حفظ بياناتي ؟

1/01/2023

22/05/2024_hema

22/05/2024_hema

END_shaher_08/02/2024

29_02_2023

ID:100_01_05_2024

END_tusk_04/01/2024

hossam_02_03_2023

END 14/6/2024

END 15/05/2024_9699

END_27/05/2024

END 2/06/2024

ID:102_02/06/2024

ID:103_02/06/2024

ID:104_05/06/2024

ID:105_10/06/2024

ID:106_24/06/2024

END 27/06/2024

25/01/2022

QueenSro

ID:100_01_06_2024

END_tusk_04/01/2024

END_Ibrahim_Abde_05/05/2024

END 14/6/2024

END_27/05/2024

END ID:101_17/05/2024

END 2/06/2024

ID:102_02/06/2024

END 19/06/2024

END 19/06/2024

END 22/08/2024

END 27/06/2024

 الـجـروب الـرسـمى لـلـمـنـتـدى FaceBook | Official Group 


شـريـط الاهـداءات



القـسـم الإسـلامـى الـعـام [ قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم يهتم بثقافتنا الإسلامية فقط ] [ نرجوا عدم التطرق للأمور التي تضر الدين وعدم الافتاء بشي غير موثوق وعدم المساس بأى دين أخر ]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-2009, 02:06 PM   #1

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي السيره النبوية



بشارات النبوة


النبوات والرسالات هي أفضل النعم التي تفضل الله بها على الناس، وأفضل هذه الرسالات وأعظمها وأشملها هي رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته، ولذلك أحاطها الله بعنايته، وشملها برعايته، وجعل لها دلائل باهرة، وعلامات ظاهرة، فدلت على نبوته صلى الله عليه وسلم دلائل ربانية قبل أن يبعث بل قبل أن يولد، وكانت هذه الدلائل بشائر على مبعثه صلى الله عليه وسلم، وما حملته تلك البعثة من خير للبشرية جمعاء، وهداية لها إلى الحق وإلى طريق مستقيم.فمع هذه الدلائل والبشائر على مبعثه لنا وقفة في هذا المقال.

فمن تلك الدلائل والبشارات التي بشرت بمبعثه قبل مولده صلى الله عليه وسلم، ما رواه الطبراني من حديث معاوية بن أبي سفيان عن أبيه أن أمية بن أبي الصلت قال له : إني أجد في الكتب صفة نبي يبعث من بلادنا ، وكنت أظن أني هو، ثم ظهر لي أنه من بني عبد مناف ، قال فنظرت فلم أجد فيهم من هو متصف بأخلاقه إلا عتبة بن ربيعة إلا أنه جاوز الأربعين ولم يوح إليه، فعرفت أنه غيره .قال أبو سفيان : فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم قلت لأمية عنه فقال: أَمَا إنَّه حق فاتَّبعه ، فقلت له وأنت ما يمنعك ؟ قال: الحياء من نساء ثقيف أني كنت أخبرهن أني أنا هو، ثم أصير تبعاً لفتىً من بني عبد مناف. فهذه علامة وبشارة واضحة تدل على نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما منع هذا الرجل من الإيمان به بعد مبعثه -مع علمه أنه حق- إلا الكبر عياذاً بالله.

ومن الدلائل والبشائر على نبوته كذلك ما رواه الإمام أحمد من حديث سلمة بن وقش قال : كان لنا جار من اليهود بالمدينة فخرج علينا قبل البعثة بزمان فذكر الحشر والجنة والنار، فقلنا له : وما آية ذلك ؟ قال خروج نبي يبعث من هذه البلاد ـ وأشار إلى مكة ـ فقالوا متى يقع ذلك ؟ قال فرمى بطرفه إلى السماء ـ وأنا أصغر القوم فقال إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه ، قال فما ذهبت الأيام والليالي حتى بعث الله تعالى نبيه ، وهو حي ـ أي اليهودي ـ فآمنَّا به وكفر هو بغياً وحسداً.

أما العلامات والدلائل على نبوته صلى الله عليه وسلم والتي كانت عند مولده وبعده، فمنها ما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم حيث قال أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى عليهما السلام ، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام) أخرجه أحمد بسند صحيح.

ومن هذه الإرهاصات والعلامات على نبوته بعد مولده صلى الله عليه وسلم ما جاء في قصة حليمة السعدية حيث أخبرت أنها لما أخذته من أمه، كثر اللبن في ثديها، ووجد زوجها اللبن في ناقته، وكثر اللبن في شياهها، إلى غير ذلك من الأمور التي خرجت عن مألوف العادة، والتي حصلت ببركة وجوده بينهم صلى الله عليه وسلم.
ويتوج ذلك كله حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربع سنين، فقد أخرج مسلم في "صحيحه" عن أنس رضي الله عنه(أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقةً وقال: هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم جمعه فأعاده إلي مكانه) وهذه الواقعة كانت من أهم البشائر على قرب مبعثه صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين بشيراً ونذيراً.

ولا يخفى على الناظر في سيرته صلى الله عليه وسلم أن الدلائل والمبشرات بنبوته كثيرة لا يحيط بها مقام كهذا وما ذكرناه يستدل به على ما لم نذكر

نشأة النبي صلى الله عليه وسلم


اقتضت حكمة الله تعالى أن يُنشِّأَ خاتم أنبيائه وأكرم رسله تنشئة خاصة، فهيأ له من الأسباب أفضلها، ومن الأحداث أخيرها، كي يسير وفق المنهج الذي أراده الله له. فكيف كانت نشأته صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت بداية حياته؟ هذا ما سنعرفه في هذه الكلمات :

نشأ صلى الله عليه وسلم في أسرة كريمة وعريقة هي الأسرة الهاشمية التي هيأت له أسباب الرعاية، واهتمت به اهتماماً بالغاً بسبب يتمه، فقد مات أبوه وهو في بطن أمه، فتولى أمره جده عبد المطلب، فاعتني به أفضل عناية ورعاه حق الرعاية، وأختار له من المرضعات أكفأهن، فاسترضع له امرأة من بني بكر وهي حليمة السعدية فنشأ أول حياته في بادية بني سعد، فأولته حليمة عنايتها وحرصت على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين، لما رأت من البركة في وجوده بينهم، فجاءت به لأمه -بعد أن أكمل سنتيه- و أقنعتها بأن يرجع معها، قالت حليمة: وهي تروي خبرها، فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرجو من بركته، فكلمتُ أمه ، وقلت لها : لو تركت ابنك عندي حتى يشتد عوده، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت فلم نزل بها حتى ردته معنا.

وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فوقعت له حادثة شق الصدر، وقد روى وقائع هذه الحادثة الصحابي أنس رضي الله عنه، كما في "الصحيحين" قال: أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، واخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه -أي خاطه-، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني مرضعته- فقالوا لها: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون -أي قد تغيَّر لونه-.
فخشيت عليه حليمة بعد هذه الحادثة، فردته إلى أمه، فمكث في رعايتها إلى أن بلغ من العمر ست سنين، فتوفيت أمه، فكفله جده عبد المطلب فحنَّ عليه ورقَّ له رقة شديدة، حتى إنه من شدة حبه له واعتنائه به، كان يقدمه على سائر أبنائه ويؤثره عليهم، ولما بلغ من العمر ثماني سنين توفى جده عبد المطلب، فكفله عمه أبو طالب وقام بحقه حق القيام، فضمه إلى أولاده، وقدمه عليهم واختصه باحترام وتقدير زائدين، واستمر أكثر من أربعين سنة يعزز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويُخاصم من أجله .

أما من ناحية الأعمال التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلم، فلم يكن له عمل معيَّن في أول شبابه ، إلا أن الروايات تواترت في أنه صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها. ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجراً إلى الشام في مال لخديجة رضي الله عنها، ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من البركة والأمانة ما رأت، رغبت في الزواج منه، فتزوجها، وكانت أول امرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم، فكانت خير معين له على أعباء الحياة، ومن ثَمَّ على أعباء الرسالة، لمَاَّ نزل عليه الوحي.

وبالجملة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم نشأَ نشأة خاصة، تحت العناية الإلهية، فكانت فيه خير صفات الخلق، فامتاز في قومه بصفات حميدة، وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم أمانة، حتى سماه قومه " الأمين ".

وكان كما وصفته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : يحمل الكَلَّ، وي**ب المعدوم، ويُقري الضيف، ويعين على نوائب الحق "، فصلوات الله وسلامة عليه .

التعبد في غار حراء



كانت عند العرب بقايا من الحنيفية التي ورثوها من دين إبراهيم عليه السلام، فكانوا مع -ما هم عليه من الشرك- يتمسكون بأمور صحيحة توارثها الأبناء عن الآباء كابراً عن كابر، وكان بعضهم أكثر تمسكاً بها من بعض، بل كانت طائفة منهم -وهم قلة- تعاف وترفض ما كان عليه قومها من الشرك وعبادة الأوثان، وأكل الميتة، ووأد البنات، ونحو ذلك من العادات التي لم يأذن بها الله، ولم يأت بها شرع حنيف، وكان من تلك الطائفة ورقة بن نوفل و زيد بن نفيل ورسولنا صلى الله عليه وسلم ، والذي امتاز عن غيره صلى الله عليه وسلم باعتزاله الناس للتعبد والتفكُّر في غار حراء، فما هو خبره صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، هذا ما سنقف عليه في المقال التالي:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتأمل منذ صغره ما كان عليه قومه من العبادات الباطلة والأوهام الزائفة، التي لم تجد سبيلاً إلى نفسه، ولم تلق قبولاً في عقله، بسبب ما أحاطه الله من رعاية وعناية لم تكن لغيره من البشر، فبقيت فطرته على صفائها، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه.

هذا الحال الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم دفع به إلى اعتزال قومه وما يعبدون من دون الله، وحبَّب الله إليه عبادته بعيداً عن أعين قومه وما كانوا عليه من عبادات باطلة، وأوهام زائفة، فكان يأخذ طعامه وشرابه ويذهب إلى غار حراء كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (جاورت بحراء شهراً...)وحراء هو غار صغير في جبل النور على بعد ميلين من مكة، فكان يقيم فيه الأيام والليالي ذوات العدد، يقضي وقته في عبادة ربه والتفكَّر فيما حوله من مشاهد الكون، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك الباطلة، والتصورات الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح ولا منهج محدد يطمئن إليه و يرضاه.

وكان اختياره لهذه العزلة والانقطاع عن الناس بعض الوقت من الأسباب التي هيأها الله تعالى له ليعده لما ينتظره من الأمر العظيم، والمهمة الكبيرة التي سيقوم بها، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين واقتضت حكمة الله أن يكون أول ما نزل عليه الوحي في هذا الغار.

فهذا ما كان من أمر تعبده صلى الله عليه وسلم، واعتزاله قومه وما كانوا عليه من العبادات والعادات، وقد أحاطه الله سبحانه بعنايته ورعايته، وهيأ له الأسباب التي تعده لحمل الرسالة للعالمين. وهو في حاله التي ذكرنا ينطبق عليه قوله تعالى في حق موسى عليه الصلاة والسلام {ولتصنع على عيني}(طه:39)إنه الإعداد لأمر عظيم تنوء الجبال بحمله، إنها الأمانة التي كان يُعدُّ لحملها إلى الناس أجمعين، ليكون عليهم شهيداً يوم القيامة،تحقيقاً لقوله تعالى{وجئنا بك شهيداً على هولاء}(النحل:89) فجزاه الله عن أمته وعن العالمين خير الجزاء، وجمعنا معه تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، والحمد لله رب العالمين

يتبع



السيره النبوية اربع صفحات كامله
برجاء التثبيت


توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ


التعديل الأخير تم بواسطة dark2010 ; 01-03-2009 الساعة 02:38 PM

رد مع اقتباس
إعلانات google

قديم 01-03-2009, 02:06 PM   #2

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



المشاركة في حياة أهل مكة

اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل أنبيائه ورسله بشراً كسائر البشر، إلا ما اختصهم به سبحانه من أمور تتطلبها طبيعة رسالتهم السماوية التي كلفوا بحملها.

ومع أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان أفضل خلق الله وأكرمهم عليه، إلا أنه صلى الله عليه وسلم كان كغيره من البشر، يأكل الطعام، ويمشي في الأسواق ، ويعمل الأعمال التي يحتاج إليها الناس في حياتهم، ولا يستقيم أمرهم إلا بها.

وفي مقالنا هذا نحاول أن نقف على بعض أعماله التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلم لنستشف منها ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من فاعلية ومشاركة لأبناء قومه في أفراحهم وأتراحهم .

وأول ما يستوقف القارئ لسيرته صلى الله عليه وسلم ما نقلته لنا كتب السيرة من أنه صلى الله عليه وسلم كان في مرحلة شبابه يرعى الغنم لأهل مكة ، فعند البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما بعث الله نبيناً إلا ورعى الغنم، فقال الصحابة رضي الله عنهم: حتى أنت يا رسول الله ؟ قال نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) والقراريط جمع قيراط، وهو جزء من الدينار.

وكان صلى الله عليه وسلم يشارك قومه في ندواتهم واجتماعاتهم التي يعقدونها لبحث القضايا المهمة، فشارك صلى الله عليه وسلم فيما سمي بـ ( حلف الفضول) وقال عنه كما في "مسند" أحمد : ( شهدت في دارعبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت ) والحديث صححه الألباني .
وقد تم التعاقد في هذا الاجتماع والتعاهد على حماية المظلومين ودفع الظلم عنهم، وقد مدح صلى الله عليه وسلم هذا الحلف -كما جاء في الحديث - لأنه لا يدعو إلى حمية الجاهلية الأولى، وإنما إلى نصرة المظلومين، ومن كان في معناهم.

وشارك صلى الله عليه وسلم مع بني قومه في بناء الكعبة بعد أن جرفها السيل، ففي البخاري من حديث جابر أنه قال ( لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة ) .

ومن مشاركته صلى الله عليه وسلم هنا أنه أشار على قومه - بعد أن اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه - أشار عليهم أن يبسطوا رداء ويضعوا الحجر عليه ، ثم تحمله كل قبيلة من زاوية من زواياه، ثم يتولى هو وضعه في مكانه، وبذلك منع نزاعاً كاد ينشب بينهم .

ثم كان من أعماله صلى الله عليه وسلم التي قام بها تجارته في بعض أموال قريش، وخرج إلى الشام متاجراً في مالٍ لخديجة رضي الله عنها ..

والحق إن سيرته صلى الله عليه وسلم غنية بأمثال هذه المشاركات والأعمال التي إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى فاعليته وإيجابيته في مجتمعه، حيث إنه شاركهم في أحوالهم كافة، إلا ما كان من أعمالهم التي لا تقرها فطرته السليمة التي حفظها الله له. وهكذا فقد شاركهم في حربهم وسلمهم ، وأفراحهم وأتراحهم ، يعاني ما يعانون، ويقاسي ما يقاسون، وكأنَّ الله سبحانه كان يعده لأمر عظيم ولغاية أسمى، فجعل الله له المكانة في قومه، وحببه إلى قلوب الناس، وجعل له المهابة والاحترام، حتى أطلقوا عليه وصف "الأمين" وذلك لأمانته وصدق تعامله مع أبناء مجتمعه، فصلى الله عليه وسلم، وجعلنا الله من المسترشدين بسيرته


حادثة الفيل



إن الله تعالى يخلق ما يشاء ويختار{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار}(القصص:68) خلق الإنسان وفضل بعضه على بعض، وخلق الزمان وفضل بعضه على بعض، وخلق المكان وفضل بعضه على بعض، ومن الأماكن التي اختارها سبحانه وفضلها على سائر بقاع الأرض، مكة المكرمة، التي فيها البيت العتيق، وهو أول بيت وضع للناس، وقد حرسه الله وحماه وأحاطه برعايته ورد عنه كيد المجرمين، ومن ذلك حادثة الفيل المشهورة التي سجل الله وقائعها في القرآن الكريم فما خبر هذه الواقعة ؟ هذا ما سنقف عليه في هذه الأسطر :

ذكرت كُتب السيرة أن أبرهة الحبشي كان نائباً للنجاشي على اليمن، فرأى العرب يحجون إلى الكعبة، ويعظمونها، فلم يرق له ذلك، وأراد أن يصرف الناس عنها،فبني كنيسة كبيرة بصنعاء ، ليحج الناس إليها بدلاً من الكعبة، فلما سمع بذلك رجل من بني كنانة دخل الكنيسة ليلاً، فبال وتغوط فيها ، فلما علم أبرهة بذلك سأل عن الفاعل فقيل له، صنع هذا رجل من العرب من أهل البيت الذي تحج العرب إليه بمكة ، فغضب أبرهة وحلف أن يذهب إلى مكة ليهدمها، فجهَّز جيشاً كبيرا، وأنطلق قاصداً البيت العتيق يريد هدمه، وكان من جملة دوابهم التي يركبون عليها الفيل-الذي لا تعرفه العرب بأرضها- فأصاب العرب خوفٌ شديد،ٌولم يجد أبرهة في طريقه إلا مقاومة يسيرة من بعض القبائل العربية التي تعظم البيت، أما أهل مكة فقد تحصنوا في الجبال ولم يقاوموه.

وجاء عبد المطلب يطلب إبلاً له أخذها جيش أبرهة، فقال له أبرهة: كنتَ قد أعجبتني حين رأيتُك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أخذتها منك، وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك، قد جئتُ لهدمه، لا تكلمني فيه ! قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل ، وإن للبيت رباً يحميه، فقال أبرهة: ما كان ليمتنع مني ، قال عبد المطلب : أنت وذاك.وأنشد يقول:
لاهُمَّ إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك
لا يغلبنَّ صليبهم ومحالهم غدواً محالك
إن كنتَ تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك

فلما أصبح أبرهة عبأ جيشه، وهيأَ فيله لدخول مكة ، فلما كان في وادي محسر-بين مزدلفة ومنى- برك الفيل، وامتنع عن التقدم نحو مكة ، وكانوا إذا وجهوه إلى الجنوب، أو الشمال ، أو الشرق،انقاد لذلك، وإذا وجهوه للكعبة برك وامتنع، وبينما هم على هذه الحالة ، إذ أرسل الله عليهم طيراً أبابيل -ومعنى أبابيل يتبع بعضها بعضاً- مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في رجليه، لا تصيب منهم أحداً إلا تقطعت أعضاؤه ، وهلك.
أما أبرهة فقد أصابه الله بداء، تساقطت بسببه أنامله، فلم يصل إلى صنعاء إلا وهو مثل فرخ الحمام، وانصدع صدره عن قلبه فهلك شر هلكة.وقد أخبر الله تعالى بذلك في كتابه فقال:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول.} (سورة الفيل)

وقد حدثت هذه الواقعة في شهر المحرم قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يوما تقريبا .وهو يوافق فبراير سنة 571م.
ووقعت في ظروف ساعدت على وصول خبرها إلى معظم أرجاء المعمورة المتحضرة في ذلك الزمن ، فالحبشة كانت ذات صلة قوية بالرومان ، والفرس لهم بالمرصاد يترقبون ما ينزل بهم وبحلفائهم، وهاتان الدولتان كانتا تمثلان العالم المتحضر في ذلك الزمان. فلفتت هذه الواقعة أنظار العالم إلى شرف هذا البيت ومكانته، وأنه هو البيت الذي اصطفاه الله تعالى للتقديس.

وفي الختام: ننبه إلى أن الله تعالى ناصر دينه الحق، وحامي بيته من أعدائه-مهما كانت قوتهم وجبروتهم-بما شاء من جنوده التي لا يعلمها إلا هو{وما يعلم جنود ربك إلا هو} ومن يغالب الله يُغلَب،{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}


نسب النبي صلى الله عليه وسلم

خلق الله تعالى الإنسان وكرمه، وفضله على كثير من خلقه وعلَّمه، وكان من مظاهر ذلك التكريم أن أقام سبحانه وشائج النسب والمصاهرة بين بني الإنسان، كما بين ذلك بقوله :{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} (الفرقان:54) وكان مقصد حفظ الأنساب من المقاصد الأساسية التي اتفقت على رعايتها وحفظها جميع الشرائع السماوية، لذا وجدنا الأنساب والأعراق من أهم الأمور التي يتفاخر بها الناس، ويحرصون على إبرازها وإظهارها، وكانت العرب أشهر من اعتنى بذلك، وحرص عليه، ولذلك بعث الله رسوله من أفضل قبيلة وأشرف نسب.

وقد اقتضت حكمة الله تعالى في خلقه، أن اختار رسله إليهم من ذو الأنساب الأصيلة والأقوام العريقة، ولذلك كان أول سؤال سأل عنه هرقل أبا سفيان أن قال له كيف نسبه فيكم؟ -يقصد النبي صلى الله عليه وسلم- فأجاب أبو سفيان: هو فينا ذو نسب -أي صاحب نسب شريف معروف- ثم قال هرقل في ختام الأسئلة: سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تُبعث في نسب قومها.

فنسب النبي صلى الله عليه وسلم أشرف الأنساب، كما ثبت في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم

وقد اتفق أهل السير والأخبار على ذكر نسبه صلى الله عليه وسلم إلى عدنان، فنسبوه بأنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر - وهو قريش الذي تنسب له القبيلة_ بن مالك بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وأما ما بعد عدنان إلى إبراهيم عليه السلام فقد اختلف أهل السير في صحته، فمنهم من قال به، ومنهم من توقف فيه.

وجملة القول: إن النبي صلى الله عليه وسلم خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق.
فحريُّ بالمسلم أن يكون على علم بهذا النسب الشريف، ومقام صاحبه صلوات الله وسلامه عليه. والله نسأل أن يجعلنا من المحبين له، والمتمسكين بهديه

يتبع



توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:07 PM   #3

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



أبوةُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم

لا تخطئ النظرة الأولى لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كمـال صفة الأبوة في رسـول الله صلى الله عليه وسلم ككل صفاته . وإن كان من أبرز مظاهـر الأبوة وأهمها الشفقة بالأطفال والرقـة لهم . فقد كان ذلك واضحاً جلياً في حياته عليه الصلاة والسلام _ ليس مع أبنائه وبناته الذين من صلبه ، أو أبنائهم وبناتهم فقط- بل كان ذلك مع أبناء المسلمين عامة. وذلك يشهد بقوة الأبوة وأصالتها لديه صلى الله عليه وسلم ، فقد يكون الإنسان أباً عطوفاً شفوقاً مع أبنائه خاصة ، يستنفذون طاقة حنانه ، وجهد شفقته ، وآخر بره ، فلا يبقى لغيرهم شيء ، أما نبي الرحمـة صلى الله عليه وسلم فقد كانت الأبوة فيه كاملةً شاملة فاض برها وحنانها وشفقتها على أبنـاء المسلمين جميعـاً ، وسعدوا بها ، وتَفيّـؤوا ظلالها ، كانت أبوة سخية معطاءة ، بارة حانية ، تُعلم الآباء كيف يكون البر ؟ وكيف تكون الرحمة ؟ وكيف يكون الحنان ؟ بل كيف تكون الأبوة، وما زال وسيظل يرنّ في آذان البشرية أخبار تلك الأبوة الكاملة الشاملة ، حيث سجلتـها الأحاديث الصحيحة سطوراً من نور يهدي الإنسانية إلى سنة خير البرية . عليه الصلاة وأزكى السلام .

من مظاهر الأبوة العامة :
كان صلى الله عليه وسلم يفرح بأطفـال المسلمين ، ويهنئ بميلادهم ، ويباركهم ، ويسعد إذ يأتونه بهم يُحنـكهم ، ويسميهم ، ويبين للمسلمين كيف يستقبـلون أبناءهم ، ويحثهم على الفرحة بهم ، والاحتفال بمقدمهم ، ويدعوهم للعقيقة عنهم يوم سابعهم ، ويشهد هذه الولائم تنويهاً بها، وإعلاءً لشأنها وللمناسبة التي أقيمت من أجلها .

عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها حملت عبد الله بن الزبير بمكة ، قالت : فخرجت وأنا متـم - أي في آخر أيام الحمل - فقدمت المدينة ، فنزلت بقبـاء ، فولدت بقُباء ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضعه في حجـره ، ثم دعا بتمرة ، فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حنّكه بالتمرة ( التحنيك: هو أن يمضغ التمرة حتى تلين ، ثم يدلك بها حنك الصبي ، داخل فمه ، حتى ينزل إلى جوفه شيء منه ) ثم دعا له ، فبرّك عليه ، وكان أولَ مولود في الإسلام .
وفي رواية أخرى زيادة : ففرحوا به فرحاً شديداً ، لأنهم قيل لهم : إن اليهـود قد سحرتكم فلا يولد لكم. رواه الشيخان .
وفي الصحيحين أيضاً عن عائشة رضي الله عنها ، نحو هذا الحديث ، وفيه وسمـاهعبد الله .

ولا يقولن قائل : إن هذا يدخل في باب ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لأبنائه ، وآل بيتـه ، فإن أسماء أخت عائشة زوجه ، والزبـير زوج أسماء ابن صفية بنت عبد المطلب ، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يقولن قائل ذلك، فإن هذا لم يكن لابن أسمـاء وحدها ، والأخبار عن فعله عليه الصلاة والسـلام ذلك بغير عبد الله بن الزبير لا تقف عند حصر .

وكأني بأصحابه رضوان الله عليهم قـد عرفوا حبّه عليه الصلاة والسـلام لذلك وسعادته به ، فكانوا يحرصون عليه ، ويهتمون به ، بل وجدوا _ هم أيضاً _ خيراً في ذلك لأبنائهم ، وبركة عليهم ، يشهد لذلك مارواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : ولدت أم سُليم - زوج أبي طلحة ، وأم أنس- غلاماً ، فقال أبو طلحة: ( احفظيه أي لا يتناول شيئاً ، كما صرح بذلك في رواية أخرى عند البخاري أيضاً حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ) ، وفي الـرواية الأخـرى أن الذي طلب حفظه من أن يتناول شيئاً هي أم سليم ، ولا مانع أن يكون الطلب بالمحافـظة على الغلام من أن يتناول شيئاً قد كان كل منهما جميعاً - من أبي طلحة وأم سليم - ، وتكررت الرواية من أنس رضي الله عنه . قال أنس : وأرسلت أم سليم - معه أي الصبي - بتمرات ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أمعه شيء؟ قالوا : نعم . تمرات ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في فم، الصبي وحنّكه به ، وسماه عبد الله .

وهذا الحديث أخرجه "مسلم " بزيادة فجعل الصبي يتلمظه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : حُب الأنصار التمر .
فهنا نجد حرص كل من أبي طلحة ، وزوجته أم سليم على أن يكون أول ما يدخل جوفَ الصبي من ريقُ النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا يفوتنا أن نسجل ما ظهر من تلطف الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومداعبته، حين علق على تلمظ الطفل يتلمظ ، أي يحرك لسانه في فمه ، ليتتبع ما فيه من تمر قائلاً : حُب الأنصار التمر .

فكأنه عليه الصلاة والسلام يفسر تلمظ الغلام بعراقته في حب التمر ، وإرثه ذلك عن آله الأنصار ، فقد كان أهل المدينة الأنصـار أهل نخيل ، فالتمر شائع فيهم ، وعامة طعامهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يذكر ذلك في معرض المجاملة والثناء ، والرضى عن الأنصار وأبناء الأنصار .

وربما قيل : إنّ أم سليم وأبا طلحة ليسا بعيدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنس خـادم الرسول ابن أُم سليم ، والمولود أخوه لأمه ، فهو يرتبط بنوع صـلة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يقطع هذا القول ، ويؤكد أن ذلك البر بالأبناء كان لكل أبناء المسلمين ، قال أبو موسى: ولد لي غلام فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم به فسماه إبراهيم ، وحنـكه بتمرة ، ودعـا له بالبركة ، ودفعه إليّ ، وكان إبراهيـم هذا أكبر ولد أبي موسى الأشعري . (رواه البخاري).

وربما كان أوضح في الدلالة على أن ذلك كان شـأن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه كان مألوفاً معروفاً عند المسلمين ما رواه هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهم : "أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرّك عليهم ، ويحنّكهم ". ( أخرجه مسلم ).
فهذا الحديث بهذه الصيغة ناطق وشاهـد بأن ذلك كان شـأناً منه ، ومعروفاً عنه صلى الله عليه وسلم ، ومعهوداً من صحابته معه ، بصفة عامة، وأن الأحاديث التي رويت وحددت أسماء ووقائع معينة مجرد أمثلة ، وليست حاصرةً جامعة مانعة .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، في تسميته لأبنـاء الصحابة رضوان الله عليهم يتوخى فيها المناسبة لحال كل طفل ، وما يدخل السرور على أسرته ، ويسعدهم ، ينطق بذلك الحديث التالي :

عن سهل بن سعد قال : أُتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد ، فوضعـه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه ، وأسيد جالس ، فلهى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء - أي شغل به - بين يديه ، فأمر أبو أسيد بابنـه فاحتمل من على فخذ رسول الله فأقلبوه، فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي مما شغله ) فقال : أين الصبي ؟ فقال أبو أسيد : أقلبناه يا رسول الله ، قال :

ما اسمه ؟ قال : فلان يا رسول الله . قال : لا ولكن اسمـه المنـذر ، فسماه يومئذٍ المنذر. ( رواه الشيخان ).

فمع ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم من شغل ، استغرقه حتى احتُمل الصبي من على فخذه من غير أن يشعر ، مع ذلك لم ينس أن يسأل عن اسمه ، ولما عرفه ، غيّره ، لا لكراهية الاسم الذي سموه به ، ولكن ( المنذر كان ابن عم أبيه ، وكان قد استشهد ببئر معونة ، وكان أميرهم ، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم له اسم المنذر تفاؤلاً أن يكون خلفاً من ابن عم أبيه الشهيد ، الذي استشهد ببئر معونة .

يتبع



توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:08 PM   #4

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



وإذا نحن أخذنا في بيان سمات أبوته صلى الله عليه وسلم ، وملامحها ، لوجـدنا من ذلك ما يقضي الفطنُ العجبَ منه ، ولكنا نوجز قولنا، ونعرض بعض ملامح الأبوة النبوية وخصائصها على النحو التالي :

1. عدم التفرقة بين البنين والبنات ، أو قل: إعطاء البنات من المحبة والتقدير حقهن كاملاً ، لا تنقصهن أنوثتهن من ذلك شيئاً .

ولقد كانت البيـئة الجاهلية الجافية ، في حاجة إلى من يلقنـها هذا الدرس عمليّاً وسلوكياً ، قبل أن يلقنه لها نظريّاً . وتعاليم تلك البيـئة التي كان فيها من تتحجر عاطفته ، ويجف نبع الحنان في قلبه ، وتنتكس فطرته ، وترتكس طبيعته ، حتى يدفن ابنته حية في التراب . ( وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهة مسودَّاً وهو كظيم . يتوارى من القوم من سوء ما بُشّر به أيُمسكه على هُوْنٍ أم يَدُسُّه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) سورة النحل: 58-59.

في هذه البيئة وجدنا محمداً صلى الله عليه وسلم يخرج للصلاة حاملاً أُمامة بنت أبي العاص ، ويتقدم إلى الصلاة وهي على كتفه ، فإذا سجد وضعها ، وإذا قام رفعها. ما أرحمه ، وما أحلمه وما وما أعظمه ، أمامة بنت زينب ابنته على كتفه وهو يؤم المسلمين في الصلاة ؟ ماذا عليه لو تركها بحجرته ؟ ماذا لو تركهـا مع من يرعاها ويهدهدها حتى ينتهي من صلاته ؟!

أترى رسول الله تدفقت في قلبه ينابيع الحب والشفقة، فلم يقدر على أن يحرم نفسه من ريح أمامة ؟! أم تراه خاف عليها أن تتألم أو تبكي لفراق جدها ؟! أم الأمر غير هذا وذاك ؟ نعم . أراه صلى الله عليه وسلم أراد أن يعلم المسلمين درساً في الأبوة، أو درساً في الصلاة أو هما معاً .

فكأني به صلى الله عليه وسلم أراد أن يقول لأمته إن الصلاة التي هي مناجـاة من العبد لربه ، الصلاة التي جعلت فيها قرة عينه صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة لا يبطلها ، ولا يمنع منها أن تكون ابنتك على كتفك، بل لعله أراد أن يقول لأمته إن هذه الطفلة والرقة لها ، والشفقة عليها، من مطهرات القلوب ومن أسباب تخليصها لله ، فهي من المعينات على إحسان الصلاة .

أم الأمر أكبر من كل ذلك ، وأنه أراد أن يقول إن هؤلاء البنات اللاتي كُنّ تسودّ منهّن الوجوه ، أولى بالرعاية والإكرام والشفقة والرحمة ؟

نعم هذا ما أردت أن تقوله يارسـول الله فها أنت قد قلته عملياً ، ثم أكدته قولاً: [ من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن ، وأطعمهن ، وسقاهن ، وكساهن ، كنَّ له حجاباً من النار يوم القيامة ] ( ابن ماجه واحمد ).

وقال صلى الله عليه وسلم :[من بُلي من هذه البنات شيئاً، فأحسن إليهن ، كُنّ له ستراً من النار يوم القيامة ] أخرجه البخاري .

نعم إنها الأبوة الحقة الكاملة التي تسع الذكـور والإناث ، ولا تفرق بينهما ، ولا تقدر أن تفرق لو أرادت ، فسخاء العطاء ، وتدفق البر لا يمكن أن يعرف حـدّاً يفرق بين الذكر والأنثى ، ويزداد يقيننا بهذا الذي قلناه ، حين نسمع عائشة رضي الله عنها تقول : أُهـدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قـلادة من جذع معلمة بالذهب ، فقال :[ والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إليَّ ] فاستشرف لها كل نسائه ، فأقبل بها حتى وضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص . أحمد وأبو يعلى.

نعم .. أمامة (الأنثى) أحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إليه ؟!

أيقدر أحد بعد ذلك أن يثير فرقاً بين البنين والبنات ؟ بعد أن حمل رسول الله أُمامة في الصلاة ، وبعد أن أعلن أنها أحب أهل البيت إليه .

وفي هذا أيضاً أنه كان صلى الله عليه وسلم يدلل زينـب بنت أم سلمة ، وكانت طفلة في حِجر أمها ، ويقول لها : ( يا زناب ) .

كذلك نجده صلى الله عليه وسلم يأسى لموت ابنته زينب ، وتظل اللوعة لا تفارقه، حتى إذا ولدت الزهراء فاطمة أنثى سماها زينب إحياء لذكرى ابنته الغائبة .

وأجار أبا العاص حين أجارته ابنته زينب ، ومن قبل ردّ لها قلادتها، وفك لها أسيرها حين أُسر أبو العاص في بدر ، وأرسلت زينب تفتديه بقلادتها .

وحبه صلى الله عليه وسلم لفاطمة ، ومن فاطمة ؟ إنها رابعـة بناته صلى الله عليه وسلم فلو قلنا : أحب زينب لقيل كبرى بناته ، وأول من أذاقته طعم الأبوة ، أما رابعة البنات بعد زينب وأم كلثوم ورقيـة ، ويضفيهـا كل هذا الحب؟ فهذا هو الحب الذي يتدفق من الأبوة الطاهـرة المستقيمة السخية ، التي لا تعرف فرقاً بين الإناث والذكور .

جاءت فاطمة رضي الله عنها وقد مات ولداه القاسـم وعبد الله ، فلو كان هناك مجال للتفرقة بين الإناث والذكـور ، لكان لفاطمة مكان غير هذا المكان ، ومنزلة أخرى غير هذه المنزلة ، بل لكانت عبئاً يضاف إلى شقيقاتها الثلاث ، ولكنها الأبوة الأصيلة النقية ، التي لا تفرق في عطائها ***ائها بين ذكر وأنثى .

وأخبار حُبِّه لفاطمة رضي الله عنها لا تحتاج إلى بيان أو تأكيد ، ومن أراد أن يرجع اليها ، ففي الصحيحين في - مناقب فاطمة - ما يكفي ويشفي .

2. عدم التفرقة بين الأبناء بعضهم وبعض :

اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم من ذريته الأخوات الأربع : زينب ، ورقية وأم كلثوم ، وفاطمة ، وأما القاسم وعبد الله فقد ماتا صغيرين قبل البعثة أو بعدها بقليل . يشهد لذلك سورة الكوثر : ( إنا أعطيناك الكوثر . فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر ) . فقد كانوا يعيرونه صلى الله عليه وسلم بأنه أبتر ، لا ولد له ، وسورة الكوثر من أوائل ما نزل من القرآن في أول البعثة .

والأخبار التي حفظت لنـا معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لبناته ، لم تفصل كثيراً شأن هذه المعاملة وكيف كانت ، وكن متزوجات ، فلم يرد لنا من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم بينـهن شيء نرجع إليه في ذلك فيما نعلـم ، ولكن ما علمه صلى الله عليه وسلم لأمتـه في حديث النعمان بن بشير حين قال : لا أشهد على جور ، يؤكد لنا أنه يرى أن الأبوة السليمة والفطرة المستقيمة هي التي لا تفرق بين الأبناء.

3. أبوة حانية مشفقة :
وأحسب أن ما ضربه النبي صلى الله عليه وسلم يجـل عن المثـل عند الوصف ، ويسمو فوق كل تعليق أو بيان ، وأن ما ورد في هذا المجال من أخبار لا شك مجرد نماذج وأفراد رآها الرواة فسجلوها ورووها ، وإلا فكـم من وقائع لم يشـاهدها شاهد ، ولم يرها راءٍ ، بل كم من وقائع شاهدها المشاهدون ورآها الراؤون ، ولم ينقلوها أو لم يدونوها .

وإنا لنعجب أشد العجب حين نرى أبوة النبي صلى الله عليه وسلم لا يحجبـها ولا يشغلها ، ولا يسترها ، ما كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من جهاد . غزوات نحو الثلاثين ، وسرايا ، ووفود ، ورسل وتعليم ، وتبليغ ، ووسط كل هذا تعلن الأبوة الأصيلة عن نفسها ، وتجد لهـا مكاناً بارزاً في حياته وسيرته صلى الله عليه وسلم .

إن أي رجل الآن يلي منصبـاً ذا مسؤولية في دائرة من الدوائـر ، نجده مهموماً مكروباً مشغولاً ليل نهار ، ينسى ولده وأهله ، وربما ينسى نفسه .

أما الأبوة عند محمد الإنسان صلى الله عليه وسلم ، فنجد لها مكاناً في خِضَمّ هذه الحياة الحافلة بصنوف الشدائد والأهوال . إنها الأبوة الكاملة ، إنها الأبوة القادرة على أن تعبر عن نفسها ، وتعلن وجودها ، بل لعلها أيضاً كانت معركة من ضمن معارك النبوة .

يأتي الوفد من حيث أتى وفيهم سيدهم المطاع - الأقرع بن حابس التميمي - فلا يمنعه صلى الله عليه وسلم ما هو فيه من شغل باستقبال هذا الوفد ، من أن يعبر عن أبوته ، فيداعب الحسن ويقبله، فيعجب الرجل ، ويقول مستغرباً: تقبلون الصبيان؟ إنّ لي عشرة من الصبيان ما قبلت واحداً منهم. وعلى الفور يجيئه الرد قاسياً بمقدار ما في قلبه من قسوة ، عنيفاً بمقدار ما ينطوي عليه سلوكه تجاه أبنائه من عنف . يقول صلى الله عليه وسلم: أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك ؟. رواه البخاري

لم يقل له صلى الله عليه وسلم قولاً ليناً من مثل : لا شيء في تقبيل الأبناء ، أو إن تقبيلهم من المكرمات ، أو إن تقبيلهم من الرحمة والرقة ، إنما جابهه مباشرة بالسبب والسر الذي جعله يسلك هذا السلوك ، وهو أنه محروم ، حرم الرحمة ، نزعها الله من قلبه ، والنبي صلى الله عليه وسلم هنا لا يعنف الأقـرع مؤنبـاً له على شيء لم يرتكبه ، وهو أن الرحمة نزعت من قلبه، ذلك أنه صلى الله عليه وسلم على يقين من أن مقتضى الأبوة المستقيمة ، والفطرة السليمة ، أما هؤلاء فقد كانوا يروضون أنفسهم على خنق صوت الأبوة ، وطمر ينابيع الرحمة والشفقة، ووأد العاطفة إيثاراً للجفاء والغلظة ، حتى يكون أبناؤهم جفاة غلاظـاً يدخرونهم للصـراع القبلي ، الضيق العطن ، فكأنه صلى الله عليه وسلم رأى أن نزع الله الرحمة من قلبه ، إنمـا بعلمهم وسعيهم وإرادتهم .

وحين يعجب متعجب من المصطفى صلى الله عليه وسلم قائلاً له: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم . يقول له صلى الله عليه وسلم : [ من لا يرحم لا يرحم ] رواه البخاري.

وكدأبه دائماً يعلم أمته ، ويدعو إلى الهدى والرشد ، فيجعل بر الأبناء والشفقة بهم عبادة يثاب عليها الآباء ، فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ إذا نظر الوالد إلى ولده نظرة ، كان للولد عدْل عتق نسمة ] رواه الطبراني في الكبير وهو حديث حسن.

وأخبار أبوته الحانية ، ورقته صلى الله عليه وسلم ورحمته بالأولاد لا يتسع المقام هنا للإحاطة بها أو إحصائها ، ولكنا نكتفي بإيراد أمثلة وشواهد لها :

فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : ( ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إبراهيم ابنه مسترضعاً في عوالي المدينة ، وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت ، وإنه ليدخن ، وكان ظئره قينا ، فيأخذه ، فيقبله ، ثم يرجع ) . ( الظَّئر : زوج المرضعة لولد غيرها ، القَيْن : الحدَّاد ) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : عثر أسامة بعتبة الباب ، فشج في وجهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أميطي عنه الأذى ] فتقذرته ، فجعل يمص عنه الدم ، ويمجه عن وجهه ) ثم قال : [ لو كان أسامة جارية لحليته ، وكسـوته حتى أنفِّقه ] رواه ابن ماجه

فهنا نرى حبه صلى الله عليه وسلم ، وإشفاقه ، وتدليـله لأسامة حتى يتمنى أن لو كان بنتًا فيزينه ، ويجمله بالملابس والحُلي ، وحتى يروجها للخُطاب ، وفي قوله هذا من العتاب لعائشة ما فيه ، فحيث تقذرته هي ، وضع فمه ومصه ، ثم حيث أنفت هي واشمأزت ، رآه جميلاً حتى إنه لو كان بنتاً ، لكان جديراً بالحلى والزينة .

ويبدو أن عائشة رضي الله عنها وعت الدرس جيداً ، فقد غيّرت موقفـها في المرة الثانية ، حيث روت رضي الله عنها: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحى مخاط أسامة ، فقالت عائشة دعنى حتى أنا أفعله ، قال : [ يا عائشة أحبـيه ، فإني أُحبه ] رواه الترمذي.

فهنا لم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة ، بل هي التي طلبت أن تنـحي مخاط أسامة ، مع أنها في المرة الأولى طلب منها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنـها تقذرته ، ونستطيع أن نلمح في هذا الحديث أنها استحت من رفـض طلب النبي في المرة الأولى ، وأرادت أن تجامله صلى الله عليه وسلم في هذه المرة، وطلبت هي من النبي أن يدعها تقوم بإزالة مخاط أُسامة .

ويلفت النـظر أن النبي صلى الله عليه وسلم يعـرض عن طلبها ، ولا يلتفت إلى إجابتها ، لا بقبول ولا رفض ، ولكن يوجهها إلى ناحية أخرى ، إلى أساس الأمـر وعموده ، أحبيه يا عائشة ، فإني أحبه . فكأنه صلى الله عليه وسلم أدرك أنهـا لا تقوم بهذا العمل عن رغبة فيه ورضًا به ، وقبول له ، وإنما إرضاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقط ، ولعله أشفق عليها أن تكلف نفسها ما لا تُطيق، ولذا وجهها إلى ما يرجوه فعلاً منها : [ أحبيه ] فإذا أحبته سهل - حيئذ - أن تؤدي له كل ما يرجى من إماطة الأذى .

والأخبار عن حمل الحسن والحسين ، وعن نزوله عن المنبر من أجل أحدهما، وإطالة السجود لركـوب الحسن على ظهره ، والتردد على بيـت فاطمة لتعهـدهما ، والاستمتاع بمرآهما وشمهما ، وكذا ما كان منه تجاه ابنه إبراهيم ، من فرح بميلاده، وحُب له في حياته ، وحُزن عليه عند مماته
يتبع



توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:08 PM   #5

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



عبد المطلب جد رسول الله

قال ابن إسحاق : وكان عبد المطلب من سادات قريش ، محافظاً على العهود ، متخلقاً بمكارم الأخلاق ، يحب المساكين ، ويقوم في خدمة الحجيج ، ويطعم في الأزمات ، ويقمع الظالمين ، وكان يطعم حتى الوحوش والطير في رؤوس الجبال ، وكان له أولاد أكبرهم الحارث ، توفي في حياة أبيه ، وأسلم من أولاد الحارث : عبيدة قتل ببدر ، وربيعة ، وأبو سفيان ، وعبد الله . ومنهم : الزبير بن عبد المطلب شقيق عبد الله ، وكان رئيس بني هاشم وبني المطلب في حرب الفجار ، شريفاً شاعراً ، ولم يدرك الإسلام وأسلم من أولاده . عبد الله واستشهد بأجنادين ، وضباعة ، ومجل ، وصفية ، وعاتكة . وأسلم منهم حمزة بن عبد المطلب ، والعباس . ومنهم : أبو لهب مات عقيب بدر ، وله من الولد : عتيبة الذي دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله السبع . وله عتبة ، ومعتب، أسلما يوم الفتح .ومن بناته : البيضاء أم حكيم ، تزوجها كرز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، فولدت له عامراً وأروى، فتزوج أروى عفان بن أبي العاص بن أمية، فولدت له عثمان ، ثم خلف عليها عقبة بن أبي

معيط ، فولدت له الوليد بن عقبة، وعاشت إلى خلافة ابنها عثمان ، ومنهن : برة بنت عبد المطلب ، أم أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي . ومنهن : عاتكة أم عبد الله بن أبي أمية ، وهي صاحبة المنام قبل يوم بدر ، واختلف في إسلامها . ومنهن : صفية أم الزبير بن العوام ، أسلمت وهاجرت . وأروى أم آل جحش - عبد الله وأبي أحمد ، وعبيد الله وزينب ، وحمنة . وأم عبد المطلب : هي سلمى بنت عمرو بن زيد من بني النجار ، تزوجها أبوه هاشم بن عبد مناف ، فخرج إلى الشام - وهي عند أهلها ، قد حملت بعبد المطلب- فمات بغزة . فرجع أبو رهم بن عبد العزى وأصحابه إلى المدينة بتركته .

وولدت امرأته سلمى : عبد المطلب ، وسمته شيبة الحمد ، فاقام في أخواله مكرماً . فبينما هو يناضل الصبيان ، فيقول : أنا ابن هاشم ، سمعه رجل من قريش ، فقال لعمه المطلب : إني مررت بدور بني قيلة ، فرأيت غلاماً يعتزي إلى أخيك ، وما ينبغي ترك مثله في الغربة ، فرحل إلى المدينة في طلبه ، فلما رآه فاضت عيناه ، وضمه إليه ، وأنشد شعراً : عرفت شيبة والنجار قد جعلت أبناءها حوله بالنبل تنتضل عرفت أجــلاده فيـنا وشــيمتـه فـفاض مني عليه وابل هطـل فأردفه على راحلته ، فقال : يا عم ، ذلك إلى الوالدة . فجاء إلى أم ه ، فسألها أن ترسل به معه ، فامتنعت . فقال لها : إنما يمضي إلى ملك أبيه ، وإلى حرم الله . فأذنت له . فقدم به مكة ، فقال الناس : هذا عبد المطلب ، فقال : ويحكم إنما هو ابن أخي هاشم . فأقام عنده حتى ترعرع ، فسلم إليه ملك هاشم من أمر البيت ، والرفادة، والسقاية ، وأمر الحجيج ، وغير ذلك .

وكان المطلب شريفاً مطاعاً جواداً ، وكانت قريش تسميه الفياض لسخائه ، وهو الذي عقد الحلف بين قريش وبين النجاشي ، وله من الولد : الحارث ، ومخرمة ، وعباد ، وأنيس ، وأبو عمر ، وأبو رهم ، وغيرهم . ولما مات وثب نوفل بن عبد مناف على أركاح شيبة ، فغصبه إياها ، فسأل رجالاً من قريش النصرة على عمه ، فقالوا : لا ندخل بينك وبين عمك . فكتب إلى أخواله من بني النجار أبياتاً ، منها : يا طــول ليلـي لأحزاني وأشغــالي هل من رسول إلى النجار أخوالي بنـــي عــــدي ودينـــار ومازنـــها ومالك عصمة الحيران عن حـــالي قد كنت فيهم وما أخشى ظلامة ذي ظلم عزيزاً منيــــعاً ناعــم البـــال حتى ارتحلت إلى قومي وأزعجني لــذاك مطلب عمــي بترحـــــالـــي فغاب مطـلـب في قعـر مظــلـمـة ثم انبــرى نوفــل يعـدو على مـــالي لــمــا رأى رجـــلاً غابت عمــومــته وغاب أخـــواـله عنـه بلا والــــي فاستنفروا وامنعـوا ضيم ابن أختكم لا تخـــذلوه فمـــا أنتم بخــذالي فلما وقف خاله أبو سعد بن عدي بن النجار على كتابه بكى ، وسار من المدينة في ثمانين راكباً ، حتى قدم مكة. فنزل بالأبطح، فتلقاه عبد المطلب ، وقال : المنزل يا خال ، فقال : لا والله حتى ألقى نوفلاً ، فقال : تركته بالحجر جالساً في مشايخ قومه ، فأقبل أبو سعد حتى وقف عليهم ، فقام نوفل قائماً ، فقال : يا أبا سعد ، أنعم صباحاً . فقال : لا أنعم الله لك صباحاً ، وسل سيفه ، وقال : ورب هذا البيت ، لئن لم ترد على ابن أختي أركاحه لأمكنن منك هذا السيف . فقال : رددتها عليه . فأشهد عليه مشايخ قريش . ثم نزل على شيبة ، فأقام عنده ثلاثاً ، ثم اعتمر ورجع إلى المدينة ، فقال عبد المطلب : ويأبى مازن وأبـو عدي ودينـــار بن تيــم الله ضيــمــي بهم رد الإله علي ركحي وكانوا في انتساب دون قومي فلما جرى ذلك حالف نوفل بني عبد شمس بن عبد مناف على بني هاشم ، وحالفت بنو هاشم خزاعة على بني عبد شمس ونوفل، فكان ذلك سبباً لفتح مكة ، كما سيأتي . فلما رأت خزاعة نصر بني النجار لعبد المطلب ، قالوا : نحن ولدناه كما ولدتموه ، فنحن أحق بنصره، وذلك أن أم عبد مناف منهم. فدخلوا دار الندوة وتحالفوا وكتبوا بينهم كتاباً .


أبو طالب عم رسول الله


وأما أبو طالب : فهو الذي تولى تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد جده كما تقدم ، ورق عليه رقة شديدة ، وكان يقدمه على أولاده . قال الواقدي : قام أبو طالب -من سنة ثمان من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السنة العاشرة من النبوة ثلا وأربعين- يحوطه ويقوم بأمره ، ويذب عنه ، ويلطف به . وقال أبو محمد بن قدامة : كان يقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وله في ذلك أشعار . منها : ألا أبلغا عني على ذات بيننا لؤياً وخصا من لوي بني كعـب بأنا وجدنا في الكتاب محمداً نبياً كموسى خط في أول الكتب وأن عليه في العباد محبة ولا خير ممن خصه الله بالحـب ومنها : تعلم خيار الناس أن محمداً وزيراً لموسى والمسيح ابن مريم فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا فإن طريق الحق ليس بمظلم ولكنه أبى أن يدين بذلك خشية العار ، ولما حضرته الوفاة : دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم -وعنده أبو جهل ، وعبد الله بن

أبي أمية- فقال : يا عم ! قل : لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله، فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل صلى الله عليه وسلم يرددها عليه ، وهما يرددان عليه حتى كان آخر كلمة قالها : هو على ملة عبد المطلب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فأنزل الله تعالى : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ، ونزل قوله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء الآية . قد ابن إسحاق : وقد رثاه ولده علي بأبيات ، منها : أرقت لطير آخر الليل غردا يـذكرني شجـواً عظــيماً مجددا أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى جواداً إذا ما أصدر الأمر أوردا فأمست قريش يفرحون بمـــوته ولســـت أرى حياً يكون مخلداً أزادوا أموراً زيفتها حلومهم ستوردهم يوماً من الغي موردا يرجـون تكذيب النبي وقتله وأن يفترى قدماً عليه ويجحدا كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم صدور العوالي والحسام المهندا خلف أبو طالب أربعة ذكور وابنتين . فالذكور : طالب ، وعقيل ، وجعفر ، وعلي ، وبين كل واحد عشر سنين . فطالب أسنهم ، ثم عقيل ، ثم جعفر ، ثم علي . فأما طالب : فأخرجه المشركون يوم بدر كرهاً ، فلما انهزم الكفار طلب ، فلم يوجد في القتلى ، ولا في الأسرى ، ولا رجع إلى مكة ، وليس له عقب . وأما عقيل : فأسر ذلك اليوم ، ولم يكن له مال . ففداه عمه العباس ، ثم رجع إلى مكة . فأقام بها إلى السنة الثامنة ، ثم هاجر إلى المدينة . فشهد مؤتة مع أخيه جعفر ، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : وهل ترك لنا عقيل من منزل .

واستمرت كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم - كما ذكرنا - . فلما بلغ اثنتي عشرة سنة -وقيل : تسعاً- خرج به أبو طالب إلى الشام في تجارة ، فرآه بحيرى الراهب ، وأمر عمه أن لا يقدم به الشام ، خوفاً عليه من اليهود ، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى المدينة . ووقع في الترمذي : إنه بعث معه بلالاً ، وهو غلط واضح . فإن بلالاً إذ ذاك لعله لم يكن موجوداً

يتبع



توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:08 PM   #6

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



لقد ترك تتابع هجرة الصحابة من مكة إلى المدينة ، واجتماعهم بإخوانهم الأوس والخزرج وانضوائهم تحت قيادة واحدة أثراً ملموساً على قريش ، إذ شعرت أن أمنها وكيانها بدأ يهتز ويتزعزع ، الأمر الذي استدعى منها أن تجتمع وتنظر فيما هي فاعلة بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبقى من صحابته في مكة .
وعقد الاجتماع في دار الندوة ، وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمراً إلا فيها ، وضم الاجتماع العديد من قبائل العرب ، وكان من جملة من حضر ذلك الاجتماع إبليس - أعاذنا الله من شره وكيده- الذي حضر على هيئة شيخ نجدي . وبعد مناقشات ومشاورات نتج عن ذلك الاجتماع ثلاثة آراء :
الرأي الأول : رأي إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة ، ونفيه منها ، وعدم المبالاة به أينما ذهب ، ولكن الشيخ النجدي سرعان ما تدخل واعترض على ذلك بحجة قدرته في التأثير على من يحلّ عليهم فيطيعوه ، فيقوى شأنه ، ثم يعود إلى قريش .
وكان الرأي الثاني : أن يُحبس الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتُغلق عليه الأبواب حتى يموت ، فينتهي خبره ، فاعترض الشيخ النجدي مرة أخرى ، محتجاً بأن أصحابه سيعرفون خبره ، ويبلغهم أمره ، فيعملون على فك أسره .
أما الرأي الثالث وهو الذي تم الاتفاق عليه فكان : أن يقتل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان صاحب هذا الرأي كبير مجرمي مكة أبو جهل بن هشام ، الذي اقترح أن يُؤخذ من كل قبيلةٍ شابٌ قويٌ ذو نسب ، ثم يعطى كل واحدٍ منهم سيفاً صارماً ، فيعمدوا إليه جميعاً فيضربوه ضربة رجلٍ واحد ، فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يقدر بنو عبد مناف على حربهم جميعاً ، وقد لاقى هذا الرأي ارتياحاً وقبولاً عند المجتمعين ، وأيده الشيطان عليه من ربه ما يستحق .
وفض الاجتماع على العمل بهذا القرار الآثم الجائر الظالم الذي يدل على ما وصل إليه القوم من حقد وحنق ، وظلم وبغي ، وكيف أن الكفر قد تغلغل في قلوبهم ، وتمكن من عقولهم .
وقد أشار القرآن الكريم إلى ما دُبِّر في ذاك الاجتماع ، قال تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } (الأنفال :30) ، إلا أن الله سبحانه وهو العاصم لرسوله من كل سوء كما أخبر بقوله : { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } (المائدة:67) أرسل جبريل عليه السلام ليطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقيقة الأمر ، ويأمره في الوقت نفسه بأخذ الأهبة والاستعداد للهجرة ، وهو ما كان ينتظره صلى الله عليه وسلم . وهكذا بدأت الاستعدادات لترتيب أمر الهجرة سراً ، وتم الترتيب مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد أن أخبره صلى الله عليه وسلم بأنه قد أُذن له في الخروج .
وهذا ما سنقف عليه في مناسبة أخرى إذا يسر الله ذلك ، والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين


توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:09 PM   #7

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



بيعة العقبة الأولى


كان من الوسائل التي انتهجها صلى الله عليه وسلم في سبيل تبليغ دعوته عَرْض نفسه في موسم الحج على قبائل العرب التي تتوافد إلى البيت الحرام، يتلو عليهم كتاب ربهم ويدعوهم إلى توحيده، شعاره في سبيل ذلك: ( يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وتملكوا بها العرب وتذل لكم العجم ) فلا يستجيب له أحد، ويردون عليه أقبح الرد ويؤذونه أشد الأذى.
وتروي كتب السيرة أنه صلى الله عليه وسلم في السنة الحادية عشرة من البعثة عَرَض نفسه على القبائل - على عادته صلى الله عليه وسلم كل عام - فاستجاب له ستة نفرٍ من الخزرج، فدعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن الكريم، ثم انصرفوا ووعدوه المقابلة في الموسم القادم.
ولما كان العام المقبل وافى الموسم اثنا عشر رجلاً من الأنصار، فاجتمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه على الإسلام. وقد روى البخاري في "صحيحه" نص هذه البيعة فيما رواه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصونِ في معروف، فمن وفَّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه} قال عبادة رضي الله عنه: " فبايعناه على ذلك ". ثم أرسل معهم مصعب بن عمير وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقهم في دينهم.
ولنا مع هذه البيعة وقفات سريعة، نُجملها في الآتي:
- الوقفة الأولى في هذه البيعة أن الذين استجابوا لله وللرسول كانوا من خارج قريش. ولعل في ذلك حكمة إلهية، وهي أن تسير الدعوة الإسلامية في سبيل لا تدع أي شك للمتأمل في طبيعتها ومصدرها حتى يسهل الإيمان بها، ولا يقع أي التباس بينها وبين غيرها من الدعوات الأخرى. ولأجل هذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، ومن أجل هذا أيضًا بُعث في أمة أمِّيَّة.
- الوقفة الثانية أن الله عز وجل قد مهد حياة المدينة وبيئتها لقبول الدعوة الإسلامية، وكان هذا مما هيأه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم - كما يقول ابن القيم -حتى يمهد بذلك لهجرته إلى المدينة، حيث اقتضت حكمته تعالى أن تكون تلك البقعة هي المنطلق الأساس للدعوة الإسلامية في أرجاء الأرض كلها.
- والوقفة الثالثة أن مبايعة أولئك النفر لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن مجرد نطق بالشهادتين فحسب، بل كانت منهجاً عملياً وسلوكًا فعليًّا لما بايعوا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس المهم في الأمر النطق بالشهادتين وكفى، بل لا بد أن يصاحب ذلك النطقَ عملٌ يصدق ذلك، وممارسة تترجم تلك الشهادة في واقع الحياة. أليس يقول سبحانه في محكم كتابه مخاطبًا عباده المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُون}َ(الصف:2).
وفي بيان هذه الحقيقة والتحذير من فهم الإسلام على أنه مجرد كلمات تقال وطقوس تمارس، يقول سبحانه في حق أهل الكتاب مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِه}(النساء:60).
- وأخيرًا من الدلالات التي نستفيدها من هذه البيعة، بَعْثُه صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة لتعليم أهلها أمر دينهم، وتلبية مصعب لذلك وقيامه به خير القيام، ووجه الدلالة هنا أن مهمة الدعوة الإسلامية ليست وقفًا على الرسل والأنبياء وحسب، ولا على الخلفاء وورثتهم من العلماء، بل إن تبليغ الدعوة جزء لا يتجزأ من حقيقة الإسلام نفسه، فلا مناص ولا مفر لكل مسلم إذًا من القيام بهذا قَدْر وسعه، إذ حقيقة الدعوة في المحصلة إنما هي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فعلى كل مسلم أن يكون على ثغرة من ثُغور الإسلام. ومن هنا نعلم - أو ينبغي أن نعلم - أنه لا معنى لكلمة "رجال الدين" في المجتمع الإسلامي، وذلك أن كل من دخل الإسلام فقد بايع الله ورسوله على الجهاد من أجل هذا الدين، فليس في الإسلام رجل دين، وإنما المسلمون كلهم رجال لهذا الدين...نسأل الله أن يجعلنا من رجال دينه العاملين، ومن الذين صدقوا والتزموا ما عاهدوا الله عليه.





توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:09 PM   #8

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



بيعة العقبة الثانية


بعد أن أنهى النبي صلى الله عليه وسلم اللقاء المبارك مع وفد المدينة المنورة في بيعة العقبة الأولى ، ورجع الوفد إلى ديارهم وأهليهم، بعث صلى الله عليه وسلم مصعب بن عميرسفيراً له في المدينة يعلم أهلها الإسلام ، ويدعوا من لم يدخل في هذا الدين إلى الدخول فيه .
وكانت بعثته صلى الله عليه وسلم مصعباً أمراً غاية في الأهمية ، إذ سرعان ما آتت دعوة مصعب رضي الله عنها ثمارها ، فلم يمض إلا عام واحد حتى دخل أكثر أهل المدينة في الإسلام ، وهنا شعر المسلمون الجدد بمعاناة إخوانهم في مكة ، وهم في مدينتهم سادة ممتنعون عن الأذى والضيم ، ومع ذلك يؤذى رسولهم ، ويلاحق في جبال مكة وشعابها، ويهان أصحابه ، فرحل إلى مكة سبعون رجلا من أهل المدينة ، حتى قدموا في موسم الحج ، وواعدوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يلتقوا به في شعب العقبة ، ولندع أحد النقباء يحدثنا عن هذه البيعة المباركة ، وما وقع فيها من مواقف عظيمة ، حقها أن تكتب بماء الذهب .
يقول كعب بن مالك رضي الله عنه ، فيما رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الشيخ الأرنئووط : ( فنمنا تلك الليلة - الليلة التي واعدوا فيها النبي ، وهي الليلة الثانية من أيام التشريق - مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل ، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل مستخفين تسلل القطا - طائر - حتى اجتمعنا في الشعب - الطريق في الجبل - عند العقبة ونحن سبعون رجلا ، ومعنا امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة ، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت ، قال : فاجتمعنا بالشِّعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب - وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له - فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول متكلم ، فقال : يا معشر الخزرج : إن محمداً منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، وهو في عزِّ من قومه ، ومنعة في بلده ،قال : فقلنا قد سمعنا ما قلت ، فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ، ولربك ما أحببت ، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتلا ، ودعا إلى الله عز وجل ، ورغب في الإسلام ، وقال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم ، وأبناءكم ، فأخذ البراء بن معرور بيده ،ثم قال : نعم ، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا - جمع إزار ويكنى به عن المرأة - ، فبايعنا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنحن أهل الحروب ، وأهل الحَلَقَة - السلاح - ورثناها كابراً عن كابر ، فاعترض قول البراء وهو يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل ، فقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال - يعني اليهود - حبالاً وإنا قاطعوها ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا ، قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم ، وأنتم مني ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً يكونون على قومهم ، فأخرجوا منهم اثني عشر نقيباً منهم تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ، ... وكان أول من أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ، ثم تتابع القوم - يعني على المبايعة - ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارفعوا إلى رحالكم ، قال : فقال له العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غداً بأسيافنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم أؤمر بذلك ، فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا ، فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش - أي عظماؤها - حتى جاؤنا في منازلنا ، فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا ، والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم ، فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا ) .
هذه هي بيعة العقبة وتلك هي أحداثها ، تكاد تتفجر بأمثلة الشجاعة والبطولة ، ولو ذهبنا نتأمل بعض المواقف فيها لأصابنا العجب من عظمتها وجلالتها ، ولنبدأ بموقف النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف عرض دعوته بكلمات موجزة صافية صريحة من غير لبس أو غموض ، ومن غير أن يقدم على قبولها أي عرض دنيوي ، فلم يعدهم بملك أو سلطان ، أو حتى مال يخفف به عنهم ضخامة الحمل الذي سيحملونه ، بل ربطهم بالآخرة عندما سألوه ما لنا ؟ قال :الجنة - كما في رواية ابن إسحاق -، حتى يتحقق فيهم كمال التجرد في قبول هذه الدعوة ، وتحمل تبعاتها ، وفهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا الدرس جيداً ، وأن في قبولهم هذه الدعوة معاداة العرب والعجم ، ***ط الأحمر والأسود من الناس ، وقطع علائقهم ، وعلاقاتهم ، ومع ذلك أقدموا - وهنا تتجلى البطولة في الثبات على المبادئ - رغم عظم الضريبة التي سيدفعونها - ، فقبلوا هذه البيعة لله عز وجل صافية نقية، فلله درها من بيعة ، ولله درهم من رجال ، نسأل المولى عز وجل أن يوفقنا لسلوك طريقهم ، والاقتداء بهم قولاً وعملاً ، إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .



توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:10 PM   #9

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي




البعثــة النبويــة


قبل بعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم كانت البشرية تعيش في ضلالات الجهل والشرك والإلحاد ، وكانت العرب جزءاً من تلك البشرية الغارقة في الانحطاط ، والتي تحتاج إلى من ينقذها وينتشلها مما هي فيه .
كان الجهل فاشياً ، والظلم جاثماً ، والفوضى ضاربة بأطنابها في كل مكان ، حقوق مسلوبة ، وأعراض منتهكة ، وحياة بغير نظام ولا قانون ، ولا تشريع ولا تنظيم ، سوى بعض العادات ، والأعراف القبلية .
كان الأمن مفقوداً ، والسلب والنهب أمراً معهوداً ، حياة لا أمان فيها ، ولا استقرار ، فالمقيم مهدد بالضرر ، والمسافر في وجل وخطر .
كان القتل ، والنهب ، واعتداء القوي على الضعيف ، وكانت الحروب تنشأ لأتفه الأسباب ، فتزهق النفوس ، وترمل النساء ، وييتم الأطفال .
في ظل هذه الظروف وتلك الأوضاع ، وبعد فترة من انقطاع الرسل بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، على رأس الأربعين من عمره ؛ حيث جاءه جبريل وهو في غار حراء بأول ما نزل من القرآن ، فقرأ عليه قوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق }(العلق :1) ، ثم توالى نزول القرآن - الكتاب الخاتم - وبدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعوته على مراتب خمس كما ذكر ذلك ابن القيم-رحمه الله- في كتابه "زاد المعاد" : المرتبة الأولى : النبوة ، والثانية : إنذار عشيرته الأقربين ، والثالثة : إنذار قومه ، والرابعة : إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله ، وهم العرب قاطبة ، والخامسة : إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر .
فقام بمكة ثلاث سنوات يدعو إلى الله سراً ، ثم جهر بالدعوة بعد نزول قول الله تعالى : { فاصدع بما تؤمرُ وأعرض عن المشركين } (الحِجِر :94).
لقد كانت بعثته -صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين ، كما أخبر بذلك أصدق القائلين :{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}(الأنبياء :107) ، وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( إنما أنا رحمة مهداة ) رواه الحاكم في "المستدرك" ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وصححه الألباني .
فمن آمن به وصدقه ، فاز فوزاً عظيماً ، قال تعالى : {ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }(الأحزاب :71) .
ومن أعرض عن هدايته فقد ضل ضلالاً بعيداً ، وخسر في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : {ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}(طه :124).
كانت دعوته إلى الإيمان بالله وحده وعدم الشرك به ، وإلى الفضيلة والرشد ، وإلى الأمانة والصدق ، دعوة إلى الخير بكل أنواعه ، وتحذيراً من الشر بكل أصنافه .
إنَّ بعثته - صلى الله عليه وسلم- كانت ميلاداً جديداً للبشرية ، وتاريخاً عظيماً للإنسانية ، قال تعالى :{ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}(الأعراف :158).
فببعثته كَمُلَ للبشرية دينها ، وتم للإنسانية نعيمها ، قال تعالى : {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }(المائدة :3) .
فكان الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده جميعاً ، ولن يقبل الله من أحدٍ ديناً سواه ، قال تعالى:{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}(آل عمران : 85).
فالحمد لله على نعمة الإسلام، والإيمان ، والقرآن ، والحمد لله على نعمة الطاعة ، واتباع خاتم الأنبياء والمرسلين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد


توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:10 PM   #10

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي





الصبر على أذى المشركين في المرحلة المكية

الحمد لله الذي منّ على عباده المؤمنين بالأجور والحسنات ، فهم في النعمة شاكرون ينالون أجراً ، وفي الأذى صابرون ينالون أجراً ، إنهم في الخير أبداً - شاكرين وصابرين - ثم إن للصبر قيمة كبيرة ، وموقعا جليلا في الإسلام ، وأكثر أعمال الإسلام وفرائضه لها أجر محدود ، إلا الصبر فإن أجره غير محصور ولا محدود ، قال تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب}(الزمر: 10)

من أجل ذلك نجد القرآن يحض على الصبر والمصابرة، ويجعل من الصبر ركيزة أساسية، وعاملا حاسما لإقامة الدين في النفس وعلى الأرض ، قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة:153)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران:200) ، ولأجل أن الصبر بهذه المنزلة من الدين ، فقد كان سمة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم ، تجلت بصورة كبيرة في مرحلة الدعوة الأولى - المرحلة المكية - ، فقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، بشتى أنواع العذاب المعنوي والمادي، ولكنهم تجاوزوا كل ذلك بعزيمة لا تقهر، وصبر أكيد.

فقد واجه المشركون الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته بالأذى المعنوي، والدعاية المغرضة ، فقد سخروا منه ومن رسالته، فأشاعوا عنه أنه مجنون{وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}(الحجر:6)، ورموه بالسحر والكذب {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}(صّ:4)، واستهزءوا بأصحابه فقالوا {أ َهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}(الأنعام: من الآية53)، وجعلوهم مثارا للغمز والضحك {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وإذا مروا بهم يتغامزون} ( المطففين:29 ،30)، وسعوا لتشويه حقيقة القرآن، وإثارة الشبهات حوله، فتارة يقولون : ما هو إلا قصص وأساطير السابقين ، {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الفرقان:5)، وتارة يقولون: تعلمه من علماء البشر كما أخبر القرآن عنهم : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}(النحل:103)، ومرة أخري يحاولون صد الناس عن سماع القرآن والتشويش عليهم {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (فصلت:26).

أما الأذى المادي ، فقد تجرأ المشركون على شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وضايقوه،وجعلوا يرمون في بيته الأوساخ ، بل إن بعضهم وضع على ظهره الشريف أمعاء وأحشاء الإبل وهو ساجد لله بجوار الكعبة.

أما العصبة المؤمنة ، فقد ذاقت صنوفا من العذاب الشديد ، فمنهم من وضع في الرمضاء تحت شمس مكة المحرقة ، ومنهم من منع الطعام والشراب ، ومنهم من وضع عليه الصخر والحجر، وكان شعاره : أحد - أحد، ومنهم من استشهد تحت وطأة التعذيب، وكانت المحاصرة والمقاطعة في شعب أبي طالب ثلاث سنوات كاملة.

كل هذا ما كان ليصد هذه الفئة المؤمنة عن طريق الحق، بل هي صابرة محتسبة مستعلية بدينها وعقيدتها ، تتخذ من رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة ، مستعينة على الأذى بعدة الإيمان الكامل ، ووعد الله للصابرين بالأجر الكبير، لقد كان لصبر هذه الفئة - في الفترة المكية - نتائج كبيرة ، فقد انتصر الدين، وانتشر الحق، وفاضت العدالة ، وأتم الله عليهم نعمته ، وشتت عدوهم ،جزاء صبرهم واحتسابهم .نسأل الله أن يرزقنا صبراً على الحق، وصبراً عن الباطل .





توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:13 PM   #11

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



المقاطعة الاقتصادية




إن من سنن الله الكونية الصراع بين الحق والباطل، فهو أمر مستمر وأينما وُجد الحق قامت رؤوس الباطل لإزهاقه وإطفائه،{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (الصف:8). فالحق مُمْتَحن ولكنه منصور بإذن الله، ولو وقف أهل الباطل في وجهه حيناً من الزمن. وقد وقف المشركون في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته، وما تركوا وسيلة لحربه إلا سلكوها، فقد سلكت قريش ومن تابعها -ضمن خططها الجاهلية- أساليب دنيئة يترفع عنها الإنسان -جنس الإنسان-، لكن مَنْ قال إن الجاهلية تعرف للإنسانية معنى ؟ أو تحفظ عهداً أو ترعى ذمة.

فمن طرق الحرب التي سلكها المشركون ضد المسلمين، الحصار الاقتصادي، فقد تمخض حقد المشركين عن عقد معاهدة تعتبر المسلمين ومن يرضى بدينهم، أو يعطف عليهم، أو يحمى أحداً منهم، حزباً واحداً دون سائر الناس، ثم اتفقوا فيما بينهم على أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهد وميثاق " أن لا يقبلوا من بني هاشم صلحاً أبداً، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل ". وقد فعلوا ذلك في الوقت الذي كانت فيه العرب عامة وقريش خاصة تتغنى بالكرم والجود والبذل والعطاء، وتعتبر هذه الخصلة من مواطن الفخر والمنافسة والسباق، ولكن لماَّ تمكن الحقد من قلوبهم، وسرى الغل في نفوسهم، نسوا كل هذه المعاني التي تعارفوا عليها، وأصبح الذين يطعمون الضيفان، ويلتمسون المحتاجين، يبخلون بالحقوق على قرابتهم وجيرانهم، فقطعوا الأرحام وأجاعوا الأطفال والنساء، ونُزعت من صدورهم كل معاني الإنسانية.

فاضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى الاحتباس في شِعب بني هاشم، وانحاز إليهم بنو المطلب كافرهم ومسلمهم عدا أبا لهب، فقد انحاز لقريش في خصومتها لقومه . وضيَّق المشركون الخناق على المسلمين، وقطعوا عنهم المؤن، ونفد الطعام حتى بلغ بهم الجهد والتعب أقصاه، وسُمع بكاء أطفالهم من وراء الشعب، حتى رثى لحالهم بعض خصومهم .

وكان الصحابة المحاصرون إذا جاءت عير إلى مكة، يأتي أحدهم السوق ليشتري قوتاً لعياله، فيقول أبو لهب للتجَّار : يا معشر التجَّار غالوا على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يدركوا معكم شيئاً، وقد علمتم مالي ووفاء ذمتي، فأنا ضامن أن لا خسار عليكم، فيزيد التجَّار عليهم في قيمة السلعة أضعافاً مضاعفة، فيرجع أحدهم إلى أطفاله من غير شئ، وهم يصرخون من الجوع، قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: "خرجت ذات ليلة لأبول فسمعت قعقعة -أي صوتاً- تحت البول، فإذا هي قطعة من جلد بعير يابسة، فأخذتها وغسلتها، ثم أحرقتها، ورضضتها بالماء ، فتقويت بها ثلاثة أيام". وهذا يدل على مدى الشدة والعنت والحال التي وصلوا إليها بسبب ذلك الحصار الاقتصادي .

وفي أيام الحصار وفي تلك الحالة التي علمنا، كان المسلمون يخرجون إلى لقاء الناس في موسم الحج لدعوتهم إلى الإسلام، فلم تشغلهم آلامهم وما هم فيه عن تبليغ دعوتهم، وعرضها على كل وفد يأتي إلى مكة، فإن الاضطهاد لا يقتل دعوة الحق، بل يزيد جذورها عمقاً وفروعها امتداداً .
وقد كسب الإسلام -خلال فترة الحصار- أنصاراً كُثُر وكسب - إلى جانب ذلك - أن المشركين قد بدأوا ينقسمون على أنفسهم، ويتساءلون عن صواب ما فعلوا، حتى شرع فريق منهم في إبطال هذه المقاطعة، ونقض الصحيفة الجائرة، وقد تم نقض الصحيفة فعلاً.

وخاتمة القول: ما أشبه الليلة بالبارحة فأعداء الله في كل زمان ومكان حرب على الحق وأهله، كما قال الله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إنْ استطاعوا} (البقرة: 217) وهم يستخدمون في ذلك من أساليب الحرب وأسلحتها ما يشبه بعضهم بعضاً فيه، ويرثه المتأخر عن المتقدم، ومن ذلك ما تقدم معنا من الحرب الاقتصادية، والتي استخدمها أعداء الإسلام في هذه الأزمنة أسوأ استخدام، ففعلوا بها الأفاعيل، فكم قتلوا بها من أطفال وشيوخ ونساء، بمنعهم الطعام والشراب والدواء، فأهلكوا الحرث والنسل على مسمع ومرأىً من العالم الذي يرعى حقوق الإنسان - زعموا - والله نسأل أن يمكن لدينه وينصر أولياءه ويخزي أعداءه، إنه ولي ذلك والقادر عليه





توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:13 PM   #12

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



عرض الرسول نفسه على القبائل


بعد مضي سنوات من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مكة وملاقاته منهم العنت والصدود ، وصبره على مواقفهم السلبية وأذاهم له ، صبراً لا تتحمله الجبال الراسيات ، أراد نقل الدعوة إلى القبائل خارج مكة لعله يجد بينهم آذاناً صاغية وقلوباً واعية ، فيؤمن به بعض وجهاء القبائل ، فينشر هدايته ، ويضمن ملاذاً لأتباعه من المستضعفين والمساكين ، لذلك ركَّز الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته على القبائل ورؤسائها .

فبدأ صلى الله عليه وسلم بعرض نفسه على القبائل في السنة الرابعة للبعثة ، واستمر في عرض الدعوة على القبائل في مواسم الحج مستفيداً من تجمعهم ، حيث تأتي القبائل إلى مكة للحج وتحصيل المنافع من تجارة وغيرها ، وفي كل موسم يجدد الدعوة لهم ، فكان يأتيهم قبيلة قبيلة يعرض عليهم الإسلام ، ويقول : يا بني فلان ، إني رسول الله إليكم ، يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد ، وأن تؤمنوا بي ، وتصدقوا بي ، وتمنعوني ، حتى أبين عن الله ما بعثني به .

ولم يكن صلى الله عليه وسلم يسمع بقادم إلى مكة من العرب ، له اسم وشرف ، إلا تصدىله ، فدعاه إلى الله ، وعرض عليه ما عنده .
و كانت قريش تستقبل القبائل والقادمين بسب رسول الله وتوهين أمره حتى لا يقبلوا دعوته للإسلام ، وكان عمه أبو لهب يتبعه ويلاحقه ويرد عليه ويصرف الناس عنه .

ومن تلك القبائل التي دعاها النبي صلى الله عليه وسلم : بنو عامر بن صعصعة ، ومحارب بن خصفة ، وفزارة ، وغسان ، ومرة ، وحنيفة ، وسليم ، وعبس ، وبنو نصر ، وكندة ، و***، والحارث بن كعب ، وعذرة .

وكان صلى الله عليه وسلم حكيما يخرج إلى القبائل في ظلام الليل ، بعيداً عن عيون مشركي مكة المعادين للدعوة ، رائعاً في عرضه للدعوة ، حيث يمهد لذلك كما فعل مع بني *** فبدأ بقوله : يا بني عبدالله ، إن الله قد أحسن اسم أبيكم .

ومع أنه صلى الله عليه وسلم كان يجد الصدود والإعراض ، إلا أنه يصبر ويحتسب الأجر والثواب عند الله ، ويحمل لذلك هماً عظيماً وقلباً رحيماً يظهر من خلال ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، قال فناداني ملك الجبال ، وسلم علي ، ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) . رواه البخاريو مسلم .

وفي موسم حج عام أحد عشر للبعثة التقى الرسول صلى الله عليه وسلم بنفر من شباب يثرب من قبيلة الخزرج ، وكانوا من العقلاء فاستجابوا لدعوته ودخلوا في الإسلام ، وحملوه معهم إلى المدينة.

واستجاب له بعض الأفراد ممن دعاهم أمثال : طفيل بن عمرو الدوسي ، وضماد الأزدي من أهل اليمن ، ممن رجعوا بالدعوة إلى أقوامهم .
وهكذا يجد الإسلام دين الحق طريقه إلى القلوب السليمة ، ويبقى أصحاب القلوب المظلمة على ضلالهم وكفرهم وعنادهم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، والحمد لله رب العالمين


توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:14 PM   #13

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



رحلة الطائف


ذكرنا في مقال سابق أن أحزان النبي صلى الله عليه وسلم وهمومه زادت وتضاعفت بوفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعمه أبي طالب في عام واحد، فـخديجة كانت خير ناصر ومعين له -بعد الله تعالى-، وعمه كان يحوطه ويحميه ، ويحبه أشد الحب، وضاعف من حزنه صلى الله عليه وسلم أنه مات كافراً .

وتستغل قريش غياب أبي طالب فتزيد من إيذائها للنبي صلى الله عليه وسلم وتضيَّق عليه، وكان أبو لهب من أكثر الناس كراهية للدعوة وصاحبها صلى الله عليه وسلم ، حتى إنه كان يلاحق النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج ، وفي الأسواق يرميه بالحجارة ويقول : إنه صابئ كذاب، ويحذر الناس من اتباعه، فضاقت مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الحال، فخرج إلى الطائف راجياً ومؤملاً أن تكون أحسن حالاً من مكة ، وأن يجد من أهلها نصرة، فماذا لقي ؟

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد قال : ( لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي عن ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال فسلم عليّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)ً متفق عليه .

فهؤلاء هم أهل الطائف الذين أمَّل النبي صلى الله عليه وسلم فيهم، ورغب أن يكونوا أحسن حالاً من أهل مكة ، ولكنهم لم يكونوا عند حسن ظنه صلى الله عليه وسلم .

بدأ صلى الله عليه وسلم بسادات القوم الذين ينتهي إليهم الأمر، فكلمهم في الإسلام ودعاهم إلى الله، فردوا عليه رداً قاسياً، وقالوا له: اخرج من بلادنا، ولم يكتفوا بهذا الأمر، بل وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه يسبونه ويصيحون به، ويرمونه بالحجارة فأصيب عليه الصلاة السلام في قدميه حتى سالت منها الدماء، واضطروه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة من سادات أهل الطائف، فجلس في ظل شجرة يلتمس الراحة والأمن ، وصرف أصحاب البستان الأوباش والسفهاء عنه، ثم أمرا غلاماً لهما نصرانياً يدعي عداساً وقالا له : خذ قطفاً من العنب واذهب به إلى هذا الرجل ، فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه وقال بسم الله ثم أكل، فقال عداس إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أي البلاد أنت؟ قال أنا نصراني من نينوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ قال عداس : وما يدريك مايونس ؟ قال عليه الصلاة والسلام ذلك أخي كان نبياً وأنا نبي ، فأكبعداس على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدميه يقبلهما، فقال ابنا ربيعة، أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك ! فلما جاء عداس قالا له ويحك ما هذا : قال لهما ما في الأرض خير من هذا الرجل، فحاولا توهين أمر النبي عليه الصلاة والسلام ، كأنما عز عليهما أن يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بأي كسب .

ورجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليستأنف خطته الأولى في عرض الإسلام وإبلاغ الرسالة للوفود والقبائل والأفراد، وزادت قريش من أذاها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلعت جلباب الحياء والمروءة، فراح بعض رجالاتها يلاحقونه عليه الصلاة والسلام في الأسواق والمواسم يرمونه بالكذب، ويحذرون العرب من اتباعه.

وفي الختام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستسلم لهذا الواقع الأليم، بل صبر وصابر، وواصل جهاده في الدعوة متوكلاً على الله، فكان عاقبة صبره نصر من الله، وفتح عظيم تتفيأ الأمة ظلاله، وتنعم بنور الرسالة الخاتمة، فجزاه الله خير ما جزى به نبياً عن أمته والحمد لله رب العالمين





توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:15 PM   #14

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي




أساليب قريش لمواجهة الدعوة

منذ أن جهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته، وصارح قومه بضلال ما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم، انفجرت مكة بمشاعر الغضب وظلت عشرة أعوام تعتبر المسلمين عصاةً متمردين على دين الآباء والأجداد، ورأت قريش أنَّه لابد من مواجهة هذه الدعوة التي جاءت بتسفيه أحلامهم وسب آلهتهم والقضاء على زعامتهم، فقرروا أن لا يألوا جهداً في محاربة الإسلام وإيذاء الداخلين فيه، واتخذوا لذلك أساليب شتى وطرقاً عديدة للمواجهة، وهذا ما سنعرفه في المقال التالي .

فمن الأساليب التي اتبعوها لمواجهة الدعوة الإسلامية وقمعها، السخرية والاستهزاء والتكذيب لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ليزهَّدوا النَّاس فيه وليضعفوا القوة المعنوية لدي المؤمنين، فتراهم تارة يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّه مجنون {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (الحجر:6) .

وتارة أخرى يصفونه بالسحر والكذب {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} (صّ:4). وكانوا كما قصَّ الله تعالى علينا {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ* وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّون} .(المطففين:29-32).

ومن أساليب محاربة الدعوة كذلك، تشويه تعاليم الإسلام، وإثارة الشبهات حولها وبث الدعايات الكاذبة عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم. فكانوا يقولون عن القرآن إنه أساطير الأولين {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الفرقان:5)
ويقولون كذلك { إنما يعلمه بشر}(النحل:103). ويقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم { مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأسواق }(الفرقان:7) وكل هذه الأقاويل التي قالوها والدعايات التي بثوها ردَّ عليها القرآن ردوداً واضحة وبيَّن بطلانها وتهافتها .

ومن أساليبهم في محاربة الدعوة أيضا، معارضة القرآن بأساطير الأولين وإشغال الناس بها، فقد ورد في السير أن النضر بن الحارث قال مرة لقريش: يا معشر قريش والله لقد نزل بكم أمر عظيم ما أوتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به قلتم : ساحر، لا والله ما هو بساحر ... ثم عدد لهم ما يقولونه عنه وردَّ عليهم فقال: ولا هو بمجنون ولا بشاعر ، ثم ذهب إلى الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم وأسفنديار، فكان كلَّما جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مجلساً للتذكير بالله، جاء بعده النضر وقال لهم : والله ما محمد بأحسن حديثاً مني ، ثم يحدثهم عن ملوك فارس وخرافات رستم و أسفندبار ثم يقول بماذا محمد أحسن حديثاً مني ؟.

ومن أساليبهم في محاربة الدعوة كذلك ، مساومات حاولوا بها أن يلتقي الإسلام والجاهلية في منتصف الطريق، وذلك بأن يترك الرسول صلى الله عليه وسلم بعض ما هو عليه من الحق، ويترك المشركون بعض ما هم عليه من الباطل، فقالوا يا محمد هلمَّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبده خيراً مما نعبد كنَّا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيراً مما تعبد أنت، كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى فيهم سورة كاملة وهي قوله تعالى:{ قل يا أيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون *ولا أنتم عابدون ما أعبد* ولا أنا عابد ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين}(سورة الكافرون).

ولماَّ لم تنفع تلك الأساليب كلُّها في قمع الدعوة وإسكات صوتها، لجؤوا إلى أسلوب آخر وهو تعذيب الداخلين في هذا الدين، والتنكيل بهم، ظناً منهم أنهم إذا عذبوهم وضربوهم سيتركوا ما هم عليه، فأما أصحاب المكانة في قريش كـأبي بكر و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب وغيرهم فقد منعهم الله بقومهم ومكانتهم وأما سائر المؤمنين الضعفاء الذين ليس لهم عصبة تدافع عنهم فقد تفنَّنت قريش في تعذيبهم وكشَّرت عن أنياب الغيظ والحقد، وسلَّطت عليهم من سياط العذاب ما لو سلط على جبل لتفتت .

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عن قال : (كان أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال ، والمقداد، فأمَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد ، وصهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد أتاهم على ما أرادوا - أي وافقهم في بعض ماطلبوا منه من شدة التعذيب - إلا بلالاً فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد، أحد ) رواه أحمد وابن ماجة .

وبالجملة :فإن المشركين بذلوا كل ما في وسعهم لتعويق الدعوة ومنعها من الوصول إلى الناس ، ولكن خابوا وخسروا، وأدركوا أن ما يريدونه بعيد المنال ، إنما هي المكابرة، ومن يغالب الَله يُغلب، فهذا أمرٌ أراد الله إنقاذه {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (الصف:8) . فكان ما أراد الله تعالى من نصرة دينه ورسوله وأوليائه، وهم منصورون إلى يوم القيامة، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين .


توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 02:15 PM   #15

dark2010
عضو لامع



الصورة الرمزية dark2010


• الانـتـسـاب » Apr 2008
• رقـم العـضـويـة » 18809
• المشـــاركـات » 1,383
• الـدولـة »
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر »
• الـجـنـس »
• نقـاط التقييم » 10
dark2010 صـاعـد

dark2010 غير متواجد حالياً


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dark2010

افتراضي



إسلام عمر وحمزة رضي الله عنهما


إن الأفق المتلبد بالسحب قد يتولد منه برق يضئ, فقد مرت على المسلمين في مكة أيام غلاظ شداد مظلمة اضطرت فيها جماعات من المسلمين أن تفر بدينها إلى أماكن شتى وبطرق مختلفة، وبقي من بقي يكابد العنت والضيق من شطط المشركين وكيدهم، إلا أن عناصر جديدة دخلت الإسلام جعلت قريشاً تتروى في أمرها قبل أن تقدم على إساءاتها المبيَّتة ضد المسلمين.

ومن هؤلاء الذين أسلموا وكان إسلامهم فتحاً ونصراً للإسلام والمسلمين، وحسرة على المشركينحمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلاً قوياً ذا عزيمة وشجاعة، وسبب إسلامه هو الغضب والحمية لابن أخيه صلى الله عليه وسلم، وخبر ذلك أن حمزة رضي الله عنه كان قادماً من الصيد فلقيته مولاة لعبد الله بن جدعان وأخبرته أن أبا جهل قد سب ابن أخيه سباً قبيحاً وآذاه، فأسرع حمزة وقد تملَّكه الغضب حتى جاء النادي الذي فيه أبو جهل ، وهو جالس بين قومه فوقف حمزة على رأسه وضربه بالقوس فشج رأسه شجة كبيرة وقال له : أتشتمه وأنا على دينه؟ أي تشتم محمداً وأنا أدين بدينه؟، فكان إسلام حمزة رضي الله عنه في بادئ الأمر حمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنفة أن يهان وهو ابن أخيه ، ثم شرح الله صدره للحق، قال حمزة رضي الله عنه: لما احتملني الغضب وقلت أنا على دينه، أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي وبت من الشك في أمر عظيم لا أكتحل بنوم ، ثم أتيت الكعبة وتضرَّعت إلى الله سبحانه أن يشرح صدري للحق ويذهب عني الريب، فما أتممت دعائي حتى زاح عني الباطل وامتلأ قلبي يقيناً ، فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لي بأن يثبتني الله، وقال حمزة حين أسلم أبياتاً من الشعر منها:
حمدت الله حين هدى فؤادي إلى الإسلام و الدين الحنيف
لدين جاء من رب عزيز خبير بالعباد بهـم لطــيف
إذا تليت رسائله علينا تحدر دمع ذي اللب الحصيف
رسائل جاء أحمد من هداها بآيات مـبيَّنة الحـروف

وأبلى حمزة رضي الله عنه في الإسلام بلاءً حسناً، ودافع عن الإسلام وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعاً عظيماً إلى أن اصطفاه الله تعالى في الشهداء، وقد شهد له بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( سيد الشهداء حمزة) رواه الطبراني.
وأما الرجل الآخر الذي كان إسلامه كذلك فتحاً ونصراً للمسلمين، وخزياً للمشركين وحسرة عليهم فهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد كان عمر رضي الله عنه من أوائل المحاربين للإسلام والمستهزئين بالمسلمين، وكان معروفاً بحدة الطبع وقوة الشكيمة، وطالما لقي المسلمون منه ألوان الأذى، وصنوف العذاب، قالت زوجة عامر بن ربيعة : ( والله إنّا لنترحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجاتنا ، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علىَّ وهو على شركه وكنَّا نلقي منه البلاء أذىً لنا وشدةً علينا، فقال : إنَّه الانطلاق يا أم عبد الله؟ قالت: قلت نعم والله لنخرجن في أرض الله، آذيتمونا وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا مخرجاً، فقال عمر صحبكم الله ، ورأيت له رقة لم أكن أراها ثم انصرف وقد أحزنه فيما أرى خروجنا، قالت فجاء عامر بحاجته فقلت يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفاً ورقته وحزنه علينا، قال: أطمعتِ في إسلامه؟ قلت: نعم، قال : والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب)، قال ذلك يأساً منه لِمَا كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام، ولكن قلب المرأة كان أصدق من رأي الرجل، فإن غلظة عمر كانت قشرة خفيفة تكمن وراءها ينابيع من الرقة والعطف والسماحة تفجرت بعد إسلامه .

والظاهر أن عمر كانت تتصارع في نفسه مشاعر متناقضة، وهي تقديسه لتقاليد وعادات الأباء والأجداد، واسترساله مع شهوات السكر واللهو، ثم إعجابه بصلابة المسلمين وثباتهم على عقيدتهم، ثم الشكوك التي تراوده في أن ما يدعو إليه الإسلام أجل و أزكى من غيره.

هذا وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء كان بركة على عمر وتوفيقاً من الله تعالى له، روى الترمذي في سننه من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم (اللهم اعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب قال وكان أحبهما إليه عمر ) فاستكان عمر رضي الله عنه للحق وأعلن إسلامه، ولما خلُصت نفسه من شوائبها، وتمحَّصت بالإسلام، كان مدداً عظيماً لجند الله، فازداد المسلمون به منعة وقوة ووقعت في نفوس الكافرين حسرة، قال ابن مسعود رصي الله عنه إن إسلام عمر كان فتحاً، وإن هجرته كانت نصراً، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنَّا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتل قريشاً حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه)، وروى البخاري عن ابن مسعود كذلك قال مازلنا أعزة منذ أسلم عمر).

وهكذا كان إسلام هذين الرجلين العظيمين فتحاً ونصراً للإسلام، ونصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقوة للمسلمين، ورفعاً لمعنوياتهم، والمتأمل يجد فرقاً هائلاً بين طبيعة المواجهة مع الإسلام في سنيِّه الأولى وبينها في السنة التاسعة وما بعدها حيث انضم عمر بعد حمزة إلى ركب الإيمان ، { وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } (الصف:8)




توقيع dark2010 :
ابعدينيـ من عليـ الدنيا وخدينيـ من بلاد الحزنـ لبلادكـ اسير
احبك كما لم تحبى
حبيـ ليـــ بحبك حب مش عادى ــالى ـبتى
مشاعرى من زمان تانى
سوفـ تبـ ق ـين حبا ليـ واماً لحبى ما حيتـ
فانـ كنتى معى عشقتك وان رحلتى اموتـ



رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
حلقات من السيره النبوية الشريفة ... هل تستحق المشاهدة والتثبيت mr.alaa24 القـسـم الإسـلامـى الـعـام 8 04-01-2013 01:53 AM
والله انسان الشجره بالفيديووو @@gmagimo@@ بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 8 15-04-2012 09:28 PM
السيره الذاتيه عن نو ميرسى راب - About Mc No Mercy Mo7MeD بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود 5 18-11-2011 05:39 AM
السيره الذاتيه لعمرو بن العاص omarhamad القـسـم الإسـلامـى الـعـام 8 08-02-2011 10:23 PM


الساعة الآن 02:04 AM.

أقسام المنتدى

الـمـنـتـدى الـعـام @ مـنـاقـشـات عـامـة حـول سيلك رود أون لايـن @ قـسـم الـتـرحـيـب و الـتـعـارف @ صـور سـيـلك رود @ فـيـديـو سـيـلك رود @ أخـبـار سـيـلك رود أون لايـن @ مـنـتـدى لـعـبـة SilkroadOnline @ الـقـسـم الـتـعـلـيـمـى @ قـسـم الاسـئـلـه و الاسـتـفـسـارات حـول الـلـعـبـة @ قـسـم الـبـرامـج الـمـسـاعـدة @ الـمـنـتـدى الادارى @ قـسـم خـاص بـالـمـشـرفـيـن @ قـسـم الـشـكـاوى والاسـتـفـسـارات @ قـسـم الاقـتـراحـات @ قسم البيع والشراء (Gold) @ منتدى البيع( Gold) @ منتدى الشراء (Gold) @ مـنـتـدى الـبـرامـج والـحـمـايــة @ طريق الحرير بالسيرفر الكورى ( Korean SilkRoad ) @ قـسـم الـ AgBot @ منتدى بيع الأكونتات ( Accounts ) @ منتدى بيع اللبس والأسلحة ( Item ) @ منتدى شراء اللبس والأسلحة ( Item ) @ مـنـتـدى الـسـيـرفـرات والـجـايـلـدات الـعـربـيـة @ Flora @ Minerva @ Feronia @ Bellona @ منتدى سـيـرفـرات وجـايـلـدات [ Silkroad Online ] @ قسم المواضيع المكررة و المخالفة @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول البوت @ مـنـتـدى الـبـوتـات والـبـرامـج اللازمـة لـتـشـغـيـل الـلـعـبـة @ قـسـم الـ PhBot @ -== قسم ال T-BOT ==- @ Ceres @ بـعـيـدآ عـن سـيـلـك رود @ سـجـل تـطـويـرات الـمـنـتـدى @ قـسـم الـسـيـرفـرات الـخـاصـة @ القـسـم الإسـلامـى الـعـام @ قـسـم الـحـمـايـة @ آرشـيـف الـمـواضـيـع الـمـمـيـزة @ قـسـم الـ StealthLite Bot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Agbot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال StealthLite @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال PHBOT @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال T-BOT @ قـسـم الـ SroKing Bot @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء [ Silkroad Online ] @ Flora @ Ceres @ Bellona @ Minerva @ Feronia @ قـسـم شـهـر رمـضـان الـمـبـارك 2020 @ اخـبـار الـتـقـنـيـة و الـتـكـنـولـوجـيـا @ قســم البــرامج العامــة @ قسم الاسئلة و الاستفسارات الخاصه بالبرامج والحماية @ ECSRO @ ECSRO(Fembria) @ ECSRO(VIP) @ SJSRO (OLD) @ SJSRO (new) @ sunworld @ قـسـم الـ IBot @ قـسـم الـريـاضـة الـعـامـة @ Vsro @ Rusro @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء [ Private-SRO ] @ ZSZC & Aurora @ قـسـم الـ Sbot @ قـسـم الـ Mbot @ V.I.P Zone @ دردشة الاعضاء VIP @ قسم الدعم الفنى والاقتراحات VIP @ قـسـم تـعـديـل [ PK2 Edit ] @ Mysro @ الــمكتبة القرانية @ قسم الصوتيات والمرئيات الإسلامية @ قسم المكتبة الإسلامية @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال IBOT @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Sbot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Mbot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Sroking @ Elite & Eroad @ DreamWorld @ قـسـم سـيـرفـرات وجـايـلـدات [ Silkroad-R ] @ Maycena @ قسم الاسئلة و الاستفسارات لعمل السيرفرات الخاصة @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء [ Silkroad-R ] @ مـنـتـدى الـسـيـرفـرات الـخـاصـة - Private SRO @ Perfection @ Ex.Silkroad R @ SroKings @ قـسـم الـتـصـامـيـم والـجـرافـيـكـس @ Other Online Games @ قـسـم S4 League @ قسم CrossFire @ قسم Conquer Online @ قـسـم بـيـع وشـراء LOL @ تـحـمـيـل ألـعـاب Pc Games @ طلبات و استفسارات و مشاكل الالعاب @ Barons Online @ (AriesOnline (Pvp @ QueenSRO Network @ مشاكل & استفسارات S4 League @ مشاكل & استفسارات CrossFire @ World's Gate @ Sun-World @ قسم Aion @ قسم Continent Of The Ninth @ قسم World Of Warcraft @ PanicSro @ الـقـسـم الاخـبـارى @ قـسـم خـاص بـمـواضـيـع الاعـتـزال والاجازات @ IceSro-R @ Kings_Silkroad @ Justice Road @ ArabianRoadOnline Network @ Devias Online @ قـسـم طـلـبـات الـفـحـص @ CrossFire Fantasy Game @ قسم هاكات CrossFire @ مشاكل & استفسارات Aion @ مشاكل & استفسارات Conquer Online @ قسم الاسئله و استفسارات للعبة League Of Legends @ legenD road @ WantedSro Online @ قسم شروحات الشخصيات والبيلدات @ قسم الشروحات و البرامج المستخدمة في عمل السيرفرات الخاصة @ Mixsro @ قـسـم الـمـسـابـقـات والألـعـاب @ قـسـم الأسـئـلـة والاسـتـفـسـارات الـمـتـعـلـقـة بـ SRO-R @ LegenD Road @ Knights War Online @ Evolution Network @ FlagSRO Network @ Perfection (PvP) Network @ قـسـم هـاكـات S4league @ منتدى المنوعات @ حــرب العصــابــات @ قــســم الادارة الــعــلــيــا @ كــأس العالــم لـلاذى @ Destructions Network @ FanTasYWorld @ مـتـجـر خـدمـات وممـيـزات الـرصـيـد الـبـنـكـي @ Smart-Sro Online @ InFusion Online @ قـسـم الأنـمـى الـعـام @ Divine Online @ قـسـم Dota @ تـقـاريـر وأخـبـار ألـعـاب الـ PC @ GameXen Network @ inferno online @ منتدى عمل السيرفرات الخاصة @ قسم الحماية والاوتوايفنت للسيرفرات الخاصه @ الأسئلة و الاستفسارات الخاصة بالـ PK2 edit @ Velestia @ Punisher Sro Online @ Atlantis Online @ ALEXNADER SRO @ Hell World Online @ ImmortalRoad @ قـسـم الـ Centerbot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال Centerbot @ Time.Sro-Online @ Revenge (PVE) Online @ مـنـتـدى Silkroad4arab || Games Online @ ركن الالعاب الاون لاين و المتصفح Online Games @ قسم دروس التصميم (مونتاج - فوتوشوب) @ قسم ادوات التصميم و ملحقاتها @ قسم المانجا @ قسم تقارير الانمي @ دورة الفوتوشوب للمبتدئين @ الشروحات العامة @ قسم طلبات التعريفات @ مـسـودة الأعـضـاء @ Creddy Online @ Alliance-sro @ Quick Road (PvP ) @ قسم الاسئله والاستفسارات لعمل الفيديو @ منتدى لعبة League Of Legends @ أخبار ومناقشات League Of Legends @ قسم بيع وشراء لعبة CrossFire @ القسم التعليمي للعبة League Of Legends @ منتدى سيرفرات [ LOL ] @ North America @ EU West @ EU Nordic & East @ صـور و فـيـديـو League Of Legends @ قسم طلبات واستفسارات البيلدات والشخصيات @ قسم تقارير المخالفات والإنذارات @ قـسـم كـشـف الـدمـج و الـتـلـغـيـم @ قسم Wolf team @ قسم Dota 2 @ قسم Dragon nest @ قسم DC Universe Online @ قسم انظمة تشغيل Windows @ Quenth Online @ Wolf team Arabic @ RealDreamSro ( PvP ) @ EmpireSRO @ Amazing Sro @ Speed-sro @ . Destructions Network @ SilkRoad E 80 China @ قـسم المــواضـيع الـشعـريه والادبـيـه @ قـسـم اخـبـار الانـمـى @ Greats-sro Online @ قـسـم الـكـومـيـكـس @ منتدى الفحص @ Srowing @ Dakupra-Online @ حرب العصابات @ قسم خاص بالاسئله والاستفسارات الخاصة بالجرافيكس @ منتدى لغات البرمجة و التطوير @ قسم شروحات لغات البرمجة و التطوير @ مناقشات لغات البرمجة و التطوير @ قسم الاسئلة و الاستفسارات الخاصه بلغات البرمجة @ استراحة البوتاتــ @ PantuSRO @ القسم التجارى الرسمي ( Vps Hosting , Diacated server,Silkroad edit ) @ Tyr Online @ RocSro @ Legend Of Silkroad @ Pioneer Gaming-Network @ Valentus - CAP 80 @ MirrorSro @ Eridanus Online Cap90 @ Fear-Sro @ Silkroad-Z Online PVE @ طـلبات الاعضـاء @ Massive-Network @ Kryptonite-Sro @ DeathRoad @ Mysro Servers @ Devils Team @ DooMSRO Network @ EROAD SRO @ Story-SRO @ Ventrue-Online @ Settlers-SRO @ Electus Online @ MarsRoad Online @ Arrow Online @ Selene @ Hermes @ OldSro Online (cap 80 ) @ Sunroad @ Eloys Online @ Sentiero-Road Online @ Steam-Sro @ Arcane Reborn Online @ Eryxonline @ Vengeance Online @ Mirage Online @ SyndiCateOnline @ Desert Sro @ NeSro Network @ قسـم الـ Android @ قســم تــطويـر المــواقع والمــنتديـــات @ قـسـمـ الـلـهــو الـخــفــي @ MegaWar Sro @ Mirror Sro @ AdvancedSRO @ OblivionSilkroad @ Arrivals_Sro @ Amphibius Online @ Royal online @ Forbidden-Sro @ vanish-sro @ Majesty Online @ Chaos Network @ قـسـم الـ srAssist Bot @ قسم الاستفسارات ومشاكل وحلول ال srAssist Bot @ Damocles Sro @ Demo Sro @ KingsRoad @ Arius 9D ch & eu @ brother sro @ DreamWorld-Online @ Poseidon-Sro @ Ph-Sro @ Jupiet-Online @ Fury Sro @ JungleSro @ Xemia Games @ invctus-sro @ Revolution Gaming Network @ DemonSro @ Aeolus @ Golden Sro @ Chaos Network @ Chaos II Online @ Fallen Soul @ Xian @ Xian @ Revira online @ قسم اللياقة البدنية @ كاس العالم للاذي 2018 @ Unix Sro @ Immortal SRO @ قـسـم الاغـانـى الـعامة [English - Arabic - Videos] @ قـسـم الـرابــ (Rap) @ أرشـيـف الـمـواضـيـع الـمـمـيـزة @ Perfection SRO @ Rev-Sro @ Egypt Sro @ قـسـم خـاص بالـ Data Base @ قـسـم PUBG Mobile @ قـسـم Fortnite @ PureSRO @ Battle-Online @ قـسـم تـحـمـيـل الأفـلام الـعـربـيـة @ قـسـم الـسـيـرفـرات الـخـاصـة الـمـجـانـى @ URBANO-SRO @ Royalty-Road Online @ Zero-Online @ Anoha 140 PVE @ Anoha 140 PVE @ Exorue 80 CH @ Pantu-SRO @ Victor SRO @ Flare Online @ Terasus Online @ Aeolian Online @ Maygen Online @ Norges Online @ Ragnis Online @ قـسـم الـ [ ST-FILTER ] @ Requer Online @ الـقـسـم الـتـجـاري لـ ISRO [خاص فقط لبيع منتجات اللعبة الاصلية] @ Dynastic online @ مـنـتـدى الـسـيـرفـيـرات الـتـركـي والـروسـي @ قـسـم سـيـرفـرات وجـايـلـدات الـسـيـرفـر الـتـركـى [TR-SRO] @ Troy @ Smyrna @ Side @ Olympos @ Teos @ Perge @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء الـسـيـرفـر الـتـركـي [ TR-SRO ] @ قـسـم سـيـرفـرات وجـايـلـدات الـسـيـرفـر الـروسـي [ RU-SRO ] @ قـسـم الـبـيـع والـشـراء الـسـيـرفـر الـروسـى [ RU-SRO ] @ Miele Online @ Old Silkroad - ZSZC @ Paranormal @ Aquarius Online @ T-SRO online @ Glory @ Serv Game @ Roxy Online @ Enfexia Online @ Aege Online CAP 110 @ Florian Online @ SroPace Online @ Elessea Online @ Dream World @ Asona Online @ Victus-R Online @ Rexall Online @ Pirate Online @ Vela Online @ Sever Games @ ZSC ONLINE @ 4tressro @ Asteria Online @ Sro Pvp @ Liguard Online @ Cripple Online @ Dune Online @