استنساخ‏'‏ لميس‏'‏

[™(Harry potter)™]

ينتقدون لميس الحديدي‏,‏ ويتهمونها بأنها مذيعة خشنة‏,‏ تقاطع الضيف‏,‏ وتسخر ممن يتحدث إليها‏,‏ وتفرض رأيها‏,‏ وتتعامل مع المشاهدين بوصفها الزعيم الذي يوجه خطابه إلي الجماهير‏,‏ بينما لو تدبر هؤلاء الأمر بقليل من التروي سيدركون الخطأ الفادح الذي وقعوا فيه‏,‏ وسيعترفون بأنهم ظلموها وظلموا أنفسهم‏.‏


ينتقدون لميس الحديدي‏,‏ ويتهمونها بأنها مذيعة خشنة‏,‏ تقاطع الضيف‏,‏ وتسخر ممن يتحدث إليها‏,‏ وتفرض رأيها‏,‏ وتتعامل مع المشاهدين بوصفها الزعيم الذي يوجه خطابه إلي الجماهير‏,‏ بينما لو تدبر هؤلاء الأمر بقليل من التروي سيدركون الخطأ الفادح الذي وقعوا فيه‏,‏ وسيعترفون بأنهم ظلموها وظلموا أنفسهم‏.‏
موهبة' لميس' في إضحاك الناس تفوق التصورات, وروحها الخفيقة تضعها في المقدمة مع ماري منيب وخيرية أحمد, وملايين المشاهدين- من عينتي- يجلسون أمام شاشة القناة لساعات طويلة, يتابعون ما تقوم به من عرض كوميدي لا يقل جودة عن أداء زينات صدقي في أروع أفلامها..

لا تحتاج لميس إلي أوراق تقرأ منها, إرتجالها يمنحها المصداقية اللازمة, حركة يدها المندفعة قادرة علي أن تخرج من الشاشة بينما أصابعها تقبض علي فراغ في حجم' زمارة' رقبة, وهو يجعلك كمشاهد تتحسس عنقك وتطالب أطفالك بالبعد عدة أمتار عن الشاشة, كل هذا يحدث دون أن تكون في حاجة لارتداء نظارة ثلاثية الأبعاد, بينما صوتها المزعج يذكرك بأنك محاصر داخل ميدان تختلط فيه' كلاكسات' السيارات التي تقف حولك بعد أن فاز المنتخب الوطني بكأس إفريقيا. أما من يتخذ ما تقوله' لميس' علي سبيل الجد فعليه أن يتحمل مصروفات علاج الضغط, والسكر, ونوبات القلب, وما يستجد من أمراض.
تصلح' لميس' لحل عقدتي السينما والمسرح, موهبتها في التمثيل تفوق الوصف, وغض بصر المخرجين عنها سيجعلهم يندمون- فيما بعد- كثيرا علي أنهم لم يلتفتوا إلي كوميديانة بهذا الحجم.

أتخيلها تقف علي خشبة المسرح, حيث القاعة تغص بمن أتوا خصيصا لرؤيتها, وبمجرد ظهورها يصاب المتفرجون بنوبات الضحك وهم يشيرون إليها بينما أجسادهم تهتز, فإذا بدأت في الكلام يتضاعف الضحك وليس لهذا سبب( في ظني) سوي أن ظلها أخف من ريشة.
وبعيدا عن متعة الضحك التي تفجرها' لميس' بمجرد ظهورها, فللسيدة فوائد متعددة, منها أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين وثوار' يناير ويونيو' كلاهما يدرك قناعة إمرأة يقول لسان حالها: إن مبارك' ياولداه' تعرض للظلم, و' لميس' أصيلة لا تنسي من وقف بجانبها وجعلها ترتقي وتصل إلي ما وصلت إليه..!
كثيرا ما أراقبها وهي تتحدث إلي ضيوفها وقد شردت للحظة, أقول في نفسي لعلها تتذكر( الآن) أحلي الأيام التي جمعتها بجمال مبارك علي سطح النيل وهي تنظم له اللقاءات مع شباب الحزب الوطني.

أثمن إخلاصها للمخلوع وأندهش من معدنها الطيب الذي سمح لها بأن تظل باقية علي العهد, ووفيه لأصحاب الفضل, في حين لم يستطع أي إغراء أن يعيق تدفق مشاعرها نحو مبارك وأسرته.. حتي دماء الشهداء لم تفلح في تغيير قناعتها!.

قدرة' لميس' علي التجسيد مبهرة, أجادت دور المدافعة عن شباب التحرير, في الوقت الذي مكنها وزنها القليل من القفز علي الثورة فصالت, وجالت, وهددت وتوعدت, وزمجرت, وصرخت, وفتحت النار من فمها علي كل من يحاول النيل من الثوار. لكن ثوار يناير لا يؤمنون بعظمتها كممثلة, كشفوا حقيقتها وتبرأوا منها, ووضعوا اسمها في القائمة السوداء, فإذا اعتلي الإخوان سدة الحكم سنحت لها الفرصة بأن ترد الجميل لـ' آل مبارك' فعززت من قوتها وصبت غضبها علي رءوس الجماعة, وأظهرت شماتتها كاملة عندما نجح ثوار يونيو في عزل مرسي.

و' لميس' طيبة لا تعرف أن ثورة30 يونيو هي امتداد لثورة25 يناير, وأن الجماهير التي نقمت علي نظام المخلوع هي نفسها التي خرجت بعشرات الملايين إلي الشوارع لتطيح بمكتب الإرشاد. لكن الأمر لم يخل من مكسب لدجاجة محمد الأمين التي تدر عليه الذهب, علا نجمها وارتفع, وصارت أكثر تفوقا في تمزيق خصومها, استفادت من تجربة الإخوان وتفننت( مثلهم) في إقصاء الجميع وتشويههم.

لا تدرك لميس أن ثوار التحرير وأنصار الإخوان قد يختلفون في كل شيء وعلي كل شيء لكنهم يتفقون عليها, ولا يرون في بقائها إلا استمرار لعصر مبارك الذي يرفضه الجميع إلا هي ومن علي شاكلتها.
وإذا كانت' لميس' قد وحدت( ضدها) مشاعر الإخوان والكارهين لحكمهم, فهذا يبعث برسالة قوية إلي كل من يظن أن المصالحة غير ممكنة, في الحقيقة نحن في حاجة إلي استنساخ' لميس' لنتفق ولو مرة علي شيء واحد!

المصدر:
[SPOILER]عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
[/SPOILER]

[Subway]

تمام مش سياسى والمصدر موقع الاهرام اليومى تمام
استمر وتسلم على الخبر

[™(Harry potter)™]

الف شكر لمرورك