![]() |
#2 | ||||||||||
![]() ![]()
|
فوجدتني اقول مرتبكاًً: نعم... نعم لقد تعبت... وسأذهب للاستراحة قليلا.. فقال ضاحكا:ان شباب هذه الايام لايحتملون الوقوف نصف ساعه..!! فضحك الجراحين المحيطين بالمريض.. وبدؤا يتحدثون عن تلك الايام في الشباب...عندما كانوا يقفون في غرف العمليات لعشره ساعات دون تعب!!! فتركتهم يتذكرون تلك الايام..وخرجت من غرفة العمليات مسرعا..واستبدلت ملابسي..وخرجت من المستشفي بخطاً ًمسرعة هي اقرب الي العدْْو..ونظرت لساعتي فوجدتها قد تعدت الثالثه..فبدأت اركض متجها لخارج المستشفي..حتي وصلت للشارع العام واستوقفت سيارة أجره وطلبت منه ان يوصلني الي حي الدقي حيث كنت اسكن..وان يسير بأقصي سرعه وقد افهمته انه قد تحدث كارثه ان لم اصل في الوقت المناسب..فلم يألُ جهداًً ذلك السائق..منطلقاًً بسرعه قصوي وفي الطريق الي البيت كان كل ما يشغل تفكيري هو تلك الثياب التي سأرتديها..وذلك العطر الذي سأضعه وانتقي تلك الكلمات التي ساتحدث بها مع فاتنتي..حتي وصلت امام العماره التي اسكن فيها..فنزلت مسرعا بعد ان دفعت الاجره للسائق..ودخلت شقتي متجها لدولاب الملابس لاختار الثياب التي سارتديها..فوقع اختياري علي تلك "البدلة" ذات اللون الازرق الداكن(الكُُحلي) المرصعه بتلك الخطوط الطوليه الرفيعه..واخترت ذلك القميص ذات اللون الازرق الفاتح(سماوي) وبعد ان جهزت نفسي ووضعت بعض العطور..توجهت لخارج الشقه مسرعاًً ونظرت لساعتي فوجدتها قد اقتربت من الرابعة الا ثلث.. وبعد خروجي من العماره التي اسكن فيها..توجهت عدواًً للشارع العام وانا أتمني في نفسي ان يرزقني الله بسائق اجرة محترف..لانني كنت ادرك بان الوقت اللازم للوصول لمقهي فرايديز يستغرق في هذه الساعات من اليوم-نظرا للازدحام الشديد- علي الاقل نصف ساعه حتي وقفت علي الشارع العام..واوقفت احدي سيارات الاجرة -وكان السائق شاب في اوائل الثلاثينات من عمره-..وطلبت منه ان يوصلني لمقهي "فرايديز"..فقال لي انه سيتقاضي اجرة قدرها عشرة جنيهات...فقلت له:لو استطعت ان توصلني لهناك خلال رُُبع ساعة فساعطيك خمسين جنيهاًً- قلتها وانا اركب السياره-فنظر اليّّ السائق والاستغرب يملأ عينيه وصاح قائلا: خمسون جنيها..!! فقلت:نعم علي أن أصل المقهي قبل ربع ساعه من الان...فصاح بصوت يملؤه الفرح والتحدي: ستكون خلال عشرة دقائق هناك باذن الله..قالها وانطلق بسيارته المتواضعه بأقصي سرعة..واصبحت السيارة تنهب الشارع تلو الاخر..وكلما اعاقه احدٌٌ في الطريق صرخ.. ولعن.. وشتم ..لدرجه انه قد خُُُيل لي انه هو من سيذهب لذلك الميعاد ولست انا..!!وبين الدقيقة والاخري لا ينسي ان يؤكد لي بأنه سيحرق الارض حتي يوصلني في الوقت المحدد..وبدأنا نقترب من مكان المقهي اكثر واكثر..وكانت تلك العقارب هي الاخري تقترب من الساعة الربعه اكثر واكثر..وعند وصولنا للشارع المؤدي الي المقهي وكان يكتظ بالسيارات والماره فحاول السائق تجاوز تلك السيارات المصطفه في طوابير طويله ونجح في ان ينتزع بضع امتار من ذلك الشارع من بين تلك السيارات المتناحره..وكلانا خائف من النظر للساعته خوفا من ان تكون قد تجاوزت الرابعه..حتي سمعت ذلك الصوت المنبعث من ساعة يدي الذي يعلن ان الساعه قد تجاوزت الرابعه بالفعل..فنظرت للسائق فوجده ينظر اليّّ بخوف ودهشه وغضب..لحظتها كانت المسافة التي تفصلنا عن المقهي تقريبا مئتي متر..فاخرجت من جيبي قطعة نقود ورقيه بقيمة خمسون جنيها واعطيتها للسائق وقلت" تفضل"..فمد يده واخد النقود...غير مصدقٍٍ وتلك الابتسامه التي بدأت تكسو وجه دون ان ينبت بكلمه واحده..وفتحت باب السياراة مغادراًًً اياها وبدأت اشق طريقي بين الماره متجها صوب المقهي..مهرولاًً غير مكترث بتلك النظرات من الناس التي طغت عليها الدهشه والتعجب من سبب الذي يدفعني لان امشي مهرولا في هذا الزحام وقد تناهي الي مسمعي صوت سائق سيارة الاجره وهو يهتف ويدعو ليّّ الله ان يوفقني....حتي وصلت لمقهي فرايديز..وبدون ان أقف ل***ول التقاط انفاسي..وجدت نفسي ادفع باب المقهي واندفع بداخله مما اثار انتباه بعض رواد المقهي..فوقفت بجوار المدخل أجوب بنظري في المقهي باحثا عن فتاتي..تأملت وجوه كل الجالسين مرات عديده لكنني لم اعثر علي ذلك الوجه الذي أسرَني ولا تلك العيون التي مزقتني بسهامها..فمشيت بضع خطوات داخل المقهس محاولا اختيار طاوله ذات مكان مناسب يتح لي ان اري الداخل للمقهي..واخترت تلك الطاوله المواجهه لباب المقهي..وجلست علي المقعد التقط انفاسي وعيناي لاتتزحزحان عن الباب.. ونظرت لساعتي فوجدتها الرابعة وخمس دقائق..وبدأ سوء الظن يراود افكاري..ولكنني كنت ***ول اقناع نفسي بانها ستأتي لا محال..وفكرت في الاتصال بها لكنني اجّّلتُُ ذلك لبعد حين..وطلبت من النادل-الذي اتي ليلبي طلباتي-فجانا من القهوه....وكنت اشعر بكل لحظة تمر عليّّ وانا جالس في المقهي كأنها العمر بأكمله..وكنت اشعر بقلبي ينقبض مع كل دفعةٍٍ لباب المقهي ود*** احد الرواد.. واحضر النادل القهوه فاشعلت سيجارتي..وبدأت امارس عادتي المفضله"شرب القهوه وتنفيث دخان السجائر" ولكن هذه المره دونما استمتاع..وبينما انا كذلك..اذ بباب المقهي يندفع بهدوء وبمجرد ان لمحت ذلك المخلوق الفتّّان الذي دخل المقهي انتصبت واقفاًً دون أدني وعي...انها هي... نعم.. بشعرها وعيناها.. هي بوجهها الفتان وقوامها الممشوق..نعم انها وقد ارتدت تلك السترة الحمراء اللون التي برز منها بعض الفراء حول معصمها وياقتها..نعم انها هي بتلك الحقيبة السوداء...فوقفََت لبرهة محاولة البحث عنّّي حتي وجدتني اغمرها بنظراتي وابتسامتي...فاقترب مني بخطاًً هادئه..واثقه..وتلك الابتسامة تعلو شفتيها.. ..وكل معاني الذهول قد انتابتي..وضربات قلبي تزداد باطّّّراد كلما اقربت نحوي خطوةًً.. حتي اصبحت بجواري وانا لم ازحزح عيناي عن ذلك الوجه الآسر..وقالت لي" مرحباًً"وانتبهت فجأة لتلك اليد الممدوده لتصافحني..فمددت يدي لتحتضن يدها..وبمجرد ان لامست كفة يدي أناملها حتي شعرت وكأنني قد اصبحت في عالم اخر..في ذلك الفضاء..وتمنيت ان ابقي محتضنا يدها للابد..ولكن ذلك الصوت العذب قد افاقني وهي تسأل عن احوالي..فرحبت بها..ودعوتها للجلوس..فنظرت-ضاحكة-الي يدي التي لاتزال تحتضن يدها..ففتحت يدي لاترك لاناملها العنان..وجلست بهدوء علي الكرسي المقابل لي بعد ان وضعت حقيبتها بجوارها..وقالت:.... الي اللقاء في الحلقه القادمه... ![]() |
||||||||||
![]() |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
انا..وبائعة الهوى..!!(الحلقه السابعه) | smart eyes | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 4 | 19-05-2008 10:06 PM |
انا..وبائعة الهوي..!!(الحلقه السادسه) | smart eyes | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 6 | 19-05-2008 08:19 PM |
انا...وبائعة الهوى..!!!(الحلقه الثالثه) | smart eyes | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 5 | 18-05-2008 05:54 PM |
أنا وبائعة الهوى ....الحلقة الثانية | smart eyes | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 7 | 18-05-2008 05:51 PM |
أنا..وبائعة الهوى..!!!(الحلقه الخامسه) | smart eyes | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 8 | 18-05-2008 04:47 PM |