البقاء مسجل دائمآ
الإعلانات
قديم 17-08-2019, 05:04 AM   #1

Mostafa Mosaad
عضو مميز



الصورة الرمزية Mostafa Mosaad


• الانـتـسـاب » Jul 2013
• رقـم العـضـويـة » 113413
• المشـــاركـات » 504
• الـدولـة » ðM Åļ ĎõЙצĂ má∫Ŗ
• الـهـوايـة » ľøVẽ ĤύćķỂя ĄИđ ĕđї&
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 10
Mostafa Mosaad صـاعـد

Mostafa Mosaad غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mostafa Mosaad

(21) فضل الصبر و العفّة








فضل الصبر و العفّة





عن أبي سعيد رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم :

" وَ مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعفّه اللَّهُ ، وَ مَنْ يَسْتَغْنِ يُغنه اللَّهُ ، وَ مَنْ يَتَصَبَّر يُصّبِّره اللَّهُ ، وَ مَا أعطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا و أوسع من الصبر " متفق عليه .



هذا الحديث اشتمل على أربع جمل جامعة نافعة :
إحداها قوله : " و من يستعفف يعفه الله "
و الثانية قوله : " و من يستغن يغنه الله "
و هاتان الجملتان متلازمتان ، فإن كمال العبد في إخلاصه لله رغبة و رهبة و تعلقاً به دون المخلوقين ، فعليه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ، و يعمل كل سبب يوصله إلى ذلك، حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق المخلوقين .
و ذلك بأن يجاهد نفسه عن أمرين : انصرافها عن التعلق بالمخلوقين بالاستعفاف عما في أيديهم . فلا يطلبه بمقاله و لا بلسان حاله .
و لهذا قال صلّى الله عليه و سلم لعمر : " ما أتاك من هذا المال و أنت غير مشرف و لا سائل فخذه ، و ما لا فلا تتبعه نفسَك " [ رواه البخاري ] فقطع الإشراف في القلب و السؤال باللسان ، تعففاً و ترفعاً عن مِنن الخلق ، و عن تعلق القلب بهم ، سبب قوي لحصول العفة .

و تمام ذلك أن يجاهد نفسه على الأمر الثاني : و هو الاستغناء بالله ، و الثقة بكفايته ، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه .

و هذا هو المقصود .و الأول وسيلة إلى هذا . فإن من استعف عما في أيدي الناس و عما يناله منهم أوجب له ذلك أن يقوى تعلقه بالله ، و رجاؤه و طمعه في فضل الله و إحسانه ، و يحسن ظنه و ثقته بربه .
و الله تعالى عند حسن ظن عبده به إن ظن خيراً فله ، و إن ظن غيره فله .
و كل واحد من الأمرين يمد الآخر فيقويه . فكلما قوي تعلقه بالله ضعف تعلقه بالمخلوقين و بالعكس .

و من دعاء النبي صلّى الله عليه و سلم : " اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَ التُّقَى وَ الْعَفَافَ وَ الْغِنَى " [ رواه مسلم ] فجمع الخير كله في هذا الدعاء .
فالهدى : هو العلم النافع . و التقى : العمل الصالح ، و ترك المحرمات كلها .

و هذا صلاح الدين . و تمام ذلك بصلاح القلب ، و طمأنينته بالعفاف عن الخلق ، و الغنى بالله . و من كان غنياً بالله فهو الغني حقاً ، و إن قلت حواصله .

فليس الغنى عن كثرة العَرَض ، إنما الغنى غنى القلب . و بالعفاف و الغنى يتم للعبد الحياة الطيبة ، و النعيم الدنيوي ، و القناعة بما آتاه الله .

و الثالثة قوله : " و من يتصبر يصبره الله " .
ثم ذكر في الجملة الرابعة : أن الصبر إذا أعطاه الله العبد فهو أفضل العطاء و أوسعه و أعظمه ، إعانة على الأمور . قال تعالى : { وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاَةِ } [البقرة:45] أي : على أموركم كلها .

و الصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس و تمرينها . فلهذا قال : " و من يتصبر " أي : يجاهد نفسه على الصبر " يصبره الله " و يعينه و إنما كان الصبر أعظم العطايا ، لأنه يتعلق بجميع أمور العبد و كمالاته و كل حالة من أحواله تحتاج إلى صبر .
فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله ، حتى يقوم بها و يؤديها .
و إلى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله و إلى صبر على أقدار الله المؤلمة ، فلا يتسخطها .
بل إلى صبر على نعم الله و محبوبات النفس ، فلا يدع النفس تمرح و تفرح الفرح المذموم ، بل يشتغل بشكر الله ، فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر .
و بالصبر ينال الفلاح .

و لهذا ذكر الله أهل الجنة فقال : { وَ المَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [الرعد:23-24] ، وكذلك قوله : { أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا } [الفرقان:75] ، فهم نالوا الجنة بنعيمها ، و أدركوا المنازل العالية بالصبر .

و لكن العبد يسأل الله العافية من الابتلاء الذي لا يدري ما عاقبته ، ثم إذا ورد عليه فوظيفته الصبر . فالعافية هي المطلوبة بالأصالة في أمور الابتلاء و الامتحان.
و الصبر يؤمر به عند وجود أسبابه متعلقاته . و الله هو المعين .

وقد وعد الله الصابرين في كتابه و على لسان رسوله أموراً عالية جليلة .

وعدهم بالإعانة في كل أمورهم ، و أنه معهم بالعناية و التوفيق و التسديد ، و أنه يحبهم و يثبت قلوبهم و أقدامهم ، و يلقي عليهم السكينة و الطمأنينة ، و يسهل لهم الطاعات ، و يحفظهم من المخالفات ، و يتفضل عليهم بالصلوات و الرحمة و الهداية عند المصيبات . و الله يرفعهم إلى أعلى المقامات في الدنيا و الآخرة .

وعدهم النصر و أن ييسرهم لليسرى و يجنبهم العُسرى .
و وعدهم بالسعادة و الفلاح و النجاح ، و أن يوفيهم أجرهم بغير حساب ، و أن يخلف عليهم في الدنيا أكثر مما أخذ منهم من محبوباتهم و أحسن ، يعوضهم عن وقوع المكروهات عوضاً عاجلاً يقابل أضعاف أضعاف ما وقع عليهم من كريهة و مصيبة .
و هو في ابتدائه صعب شديد .
و في انتهائه سهل حميد العواقب كما قيل :

و الصبر مثل اسمه مُرٌّ مذاقته … لكن عواقبه أحلى من العسل




اللهم اجعلنا من الصابرين : امين يارب العالمين













توقيع Mostafa Mosaad :
يتــــوب علينــــا ربنــــا

الصمــــت لغـــه العظمــــاء



لا تجعــلـ حلمـــكـ فتـــاه بـــلـ اجعـــلـ نفســكـ حلمـ كلـ فتــاه




Gmail
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

Skype
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


Facebook
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


رد مع اقتباس
إعلانات google

 


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
® الصبر ® ÇŘ7 بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 12 23-04-2013 07:25 PM
أجمل ما قيل في الصبر Mr Z!dane القـسـم الإسـلامـى الـعـام 8 19-02-2013 10:52 PM


الساعة الآن 01:50 PM.