![]() |
#16 | ||||||||||
![]() ![]()
|
التخاطر عن بعد Telepathy - التعريف والتاريخ Telepathy هى لفظة يونانية الأصل ، عبارة عن شقين هما tele بمعنى distant أو بعيد وpathe بمعنى feeling أو الإحساس .. التخاطر عبارة عن نوع من الاتصال العقلي عند البشر بصورة غير مادية ملموسة بين شخصين بحيث يستقبل كل منهما رسالة الآخر العقلية في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر مهما بعدت أماكن تواجدهما .. وبعبارة أبسط ، فالتخاطر يعني معرفة أى شخص منهما بما يدور في رأس الآخر هي مقدرة الإنسان على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان لآخر ، وتعتبر ظاهرة غريبة كغيرها مثل بعد النظر والاستبصار والتقمص العاطفي ، وهي ظاهرة مثيرة للجدل ولا تلقى قبول لدى الكثيرين ويحاول العلماء التأكد من صحتها .. تم وضع حجر الأساس فى هذه الظاهرة العجيبة سنة 1882 عن طريق الطبيب الفرنسي المعروف Fredric W. H. Myers ووصفها أول الأمر باسم communication de pensees .. ولكن التغيير الأمريكى المستمر فى كل شيء غيّر اللفظة الفرنسية إلى الاسم الجديد higher phenomena.. فى عام 1885 وبعد افتتاح المؤسسة الأمريكية للبحث النفسى ASPR تم الثبات على الإسم الحالى .. التيليباثى .. وأصبحت أول ظاهرة نفسية ستدرس معمليا .. وزاد الإهتمام بدراسة هذه الظاهرة بعد الحرب العالمية الأولى ، على أمل تخاطر الأهل مع ذويهم الموتى فى الحرب .. في فترة الاتحاد السوفيتي سخرت الدولة الشيوعية الكثير من المقدرات المالية والبشرية لاثبات القدرات العقلية الغير طبيعية من دون نتائج .. و قد ذكر ابن خلدون في مقدمته بعض الكرامات التي يمنحها الله لبعض عباده لغرض لايعلمه إلا هو .. الانسان يعيش على كوكب الأرض منذ زمن طويل لايعلمه إلا الخالق ومن الموكد أنه طور قدرات لتساعده في البقاء والمحافظة على نسله ، وخلال الثلاثة آلاف سنة الأخيرة لم تعد هناك حاجة لها مع ظهور الحضارة بانتشار الديانات السماوية ، لكن تلك القدرات بقيت مدفونة .. وهي مازالت موجودة عند البدو الرحل بما يعرف بقص الاثر الذي يمكنهم البحث عن الناس المفقودين في الصحراء .. كل إنسان له من القدرات المدفونة التى تظهر عند الخطر ، أو بالرياضة النفسية .. بالنسبة لرأي العلم يقول العالم البريطاني جوزيف سينل مفسراً هذه الظاهرة " إنها تشبه عمليات الاتصال اللاسلكية المعروفة ، فالعقل البشري مليء بالإشارات الكهربية التي تنتقل بين المخ والأعصاب ، ويمكن لهذه الإشارات أن تنتقل دون الحاجة إلى الأسلاك – الأعصاب - من عقل لآخر ".. - طريقة التخاطر يجب أولا أن تتأكد أن الشخص الذي ستنقل اليه الفكرة يغط في نوم عميق .. لاحظ أنه يجب عليك أن تتأكد من هذا .. بعد هذا يلزمك ثلاثة أمور لتصبح جاهزا .. 1 - يجب عليك أن تتخيل صورة هذا الانسان تخيلا دقيقا وكأنه بالفعل أمامك .. تتخيله يتحدث .. تسمع صوته وترى صورته .. ولن ينجح هذا الشرط إلا إذا تفاعلت معه تماما ، بمعنى أنك بالفعل بدأت تحس بحقيقته أمامك 2 - يجب عليك أن تركز على فكرة واحدة وهي التي ستنقلها إليه .. مثلا " يجب عليك أن تزورني " أو " اتصل بي " أو " وحشتني " أى شيء في بالك تريد توصيله .. ثم توحد هذه الفكرة حتى تتقوى لديك .. 3 - ان تتخيل النتيجة وهي أنه بالفعل أتاك الآن ليزورك وأنكما تتبادلان الحديث وأنه مسرور بزيارته لك .. أو أنه قام بفعل ما طلبته منه .. تفاعل إلى أبعد حد .. وينصح البعض مثل هارولد شيرمان أن يستمر هذا التفاعل أكثر من نصف ساعة .. وأن تستمر حتى ترد إليك رسالة تعلمك أن الرسالة وصلت .. وهذه الرسالة عبارة عن احساس عميق أن الآخر تلقى رسالتك بالفعل .. - أسس التخاطر العلمية أثبت العلم الحديث نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة لدينا في الماضي القريب ، ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان .. إن خلايا المخ عند الإنسان والتي تعد بالملايين تقوم بعدة مهام عن طريق إرسال الإشارات الكهربية فيما بينها ، وهذه الإشارات الكهربية بدورها تكون بمثابة الأمر المرسل من مراكز المخ المختلفة المسئولة عن تحريك الأعضاء والإحساس والقيام بتوصيل المعلومات من الحواس إلى مراكز المخ والعكس .. وهذا النشاط الكهربي مهما كانت درجة ضعفه فإنه يولد نوعاً من الطاقة الكهرومغناطيسية يمكن رصدها بالعديد من الأجهزة المعدة لذلك ، بل وتصويرها بالموجات شديدة الصغر في شكل هالة ضوئية حول الإنسان لها مدى معين ولون طيفي يميز هذه الهالة من شخص إلى آخر ومن حالة إلى حالة لنفس الإنسان .. مما لا شك فيه أيضاً أن هذه الهالة الضوئية غير المرئية هي وليدة نشاط المراكز العديدة في المخ من مراكز الحواس إلى الذاكرة إلى الاتزان .. من هنا يمكننا القول إن جميع العمليات التي يقوم بها مخ الإنسان يصدر عنها كمية معينة من الطاقة يمكن تمييزها عن غيرها بالقدر التي تسمح به إمكانيات الأجهزة المستعملة حالياً .. رغم أن موهبة التخاطر في الانسان عفوية ويصعب التحكم بها إلا أنها ما تزال قوية في الحيوانات ويمكن دراستها .. ومن التجارب الغريبة التي قامت بها البحرية الأمريكية في السبعينات محاولة التعرف على هذه الظاهرة في الأرانب ، فقد أُرسلت الأرنبة الأم مع إحدى الغواصات إلى قاع المحيط ، فيما بقي تسعة من أبنائها في القاعدة البرية .. وعند توقيت معين بدأ القائمون على التجربة بقتل الأبناء الواحد تلو الآخر .. وفي ذات التوقيت كان الاطباء في الغواصة يقيسون ردود الفعل لدى الأم فلاحظوا انفعالات مفاجئة ، وتغيرات واضحة كلما قتل أحد الصغار .. يعتقد بعض العلماء أن موهبة التخاطر كانت قوية في الإنسان ثم ضعفت بالتدريج حين تعلم النطق واستعاض به للاتصال .. وحتى اليوم يلاحظ أن التخاطر يظهر غالباً في حالات الطواريء ، وحين يكون المرء في أمسّ الحاجة اليه .. - تجارب وبراهين صحيفة سكوتزمان SCOTSMAN نشرت في الماضي القريب معلومات جديدة عن تجربة تفيد بنجاحها ، وهذه التجربة قام بها المستكشف هيبرت والكنز عام 1937 أثناء قيادته فريقاً من العلماء إلى القطب الشمالي .. ورغم أن تجربة التخاطر لم تكن ضمن برنامج البعثة إلا أن الاهتمام المشترك بهذا الموضوع جعل الفريق يتفق على القيام بها .. وكانت التجربة تقتضي من أحد المشاركين - ديفيد ميل - البقاء على إحدى الجزر الكندية وتسجيل ما يخطر في ذهنه من صور مرسلة في وقت محدد من كل يوم .. من الجهة الاخرى أرسل هيبرت وزملاؤه صوراً ذهنية منوعة التقط منها ديفيد نسبة تجاوزت حدود الصدفة .. تفاصيل التجربة ظهرت في كتاب أفكار عبر الفضاءSpace Thoughts through وفيه يتضح أن ديفيد ميل – المستقبل - لم يكن مقتنعاً بحقيقة التخاطر حتى رأى بنفسه التطابق بين ما استقبله هو وما أرسله الفريق من صور .. ومن أهم الاختبارات ايضا تلك التي اجريت في سفينة الفضاء أبولو 14 ولا يتسع المقام الحالي للخوض فيها .. وإنما يكفي القول أن نتائج الاختبارت خضعت لتحقيق طويل لم يدع أي مجال للشك عندهم أنه كان هناك بالفعل تراسل عقلي متواصل بين سفينة الفضاء ومركز المراقبة الارضي رغم بعد المسافات .. آخر تجربة من هذا النوع حدثت في لندن في السابع من ديسمبر الماضي .. فقد اجتمع اكثر من 1000متطوع لبث صور مختارة إلى ذهن شخص تم عزله في أحد المباني القريبة ، وقد عمدت هذه المجموعة - بتوجيه من عالم النفس الدكتور ريتشارد وايزمان - الى النظر لنفس الصورة وتركيز النية لإرسالها ذهنياً الى ذهن المستقبل .. غير أن النتيجة لم تكن إيجابية ولا تتناسب إطلاقاً مع العدد الضخم للمرسلين والعدد المحدود للمستقبلين .. أما أكبر تجربة من هذا النوع فقد حدثت في نيويورك عام 1971 حين حاول 2000 شخص بث معلومات ذهنية إلى شخصين ادعيا أنهما يملكان القدرة على قراءة أفكار الناس واستقبالها عن بعد .. غير أن تلك التجربة لم تكن محكمة علمياً ، حيث جرت اثناء حفل موسيقي ضخم .. وبدورها لم تخرج بنتائج يعتمد عليها .. - ESP - Extrasensory perception من المهم التفريق بينها وبين التليباثي .. إنها بإختصار المقدرة على الحصول على معلومات عن طريق أحد الحواس الغير معتادة عن الخمس المعروفة .. البصر - السمع - الشم - اللمس - التذوق .. هذه الحواس الخمسة هى الحواس المعتادة ، ومن يملك ما زيد عن ذلك فهو يمتلك ESP.. والذين يمتلكون تلك المقدرة انقسموا إلى فريقين ، الأول أكّد على أنه يمتلك هذه المقدرة منذ نعومة أظفاره ، أما الفريق الأخر يشير إلى أنه امتلكها فجأة دون سابق إنذار .. لكن يجمع أفراد الفريقين على أنهم بالفعل يمتلكون مقدرة عقلية فوق العادة ، تتمثل فى معرفة ما يجول فى فكر من يركزون التفكير فيه ، بل والقدرة على إرسال أية رسالة عقلية سواء كانت فى شكل صورة أو إيحاء أو نصيحة .. |
||||||||||
![]() |
![]() |
#17 | ||||||||||
![]() ![]()
|
Parapsychology الباراسيكولوجي -الباراسيكولوجي فرع من فروع علم النفس تدرس الظواهر العقلية ، سواء كانت حقيقية أو مختلقة .. و التي ليس لها تفسير حاليا في العلوم التقليدية .. وتنقسم الباراسيكولوجي إلى فرعين : 1 - الأدراك فوق الحسي Extra-sensory perception مثل : التخاطر Telepathy – الاستبصار Clairvoyance – المعرفة المسبقة Precognition ............................ 2 - العمليات غير المألوفة Anomalous operation مثل : تحريك الأشياء عن بعد Psychokinesis – الخروج من الجسد out-of-body experiences – الاقتراب من الموت near-death experiences – التقمص reincarnation ............................ البارسيكولوجي علم مثير للجدل والبعض لا يعتبره علما من الأساس .. لكن هناك ظواهر عقلية جديرة بالدراسة والبحث ، وكونها تخضع للدراسة والبحث فهي ليست بعيدة عن مجال العلم .. * الإدراك فوق الحسي ESP رغم أن هذا المصطلح كان قد استخدم لأول مرة في منتصف العشرينات فان استخدامه بشكل واسع لم يبدأ ألا بعد أن نشر جوزيف راين Rhine في عام 1934م كتابه المشهور الذي أسماه باسم هذه الظواهر الذي تضمن حصيلة سنين من تجاربه العلمية على هذه الظواهر في جامعة ديوك .. لقد كان لهذا الكتاب تأثير كبير على الوسط العلمي حيث ساعد في التعريف بهذه الظواهر وبين كيفية إخضاعها للبحث العلمي باستخدام أساليب ومناهج البحث العلمية التقليدية .. الإدراك فوق الحسي هو القدرة على معرفة معلومات بطريقة تفوق قدرة الإنسان الطبيعي بحواسه المعروفة ، قد يقول البعض هنا أن ذلك هو حاسة سادسة لكن ذلك بعيد عن العلمية وعن تعريف الحاسة .. وعندما يصطدم العالم بشيء فوق حسي يحاول دراسته وفهمه .. وحتى يصل لنتيجة يكتفي بـ " لا أدري " .. تقسم ظواهر الإدراك الحسي الفائق الى ثلاثة أنواع : - التخاطر Telepathy لغويا هو الإحساس عن بعد أو كما يسمى في اللغة الإنجليزية تليباثي ، وهي الكلمة المكونة من المقطعين اللاتينيين تيلي أي بعيد وباثي أي تواصل .. قد تكون بيانات التجارب الجامدة الخاصة بظاهرة التخاطر سببا في النتائج الضعيفة والتي لا يدخل فيها عامل اللاوعي .. والتخاطر بالتأكيد ظاهرة ستبقى للدراسة طويلا ، والتخاطر المتعمد - هذا الشكل البسيط للظاهرة - هو المفتاح الذي يأمل العلماء من خلاله حل ألغاز التخاطر أو نفيه تماما .. - الإدراك المسبق Precognition هو القدرة على توقع أحداث مستقبلية قبل وقوعها ... هنالك قدرة شبيهة بالإدراك المسبق تعرف بالإدراك الاسترجاعي Retrognition يقصد بها القدرة على معرفة أحداث الماضي من دون الاستعانة بأي من الحواس أو وسائل اكتساب المعلومات التقليدية .. ولما كانت الفيزياء الحديثة تعد الزمن بعدا رابعا الى الأبعاد الثلاثة التي تتحرك فيها الأجسام وتتشكل منها ، فان العديد من علماء الباراسيكولوجيا يعتقدون أن هاتين الظاهرتين تمثلان تجاوزا أو تغلبا على حاجز الزمن .. فالإدراك المسبق هو تجاوز الحاضر نحو المستقبل ، بينما الإدراك الاسترجاعي هو حركة عكسية في بعد الزمن نحو الماضي .. - الاستشعار Clairsentience هو القدرة على اكتساب معلومات عن حادثة بعيدة أو جسم بعيد من غير تدخل أية حاسة من الحواس .. وكما يعد الباحثون ظواهر الإدراك المسبق تجاوزا لحاجز الزمن ، فانهم يرون في الاستشعار تجاوزا لحاجز المكان .. هذه الظاهرة أيضا هي من الظواهر التي تم إخضاعها لبحوث علمية مكثفة .. ومن أشهر التجارب على هذه الظواهر تلك التي قلم بها عالمي الفيزياء هارولد بتهوف وراسل تارغ في مختبرات معهد بحث ستانفورد .. حيث تم اختبار قابلية أحد الأشخاص الموهوبين ، حيث كان يطلب منه وصف تفاصيل مكان ما ، بعد أن يعطي موقع المكان بدلالة خطي الطول والعرض .. كان هذان الباحثان يختاران أماكن تحتوي على معالم لا توضع عادة على الخرائط لضمان ألا يكون الشخص الذي تحت الاختبار قد شاهدها .. وكان الشخص موضع الاختبار قادرا على وصف الكثير من هذه الأماكن بدقة شديدة أكدت امتلاكه لقدرات فائقة .. * العمليات غير المألوفة Anomalous operation - تحريك الأشياء عن بعد Psychokinesis أو Telekinesis أو تحريك الأشياء بقوة العقل ، فهل للعقل المتجرد عن حواسه قدرات مادية ؟!.. هل تستطيع بالتفكير أن تحني ملعقة ؟!.. وهل يؤثر العقل على رمي النرد ؟!.. تساؤلات كثيرة بين الوهم والحقيقة .. هل تنحني الملعقة فعلا أم أن صورتها تنحني في مخيلتنا لتأثيرات نفسية ؟!.. عمليا لا تختلف Micro-PK عن Macro-PK لكنها أضافت نكهة الميكانيكا الكمية .. ومن أشهر حالات Psychokineses الروسية نينا كولاجينا والتي تمت دراستها عن طريق علماء سوفيت وتم التحقق من صحة قدرتها علميا .. هل لتفكيرنا القدرة على التأثير على أجسام ذرية ؟!.. هل تحكم الميكانيكا الكمية عقولنا ؟!.. لقد ابتعد البعض كثيرا في شطحات تخيلية راسمين مجالات للتفكير وعلاقاتها المغناطيسية وما إلى ذلك من تأليف لا يستند لشيء من الواقع .. لكن هناك شيء وحيد معلوم حتى الآن وهو أن التفكير يستهلك طاقة وثبت أن هذه الطاقة تؤثر في الأجسام الذرية .. ولا يوجد إلى الآن كيف ولماذا ، لكن توجد نتائج تجريبية بحاجة لتفسير .. ولحدوث حالة تليباثى مثالية .. يجب أن يكون المرسل والمستقبل فى حالة مزاجية معينة .. الراسل الأدرينيرجيك : لابد أن يكون فى حالة خطر .. فزع .. رعب .. توتر .. قلق .. خوف أثناء البث العقلى .. ويقول علماء الباراسيكولوجى أن لإرسال البث العقلى علاقة وطيدة بإفراز الأدرينالين الذى يفرز فى مثل هذه الحالات .. لذا يدعون هذه الحالة حالة أدرينيرجيا .. المستقبل الكولينيرجيك : لابد أن يكون على النقيض تماماً .. هادئ .. مسترخى .. مستريح .. غير قلق .. فى حالة سلام داخلى .. وما يقوله علماء الباراسيكولوجى هنا أنه لإستقبال البث العقلى علاقة وطيدة بإفراز الكولين استريز الذى يفرز فى مثل هذه الحالات .. لذا يدعون هذه الحالة حالة كولينيرجيا .. من أشهر الحوادث بهذا الصدد حادثة مشهورة للمذيع المعروف بإذاعة مدينة شارلوت هيوارد ويلار وصديقه جون فندربيرك والحادثة بتاريخ 10 يونيو 1962 فى مدينة شارلوت الأمريكية |
||||||||||
![]() |
![]() |
#18 | ||||||||||
![]() ![]()
|
ستيفن كينج .. ملك الرعب حسنًا ... لا يمكن لأحد أن يتحدث عن الرعب و عوالمه , و لا يذكر هذا الرجل و لهذا أسباب يطول شرحها .. بل إنه يمكننا أن نقول – و بلا أدنى مبالغة – أن هذا الرجل حوّل مسار أدب الرعب و إلى الأبد , بأعماله التي لا يمكن ذكرها دون أن تطرق أجراسًا في أذهان الجميع , حتى ممن لا يعرفونه .. مدينة سالم .. البريق .. وداعًا شاوشانك .. الميل الأخضر .. دورة المذؤوب .. بريق .. الرجل الراكض .. هل تذكر أي منها ؟! .. عظيم .. اليوم سنتعرف أكثر على هذا الرجل و عالمه .. • سيرة ذاتية : المشكلة أنه لا يمكننا التحدث عن أي شخص دون أن نذكر المعلومات الأساسية في سيرته الذاتية , لذا سنمر بهذه المعلومات سريعًا , ثم سنبدأ في القسم الممتع في الموضوع .. ولد ( ستيفن إدوين كينج ) في مدينة ( مين Maine ) في الواحد و العشرين من سبتمبر لعام 1947 , لكل من ( دونالد ) و ( نيللي كينج ) الذان انفصلا و ( ستيفن ) لا يزال طفلاً – لم يكن الأمر انفصالاً بالمعنى المفهوم .. لقد خرج الأب لشراء السجائر كما قال , و لم يعد بعدها أبدًا ! - و ليفقد ( ستيفن ) إحساسه بالعائلة مبكرًا , و لتبدأ رحلة انتقاله مع والدته عبر الولايات المتحدة , حتى انتهى به الأمر في ( مين ) حيث أخذت الأم تعمل كطاهية في مؤسسة لذوي الإحتياجات الخاصة , بينما تفرغ ( ستيفن ) للدراسة و لهوايته الأثيرة .. القراءة .. التحق ( ستيفن ) بمدرسة ( Lisbon Falls ) و تخرج منها ليلتحق بجامعة ( مين ) , و يذكر عنه أنه كان طالبًا نشيطًا في تلك الفترة , إذ انضم لإتحاد الطلاب , و أخذ يكتب سلسلة مقالات أسبوعية في مجلة الكلية تحت اسم ( بوصلة مين Maine Campus ) هاجم فيها الحرب ضد فيتنام , رافضًا أن تدخل أمريكا حربًا لا حق لها فيها كما كان يقول , و وواصل نشاطه هذا حتى تخرج من الجامعة عام 1970 , ليتحول من طالب إلى مدرس في الجامعة , و قد حصل على بعض التغيرات منها ارتفاع ضغط الدم و ضعف البصر و ثقب في طبلتي الأذن !! لكن الجامعة لم تترك له كل هذه الأمراض فحسب , بل تعرف فيها على الفتاة الرقيقة ( تابثا ) التي أخذ يعمل من أجلها طوال فترة دراسته في محل للملابس , و أخذ يبيع بعض القصص القصيرة للمجلات , حتى تمكن من الزواج منها في 1971 و مازال يحيا معها حتى الآن في منزلها في ( مين ) , و رزق منها بثلاث أطفال حتى الآن .. لم تطل السيرة الذاتية كما وعدتك .. الآن يمكننا أن نتعرف أكثر على الأديب .. على الملك .. • بدايات ( كينج : أول قصة قصيرة باعها ( ستيفن كينج ) كانت ( الأرض الزجاجية The Glass Floor ) و باعها لمجلة (Startling Mystery Stories ) و كان ذلك في عام 1967 , لكن أول رواية كتبها كانت ( كاري Carrie ) و التي تتحدث عن فتاة غريبة الأطوار تمتك قدرة تحريك الأجسام عن بعد , و كان يكتب هذه الرواية كوسيلة لقتل وقت الفراغ لديه , لكنه حين عرضها على دار نشر (Doubleday ) في ربيع 1973 , قامت الدار بنشرها على الفور , و أمام آراء النقاد المنبهرة بهذه الرواية , عرض عليه مدير تحرير الدار ( بيل تومبسون ) ترك مهنته في الجامعة كمدرس , وأن يتفرغ للكتابة تمامًا .. لكن الصعوبات بدأت في مطارد ( ستيفن ) إذ اضطر للإنتقال بعائلته إلى جنوب ( مين ) بعد أن أصيبت والدته بالسرطان , و ظلّ يراعاها طيلة النهار , بينما كان يقضي الليل في غرفة صغيرة في جراج المنزل , يكتب في روايته الثانية التي أسماها ( العودة الثانية ) قبل أن يقرر تغيير اسمها إلى ( حشد سالم Salem's Lot ) و فيها يحكي عن قرية من مصاصي الدماء يقوم بزيارتها رجل و طفله الوحيد .. و حين انتهت الرواية توفيت والدته أخيرًا عن عمر يناهز التاسعة و الخمسين , فعاد ( ستيفن كينج ) ينتقل بعائلته , و عاد لتفرغه التام للكتابة , لينتهي في في أوائل 1975 من روايتي ( الصمود The Stand ) و ( منطقة الموت Dead Zone ) , وكانت روايته ( كاري ) قد نشرت لتحقق نجاحًا مذهلاً , أكدّ له و للناشر أن قرار تركه للجامعة و تفرغه للكتابة كان قرارًا حكيمًا بلا شك .. و الواقع أن حمى الكتابة انتابت ( ستيفن كينج ) , فأخذ رواياته تتلاحق بغزارة غير مسبوقة – لاحظ أننا نتحدث عن روايات من القطع الكبير و لا يقل عدد صفحات الرواية عن السبعمائة صفحة إلا نادراً – فكتب رواية ( البريق The Shining ) و التي تتحدث عن كاتب مجنون يقضي الشتاء مع عائلته في فندق مهجور , ثم رواية ( كريستين Christine ) التي تتحدث عن سيارة مسكونة , ثم بدأ في جمع قصصه القصيرة لينشرها في مجموعات قصصية من أشهرها ( وردية الليل Night Shift ) ثم ( أربع دقائق بعد منتصف الليل Four Past Midnight ) , و مع النجاح المتواصل , قرر المخرج الشهير ( برايان دي بالما ) تحويل رواية ( كاري ) إلى فيلم سينمائي , قامت ببطولته ( سيسي سباسيك ) و ( جون ترافولتا ) , فحظى الفيلم بنجاح مذهل خاصة مع أداء ( سيسي سباسيك ) العبقري للفتاة المضطربة ذات القدرات الخارقة , حتى أنها رشحت لجائزة الأوسكار عن دورها في هذا الفيلم . و هكذا دخل ( ستيفن كينج ) عالم السينما من أوسع أبوابه , فمع توالي رواياته , توالت افلامه , فقام المخرج العبقري ( ستانلي كوبريك ) عام 1980 بتحويل روايته ( البريق ) إلى فيلم كابوسي مخيف , قام ببطولته ( جاك نيكلسون ) – لم يعجب الفيلم ستيفن كينج فقام بإعادة إخراج الفيلم 1997 في صورة حلقات تلفزيونية قام بجمعها فيما بعد – ثم قام المخرج ( جون كاربنتر ) الذي اشتهر بسلسلة أفلام ( هالويين ) بتحويل رواية ( كريستين) إلى فيلم عام 1983 و حصل به على جائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية .. من رأى منكم الفيلم و رأى المشهد الذي تقوم في السيارة بإصلاح ذاتها , سيعرف أن هذا المشهد يستحق الجائزة . و هكذا أصبح ( ستيفن كينج ) علامة مميزة للرعب سواء على مستوى الروايات أو الأفلام , حتى أن النقاد أخذوا يلقبونه ( ملك الرعب ) و بدأت الملايين تنهال على ( ستيفن ) فبنى قصره الخاص في مدينته الأثيرة ( مين ) – غالبًا ما تدور أحداث رواياته في هذه المدينة – و أخذ يكتب بلا توقف , ثم قرر استغلال وقته , فتعلم الإخراج , ليقوم هو أيضًا بتحويل قصصه إلى أفلام , لكنها لم تكن بجود كتابته , فتفرغ لإخراج الحلقات التلفزيونية . ثم و في عام 1994 قام المخرج ( فرانك دارابونت ) بتحويل قصته القصيرة (Rita Hayworth and Shawshank Redemption ) و التي نشرها ( ستيفن ) في مجموعته القصصية ( الفصول المختلفة Different Seasons ) إلى واحد من أشهر الأفلام في تاريخ السينما على الإطلاق تحت اسم ( وداعًا شاوشانك Shawshank Redemption ) و كانت هذه نقلة تاريخية في حياة ( ستيفن كينج ) فهذا الفيلم لم يكن له أي علاقة بالرعب , لكنه كان يعكس قدرة ( ستيفن ) و تمكنه كأديب من طراز خاص .. و هكذا نال احترام الجميع , حتى ممن لا يؤمنون بالرعب كأدب . و عن هذا الفيلم نذكر حادثة طريفة , رواها ستيفن كينج في مقدمة مجموعته القصصية ( Everything Eventual ) إذ كان يقف ذات مرة في السوبرماركت يثرثر مع سيدة لم تكن تعرفه , و حين ذكر لها اسمه , امتعضت و قالت ( أنا لا أحب قصص الرعب , أرى أنها سخيفة ) , فسألها ( ستيفن ) مبتسمًا ( و مالذي تفضلينه إذن ؟! ) , فأجابت السيدة ( الأفلام الإجتماعية .. وداعًا شاوشانك مثلاً .. هل رأيته ؟! ) , و هنا اتسعت ابتسامة ( ستيفن ) أكثر و هو يجيب ( لم اره فحسب .. بل كتبت قصته كذلك ) !! و مع النجاح تتوالى الملايين , و قد ذكر ( ستيفن كينج ) نفسه أن رصيده يزداد بمقدار عشرة ملايين دولار أسبوعيًا , من أرباح إعادة طبع رواياته .. الرجل باع أكثر من 300 مليون نسخة حتى الآن , و تترجم رواياته بأكثر من خمس و ثلاثين لغة , أي أنه لم يتحول إلى كاتب , بل إلى ظاهرة تستأهل الدراسة . لاحظ أن أدب الرعب يصنف على أنه ( أدب مسلي Pop Art ) و هذا في الغرب , بينما نحن العرب , لا نتعامل معه إلا على إنه أدب أطفال , لكن هذا الرجل – و بأدب الأطفال !! – ارتقى بأدب الرعب ليقف به إلى جوار كبار الكتاب , بروايات تجاوزت الاثنان و أربعون رواية , و عدد لا ينتهي من القصص القصيرة و المجموعات القصصية , و السيناريوهات التلفزيونية . و لكن الرياح تأتي بما لا تتشتهي السفن , فهناك ذلك الحادث الذي غيّر الكثير في حياة هذا الرجل .. فالذي حدث هو .. • حادث مؤسف : حدث هذا عام 1999 حين صدمت شاحنة ( ستيفن كينج ) , لتلقيه مهشم العظام , غارقًا في دماءه على قارعة الطريق .. بالطبع تم نقله إلى المستشفى , و هناك تلقى العلاج اللازم لكنه خرج منها بكسور صعبة الإلتئام و بضعف شديد في العصب البصري , يهدده بالعمى في أية لحظة . العجيب أنه لم يقضي وقته في المستشفى للراحة فحسب , بل كتب هناك روايته القصيرة ( The Plant ) و نشرها اليكترونيًا على أحد المواقع , على أن تكون قابلة للتحميل مقابل دولار واحد .. يقال أن ارباح هذه الرواية فحسب كانت كافية ليشتري المستشفى التي يعالج فيها !! لكنه لم يشتري المستشفى , بل اشترى الشاحنة التي صدمته و أحرقها في احتفال مهيب طلبًا للراحة النفسية ! و كأنما يخاف من العمى ازداد حماسه للكتابة , حتى أنه انتهى مؤخرًا من سباعيته التي تحمل اسم ( برج الظلام Dark Tower ) و موقعه على الانترنت يعلن أن هناك روايات و مجموعات قصصية له ستطرح و حتى عام 2007 . و صحيح أنه نال عشرات الجوائز حتى الآن من الجمعيات النقدية على مستوى العالم , لكن أهم جائزة كانت ميدالية الإستحقاق التي قدمتها له جمعية الكتاب الوطنية , لإسهامه الذي لن ينسى للأدب , و كان ذلك عام 2003 , و بهذه الجائزة توّج ( ستيفن كينج ) كواحد من أهم و أشهر كتاب القرن العشرين على الإطلاق . و بينما تتوالى أفلام و روايات هذا الملك , سننهي المقال بواحدة من أفضل الجمل التي قالها هو , و هي تلك التي وضعها في مقدمة كتابه ( On Writing ) و الذي يتحدث فيه عن فن الكتابة : ( القراءة مهمة جدًا لأي كاتب .. إن من لا يوجد لديه وقت ليقرأ , لا يملك الأدوات اللازمة ليكتب ) للمزيد عن هذا الكاتب العبقري , يمكنك الذهاب للموقع التالي : عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] |
||||||||||
![]() |
![]() |
#19 | ||||||||||
![]() ![]()
|
حين كان ستيفن كينج لا يزال طفلاً خرج والده ليبتاع سجائر و لم يعد أبدًا .. هكذا أصبح ستيفن كينج أشهر كتّاب الرعب في العالم على الإطلاق ذو قصة مأساوية , وطفولة حرم فيها من أبيه , لكنه مقارنة بكاتبنا اليوم ( دين كونتز ) يعدّ محظوظًا نوعًا .. فإذا اعتبرنا ستيفن كينج هو سيد الرعب , فـ ( دين كونتز ) سيد التشويق عاش طفولة مريرة , ذاق فيها الفقر في أشنع صوره , و الأسوأ أنه عاش مع والده مدمن الكحول الذي أحال حياة أسرته جحيمًا لا نهاية له .. و لأن طفولة كهذه لا تخرج إلا منحرفًا , أو شخصًا يفعل كل ما في وسعه للهرب من هذه الحياة , قضى ( كونتز ) طفولته كلها يدرس بمثابرة غير طبيعية , حتى ألحق نفسه بجامعة ( شيبنسبرج ) و أثبت فيها أنه من الطلبة القلائل الذين سيحظون بمستقبل باهر , حتى تخرج منها عام 1967 , ليعمل مدرسًا للغة الإنجليزية في مدرسة ( ميتشيجان ) الثانوية , و هو عمل لم يحبه ( كونتز ) قط .. يكفي أن تعرف أن جزء من عمله كان مساعدة الأطفال الفقراء , و أن من سبقه في هذا العمل تعرض للضرب المبرح من هؤلاء الأطفال , و قضى بسببهم عدة أسابيع في المستشفى .. لكنه لم يكن يملك خيارًا , فواصل حياته المريرة , حتى قررت زوجته أن تقدم له عرضًا خاصًا .. لقد أخبرته أنها ستعمل و تنفق عليه لمدة خمس سنوات يتفرغ هو فيها للكتابة , و أخبرته أنه إن لم يتمكن خلال خمس سنوات من النجاح في عالم الأدب , فلن ينجح أبدًا .. و هكذا بدأ ( دين كونتز ) في قضاء وقت فراغه في العمل في كتابة القصص , حتى خرجت أولى رواياته ( Star Quest ) و هي رواية خيال علمي , حظيت بنجاح مقبول و دفعت ( كونتز ) لكتابة اثنى عشر رواية خيال علمي حتى صنف أنه كاتب خيال علمي .. لكن هذا لم يرضيه , فقرر تجربة نفسه في روايات التشويق التي تحمل مسحة لا بأس بها من الرعب , ليحذره الناشرين من أن هذه النقلة النوعية في كتاباته قد تصيب قراءه بالإرتباك , و أنه من الأفضل له أن يتفرغ لروايات الخيال العلمي .. بالطبع لم يحتمل ( دين كونتز ) العمل بهذه النصيحى , فقرر نشر رواياته بأسماء مستعارة عديدة , لعل من أشهرها ( جون هيل ) و ( براين كوفي ) و ( ديفيد آكستون ) , حتى سأم أن تحظى أسماء وهمية بنجاحه , لينشر واحدة من أهم رواياته , و هي رواية ( همسات Whispers ) باسمه , لتصل إلى قمة المبيعات عام 1980 .. و من هنا لم يتوقف نجاحه , بل وصلت 23 رواية أخرى له إلى قمة المبيعات , و أصبح ( دين كونتز ) واحد من أهم و أشهر الكتاب الأمريكين , و أكثرهم غزارة .. يكفي أن الخمس سنوات التي منحتها له زوجته لم تمر , حتى استقالت هي من العمل , ليعيش الإثنان من أرباح كتبه التي لم تتوقف حتى لحظة كتابة هذه السطور .. و وصف ( أكثرهم غزارة ) يستحقه بلا جدال , فالرجل له 82 رواية منشورة و اثنان تحت الطبع من المتوقع أن ينشرا خلال هذا العام , و هذه الملاحظة لم يخل لقاء معه دون أن يسأل عنها , و إن كانت غزارته هذه قد أثرت على مستواه ,ليجيب عنها في هدوء , أن مستواه متروك للقاريء و المبيعات المتزايدة كل مرة , و أن غزارته هذه لم تنقل لنا سوى عشر الأفكار التي في رأسه , لدرجة أن الشيء الوحيد الذي يندم عليه هو أنه لم يكتب أكثر ! لاحظ أيضًا أن رقم 82 رواية لا يشمل روايات الأطفال و لا كتب الدراسات أو المقالات أو الأشعار التي كتبها , فالرجل لم يترك مجالاً لميكتب فيه , و بالطبع لم يجد مشقة في الوصول إلى عالم السينما , تمامًا كما حدث ما ستيفن كينج .. لكن ليست كل الروايات الجيدة تصلح للسينما , بل إن ( كونتز ) اعترف أكثر من مرة أنه غير راض تمامًا عن الأفلام التي أخذت من رواياته , لدرجة أن قرر أن يتم أي فيلم مأخوذ عن أعماله تحت إشرافه و إما فلا .. و لشدة نجاحه و أهميته كتبت دراسات عديدة ع أدب كونتز , تحاول تفسير نجاحه الغير طبيعي , ليتلخص الأمر في نقطتين .. قدرته على صنع إيقاع سريع مليء بالمفاجآت التي ترغم القاريء على التهام صفحاته .. و قدرته على صنع شخصيات شديدة الخصوصية و الكثافة , و الأه مثيرة للإهتمام , بحيث يرتبط بها القاريء فعليًا , و يتابع ما يحدث لها أيًا ما كان .. و على الرغم من طفولته المريعة إلا أغلب روايات ( كونتز ) تتحدث دائمًا عن الأسر السعيدة , و الآباء الذين على استعداد تام للتضحية بأي شيء من أجل أطفالهم , كأنه حاول أن يعيش في رواياته تلك , كل ما لم يعشه على أرض الواقع .. تيمة أخرى ستجدها في روايات كونتز و بشدة , و هي تيمة ما حدث للمجتمع في الثلاثين سنة الأخيرة , و التغيرات التي أصابت الكل على الصعيد الإجتماعي و الإقتصادي , فالرجل الذي ولد عام 1945 لا يزال عاجزًا عن استيعاب كل ما حدث و يحدث في العالم الآن .. لا يزال يشعر بالحنين لزمن كان كل شيء فيه أبسط و أكثر جمالاً .. و لنختتم حديثنا عن هذا الرجل , سننقل لكم ما قاله هو عن الكتابة : " كتابة الرواية ممتعة كأنك تمارس الحب .. مؤلمة كأنما ينزعون ضرسك .. على الأدق كأنك تمارس الحب و هم ينزعون ضرسك ! " لكنها بالتأكيد تستحق .. الزر لليسار للإقتباس |
||||||||||
![]() |
![]() |
#20 | ||||||||||
![]() ![]()
|
كليف باركر Clive Barker ولد في ليفربول عام 1952 ودرس الفلسفة واللغة الإنجليزية في جامعة ليفربول .. باركر هو أحد رواد أدب الرعب والفانتازيا في الوقت الحالي ، وبدأ في مجال الرعب عبر مجموعة من القصص القصيرة ، التي جمعت فيما بعد في مجموعة قصصية هي كتاب الدم .. وكذلك من خلال رواية The Damnation Game التي تتعامل مع أسطورة فاوست الشهيرة من خلال وجهة نظر حديثة .. ومرعبة .. اتجه باركر بعد ذلك إلى الفانتازيا الحديثة ، وكتب رواياته الشهيرة Weaveworld و The Great and Secret Show و Imajicaو Sacrament.. والتي أظهر فيها ميلا إلى التحليل والعمق النفسي والحقيقة المؤلمة .. وربما كان أكثر ما يميز أدب كليف باركر في تلك الفترة قوته الكبيرة على تصوير العقل البشري والتعامل مع الأحلام ، وكذلك قوة الكلمات والذكريات في رواياته .. أسلوب باركر المميز يعتمد أساسا على التعرف على العوالم الفانتازية القريبة من عالمنا والتي يمكن أن نفكر فيها على أنها حقيقة واقعة .. كما أن الجنس يؤثر كثيرا على مجريات قصصة ورواياته ويتجاوز معناه التقليدي إلى عامل مؤثر في تغيير الشخصيات في الرواية .. ويصف باركر أسلوبه بأنه " فانتازيا سوداء " .. من أكثر المميزات التي تظهر في أعمال باركر أنه يتعامل مع عالم الجحيم والعذاب وأيضا مع عالم الجمال والنقاء بنفس القوة والبراعة ، وهو الشيء الذي فشل فيه عدد من الكتاب الكبار في مجال الرعب على مر التاريخ .. لكي نعرف قيمة باركر الفنية والروائية في تاريخ عالم الرعب يكفي أن نعرف ما الذي قاله عنه الأسطورة ستيفن كينج .. فعندما ظهرت مجموعات كتاب الدم القصصية – التي وصلت إلى 6 مجموعات – قادت أصالتها وروعتها ستيفن كينج إلى القول " لقد رأيت اليوم مستقبل أدب الرعب .. اسم المستقبل هو كليف باركر " .. من الغريب أن كليف لم يكتف فقط بالعمل في مجال الأدب وكتابة روايات وقصص الرعب ، بل إنه حول مجموعة من قصصه إلى أفلام رائعة .. ففي عام 1987 كان باركر قد وصل إلى قمة احباطه من السيناريوهات والمعالجات والرؤى الإخراجية التي قدمت لروايته The Hellbound Heart لتحويلها إلى الفيلم الشهير Hellraiser .. وبالتالي فقد قرر ليس فقط كتابة السيناريو للفيلم ، بل وأيضا اخراجه .. ليظهر الفيلم في عام 1988 ويصبح أحد الأفلام الخالدة التي غيرت الكثير في أفلام الرعب التالية لها .. رغم أن الفيلم في حد ذاته ليس بالقوة السينمائية المطلوبة ، إلا أن الشكل العام والفكرة وطريقة الاخراج جعلته من أهم أفلام الرعب التي يتم وضعها في أي تصنيف .. من الأشياء الغريبة أن كليف لم يقصر مجال كتابة الرعب على روايات البالغين ، بل إنه كتب رواية رائعة – أعتبرها شخصيا من افضل ما كتب – تحت عنوان The Thief of Always – أو سارق الأبد – وهي موجهة إلى الفئة العمرية الأقل ، وهي بالفعل رائعة وبها الكثير من المعاني المذهلة التي تعتبر من أفضل ما قدم في مجال أدب الرعب للأطفال أو حتى للكبار .. أيضا من الأشياء الغريبة أن كليف باركر قد صمم بنفسه مع مجموعة من المنفذين في شركات عملاقة مجموعة من الألعاب الرائعة التي صدرت باسمه ، فهناك Clive Barker's Undying وكذلك Clive Barker's Jericho وأيضا Clive Barker's Demonik التي توقف العمل بها قبل صدورها .. أعماله 1. (1985) The Damnation Game 2. (1986) The Hellbound Heart 3. (1987) Weaveworld 4. (1988) Cabal 5. (1989) The Great and Secret Show 6. (1991) Imajica 7. (1992) The Thief of Always 8. (1994) Everville 9. (1996) Sacrament 10. (1998) Galilee 11. (2001) Coldheart Canyon: A Hollywood Ghost Story 12. (2001) Tortured Souls 13. (2002) Abarat 14. (2004) Abarat: Days of Magic, Nights of War 15. (2007) Mister B. Gone 16. (2008) The Scarlet Gospels – تحت الطبع - الجوائز 1 – فاز بجائزة Silver Scream Award من مهرجان أمستردام عام 1990 عن فيلم Nightbreed .. 2 – فاز بجائزة النقاد من مهرجان Fantasporto عام 1991 عن فيلم Nightbreed .. 3 - فاز بجائزة النقاد من مهرجان Fantasporto عام 1988 عن فيلم Hellraiser .. 4 – رشح لعدد من الجوائز الأخرى خلال مشواره الفني مع الأفلام .. الاسم كليف باركر الجنسيةبريطانيالمهنة كاتب – مخرج – مصور فوتوجرافي – رسام تاريخ الولادة 5 – 10 - 1952 تاريخ الوفاة محل الميلاد ليفربول - إنجلترا |
||||||||||
![]() |
![]() |
#21 | ||||||||||
![]() ![]()
|
هـ. ب. لافكرافت H. P. Lovecraft و" رغم أن لافكرافت كاتب سيء إلا أن أهميته تشبه أهمية كافكا .. إذ أن مؤلفاته تفشل في مجال الأدب ، لكنها تمتاز بأهمية تحليل نفسي سيكولوجي لا حدود له ".. كاتب وروائي أميركي اشتهر بكتابة قصص الرعب والخيال العلمي .. ولد في مدينة بروفيدنس في ولاية رود أيلند في عام 1890 وعاش معظم فترات حياته فيها .. وبسبب مرضه المتواصل لم يكمل لافكرافت تعليمه واضطر إلى ترك المدرسة ، ولكنه استطاع كسب المعرفة والعلوم من خلال القراءة الذاتية في المنزل .. كتب العديد من المقالات والقصص القصيرة وانصب تركيزه على كتابة قصص الرعب .. بدأ بنشر قصصه في عام 1923 عن طريق مجلة قصص عجيبة .. ورغم أن مجموعته القصصية صغيرة نسبيا - 3 روايات و 60 قصة قصيرة - فإن كتابات لافكرافت قد ألهمت وأثرت على العديد من الكتاب الأميركيين والعالميين .. توفي بعد معاناة من مرض السرطان في مسقط رأسه في عام 1937 عن عمر يناهز 47 عاما .. متشائم .. يقول عن الحياة " الحياة شيء كريه .. وتظهر لنا من كوامن مانعرفه عنها تلميحات شيطانيه للحقيقة .. وتجعل الحياة - أحيانا - أشد كراهية .. والعلم الذي يخنقنا دائما باكتشافاته المذهلة .. يمكن أن يدمر النوع البشري في النهاية .. لأن ما يكمن فيه من أصناف الرعب التي لم نعرفها بعد قد لا يتحمله عقل من عقولنا الفانية ".. يقول الناقد الشهير ولسن عنه أنه كاتب يهدف إلى ان يجعل لحمك يرتعد فزعا ، وكذلك إلى زرع الشك والفزع في أذهان قرائه !!.. ولو قيل له أن أحد قرائه مات من الرعب ، أو أنه قد سيق إلى مستشفى المجانين .. فإن ذلك كان سيسره بلاشك !!.. وقد تسببت قصته التي عنوانها " الذي لا يسمى " في سحب إحدى المجلات المشهورة الانتشار من الأسواق لأنها عرضت القصة .. ليس هناك من شك في أن لافكرافت كان يريد أن يرعب العالم كله .. بل إنه كان يميل إلى إصابة اصدقائه بالرعب !!.. ففي قصته " ساكن الظلام " التي أرسلها إلى زميل له كهدية ، كان بطلها شخص يدعى روبرت بليك بينما اسم الصديق هو روبرت بيرج .. والشخصية في الرواية نسخه طبق الأصل من الصديق وتشبهه في كل شيء .. وتكون نهاية البطل في القصة نهاية مشئومة جدا ومرعبة !!.. ولا شك ان صديقه لم يستمتع كثيرا بالهدية .. وبالطبع لم ينس لافكرافت نفسه في آخر الرواية ، حيث يحاول أن يعرض نفسه على قوى الشر .. وكأنه يحاول اخافة نفسه أيضا !!.. يكثر لافكرافت من استخدام كلمات في رواياته مثل عفريتي - منحدر - غولي – مرعب – وغيرها من الكلمات التي تضفي الجو الأسود القاتم والمرعب على القصة .. لكن لابد أنه أدرك أن مثل هذا لا يمكن أن يرعب إلا تلميذات المدارس .. فتحولت رواياته إلى مزيج من الرعب القوطي الغير مبرر والأساطير الغامضة المعقدة .. وبالتأكيد فقد نجح ذلك في خلق جو غريب أحاط بأغلب – إن لم يكن كل – قصص وروايات لافكرافت .. اتجه في بعض رواياته المرعبة إلى أسلوب اثارة الاشمئزاز ، ففي قصته المسماه " الصورة التي في البيت " نجد عجوزا يعيش وحده يعجب كل الإعجاب بكتاب عن أكلة لحوم البشر ، بحيث يتحول هو نفسه ليصبح كذلك .. ونرى في القصة مشهد العجوز وهو ينظر إلى صورة معلقه على الحائط ويتأملها بإمعان ، وهي صورة محل جزارة لأكلة لحوم البشر .. ويتحدث العجوز عن الصورة وهو يحملق فيها متأملا - ناسيا نفسه اثناء الحديث - فيكيلها بأنواع المديح واللذة والجمال .. هناك قصه أخرى بعنوان " الجرذان في الجدران " ونجد فيها رجلا يحاول اصلاح بيت عائلته القديم ويسكن فيه بعد اصلاحه .. ويسمع في الليل أصوات جرذان داخل الجدران .. يبحث الرجل في القبو فيكتشف سلما يقود إلى كهوف داخلية تحتوي على أدلة طقوس سحرية كان البعض يمارسونها هنا قديما .. ومعابد لأسماء شياطين .. أيضا قصته " نداء كثولهو " تصور بحارا هبط إلى جزيرة غريبة ظهرت فجأة من قلب البحر ، ويجد فيها مدينة ذات احجار ضخمة محفورة بهندسة غير أرضية .. ويعلق ولسن على لفظ " هندسه غير أرضية " فيقول : ....... وهذه هي إحدى عبارات لافكرافت المفضلة ، وهي تتردد في كثير من حكاياته وتبرهن على أن لافكرافت لم يكن رياضي التفكير .. خاصة لأنه تصور أم كل ما يمكن أن يرعب ويخيف يجب أن ينتمي إلى عوالم غير معروفة أو مفهومة .. في قصة " رعب دانويج " نجد في حقل بعيد عن باقي الحقول امرأة مشوهة برصاء تلد طفلا مخيفا مشعرا يكتمل نموه إلى رجل بالغ خلال ست سنوات ..!! ويمارس تقاليد غريبة في السحر ويربي مخلوقا رهيباً يعيش على البقر .. ويحاول هذا الرجل أن يستعير كتاباً عن السحر من إحدى مكتبات الجامعة ، وأخيرا يقتل *** بينما هو يحاول سرقة الكتاب ليتضح أن المخلوق الغريب الذي كان الرجل يربيه نصف بشري له مجسات عند بطنه وعيون عند فخذيه وذيل ايضاً .. يهرب هذا المخلوق الغريب ويدمر القرى خاصة أنه غير مرئي .. وأخيرا تفلح جماعة من تلاميذ العلوم في تدميره بترديد عبارات وتعاويذ معينة .. هناك قصة له اسمها " الغريب " تحكي عن رجل مخيف الشكل ، لكنه لا يدرك أنه كذلك إلا حين يرى نفسه في المرآة أخيرا .. يقول ولسن في الحكم على لافكرافت : علينا أن نقر أن لافكرافت كاتب سيء للغاية وهو حين يكون جيدا فإن اسلوبه يشبه اسلوب " ادجار الآن بو " الذ يعترف لافكرافت نفسه أنه تأثر به أكثر من أي كاتب آخر في حياته .. وهو يذكر أشياء بعيدة جدا عن التصديق رغم رغبته أن تكون قصته مقنعة .. وتمتليء قصصه بتقاليد أفلام الرعب ، وأسوأ ما فيها هي حماقة البطل وثقته العمياء التي تدفعه إلى أن يهمل العلامات والتحذيرات ، حتى يقف وجها لوجه مع الخطر الحقيقي .. يقول أحد أبطاله في قصة من قصصه " كان هناك شيء في صوته جعلني أشعر بالرعب ، ولكنني لم استطيع تبرير ذلك بأنه فعلا غريب " ويضيف ولسن : ورغم أن لافكرافت كاتب سيء ، إلا أن أهميته تشبه أهمية كافكا .. إذ أن مؤلفاته تفشل في مجال الأدب ، لكنها تمتاز بأهمية تحليل نفسي سيكولوجي لا حدود له .. الاسم هوارد فيليبس لافكرافت الجنسيةأمريكيالمهنة كاتب قصص قصيرة وروايات ومقالات ( كتب 3 روايات و60 قصة قصيرة في نوعيات الرعب والخيال العلمي والفانتازيا ) تاريخ الولادة 20 – 8 – 1890 تاريخ الوفاة 15 – 3 – 1937 محل الميلاد بروفيدانس – رود أيلاند – الولايات المتحدة الأمريك |
||||||||||
![]() |
![]() |
#22 | ||||||||||
![]() ![]()
|
إدجار آلان بو ثمة سؤالان هامان في عالم الأدب الأول .. من هو الأب الروحي لأدب القصة القصيرة ؟؟ ... إنه " بو " ... الثاني .. من هو الأب الروحي ، لأدب الرعب عامة ؟! إنه " بو " ... "إدجار الآن بو ".. * * * ولد إدجار آلان بو" في بوسطن .. من الأب "ديفيد بو" والأم "اليزابيث" ، واللذان كانا يعملان كممثلين مغمورين ، في مسارح الدرجة الثالثة ليوفرا – بالكاد – رزقهما ورزق أطفالهما.. كان "إدجار" هو ثاني ابنائهما ، وإذ جاء الطفل الثالث ، مات الأب ليترك أسرته الصغيرة مهب الريح ، مما دفع الأم "اليزابيث" للانتقال الى "ريتشموند" حاملة معها أصغر طفليها ، وتاركة الابن الأكبر "ويليام" لدي أقاربه في "بالتيمور" لتبدأ هي رحلة الكفاح لإيجاد قوت طفليها ، بينما السل ينهش صدرها كل يوم أكثر وأكثر.. وعندما أتم "إدجار" العامين من عمره ، ماتت أمه ، لتكمل دائرة يتمه هو وأخته الصغيرة "روزالى" حتي قررت زوجة التارج الشهير مسز "فرانسيس آلان" أن تأخذ "إدجار" ليعيش معها عوضاً عن الأطفال التى حرمت منهم لعقمها بينما تبنت أسرة أخرى الطفلة "روزالى".. كان هذا في عام 1811 ورغم محاولات مسز "آلان" المستميتة لتبني الطفل "إدجار" إلا أن الزوج "جون آلان" رفض هذا رفضاً قاطعا ، لما كانت لسمعة التمثيل من احتقار وجلب للعار ، فكيف يمنح اسمه لابن ممثلين ؟! لكنه في الوقت ذاته تعهد بالإنفاق على "إدجار" ورعايته ، خاصة مع وسامته وذكاءه الملحوظ .. وفي السادسة من عمره ، انتقل "إدجار" مع أسرته الجديدة إلى سكوتلاندا ثم إلى إنجلترا ليقضي فيها خمس سنوات ، حيث درس في مدرسة "مانور" في "ستوك نوينجتن" والتى كانت عبارة عن قصر قديم ، يحتوي على متاهة من الممرات ، جعلت مجرد الوصول إلى إحدي الغرف ، مغامرة غامضة غير مأمونة العواقب... وربما كانت هذه المدرسة هي المسئولة عن القصور المظلمة في قصص "بو" بعد ذلك .. من يدري ؟! وعندما بلغ "إدجار" الحادية عشر ، عاد مع أسرته إلى "ريتشموند" التى كانت – على الرغم من جمالها – اخانقة بالنسبة لـ "إدجار" خاصة مع الجو الأرستقراطي السائد هناك .. فهذا الجو دفه بالمرارة إلى روح "إدجار" مع رفض "جون آلان" تبنيه أو منحه اسمه ، وجعلته هذه المرارة عصبياً ، كثير الشجار ، الأمر الذي اعتبرته أسرته نكراناً للجميل ودفع الزوج لتذكيره بأصله الوضيع مقيماً حدود العداء بينهما .. ولكن هذا العداء لم يمنعه من إرسال "إدجار" إلى الجامعة في "فيرجينيا" حيث بدأت آفة "إدجار" الكبرى .. إدمان الخمر والقمار .. ولم يقبل الزوج بهذا ، فأخرجه من الجامعة ، ومنحه وظيفة متواضعة ، زادت من شعور "إدجار"بالمرارة ، وجعلته متواضعة ، زادت من شعور "إدجار" بالمرارة ، وجعلته يترك منزله لينتقل إلى "بوسطن" ، حيث أصدر أولى مجموعاته الشعرية ، قبل أن يلتحق بالجيش تحت اسم "إدجار بيري" ولكنه لم يحتمل الجيش طويلاً ، فأرسل رسالة ندم إلى الزوج ، الذي قرر مسامحته ، ودفع لإخراجه من الجيش كما كان سائداً في ذلك الوقت .. ثم طرح " بو " ثاني مجموعاته الشعرية في "بالتيمور" قبل أن يعود ليلتحق بالأكاديمية العسكرية بعد أقل من عام لتعود المشاكل.. امتناعه عن مواظبة الدراسة ، ووفاة صديقته وراعيته الوحيدة مسز " آلان" قطع أى صلة له بالزوج ، الذي تزوج وقرر التخلي عن "إدجار" نهائياً.. وهكذا انتقل "إدجار" للعيش مع عمته "كليم" والتى كانت خياطة فقيرة في "بالتيمور" والتى استقبلت "إدجار" بحرارة ، وقامت برعايته ، فأقام معها وبدأ في كتابة القصص القصيرة ، دون فرصة لنشرها ، شاعراً بالإضطهاد ومسمياً نفسه "الذي تهوي عليه الكوارث بسرعة".. ولكن في عام 1833 أعلنت مسابقة للقصة القصيرة والشعر ، بمكافأة قدرها خمسون دولاراً تدم إليها "إدجار" لتفوز قصته "رسالة في زجاجة" بالجائزة ، وكاد يفوز بجائزة الشعر أيضا ، لولا أن قرر الحكام عدم منح الجائزتين للشخص ذاته .. وكان أحد هؤلاء الحكام "جون كبندي" الذي منح "إدجار" فرصة للعمل في مجلة ريتشموند الأدبية ، وعمل فيها "إدجار" لتفةر ، قبل أن يصبح رئيس تحريرها.. وهكذا انتقل "إدجار" مع عمته "كليم" وابنتها "فيرجينيا" التى تزوجه بعد ذلك ليؤسس أسرته أخيراً.. لكن لعنة الخمر عادت مجدداً ، لتتسبب في طرده من المجلة ثم العودة ثم الطرد مجدداً مما دفعه للانتقال الى "نيويورك" حيث تكفلت العمة "كليم" بالإنفاق عليه وعلى ابنتها.. وفي عام 1837 نجح "بو" في نشر أول روية له تحت اسم "حكاية آرثر جور دون" ثم بعد ذلك بعامين انتقل إلى "فيلادلفيا" مع أسرته ليبدأ في تحرير مجلة "بيرتون جنتلمان" وبدخلها طرح أولى مجموعات قصص الرعب عام 1840 .. ثم انتقل "بو" ليصبح رئيس تحرير مجلة في أمريكا ، والتى طرح فيها روايته البوليسية "جريمة قتل في المشرحة" والتى ترجمت للفرنسية ، وتناولتها الجرائد الفرنسية.. ثم وفي عام 1843 حصدق قصة "الحشرة الذهبية" جائزة جريدة "فيلادلفيا" وقدرها مائة دولار ، ثم وفي العام التالى ترك "بو" مجلة "جرا هام" وعاد إلى "نيويورك" لينشر قصيدته "الغراب" والتى كانت سبب شهرته في جميع الأوساط الأدبية .. العجيب أن هذا كله لم يجلب الثروة له ولا سرته بل وأضاف إلى هذا إدمانه الخمر ليجعلانه شخصاً لا يطاق ، إلا من عمته المحبة له والتى كانت تسميه "إيدي المسكين".. ثم سقطت زوجته "فيرجينيا" ضحية السل.. وفي الشتاء ماتت بين ذراعية ، دون أن يملك لها شيئاً ,, ومع موت زوجته فقد "بو" آخر دافع للحياة ، وأنكب كالمحموم ليكتب كتابه "وجدتها" والذي كان يعتقد أنه يعبر عن الحقيقة المطلقة .. وأخيراً عاد "بو" ليهيم من مدينة إلى مدينة حتي عاد إلى "بالتيمور" يموت هناك في هدوء.. ولا يمكن أن نلخص حياة "بو" إلا بما قاله عنه الأديب "فرانسيس باكون".. ( لا يوجد جمال دون غرابة في المكونات .. |
||||||||||
![]() |
![]() |
#23 | ||||||||||
![]() ![]()
|
فريدي كروجر .. من عالم الكوابيس اليوم أيها السادة نقدم لكم ملك الكوابيس الأشهر ( فريدي كروجر ) .. من المؤكد أن سلسلة أفلام ( كابوس في شارع إلم ) قد مرت عليك في أحد المراحل العمرية , و المؤكد أن تعساء الحظ الذين شاهدوا هذه الأفلام في مراحل عمرية صغيرة , قد عانوا من الأرق ليال طويلة , وهم يتخيلون ( فريدي كروجر ) الذي يعيش في عالم الكوابيس بوجهه المشوه و قفازه ذو المخالب المعدنية .. اليوم أيها السادة سنتعرف تفصليًا على مراحل ميلاد هذا الكابوس .. و سنبدأ رحلتنا كالعادة من البداية .. • ميلاد الكابوس .. ولد (فريدي كروجر ) على شاشة السينما فى أكتوبر 1984 من تأليف وإخراج المخرج الشهير ( ويس كرافن ) ليعلن للعالم أجمع مولد نجم جديد فى عالم الرعب سيذكره من شاهده طويلاً ... فـ ( فريدى) بمظهره المخيف و غموضه المفرط و فكرته الجديدة المبتكرة كتب له النجاح الفوري و خاصة أن خلفه مخرج قدير يستطيع رسم شخصياته ، وتوظيفها بنجاح تام ... ولم يكن ميلاد ( فريدى كروجر ) وليد دراسة مسبقة أو تخطيط مسبق , بل هى فكرة طرأت فى ذهن مؤلفه " كرافن " عندما كان يقرأ عن حوادث الموت أثناء الكوابيس والتى حدثت فى عالم الواقع ، فى لوس أنجلوس ، عندما فكر ( كرافن ) فى صنع شخصية تعيش فى عالم الكوابيس ، وتقتل من يحلمون بها ... وبميزانية منخفضة ، لم تتعد الخمسون ألف دولار ، ومع فريق عمل متحمس ، بدأء العمل فى أول فيلم لـ ( فريدى كروجر ) والذى كان اسمة ( كابوس فى شارع إلم Nightmare on Elm Street )... وكان العمل على شخصية ( فريدى كروجر ) مرهقًا استغرق دراسة مفصلة للشخصية من ( ويس كرافن ) وبحث عن ممثل قادر على نقل هذه الشخصية إلى شاشة السينما ، وخبير مكياج يستطيع جعل ( فريدى ) كابوسًا فى حد ذاته ... وكان الإختيار قد وقع على الممثل ( روبرت انجليند ) لأداء الشخصية وعلى خبير المكياج ( ديفيد ميلر ) لرسم ملامح ( فريدى كروجر ) ... وعلى الرغم من أن ( ويس كرافن ) يريد ملامح ( فريدى كروجر ) محترقة تمامًا ، إلا أن خبير المكياج أقنعه بالعدول عن الفكرة , مع استخدام الكثير من الظلال أثناء التصوير لإضفاء الغموض عليه ، بينما اقترح ( روبرت انجلند ) أن يرتدى ( فريدى ) قبعة رعاة البقر ، لإضفاء مزيدًا من الغموض على الشخصية ... وعندما عرض الفيلم عام 1984 لم يتوقع أحد ذلك النجاح الذى حققة ، حتى أن أرباحة وصلت إلى 26 مليون دولارًا مع الأسابيع الأولى لعرضه ... وتلقف المخرج ( جاك شولدر ) والكاتب ( ديفيد تشاسكين ) الشخصية فى العام التالى ليصنعوا لها جزءا ثانيا والذى أسمياه ( انتقام فريدى Freddy's Revenge ) وليضيفوا المزيد لشخضية ( فريدى كروجر ) سواء من الناحية الشخصية أو الملامح ... فعلى صعيد الملامح استعان ( شولدر ) بخبير المكياج ( كيفن باغر ) الذى أضاف المزيد من الجودة والشناعة على ملامح ( فريدى ) وإن حافظ على نظرية ( الظلال تضفي الغموض ) ومع الحفاظ أيضا على قفاز ( فريدى ) الشهير الذى صممة ( جيم دويل ) ببراعة ومن الأدوات التى تستخدم فى المراجل فقط ... أما على صعيد الشخصية فلقد صنع الكاتب ( ديفيد تشاسكين ) ماض متكامل لفريدى كروجر , فهو ذلك الزوج المجنون غريب الأطوار الذى يقتل زوجته بوحشية دفعت أهل القرية لقتلة حرقًا فى المرجل الذى يعمل به ، لكنه يعود فى أحلام أبنائهم ، ليقتلهم انتقاما من الجميع ... ونجح الجزء الثانى وحقق 29 مليون دولارًا ... وكما حدث فى الجزء الثانى تلقف المخرج ( تشاك راسل ) الشخصية ليخرج لها الجزء الثالث ( محاربو الأحلام Dream Warriors ) لكن مع عودة ( ويس كرافن ) كمساعد فى الكتابة مع ( بروس واجنز ) ومع عودة ( هيشر لا نجنكامب ) بطلة الجزء الأول ، حيث يزداد ( فريدى ) وحشية وتظهر ملامحه كاملة فى النور لأول مرة , وكما حدث فى الجزأين السابقين انتهى الفيلم بموته الإفتراضي .. فالحقيقة التى يتعلمها المشاهدون أن ( فريدى ) لا يموت ... وهذا ما أكده لهم عودته فى الجزء الرابع ( سيد الأحلام The Dream Master ) إخراج ( رينيه هارلين ) وكتابة ( برايان هيلجلاند ) و( سكوت بيرس ) والذى يعد من أنجح أجزاء السلسلة والذى حقق أعلى مبيعات بلغت 49 مليون دولار وذلك عام 1988 ... ثم جاء الجزء الخامس ( The Dream Child ) عام 1989 إخراج ( ستيفن هو بكنز ) وكتابة ( ليزلى بوهيم ) ليحقق أقل مبيعات فى تاريخ السلسلة بلغت 22 مليون دولارًا ... لكن الجزء السادس ( الكابوس الأخير The Final Nightmare ) إخراج المخرجة ( راشيل تالالى ) وتأليف ( ميشيل دى لوكا ) اعتبره النقاد أكثر أجزاء السلسلة إثارة للفزع ، إلى الحد الذى دفعهم لمنحه علامة " للكبار فقط " والذى رفع نسبة المبيعات مجددا لتبلغ 34 مليون دولار عام 1991 ... وفى هذا الجزء نكتشف وجود ابنة لـ ( فريدى كروجر ) , ونكتشف أنها الوحيدة القادرة على قتله بعد أحداث رهيبة راح ضحيتها معظم أصدقائها ... وعلي الرغم من أن النهاية أوحت للمشاهدين بنهاية ( فريدى ) وإلى الأبد ، إلا أن المخرجة تختم تتر النهاية بأغنية تقول : - هل تعتقدون حقًا أن ( فريدى ) قد مات ؟! .. إن ( فريدى ) لا يموت ....!! ثم جاء ( ويس كرافن ) أخيرًا ليضع حدًا لهذه السلسلة عام 1994 بفيلم ( كابوس ويس كرافن الجديد Wes Craven New Nightmare ) والذى لا يعده البعض أحد أجزاء السلسلة ، إذ تدور الأحداث فى عالم الواقع ، حيث يظهر ( ويس كرافن ) كمخرج وصانع شخصية ( فريدى ) مع ( هيشر لا بجنكامب ) و ( روبرت انجلند ) وهو يعرض عليهم إخراج جزء جديد من السلسلة ... لكن المشكلة ها هنا أن ( فريدى ) انتقل إلى عالم الواقع هذه المرة , ليبدأ فى مطاردة ابن ( هيشر لا بجنكامب ) التى تنقذ ابنها وتقتل ( فريدي ) فى عالمه .... عالم الكوابيس .... • كيف وقع المشاهدون في غرام .. كابوس ؟! و هنا يتكرر السؤال الذي ناقشناه من قبل في حالة هانيبال ليكتر .. لماذا وقع المشاهدون في غرام مسخ مشوه يمزق ضحاياه بمخالب معدنية ؟! الواقع أنه تأثير السينما على المراهقين , ففترة الثمانينات بالذات هي التي شهدت ظهور سلاسل أفلام شهيرة كـ ( Halloween ) و ( Friday 13th ) و هي الفترة التي ظهرت فيها عشرات الأفلام التي تناقش الموضوع ذاته .. قاتل مقنع يطارد المراهقين ليمزقهم بأداة حادة .. نجاح هذه الأفلام يعكس لنا كم العنف الذي يعاني منه المجتمع الأمريكي , الذي لم يعد يجد سوى السينما ليبث فيها كل رغباته المدفونة .. *** بالطبع من القاعدة التي تؤكد أن هذه الأفلام يجب أن تحتوي على فاتنات يقتلن , مما يشبع أكثر من رغبة لدى المشاهد الأمريكي , و هي القاعدة التي لم تتغير حتى الآن .. على أية حال فريدي كروجر كان يملك العديد من المميزات , فشخصيته مبتكرة و ليست مسطحة كعادة أفلام القتلة المهووسين , و الطابع الساخر الذي يتحدث به قد يجبرك على الإبتسام حتى في أحلك اللحظات , و هي النقطة التي نزعت الكثير من الرهبة التي كان يتمتع بها , و النقطة التي تنبه إليها منتجو السلسلة, فبدأ التركيز على شخصية فريدي و عدم الإهتمام بالتركيز على شخصية ضحاياه , و هي لعبة خبيثة أدت إلى التالي ... أنت لا تتعاطف مع الضحايا , و كل ما يمثلونه لك مزيد من المتعة حين يبدأ فردي كروجر باللهو المميت معهم ..! ثم إنه – على الأقل – يملك بعض المنطقية .. فهو شخصية وليدة عالم الكوابيس .. إذن فلن يطالبها أحد بأن تموت , عكس قتلة باقي السلاسل المفترض بهم أن يكونوا بشرًا طبيعيين , لكنهم يحرقون و يضربون بالسكاكين و الرصاص و تفصل رؤوسهم عن أجسادهم , ليعودوا في النهاية بصورة تستفز أغبى المشاهدين على الإطلاق .. والآن حان الوقت لنتحدث عن القاسم المشترك بين كل أجزاء السلسلة .. عن ( روبرت انجلند ) الذى أدى دور ( فريدى كروجر ) فى الأجزاء السبعة ... • فريدي كروجر الحقيقي .. ولد ( روبرت ) عام 1949 - ذات عام ميلاد ( ويس كرافن ) فى كاليفورنيا ، وبدأ فى التمثيل فى المسرح منذ سن مبكرة , ثم اتجه إلي مسرح شكسبير ليقضي فيه ثلاث أعوام من عمره ، قبل أن يتجه إلي السينما ليشارك فيها بالعديد من الأفلام نذكر منها ( Eaten Alive ) و (A star is born ) ، قبل أن يختاره ( ويس كرافن ) عام 1984 لأداء شخصية ( فريدى كروجر ) ... وكان نجاحة فى أداء الشخصية منقطع النظير ، إلى درجة أن هذه الشخصية استغرقت منه عشرة أعوام كاملة ، وعلى مدار الأجزاء السبعة ... وعن الدور يقول ( روبرت ) : - لقد كان الدور مرهقًا ... تقمص الشخصية ... ساعات المكياج المرهقة كل يوم ... لكنة كان أفضل دورأديته فى حياتى على الاطلاق ... لقد غير حياتى إلى الأبد ، ومنحنى الشهرة ... وصحيح أنة ( روبرت ) أدى أدوارًا عديدة بعد ذلك فى العديد من الأفلام مثل " phantom of the opera " ، بل إنه أخرج أحد أفلام ( فريدي كروجر ) للتلفزيون تحت اسم (Freddy's Nightmares ) قبل أن يعود للدور الذى خلده فى عالم السينما في فيلم ( Freddy vs. Jason) عام 2003 الذي و إن لم يحقق النجاح النقدي المرجو, إلا أنه حاز على إعجاب مدمني السلسلة, الذي عاشوا مع الشخصية التي جاءت إليهم من عالم خاص .. من عالم الكوابيس .. |
||||||||||
![]() |
![]() |
#24 | ||||||||||
![]() ![]()
|
بريق ليوم نتحدث عن واحد من أهم و أشهر أفلام الرعب على الإطلاق , و كعادتنا سيكون الحديث عن قصة الفيلم و كيف صنع و لماذا نجح , ليكون درسًا مفيدًا لصناع الرعب سواء كانوا كتابًا أو سينمائيين .. أضف إلى هذا أنه هذا أن فيلم اليوم ( بريق The Shinning ) يعد واحدًا من أكثر الأفلام المثيرة للجدل , و لم لا و المؤلف هو ( ستيفن كينج ) أشهر كاتب رعب في عصرنا هذا , و المخرج هو ( ستانلي كوبريك ) الذي – و إن كان قد رحل عن عالمنا – يعد في قائمة أفضل خمس مخرجين على الأطلاق , إن لم يكن أفضلهم جميعًا .. إذًا نحن لدينا مؤلف قوي و مخرج قدير والبطل هو( جاك نيكلسون ) شخصيًا , و حين يجتمع هؤلاء الثلاثة لصنع فيلم رعب , فالناتج هو كابوس حقيقي , و اليوم سنحلل هذا الكابوس تفصيليًا و لنبدأ من ذلك اليوم الذي قرر فيه ( كوبريك ) البحث عن رواية جديدة ليحولها لفيلم .. • البحث عن قصة .. العام هو 1979 و ( ستانلي كوبريك ) قد وصل لقمة المجد بعد أن قدم سلسلة من أهم الأفلام في تاريخ السينما , نذكر منها ( البرتقالة الآلية ) و ( أوديسا الفضاء ) و ( لوليتا ) و ( سبارتاكوس ) – المذهل أنه لم يحصل على أوسكار أفضل مخرج قط !! – و هاهو قد قدم فيلمه الجديد ( باري ليندون ) الذي لم يحظ بالنجاح الجماهيري المتوقع رغم أهميته النقدية , مما أصابه بالإحباط و دفعه للتوقف بعدها لخمس سنوات كاملة , و حين حان وقت العودة برواية جديدة تستحق تحويلها لفيلم , على أن تحقق معادلة النجاح الجماهيري و الندي في الوقت ذاته .. و هكذا خرج ( كوبريك ) من مكتبه في صباح أحد الأيام , و عاد و معه كومة ضخمة من الروايات وضعها على مكتبه و بدأ يقرأ لتبدأ رحلة بحث طريفة عن رواية فيلمه القادم .. طريفة لأن سكرتيرته ذكرت أنه كان يفتح رواية و يقرأ أولها , فأن لم ترق له طوحها إلى الحائط المواجه , و قضت السكرتيرة هذا اليوم تستمع إلى صوت الكتب التي تتطوح في الهواء كل خمس دقائق حتى ظنت أنه لن يجد ما يريده اليوم , لكن صوت الكتب المتساقطة توقف أخيرًا بعد بضع ساعات , فتسللت السكرتيرة إلى مكتبه لتراه يقرأ رواية ستيفن كينج الثانية ( بريق ) باستمتاع تام رغم بدايتها الأدبية التي لا تحكي أحداثًا هامة .. و حين خرج أخيرًا من مكتبه أعلن أنه يريد بدء التصوير في أقرب وقت ممكن .. و اتصل بعدها بستيفن كينج ليبدأ معه التفاصيل الانونية الخاصة و التي اشترط فيها شيئًا لم يتوقعه ( ستيفن كينج ) و إن رضخ له في النهاية .. من حق ( كوبريك ) التعديل في السيناريو دون استئذان ( كينج ) أو الرجوع إليه .. و هكذا بدأ التصوير و قبل أن نخوض في تفاصيل الإخراج و ما حدث , دعني ألخص لك الرواية قدر الإستطاع لتفهم ما نحن مقدمون عليه .. • من الرواية .. القصة تحكي عن الكاتب ( جاك تورنس ) الذي يتلقى عرضًا بأن يقيم هو و عائلته المكونة من زوجته ( ويندي ) و طفله ( داني ) في فندق ( Overlook) طيلة فترة الشتاء , فخلال هذه الفترة لا يعيش أحد في الفندق , و أصحابه يريدون من يقضي فيه هذه الفترة لصيانته و حراسته .. بالطبع يواف ( جاك ) فهو يريد الهدوء التام ليبدأ في روايته الجديدة , و هي فرصة طيبة ليقضي مزيدًا من الوقت مع عائلته و خاصةّ طفله ( داني ) الذي يتحدث كثيرًا مع صديق تخيلي لا وجود له .. و ترحل العائلة إلى الفندق و هناك يعرفون أن آخر عائلة قامت بهذه المهمة , أصيب فيها الأب بالجنون و قتل زوجته و طفلتاه بالفأس ! .. و يحذرهم الخادم الزنجي العجوز ( ديك هالوران ) أن هذا الفندق غريب و أن عليهم الإتصال به لو حصل أي شيء جديد , كما يكتشف ( ديك ) أن الطفل ( داني ) يمتلك قدرة عجيبة على الإتصال بالأشباح و يخبره أن هذه القدرة اسمها ( البريق ) قبل أن يترك العائلة بمفردهم في الفندق .. و نعرف نحن أن ( داني ) بقدرته هذه يشعر أن هناك شيء ما رهيب سيحدث في الفندق لهم .. شيء سيعرض حياتهم للخطر .. و ربما للموت , لكن لا يملك الخيار .. تبدأ أيام الأسرة في الفندق الضخم و لا نرى جديد , فالأب ( جاك ) يكتب بحماس , و زوجته لا تكاد تصاب بالملل مع ضخامة الفندق , بينما يلهو ( داني ) طيلة الوقت باستمتاع , حتى يظهر له شبح الفتاتين اللتين قتلا في الفندق على يد أبيهما , يطالبانه بأن يلعبا معه !!! ثم يبدأ الأب في التغير , فأشباح كل من ماتوا في الفندق يظهرون له و يطالبونه بالتخلص من عائلته , كل هذا أمام عيني ( داني ) الذي يفهم أكثر من اللازم بقدرته الخاصة .. البريق .. أكره أن أحرق أحداث الرواية تفصيليًا لذا سأكتفي بذكر أن الأب يصاب بالجنون و يبدأ في مطاردة عائلته بالفعل , لكنهم ينجون منه بمعجزة , و التفاصيل هنا لا تهمنا لأن ( كوبريك ) لم يلتزم بها إطلاقًا .. و هنا نصحح نقطة هامة .. ( كوبريك ) لم يحوّل رواية ستيفن كينج إلى فيلم , بل أخذ فكرة الرواية ليصنع منها فيلمه الخاص للغاية .. كيف ؟! .. هذا ما سنشرحه حالاً .. • إلى الفيلم .. أول شيء قام به ( كوبريك ) هو اختيار الممثلين , فكان دور الأب ( جاك ) من نصيب العبقري ( جاك نيكلسون ) و هو اختيار موفق رغم اعتراض البعض عليه لأنه يبدو عصبيًا سهل الإنتقال إلى مرحلة الجنون , أما دور الزوجة فكان من نصيب ( شيلي دوفال ) التي لا يفهم أحد حتى الآن إن كان أحدهم أجبر (كوبريك ) على القيام بهذا الدور أم لا .. لقد كان أداءها رديئًا بشكل لا يوصف و كان ( كوبريك ) يعاملها بقسوة غير طبيعية طيلة الوقت .. و قبل أن يبدأ التصوير طلب ( كوبريك ) من جميع العاملين في الفيلم أن يشاهدوا فيلم ( Eraserhead ) الذي أخرجه ( ديفيد لينش ) ليضعهم في الحالة المطلوبة , ثم بدأ ( كوبريك ) في تمزيق كل السيناريو الذي كتبه سابقًا , و بدأ في كتابة مشاهد جديدة يوميًا بعد أن انتقل هو و طاقم الفيلم إلى الفندق ليقيموا فيه .. و حين بدأ التصوير بدأ عناء جميع العاملين في الفيلم , فـ(كوبريك ) لا يرضى بأي شيء , و على استعداد أن يعيد تصوير المشهد الواحد أكثر من مرة , بل إن مشهد جاك نيكلسون و هو يحطم الباب بالفأس ليهاجم زوجته تم إعادة تصويره 127 مرة لأن كوبريك لم يقتنع بتعبير الهلع الذي كانت تؤديه شيلي دوفال !! على كل حال الفيلم كان مختلفًا في قالبه عن الرواية , في الرواية نحن نعرف أن الفندق مسكون و أنه من أصاب الأب بالجنون , لكننا في الفيلم نستنتج بصعوبة الملاحظات الخفية التي تركها لنا ( كوبريك ) و أولها أننا حين نرى جاك نيكلسون يتحدث مع أشباح الفندق في أي مشهد من مشاهد الفيلم , نرى أنه يواجه مرآة و أنه لا ينظر مباشرة للشبح .. تفصيلية سينمائية عبقرية تجعلنا نتساءل طيلة الوقت , هل يوجد شبح حقًا أم أن جاك فقد عقله ؟! و هذا يهدم أساس قصة كينج تمامًا ؟! .. إذن ما الذي يريده ( كوبريك ) بهذا الفيلم ؟! أحداث الفيلم مخيفة طيلة الوقت و هناك ذلك الطابع القوطي العصري الذي لم يظهر بهذه القوة إلا في هذا الفيلم و الذي دعمته موسيقى ( ويندي كارلوس ) الكئيبة , كما أن هناك لقطات تدرس الآن في معاهد السينما , إضافة إلى تقنية الـ ( Steady cam ) التي ظهرت على يد كوبريك في هذا الفيلم .. بل يكفي أن تعرف أن لقطة الدماء التي تندفع من المصعد لتغرق ممر الفندق أعيد تصويرها ثلاث مرات , مع إنها كانت تحتاج لتسع أيام من الإعداد في كل مرة .. كل هذا الإتقان لكن يظل السؤال معلقًا .. هل الفيلم عن رجل أصيب بجنون الوحدة في هذا الفند الضخم الذي تعزله الثلوج عن العالم الخارجي , أم أن هناك مغزى آخر للفيلم ؟ الواقع أن هذه النقطة بالذات أثارت جدلاً لا حد له , و ظهرت العديد من النظريات التي تناقش مغزى الفيلم , لعل أشهرها نظرية أن هذا الفندق يرمز إلى أمريكا التي بنيت على جثث الهنود الحمر سكان الأرض الأصليين , و أن أشباح الفندق هي أرواح من دفعوا الثمن و هم يدفعون جاك لقتل عائلته للتكفير عن خطاياهم ! النظير صعبة و أقرب إلى نظريات المؤامرة , لكن الإشارات إلى الهنود الحمر في الفيلم كثيرة لقوي الملاحظة , و كوبريك لم يعلق على أي من هذه النظريات أبدًا .. بل اكتفى بأن أنهى الفيلم بأكثر اللقطات عبقرية و إثارة للجدل , فبعد أن يتجمد ( جاك نيكلسون ) في متاهة في الحديقة و هو يطارد ابنه ليقتله , ينتهي الفيلم بصورة تذكارية لكل من ماتوا في الفندق و نرى أن جاك نيكلسون يقف وسطهم رغم أن هذه الصورة كانت معلقة طيلة الوقت .. بلاغة سينمائية تقول أنه انضم إلى من ماتوا في الفندق , و أسفل الصورة تاريخ مثير للجدل .. الرابع من يوليو .. عيد الإستقلال في أمريكا ! ما المقصود بالضبط ؟! .. الأمر متروك لخيالك .. على كل حال لم يرق هذا كله لستيفن كينج الذي أعلن أن هذا الفيلم لا يمت لروايته بصلة , و أن كوبريك لم يفهم أدب الرعب كما ينبغي , و عام 1997 قدم كينج نسخة أخرى من الفيلم تنقل الرواية حرفيًا , لكنها لم ترق إلى نجاح أو أهمية نسخة كوبريك .. و الآن و بعد وفاة كوبريك يظل الفيلم شاهدًا على عبقريته و على كونه واحد من أهم أفلام الرعب في التاريخ .. و تظل الأسئلة المعلقة في الفيلم لا تحمل أية إجابة .. وربما لن نعرف إجابتها ابدًا |
||||||||||
![]() |
![]() |
#25 | ||||||||||
![]() ![]()
|
النذير العلامة هي ( 666 ) و لا تقل أهمية ثلاثية ( النذير The Omen ) عن أهمية ( طارد الأرواح الشريرة ) الذي تحدثنا عنه من قبل , عبر سلسلة مقالات ( آه يا خوفي ) .. بل يمكننا أن نقول أن لهذه الثلاثية مكانة شديدة الخصوصية و الأهمية في تاريخ السينما .. و صحيح أن هذه المقالات لا بد أن تتحدث عن الرعب بصفة خاصة , لكننا إذ نتحدث عن سينما الرعب , نقدم بهذا مزيجًا نادرًا عن كيف يصنع الرعب و كيف تصنع السينما , و في أحيان أخرى .. كيف يصنع التاريخ .. حين تحدثنا عن فيلم ( طارد الأرواح الشريرة من قبل ) كانت هناك القصة الحقيقية وراء الفيلم , و التي لم تقل شناعة عن أحداث الفيلم ذاته , لكننا في هذه المرة , سنتحدث عن ثلاثية النذير التي تعد درسًا هامًا لصناع الرعب , سواء كانوا كتابًا أو مخرجين أو ممثلين .. و سنبدأ حكايتنا بالجزء الأول من السلسلة ... • ميلاد النذير : تعد فترة السبعينات هي أثرى فترة في تاريخ السينما العالمية , بأفلام الشياطين و الأرواح الشريرة و نهاية العالم , فهذه الفترة هي التي شهدنا فيها أفلام مثل ( طفل روزماري Rosemary's Baby ) عام 1968 بنجاح استمر إلى أوائل السبعينات , ثم فيلم ( طارد الأرواح الشريرة The Exorcist ) عام 1973 , ثم فيلم ( مغامرة بوسيدونThe Poseidon Adventure ) عام 1972 , و فيلم ( أبراج الجحيم The Towering Inferno ) عام 1974 . أي أن المناخ كان ممهدًا لمثل هذه النوعية من الأفلام , و كان على كل منتج أو صاحب استديو , أن يفكر في فيلم يضمه إلى مهرجان أفلام الرعب هذا , ليحصل على المجد و على الملايين المضمونة , لكن في الوقت ذاته يجب أن تكون الفكرة جديدة و براقة و إلا أصبحت مجرد تكرار لما هو موجود بالفعل . و هذه هي المشكلة التي كانت تشغل بال منفذ الإعلانات ( روبرت ماجنر ) الذي قضى ليلة طويلة يفكر في حل لهذه المشكلة , و لم تنته الليلة , إلا و هو يكتب فكرة بدت له شديدة الجاذبية و الطرافة و تحتمل الكثير و الكثير من التطوير .. ماذا لو كان المسيخ الدجال موجود حالياً على الأرض , و يحيا بيننا دون أن ندرك ذلك ؟!! فكرة جديدة .. و هذا هو المطلوب , لذا في اليوم التالي , حمل ( ماجنر ) فكرته إلى المنتج الشهير ( هارفي بيرنهارد ) الذي تحمس لها بسرعة , و أخذ في كتابة شرح مطوّل للفكرة من خمسة عشر صفحة , و أسمى هذه المعالجة ( المسيخ الدجال The Antichrist ) , ثم انتظر حتى عاد صديقه الكاتب ( ديفيد سيلتز ) من رحلة عمل , ليقدم له الفكرة على أن يقوم ( سيلتز ) بإعادة صياغتها , و كتابة السيناريو للفيلم . و بنفس راضية مطمئنة رفض ( ديفيد سيلتز ) الفكرة من الأساس , و أعلن أنه يرفض أن يكتب في مجال الرعب أيًا كان السبب , لكن المنتج ( بيرنهارد ) جاهد و بصبر لإقناعه بأن هذه الفكرة تستحق , و هذا ما تم بالفعل , ففي نهاية الأمر اعتكف ( سيلتز ) في منزله لست أسابيع خرج بعدها بسيناريو كامل يحمل ذات الإسم .. ( المسيخ الدجال ) .. كان هذا عام 1974 .. و أخذ ( بيرنهارد ) المتحمس السيناريو إلى استديوهات ( وارنر بروس WB ) و شرح لهم الفكرة كلها , لكنهم لم يتحمسوا لها إطلاقًا , إذ كانوا يعدون في هذا الوقت للجزء الثاني من ( The Exorcist ) و شعروا أنهم سيكررون أنفسهم لو قاموا بعمل هذا الفيلم , لذا أخذوا يماطلون ( بيرنهارد ) لفترة طويلة , قبل أن يملّ هو أخيرًا منهم , ليرسل السيناريو إلى المخرج ( ريشترد دونور ) الذي قرأ السيناريو ليعجبه و ليبدأ هو أيضًا في السعي لتنفيذ هذا الفيلم . و قام ( دونور ) بإرسال السيناريو إلى صديق له في شركة ( 20th Century ) للإنتاج السينمائي يدعى ( آلان لاد ) الذي كان مسؤولاًَ عن الموافقة على السيناريوهات , لتقوم الشركة بانتاجها .. و قرأ ( آلاد ) السيناريو الذي مرّ بعدة مراحل تعديل , طلبها ( دونور ) بناء على خبرته , و نفذها ( سيلتز ) بحماس و سرعة , ليعلن ( آلان لاد ) موافقته على السيناريو , لكن بعد أن طلب مزيدًا من التعديلات هو الآخر . و كانت الصورة النهائية للسيناريو كالتالي .. بعد أن يفقد السفير الأمريكي في بريطانيا , طفله الوحيد أثناء ولادته , يعرض عليه أحد القساوسة أن يستبدل له ابنه بآخر يتبناه , دون أن تعرف حتى زوجته شيئًا عمّا حدث . و يقبل الأب المكلوم هذا التعويض و يأخذ معه الطفل الذي أسماه ( داميان ) إلى منزله ليربيه , دون أن يعرف أن هذا الطفل هو المسيخ الدجال ذاته , و قد جاء إلى الدنيا و لا يزال طفلاً حتى الآن ! و بينما يكتشف البعض هذه الحقيقة و يحاولون تحذير الأب , و على رأسهم القسيس الذي رشح له هذا الطفل , لكن الأب يرفض و بإصرار تصديق الجميع , لكنه يبدأ في الشك بعد ذلك حين يتساقط جميع من حذروه صرعى في حوادث تبدو عجيبة ومخيفة في الوقت ذاته . و إذ يبدأ الأب في السعي وراء حقيقة الطفل الذي تبناه يكتشف أن جسده الضئيل يحمل علامة الشيطان التي يعرفها الجميع ... علامة ( 666 ) .. و هنا يكون على الأب أن ينفذ أخطر مهمة في حياته .. أن يقتل طفله .. المسيخ الدجال !! بالطبع مرّت القصة بالعديد من مراحل التعديل , ففكرة الحوادث القدرية التي يموت فيها من يحذروا الأب من خطورة هذا الطفل , كانت فكرة ( آلان لاد ) ذاته , الذي وجد أن هذه الفكرة أكثر إثارة , من أن يبدو الأمر كله مواجهة صريحة مع الشيطان , الذي يحاول حماية ابنه . و بعد انتهاءالقصة أصبحت الكرة في ملعب المخرج ( دونور ) الذي أصبح عليه أن يبدأ في إيجاد الممثلين المناسبين , لهذا الفيلم الغريب من نوعه .. و الواقع أن غرابة القصة كانت سببًا لرفض العديد للعب دور السفير الأمريكي بطل الفيلم , و ممن رفضوا الفيلم ( شارلتون هيوستن ) و ( روي شنايدر ) و ( ويليام هولدن ) , و مع رفض هؤلاء بدأ تخوف الجميع من أنهم سيجدوا من يقبل التمثيل في الفيلم من الأساس , لكن ( دونور ) فاجأ الجميع بترشيحه للنجم العبقري ( جريجوري بيك ) لدور البطولة . و المفاجأة هنا ليست في اختياره لنجم له ثقل و أهمية ( جريجوري بيك ) فحسب , لكن لأن ( جريجوري بيك ) كان قد فقد طفله منذ فترة قليلة في عالم الواقع , و السيناريو الذي أرسل له عن أب فقد ابنه , و يحاول قتل الطفل الآخر الذي تبناه ! و على عكس توقعات الجميع وافق ( جريجوري بيك ) على السيناريو بصدر رحب , و بانضمامه استعاد الجميع ثقتهم , و توافد باقي النجوم و منهم ( لي ريميك ) و ( ديفيد وارنر ) , لكن تبقى الدور الأهم و هو دور الطفل داميان ذاته . و لإختيار هذا الطفل قصة طريفة دعني أرويها لك , فحين بدأ المخرج ( دونور ) في استعراض الأطفال المرشحين للدور , لفت انتباهه طفل بريطاني يدعى ( هارفي ستيفنس ) , فأخذه أمام الكاميرا , و قال له الآتي : - حين أقول أكشن .. اهجم عليّ و اضربني بلا توقف .. و بالفعل لم يكد ( دونور ) ينطق كلمة ( آكشن ) حتى هجم عليه الطفل كذئب مسعور مسددًا له ركلات و لكمات قاسية بحق , و لم يتوقف حتى حين صرخ ( دونور ) طالبًا من التوقف , حتى إن عمال الأستديو هم من حالوا بينه و بين هذا الطفل , الذي لم يكد ( دونور ) يفلت من بين يديه , حتى صرخ : - خذوا هذا الطفل و اصبغوا له شعره باللون الأسود .. إنه المسيخ الدجال بلا شك !! و في أكتوبر عام 1975 بدأ التصوير .. • صناعة الرعب : لم يكن تصوير الفيلم سهلاً , و هذا ما قاله جميع من عملوا فيه .. هناك التخوف من أنهم يصنعون فيلم رعب غريب , في وقت كثرت فيه هذه النوعية من الأفلام , و هناك المحاذير الدينية التي تتعلق أحداث الفيلم بها و هناك تلك اللعنة العجيبة التي أصابت صناع الفيلم , و التي سنتحدث عنها تفصيليًا بعد قليل .. المهم أن تصوير الفيلم كان كابوسًا حقيقيًا لكل من عملوا , و خاصة ( جون ريتشاردسون ) .. و ( جون ريتشاردسون ) هذا هو المسؤول عن الخدع البصرية و المؤثرات الخاصة التي ستظهر في الفيلم , و الذي ما إن قرأ السيناريو حتى وجد نفسه أمام ثلاث تحديات .. أولاً , المشهد الذي تأخذ فيه الأم ( داميان ) الطفل إلى حديقة الحيوان , فتهجم القردة على سيارتهم بصورة جنونية .. ثانيًا , المشهد الذي يطير فيه رأس ( ديفيد وارنر ) من على رأسه بعد أن يسقط لوح زجاج على عنقه .. و ثالثًا , مشهد سقوط الأم ( لي ريميك ) من الشرفة .. في مشهد القردة , كانت المشكلة أن القردة مسالمة بطبعها , و لا ترغب في مهاجمة السيارة التي تقل ( داميان ) رغم كل المحاولات التي قام بها المخرج لإستثارتها , و كان ( ريتشاردسون ) هو الذ انتبه إلى حقيقة هامة , و هي أنه لكل مجموعة من القردة , قائد أو زعيم يتبعونه بإخلاص , و أنك إذا قمت بإبعاد هذا القرد عنهم سيجن جنونهم و سيستحيل السيطرة عليهم و هذا هو المطلوب .. و الطريف أنهم لم يجهدوا أنفسهم بمعرفة هذا القرد الزعيم , فلقد أصابه المرض من تلقاء نفسه , و حين أخذ عمال الحديقة ليعالجوه , أصيبت القردة بحالة هياج مخيفة استغلها ( دونور ) و ( ريتشاردسون ) لتصوير المشهد . لاحظ أن هياج القردة كان حقيقيًا و أن هذا عرّض الممثلين للخطر , لكنه عام 1975 حيث لم تكد الخدع المولدة بالكمبيوتر ( CGI ) قد وجدت بعد , و هذا ما سبب صعوبة أخرى في مشهد قطع رأس المصور ( ديفيد وارنر ) , فـ ( وارنر ) كان خائفً بشدة من تصوير هذا المشهد حتى أنه رفض المجيء إلى الأستديو يوم تصوير هذا المشهد , و هكذا لم يجد ( ريتشاردسون ) أمامه سوى أن يستعين بدوبلير , بينما استخدم دمية شديدة الشبه بـ( وارنر) ليقوم بقطع رأسها في مشهد بدا شديد الواقعية لكل من رأوه . الخدعة الثالثة التي نفذها ( ريتشاردسون ) و التي تحدث عنها صناع السينما طويلاً حتى الآن , كانت مشهد سقوط ( لي ريميك ) الأم من الشرفة . فـ ( لي ريميك ) رفضت هي الأخرى – بدافع الخوف – تصوير المشهد رغم كل الضمانات التي قدمها لها المخرج ( دونور ) , فقام ( ريتشاردسون ) بتنفيذ خدعة عبقرية بحق .. لقد قام بتغيير ديكور غرفة الأم , بحيث حوّل أحد جدران الغرفة إلى نسخة طبق الأصل من الأرض , بالسجاجيد و المقاعد التي ثبتها بالمسامير على الجدار , ثم ثبتوا ( لي ريميك ) ذاتها في وضع الوقوف على الجدار , و قاموا بتحويل الأرضية إلى ما يشبه الجدار .. و هكذا حين نرى أن ( لي ريميك ) تشقط من الشرفة , و بزاوية تصوير معينة , الذي يحدث فعلاً هي أنها تسقط من الجدار إلى الأرض , لكن من شاهدوا الفيلم , بدا لهم الموقف و كأنما أصيبت ( لي ريميك ) الجنون لتلقي بنفسها من الشرفة ! أحكي لكم هذه التفاصيل التي لم تنته بعد , و لأن بعض هذه تفاصيل لها علاقة مباشرة باللعنة المخيفة التي أصابت صناع الفيلم .. لكننا سنترك هذا كله مع حديثنا عن باقي أجزاء الثلاثية إلى اللقاء القادم . |
||||||||||
![]() |
![]() |
#26 | ||||||||||
![]() ![]()
|
لعنة النذير اليوم نواصل حديثنا عن ثلاثية النذير التي بدأنا الحديث عنها في مقالة النذير , لذا سيكون من الأفضل أن تقرأ المقال السابق أولاً لتنعش ذاكرتك , أو لتتعرف عن ماذا نتحدث بالضبط .. تعرفنا عن كيف بدأت الفكرة في ذهن مصمم الإعلانات ( روبرت ماجنر ) , و كيف انتقلت منه إلى المنتج الشهير ( هارفي بيرنهارد ) و منه إلى كاتب السيناريو ( ديفيد سيلتز ) الذي حوّل الفكرة إلى سيناريو , قام المخرج ( ريتشارد دونور ) بتحويله إلى فيلم ناجح عام 1976 . عرفنا الصعوبات التي واجهت الجميع للوصول إلى هذه المرحلة , لكننا اليوم سنتعرف على بعض التفاصيل الأخرى و على اللعنة التي أصابت صناع الفيلم , ثم على باقي الأجزاء .. و .. و لنبدأ بسرعة , فلا وقت لدينا لنضيعه .. • تفاصيل أخرى : حتى كاد تصوير الجزء الأول من الثلاثية ينتهي , كان اسم الفيلم هو ( المسيخ الدجال The Antichrist ) ثم شعر المنتج ( بيرنهارد ) أن الإسم مباشر أكثر من اللازم , فقرر تبديله باسم ( علامة الولادة Birth Mark ) إشارة إلى علامة ( 666 ) الموجودة على جسد ( داميان ) الطفل و التي تشير إلى كونه المسيخ الدجال . و لكن المشكلة ظهرت حين بدأ تصوير مشاهد الفيلم في أحد المستشفيات , كما كان مقرراً في السيناريو , ففي تلك المستشفى خصصوا قسمًا خاصًا لتصوير مشاهد الفيلم , و كتبوا عليه القسم الخاص بـ ( علامة الولادة ) .. و بالطبع كان ما حدث طبيعيًا .. توافدت جميع الأمهات الحوامل إلى هذا القسم من المستشفى دون أن يدركن أن هذا القسم خاص بتصوير أحد الأفلام , و حين كان يتم إعتراض طريقهن , بدأن في التقدم بالشكاوي إلى إدارة المستشفى , مما أجبر المخرج ( ريتشارد دونور ) على البحث عن اسم جديد لفيلمه , و بعد تفكير طويل استقر على اسم ( النذير The Omen ) . آخر ما نذكره عن الجزء الأول , هو ذلك الخلاف في وجهات النظر الذي نشأ بين بطل الفيلم العبقري ( جريجوري بيك ) , و المخرج ( ريتشارد دونور ) و كان محور الخلاف حول آخر مشاهد الفيلم , إذ كان يفترض بـ ( جريجوري ) أن يحاول الهجوم على ابنه ( داميان ) محاولاً قتله و أنه سينجح في هذا , و كان ( جريجوري ) يطلب تعديل هذه النهاية , لأنها قد تسيء إلى صورته في عالم الواقع , مقترحًا أن يظهر أنه حاول بالفعل لكنه فشل بسبب تدخل أحدهم , ليلقى هو مصرعه بدلاً من الطفل .. و بعد جدال طويل استقر ( دونور ) على أن يقوم بتصوير مشهد النهاية كما هو , و كما أراد ( جريجوري بيك ) على أن يختار الأفضل منهما لاحقًا , و بالفعل تمّ هذا ليتم اختيار المشهد الذي اقترحه ( جريجوري بيك ) ... أتساءل الآن مع مرونة تفكير هؤلاء القوم إن كان صناع السينما المصرية يعرفون أهمية السيناريو أساسًا ؟! *** من أن هذه النهاية هي السبب في ظهور الأجزاء التالية من الأساس .. على كل حال وصل الفيلم إلى دور العرض في يونيو من عام 1976 ليحقق نجاحًا منقطع النذير , رغم تباين آراء النقاد حوله بين منبهر و مهاجم .. و بدأ الفيلم في حصده للملايين بسهولة تامة , خاصة مع تشجيع رجال الدين في أمريكا الجميع على مشاهدة الفيلم , مرددين أنه فيلم موح بشدة و أنه قد يدفع الناس إلى قراءة الكتاب المقدس مجددًا , الأمر الذي رأيناه يحدث مؤخرًا مع فيلم ( آلام المسيح The Passion of The Christ ) .. و يكفي أن نعرف أن الفيلم حقق في ستة أشهر أرباحًا وصلت إلى سبعين مليون دولارًا , و حصل على جائزة أوسكار أفضل موسيقى تصويرية , كما أن أرباح هذا الفيلم هي التي أدت إلى تمويل و ظهور أفلام أخرى , على رأسها مجموعة ( Star Wars ) الشهيرة .. ببساطة لقد تحول الفيلم إلى أسطورة , لكن اللعنة التي أصابت من عملوا في هذا الفيلم ساهمت بشكل واضح في تخليد هذه الأسطورة .. • اللعنة : يقال أنه لا يقوم استديو في هوليوود بانتاج فيلم رعب , و إلا و قد أشاع عنه أن هناك لعنة أصابت صناع الفيلم من باب الترويج و الدعاية .. هذه قصة محفوظة في هوليوود , و تبقى الحقيقة دائمًا هي آخر شيء يمكن اثباته .. لكن ما حدث في فيلم ( النذير ) بالذات من الصعب اختلاقه , أو القول أنه مجرد سلسلة من المصادفات .. الفيلم تم تصويره في لندن التي كانت تتعرض في هذا الوقت إلى سلسلة من الهجمات الإرهابية , و كان من نصيب المخرج ( دونور ) و المنتج ( بيرنهارد ) أنهما كانا في أحد الفنادق التي حدث فيها عملية تفجير ليلة وصولهما في مطعم الفندق , حيث كانا قد حجزا طاولة و لولا تأخرهما عن النزول إلى المطعم لكانت هذه هي نهايتهما .. تفجير آخر تعرضا إليه في مترو الأنفاق , و هما يسيران فيه , ثم كاد ( دونور ) أن يلقى مصرعه للمرة الثالثة حين خرج ذات مرة من سيارة يقودها ( بيرنهارد ) , و لم يكد يقف خارجها , حتى اندفعت سيارة مسرعة تجاهه , لتطيح بباب سيارته المفتوح , و لتحشر جسده بين السيارتين في وضع كادت عظامه تتهشم بسببه .. أيضًا كان هناك مشهد في رحلة السفاري حيث تهاجم القردة الثائرة السيارة التي تقودها الأم ( لي ريميك ) و الطفل ( هارفي ستيفنسن ) .. كان هناك مشهد إضافي تم حذفه لاحقًا و فيه يهاجم أسدان ثائران العربة .. المدرب الخاص الذي كان مسؤولاً عن الأسدين , لقى حتف بين فكيهما يوم تصوير المشهد و بصورة رهيبة مؤسفة ! و تصل اللعنة إلى السماء , فيصيب البرق الطائرة التي تقل ( جريجوري بيك ) من أمريكا إلى بريطانيا و يكاد يسقطها , ثم يتكرر ذات الموقف مع طائرة كاتب السيناريو ( ديفيد سيلتز ) .. و يستمر الموقف في طريقه إلى الأسوأ .. فلقد قام المخرج ( دونور ) باستئجار طائرة خاصة لتصوير بعض المشاهد الخاصة , لكن شركة الطيران اعتذرت له و منحت الطائرة لمجموعة من رجال الأعمال .. هذه الطائرة التي تقلهم اصطدمت بسيارة مسرعة أثناء انطلاقها في مدرج المطار لتنفجر الطائرة و السيارة و ليلق كل من في الاثنين مصرعهم , و العجيب أن تلك السيارة المسرعة كانت تقل زوجة قائد الطائرة و طفله الوحيد ! و أخيرًا تعرض المسؤول عن الخدع و المؤثرات الخاصة ( جون رتشاردسون ) إلى حادث سيارة , و كانت معه صديقته الأثيرة التي أطار لوح زجاج متهشم رأسها عن جسدها .. تمامًا كما نفذ هو خدعته في فيلم النذير .. هل هي لعنة أم لا ؟! .. أعتقد انه الآن لا يمكننا أن نجيب على هذا السؤال بثقة .. لا يمكننا أبدًا .. • الجزء الثاني ... داميان : الجز الثاني كان نتاج بديهي لنجاح الجزء الأول , و قبل أنت نتحدث عن صناعة الجزء الثاني من هذه الثلاثية , دعنا نستعرض قصته سريعًا .. توفقنا في الجزء الماضي على اكتشاف السفير الأب أنه ابنه المتبني هو المسيخ الدجال , و إذ يحاول قتله بالخناجر المقدسة السبع , ينقذ رجال الشرطة الطفل و يقتلون الأب , غير فاهمين لما يحدث بالضبط .. تبدأ أحداث الجزء الثاني بعد سبع سنوات من هذا التاريخ , إذ ينتقل الطفل ( داميان ) إلى حضانة أخو السفير في أمريكا ( ريتشارد ) الذي يدير جميع شركات ( ثورن ) الشهيرة , ليعيش معه و مع ابنه ( مارك ) .. العم ( ريتشارد ) لا يعرف حقيقة الطفل , و لماذا أصيب أخوه بحالة جنون دفعنه لمحاولة قتل هذا الملاك البريء .. لذا فهو يرسل الطفل ( داميان ) مع ابنه ( مارك ) إلى الأكاديمية العسكرية , حيث يقابل ( داميان ) مدرب في الكلية يخبره حقيقته و يساعده على الاستعداد على تنفيذ المهمة التي جاء الأرض من أجلها .. و شيئًا فشيئًا و مع توالي حوادث القتل الغامضة التي تصيب كل من ينبشوا في ماضي الطفل ( داميان ) , يبدأ العم ( ريتشارد ) في الفهم .. متأخرًا يفهم فيدفع الثمن هو و ابنه ( مارك ) و كل من حوله , لينتهي الفيلم بفاجأة مذهلة!! هذا الفيلم أخرجه ( دون تايلر ) بعد أن تخلى ( ريتشارد دونور ) عن السلسلة ليتفرغ إلى سلسلة أفلام ( سوبرمان ) , و رفض ( ديفيد سيلتز ) كتابة السيناريو لهذا الفيلم , ليتولى ( ستانلي مان ) هذه المهمة , و قام ( ويليام هولدن ) الذي رفض العمل في الجزء الأول بأداء دور العم ( رتشارد ثورن ) , بينما أدى دور ( داميان ) في هذا الفيلم , الطفل ( جوناثان تايلور سكوت ) . بالطبع كانت المشكلة الأساسية التي واجهت المخرج ( دون تايلر ) هي أن قصة الفيلم تكاد تتطابق مع قصة الجزء الأول , و هذا قد يصيب المشاهدين بالملل , و بالتالي إلى فشل هذا الجزء .. لذا كانت اجتماعات العمل المطولة بينه و بين كاتب السيناريو ( ستانلي مان ) لحل هذه المشكلة . و هكذا بدأت مراحل تعديل السيناريو معتمدين على نقطة القوة التي يمتلكها هذا الجزء .. اكتشاف الطفل ( داميان ) لحقيقته و الصراع النفسي الرهيب الذي ينشأ عن هذه المفاجأة القاسية , مع ملاحظة أهمية دور العم ( ريتشارد ) الذي يكتشف رويدًا رويدًا , حقيقة ما أصاب أخيه , و حقيقة الطفل ( داميان ) و أنه الآن يقضي وقته كله مع ابنه ( مارك ) .. هذه التطورات النفسية لم تكن موجودة في الجزء الأول , لكنها لم تكن كافية .. الحل إذن أن تكون مشاهد القتل في هذا الفيلم شديدة الإتقان و القسوة , بحيث تجذب اهتمام الجمهور المتعطش للرعب من ناحية , و لكي تتناسب أيضًا مع تطور قوة ( داميان ) من ناحية أخرى . لهذا – لن أحرق أحداث الفيلم تفصيليًا – حين سقط أحدهم في ثقب في سطح حيرة متجمدة , فإن الدوبلير الذي سقط في ماء البحيرة المتجمدة , سقط فعلاً , و ظل في الماء المثلج لمدة دقيقتين , حين أخرجوه بعدها كان سيلفظ أنفاسه الحقيقية .. هذا المشهد الذي ستراه في الفيلم حقيقي , و ستلاحظ أن الكاميرا كانت ثابتة طيلة الوقت !! *** من مشهد المرأة التي ثقبت الغربان عينيها , لتصاب بالعمى و لتسير على غير هدى في الشارع لتلقى مصرعها أسفل حافلة مسرعة .. و مشاهد اخرى جعلت بعض النقاد يقولون أن هذا الفيلم هو فيلم رعب صرف , حتى و إن كان يفتقر للسيناريو المتماسك الذي ميّز الجزء الأول .. على كل حال الفيلم عرض عام 1978 ليحقق النجاح المطلوب , و في نفس العام نشرت قصة الجزء الثاني في رواية تحمل ذات الاسم , و حققت أعلى المبيعات لتؤكد هذ الأخرى أن عام 1978 كان خاصًا به .. بـ ( داميان ) .. • المواجهة الأخيرة : المواجهة الأخيرة هو اسم الجزء الثالث و الأخير من هذه الثلاثية الممتعة , و لقد وصل إلى دور العرض عام 1981 و هو من إخراج ( جراهام بيكر ) و كتب له السيناريو ( أندرو بيكينز ) و قام بدور ( داميان ) الرجل , الممثل الشاب ( سام نيل ) في أول بطولة له . لقصة الآن بعد أن تخلص ( داميان ) من عمه و ابنه , و كبر ليرث سلسلة شركات ( ثورن ) الضخمة , و ليتحول إلى نجم في عالم الإقتصاد و السياسة, و هي إشارة ذكية أثنى عليها النقاد لاحقًا , بأن قوة الشيطان قد تكمن في تلاعبهبحياة البشر عبر السياسة و الإقتصاد , حتى تأتيه نبوءة تخبره أن أحد الأطفال سيولد في ليلة معينة , و أن هذا الطفل سيكون قاتله . و هكذا مستخدمًا نفوذي , يقتل كل الأطفال الذين يولدون في هذه الليلة , ماعدا الطف الموعود بالطبع لتتوالى الأحداث المثيرة .. هذا الجزء هو أشد أجزاء السلسلة نضجًا , و أدى تطور الخدع و اختلاف السيناريو عن سابقيه , و انضمام النجم ( سام نيل ) بأداءه العبقري للشخصية , إلى نجاح هذا الجزء من الثلاثية .. لكنها المواجهة الأخيرة , و فيها تنتهي الأحداث بموت ( داميان ) لتغلق صفحة الثلاثية إلى الأبد .. صحيح أن هناك فيلم تلفزيوني ساذج حاول إعادة إحياء شخصية ( داميان ) بأن يحتل جسد طفلة صغيرة هذه المرة , لكن هذا الفيلم المسمى ( اليقظة The Awaking ) فشل تمامًا , و لم يعد أحد جزءًا رابعًا لهذه الثلاثية الخالدة .. صحيح أن هوليوود الآن تقلب في أوراقها القديمة , و تصنع أجزاءًا جديدة لكل سلاسل الأفلام التي نجحت في المستقبل , لكن أعتقد أن ثلاثية النذير ستقف عند هذا الحد .. لقد حملت الثلاثية الرسالة كاملة .. كيف يصنع فيلم رعب و كيف ينجح .. و الأهم من هذا كله .. كيف يبقى في ذاكرة من شاهدوه .. و إلى الأبد . |
||||||||||
![]() |
![]() |
#27 | ||||||||||
![]() ![]()
|
محرقة آكلي لحوم البشر نتحدث اليوم عن واحد من أشهر أفلام الرعب في القرن العشرين , و إن كان لقب ( أشهر ) لم يحصل عليه من باب الجودة أو الإتقان , بل لأنه منع في أكثر من 50 دولة , مما منحه ذلك الطابع الأسطوري الذي يحصل عليه أي فيلم يمنع في هذا العدد من الدول .. طابع غامض مثير للفضول , و لابد أنك تتساءل الآن ما الذي يحويه هذا الفيلم لترفض كل هذه الدول عرضه ؟ .. الفيلم هو محرقة آكلي لحوم البشر ( Cannibal Holocaust ) للمخرج الإيطالي ( روجيرو ديوداتو ) الذي كان يشاهد الأخبار ذات يوم مع ابنه , ليلاحظ كم العنف التي تقدمه الأخبار كأنما يتعمدون التركيز على مشاهد القتل و العنف و الانفجارات , فواتته فكرة غريبة حقًا .. ماذا لو أرسلنا بعض من صانعي هذه الأخبار إلى الغابات الإفريقية ؟ إلى معقل رأس قبائل آكلي لحوم البشر ؟ هكذا قرر بدء العمل على الفور و كتاب قصة ملخصها أن باحثين يذهبان إلى أحد الغابات الافريقية بحثًا عن فريق ذهب إلى هناك ليصور فيلمًا وثائقيًا , ثم اختفى بلارجعة .. الباحث لن يجد سوى تسجيلات الفيديو التي منها سنعرف ما الذي حدث بالضبط .. فكرة لا باس بها على الإطلاق , لكن ( روجيرو ) لم يترك فيها موضعًا إلا و ملأه بمشاهد القتل و التمزيق و الجثث المخزوقة و المحروقين المشوهين , و كأنما ينتقم من كل العنف الذي يراه في نشرات الأخبار , ليجمعه و يركزه كله في فيلمه .. ثم إنه كان ذكيًا لقد قام بصنع فيلم أشبه بالأفلام الوثائقية و أقنع – بمعجزة – أبطال الفيلم أن يوقعوا على عقود تشترط أن يختفوا لفترة بعد عرض الفيلم , بحيث لا يظهروا في أفلام أو برامج تلفزيونية لمدة عامين , يكون مشاهدي الفيلم خلالها قد اقتنعوا أنهم لقوا حتفهم حقً خلال أحداث الفيلم .. ثم استعان بخبير المؤثرات الخاصة العبقري ( ألدو جاسبارا ) الذي نفذ معجزات حقيقية في هذا الفيلم , و انتهى تصوير الفيلم ثم بدأ عرضه في إيطاليا , على الجمهور الغافل الذي لم يتوقع الهول الذي سيراه .. و لم يكد العرض الأول ينتهي حتى تباينت ردود الأفعال على نحو مذهل , فالمراهقين اعتبروه تحفة كلاسيكية , بينما صراخ البالغون مطالبين منع عرض الفيلم , ليتحقق لهم ما أرادوا , فتم منع الفيلم في ايطاليا , و من بعده بدأت باقي الدول تعلن عن رفضها للفيلم , بعضها لكم العنف الذي يحتويه الفيلم , و البعض الآخر إذعانًا لقرارات جميعة حقوق الحيوان التي اعترضت على عمليات قتل الحيوانات الوحشية التي حدثت في الفيلم .. فعبر أحداث الفيلم نرى قرد يتم تهشيم جمجمته و أكل مخه من قبل رجال القبائل , و سلحفاة بحرية ضخمة تهشم حية بالفؤوس و سنجاب يقتل برصاصة من باب المرح .. *** من تمزيق البشر و حرقهم و تمزيق أعضائهم التناسلية و هم أحياء و تجميعهم في أكواخ و إشعال النار فيها , و تلك التفصيلة بالذات كانت من أسخف تفاصيل الفيلم على الإطلاق .. حرق سكان القبائل و إضافة كلمة ( هولوكوست ) إلى اسم الفيلم كانا مجرد سخافتين لإثارة اهتمام المشاهد , أو محاولة لكسب ود اليهود و بالتالي ضم جمهور ضخم إلى الفيلم .. لكن الفيلم منع من العرض و كل أحلام ( روجيرو ) تحطمت على صخرة الرقابة , و انتهى الأمر بالنسبة له حتى بدأت المفاجآت .. فلقد فوجي ( روجيرو ) أنه متهم بقتل ممثلي الفيلم , و تم استدعاءه إلى المحكمة بالفعل ليواجه تهمة القتل من الدرجة الأولى , ليحاول عبثًا إقناع الجميع أن ما حدث كان مجرد تمثيل و خدع بصرية متقنة , فلم يصدقه أحد .. و بدا الأمر كأن مجهود ( روجيرو ) انقلب ضده , خاصة مع العقود التي وقعها مع الممثلين و التي أجبرتهم على الإختفاء عن أعين العامة لعامين كاملين , فلم يعد أمامه سوى أن يجمع كل هؤلاء الممثلين و يعرضهم في لقاء تلفزيوني ليثبت للجميع أنهم على قيد الحياة و أنه لم يقتل أحدًا .. الإعتراف الثاني هو انه استعان بمشاهد من فيلم وثائقي حقيقي لتمزيق باحثة بيضاء على يد قبائل آكلي لحوم البشر .. نعم .. لمن شاهدوا الفيلم .. مشهد نهاية الفيلم حقيقي و ليس مجرد خدع منفذة بإتقان .. على أية حال دفن الفيلم في العلب لفترة , بدأ بعدها تسرب ليباع كالمخدرات لبعض الدول و لمحلات الفيديو , ثم انتقل إلى عالم الـ DVD ليتحول إلى هوس حقيقي للمراهقين , لدرجة أنه يقال أن الفيلم حقق 200 مليون دولار عبر بيعه بطرق غير رسمية على مرّ السنوات الماضية .. وحدها اليابان هي التي عرضته رسميًا على شاشات السينما ليتحول إلى واحد من أنجح الأفلام هناك .. ثم مرت السنوات و كفّ ( روجيرو ) عن الضحك على نفسه , ليعترف أنه إخراجه لهذا الفيلم كان حماقة لا مبرر لها , و أنه نادم على كل مشاهد القتل فيها , خاصة قتل الحيوانات التي لاذنب لها في كل ما حدث .. اعتراف متأخر .. فالفيلم أصبح في كل مكان و كل دولة و سيظل كذلك إلى الأبد , حاملاً لقبًا خاصًا .. لقب أشهر أبشع فيلم رعب .. الزر لليسار للإقتباس |
||||||||||
![]() |
![]() |
#28 | ||||||||||
![]() ![]()
|
ملخص الفيلم : أسم الفيلم هالوين الجزء الثاني تاريخ الانتاج 1981 الكاتب جون كاربنتر – ديبرا هيل الابطال دونالد بليزنس ( د. لوميس ) – جيمي لي كيرتس ( لاوري ) – تشارلز سايفرس ( الشرطي براكيت ) مدة العرض 92 دقيقة الجملة الدعائية The Nightmare Isn’t Over * القصة : مازلنا في عيد الهالويين 31 أكتوبر في عام 1978 .. بعد أن هرب مايكل مايرز من الموت المحقق على يد د. لوميس تبدأ البلدة كلها في البحث عنه دون جدوى .. بينما يتم وضع لاوري في المستشفى لعلاجها من الجروح التي أصابها بها مايكل وكذلك لعلاج حالتها النفسية السيئة .. يبدو الجميع رغم بحثهم الظاهري غير مهتمين بالفعل بما يحدث ، خاصة أن السبب في مطاردة مايكل للاوري غير مفهوم .. تنشأ قصة حب صغيرة بين لاوري وجيمي السائق في المستشفى ، الذي يعلم مايكل عن طريقه أن لاوري لم تمت وأنها في المستشفى .. في نفس الوقت الذي تبدأ فيه الأحداث البشعة مرة أخرى ، ويبدأ مايكل في قتل كل العاملين في المستشفى للوصول إلى لاوري ، تأتي إحدى الممرضات إلى د. لوميس وتخبره بأن رؤساءه يطالبونه بالعودة إلى المصحة وعدم الاستمرار في الحديث عن مايكل أو البحث عنه .. عبر مجموعة من المشاهد المحمومة نصل إلى الخاتمة المثيرة التي نكتشف فيها أحد أسرار عائلة لاوري التي أدت إلى ما حدث .. فهل تصل النجدة إلى لاوري قبل أن يظفر بها مايكل ؟.. * وراء الكواليس : هذا هو الجزء الوحيد الذي يظهر فيه الصباح التالي ليوم الهالويين .. ففي كل الأجزاء الأخرى ينتهي الفيلم في ليلة الهالويين نفسها .. - رفض كاربنتر إخراج الفيلم لكنه أصر على العمل في القصة والسيناريو .. بعد ذلك وجد كاربنتر أن فيلم روزينثال سيء بالفعل ، لذلك فقد أخرج بعض المشاهد ووضعها في الفيلم رغم اعتراضات روزينثال .. - في أحد المشاهد نرى رجلي أمن يشاهدان فيلم ليلة الموتى الأحياء Night of the Living Dead أحد أحب أفلام الرعب إلى قلب كاربنتر .. - تم صنع السكين والمبضع الذان يستخدمها مايكل لقتل لاوري من ممحاة متصلة بقطعة خشبية .. - هذه المرة كانت ميزانية الفيلم 2.5 مليون دولار .. أما الحصيلة فوصلت إلى 25.5 مليون دولار .. الزر لليسار للإقتباس |
||||||||||
![]() |
![]() |
#29 | ||||||||||
![]() ![]()
|
ايه الجمال ده بس عينى وحعتنىىىىىىىىىىىىىىىىىى وانا سعيد انى اول واحد يرد عليك |
||||||||||
![]() |
![]() |
#30 | ||||||||||
![]() ![]()
|
هو موضوع جميل اوى بس انا حاسس انو منقول وفى لعبة على نفس الطريقة اللى حضرتك قلت عليها Bitefight |
||||||||||
![]() |
![]() |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
منطقة صهيون القومية | .a7la-smile. | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 2 | 08-03-2014 05:37 AM |
أن تكون مسيحياً في مصر .. رداً علي مقالة علاء الأسواني: أن تكون مسلماً في بريطانيا | MiDo-Xp | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 6 | 04-04-2013 08:47 PM |
أجمل 50 منطقة في العالم | RoOoMyoOo | بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود | 21 | 17-03-2013 07:08 PM |
نفسك تكون بوت 24 ساعه بس الدنيا ملطشه معاك تعالى هنا وانت تكون بوت 24 ساعه | EYES1985 | قـسـم الـ SroKing Bot | 54 | 29-07-2009 12:04 AM |