلحة عن الدولة تحت قيادة المشير الشخصية الذي أصبح يعمل بلا أجهزة وإنما بالأسلوب الفردي. لم يكن يعتمد على أجهزة للقيادة أو التخطيط وإنما مجموعة من الضباط كان يطلق عليهم مكتب المشير. كان هذا المكتب هو همزة الوصل بين المشير والقوات المسلحة. وكان أساس التعامل بين هذا المكتب وضباط القوات المسلحة الثقة والولاء وليس الكفاءة. وعلى هذا توزعت المناصب القيادية والمواقع الحساسة على أهل الثقة دون النظر إلى الخبرة والكفاءة. وحتى فى فترة الطوارئ نرى أن قائد فرقة يعين قبل ثلاثة أيام من الحرب وهو عائد من مكتب مشتروات فى الخارج، وآخر يعين قبل أيام لقيادة قوات صد وتدمير الاختراق الإسرائيلي المدرع وهو أيضاً عائد من الخارج قبل أيام .. وكأن أحد من القادة الموجودين فى مصر لا يصلح لهذه القيادات .. كان هذا المبدأ الخطير يمثل طعنة للعسكرية المصرية حيث تسابق أكثر الضباط لنيل تلك الثقة التي تؤهله إلى تولى المناصب والقيادات، ومن لم يشارك فى هذا السباق فقد لاذ بالصمت والإحباط وأخذ موقف المتفرج احتراماً لذاته وخشية من تلك القيادة.
وكان النتاج الطبيعي لهذا المبدأ هو المظهرية فى العمل والبعد عن التدريب الحقيقي والعمل الجاد .. وليس أدل على ذلك من شهادة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقتها الذي قال "التدريب فى ذلك الوقت كانت تغلبه المظهرية عن الجدية، المسئولية القيادية فى التدريب كانت من اختصاص المشير وكان من الناحية العملية غير مهتم وغير متفرغ وكان تقرير السنة التدريبية 65/66 هو أن القوات البرية حققت كل المهام التي كلفت بها داخل وخارج الجمهورية بروح عالية وتصميم أكيد ...الخ ثم فى آخر التقرير أن معظم أوجه النقص ونقط الضعف لها ظروفها التي فرضها التطوير الشامل للقوات المسلحة".
ولم يكن هذا التدريب المظهري كما جاء فى حوار الفريق محمد فوزي غريباً على تلك القيادة فالمشير عامر نفسه كان أبعد ما يكون عن العلوم العسكرية والنظرة المستقبلية، والتطوير والتخطيط الواعي لظروف المعركة المقبلة .. كان شاغله الأكبر هو ضمان البقاء فى المناصب التي يتولاها وما أكثرها وتكريس أكبر مجموعة من السلطات فى يده .. وبلغ من ضيق الأفق والنظرة الشخصية للأمور أن جهاز اللاسلكي الذي كان يربط رادار عجلون فى الأردن بمصر وضع فى مركز قيادة القوات الجوية وأيضاً فى مكتب وزير الحربية السيد شمس بدران .. ولا ندرى السر فى وضع الجهاز الثاني فى مكتب الوزير أما كان الأجدى أن يوضع فى مركز قيادة القوات المسلحة ؟ أو حتى فى هيئة عمليات القوات المسلحة ؟؟!.. لقد دفعت مصر كلها ثمن هذا حين وردت الإشارة بالهجوم وتلقاها مكتب وزير الحربية ولكن لم تفد فى شيء.
وكان وضع القيادة العليا للقوات المسلحة يثير التساؤل فقائد القوات الجوية وقائد القوات البحرية لا يعترفان بقيادة رئيس أركان حرب القوات المسلحة لهما لأنه كان أحدث منهما فى الرتبة العسكرية ولم يحاول المشير عامر وهو المسئول عن كل أفرع القوات المسلحة التدخل لتصحيح هذا الوضع .. وقد قالها الفريق محمد صدقي محمود أمام لجنة التاريخ.
"صدقي : فى الواقع عندما عين الفريق أول محمد فوزي رئيس أركان حرب قدمت استقالتي وأرسلتها للمشير ليس لأن فوزي غير كفء ولست أنا اللي أحكم عليه. إنما أنا كان مضى على 12 سنة قائد قوات جوية. وحصل تنظيم ومفروض أن رئيس أركان حرب هو الشخص التالي للقائد العام وينوب عنه فى حالة غيابه.
س : سيادتك أقدم منه.
صدقي : أيوه. فى الدفعة الأسبق منه فى التخرج .. النهاية .. أنا قعدت فى البيت وفى اليوم التالي اتصل بي المشير وحاول يفهمني أنه مزق الاستقالة .. قلت له أني سأكتب غيرها .. بعد حوالي نصف ساعة فوجئت بالرئيس عبد الناصر يتصل بي.
الرئيس عبد الناصر: إيه الكلام الفاضي اللي باسمعه من المشير يا صدقي .. أنت بتدلع علينا.
صدقي : أبداً بس العملية طولت بالنسبة لي 12 سنة كفاية.
الرئيس عبد الناصر: يا صدقي لن يزيد عن أن يكون مدير مكتب لسيادة المشير بالنسبة لك .. ثم أسمع لما أقولك. القوات الجوية بالنسبة لي هي صدقي محمود، وصدقي محمود هو القوات الجوية. يوم ما ألغي القوات الجوية حابقى أقبل استقالتك.
صدقي : يا سيادة الرئيس دى ثقة أنا أعتز بها جداً كتر ألف خيرك.
الرئيس عبد الناصر: بكره تكون فى مكتبك.
صدقي : لا.لا. ده بعد نصف ساعة اطلبني حتلاقيني فى المكتب".
هكذا كان التفكير بين أعلى ثلاث مناصب فى الدولة .. تفكير ينبع من علاقة شخصية وليس علاقة تنظيمية .. ونتيجة لهذا التفكير الفردي بعدت الأسلحة الثلاث عن بعضها فلم يدر كل سلاح ماذا يدور فى السلاح الآخر فلم يحدث أي تخطيط أو تنظيم للتعاون .. فلما جاءت الحرب كان كل يعمل بمعزل عن الآخر تماما، وغاب مبدأ التعاون بين الأسلحة رغم تنافي هذا مع العلم العسكري فى العقيدة الشرقية أو العقيدة الغربية.
ولا نطيل عن القيادة العسكرية فى الفترة قبل عام 1967 لنرى ماذا قامت منذ إعلان الطوارئ فى مايو67 .. ففي الفترة التحضيرية بين مايو ويونيو67 وقعت القيادة العسكرية فى أخطاء فادحة نتيجة التخبط والقرارات غير المدروسة .. فلم يكن غائب عن ذهن تلك القيادة أن جزء كبير من القوات المسلحة فى اليمن على بعد 2000كم من مسرح سيناء، وأن سياسة تخفيض القوات المسلحة بدأ تنفيذها قبل أسبوعين من عملية التصعيد، وأن مسرح العمليات فى سيناء تم تجهيزه هندسياً بمقدار 20% من المخطط له نظراً لتخفيض الميزانية .. ثم بعد ذلك تتفق مع القيادة السياسية على دفع الموقف إلى حافة الحرب دون تروي أو تدبر.
كانت أول بوادر الفشل الذريع هو خطة التعبئة التي لم تنجح إلا فى تعبئة 82.000جندي وقد شرحنا ذلك سابقاً .. ثم تلا ذلك التأرجح الذي حدث فى الخطط والتغيير المستمر لها الذي كان يلاحق التحرك السياسي دون استعداد لذلك .. بدأ ذلك بالخطة الدفاعية قاهر فى الفترة 14-17 مايو ثم تحولت إلى دعم وزيادة القوات المسلحة من 18-23 مايو إثر سحب قوات الطوارئ وقفل خليج العقبة. ثم تغيرت الخطة لتصبح شن هجوم محدود ضد النقب من 24-31 مايو.. ثم انتهت بخطة الدفاع عن سيناء وتلقى الضربة الأولى ثم شن هجوم مضاد من 1-5 يونيو.
وهناك حادث يوضح مدى ما نتحدث عنه من تخبط وقرارات غير مدروسة. فقد أرسل قائد الجيش الميداني فى سيناء مدير عملياته إلى القاهرة يطلب من رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الإجابة عن - مهمة الجيش بالتحديد ؟؟ ما هي خطط العمليات ؟؟ ما هي أوضاع العدو وتجمع قواته ؟؟
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
لكن لم يكن هناك إجابة لهذه الأسئلة.
ولعل أمر القتال رقم (2) ملحق .. يوضح الكثير من فكر القيادة العسكرية يوم 2يونيو ونظرتها إلى مجريات الأحداث فى المنطقة .. وهو غنى عن أي تعليق.
كانت أوضاع القوات المسلحة المصرية مثال للفوضى فلا هي أوضاع هجومية ولا هي أوضاع دفاعية .. كانت أوضاع لا تصلح لأي عمل عسكري منظم .. مثال ذلك تم دفع فرقة مشاة إلى رفح قبل الحرب بأيام دون تجهيزها أو تحديد مهمة قتالية فكان طبيعياً أن يتم اكتساح هذه الفرقة واستشهاد قائد الفرقة فى بداية القتال.
واللواء المدرع الذي تحرك على الجنازير طوال فترة الاستعداد حتى قطع 900كم تحرك من موقع لآخر دون هدف ولم يتوقف إلا فى 6 يونيو عندما اشتبك مع قوة مدرعة إسرائيلية ورغم الإرهاق واستهلاك المعدات فى التحرك السابق استطاع أن يقاتل ببسالة ويعطل القوة الإسرائيلية لمدة 24 ساعة.
ثم كان انهيار القيادة العسكرية فور وقوع الهجوم الجوي الإسرائيلي، فعجزت عن مجابهـة الموقف وصدرت الأوامر تباعاً دون هدف واضح .. ثم كان قمة الانهيـار
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
حين أصدر المشير عامر الأمر الكارثة بانسحاب القوات المسلحة إلى غرب القناة. وشرحنا سابقاً الظروف والحوار بين المشير عامر والفريق فوزي حين أصدر أمر الانسحاب .. وقد حاول بعض الضباط فى مركز القيادة العامة للقوات المسلحة إقناع المشير ليلة 6/7 يونيو بإلغاء أمر الانسحاب لأن القوات كان مازال بعضها متماسكاً ويستطيع القتال. وحين اقتنع المشير بهذا الرأي كانت القوات قد بدأت فى الانسحاب متفرقة ودون خطة بل وكان الاتصال مقطوعاً مع العديد من التشكيلات والفرق لتنظيم خطة لانسحاب القوات.
يتبع ,,
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة Sa Vi ; 27-03-2009 الساعة 05:30 AM
|