![]() |
#1 | ||||||||||
![]() ![]()
|
الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ظهر يوم الجمعة التي انتهينا لتونا من أداء صلاتها بحي الزمالك فخرجنا للنيل لنستمتع بقليل من هواء كورنيشه الساحر حتى قادتنا أرجلنا إلى سفارة دولة الجزائر، انعكاسات أشعة شمس حي الزمالك من على دروع عساكر الأمن المركزي البلاستيكية الواقية داعبت أعين الواقفين مداعبة ليس فيها من المرح شيء، بل كان فيها من الرهبة والتحفز الكثير، ساد الصمت للحظات قبل أن ينطلق عدد من المتظاهرين أمام سفارة دولة الجزائر بحي الزمالك غير عابئين بجحافل قوات الأمن التي احتشدت صباحا أمام مقر السفارة يقودها مجموعة من اللواءات والضباط جميعهم من القوات الخاصة، ومع ذلك هتفوا بآخر ما في صوتهم من نَفَس وردد وراءهم ما يزيد عن ألف شخص بحماس.. الشاب: ودّونا الجزائر.. ودّونا الجزائر.. ودّونا الجزائر (يقصدون من أجل الانتقام).. يا جزايري يا "....." دم المصري مش رخيص، يا علاء يا ابن مصر.. ماحناش رجّالة كسر، برّه.. برّه.. برّه.. برّه.. (في إشارة إلى السفير الجزائري عبد القادر حجار.. القابع خلف الأسوار البشرية التي أعدّتها قوات الأمن). بلادي بلادي بلاااااادي لكي حبّي وفؤادي. يبدأ مجموعة من المتظاهرين في التعبير عن غضبهم بشكل ملموس من خلال إطلاق الحجارة وقنابل المولوتوف على كل ما يقابلهم سواء كانوا قوات أمن أم سفارة.. وتبدأ الاشتباكات، فآثرنا الابتعاد وانطلقنا بالتاكسي إلى وسط البلد وفي الطريق شردنا... شبابنا إحنا اللي كان واقف قدام السفارة بيحتجّ، هو نفسه اللي كان بيغنّي النشيد الوطني وبيرفرف بالعلم، هو نفسه اللي كان عايز يروح الجزائر ينتقم لإخواته المصريين اللي اتضربوا في السودان.. وسبحانك يا رب هو نفسه اللي كان عايز يروح إسرائيل من كام شهر يشتغل أو يتجوز أو حتى يتقتل ع الحدود ويخلص من الدنيا وما فيها. مش هانقول حاجة جديدة لو قلت لكم إن نخبة من ألمع الفنانين والمثقفين والممثلين المصريين ذهبوا يوم الأربعاء 18 نوفمبر إلى الخرطوم بأم درمان من أجل حضور لقاء المنتخب المصري مع شقيقه -سابقا- نظيره -حاليا- المنتخب الجزائري في لقاء فاصل يصعد بفائزه مباشرة إلى جوهانسبرج حيث كأس العالم 2010، وكان هذا من نصيب الخضر، وبمجرد أن برحت البعثة المصرية أرض الاستاد حتى تحولوا فجأة إلى مصارعين رومانيين يصارعون من أجل الحياة وإلا أكلتهم الأسود، فسُحلت النساء وضُرب الرجال ورُكل الأطفال وارتفع ضجيج الكزالك والسنج والمطاوي على يد مجموعة هي من أكثر فئات الشعب الجزائري احترافا للشغب والبلطجة، زائغة أعينهم من أثر تناول المخدرات، قُذف بهم في طائرات حربية c130 مباشرة من منطقة الحرّاش إلى الخرطوم.. سحلوا من سحلوا وضربوا من ضربوا من الأطفال والنساء والرضّع وعادوا بسلامة الله إلى الأراضي الجزائرية. الحدث جلل مافيش شك ولكن الأعظم منه هو هذا الشعور العارم بحب الوطن الذي اجتاح شباب مصر بمختلف فئاتها ومستوياتها المادية والاقتصادية، والغيرة الفتاكة التي ضربت بجذورها في نفوسهم غضبا لإخوتهم ووطنهم وعلم بلادهم الذي افترشه الجزائريون ممرا لميكروباصاتهم المؤجرة. بلد؟!! شيخ البلد خلّف ولد.. بلد مين يا عم الحاج وأثناء سيرنا بأحد شوارع منطقة وسط البلد صادفتنا قهوة عتيق طرازها، فاستلقينا بجسدي على أحد كراسيها قبل أن يلقي أحد العجائز برفّاص شيشته غضبا على "الطقطوقة" المعدنية محوّلا نظره من التلفاز ومخاطبا إيانا: ميت مرة قلنا ده مش حب البلد، ما حدش بقى يحب البلد، من بعد موت عبد الناصر خلاص الناس كرهت البلد، الناس مضحوك عليها، فاكرين إننا عايشين في نعيم، عشان كده خايفين على البلد، ده حب للكورة مش حب للوطن، والعلَم ما هو إلا رمز للكورة والمنتخب كأفراد مش كمجموعة بيمثلوا مصر، يعني بيمسكوا علم مصر زي ما بيمسكوا علم الأهلي والزمالك، وبيسمعوا الأغاني الوطنية وقت البطولات زي ما بيسمعوا أبو تريكة يا فناااااان وقت مباريات الأهلي والزمالك.. إنما بقى هتقولوا وطنية وكلام من ده فخلاص الحاجات دي اتدفنت مع زعيم الأمة العربية.. ناصر حبيب الملايين.. بلد...؟!! شيخ البلد خلّف ولد.. بلد مين يا عم.. قال بلد قال. جاملْنا الرجلَ بهزة رأس ليس فيها من الموافقة ولا التأييد، وأشرنا للجرسون من أجل الحساب، قادتنا أقدامنا إلى ميدان التحرير حيث وجدنا أنفسنا فجأة وسط مجموعة من الشباب جميعهم يحملون أعلام مصر ويرددون هتافات ضد الجزائر أرضا وشعبا ونظاما بعضها جريء وبعضها بذيء، فأشرنا لأحد الشباب المتحمس وسألناه وكانت تلك إجابته: الشاب: أيوه إحنا اللي من كام شهر كنّا هنروح إسرائيل، بس مش هربا من مصر، هربا من الذل ولقمة العيش اللي مش موجودة أو موجودة بس متغمسة بالمسامير، هربا من سوق العمل اللي مافيهوش مكان غير لسكرتيرات ذوات خبرة أو عامل أمن بـ350 ج و13 جنيه بدل مخاطر، هربا من مصر النظام، لكن مصر الناس، مصر الأرض والأهل وذكريات السنين دي ماحدش يقدر يشكّك في حبنا ليها، اللي بندافع عنها دي مصر بتاعتنا إحنا، لكن اللي معيّشينّا فيها دي هي مصر بتاعتهم هم مش بتاعتنا إحنا. تركنا الشاب ومضينا في طريقنا حتى توقفنا أمام بائع الجرائد وكان صدر إحدى الصحف وقد تصدرها خبران متجاوران أحدهما يتحدث عن غضب الشارع المصري ضد الاعتداءات الجزائرية على المصريين في الخرطوم، وبجواره خبر آخر عن مصري يحتفل بعيد ميلاد ابنته الإسرائيلية بسيناء، وسألت نفسي: أيهما مصر؛ هذا أم هؤلاء؟ أغلب الظن أن مصر هي الشباب القابع أمام السفارة غاضب على عَلمه وأهله وناسه ممن نزفت دماؤهم على أسفلت الخرطوم، في حين الخبر الثاني يمثّل مصر ولكن بعد أن يئست وداب الحبل الذي يربطها بأمل أن تكون أفضل ولكنها أبدا لا تكون. تفتكر حالة الحب الجارفة لمصر دي حبا في الكورة ولا في مصر؟ تفتكر ليه ما بتظهرش مشاعرنا ناحية العلَم غير في ماتشات الكورة بس؟ في رأيك إزاي ممكن نحافظ على شمعة الحماسة والوطنية من إنها تنطفي؟ |
||||||||||
![]() |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
مقدمة مباراة منتخب مصر للشباب مع منتخب أوغندا السبت القادم 24 يوليو ، شجع شباب مصر | Un_Wanted | قـسـم الـريـاضـة الـعـامـة | 10 | 28-07-2010 10:39 PM |
ياترى ياهل ترى | ostanrko | Feronia | 4 | 27-10-2008 10:09 PM |