![]() |
#1 | ||||||||||
![]() ![]()
|
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى. عباد الله، دين الإسلام يربي المسلم على الصدق والإخلاص وصفاء الطوية وأن يكون المسلم حريصاً على مصالح أمته محباً للخير لهم في ظاهره وباطنه ولذا أمر المسلم المسلمين أن تكون أحاديثهم ونجواهم في خلواتهم أمراً بالخير طاعة لله ورسوله وتعاوناً على البر والتقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [المجادلة: 9]، وإن المؤمن الذي يوقنوا بعلم الله به وأن الله مراقب كل أحواله أن يكون ذلك نصب عينيه في تصرفاته كلها ظاهرها وباطنها وأن يكون على يقين بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]، {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ} [البقرة: 284]، {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 29]، {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [يونس: 61]، فإذا قام هذا الأمر في نفسه نظر في كل تصرفاته في سره وعلانيته ولا يخدع نفسه فيعمل في سره كيداً على الإسلام والله مطلع عليه ومحيط به وحرص الإسلام على تماسك أفراد المجتمع والتئام صفوفهم يقول صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”، وأخبر عن حقائق الإيمان بالقلوب وآثارها فقال: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”، ودعا الإسلام المسلم إلى طاعة ولي الأمر في طاعة الله فإن في طاعته في طاعة الله خير للأمة في حاضرها ومستقبلها وحقناً للدماء وكف للشرور واجتماع الكلمة على الخير والتقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59]، وفي الحديث: “على المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره”، إذاً فليس لأحد حق أن يبدو برأي أو مشورة لاسيما في المصالح العليا للأمة إلا بعد الرجوع إلى ذوي الاختصاص والمسؤولية {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ } [النساء: 83]، وليجتنب المسلم الاجتماعات الجانبية والأحاديث في الخلوات والأمور السرية البعيدة عن الخير التي تترك بلبلة في الأفكار وشرخاً في المجتمع وربما كونت أحزاباً وشيعا تخالف الحق وتبعد المسلم عنه. أيها المسلم، إن على من يخطط لمصالح الأمة في الحاضر والمستقبل أن يلزموا الصدق والإخلاص والنصيحة للأمة وألا يبيتوا شراً خفياً على الأمة لأن الله سائل كلاً عما ولاه واسترعاه عليه فلا يجوز لمن يخططون لمصالح الأمة أن يكون هناك عدم وضوح أو قلة صدق أو إخلاص أو غش للأمة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “الدين النصيحة”، قالوا: لمن، قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” أيها المسلم، فالمخططون لمصالح الأمة في سياستها وفي اقتصادها، وفي إعلامها وفي تعليمها وثقافتها عليهم مراقبة الله في كل ما يبتون من قرارات ونظم أن تكون موافقة للشرع فيخططون لسياستها ما يحمي الأمة ويصونها ويصون حماها من كيد الكائدين وينظروا في المصالح العامة حتى تكون الأمة تسير على منهج في سياستها تخلصها من هذه التقلبات التي تبدو كل حين وآخر بوجوه مختلفة فإذا كان المخططون لسياستها يرسمون لها خطة عظيمة قوية صادقة بإخلاص وأمانة ينظرون إلى اقتصاد الأمة فيضعون خطط اقتصادية سليمة بعيدة عن الهوى والعواطف ينظرون في مآلات الأمور وعواقب الأمور وهل هذا النظام الاقتصادي الحادث يخدم الأمة حاضراً ومستقبلا وهل أخذ حقه من التمحيص والتدقيق حتى لا يكون له أثر سيئ في المستقبل لأن هذا من الأمور الواجبة، إذ العالم اليوم يعاني من تقلبات في اقتصاده كثير كل ذلك حرص على عقر الدنيا وكل حريص على أن يكتسب الأمر دون غيره، فالمخططون لاقتصاد الأمة إذا اتقوا الله فيما يعدون نجت الأمة بتوفيق الله من هذه المكائد التي تكاد لها وليخططوا لتعليمها وثقافتها تخطيطاً سليماً يكفل للأمة علماً نافعاً مع التمسك بالقيم والفضائل والمحافظة على المسلمات والثوابت وأن يكون هذا العلم نافعاً في كل المجالات لتخدم الأمة بشرط التمسك بهذه العقيدة ومسلماتها وثوابتها وألا يطغى شيء على هذه المصلحة العامة والمخططون لإعلامها وما يشاهد من اليوم من ثورات إعلامية مختلفة من قنوات متعددة ومنتديات مختلفة على المخططين للإعلام للأمة أن يكون هذا الإعلام إعلاماً قوياً إسلامياً يدافع عن الحق ويدحض الباطل بالأدلة الشرعية، لأنك اليوم لا تستطيع أن تحجب موقعاً أو تغطي قناة فلا بد من إعلام ذي قوة وصراحة ووضوح في الرؤية يدافع عن قضايا الأمة ويرشدهم، الإعلام أصبح سلاحاً بيد الأعداء يتحكمون به كيف يشاءون فإعلام الأمة المسلمة لا بد من تميز له حتى يكون على المستوى اللائق عن قضايا الأمة ويدحض الباطل بالحق {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } [الإسراء: 81]، {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18]، فعليهم في تخطيط إعلام الأمة أو تعليمها أن ينظروا في المآلات والنتائج حتى يكون ذلك موافقاً للشرع مع الاستعانة بالمختصين وذوي الخبرات القيمة لكن أيضاً لا بد من ملاحظة أن تكون هذه الأشياء موافقة لشرع الله لتكون موضوعية متجردة لأن الأمة المسلمة يجب عليها أن تحافظ على كيانها وعلى قيمها وثوابتها ومسلماتها وألا تستسلم للواقع بكل أخطاره بل يكون لها موقف قوي وشجاع فيه بيان الحق وإيضاحه بأن الأمة بأمس الحاجة إلى ذلك، فالمتناجون في مصالح الأمة لابد أن يراقبوا الله قبل كل شيء حتى يكون ما صدر منهم من قرارات سياسية أو اقتصادية أو إعلاميه أو علمية على أسس ثابتة توافق هذه الشريعة التي أكملها الله وأتمها {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]، هكذا دين الإسلام دين الصدق والوضوح دين الصدق والوضوح والبيان دين واضح وجلي في أصوله ومبادئه ومظاهر أحكامه توافق مقاصده ومراميه دين حق ووضوح إن محمداً صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم دعا إلى الله وبدأ دعوته في قومه في مكة وواجه من كيد الكائدين وتكذيب المكذبين ما واجه لكن كان صريحاً في دعوته واضحاً في مبدئه فخصومه وأعداؤه يعلمون حقيقة ما يدعو إليه ولكن الكبر والحسد والبعد عن الخير صدهم عن سبيل الله {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ } [الأنعام: 33]، يقرون له أنه يأمرهم بعبادة الله، وترك عبادة ما كانوا يعبدونه من دون الله وأنه يأمرهم بالصدق وأداء الأمانة والإخلاص والعفاف وكل خير فهم لا يشكون في نصحه ولا في إخلاصه ويعلمون حقيقة ما جاء به لأن دينه ليس فيه خفاء ولكنه حق واضح وجلي فصلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين. أيها المسلم، إن المذاهب الضالة الهدامة لها أمران أمور ظاهرة وأمور خفيه ففي تناجيهم مخططات رهيبة ضد الإسلام وأهله كفر والحاد ونشر للرذائل وهدم للقيم والأخلاق فالمحافل الماسونية على اختلافها وكتمان أمورها السائرة على السرية التامة تظهر للناس أحياناً أن هدفها الإصلاح والسلام والمحبة والوئام والقيام بالحقوق العامة إلى غير ذلك مما تدعيه ولكنها في باطن أمرها تنافي الإسلام وتقتلع جذوره وتحارب أخلاقه وفضائله وتقضي على كل خلق دعا إليه، فالمسلم يحذر من كل هؤلاء هناك فرق ضالة تنتسب إلى الإسلام وللأسف الشديد ولكنها ضد الإسلام عند حقائق أمورها، فهناك أرباب الطرق ودعاة الطرق المتصوفة الضالة الذين يدعون من أنواع العبادة كما يزعمون إلا أنهم في باطن أمرهم يخالفون الحق وينبذون الحق ولا يتقيدون بسنة محمد صلى الله عليه وسلم فكم لهم من مواقف سيئة وكم لهم من إفساد العقيدة والأخلاق وتشويه سمعة الإسلام بما يعلم المسلم براءة الإسلام من كثير من أخلاقهم وأحوالهم وهناك فرق ضالة تتسمى بالإسلام وتحسب على الإسلام وتدعي نصرة قضايا المسلمين والدفاع عنها وإذا تأملت حقيقة أمرهم وجدتهم على خلاف ذلك يقعدون في ثوابت هذا الدين ومسلماته يشككون في هذا القرآن العظيم الذي حفظه الله وأخبر أنه محفوظ بحفظ الله له {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (14) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} [فصِّلت: 41 - 42]، تكلم الله به من فوق سبع سماوات وسمعه منه جبريل الأمين وبلغه محمداً صلى الله عليه وسلم وبلغه محمد أصحابه ونقله لنا أصحابه الكرام كما سمعوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم بكل أمانة وإخلاص وجمعوه ورتبوه وحفظوه بحفظ الله له وأجمع المسلمون على المصحف العثماني إجماعاً قطعياً رضي الله عنهم وأرضاهم هؤلاء الذي يشككون بالقرآن ويزعمون نقصه وقصوره أو يشككون في حملته والدعاة والحملة الذين حملوه لنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم أبر هذه الأمة قلوب وأعمقها علما وأقلها تكلفاً خيار الأمة {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ} [التوبة: 100]، أهل بدر وبيعة الرضوان والمنفقين قبل الفتح والمنفقين بعده يقدحون في أولئك ولاسيما الشيخين الذين أمرنا بالاقتداء بهما “اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر”، فالقادحون في الصحابة والمتنقصون لهم والعائبون لهم لاشك أنهم طعنوا بالإسلام لأنهم الواثق بيننا وبين رسول الله في تبليغ شرع الله ودينه رضي الله عنهم وأرضاهم وجزاهم عما قدموا للإسلام والمسلمين خيراً وهناك الجماعات المشبوهه التي لها أخلاق منحرفة من منافقين من هذه الأمة والمتربصين بها أولئك الذين خدعوا وانخدعوا أولئك الذين انحرفت أفكارهم وساءت طويتهم أولئك الذين أصبحوا للأسف الشديد يلبسون لباس الدين والتقوى ويرفعون شعارات براقة يخدعون بها الجاهل والمغرور ومن لا بصيرة عنده يزعمون الدفاع عن الحق ونصرة الحق ولكنهم لا يعلمون أنهم يخدمون أعداء الإسلام ويسهلون الطعن في أصوله ويشوهون حقيقة الإسلام مع ما تبنوه من فكرة التكفير والتفجير وتدمير الممتلكات وإزعاج الآمنين وترك الدماء البرية هكذا تعيش بعض دول الإسلام من هذا النوع الذي انحرفت أفكارهم وعقيدتهم فصاروا حربة بنحور المسلمين وصاروا أعواناً لأعداء الإسلام شاءوا أم أبوا علموا ذلك أم جهلوه هذه الفرق المنحرفة الضالة التي شوّهت الإسلام لأنها تظهر خلاف ما تبطن ففي تناجيهم وفي خلواتهم لهم طرق وآراء وفيما يظهر للناس خلاف ذلك ولذا قال الله في حق أولئك {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12)} [البقرة: 11 - 12]، إن المسلم حقاً صادق في ظاهره وباطنه ليس له وجهان وجه كذا ووجه كذا، بل هو ملتزم بالصدق والأمانة والإخلاص يحب الخير لأمته ويسعى في ذلك ويكره الشر لهم ويحب لمجتمعه ما يحب لنفسه ويكره لمجتمعه ما يكره لنفسه، بل كلما أوكل بمسؤولية فهو يتقي الله ويراقب الله في كل أحواله فكن صادقاً في إيمانك بعيداً عن الخداع بأعدائك كن واضحاً في أمورك كلها فبالصدق والوضوح يكون المسلم حقاً هكذا كان رسول الله وهكذا كان أصحابه وهكذا كان أهل الخير والتقوى ألم تسمع الله يقول: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ } [المجادلة: 8]، إن هذه الفرق المختلفة التي تتبنى فكراً خفياً وتظهر للناس خلاف ما تبطنه إنها البلاء فليتق المسلمون ربهم وليلزموا الصدق في أحوالهم كلها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119]، بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى. عباد الله، يقول الله جلَّ وعلا {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [المجادلة: 7]، إنها آية فيها موعظة لكل من يتناجى فيها إرشاد للمتناجين يبين لهم أن الله محيط بهم يعلم كل أحوالهم وإن أظهروا للناس خلاف ما يبطنون فالله مطلع على السرائر وعالم بها لا يخفى عليه شيء من أمر العباد فلتكن هذه الآية نصب أعيننا ونصب أعين من يريد أن يخطط للأمة في كل أمورها ليكون تقوى الله دائماً نصب الأعين حتى تسير الأمور على الخير والصلاح، فكلما قوي الإيمان والخوف من الله، عظم الإخلاص نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق. ورسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدنا إذا كنا ثلاثة ألا يتناجى اثنان إلا باستئذان الثالث خوف أن يحزن ذلك فيظن في إخوانه ظن السوء فلا بد من وضوح، فقال إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان حتى تختلط بالناس وقال إذا كنتم اثنان حتى يستأذن أحدهما خوفاً من أن يحزن الآخر هكذا آداب النجوى ألا يتناجى الناس إلا على خير ووضوح وألا يدخل بين المتناجيين إلا باستئذانهما خوف من أن يكون تناجيهما في أمور من خصوصيتهما ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصلوا رحمكم الله على عبدالله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [الأحزاب: 56]. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك اللهم كن له عوناً ونصيراً في كل ما أهمه، اللهم وفقه للأعمال الصالحة وأعنه على طاعتك إنك على كل شيء قدير اللهم شد عضده بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز وأمده بالصحة والسلامة والعافية والإخلاص بما يقول ويعمل ووفق النائب الثاني وأعنه على مهمته واجعلهم جميعاً دعاة خير وأئمة وهدى إنك على كل شيء قدير، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. |
||||||||||
![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||
![]() ![]()
|
باارك الله فيك |
||||||||||
![]() |
![]() |
#3 | ||||||||||
![]() ![]()
|
شكرا لمرورك الكريم |
||||||||||
![]() |
![]() |
#4 | ||||||||||
![]() ![]()
|
بوص انت اكيد عايز النصيحه عشان تبقى احسن واحسن واحسن ... اهتم بالتنسيق لان التنسيق رووح التوبيك عشان لو الموضوع كبيييير وانت عامل التنسيق جامد هنقرأه هتحس ان التنسيق بيشدكـ اصلا فا اهتم بالتنسيق عشان مواضيعك تحلو اكتر ماهى حلوه ;) واستمر يا معلمـ من تقدم لتقدم ان شاء الله :) ياريت تتقبل رأيــى |
||||||||||
![]() |
![]() |
#5 | ||||||||||
![]() ![]()
|
رأيك على عينى و على راسى انت اخويا و بتنصحنى لازم استفاد منك بس فى كلمة عجبتنى ^^ تحلو اكتر ماهى حلوه ;) |
||||||||||
![]() |
![]() |
#6 | |||||||||||
![]() ![]()
|
تسلم ع الموضوع ^_^ اقتباس:
انا معاك +1 |
|||||||||||
![]() |
![]() |
#7 | ||||||||||
![]() ![]()
|
موضوع رائع بس محتاج شويه تنسيق |
||||||||||
![]() |
![]() |
#8 | ||||||||||
![]() ![]()
|
هيتم ان شاء الله بس المدارس و الدروس مخليني مش ملاحق |
||||||||||
![]() |
![]() |
#9 | ||||||||||
![]() ![]()
|
ديما مواضيعك مميزه بارك الله فيك |
||||||||||
![]() |
![]() |
#10 | ||||||||||
![]() ![]()
|
جــزاكـ الله كــل الــخــيــر ![]() |
||||||||||
![]() |
![]() |
#11 | ||||||||||
![]() ![]()
|
موضوع جميل تسلم |
||||||||||
![]() |
![]() |
#12 | ||||||||||
![]() ![]()
|
شكؤا لمروركم جميعا |
||||||||||
![]() |
![]() |
#13 | ||||||||||
![]() ![]()
|
تسلم ايدك جزاك الله كل خير :) |
||||||||||
![]() |
![]() |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
صفات الفرد المسلم الذى يكون البيت المسلم | RoOoMyoOo | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 5 | 30-05-2013 06:45 PM |
إذا قال المسلم لأخيه المسلم؛ يا كافر، بغير تأويل فهل يكفر القائل أم لا(هام) | Kemo Eagle | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 3 | 01-04-2012 08:44 PM |
المسلم اخو المسلم(ارجوا دخول الجميع) | them0o0n9 | القـسـم الإسـلامـى الـعـام | 8 | 14-03-2011 01:37 AM |
((المسلم اخوه المسلم لا يظلمه)) | عاصفة الصحراء | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 7 | 26-10-2008 07:54 PM |