![]() |
|
قـسـم شـهـر رمـضـان الـمـبـارك 2020 هذا القسم مخصص طوال شهر الصيام المبارك للتعرف على جميع مايهم قيامة فى الشهر الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||||||
![]() ![]()
|
![]() مرحباً بكم إخوتى فى الله، ومع موضوع من أهم المواضيع، ألا وهو كيفية الإستعداد لشهر رمضان المبارك، أثابنا الله وإياكم ونفع بنا الإسلام.... ما أتحدث عليه اليوم هو من كتاب : بين يدى رمضـان، للشيـخ محمـد أحمد إسماعيل المقـدم ( أكبر العلمـاء ) جزاه الله عنـا خيـراً مقـدمــة الحمد لله الذى أعظم على عباده المنة، بما دفع عنهم من كيد الشيطان، ورَدَّ أملَه، وخيَّب ظنه، إذ جعـل الصوم حصناً لأوليائه وجُنَّة، وفتح لهم به أبواب الجنَّة، وعرَّفهم أن وسيلة الشيطان إلى قلوبهم: الأهواءُ المستكنَّة، وأن بقمعها تصبح النفس مطمئنة، ظاهرة الشوكة فى قصْمِ خصْمِها قوية المُنَّة.وصلى الله على عبده ورسوله محمدٌ قائد الغُرِّ المحجَّلين ومُمَهِّد السُنَّة، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. ![]() أمـا بعــد : فإن حكمة الله - عز وجل - إقتضت أن يجعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة، وميداناً للتنافس، وكان من فضله - عز وجل - على عباده وكرمه أن يجزى على القليل كثيراً ويضاعف الحساب، ويجعل لعباده مواسم تعظم فيها هذه المضاعفة؛ فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتَقَرَّبَ فيها إلى مولاه بما أمكنه من وظائف الطاعات، عسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات. قال الحسن رضى الله عنه فى قول الله - عز وجل - : (( وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ الَّليْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَاد شُكُوراً )) { الفرقان : 62 }، قال : (( من عجز بالليل كان له من أول النهار مستعتب، ومن عجز بالنهار كان من الليل مستعتب )). ومن أعظم هذه المواسم المباركة وأجلَّها شهر رمضان الذى أُنزل فيه القرآن المجيد، ولذا كان حريَّاً بالمؤمن أن يحسن الإستعداد لهذا القادم الكريم، ويتفقَّه فى شروط ومستحبات وآداب العبادات المرتبطة بهذا الموسم الحافل لئلا يفوته الخير العظيم، ولا ينشغل بمفضول عن فاضل، ولا بفاضلٍ عما هو أفضل منه. ![]() أخى المسلم : إستحضر فى قلبك الآن أحب الناس إليك، وقد غاب عندك أحدَ عشر شهراً وهب أنك بُشِّرتَ بقدومه وعودته خلال أيامٍ قلائل، كيف تكون فرحتك بقدومه واستبشارك بقربه، وبشاشتك للقائه ؟ إن أول الآداب الشرعية بين يدى رمضان : أن تتأهب لقدومه قبل الإستهلال وأن تكون النفس بقدومه مستبشرة ولإزالة الشك فى رؤية الهلال منتظرة، وأن تستشرف لنظره إستشرافها لقدوم حبيبٍ غائبٍ من سفره، إذ أن التأهب لشهر رمضان والإستعداد لقدومه من تعظيم شعائر الله - تبارك وتعالى - القائل : (( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) { الحج : 32 }. ![]() يفرح المؤمنون بقدومِ شهر رمضان ويستبشرون، ويحمدون الله أن بلَّغهم إياه، ويعقدون العزم على تعميره بالطاعات، وزيادة الحسنات، وهجر السيئات، وأولئك يُبشَّرون بقول الله - تبارك وتعالى - : (( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) { يونس : 58 }، وذلك لأن محبة الأعمال الصالحة والإستبشار بها فرعٌ من محبة الله - عز وجل - قال تعالى : (( وَإِذَا مَآ أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانَاً فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )) { التوبة : 124 }، فترى المؤمنين ملتهفين مشتاقين إلى رمضان، تَحِنُّ قلوبهم إلى صوم نهاره ومكابدة ليله بالقيام والتهجد بين يدى مولاهم، وتراهم يمهدون لاستقبال رمضان بصيام التطوع خاصة فى شعبان. ![]() باع قومُ من السلف جاريةُ لأحد الناس، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال شهر رمضان، كما يصنع كثير من الناس اليوم، فلما رأت الجارية ذلك منهم قالت (( لماذا تصنعون ذلك ؟ )) قالوا : (( لاستقبال شهر رمضان ))، فقالت : (( وأنتم لا تصومون إلا فى رمضان ؟ والله لقد جئت من عند قومٍ .. السَّنَةُ عندهم كأنها كلها رمضان، لا حاجة لى فيكم، رُدُّونى إليهم )) ورجعت إلى سيدها الأول. ![]() سمع المؤمنون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كل عمل ابن آدم يضاعف : الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبع مائة ضعف، قال تعالى : إلا الصوم، فإنه لى وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلى ))، فعلموا أن الإمتناع عن الشهوات لله - عز وجل - فى هذه الدنيا سبب لنيلها فى الآخرة، كما أشار إلى ذلك مفهوم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من شرب الخمر فى يوم الدنيا، ثم لم يتب منها، حُرَمَها فى الآخرة ))، وقوله صلى الله عليه وسلم: (( من لبس الحرير فى الدنيا لم يلبسه فى الآخرة ))، وقوله صلى الله عليه وسلم: (( من ترك اللباس تواضعاً لله، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق،حتى يخيره من أى حلل الإيمان شاء يلبسها )). وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسىً الأشعرى رضى الله عنه على سريِّةٍ فى البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا الشراع فى ليلةٍ مظلمةٍ، إذا هاتفٌ فوقهم يهتف : (( يا أهل السفينةّ قفوا أخبركم بقضاء الله على نفسه )) فقال أبو موسى : (( أخبرنا إن كنت مخبراً ))، قال : (( إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه لو فى يومٍ صائف، سقاه الله يوم العطش ))، وفى رواية عن أبى موسى رضى الله عنه قال : (( إن الله قضى على نفسه أن من عطَّش نفسه لله فى يوم حار، كان حقَّاً على الله أن يَرْويَهُ يوم القيامة ))، قال : (( فكان أبو موسى يتوخى اليوم الشديد الحر الذى يكاد الإنسان ينسلخ فيه حَرَّاً فيصومه )). فأين نحن من هؤلاء ؟! ![]() وعن سهل بن سعد رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم : قال : (( إن فى الجنة باباً يقال له : الريــان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغْلِق، فلم يدخل منه أحد، فإذا دخل آخرهم أغلق، ومن دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً )). وعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أتانى جبريل، فقال: يا محمد، من أدرك أحد والديه، فمات فدخل النار؛ فأبعده الله، قل : آميـن، فقلت : آميـن، قال: يا محمد، من أدرك شهر رمضان، فمات فلم يُغفر له فأُدخل النار؛ فأبعده الله، قل : آميــن، فقلت : آميـن، قال: ومن ذُكِرْتَ عنده فلم يصل عليك، فمات، فدخل النار؛ فأبعده الله، قل : آميـن، فقلت : آميــن )). ![]() فهل تعجب - أخى المؤمن - أن جبريل ملك الوحى يقول فى هذا الحديث، وفيما رواه مسلم: (( من أدرك شهر رمضان ولم يُغفر له باعده اللى فى النار ))، ثم يؤمِّن خليل الرحمن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم على دعائه ؟!، وأى عجبٍ ورمضان فرصةٌ نادرةٌ ثمينة فيها الرحمة والمغفرة، ودواعيهما متيسرة، والأعوان عليها كثيرون، وعوامل الفساد محدودة، ومَرَدَةُ الشيطان مصفَّدون، ولله عتقاءٌ فى كل ليلة، وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النيران مغلقة، فمن لم تنله الرحمة مع كل ذلك فمتى تناله إذن ؟، ولا يهلك على الله إلا هالك، ومن لم يكن أهلاً للمغفرة فى هذا الموسم ففى أى وقتٍ يتأهل لها، ومن خاض البحر البحر اللجاج ولم يَطَّهَّرْ فماذا يطهره ؟! إذا الروْضُ أمسى مُجْدِباً فى ربيعهِ ففى أىِّ حينٍ يستنيرُ ويُخْصِبُ ![]() لقد بيَّن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إختلاف سعى الناس فى الإستعداد لرمضان، فقد رُوِىّ عن أبى هريرةٍ رضى الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قسم أبو هريرة بما أقسم به النبى صلى الله عليه وسلم )) ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شرٍ لهم من رمضان، وذلك لما يَعُدُّ المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يُعِدُّ المنافقون من غَفَلات الناس وعوراتهم، هو غُنْمٌ للمؤمن يغتمنه الفاجر )). وعن أبى هريرةَ رضى الله عنه من طريقٍ آخر مرفوعاً : (( أظلَّكم )) - أى أشرف عليكم، وقرب منكم - شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما مَرَّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه، إن الله - عز وجل - ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يُدخِلَهُ، ويكتب إصره - أى إثمه وعقوبته وشقاؤه - من قبل أن يُدخِلَهُ - لأنه يعلم ما كان وما يكون - وذلك أن المؤمن يُعِدُّ فيه القوة للعبادة من النفقة ويُعِدُّ المنافق اتباع غفلة الناس واتباع عوراتهم، فهو غُنْم للمؤمن، يغتنمه المنافق )). ماذا يحدث أول ليلةٍ من رمضــان ؟ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان، صُفِدَتْ الشياطين ومردة الجن، وغُلِّقَتْ أبواب النار فلم يُفتحْ منهَا باب، وفُتِّحَتْ أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادى منادٍ : يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر، ولله عتقاءٌ من النار، وذلك كل ليلة )). ![]() إن خير الهدى هدى محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ومن هديه فى هذا الموضع المبادرة إلى تذكير الناس ببركات هذا الموسم العظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه فى أول ليلةٍ من رمضان : (( أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلةٌ خير من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمْ )). كيف يستقبل باغى الخير رمضــان ؟ أولاً : بالمبادرة إلى التوبة الصادقة، المستوفية شروطها، وكثرة الإستغفار، لأنه شُرِعَ فى إستفتاح بعض الأعمال، كما فى خطبة الحاجة (( نحمده، ونستعينه، ونستغفره )) كما نُدب إليه مطلقاً، وقال الله - عز وجل - : (( ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً )) { التحريم : 8 }. ثـانيــاً : بتعلم ما لابد منه فى فقه الصيام أحكامه وآدابه، والعبادات المرتبطة برمضان من إعتكافٍ وعمرةٍ وزكاةِ فطْرٍ، وغيرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( طلب العلم فريضة على كل مسلم )). ثـالثــاً : عقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة، قال تعالى : (( فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرَاً لَهُمْ )) { محمد : 21 }، وقال - عز وجل -: (( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً )) { التوبة : 46 }، وتحرى أفضل الأعمال فيه وأعظمها أجراً. رابــعـاً : إستحضار أن رمضان كما وصفه الله - عز وجل - أيام معدودات، سرعان ما يولى، فهو موسم فاضل، ولكنه سريع الرحيل، واستحضار أن المشقة الناشئة عن الإجتهاد فى العبادة تذهب أيضاً، ويبقى الأجر، وشَرْحُ الصدر، فإن فرط الإنسان ذهبت ساعات لهوه وغفلته، وبقيت تبعاتها وأوزارها. خامســاً : الإجتهاد فى حفظ الأذكار والأدعية المطلقة منها والموظفة، خصوصاً الوظائف المتعلقة برمضان، إستدعاءً للخشوع وحضور القلب، واغتناماً لأوقات إجابة الدعاء فى رمضـان، والإستعانة على ذلك بدعاء : (( اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )). يتــبع
|
||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة Mishary Alafasy ; 09-07-2011 الساعة 02:30 PM
![]() |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|