![]() |
#1 | ||||||||||
![]() ![]()
|
![]() الحمد الله رب العالمين .. جاعل الكتــاب نوراً وهدىً لعباده الصالحين و صلى الله و سلم على الهادى الأمين .. نبينـا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين و على من تبعه بإحســان إلى يوم الدين ... ![]() الديموقراطية هى نظام حكم يعنى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه لنفسه ، وهدفها هو إبعاد الأمة من الوقوع تحت سيطرة حكم الفرد أو سيطرة حزب واحد أو طبقة معينة من المجتمع على مقاليد الحكم فى البلاد فيما يعرف بالديكتاتورية . ![]() البنود التى تكفلها الديموقراطية فى نظام الحكم : 1- رئيس الدولة ينتخبه الشعب أو النواب و له فترة رئاسة محددة تجدد أو لا تجدد طبقاً للدستور المعمول به فى البلد . 2- سلطات الرئيس و اختصاصاته يحددها الدستور . 3- لا تشترط الديموقراطية فى الرئيس المنتخب أن يكون من الذكور أو من الإناث من العدول أو من الفساق من المسلمين أو من غيرهم ، طالما أنه جاء وفق اختيار أغلبية الناخبين . 4- المسلم و غير المسلم له حق التصويت فى الانتخابات ، وللمرأة حق الترشح و الولاية للقضاء و الوزارة و حتى الولاية العظمى طالما حصلت على أغلبية أصوات الناخبين . 5- تسمح الديموقراطية بالتعددية الحزبية ، و هذا بالطبع يتطلب إطلاق الحريات إلى أبعد مدى .... إلا ما يسنه المجلس التشريعى فى البلد من القوانين التى تقيد هذه الحريات . ![]() و الناظر فى حال الديموقراطية و تطبيقها ، يجد أن الدول الغربية لا تسمح بالديموقراطية التامة فى بلاد العالم الثالث التى هى دول الإسلام ، كما حدث مثلاً فى الجزائر ، فبعد أن أتت الانتخابات الديموقراطية بـ " الإسلاميين " هددت فرنسا بالتدخل عسكرياً فى الجزائر لإبعاد الإسلاميين عن الحكم و هو ما حصل رغم أن الإسلاميين جاءو بديموقراطيتهم ، ![]() و فى البلاد الغربية تتمتع الديموقراطية أيضاً ببعض الضمانات التى تكفل إلى حد ما نزاهة الانتخابات و حرية الرأى و التعبير عنه ، و إن كان هذا لايعنى عدم وقوع ممارسات غير شريفة من البعض إلا أنها إذا انكشفت فإنها تطيح بفاعلها كما حدث فى فضيحة ووتر جيت و التى تسببت فى إقصاء نيكسون من رئاسة أمريكا بعد اكتشاف تورطه فى فضيحة تجسس لصالح حزبه على خصومه السياسيين ، كما ينبغى ملاحظة أن الوصول للسلطة هناك يتوقف إلى حد كبير على قوة النفوذ المادى و مدى السيطرة على وسائل الاعلام للتأثير على الرأى العام و توجيهه ، لذا نرى أقلية مثل اليهود فى أمريكا تستطيع بنفوذها أن تسيطــر على الرأى العــام الأمريكى و تشكله وفق مخططــاتها و أهدافها و تتحكم فى السياسات الأمريكية و نتائج انتخاباتها بل و صنع القرارات المهمة وفق أهوائهم ، و هذا معروف للجميع ، فلا مكان فى ديموقراطية الغرب للضعفاء و فاقدي النفوذ حتى و إن كانو أغلبية أو من أصحاب الفكر القويم و السلوك السليم ما دام أنهم لا يملكون القوة المادية القادرة على التأثير على الرأى العام بأسره . ![]() " الإسلام نظام ديموقراطى " ..... كلمة كثيراً ما نسمعها ، و لو أن قائلها كانت له معرفة بالدين الإسلامى و دراسة علمية لشرائعه لعرف موقف الإسلام من الديموقراطية ، و ما يجب أن نعرفه هو أن الإسلام دين شامل كامل و ليس مجرد أفكار مبعثرة و روئً متفرقة ، بل هو نظام جامع محكم أسس على مبادئ حكيمة متقنة من إجمالياته إلى تفصيلاته و هو خالٍ تماماً من أى خطأ ، و من يقول بغير ذلك فلا بد من أن يستتاب لأنه خرج من الإسلام ، فهذا شرع الله لا يوصف بنقص أو خطأ بل هو منزه عن أى نقائص أو معايب ، أما الديموقراطية فتعج بالعيوب التى تخالف شرع الله و تخالف العقل السليم و أذكرها فى ما يلى محاولاً الإجمال على قدر الإمكان : ![]() -إباحة الديموقراطية للحكم بغير ما أنزل الله ، و الأدلة على وجوب التحاكم إلى شرع الله تملأ ما بين دفتي المصحف قال الله جلّ وعلا : { وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بَمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمْ الكَافِرُونْ } > المائدة 44 ، و قال : { وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بَمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونْ } > المائدة 45 ، و قال : { وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بَمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمْ الفَاسِقُونْ } > المائدة 47 ، و قال لرسوله : { و أن احكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهوائهم و احذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولو فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و إن كثيراً من الناس لفاسقون ، أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون } > المائدة 49 & 50 ، و جدير بالذكر أن سورة المائدة أكثر آياتها حديث عن اليهود و النصارى ، و كأن الله يحذرنا من أن نكون مثلهم و قال : { إِن الحُكْمُ إِلَّا لله أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا إِيَاهُ ذَلِكَ الدًّينُ القًّيِّم وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونْ } > يوسف 40 ، و قال : { فَإِن لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتًّبِعُونَ أَهْوَائَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتًّبَعَ هَوَاهُ بِغَيرِ هُدَى مِنَ الله } > القصص 50 ، و مما ورد فى السنة عن عدىّ بن حاتم أنه سمع النبى – صلى الله عليه و سلم – يقرأ الآية : " اتخذو أحبارهم و رهبانهم أرباباً من دون الله .... " الآية .. فقال للنبى : إنا لسنا نعبدهم ، قال – صلى الله عليه و سلم - : " أليس يحرمون ما أحل الله فتحــرمونه و يحــلون ما حرم الله فتحلـونه ؟ " قال : " بلى " ، فقال - صلى الله عليه و سلم - : " فتلك عبادتهم " ... و غير ذلك من الأدلة التى تبين أن مصدر التشريع ليس الشعب أو القضاة بل الواجب أن يتحاكم الجميع إلى شرع الله ، و يقول الإمام ابن تيمية - رحمه الله - : " و لا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر ، فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه عدلاً من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر " ![]() 2- عدم مراعاة الديموقراطية للشرط الواجب فى الولاية ، فالإسلام يشترط العدالة فيما يلي أمور المسلمين بعكس الديموقراطية ، كما أن الإسلام يشترط أن يكون الإمام من المجتهدين أى لديه من العلم ما يمكنه من الاستغناء عن استفتاء غيره عند الحوادث ، و أيضاً بعكس الديموقراطية التى تشترط فقط الحصول على الأغلبية ، بما يخالف منطوق القرآن فى قوله سبحانه : { وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَر مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله } ، كما أن الإسلام يضع اختيار الإمام وظيفة لأهل الحل و العقد ، أما الديموقراطية فتعطى الحق للعوام و الغوغاء و هم أكثر بكثير من أهل العلم بالطبع ، فهم بأغلبيتهم من يحددون الإمام ، كما أن الإسلام يشترط الذكورية فى الوالى ، قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - : " لا يفلح قوم ولو شأنهم امرأة " و الكلام يعم لأنه بالتنكير فى لفظي قوم و امرأة ، و التنكير عند أهل اللغة يفيد العموم و قبل كل شئ هذا هو حكم رسول الله و هو شرع لا بد لنا من اتباعه ، و هذه القوانين التى شرعتها الديموقراطية تتيح بلا شك للعصاة و الفساق و أهل الضلال تولى إمارة المسلمين ما دام أن الأغلبية معهم . ![]() أما موضوع الانتخابات فقد قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " إنا لا نولى هذا العمل أحداً سأله أو حرص عليه " و من المؤكد أنه ليس فى المجتمع المسلم مكان للترشح للمناصب و الدعايات الانتخابية أصلاً و كل هذه المآخذ على الديموقراطية تجعلها ملزمة بمخالفة الشرع إن عارضته الأغلبية . ![]() 3- أما الشورى فى الإسلام فهى حق على الأمة و واجب على الإمام فى قول أكثر العلماء ، و معلوم أنه لا شورى فى الإسلام فى أمر نزل فيه الوحى برأى أما قوله تعالى : { وَ شَاوِرْهُم فِي الْأَمْر } ، و قوله : { وَ أَمْرُهُم شُورَى بَيْنَهُم } فهو مخصص بما لم ينزل فيه وحى ، و لذا قال الحباب بن المنذر للنبى يوم بدر : " هل هو منزل أنزلكه الله ؟ أم هو الرأى و الحرب و المكيدة ؟ " فهل الشورى فى الديموقراطية تلتزم بذلك ؟ ، إن التشاور فى حكم الله أيطبق أم لا ؟ هو ردة و كفر و ليس من الشورى فى الإسلام أما الحرية فى الديموقراطية فهى مطلقة بلا قيود فى الاعتقاد فى إبداء الرأى و التملك و لا شك أن هذا يفتح الأبواب على مصاريعها أمام كل من يريد أن يطعن فى الإسلام أو فى سنة النبى محمد – صلى الله عليه و سلم – و لا شك أن هذا و اضح للعيان ، بالإضافة إلى أن الديموقراطية تفرق الأمة بين مؤيد و معارض بين الحكومة و المعارضة ، و تصبح الكوادر الموجودة فى الدولة متحزبة لأحزابها ، لا تستطيع الدولة أن تستفيد منهم بحجة أنهم من المعارضة . ![]() ![]() نماذج تطبيق الديموقراطية ||~ْ كانت الديموقراطية و لا تزال ترعى مبدأ حكم الشعب للشعب بنفسه ، فما يريده الشعب حسناً فهو حسن و ما يراه قبيحاً فهو قبيح ، و كل ذلك سواء حسنه الشرع أو قبحه ، و عندما نذكر هذا فإنه يتبادر إلى الذهن مباشرة حال قوم لوط فإنهم لما أحبوا اللواط حتى أنهم اشتهرو به أباحوه لأنفسهم ، فلما قال لهم لوط : { يَا قَوْم هؤُلَاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَر لَكُم } ، ردو عليه قائلين : { قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَق وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمْ مَا نُرِيد } ، أليس هذا هو نموذج لحكم الشعب نفسه بنفسه ؟!!! ![]() و لو سأل سائل ما المانع من أن يحكم الناس بما يريدون ؟ فإن كان خيراً فلهم و إن كان شراً فعليهم ، و الإجابة على هذا السؤال تكون بمعرفة بسيطة بأحوال البشر ، فقد أثبتت التجارب العملية أن البشر لا يعرفون مصالحهم ، و دليــل ذلك عمليـــاً ما حدث فى أمريكا الراعي الرسمي للديموقراطيـــة فى العــالم ، فالشعب الأمريكى قد تحقق له عقلياً و علمياً أن الخمر ضارة بالصحة و مفسدة للقوى الفكرية و هدامة لبناء الحضارات الإنسانية ... و نظراً لهذه الحقائق و اطمئناناً لصحتها وافق الرأي العام الأمريكى على قانون منع الخمر ، و لكن لما نفذ هذا القانون لم يلبث الذين و ضعو القانون بآرائهم و أصواتهم أن خرجو عليه و بدأو يعيثون فى الأرض فساداً بتعاطى الخمر و الإبداع فى صناعتها على استخفاء و التفنن فى استحداث أنواع أخبث منها أكثر مما كانو يفعلونه قبل ذلك ، و القرآن الكريم يقول : { وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَر مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله } هل هذا هو ما يرتضيه أبناء الإسلام لأنفسهم ؟ .... أن تحكمهم أهوائهم ؟ قال الله : { فِإِن لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتًّبِعُونَ أَهْوَائَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتًّبَعَ هَوَاهُ بِغَيرِ هُدَى مِنَ الله } ![]() نماذج للإسلام ||~ْ و على النقيض تماماً ، انظر للدولة الإسلامية حينما كان يطبق فيها النظام الإسلامى الذى أنتج ولاة أمور عجزت الديموقراطية أن تأتى بأمثالهم ، كمثل عمر بن الخطاب الذى وقف فى إحدى المغازى يخطب فى الناس و يقول : " اسمعو و أطيعو " فقال له أحد الرعية و هو سلمان الفارسى : " لا سمع لك اليوم علينا و لا طاعة يا عمر " ، فارتجف عمر و سأله : " و لم ؟ " ، قال : " لأنك رجل طويل ، و نحن نأخذ من الفئ ثوباً واحداً و أنت أخذت ثوبين " ، فانظر ماذا فعل رئيس الدولة بعد هذا الاتهام ، هل أقام زنزانات أمن الدولة ؟ أعلق المشانق ؟ أقام له محاكمة عادلة و يعدم فقال عمر : " أين عبد الله بن عمر ؟ " ، فقام عبد الله ، فقال له : " ادن " ، فدنا ، فقال : " يا عبد الله بن عمر ، لماذا هذا الثوب ؟ " ، يعنى الإضافى الذى أخذه عمر فقال عبد الله : " ثوبى ، أعطيت أبى ثوبى لأنه رجل طِوال يأخذ من الفئ كآحاد المسلمين ثوباً لا يكفيه ، فأعطيته ثوبى " . هذا هو الملِك فى الدولة الإسلامية ، هذا هو رئيس دولة الاسلام الذى كان يبسط سلطانه على ثلاثة أرباع الدنيا المأهولة حينئذ ، يقوم واحد من الرعية يقول له : لا سمع لك اليوم علينا و لا طاعة ، و لا يكون منه إلا أن يستشهد بابنه ليدافع عن نفسه ، هذه هى الحرية ، فأين الباحثون عنها ؟ ![]() و إليك أيضاً ما لن تجد مثله فى العالم كله ، أمير المؤمنين يجلس أمام القاضى خصماً لأحد العامة متساويين حيث سرق درع أمير المؤمنين على بن أبى طالب ، و السارق من ؟ ، السارق نصرانى من العوام يسرق درع أمير المؤمنين ، و تأمل معى كيف يكون التعامل مع أهل الكتاب فى ظل دولة الإسلام فلما ذهب أمير المؤمنين إلى القاضى ، و استدعى القاضى الرجل النصرانى و جلس أمير المؤمنين على بن أبى طالب بجانب النصرانى أمام القاضى ، ثم قال القاضى : " تكلم يا نصرانى " ، فقال : " الدرع درعى "، فقال القاضى لأمير المؤمنين : " تكلم يا أبا الحسن " ، فقال أمير المؤمنين : " ما أنصفت الرجل ، أنت ناديته باسمه و كَنّيتنى " ، أرأيتم ؟! أين من ينعقون على الإسلام ؟ ثم قال له القاضى : " هل عندك بينة ؟ " قال : " لا "، فقال القاضى : "إذن الدرع للنصرانى " ، فأخذ النصرانى درع أمير المؤمنين ، و القاضى يعلم بالتأكيد أن هذه الدرع هى درع رئيس الدولة و مع ذلك لم يحكم له بها لأن القاعدة تقول : البينة على من ادعى و اليمين على من أنكر أى أن صاحب الدعوة لا بد أن يأتى ببينة يثبت بها صحة دعواه ، فقال القاضى : " إذن خذه يا نصرانى " ، فقال النصرانى : " أشهد أن هذه أخلاق الأنبياء " ، ثم آمن و أسلم و رد الدرع لأمير المؤمنين فقال له على بن أبى طالب : " أما إذ أسلمت ، فالدرع هدية لك " ، هذا هو عالم الإسلام يا سادة التاريخ يشهد للإسلام أنه لا يظلم عنده أحد أياً كانت مكانته و أياً كانت ملته " ![]() و مما هو جدير بالذكر أيضاً ما أخبرت به زوجة عمر بن عبد العزيز و هى فاطمة بنت عبد الملك بعد موته حين سألها أحد التابعين عنه فقالت له فَاطِمَة : " أفعل ، إِن عمر رَحْمَة الله عَلَيْهِ كَانَ قد فرغ للْمُسلمين نَفسه و لأمورهم ذهنه فَكَانَ إِذا أَمْسَى مسَاء لم يفرغ فِيهِ من حوائج يَوْمه ، وصل يَوْمه بليلته ، إِلَى أَن أَمْسَى مسَاء وَقد فرغ من حوائج يَوْمه ، فَدَعَا بسراجه الَّذِي كَانَ من مَاله فصلى رَكْعَتَيْنِ ، ثمَّ أقعى وَاضِعا رَأسه على يَدَيْهِ تسيل دُمُوعه على خديه يشهق الشهقة يكَاد ينصدع قلبه لَهَا وَ تخرج لَهَا نَفسه ، حَتَّى برق الصُّبْح فَأصْبح صَائِما ، فدنوت مِنْهُ ، فَقلت : " يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ، أَلَيْسَ كَانَ مِنْك مَا كَانَ ؟ " ، قَالَ : " أجل ، فَعَلَيْكِ بشأنكِ وخليني وشأنى " قَالَت : " فَقلت : " إِنِّي أَرْجُو أَن أتعظ " " ، قَالَ : " إِذن أخْبرك ، إِنِّي نظرت فوجدتني قد وُلِّيت أَمر هَذِه الْأمة أسودها و أحمرها ، ثمَّ ذكرت الْفَقِير الجائع و الغريب الضائع والأسير المقهور وَذَا المَال الْقَلِيل والعيال الْكثير وَأَشْبَاه ذَلِك فِي أقاصى الْبِلَاد وأطراف الأَرْض ، فَعلمت أَن الله سائلي عَنْهُم وَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَ سلم حجيجي فيهم ، فَخفت أَن لَا يقبل الله مني معذرة فيهم وَ لَا تقوم لي مَعَ رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- حجَّة ، فرحِمتُ وَ اللهِ يَا فَاطِمَةُ نَفسِي رَحْمَةً دَمَعَتْ لَهَا عَيْني ووجع لَهَا قلبِي ، فَأَنا كلما ازددت لَهَا ذكراً ازددت مِنْهَا خوفًا ، فاتعظي إِن شِئْت أَو ذرى " ، و هذا الإمام العادل هو أحد من أنتجهم الحكم الإسلامى فهل أتت بمثله الديموقراطية ؟!! ![]() إخوانى ، الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ، حتى لا يقول أحد : " الشيوخ سيحكمون الدولة ، سيعودون بنا إلى الوراء " الشيوخ لم يحكمو الدولة الإسلامية فى وقت من الأوقات ، الشيوخ لهم مهمة هى تفقيـه النــاس و تعليمهم عقـــائد دينهم ، هل سمعتم عن شيخ من شيوخ الإسلام كان رئيساً لدولة ؟ الإمام أحمد ؟ ابن تيمية ؟ ابن القيم ؟ الشافعى ؟ أبو حنيفة ؟ أو مالك ؟ البخارى ؟ مسلم ؟ أبو داوود ؟ الثورى ؟ الزهرى ؟ ابن ماجه ؟ ... هل تعرفون أحداً من هؤلاء أو من غيرهم كان رئيس دولة يوماً ؟ بل إن السلطان المملوكى عندما أراد أن يولى ابن تيمية الإمارة و قال له : " سأعمر لك حران - الدولة التى جاء منها أبوه - و أجعلك أميراً عليها " فقال له ابن تيمية : " أنا رجل ملة ، لست رجل دولة " الشيوخ لا يبحثون عن الدولة و لا عن الحكم ، إنما يريدون أن تستقيم الدولة لحكم الله و أهل الدولة يسيرون شئونهم ، اقتصاديون سياسيون رياضيون اجتماعيون مثقفون أدباء إعلاميون ..... كلٌ حسب تخصصه ، لكن يجب أن ينضبط الجميع بضوابط الشرع الحكيم هذا هو ما يريده الشيوخ من الدولة ، تحكيم شرع الله العظيم ![]() تـــحــــيـــاتــى :: BlackSpeeR مــــــــن اعــــــــمـــــــالــ عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] م ن ق و ل <> ل ل ا ف ا د ة ![]() |
||||||||||
![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||
![]() ![]()
|
اقتباس:
بجد موضوع جميل جدا..بارك الله فيك |
|||||||||||
![]() |
![]() |
#3 | ||||||||||
![]() ![]()
|
شكرا على مرورك :) و لبحمد لله ان هو عجبك ![]() |
||||||||||
![]() |
![]() |
#4 | ||||||||||
![]() ![]()
|
جزاك الله كل خير |
||||||||||
![]() |
![]() |
#5 | ||||||||||
![]() ![]()
|
شكرا على مرورك :) |
||||||||||
![]() |
![]() |
#6 | ||||||||||
![]() ![]()
|
بجد موضوع جميل |
||||||||||
![]() |
![]() |
#7 | ||||||||||
![]() ![]()
|
شكرا على مرورك :) |
||||||||||
![]() |
![]() |
#8 | ||||||||||
![]() ![]()
|
جزاك الله خيراً، موضوع أكثر من رائع |
||||||||||
![]() |
![]() |
#9 | ||||||||||
![]() ![]()
|
بارك الله فيك يثبت ... |
||||||||||
![]() |
![]() |
#10 | ||||||||||
![]() ![]()
|
روعــه ![]() بارك الله فيك ![]() جزاك الله خيــرا ![]() تسلم |
||||||||||
![]() |
![]() |
#11 | ||||||||||
![]() ![]()
|
جزاك الله خير تسلم ايدك ![]() ![]() |
||||||||||
![]() |
![]() |
#12 | ||||||||||
![]() ![]()
|
جزاك الله خيـــرا |
||||||||||
![]() |
![]() |
#13 | ||||||||||
![]() ![]()
|
شكرا على مروركم :) |
||||||||||
![]() |
![]() |
#14 | ||||||||||
![]() ![]()
|
شكرا يا باشا |
||||||||||
![]() |
![]() |
#15 | ||||||||||
![]() ![]()
|
جـزآكـ الله خـيـرآ ![]() |
||||||||||
![]() |
![]() |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
فيديو معركة بين اسد وجاموس :) | Mr.Romeo | قسم المواضيع المكررة و المخالفة | 0 | 10-08-2015 06:53 AM |
!! ... معركة بين الاسطورة و الوحش ... !!! | HecT000R | صـور سـيـلك رود | 41 | 29-04-2012 02:10 PM |
ديفيد جيل : مستعدين لدفع 80 مليون يورو لرونالدو فى كل مباراة يخوضها لمانشيستر | lil romeo | قـسـم الـريـاضـة الـعـامـة | 2 | 12-10-2010 06:07 PM |
معركة رأٍس العش . | المرشد | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 6 | 02-07-2009 09:15 AM |