ألعاب الفيديو في مصر، ومعاناة اللاعبين التي لا تنتهي

[Ultra Games]

ألعاب الفيديو في مصر، ومعاناة اللاعبين التي لا تنتهي
قد تكون الألعاب أمتع الوسائل الترفيهية في العالم، ولكن في مصر الأمر مختلف!

صناعة ألعاب الفيديو أصبحت واحدة من أضخم الصناعات الترفيهية في العالم في الفترة الأخيرة، إذا لم تكن الأضخم على الإطلاق، وعلى الرغم من أن مجال الألعاب استغرق وقت أطول حتى يصل الى منطقتنا العربية، إلا أن هناك دول بعينها في الوطن العربي مازال اللاعبون يواجهون فيها صعوبات ومشاكل لا تنتهي في المجال المفترض أنه ترفيهي ويهدف لتوفير وقت ممتع ولحظات غير اعتيادية في تجربة الألعاب مع افراد الاسرة أو الاصدقاء، أو حتى بشكل فردي، أحدى هذه الدول التي نتحدث عنها هي جمهورية مصر العربية.

إذا كنت واحدا من محبي ألعاب الفيديو في دولة الإمارات أو السعودية، أو أي دولة خليجية، فلن تواجه أي صعوبة تذكر في الحصول على الألعاب التي تفضلها أو الاكسسوارات والمنصات المختلفة، نظرا لتوافر كم كبير من متاجر البيع بالتجزئة، ودعم شركات الألعاب لتلك المناطق بشكل رسمي، ولكن في مصر، الأمر مختلف تماما عن ما تعتقد، فكونك من محبي ألعاب الفيديو في مصر يضعك في سلسلة من المشاكل التي لا تنتهي، بداية من عدم توافر الألعاب في يوم الإطلاق، صعوبة ايجاد المتاجر التي تعمل على بيع الألعاب الأصلية، والأهم من هذا كله الأسعار المبالغ فيها والتي قد تصل الى 75 دولار للعبة الواحدة، أي ما يعادل أكثر من 500 جنية مصري.

وقبل الخوض في التفاصيل أكثر وأكثر يجب أن أوضح أن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تعاني من تلك المشاكل في الوطن العربي، فهناك سوريا والاردن بالإضافة لمنطقة شمال أفريقيا بالكامل تقريبا، أي أن الأمر ليس حكرا على منطقة بعينها، بل ربما تكون المشكلة عامة في جميع الدول العربية باستثناء منطقة الخليج فقط.

بالرغم من تلك المشاكل، انتشرت صناعة الألعاب بشكل كبير داخل المجتمع المصري حيث استهدفت الشباب والمراهقين بوجه عام، وشهد هذا الجيل انتشار كبير لمنصات الترفيه المنزلية مثل إكس بوكس 360 وبلاي ستيشن 3 على الرغم من أن السوق المصري لم يكن يستوعب أي منصة ألعاب في اخر 10 سنوات سوى أجهزة "سوني" مثل PS1 وPS2 (وقبلها بالطبع أجهزة نينتندو)، ورغم ذلك تظل مشكلة الحصول على الألعاب الأصلية عائقا كبيرا لدى الكثير من المستخدمين بسبب قلة متاجر التجزئة التي لا أذكر منها حاليا سوى Virgin Megastore وGame Valley، وحتى وأن شاءت الأقدار أن تجد متجر قريب من المنطقة التي تعيش فيها، ستواجه صعوبة كبيرة في الحصول على أحدث الألعاب فور صدورها في الأسواق، وربما سيتوجب عليك الانتظار لمدة 30 أو 60 يوم حتى تصدر اللعبة بشكل رسمي في المتجر، وحتى إذا حدث ذلك، ستتعرض لصدمة قوية بسبب سعر اللعبة المبالغ فيه، والذي يتخطى سعرها الأصلي في الدول الغربية (60 دولار) مما يعني أنك بحاجة الى 400/ 500 جنية للحصول على لعبة واحدة فقط، أي أن شرائك لثلاثة ألعاب أصلية في الشهر الواحد يفرض عليك دفع 1500 جنية مصري، وهو مبلغ ضخم ربما لا يحصل عليه نصف الشباب المصري كراتب شهري.

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

وجود صعوبة كبيرة في الحصول على الألعاب الأصلية داخل مصر، وضع المستخدمين أمام خيارين لا ثالث لهما، اما أن يقضي اللاعب معظم وقته في أذخار الأموال طوال الشهر لشراء ألعابه المفضلة وهو ما يعتبر محال لهواة الألعاب نظراً لأن شراء لعبة واحدة في الشهر لا يكفل لك الحصول على المتعة المرجوة، أو أن يتجه بكل بساطة الى الألعاب الغير أصلية والتي تتوافر بسهولة كبيرة على شبكة الأنترنت، أو في متاجر الهاردوير المصرية.

كل المشاكل السابق ذكرها تسببت في هروب عدد كبير من مستخدمي منصات الترفيه المنزلية الى الحاسب الشخصي، فبعيدا عن أن الحاسب يعتبر اقل الأجهزة حصولا على الألعاب، والتحديثات المختلفة، إلا أنه يعتبر المنقذ للاعب المصري، وتختلف استخدامات الحاسب بالنسبة للاعبين في مصر بحسب رغبه كل مستخدم، فهناك من يستخدم المنصة بشكل أساسي لتجربة الألعاب المهكرة والغير شرعية والتي تسمح له في أحيان كثيرة بتجربة أطوار اللعب الجماعية بدون الحاجة لدفع أي رسوم، وهناك نصف اخر من المستخدمين اختاروا الـPC لعدة اسباب، أولها المؤثرات البصرية القوية، واسلوب التحكم السلس والبسيط، والسبب الأخير هو سهولة شراء الألعاب الأصلية على الجهاز بأسعار بخسة مقارنة بأجهزة الترفيه المنزلية، عن طريق الرموز (Code) الروسية التي غالبا لا تتخطى أسعارها حاجز الـ150/250 جنية مصري، ولمعرفة حجم انتشار هذا الأمر بين اللاعبين المصرين، بإمكانك استخدام متجر Steam لرؤية عدد ملاك لعبة التصويب Call of Duty في مصر.

لحسن الحظ، كان هناك حل أخر جاء من خلال شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث تواجدت مجموعة كبيرة من الصفحات المصرية والعربية التي تحصل على الألعاب مباشرة من السوق الأوروبي فور إصدارها، حتى أنها تتلقى طلبات الحجز المسبق، هذا الأمر ساعد المستخدمين المصرين في الحصول على الألعاب وقت صدورها بالأسواق، ولكنه لم يتغلب على مشكلة الأسعار التي مازالت كما هي بدون أي تغير يذكر، ولكن في الوقت الراهن، يعتبر هذا الحل الأمثل والوحيد المتوافر للمستخدمين المصريين الباحثين عن الألعاب الأصلية، إذا توافرت الأموال في الأساس.

مشكلة الأسعار لا تقتصر على الألعاب فقط، بل تصل الى المنصات ايضا، على سبيل المثال، يصل سعر منصة بلاي ستيشن 3 في أوروبا حاليا الى 299 دولار تقريبا أي ما يعادل 2000 جنية مصري، ولكن أتحداك أن تحصل على الجهاز بكافة مشتملاته بهذا السعر في مصر، نفس الأمر يحدث مع قطع الهاردوير الخاصة بالحاسب الشخصي، فبطاقة الرسومات الجديدة من "نفيديا" المعروفة باسم Titan صدرت في الأسواق الغربية بسعر 1000 دولار، أي 7000 جنية مصري، ولكنها توافرت في الأسواق المصرية بسعر 8800 جنية وكأن سعرها ليس مرتفع بما فيه الكفاية، نفس الأمر يحدث مع كافة المواصفات مما يجعل الحصول على حاسب شخصي قوي لتشغيل أحدث الألعاب مشكلة كبيرة لأغلب المستخدمين، حتى وأن توافرت الأموال اللازمة، فسيفرض عليك تغيير المواصفات كل عامين على الأكثر لمواصلة تجربة الألعاب على الإعدادات القصوى والاستمتاع بإمكانيات الـPC.

يوم بعد يوم تتفاقم المشكلة أكثر وأكثر في مصر، وفي غالبية دول الشرق الأوسط، مع وجود حكومة لا تهتم بهذا المجال التقني إطلاقا وتركز أغلب جهودها على توفير الوظائف اللازمة ومواجهة مشاكل تضخم السكان وقلة مصادر الدخل للمواطنين، لذلك فالحل يكمن في شركات الألعاب نفسها. على الرغم من أن معظم الشركات تنظر لهذه الدول على أنها أسواق شبه ميتة لا يوجد أمل من وراءها، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فالسوق العربي يمكنه بوجه عام أن يتحول الى سوق الكتروني مهم جدا إذا وضعت تلك الشركات الحلول الملائمة للمستخدمين، على سبيل المثال يمكن أن يتم إصدار بعض الألعاب بأسعار مخفضة في تلك المناطق ويمنع استخدامها على أي IP اخر بعيدا عن مصر مثلا، هناك حل أخر أكثر سهولة من خلال تنظيم الاحداث الرسمية في مصر والدول العربية الأخرى والتي تسمح للمستخدمين بتبديل الألعاب من متاجر التجزئة الرسمية مقابل دفع رسوم مخفضة، أو بيع الألعاب القديمة مقابل نقود حقيقية واستخدامها في شراء ألعاب أحدث كخدمة Switch المتوافرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولمعرفة حجم المشكلة والمعاناة التي يواجها المستخدمون في مصر، فالأفضل أن نستمع الى اراء اللاعبين انفسهم والحلول التي يعتقدون أنها ستفي بالغرض.

[SPOILER]محمد عشماوي - 25 عام، حاصل على بكالوريوس ادارة الأعمال من جامعة حلوان[/SPOILER]
بدايتي مع الالعاب كانت مع الالعاب الجماعية وبالأخص العاب مثل Counter Strike والعاب استراتيجية مثل Red Alert حيث كانت مقاهي الانترنت سبيلي الوحيد بالبداية لتجربة هذه الالعاب وبالطبع الألعاب لم تكن اصلية هناك وكنا نعتمد على التجمع في اعداد ولعب التحديات عبر نظام LAN، تطور الأمر بعد ذلك الى تجربتي لألعاب القصة وبحثى عنها لدى الاصدقاء وتبادل الألعاب فيما بيننا لأن الانترنت حينها كانت اسعاره مرتفعة ويقتصر استخدامنا له على مقاهي الانترنت او استخدام Dial-Up في المنزل للضروريات.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

احب كونى PC Gamer منذ بداية عهدي بالألعاب وحتى الأن برغم الصعوبات والمشاكل التي تواجهني مثل ارتفاع اسعار قطع الهاردوير اللازمة لتشغيل الألعاب على اعلى اعدادات وكذلك عدم توفر الألعاب في مصر بأسعار مناسبة فكان أمامي خيار واحد هو ان اوفر المال لشراء قطع الهاردوير او شراء الألعاب اصلية فكان الخيار الأول بالنسبة لي عقلانياً والاستغناء عن تجربة اللعب عبر الشبكة في معظم الألعاب واقتصار الأمر على العاب بعينها للعب عبر الشبكة.

الحل الوحيد الذى وجدته هو شراء الالعاب عبر وسطاء يقومون بدورهم بالشراء من روسيا لأن الاسعار هناك رخيصة وتكلف اللعبة في الغالب حوالى 150 جنيهاً بدلاً من سعرها العالي الرسمي، هناك بالطبع مشاكل ومساوئ لهذا الأمر حيث ان الألعاب تكون بلغة روسية في اغلب الاحيان لكننا نتغلب على هذه الامور بالباتشات وتحميل ملفات اللغة الانجليزية بطريقة او بأخرى.

اسعار الألعاب اجدها شيء يجب العمل عليه بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط في الفترة القادمة حيث ان اسعار الألعاب لا تتناسب مع دخل الفرد هنا فليس من المقنع ان اقوم بشراء لعبه بسعر يتجاوز 400 جنيهاً وانا مصروفي الشهري ايام الدراسة كان لا يصل الى هذا المبلغ وحتى بعدما تخرجت وبدأت بالعمل لا استطيع ان انفق نصف راتبي على لعبه وانا متوسط تجربتي للألعاب شهرياً لعبتان، اذلك الجأ للقرصنة وهى الحل الأسهل بالنسبة لي في ظل عدم اهتمام شركات التوزيع بالمنطقة واقتصار الاهتمام على منطقة الخليج، فقط كل ما اطلبه هو تعديل الأسعار بالنسبة للمنطقة العربية ومعاملتنا بالمثل بالنسبة لروسيا حيث نجد الأسعار افضل هناك وتناسب دخولهم.

الانترنت بالنسبة لنا شيء أخر ينغص حياتنا حيث ان سرعات الاتصال وسوء خدمة شركات الانترنت لا تمكننا من اللعب عبر الشبكة بصورة صحيحة فمسافة الاتصال بيننا وبين خوادم الألعاب في اوروبا وأمريكا الشمالية تجعل اللعبة شيء مؤلم يفسد متعتها.



[SPOILER]إيمان جمال - طالبة بكلية حاسبات ومعلومات بجامعة عين شمس[/SPOILER]
بدايتي مع الألعاب كانت منذ الصغر، حيث أن لعبتي المفضلة في معمل الحاسبات بالمدرسة كانت الإصدارة الأولى من لعبة Prince of Persia. أول منصة ألعاب جربتها هي "الأتاري" و وبعدها طبعا أشهر الألعابSuper Mario و.Aladdin

ثم حصلت على أول كمبيوتر و أنا في السادسة تقريبا وهكذا تعرفت على ألعاب كثيرة وقتها مثل Claw و House of the Dead و Nightmare Creatures ….
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

و كانت معظم مصادري هي اسطوانات النسخ التجريبية التي تباع في أنحاء مصر، أو مع مجلات التقنية. منذ عدة اعوام جلبت ثلاثية Prince of Persia (لعبتي المفضلة) و انبهرت بشدة بالقصة و التلاعب بالزمن و أسلوب القتال خاصة في الجزء الثاني، و قلت أنه لن تُوجد ابداً لعبة تضاهيها في المتعة والإثارة.

ثم سمعت عن لعبة أنتجتها نفس الشركة تدعى Assassin’s Creed فقمت بتجربة الجزء الأول منها و لكني للأسف خيبت ظني ، ثم بعدها بعامين جربت الجزء الثاني و هكذا فقد سحرتني أجواء النهضة الإيطالية و الموسيقى و القصة و الحبكة الدرامية و التاريخ حيث أنها خلقت عالم كامل يكاد يكون حقيقياً، و هكذا أصبحت السلسلة في أول قائمة ألعابي المفضلة وأنهيت السلسة كلها و الآن في انتظار الجزء الجديد.

المشكلة الأساسية التي اواجها عامة هي "الأسعار" فلكى تحصل علي اسطوانة أصلية في مصر تجد سعرها بين 300-500 جنيه أما عن الشراء اونلاين – بسبب فرق العملات - يكاد يصل لـ300 جنيه ولو تعاملت مع شركات لشراء "السيريال" تكاد تكون بنفس السعر و هذا السعر ليس بالهين خصوصاً مع الرغبة في الحصول على العديد من الألعاب كل شهر. عدم الحصول على الألعاب الأصلية يسلب الكثير من المتعة خاصة في نمط اللعب المتعدد والحصول على الإضافات المميزة و تحقيق الـ“Achievements” والتنافس مع لاعبين آخرين حول العالم، بالإضافة لأن هناك أشياء تصدر مع نسخ معينة من الألعاب مثل خرائط او موسوعات أو منحوتات والتي لا نتمكن من الحصول عليها لعدم توافرها هنا و طلبها من الخارج ليس أمرا سهلاً. ايضا هناك مشكلة أسعار "الهاردوير" فالحصول على جهاز بإمكانيات مناسبة لجرافكس الألعاب يكون بأسعار خيالية و ايضا مع تطور تكنولوجيا الألعاب بسرعة هائلة تجعلك مضطر لتطوير جهازك كل عام على الأقل. و طبعا هناك سرعة الانترنت المحدودة في مصر من أهم عوائق نظام اللعب المتعدد و تحميل الألعاب عند شرائها اونلاين. و اكثر الأمور التي تزعجني هي نظام انتاج الالعاب لمنصة ألعاب معينة مثلا Uncharted التي لم أتمكن حتى الآن من تجربتها ، و طبعا من المشكلات الأزلية في مصر هي أن أسعار الـمنصات المنزلية ليست متاحة للجميع و أسعار العابها كذلك.

ربما لو قامت شركة ما بالتعاقد مع شركات الألعاب الأصلية و تتولى بيع تلك الألعاب و إصداراتها المختلفة بالإضافات الملحقة بها فى مصر بأسعار مناسبة سنتخلص من هذه المشكلة بشكل كبير. مجال تطوير الألعاب في مصر لا يتم الاهتمام به على الإطلاق حتى في الكليات المتخصصة في مجال الحاسب، يكاد يكون الاهتمام به طفيف على الرغم أنه مجال يهتم به العالم كله و لكن قلة الموارد والامكانيات تعمل كعوائق ضد المضي في هذا المجال.